اذهب الي المحتوي
منتدى العقاب

يوسف الساريسي

الأعضاء
  • Posts

    251
  • تاريخ الانضمام

  • تاريخ اخر زياره

  • Days Won

    29

كل منشورات العضو يوسف الساريسي

  1. السلام عليكم كنموذج لما قلته ارفق لكم تقدير علماء الفلك للرؤية في بداية رمضان http://astro.ukho.gov.uk/assets/F2012Jul19.pdf لم استطع انزال الصورة كما هي ولكن الرابط فقط مع تحياتي
  2. السلام عليكم لقد أزعجتني هذه المسألة قبل حوالي عشر سنوات ، وقررت أن أقرأ ما يقوله علم الفلك حول هذه القضية، فطفقت أبحث عن مراجع علمية حول هذه القضية وبدأت بمراقبة الأهلة والشمس ومواقيت الصلاة، وقد وجدت أن هنالك مغالطات في المسألة وتلبيسا على الناس. فعلم الفلك يستطيع أن يحدد لك مواقيت الخسوف والكسوف بدقة متناهية، وكذلك موقع القمر والنجوم في القبة السماوية، ويستطيع تحديد تولد الأهلة لألف سنة قادمة، كل هذا صحيح إلى درجة ما، ودعنا نقبل ذلك. لكن التلبيس على الناس أن يقال لهم إن علم الفلك يستطيع أن يحدد رؤية الأهلة الجديدة بناء على أنه يستطيع تحديد موقع القمر في القبة السماوية، ويستطيع تحديد وقت تولد الهلال بدقة، وهذا غير صحيح على الإطلاق وهنا لب الموضوع. فرؤية الهلال غير تولد الهلال، والشهر القمري يبدأ من خلال الرؤية وليس من خلال التولد، فالتولد ليس هو المعتبر لا شرعا ولا عرفا. والآن نوجه السؤال إلى علماء الفلك ونقول لهم هل تستطيعون كما حددتم تولد الهلال بشكل دقيق أن تحددوا لنا رؤية الهلال بنفس الدقة؟ وجوابهم سيكون بكل تأكيد لا. ولكن لماذا ؟ والجواب هو أن الرؤية مسألة غير منضبطة علميا، فهي تتعلق بعشرات العوامل المختلفة الفزيائية والجوية والجغرافية والفلكية والبشرية، بحيث أن أي عالم لا يستطيع وضع معادلة حسابية أو نموذج رياضي لذلك، وأحد هذه العوامل هو ساعة التولد، وعمر الهلال بعد التولد، ومنها الرطوبة ونسبة الغبار في الجو ووجود الغيوم وكثافتها،ومقدار قوس النور في الهلال، وزاوية ميل فلك القمر عن الشمس بعد الغروب، ومكث الهلال بعد غروب الشمس، وارتفاع مكان الراصد ، وحدة بصر الراصد، الخبرة والدربة للراصد، وتأثير غلاف الأرض الجوي في انكسار اشعة الشمس والقمر،وغير ذلك من العوامل المتعددة والكثيرة التي تؤثر في الرؤية للهلال. افضل ما قام به علماء الفلك هو أنهم عملوا نماذج رياضية اخذوا فيها 3 أو 4 عوامل وحاولوا من خلالها تحديد الأماكن التي يمكن رؤية الهلال فيها بعد تولده، ومن خلال متابعة هذه النماذج تجدهم يذكرون أن اقل وقت للرؤية بعد التولد هو بين 13 إلى 19 ساعة وهذا يختلف حسب العوامل المؤثرة الأخرى التي لم يدخلوها في حساباتهم. طبعا أهم قضية في الموضوع هي حدة بصر عين الراصد ودربته على الرصد، وهذه لا يوجد لهم أي بحث موضوعي حولها، وأكثر ما عملوه أنهم في امريكا -كما أخبرني مرة الدكتور عبد القادر عابد