اذهب الي المحتوي
منتدى العقاب

الكهرباء تنقطع في المساجد, ولكنها لا تنقطع عن أقبية السجون


منذر عبدالله

Recommended Posts

الكهرباء...!

 

تلك الطاقة التي أنعم الله بها علينا, يمكن أن تنير لنا بيوتنا وطرقاتنا ومدننا فتبقى نعمة كما أراد الله لها أن تكون حين خلقها, ويمكن أن تستخدم في الشر خلافا لما أراد لها خالقها فتتسبب لنا بالشقاء والتعاسة.

 

تماما كما الطاقة الكامنة في داخلنا من غرائز وحاجات عضوية, فيها قابلية الخير والشر, والذي يتحكم في ذلك هو الفكر الذي يحمله الانسان إن كان خيرا فخير وإن كان شرا فشر.

فالسلوك الانساني ليس راجعا إلى الغرائز والحاجات, وإنما إلى المفاهيم التي يحملها الانسان عن الحياة. فالغرائز والحاجات مجرد دوافع للعمل, وهي واحدة عند كل البشر, إلا أن السلوك يختلف من إنسان لآخر رغم أن الدوافع الفطرية واحدة بسبب إختلاف الفكر.

الذي يجعل السلوك مختلفا هو المفاهيم التي يحملها كل إنسان, فهي التي تحدد سلوكه وتحدد توجهه, وهي التي تجعل برقيها السلوك راقيا, وبإنحطاطها تجعل السلوك منحطا.

لذلك كان لا بد من العناية بالأفكار والمفاهيم وخاصة الأساسية منها, لأنها المسؤولة عن بناء الشخصية كلها من عقلية ونفسية بل والمتحكمة في مسار حياة الانسان بل وفي مسار التاريخ والبشرية جمعاء.

 

الذي جعلني أكتب هذا التعليق هو ما قرأته اليوم وأنا أطالع صفحة الأخبار على الفيسبوك.

قرأت خبرا يتحدث عن إنقطاع الكهرباء لأيام في مناطق لبنانية وخبرا آخر يتحدث عن تعرض عشرات السجينات المسلمات للتعذيب بالكهرباء في العراق وسوريا...!

 

اليست مفارقة أن نصل إلى هذا الحال المزري بحيث تتحول وسيلة الانارة إلى وسيلة للظلمة...!

 

تماما كما هو حال الحكومات التي توظف بعض علماء السلطة الذين بدل أن يكونوا منارات هدى بما لديهم من علم, يتحولون إلى أبواق للباطل ودعاة على أبواب جهنم, وسببا لتخدير الأمة.

دول كافرة وعابثة... تُحوّل الكهرباء من طاقة إيجابية أريد لها أن تحيي البشر وتخدمهم وتنير دربهم, إلى طاقة قاتلة... فتحرم منها الناس ليتم تحويلها إلى طاقة هدامة تنتهك بها الحرمات وتسحق من خلالها الكرامات وتتخذ وسيلة لفرض الظلم والظلمة...!

 

ما ذنب الكهرباء أن يفعل بها الشر والفساد خلافا لما خلقت من أجله...!

 

إنه الفكر الهدام الذي يحكم العالم كله اليوم ومن ضمنه بلاد المسلمين المنكوبة بأنظمة كافرة وعميلة تفرغ فينا كل أحقاد الصليبيين السوداء.

 

لذلك نقول: أيها المسلمون , يا أهل مصر والشام...إن المطلوب تغييره اليوم ليس الأدوات فقط من الحكام المعاقين, بل يجب تغيير الفكر الأساس الذي يحكم بلادنا والمنظومة السياسية المبنية عليه برمتها ومن جذورها.

 

لا بد من أن تقام دولة على أساس جديد ومختلف تماما عن الدول الموجودة, دولة تستند إلى الفكر الاسلامي الخالص. دولة تقوم على العقيدة الاسلامية وما جائت به من نظم وقيم.

 

حينها يصبح أمر الأشخاص والأحزاب والأدوات والوسائل والقوانيين هيناً. حينها فقط نستطيع أن نحول كل ما نملك من طاقات وقدرات موجودة في الأرض أو الطبيعة أو في داخلنا إلى قوة دافعة تسهم في نهضة الأمة وسعادتها وتقدمها وحمل رسالتها الى العالم....الدولة المطلوبة هي الخلافة الراشدة بكل ما للكلمة من معنى, والخلافة ليست مجرد إسم, بل هي تعبير نبيوي واضح عن نظام الحكم الاسلامي ومنظومته الفكرية والتشريعية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية وكل ما سواها من نظم حكم تعتبر كفرا وتنكرا للاسلام شكلاً ومضمونا.

 

(قد جائكم من الله نور وكتاب مبين, يهدي به الله من إتبع رضوانه سبل السلام, ويخرجهم من الظلمات إلى النور بإذنه ويهديهم إلى صراط مستقيم)

 

منذر عبدالله

رابط هذا التعليق
شارك

قَدْ جَاءَكُم مِّنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُّبِينٌ (15) يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلامِ وَيُخْرِجُهُم مِّنِ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ (16)

رابط هذا التعليق
شارك

Join the conversation

You can post now and register later. If you have an account, sign in now to post with your account.

زوار
اضف رد علي هذا الموضوع....

×   Pasted as rich text.   Paste as plain text instead

  Only 75 emoji are allowed.

×   Your link has been automatically embedded.   Display as a link instead

×   Your previous content has been restored.   Clear editor

×   You cannot paste images directly. Upload or insert images from URL.

جاري التحميل
×
×
  • اضف...