اذهب الي المحتوي
منتدى العقاب

الوعي السياسي


الكاشف

Recommended Posts

كثيرا ما نقول بان امريكا سرقت الثورات بسبب انعدام او قلة الوعي السياسي عند الامه اوانها تمكنت من امرار محططاتها بسبب ذالك , ولي هنا اسئلة اوجهها اليكم للاستفاده منكم

1-ما هي الادلة الشرعية على وجوب الوعي السياسي مع اوجه الاستدلال ان امكن؟

2_ما هي الفكار السياسيه التي يجب ان تتحلى بها الامه في سيرها لاعزاز دينها؟

3_ هل الحركات اللتي لا تقوم على توعية الامه او توعية اتباعها على الافكار السياسيه تكون اثمه ؟

4_كيف نوجد الوعي السياسي عند شباب المسلمين ويصور عندهم منن المشايخ بان حفظ القران الكريم او احاديث الرسول صلى الله عليه وسلم يكفيهم وهو اكثر اجرا ؟

وبارك الله بكم

رابط هذا التعليق
شارك

السلام عليكم

اعلم ان عيونكم وانظاركم كعيون وانظار المسلمين الغيورين على دينهم وامتهم الصادقين مع الله سبحانه وتعالى يتطلعان الى بلاد الشام واحداث الشام , الا ان هذا لا يعفيكم من الاجابة على اسئلة الشباب وان كان نعم يقتضي منكم الامر ان لا تقوموا بتدريس الشباب اي مادة او كتاب ليس له علافه مباشره باحداث الشام.

مايزيد على 135 مشاهده دون ان يكون هناك اية اجابة , هل هو استخفاف بمثل هذه الاسئله ؟وهذا لايليق بكم ,ام عدم القدره في الاجابة ؟وهذا ما لا اتوقعه منكم؟ ام هو امر اخر لا ادركه ؟ افيدونا يرحمكم الله.

رابط هذا التعليق
شارك

على الماشي

 

دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة يحمل راية العقاب

دخل رئيس للدولة والقائد الاعلى للجيش

دخلها والراية مكتوب عليها لا اله الا الله محمد رسول الله

وهذا الخط السياسي اناره عليه الصلاة والسلام لامته

والوعي السياسي لا يتحقق الا بجعل

لا اله الا الله محمد رسول الله هي الخط الاحمر

والوعي السياسي هو جعل منال رضوان الله هو الغاية

وعندما تصل الامة الى الوعي السياسي ستدرك

ان قوتها بايمانها بالله

وقوتها بجعل وجهة النظر في الحياة هي الحلال والحرام

غير عابئة بدول العالم كلها مهما كانت قوتها

 

 

اما ايجاد الحلول الوسط فهو الخروج عن الوعي السياسي

بل هو التخبط في متاهات الاحداث

وهذا واقع الحدث عند عامة من يتكلم في الاسلام

 

 

ولم يضع الخطوط العريضة للوعي السياسي سوى حزب التحرير

 

ندعو الله ان يهدي امة محمد الى الطريق الذي اناره لنا نبينا وقائدنا محمد صلى الله عليه وسلم

رابط هذا التعليق
شارك

أخي بارك الله فيك أصبر قليلا و ان شاء الله ترى ما يسرّك من الأخوة فأنت طرحت السؤال و من ثم علّقت عليه في نفس اليوم... المهم انا أجيبك على عجل و بأختصار.

 

بالنسبة للسؤال الأول: ان من يعمل لاقامة خلافة راشدة ترعى شؤون الأمة و تسوسها بالخير و الى الخير و تحميها من المؤامرات و الفتن ثم تحمل الاسلام رسالة الى العالم اجمع، لا يتصوّر الا و أن يكون عمله سياسيا وعلى درجة عالية جدا من الوعي و العمق و الاستنارة المبنية على العقيدة الاسلامية. فهو يعمل لاقامة دولة تقارع أعتى دول الكفر في العالم فكيف يتصوّر أن يتمّ ذلك دون وعي سياسي كبير؟ هذا بالنسبة للكتلة التي تعمل على نهضة الأمة و قيادتها و هذه الكتلة لا بد و أن تكون من الأمة و فيها و متفاعلة معها تثق بها الامة لتسلّمها قيادتها. و هنا ياتي الرأي العام الواعي لفكرة الخلافة الاسلامية و العمل لها وفق طريقة رسول الله صلى الله عليه و سلم. فلو كان رأيا عاما غير واع فلا بد و أن ينحرف عن المسار المراد الوصول اليه.