رئيس قسم الجيولوجيا في الجامعة الأردنية- أنهم عملوا مسابقة لرصد الأهلة وأن أقصر فترة بين الرؤية والتولد كانت 13 ساعة. وعلى ذلك تجد الاختلاف بين المراصد الفلكية في تحديد إمكانية الرؤية، فبعضهم يعتبرون الفترة 4 ساعات وبعضهم 12 ساعة وبعضهم 20 وبعضهم 24 ساعة، ومع ذلك فكلهم يتفقون على ساعة ودقيقة التولد بدقة عالية، ولكنهم -كما ترى- في الرؤية مختلفون أشد الاختلاف وهذا ما قصدته من قولي التلبيس على الناس في مسألة علم الفلك والأهلة. والخلاصة أن هناك فرقا بين مسألة تولد الهلال وبين مسألة رؤية الهلال وهما مسألتان مختلفتان ولا يجوز الخلط بينهما لا علميا ولا شرعيا. ونعود الآن لسؤال أخينا أبي مالك : المشكل هو أن علماء الفلك لا يستطيعون الجزم بعدم إمكانية رؤية الهلال بعد تولده كما جزموا في ساعة تولده، ولكنهم يستطيعون الجزم في حالة واحدة هي عدم تولد الهلال ابتداء وعندها فقط يجزمون بعدم إمكانية الرؤية بشكل قاطع. المسألة من ناحية فقهية متعلقة بالقاضي الشرعي الذي يأخذ بشهادة الشاهد ومدى فقهه، ومدى تحفزه لنيل الجائزة المالية عند قبول شهادته كما يحصل في بلاد نجد والحجاز. بعض الفقهاء يأخذون بالحسابات الفلكية ليس في الاثبات ولكن في النفي، أي يعتبرون الحسابات الفلكية إذا جزمت بعدم تولد الهلال.
  3. السلام عليكم أشكر أخي أبا مالك على ما ذكره من أمور فوالله فإن العاقل لا يحتاج لكل هذه الأدلة التي ذكرتها ليقر بوجود الخالق فما بالك بأدلة عقلية وعلمية دامغة لا مجال للفرار منها المشكلة إخواني تتمثل في أن الجاحد إذا أعياه الأمر انتقل إلى الشك في الأمور البدهية للهروب من الالزام ، لذلك عقبت بالقول الكفر عناد فكيف يصل شخص كـ"ستيفن" إلى دليل دامغ يثبت له أن للكون بداية أي هو مخلوق وعليه فقط أن ينتقل للخطوة العقلية والمنطقية التالية ليقول أن لكل مخلوق خالق، ثم تراه ينحرف بالعربة التي يقودها على الطريق المستقيم ينحرف بها عن جادة الصواب إلى جرف هار فيرديها في جهنم وكذلك هذا الشخص الذي ذكره أخونا أبو تقي عندما أعياه الأمر، قام فتفذلك فتكبر فأنكر السببية ومبدأ العلية، فاي عقل هذا الذي يفكر بهذه الطريقة التي تلغي عقله، ثم تراهم من تكبرهم وتعجرفهم يرمون المؤمنين بقلة العقل ، يا لسخف عقولهم ، حقا إن الكفر عناد. فإذا أردت أن تناقشه أخي أبا مالك فلا بأس ولكن بعد وضع أسس عقلية وبدهية لهذا النقاش وإلا كان الأمر كمن ينفخ في رماد. مع تحياتي
  4. السلام عليكم عقب أخي ابا مالك على تساؤلات أخينا "أبو تقي حسن" بقوله: وقمت بالتعقيب والرد أيضا ونود أن نقرأ رأي أخينا "أبو تقي حسن" هنا إذا كان قد أخذ الإجابة أم أنه بحاجة للمزيد مع تحياتي
