اذهب الي المحتوي
منتدى العقاب

الأعضاء المتميزين

Popular Content

Showing content with the highest reputation on 11 سبت, 2018 in all areas

  1. بسم الله الرحمن الرحيم نحو فهم سنن الله: لماذا انتظر رسول الله ولم يهاجر إلا بعد اكتمال تآمر قريش لقتله؟ بمناسبة رأس السنة الهجرية وذكرى الهجرة النبوية الشريفة من مكة إلى المدينة، والتي تكون بها أول مجتمع مسلم وأول دولة اسلامية على يد رسول الله عليه الصلاة والسلام خطر ببالي سؤال. والسؤال هو: لماذا انتظر رسول الله عليه السلام في مكة ولم يهاجر بعد بيعة العقبة الكبرى (بيعة الحرب) وبعد أن أخذ النصرة من اهل المدينة، فلم يخرج الرسول من مكة مع أنه أمر جميع صحابته في مكة بالهجرة إلى المدينة؟ وما هي العبرة من انتظاره عليه السلام حتى يتآمر عليه أهل قريش ويقرروا قتله ثم يخرج من بيته وهو محاصر، ويظهر وكأنه طرد وهاجر هروبا من قتل قريش له، مع أنه كان بامكانه الخروج كما خرج اصحابه، خصوصا وأن أهل المدينة من الأنصار كانوا بانتظار هجرته اليهم بناء على ما تعاقدوا عليه في بيعة النصرة في شهر ذي الحجة من العام الثالث عشر للبعثة ولكنه بقي في مكة إلى شهر ربيع الأول. وقد استأذنه أبو بكر رضي الله عنه بالهجرة وحده، فأمره بالمكوث لعل الله يجعل له صاحبا، وأبو بكر رضي الله عنه كان قد جهز لرسول الله عليه السلام ناقتين بعد بيعة النصرة مباشرة وسمنهما خصيصا للهجرة ثم استأجر دليلا من بني الديلم هاديا خريتا اي محترفا في معرفة الطرق، وكانت خطته في الأخذ بالأسباب للوصول بسلامة الله إلى المدينة محكمة، وتعلمنا منها كيفية التخطيط والأخذ بالأسباب. ومع ذلك فلم يهاجر الرسول وكان بانتظار الإذن له من الوحي. أي أن كل الأمور كانت جاهزة لهجرته لإقامة دولة الإسلام في المدينة، وكذلك خطة الهجرة وأسبابها كانت جاهزة، وكان الشيء الوحيد الناقص هو موعد الخروج، فلماذا الانتظار من قبل الوحي ورسول الوحي على قريش حتى تكتمل مؤامرتها وليحصل الاتفاق بين كل قبائلها على قتله واختيار شاب شجاع من كل قبيلة حتى يتم توزيع دمه بين القبائل ولا يستطيع بنو هاشم المطالبة بدمه؟ وفعلا هذا السؤال كان يحيرني ولا أجد له جوابا شافيا، وتفكرت في الأمر قريبا، فخطر ببالي أمرين: الأول: هو قول ورقة بن نوفل لرسول الله ولخديجة بعد أن نزل عليه الوحي أن ما جاء نبي بمثل ما أتى به إلا وأخرجه قومه، فكان لا بد لقربش من إخراجه، فهذا هو دأب الأقوام السابقة مع انبيائها الثاني: قول الله تعالى في سورة الإسراء: (وَإِن كَادُوا لَيَسْتَفِزُّونَكَ مِنَ الْأَرْضِ لِيُخْرِجُوكَ مِنْهَا ۖ وَإِذًا لَّا يَلْبَثُونَ خِلَافَكَ إِلَّا قَلِيلًا (76) سُنَّةَ مَن قَدْ أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِن رُّسُلِنَا ۖ وَلَا تَجِدُ لِسُنَّتِنَا تَحْوِيلًا (77)) وهذه السورة مكية ونزلت قبيل الهجرة وهي تحدد سنة ربانية أي قانونا سببيا تربط فعلا بشريا بعاقبة ربانية هي عقوبة على هذا الفعل، وهذه السنة أن أخراج قريش للرسول من أرض مكة ستكون عاقبتها أن أهل مكة لن يلبثوا بعده إلا قليلا، وعدم اللبث في الآية هنا لا يعني بالضرورة