أما الادلة على ذلك:

- قاعدة "ما لا يتم الواجب الا به فهو واجب": و معلوم لنا أن العمل لاقامة الخلافة الاسلامية واجب شرعي و من متطلباته الوعي السياسي.

- المام الرسول صلى الله عليه و سلم بما يدور حوله من مؤامرات عليه و على المسلمين و مراسلاته للقبائل و معاهداته لليهود و ارسال الصحابة الى الحبشة و ارسال الرسل الى الملوك و الممالك يدعوهم للاسلام و غيرها. ففي عرفنا اليوم يقال عن هذه الأفعال السياسة الخارجية. أما داخليا فكان يعلم ما يدور داخل دولته فمثلا كان يعلم بتحركات المنافقين و مؤامراتهم مع اليهود أو احيانا مع قريش و كذلك الجواسيس الذين تم ضبطهم ، ثم كيفية القتال و أين و متى الخ مما يطلق عليه اليوم السياسة الداخلية.

- متابعة الصحابة لما يدور حولهم مثل قتال الروم و الفرس ، أو تحالفات القبائل بعضها مع بعض و غيرها من الأفعال التي تبيّن لنا أنهم لم يكونوا فقط مراقبين للسياسة بل احيانا كثيرة يصنعونها مثلما خذّل أحد الصحابة قريشا و بني قريظة في غزوة الأحزاب...

رابط هذا التعليق
شارك

للفائدة أحيلك على ما كتبه الشيخ تقي رحمة الله عليه في الموضوع:

 

 

" بسم الله الرحمن الرحيم

 