  5. أما للرد على النص المنقول لنا عن صاحب ستيفن وراسل ونيتشه فاقول: أن مدعي العلم والتجربة لديهم إشكالية مع الحس العقل والتفكير والعلم ذاته، انظر ماذا يقول هذا الشخص: " " إذن فالمشكلة لديه هي مشكلة مع نفسه وحواسه وعقله، ومعاندته للعلم وللعقل وكذلك مشكلة مع الكون ومع الله خالقه، وليس معنا نحن، لذلك يصدق عليه المثل "الكفر عناد". النقطة الثانية في منطلقات هذا الشخص هي قوله بافتراض وجود بداية للكون وهذه مغالطة منهجية، فالتفكير في الكون والإنسان والحياة لا تفترض هذا، بل هذه نتيجة وليست مقدمة افتراضية لا دليل عليها كما يدعي، بل الدليل العقلي يدل على أن الكون والإنسان والحياة محدودة ومحتاجة، وهذا يدل على أنها جميعا عاجزة وناقصة وبالتالي مخلوقة ، فمسألة محدودية الكون بأجرامه السماوية هي مسألة حسية وليست مسألة افتراضية، فعندما ترى الشمس والقمر والنجوم ترى كل جرم منها محدود في أبعاده المكانية وهذا ينسحب على البعد الزماني لوجودها. والعلم نفسه يقول بوجود بداية للكون في آخر نظرياته وهي الانفجار العظيم وهذا ينسجم مع العقل والفكر والأديان، ولأن هؤلاء يكفرون بالايمان وبالأديان وبالله فارادوا أن يوجدوا تبريرا لكفرهم وإلحادهم، فلجأوا إلى الطعن في ما يقوم عليه العقل والعلم والكون من مبدأ السببية ومعاندة الحواس بالقول بنفي المحدودية الزمانية، مع أنها مما يلزم عقلا عند بالقول بالمحدودية المكانية للأشياء. كذلك انظر إلى قوله المغلوط : أما قوله بالازدواجية فيقصد فيه ازدواجية المعايير في الحكم على الأشياء، ويعني بذلك إذا أجزتم سؤال من خلق الكون فلماذا لا تسألون من خلق الله؟ ثم يجيب هو بإجابات مبتورة كمن يستشهد بقوله تعالى: "ولا تقربوا الصلاة" ويقف عند ذلك، فبئس تفكير هؤلاء!! يا سيدي المؤمن بالله لا يكتفي بإجابة (العقل البشري محدود كإجابة على سؤال من خلق الله) فهذا خلط متعمد فهذه ليست الإجابة على هذا السؤال بل هي إجابة على سؤال آخر ألا وهو كيف يمكن أن نؤمن بوجود إله لا نراه ولا نحس به؟ أي عند البحث في كنه وماهية الخالق، تكون الإجابة بأن العقل البشري محدود، ولا يمكن أن يحيط بذات الله لأن ذاته فوق الأشياء وفوق العقل. وهناك فرق بين البحث في إثبات الوجود والبحث في التكييف أي في ماهية الوجود وصفاته وهما بحثان متغايران والخلط بينهما هو الذي يؤدي إلى مثل هذه المغالطات. أما الإجابة عن سؤال من خلق الله؟ فهي موجودة وهي غير ما تقول أو ما تظن بأنها الإجابة، أما كيف ذلك فهو أن العقل عند إثباته محدودية الأشياء واحتياجها يثبت أنها عاجزة، وعجزها يدل على أنها مخلوقة (دون الدخول في التفاصيل الآن) وإذا كانت مخلوقة كان لا بد من وجود خالق لها، ومن لوازم صفات الخالق أنه غير مخلوق وغير عاجز وغير محتاج وغير محدود، حتى يستطيع ويصلح أن يكون خالقا، وإلا لا يمكن أن يكون هو الذات التي خلقت والتي نبحث عنها، إذن فالله الخالق من صفاته التي أثبتها العقل أنه غير محدود وغير عاجز وغير ناقص وغير محتاج أي أنه أزلي واجب الوجود، والأزلي لا أول له ولا آخر له. هذا هو استدلالنا على صفة الأزلية للخالق وليس كما تغالط نفسك وتغالط الناس بإدعاء العلم ثم يعقب بعد ذلك بقوله أما القول بالاأدرية فهو عين القول بالإلحاد وعدم وجود إجابة على العقدة الكبرى (من أين؟ وإلى أين؟ ولماذا؟) أي سؤال الأصل والمصير والهدف، وهو لا يدري حتى يجيبه العلم على اللامحسوس (العقدة الكبرى) وهو سينتظر العلم الذي لن يجيبه عنها ابدا إلى يوم القيامة، وهذه مشكلة منهجية في الاعتماد على الطريقة العلمية التجريبية للاجابة على واقع لا يمكن تجريبه لأنه تاريخ الآن. أما قوله : فلسنا بحاجة إلى ستيفن ليخبرنا بذلك، فكما أن الكون مخلوق فالزمن الذي هو مرتبط بحركته مخلوق أيضا، يقول على بن ابي طالب رضي الله عنه : قبل أن يوجد الزمان والمكان لا تسل أين كان؟ ومتى كان؟ أما سؤال "ما جاء قبل المادة؟" فليس هو السؤال المنطقي الذي يسأل بل السؤال هو محدودية الكون والمادة يعني عجزها عن ايجاد نفسها فمن أوجدها؟ ويتبع ذلك عقلا أنه أي خالقها موجود قبل خلقها وهو أزلي، أي أنه لا يخضع لقانون الزمن الذي هو خلقه مع خلق الأشياء. أما قوله:" فقد تمت الإجابة عليه ولسنا بحاجة إلى الانجليزي الملحد برتراند راسل ليجيبنا على تقولات تقولها. أما القول: " ". فهو يقصد ويعني أن المؤمنين جهلة غير علميين والخوف هو دافع للايمان وليس العقل ، وهذا فعلا ينطبق على الجهلاء من الملاحدة الذين يرفضون الحقائق الدامغة وأسس العقل والعلم والكون كالسببية والحواس ثم يرمون غيرهم بدائهم وينسلوا. حقا إن الكفر عناد والله الموفق وعليه التكلان
  6. <p>السلام عليكم أقول أولا: الكفر عناد هذا المثل ينطق بلسان حال هؤلاء الملاحدة وأذنابهم، وهذا الشخص المنقول قوله، بواسطة أخينا أبا تقي حسن والذي لم يذكر لنا اسمه ولا المصدر الذي نقل عنه، هو من هؤلاء. فإذا أعيا الملاحدة الدليل العقلي ثم جاء الدليل العلمي يؤيد في بعض جوانبه الدلائل العقلية تراهم يرفضون العقل ويهربون إلى الأمام لعل العلم يجيبهم بعد سنوات أو حقب أو عقود عن اسئلة العقدة الكبرى، ولكنه على أي حال هروب وتهرب مما يرشد إليه العقل والعلم. أكبر مشكلة أـراها في الموضوع ليس نقاش الموضوع ذاته، بل منهجية الطرح الالحادي الذي يعاند الله إذ يعاند عقله وتفكيره وبدهياته، ثم يعاند العلم الذي يؤمن به. لذلك لا بد من حل بعض الإشكاليات في منهجية التفكير قبل الرد على هؤلاء. أما المنهجية فتكمن في أن الطريقة العلمية في التفكير لا تصلح للأبحاث التي لا تخضع للتجربة كالسياسة والتاريخ والمنطق والفلسفة واللغات وسلوك الناس وما يسمى بالعلوم الإنسانية وغير ذلك، فهذه أول إشكالية لدى من يتبنى الطريقة العلمية ولا يرضى بغير التجربة العلمية كأساس للبرهان. وكذلك يقوم الكون والعقل والعلم على أسس ومبادئ قطعية لا يمكن تجاوزها ومنها مبدأ الهوية ومبدأ الاستقرار