الإهلاك كما هي سنة الله في الأقوام السابقة، ولكن هي نصر الله له عليهم وانتهاء دينهم وحضارتهم وتحولها إلى أمة أخرى. وإذا ربطنا تأخر رسول الله في الهجرة من مكة إلى المدينة بعد بيعة النصرة وتأخر ذهابه لأقامة حكم الإسلام وايجاد المجتمع المسلم، نجد أنه لا فائدة من التأخير إلا شيء واحد فقط، ألا وهو أن تحق عليهم سنة الله بأن لا يلبثوا خلافه بعد إخراجه إلا قليلا، ولن تجد لهذه السنة الربانية تحويلا بل ستنطبق عليهم إذا قاموا بالمكر به لإخراجه، يقول الله تعالى في سورة الأنفال: (وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ ۚ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ ۖ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ (30) ويقول في سورة التوبة: (إِلَّا تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا ۖ فَأَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَّمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَىٰ ۗ وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا ۗ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (40) ولعل العبرة كما نراها في الآيات أعلاه هي أن أهل قريش يمكرون برسول الله لحبسه أو قتله أو إخراجه ولكن الله هو خير الماكرين، فالله قد نصر رسوله بعد أن أخرجه قومه من مكة أثناء الهجرة عندما وصلوا إليه في غار ثور بهدف قتله، وبما أن قريش كانت مصرة على إخراجه بالمكر والمؤامرة مع سبق الإصرار ودون تردد، فكانت عاقبة هذا الأمر وهذا الفعل هو انطباق سنة الله عليهم وهي أنهم لن يلبثوا خلافه إلا قليلا، أي أن عاقبة هذا الفعل الماكر ستكون بعذاب من الله لهم، وهذا العذاب ليس هو اهلاكهم مع أنهم يستحقون ذلك، لأن الله قد نسخ الإهلاك ببعثة رسول الله عليه السلام بقوله في سورة الأنفال: (وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنتَ فِيهِمْ ۚ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ (33) وَمَا لَهُمْ أَلَّا يُعَذِّبَهُمُ اللَّهُ وَهُمْ يَصُدُّونَ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَمَا كَانُوا أَوْلِيَاءَهُ ۚ إِنْ أَوْلِيَاؤُهُ إِلَّا الْمُتَّقُونَ) ولكن عذابهم كان انتصار رسول الله عليه الصلاة والسلام عليهم بعد بضع سنوات قليلة (8 سنوات) وتم له فتح مكة وتحويلها من الشرك إلى الايمان، فانتهت بفتح مكة أمة قريش المشركة وبدأت مرحلة جديدة وهي أمة قريش المسلمة بقيادة رسول الله، فأعز الله رسوله ونصره على كفر وشرك قريش، ثم انتهت قريش المشركة ولم يلبث أهل مكة بعد إخراجهم رسولهم إلا قليلا، وتحولت إلى الإسلام وضمت إلى دار الإسلام ودولته، وبدأ تاريخ وعهد جديد للاسلام في قريش. فلو هاجر رسول الله وخرج من مكة بمشيئته ودون أن يجبره قومه على الخروج منها، لما حقّت عليهم سنة الله بأن يعذبهم بنصره عليهم وعدم لبثهم خلافه إلا قليلا، فقد ينصره الله عليهم بعد سنين طويلة أو ينصر المسلمين عليهم في خلافة ابي بكر أو عمر، انظروا وتفكروا فيما لو التزمت قريش بصلح الحديبية عشر سنوات –بعد السنة السادسة للهجرة- فما الذي كان سيحصل؟ لكن اصرار الرسول عليه السلام على عدم الخروج والهجرة إلا بعد إخراجهم له، هو ما نتج عنه فتح مكة ونصره عليهم في بضع سنوات، فانطبقت بذلك سنة الله وقانونه البشري عليهم، فالسبب ينتج ويؤدي إلى المسبب، والفعل البشري يفعِّل السنة الربانية التي تنتج العاقبة الموعودة. وخلاصة الأمر أن رسول الله لم يخرج من مكة هاربا من مكر قريش به لقتله، بل خرج منها بعد تآمرهم عليه لقتله أو إخراجه، لتنطبق ولتحق عليهم سنة الله بنصره عليهم وإهلاكهم، وهو ليس مثل إهلاك الأقوام السابقة بالتدمير التام بل بأن يتحولوا جميعا من دينهم وحضارتهم المشركة التي يصرون على التشبث بها إلى دين وحضارة الرسول الذي أخرجوه، أي تمت هزيمة دين الشرك ونصرة دين الإسلام، لتكون كلمة الذين كفروا السفلى وكلمة الله هي العليا. اللهم عجل لنا بنصرك وفرجك وتمكين هذه الأمة في دولة اسلامية راشدة على منهاج النبوة وأن ييسر لهذه الدعوة انصارا جددا يقيمون الخلافة. ولكم تحياتي
    1 point
  2. بسم الله الرحمن الرحيم (إن الله لا يضيع اجر المحسنين) في ظل هذه المتغيرات الكثيرة، التي تمر في ساحة بلاد المسلمين، والظروف العصيبة التي تعصف بأمة الإسلام، بسبب ما جرى وما زال يجري في مصر وتونس والسودان واليمن وغيرها من بلاد ، يتساءل البعض من الناس يقولون :أين الحزب من كل هذه الأحداث ؟!، لماذا لا يستغل الحزب مثل هذا الظرف العظيم ؟! وإذا ضاع مثل هذا الظرف فإنه لا تقوم للمسلين دولة،وغير ذلك من أقوال وأسئلة. والحقيقة أن مثل هذه الأسئلة والأقوال، قد تصدر عن البعض بسبب التشوق والاستعجال للنصر والنصرة، أو قد تصدر بسبب إخلاص ينقصه الوعي والمعرفة والإحاطة بمجريات الأحداث السياسية، أو ينقصه وضوح بعض معاني الإيمان الصحيح،كحسن التوكل على الله، والتسليم الكامل بحكمه و رادته ، والثقة المطلقة بوعده سبحانه وتعالى . وللإجابة عن هذه الأسئلة وغيرها، سنقف على هذا الموضوع من عدة زوايا، لتتضح الأمور، ولتزول الغشاوة عن الأعين، ولتفهم الأحكام على حقيقتها، وتوضع في نصابها القويم . 1- إن الله عز وجل لا يضيع عمل العاملين، وقد أكد هذا المعنى العظيم في أكثر من موضع في كتابه العزيز، ليكون درسا بليغاً لأصحاب الحق ، السائرين في طريق الهدى والرشاد والاستقامة ، الحاملين مشعل الإيمان بالدعوة لإعادة حكم الإسلام؛لإعادة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة!!. قال تعالى على لسان يونس عليه السلام :" قَالُواْ أَإِنَّكَ لَأَنتَ يُوسُفُ قَالَ أَنَاْ يُوسُفُ وَهَـذَا أَخِي قَدْ مَنَّ اللّهُ عَلَيْنَا إِنَّهُ مَن يَتَّقِ وَيِصْبِرْ فَإِنَّ اللّهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ "(90/ يوسف) ، وقال: " تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِين" (َ83 / القصص) ،وقال: " قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ اسْتَعِينُوا بِاللّهِ وَاصْبِرُواْ إِنَّ الأَرْضَ لِلّهِ يُورِثُهَا مَن يَشَاء مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ"الأعراف / 128 "وقال: " هَلْ جَزَاء الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ " 60/الرحمن، وقال:"وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ" 69/ العنكبوت، وقال:" وَأَوْرَثْنَا الْقَوْمَ الَّذِينَ كَانُواْ يُسْتَضْعَفُونَ مَشَارِقَ الأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ الْحُسْنَى عَلَى بَنِي إِسْرَآئِيلَ بِمَا صَبَرُواْ وَدَمَّرْنَا مَا كَانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ وَمَا كَانُواْ يَعْرِشُونَ" الأعراف/137 ففي قصة يوسف عليه السلام عبرة عظيمة لحملة الدعوة هذه الأيام، وخاصة ونحن نعيش ظروفاً عصيبة، وأحداثاً متتالية، شدة وقهراً وتسلطاً، وظلماً تجاوز كل الحدود !!..فقد آثر سيدنا يوسف عليه السلام السجن والعذاب، على أن يستسلم لمراودة امرأةٍ استحوذت عليها شهواتها، فكان جزاؤه السجن لبضعة سنين !! لقد مكث عليه السلام في ظلمات السجن، ونسيه الناس، وطوت الأيام صفحته، ولم يعلم بها إلا قلة قليلة ممن كانوا على صلة بامرأة العزيز، أو من أصحابه في داخل السجن، لكن الله عز وجل لم ينس أمره ولم يضيع حقه " وما كان ربك نسيا "قال تعالى: " فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لاَ أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِّنكُم مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى بَعْضُكُم مِّن بَعْضٍ فَالَّذِينَ هَاجَرُواْ وَأُخْرِجُواْ مِن دِيَارِهِمْ وَأُوذُواْ فِي سَبِيلِي وَقَاتَلُواْ وَقُتِلُواْ لأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلأُدْخِلَنَّهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ ثَوَابًا مِّن عِندِ اللّهِ وَاللّهُ عِندَهُ حُسْنُ الثَّوَابِ"آل عمران/195 . لقد بقيت حراسة الله تعالى لهذا الإيمان العظيم؛ ترعاه وتحفظه في داخل سجنه إلى اليوم الموعود، عندما أراد الله عز وجلّ إظهار هذا الإيمان والصبر والثبات؛ ليس فقط بظهور براءته عليه السلام من امرأة العزيز، وإنما بظهور الإيمان في ارض مصر كلها؛ فرفعه الله تعالى فوق العالمين، وبرّأه من السوء والفحشاء، وسلمه مقاليد الأمور في ارض مصر، وأصبح أتباع الإيمان الذي يحمله بالآلاف في تلك الأرض البعيدة عن أهله ودياره!!.. وفي هذا درس عظيم لمن تتردد على لسانه مثل هذه الأسئلة؛ وهو أن لكل شيء موعدٌ مضروب لا يعلمه إلا الله تبارك وتعالى، وان هذا الموعد سيأتي لا محالة، إن عاجلا أو آجلا، ولا يضيع الله تبارك وتعالى عمل المؤمنين المخلصين الصادقين، لا في دار الدنيا ولا في الآخرة.. ففي دار الدنيا يرفعهم فوق العالمين ، ويمكن لهم في الأرض، ويظهر دعوتهم على كل الدعوات ممن حولهم، وفي باقي أرجاء الأرض؛ تماما كم حصل مع سيدنا يوسف، ومع رسولنا عليه السلام، وعيرهم من الرسل وأتباعهم!! . 2- يجب أن يكون عند حملة الدعوة يقين بصحة ما هم عليه من طريق، وثقةٌ كاملة بقيادة هذه الدعوة والقائمين على أمرها؛ وإنهم يبذلون قصارى جهدهم في هذا العمل، وخاصة من يعملون في جهاز طلب النصرة ... فقد أمضى قسم منهم السنوات الطوال في السجون، وتحمل العذاب الشديد عندما امسك به الظالمون أثناء عمله في هذا الجهاز!! ..