كيف يتأتى للافراد ان يؤثروا في السياسية العالمية

وكيف يتأتى للاحزاب ان تؤثر في اتجاه الدول

قد يقال كيف يتأتى للافراد ان يؤثروا في السياسة العالمية , بل كيف يتأتى للاحزاب ان تؤثر في اتجاه الدول , لا سيما وان هذا الاتجاه قد اخذ دور العراقة واستمر عدة قرون , والجواب على ذلك هو ان الافراد او الاحزاب حين يتابعون الاعمال السياسية , ويتفهمون السياسة الدولية لا يصح ان يتتبعوها من اجل المتعة العقلية والترف الفكري , ولا من اجل التعليم وزيادة المعلومات , وانما يتتبعونها من اجل ان يرعوا شؤون العالم , ومن اجل ان يفكروا بالطريقة التي يؤثرون فيها على العالم , اي من اجل ان يكونا سياسيين وحاشا للسياسي ان يقصد المتعة العقلية , ولو كان من اعظم العقلاء , وحاشاه من ان يميل للترف الفكري ولو كان من اعمق المفكرين , فهو اذن يتتبع السياسة ويفهم الموقف الدولي , والوضع الدولي , ويتابع السياسة الدولية , لانه سياسي فقط , لا لانه عاقل او مفكر , ومعنى كونه سياسيا انه يعمل لان يرعى شؤون العالم , اي لان يؤثر في السياسة الدولية , هذا من جهة , ومن جهة اخرى فانه لا يعمل وهو يتصور انه فرد وانما يعمل بوصفه جزءا من امة , وبوصفه في كيان , اي في دولة , وهو ان لم يكن ممن يقررون سياستها لة ينفذونها , ولكنه ممن يطمحون لان يكونوا ممن يقررون او ينفذون او يحاسب المقررين والمنفذين , وبذلك يؤثر دوليا حتى لو ظل فردا ليس له صلاحيات التقرير او التنفيذ , ومتى كان كذلك كان مؤثرا , لان الدولة التي هو في كيانها تؤثر بأمثاله , او يسعى هو وامثاله لان يجعلها تؤثر في السياسة الدولية والموقف الدولي , ومن هنا يأتي ما يقصد من ثمرات المفاهيم السياسية , وهو جعل الدولة تؤثر في السياسة الدولية , وفي الموقف الدولي , عن طريق ايجاد الافراد الواعين سياسيا , والمدركين للاعمال السياسية التي تحصل في العالم , لاسيما من الدول الكبرى . ومن هنا كانت الخطوة الاولى للتأثير في السياسة الدولية , والموقف الدولي , هي بلورة المفاهيم السياسية , وكانت اللبنة الاولى حمل الافراد على تتبع الاعمال السياسية, وتفهم السياسة الدولية اي ايجاد سياسيين في السياسة العالمية , فيأتي طبيعيا تأثير الدولة في السياسة الدولية والموقف الدولي , وبذلك يظهر مدى ضرورة المفاهيم السياسية , ومقدار قيمة هذه المفاهيم . الا انه يجب ان يعلم ان الدولة لا تكون دولة لها الوجود الدولي , الا بالعلاقات مع الدول الاخرى , فالفرد في المجتمع لا يكون له وجود في مجتمعه الا بالعلاقات مع الافراد والاخرين , ومكانته في المجتمع وبين الناس تكون بحسب هذه العلاقات , وبحسب تأثيره في العلاقات بين الناس , وكذلك الدولة فان وجودها انما يكون بوجود علاقات لها مع الدول , ومكانتها ترتفع وتنخفض بحسب علاقاتها مع الدول وبحسب تأثيرها في العلاقات . والدولة الاسلامية دولة مبدئية , وعملها الاصلي اي وظيفتها هي حمل الدعوة الاسلامية الى العالم , فمن المحتم عليها بل جزء من تكوينها , ان تكون لها مكانة دولية , وان تؤثر في العلاقات الدولية , ولذلك كان لا مناص من ان تكون المفاهيم السياسية التي عند السياسيين مفاهيم السياسة الدولية لا مفاهيم السياسة المحلية , او السياسة الاقليمية , اي كان لا مناص للسياسيين بوصفهم الاسلامي من ان يكون لديهم المفهوم السياسي من ناحية دولية , لا من ناحية محلية او اقليمية فحسب , ومن هنا لا مناص لهم من ناحية كون الدولة دولة اسلامية من ان يتمتعوا بالوعي السياسي الكامل . فاسلاميتهم , وكون دولتهم دولة اسلامية , وظيفتها الاصلية والاساسية حمل الدعوة الاسلامية الى العالم , تحتم عليهم ان يكون لديهم الوعي السياسي , وان يكون هذا الوعي السياسي كاملا .

والوعي السياسي لا يعني الوعي على الاوضاع السياسية , او على الموقف الدولي , او على الحوادث السياسية , او تتبع السياسية الدولية والاعمال السياسية ,وان كان ذلك من مستلزمات كماله . وانما الوعي السياسي هو النظرة الى العالم من زاوية خاصة , وهي بالنسبة لنا من زاوية العقيدة الاسلامية , زاوية لا اله الا الله محمد رسول الله ( امرت ان اقاتل الناس حتى يقولوا لا اله الا الله محمد رسول الله , فاذا قالوها عصموا مني دماءهم واموالهم الا بحقها ) , هذا هو الوعي السياسي . فالنظرة الى العالم من غير زاوية خاصة تعتبر سطحية , وليس وعيا سياسيا . والنظرة الى المجال المحلي او المجال الاقليمي تفاهة , وليس وعيا سياسيا , ولا يتم الوعي السياسي الا اذا توفر له عنصران : ان تكون النظرة الى العالم كله , وان تنطلق هذه النظرة من زاوية خاصة محددة , اي كانت هذه الزاوية , سواء اكانت مبدأ معينا , او فكرة معينة , او مصلحة معينة, او غير ذلك. هذا من حيث واقع الوعي السياسي كما هو , وبالطبع هو بالنسبة للمسلم من زاوية معينة هي العقيدة الاسلامية . هذا هو الوعي السياسي , وما دام هذا واقعه , فانه يحتم طبيعيا على السياسي ان يخوض النضال في سبيل تكوين مفهوم معين عن الحياة لدى الانسان , من حيث هو انسان في كل مكان , وتكوين هذا المفهوم هو المسؤولية الاولى التي القيت على كاهل الواعي سياسيا , والتي لا تنال الراحة الا ببذل المشقة لادائها .