ومبدأ العلية (السببية) ومبدأ عدم التناقض، فلا يمكن أن يحصل فكر ولا علم أو فهم للكون وللطبيعة أو المادة بدون الاعتماد على أسس محددة تسمى أوليات أو بدهيات لازمة لا يمكن تجاوزها. فهناك اشياء مشتركة ينتظم فيها الكون والعقل والعلم وهي هذه الأشياء، فالأصل في الأشياء الاستقرار والثبات وعدم التغير والتغيير يحصل فقط بفعل أسباب ويؤدي إلى حصول نتائج ومسببات وآثار، والتغيير يحدث وفق قوانين ونواميس ثابتة لا تتغير. والتفكير العقلي والعلمي يقومان على هذه الأسس (البدهية)، وبدونها لا يوجد فكر ولا عقل ولا علم. يتبع
  7. السلام عليكم بالنسبة لسؤال الأخ حول: الفرق بين الاستدلال العقلي والاستدلال المنطقي عموما، والفرق بينهما فيما يتعلق بالقضاء والقدر بالخصوص فأود القول والإجابة كما يلي: في العموم فإن الفرق الأساسي أن أسلوب التفكير المنطقي لا يلزمه الإحساس بالواقع، بل يخرج عن الواقع المحسوس إلى البحث والنظر في كل ما يمكن للعقل أن يتخيله أو يستطيع التعامل معه من الأفكار. فيما تشترط طريقة التفكير العقلية أن يحصر التفكير في الواقع المحسوس وعدم جواز التفكير فيما هو خارج عن الحس، وهذا ما لا يشترط في التفكير المنطقي. لذلك يجوزون البحث في غير المحسوس كالمغيبات، ولذلك فالمناطقة يبحثون في ما وراء الطبيعة المسماة بـ(الميتافيزيقا) ويبحثون ويكيفون بعض صفات الله مع إقرارهم بأن ذاته غير محسوسة. كذلك يشترط في طريقة التفكير العقلية وجود المعلومات السابقة المتعلقة بالشيء المراد الحكم عليه وما حوله وما يتعلق به ثم ربطه بالواقع، أما المنطق فلا يلزمه المعلومات السابقة بل يعتمد على مقدمات وآراء وأحكام مسبقة من مقدمة صغرى ومقدمة كبرى، والمقدمات ذاتها تستند إلى ما يسمى بالمعقولات والبديهيات ، ولهذا يقع المناطقة في إشكاليات تعميم أحكام على أشياء لا يجوز التعميم فيها وقد لا يظهر خطر ذلك إلا للمدقق. وأخطر ما يقوم به من يعتمدون المنطق كالمتكلمين مثلا اعتمادهم على آيات من القرآن الكريم فيها إخبار من الله تعالى عن أمور غيبية فيقومون ببناء أحكام عليها تبدو في ظاهرها وكأنها صحيحة، والحقيقة أنه لا يمكن الجزم بها واقعا كمثل قولهم القرآن كلام الله ثم يفرعون على معنى الكلام أبحاث لا واقع لها كقولهم الكلام مخلوق أو أزلي ، وكذلك اعتمادهم على عدل الله وجعلهم خلق الله للأفعال ليس بعدل كما يقول المعتزلة وهكذا. وهذه كلها قضايا غير محسوسة حتى ينبني عليها أحكام عقلية. أما فيما يتعلق بالقضاء والقدر على وجه الخصوص فهم يبحون في صفة العدل والإرادة والمشيئة وغيرها كما يتصورونها لدى الإنسان ثم يطبقون هذه المعاني على صفات الله وأفعاله فيقيسون الخالق على المخلوق فيقعون في الزلل وكذلك يبحثون مسألة خلق الأفعال ومسألة خلق القرآن مثلا، مع أن البحث في مسألة الخلق لا يجوز البحث فيها والجكم عليها لأن فعل الخلق من قبل الخالق سبحانه عملية غير محسوسة، وما يحس هو المخلوقات بعد خلقها قال تعالى "ما اشهدتهم خلق السموات والأرض ولا خلق أنفسهم"، فهم يجيزون ذلك ويعتبرون ابحاثهم عقلية مع أن طريقة التفكير العقلية لا تجيز لهم ذلك وهذا أساس الزلل والخطأ. مع تحياتي