فيجب أن يكون هناك يقين بان الإخوة في قيادة الحزب، وفي جهاز النصرة بالذات لا يألون جهدا في هذا المجال، بل إنهم يتحملون ما لا يتحمله أكثر حملة الدعوة، وهم في نفس الوقت يحرصون كل الحرص على الوصول لغاية الحزب في عمله، أي إقامة الدولة الإسلامية، ولكن ليس على طريقة الإخوان المسلمين في مصر؛ بتسخير دماء المسلمين للمشاركة في حكم ذليلٍ كافر، عن طريق حزب الوفد أو غيره من حركات علمانية رخيصة، أو كحركة النهضة في تونس؛ عن طريق الإيمان بمنهج الحريات والديمقراطيات الغربية والسير في طرق لا يرضاها الله ورسوله .. فالهدف الذي يطلبه الحزب ويسعى لتحصيله هدف صعب ومتميز عن كل الأهداف الحالية في الساحة الإسلامية في مشارق الأرض ومغاربها ؛ من غانا إلى فرغانا ، ومن الهادي إلى الأطلسي ..والحقيقة أن الثقة في قيادة الحزب وفي جهاز النصرة، هي من الثقة في الفكرة نفسها؛ لان هذه الفكرة متجسدة عمليا في قيادة الحزب أولا وفي باقي أعضائه . 3- أن هذه الأحداث الجسام التي تجري في بلاد المسلمين أنما هي مقدمات لبزوغ الفجر الجديد بإذنه سبحانه وتعالى، وخاصة أن الشعوب قاطبة في بلاد المسلمين تنشد الإنعتاق من الظلم وتنشد العدالة، وتنشد الإنعتاق من قوى الاستعمار، وهذا الأمر لا تجده الشعوب إلا في دولة الإسلام ، ولا يسعى حقيقة لهذه الغاية العظيمة إلا الحزب؛ فالشعوب الثائرة بالآلاف الباحثة عن الحقيقة، سوف تصطدم بعد فترة من الزمن عندما تهدأ الأمواج، وتعود المياه إلى مجاريها، ستصطدم بان الهدف الذي تسعى له لم يتحقق ، واستطاع الكفار أن يضللوها عن طريق القيادات الحالية سواء أكانت حركات إسلامية، أم وطنية أم قومية ليسيّروها في ركاب الدول الكافرة، ولكن بشكل آخر وبثوب جديد تماما كما حصل من قبل في إيران وتركيا والسودان في الوقت الحاضر، وكما حصل أيضا في ثورات التحرر في بدايات القرن الماضي!! .. ولعل الله عز وجل أن يجعل من هذه الأحداث مقدمات لأمرين ؛ الأول : بيان وانكشاف الحركات الموجودة في الساحة على حقيقتها ، والثاني : تخفيف القيود على الحزب، وقدرته على مزاولة نشاطه في بعض بلاد المسلمين، بعد ما كان ممنوعا من ذلك مثل مصر وسوريا وتونس .. فهذا الأمر فيه خير كبير لحملة الدعوة . 4- النصر هو منة من الله تعالى يعطيها لمن يحبه، ولا يحب المولى عز وجل إلا من اخلص لدينه وأمته، وهذا لا يوجد قطعا إلا في الحزب كحركة سياسية مع وجوده في أفراد آخرين بشكل فردي؛ فلا يوجد هذا الأمر في دعاة القومية ولا الوطنية، ولا في دعاة المشاركة أو القبول مع هذه الحركات، سواء أكان ذلك حركات إسلامية أو قومية .. والنصر الحقيقي ليس الوصول إلى الحكم كما يتوهم البعض، بل الوصول بتميز كما أراد الله ورسوله، وإلا فقد كان الرسول قادرا على الوصول للحكم عن طريق زعامات مكة حسب رغباتهم عندما عرضوه عليه بقولهم : " إذا أردت ملكا ملكناك علينا" ، أي جعلناك ملكا، وقد كان يوسف عليه السلام قادرا على نيل ذلك لو رضي بما عرضته سيدة مصر !!..