والواعي سياسيا يتحتم عليه ان يخوض النضال ضد جميع الاتجاهات التي تناقض اتجاهه , وضد جميع المفاهيم التي تناقض مفاهيمه , في الوقت الذي يخوض فيه النضال لتركيز مفاهيمه , وغرس اتجاهه. فهو يسير في اتجاهين في ان واحد , لا ينفصل احدهما عن الاخر في النضال قيد شعرة , لانهما شيء واحد , فهو يحطم ويقيم , يهدم ويبني , يبدد الظلام ويشعل النور , وهو كما قيل نارا تحرق الفساد , ونورا يضيء طريق الهدى . وكما يدخل في تركيز المفاهيم , وغرس الاتجاهات , تنزيل الافكار على الوقائع , والبعد عن التجريد والمنطق , كذلك يدخل في النضال ضد الاتجاهات , النضال ضد المطاعن التي تهاجم مفهومه عن الحياة , وضد مفاهيم الاعماق التي جاءت من العصور الهابطة , وضد التأثير التضليلي الذي يبثه الاعداء عن الافكار والاشياء , وضد اختصار الغايات السامية , والاهداف البعيدة , بغايات جزئية , واهداف انية . فهو يناضل في جبهتين : داخلية وخارجية , ويناضل في اتجاهين : اتجاه الهدم , واتجاه البناء , ويعمل على صعيدين : صعيد السياسة وصعيد الفكر , وبالجملة هو يخوض معترك الحياة في اسمى ميادينها واعلاها . ولذلك كان اصطدام الواعين , بالقضايا في احتكاكهم بالواقع , والناس , ومشاكل الحياة , امرا حتميا , لا فرق في ذلك بين الصعيد المحلي الداخلي والصعيد الدولي العالمي , وفي هذا الاصطدام , تبرز المقدرة على جعل الرسالة التي يحملها والزاوية الخاصة التي ينظر الى العالم منها , حسب المفهوم الذي يتبناه , هي الاساس , وهي الحكم , وهي الغاية التي يسعى اليها , والهدف الذي يجهد لتحقيقه . الا انه نظرا لالتزامه زاوية خاصة , ولوجود ذوق معين له , وميول معينة لديه , طبيعة كانت او مبدئية , فانه يخشى ان لم يع على نفسه ان يلون الحقائق باللون الذي يهواه , وان يؤول الافكار على الوجه الذي يريده , وان يفهم الاخبار بحسب النتيجة التي يريد ان يصل اليها , ولذلك يجب ان يحذر من تسلط ميوله على الاراء والانباء . فرغبات النفس لشيء ذاتي , او حزبي , او مبدئي , ربما تجعله يفسر الرأي والنبأ تفسيرا خاطئا , او قد يضفي عليه ما يجعله يخيل اليه الرأي انه صدق وهو كذب , او يخيل اليه انه كذب وهو صدق , ولذلك لا بد من ان يتبين الواعي الكلام الذي يقال , والعمل الذي يعمل . فبالنسبة للوقائع , اشياء كانت او حوادث , يجب ان يدركها ادراكا حسيا , وان يحس بها حسا منطقيا , ولكن كما هي لا كما يحب ويرغب ان تكون . وبالنسبة للافكار , يجب ان تفهم كما هو واقعها , فينتقل في ذهنه الى الخارج : خارج الذهن , ويرى ببصيرته الواقع الذي يعبر عنه الفكر , ويفهم هذا الفكر حسب رؤيته للواقع الذي يدل عليه , كما هو لا كما يتفق مع ما يريد . صحيح ان التعبير قد يكون مجازيا , وقد يكون استعارة , وقد يكون كناية , وقد يكون جملة , معناها بكونها جملة , لا بالالفاظ التي تتركب منها , ولكن ذلك لا يمنعه من الانتقال الى الخارج , ورؤية الواقع الي تدل عليه , حسب دلالة اللغة , وكما قال عن معناها اهل اللغة . فالواعي سياسيا , يجب ان يسير مع الحق , ولكن حسب وجهة نظره التي اخذها عن جزم ويقين , وان يرى الحقائق كما هي ولكن حسب رؤيته الحسية او الفكرية , وبذلك يستكمل الوعي, حيث تتوفر لديه وسائل التدبر . الا انه يجب ان يظل اساس كل شيء لديه من رؤية , وادراك , وحس , وفهم , هو النظرة الى العالم من زاوية خاصة .