  8. السلام عليكم أخي أبا أحمد هل يمكنك وضع ملخص لرايك هنا بدل إحالتنا إلى رابط طويل جدا؟ وهل يمكنك الإجابة عن السؤال الأول؟ بانتظارك مع تحياتي
  9. السلام عليكم أخي أبا مالك الكلام تقريبا صحيح في مكانة الدولة الإسلامية ولكن القرضاوي وغيره من أصحاب مدرسة الاعتدال والوسطية يريدون الآن الدولة المدنية ونحن لا نريد الدولة المدنية بل نريد دولة المدينة التي اقامها رسول الله فلماذا أتيت بهذا الموضوع الآن؟
  10. السلام عليكم ذكر أخي جلمود ما يلي: وفي الحقيقة إنها نعمة واية نعمة لذلك سماها القرآن الكريم بالبصيرة وكذلك البصائر وهناك فرق بين الذكاء والبصيرة ، فالذكاء يتعلق بعمق الربط الفكري وسرعته، أما البصيرة فيه اعلى من الذكاء إذ هي عملية ربط بقاعدة فكرية صحيحة تكون نورا للإنسان في حياته فيبصر طريق الحق ببصيرة عقله وقلبه لا ببصره فقط لذلك كان الأولى بنا الاهتمام بتنوير بصيرتنا بطريقة التفكير المنتجة وبالفكر المنير المستنير الذي أخذناه من البصائر التي أنزلها الله في كتابه وسنة رسوله. ومن أخذ بجزء من هذه البصائر وترك جزءا، يفقد نور البصيرة الحقيقي فيصبح مترددا متذبذبا لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء، وينطبق هذا الكلام اليوم على أصحاب الفكر الوسطي التوفيقي بين الإسلام وحضارة الرأسمالية الذين يسمون أنفسهم بالإسلام المعتدل، فتراهم لا ينتجون فكرا صحيحا ويخلطون الصحيح بالفاسد ويقدمون رجلا ويؤخرون الأخرى بسبب هذا الأمر. فندعو الله أن يسلمنا من الفكر الخليط المختلط وأن ينور بصيرتنا دائما بالحق وللحق اللهم آمين والله الموفق وعليه التكلان
  11. السلام عليكم حضرة الأخ حسن موضوعك قيم جدا، فبارك الله فيك! لكن لو دققت النظر فيما يروجه الفكر الغربي من مفهوم للفساد، لرأيت أنهم لا يعنون ما عنيت، وإنما يدور بحثهم في الفساد بالأساس على الفساد المالي ثم على الفساد الإداري أما الفسادالفكري فلا يبحثونه لأنهم يتبنون الفكرة النفعية والبراجماتية، فلا ينظرون إلى فساد الأفكار من ناحية صوابها أو مجانبتها للصواب ، ومن ناحية كونها حق أو باطل، وإنما ينظرون إليها من زاوية البراجماتية أو الذرائعية ويقصدون بذلك أن الفكرة تكون حسنة إذا انتجت منفعة لهم وأن الفكرة تكون سيئة إذا كانت غير عملية لا يمكن تطبيقها أو إذا انتجت ضررا. لذلك ارى أن عليك التركيز والبحث في الفكرة البراجماتية وبيان فسادها لأنها الأصل في الأفكار عندهم كذلك يا حبذا لو عرفت لنا واقع الفساد والمفسدين، وهل يمكن إصلاح ما فسد أم يجب تغييره؟ وهل يثبت الفساد من النظرة الفكرية إلى الأساس؟ أم يثبت الفساد أيضا من تطبيق الفكرة ومن خلال تتبع آثار ونتائج التطبيق ورؤية فوائد التطبيق أو فساده في العلاج؟ فمثلا هل يمكن إثبات فساد النظام الاقتصادي الرأسمالي من نتائج تطبيقه في المجتمعات الرأسمالية أم لا؟ وهناك أمور أخرى يمكن تضمينها في البحث ليكون شاملا مثريا منتجا بانتظارك وتقبل تحياتي
