اذهب الي المحتوي
منتدى العقاب

تحرير الاقصى بين العمل الجاد والتفريغ العاطفي


ابو معاذ 89

Recommended Posts

بسم الله الرحمن الرحيم

في الوقت الذي كان يعد فيه حزب التحرير في كل اماكن تواجده في العالم لاحياء ذكرى هدم الخلافة وشرح ما نتج عن ذلك من المصائب والنوائب في نفس الوقت كانت تستعد المسيرات من مدن شتى للقيام بمسيرات نحو القدس وقد كانت هذه المسيرات في الاردن ومصر وغزة والضفة الغربية والتي منها ما وصل الى نقاط الاحتكاك ومنها ما منعه النظام القائم في بلده من ذلك

وهنا قد يقول قائل ان احياء ذكرى هدم الخلافة ورفع شعار اتها هي التي تحرر القدس والمسيرات المذكورة كله عمل واحد او متكامل او متوافق خاصة في الغاية والهدف وهو تحرير الاقصى

ان هذا القول بعيد عن الواقع ومجاف للحقائق وقلب للاوضاع او على الاقل تمييع لها وذلك للفروق الماثلة والواضحة بين العملين ومن ذلك :-

1- عندما طرح اصحاب المسيرات الى القدس غايتهم كانت هي تحرير الاقصى وهذا امر مطلوب ولكن الاليات التي اتخذت والمطالب التي طرحت لم تفي بالغرض ففي الوقت الذي سارت فيه الجموع نحو الاقصى كانت قوى الامن تمنع السائرين من الوصول الى الحدودالتزاما بالاتفاقيات الموقعة علما انه من المفروض ان تقوم هذه الجموع بالطلب من الجنود السير الى القدس فهم اهل القوةوالنصرة لما يملكونه من الامكانات والخبران والمعلومات ولكن ات تسير المسيرات الى الحدود مخلفة الجيوش خلفها فهذا لا يدل على جدية في هذا المطلب

2-كان على هذه المسيرات ان تطلب من كياناتها الغاء الاتفاقيات الموقعة مع اليهود مثل كامب ديفيد ووادي عربة واوسلو لانه ليس من المعقول ان تقوم دولة عربية موقعة على هذه الاتفاقيات بتحرير الاقصى ولن تسمح به فالاولى بالمسيرات العمل على التاكيد على ان كيان يهود كيان غاصب ويجب ازالته وليس كيانا معترفا فيه ويجب الحفاظ على الاتفاقيات الموقعة معه

3-لو كانت هذه المسيرات جادة لنظرت الى الوقائع وهي ان فلسطين قد تم تسليمها لليهود من قبل الانظمة العربية وهي التي تحافظ عليها ولا يمكن تحرير فلسطين بوجود هذه الانظمة الداعمة لها

4- لو كانت هذه المسيرات جادة لطالبت بوقف تدفق البترول الى الدول الغربية الداعمة لليهود واحتلالهم لفلسطين وهذا سلاح شديد الفتك بالغرب حيث ان كمية النفط التي تصدر يوميا عن طريق مضيق هرمز فقط تصل الى 18 مليون برميل نفط اضافة الى ما تصدره دول اخرى

5- لو كانت هذه المسيرات جادة لعلمت ان فلسطين ضاعت عندما سقطت الخلافة وعودة الخلافة سيعيد فلسطين وهو ما يستدعي العمل لذلك وليس العمل ضده

ان ما طرحنا يدل على امرين اثنين الاول ان هذه المسيرات هي عبارة عن تفريغ لشحن عاطفي مؤقت محدود زمانا ومكانافبعد انتهاء المسيرات يعود كل الى عمله دون استكمال العمل لتحرير القدس

اما الامر الثاني فهو ان هذه المسيرات تختلف عن الذي يقوم به حزب التحرير من المسيرات والمؤتمرات والنشاطات وذلك لان هذه النشاطات هي جزء من العمل وليس العمل وهي احد اساليب التعبير وليس الغاية

فالحزب بدا بدراسة قضية المسلمين المصيرية والتي نتج عنها كل قضاياهم ومعاناتهم وهي فقدان العزة والتمكين وذلك بسقوط الدولة الاسلامية والتي نتج عنها شرذمة الامة واستيلاء الاستعمار عليها وعلى خيراتها وخلق قضايا صعبة للامة منها فلسطين ومنهاميانمار ومنها كشمير ومنها اهمال شرع الله بعد ابعاده عن الحكم

ان حزب التحرير قد عرف جذور المشكلة فحدد غايته والتزم طريقته وتحرك على هذا الاساس والذي لا يمكن للوصول الى القدس بدونه

ان نشاطات حزب التحرير ليست غاية وانما هي شكل من اشكال التعبير عن المشكلة وطرح الحل العملي الشرعي المنتج لهذه القضية فحشد الامة لطاقاتها واستخدام خيراتها كوسائل ضغط على الدول التي تدعم اليهود اعمال يمكننا بها ا نهاء المشكلة او على الاقل تحجيمها واما ما سوى ذلك فهو تخدير للامة ثم نفخ عاطفي ثم تنفيس لهذا الاحتقان

فالفرق بين الامرين بعيد والبعد بين العملين شاسع ولذلك لا يمكن وصفهما بانهما يصبان في هدف واحد بدعوى وحدة الهدف والشعار

وفي الختام اسال الله ان يلهمنا رشدنا ويسدد خطاناويحقق غايتنا انه خير مسؤول واسرع مجيب واقدر فاعل -89

رابط هذا التعليق
شارك

Join the conversation

You can post now and register later. If you have an account, sign in now to post with your account.

زوار
اضف رد علي هذا الموضوع....

×   Pasted as rich text.   Paste as plain text instead

  Only 75 emoji are allowed.

×   Your link has been automatically embedded.   Display as a link instead

×   Your previous content has been restored.   Clear editor

×   You cannot paste images directly. Upload or insert images from URL.

جاري التحميل
×
×
  • اضف...