وهنا قد يرد سؤال هو : كيف يتفق التجرد الذي يكون عليه الواعي سياسيا من حيث التزام الحق ورؤية الحقائق كما هي , مع نظرته الى العالم من زاوية خاصة ? فاذا ورد مثل هذا السؤال فانما يرد من النظرة السطحية للامور , فاذا تعمق المرء في البحث فانه لا يورد مثل هذا السؤال , وذلك لان هناك فرقا بين واقع الاشياء , وبين الحكم عليها , فواقع الاشياء لا يختلف فيها الناس , فاذا كانت متعلقة بالرؤية البصرية , فكل من له بصر يرى الشيء كما هو , الا ان يخدع ويضلل , واذا كانت متعلقة بالحس فان كل من له احساس يحس بالشيء , سواء بالذوق , كطعم المر , وطعم الحلو , او باللمس , كالناعم والخشن , او بالسمع كالاصوات , او بالشم كالروائح . فالاشياء يحس بها الناس كما هي , مهما حصل من تفاوت , ولكن الحكم على الاشياء هو الذي يختلف فيه الناس . فالنظرة من زاوية خاصة متعلقة بالحكم على الاشياء والافعال , ورؤية الحقائق كما هي متعلقة بالاحساسات والادراكات , ولذلك لا بد ان يرى الحقائق كما هي ويلتزم جانب الحق , ولا بد ان ينظر العالم , والحوادث , والاشياء , من زاوية خاصة .

اما كيف ينطبق ذلك على السياسة العالمية , فان استعراض بعض الامثلة يرى كيف تسير النظرة للاحداث السياسية من زاوية خاصة , ولنورد بعض الامثلة من سياسة الرسول صلى الله عليه وسلم , وبعض الامثلة من السياسة في القرون الوسطى , وبعض الامثلة من السياسة المعاصرة . فالرسول صلى الله عليه وسلم كانت الزاوية الخاصة التي ينظر منها الى العالم هي نشر الدعوة , فلأن قريشا كانت هي الدولة الكبرى في الجزيرة , وكانت هي رأس الكفر في الوقوف في وجه الدعوة , فانه وضع نصب عينيه حصر الاعمال السياسية , والاعمال الحربية فيها , فكان يرسل العيون لترصدها , ويتعرض لتجارتها , ويشتبك معها في معارك الحرب , وكان يكتفي من باقي الدول اي القبائل بالوقوف متفرجين , او كما يقولون بالوقوف على الحياد . فأعماله السياسية والعسكرية كانت تصدر عن النظرة الى العالم من زاوية خاصة . والرسول صلى الله عليه وسلم حين علم بأن خيبر تتفاوض مع قريش في عقد حلف بينهما لمهاجمة المدينة والقضاء على محمد , وسحق الاسلام , حدد زاوية العمل ان يهادن قريشا , او يصالحها ويتفرغ لسحق خيبر , ومن هذه الزاوية الخاصة اتخذ سياسة السلم اساسا لاعماله المقبلة , ما دامت تسير في تحقيق غايته , فصارات اعماله كلها في هذه الفترة , من ذهابه للعمرة , ورضاه باعراض قريش عنه , ولينه امام تعنت قريش , ومخالفته لاصحابه , وغير ذلك, تسير وفق سياسة السلم . فكانت نظرته للاعمال السياسة مع عدوه الذي يركز عليه تصدر من زاوية خاصة , وتتكيف حسب مقتضيات هذه الزاوية الخاصة.