والحقيقة أن الحكم عُرض على الحزب في أكثر في الأردن، وقد رفضه الحزب لأنه لم تتحقق الأجواء لهذا الحكم حسب أحكام الطريقة التي سار عليها الحزب .. فالحزب هو الوحيد السائر الآن في طريق الحق، وهو قطعا في دائرة محبة الله ورسوله، قال تعالى " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَلاَ يَخَافُونَ لَوْمَةَ لآئِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاء وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ " المائدة/54 لقد جاء في إحدى نشرات الحزب السابقة وهي بعنوان :"متى نصر الله ":"إننا نؤمن يقينا أن الله ناصرنا، وهذا الإيمان جزءٌ لا يتجزأ من عقيدتنا لقوله تعالى : " أن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم " وقوله " وكان حقا علينا نصر المؤمنين"، إلا أن الجانب العقائدي ليس سوى دافع ذاتي، ومعين لا ينضب لشحذ الهمم، وتقوية النفس، فيندفع الشاب في العمل وهو موقن أن الله ناصره ومؤيده؛ يعمل ضمن قوانين، ويربط الأسباب بالمسببات بغير تواكل على هذا الإيمان، لأنه كما آمنا به تعالى وجب أن نؤمن بان له قوانين تسير الحياة، فنسير تبعا لقوانينه ، ووفقا لما أمرنا به ..."، ويقول في موضع آخر : " أما الدولة فهي آتية لا محال طال الطريق أم قصر، وهي ليست بمهمتكم ولا عملكم المباشر وان كان عملكم يسهل إيجادها.. وهذا الأمر يجب أن يضعنا أمام الحقيقة الساطعة، وهي انه لا يوجد في ساحة المسلمين من يطلب حكم الإسلام- ( كما أراد الله ورسوله)- إلا الحزب، وانه لا يمكن أن يصل إلى هذه الغاية سواه، رغم وصول بعض الحركات الإسلامية أو القومية للحكم والسلطان، ضمن دائرة القوى الموجودة والمشاركات والديمقراطيات الكافرة !!.. 5- يجب أن ننظر بعين بصيرة وعقول واعية إلى هذه الأحداث المتوالية والمتتابعة في ساحة المسلمين على أنها سنوات المخاض الأخير قبل الميلاد الميمون بإذنه تعالى ... السنوات التي تتلمس فيها الأمة إخلاص الحزب، واستقامة فكرته بعد أن ترى الحركات الرجالات من حولها طلاّب مناصبٍ، وطلاّب دنيا لا طلاب دين ودولة إسلامية مخلصة .. فالأمة حقيقة تنشد الإخلاص، وتريد الخلاص، لكنها تخطئ الاختيار، وذلك بسبب عدم الوعي والإحاطة وعدم الفهم الصحيح لإقامة الدين، وهذا الأمر لا يطول، لان سطوع الشمس لا يحجبه الغيوم إلا فترةً من الزمن، لتصل الشمس بعدها إلى عيون الناس فتراها ساطعة وضاءة في كبد السماء..فهذه الأحداث كلها تهيئةٌ من الله العلي العظيم، تسهّل على الحزب ظهوره للناس ليعرفوه ويعوه تماما، وهي في نفس الوقت تدفع الأمة للبحث عن الخلاص الصادق، بعد أن لم تجده في أي سبيل، وهذا يشبه إلى حد كبير تهيئة الله تعالى لجو المدينة لقبول فكرة الإسلام من قبل سادات الأوس والخزرج، بعد الفتن والحروب الطويلة داخل المدينة ، وتهيئة الأجواء عالميا بعد الصراع الدولي والحرب الضروس التي حصلت بين فارس والروم فأضعفتهم!!ا ... فهذه الدماء والآلام التي باتت تظهر على جسد الأمة، ما هي إلا مقدماتٌ لظهور ميلاد دولة الإسلام، التي حملت العاملين لأجلها في بطنها سنوات طويلة؛ منذ هدمت حتى يومنا هذا.. ، فنسأله تعالى أن لا يطول هذا المخاض، وان يكون سهلا، وان يهيئ كل الأجواء لرعايته وحمايته . انه على ما يشاء قدير وبالإجابة جدير وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .
    1 point
×
×
  • اضف...