فهذان مثالان من اعمال الرسول عليه السلام : احدهما عمل عام , وهو التركيز على دولة كبرى هي رأس اعدائه , بناء على زاوية خاصة , والثاني عمل خاص وهو التركيز على هدف معين , فجعله زاوية خاصة , وصار ينظر الى الاعمال السياسية والعسكرية من هذه الزاوية الخاصة . وبذلك يشاهد كيف تسيطر النظرة للاحداث السياسية من زاوية خاصة , على الاعمال والتصرفات , وكيف انه لولا هذه النظرة من زاوية خاصة , لكانت الاعمال لا معنى لها .

والدول الكبرى بعد مؤتمر برلين كانت قد اتخذت كلها نهب املاك الدولة الاسلامية , وهي الدولة العثمانية , الزاوية الخاصة لها , وليس القضاء على الدولة العثمانية , مع انها بحثت الامرين معا , وقررت الاتفاق على الثاني , ولكن لم تتخذه الزاوية الخاصة , ولذلك تكيفت جميع اعمالها حسب هذه الزاوية الخاصة , ودخلت في صراع سياسي مع بعضها استمر اكثر من قرن , وهو وان انتهى بزوال الدولة الاسلامية , ولكن ذلك لم يكن الزاوية الخاصة التي تنظر منها هذه الدول, للاحداث والاعمال السياسية , فالزاوية الخاصة التي تنظر منها هي التي تحكمت في سياستها وفي نظرتها للاعمال السياسية .

وامريكا بعد الحرب العالمية الثانية قالت ان العالم شركة , وان امريكا لها اكثر الاسهم في هذه الشركة , فيجب ان تكون ادارة هذه الشركة في يدها , واتخذت هذا القول الزاوية الخاصة التي تنظر منها الى العالم , فصارت اعمالها تتكيف بهذه الزاوية , وصارت تنظر الى الاعمال السياسية التي تجري في هذا العالم من هذه الزاوية . والنظرة من هذه الزاوية هي التي جعلتها تتفق بل تتحالف مع الاتحاد السوفياتي , وجعلتها تتنكر لانجلترا وفرنسا .

هذه هي الكيفية التي تكون عليها النظرة من زاوية خاصة الى الاحداث السياسية التي تجري في العالم , سواء كانت هذه الزاوية زاوية عامة , كاتخاذ نشر الدعوة اساسا للسياسة الخارجية , اي الزاوية الخاصة التي ينظر الى العالم منها , او كانت خاصة كحصر العداء في دولة معينة , يمكننا التغلب عليها من الانطلاق في العالم , او كانت اخص من ذلك كالاشتباك في معركة سياسية معينة من اجل ان ترى الدول الاخرى نموذجا من معاركنا السياسية . فانطباق النظرة من زاوية خاصة على الاعمال والحوادث السياسية امر سهل , ولا يحتاج الا الى ممارسة السياسية بالفعل , بل يكفي في فهمه استعراض الاحداث السياسية بعمق , ومن هنا يتبين ان تتبع السياسة , وادراك المفاهيم السياسية يجب ان يؤدي الى ايجاد الوعي السياسي , وان هذا الوعي السياسي امر لا بد منه للعمل السياسي , بل لا بد منه للتأثير في الاحداث السياسية .

واذا كانت الدول الكبرى قد اصبح الوعي السياسي لديها بديهة من البديهيات , واصبحت معرفة السياسة الدولية الخبز اليومي للسياسيين , فان المفروض في ابناء الامة الاسلامية , وهم ابناء الدولة الاسلامية ,ان يكون الوعي السياسي اول ما يجب ان يتحلوا به من المفاهيم السياسية , وان يكون اساس قيامهم بالاعمال السياسية , وان يعملوا لان يصبح شائعا بين الناس , وبديهة من البديهيات في المجتمع , وان يكون الخبز اليومي للسياسيين , فان مهمتهم الكبرى , ووظيفتهم الاصلية , هي حمل الدعوة الاسلامية الى العالم , ونشر الهدى بين الناس , وهذا لا يتأتى الا اذا كانوا سياسيين , والا اذا نظروا الى العالم من زاوية خاصة , والا اذا كان لديهم الوعي الكامل .

ولاجل ان لا يكبر امر الوعي السياسي عليهم , وان لا يظنوه شيئا ضخما لا يستطيع ان يتمتع به الا الاذكياء والا المثقفون , فانهم يجب ان يعرفوا ان الوعي السياسي امر في منتهى البساطة , وهو ميسور لكل الناس حتى للاميين والعوام . لان الوعي السياسي لا يعني الاحاطة بما في العالم من اعمال سياسية , ولا الاحاطة بالاسلام كله , او بما يجب ان يتخذ زاوية خاصة للنظرة الى العالم , وانما يعني فقط ان تكون النظرة نظرة الى العالم , مهما كانت معارفه عنه قليلة او كثيرة , وان تكون هذه النظرة من زاوية خاصة . فالعبرة فيه هي النظرة العالمية , ولو كان عملا سياسيا واحدا , فمجرد وجود النظرة الى العالم من زاوية خاصة , يكفي للدلالة على الوعي السياسي .

صحيح ان هذا الوعي السياسي يتفاوت قوة وضعفا بتفاوت المعارف عن العالم وعن الاحداث السياسية , ويتفاوت بتفاوت المعارف عن الزاوية الخاصة , ولكن كله وعي سياسي , ويؤدي نفس النتيجة مهما تفاوت , وهي الارتفاع عن السطحية في السياسة , والترفع عن التفاهة في النظرة الى الامور . وعلى هذا فالوعي السياسي ليس خاصا بالسياسيين والمفكرين , ولا يصح ان يكون خاصا بالسياسيين والمفكرين وانما هو عام , ويجب ان يكون عاما , وممكن ايجاده في الاميين والعوام , كما يمكن ايجاده في العلماء والمتعلمين , بل يجب ايجاده ولو اجمالا في الامة بجملتها لان الامة هي التربة التي ينبت فيها الرجال , فلا بد ان تكون هذه التربة تربة وعي سياسي , حتى تنبت الرجال , وحتى تتمكن من محاسبة الحكام , ومن تقدير الرجال , ومن مجابهة الاخطار الخارجية بوعي صحيح .

اما الطريقة لايجاد الوعي السياسي في الافراد , وايجاده في الامة , فانها هي التثقيف السياسي بالمعنى السياسي , سواء اكان تثقيفا بأفكار الاسلام واحكامه ام كان تتبعا للاحداث السياسية , فيتثقف بأفكار الاسلام واحكامه لا باعتبارها نظريات مجردة , بل بتنزيلها على الوقائع , ويتتبع الاحداث السياسية لا ككتبع الصحفي ليعرف الاخبار , ولا كتتبع المعلم ليكتسب معلومات , بل بالنظرة اليها من الزاوية الخاصة لاعطائها الحكم الذي يراه , او ليربطها بغيرها من الحداث والافكار , او يربطها بالواقع الذي يجري امامه من الاعمال السياسية , فهذا التثقيف السياسي , بالمبدأ وبالسياسة , هو طريقة ايجاد هذا الوعي السياسي في الامة وفي الافراد , وهو الذي يجعل الامة الاسلامية تضطلع بمهمتها الاساسية , ووظيفتها الاصلية , الا وهي حمل الدعوة الى العالم , ونشر الهدى بين الناس , ولذلك كان التثقيف السياسي هو الطريقة لايجاد الوعي السياسي , عند الامة , وعند الافراد . ومن هنا كان لابد من التثقيف السياسي في الامة الاسلامية على اوسع نطاق , فانه هو الذي يوجد في الامة الوعي السياسي , ويجعلها تنبت حشدا من السياسيين المبدعين .

 

ربيع الاول سنة 1389 من كتاب مفاهيم سياسية

5/1969 لحزب التحرير

" انتهى النقل.

رابط هذا التعليق
شارك

Join the conversation

You can post now and register later. If you have an account, sign in now to post with your account.

زوار
اضف رد علي هذا الموضوع....

×   Pasted as rich text.   Paste as plain text instead

  Only 75 emoji are allowed.

×   Your link has been automatically embedded.   Display as a link instead

×   Your previous content has been restored.   Clear editor

×   You cannot paste images directly. Upload or insert images from URL.

جاري التحميل
×
×
  • اضف...