  12. السلام عليكم أريد تعقيب ونقد الأخ مكر مفر (وأقصد جلمود صخر :) ) على المحتوى وبانتظار باقي الإخوة أيضا
  13. نعم لدولة المدينة ولا للدولة المدنية دولة المدينة اقامها رسول الله والدولة المدنية دعوة الغرب أعداء رسول الله
  14. السلام عليكم أخي "محمد المحمود" اتصور أن الحراك الثوري في البلدان العربية كان من أحد أهم اسبابه -التي لا يأبه لها أحد - الصراع الحضاري فالصراع الحضاري الذي كان يجري في البلاد الإسلامية يعد من أسباب تحريك الانتفاضات والثورات في البلاد العربية، ولولا وجود الصراع الحضاري لما حصل هذا الحراك الثوري وللموضوع تفصيلات هامة مما يثبت هذا الأمر ولكن اكتفي الآن بهذا الملخص ولكم تحياتي
  15. السلام عليكم ذكرت الأخت البتول ما يلي: وقد حاولت الإجابة على السؤال الثاني والذي عقبنا عليه وننتظر ردها إن شاء الله لإثراء الموضوع ولكني لم اجد إجابة على السؤال الأول : لم يخالف في بعض الأحيان فعل الإنسان قوله؟ فهل من إجابة موضحة للأمر؟ مع تحياتي
  16. حياكم الله جميعا وبارك الله فيكم وأدعو الله تعالى أن تكونوا من أرفع أصحاب الفكر المستنير ومن أهل التفكير المنتج وتقبلوا سلامي وتحياتي
  17. السلام عليكم الأخت بتول ذكرت الآتي وأسمحي لي بمخالفتك الرأي فلا يوجد للإنسان مفهومان عن الأمر الواحد في نفس الوقت، ولا يوجد أيضا ما يسمى بالمفهوم الغرائزي كما ذكرت، بل هناك مفهوم واحد للشخص يؤثر في سلوكه أما تفسير الأمر فهو عندي مختلف عما ذكرت، وتفصيله أن هناك مفهوم يؤثر في السلوك ويدفع الإنسان إلى القيام بأعمال معينة وفق هذا المفهوم، ويحتاج المفهوم حتى يؤثر إلى طاقة مشاعرية دافعة للعمل ، وفي حالة الزنا كما حصل مع ماعز ويحصل مع غيره من المسلمين، أن الزنا يحصل بعد إثارة كبيرة للغريزة توجد طاقة مشاعرية شهوانية كبيرة وحتى يستطيع المسلم التغلب على هذه الشهوة، فيحتاج إلى المفهوم والذي يحاول من خلاله توليد طاقة شعورية مضادة لهذه الشهوة والطاقة الشعورية المحرمة، فإذا استطاع المفهوم توليد هذه الطاقة بشكل كاف لإطفاء جذوة الشهوة نجح في الوقوف عند محارم الله والابتعاد عن الزنا أما في حالة عدم قدرة المسلم على توليد طاقة شعورية إسلامية كافية لصد ودفع الطاقة الشهوانية، فالذي يحصل أن الطاقة الشهوانية تتغلب عليه فيندفع لارتكاب الحرام بدفع من الشهوة ذاتها والمثارة لديه بفعل المثير الخارجي، ولا يتولد عندها مفهوم آخر يقول له إزن أو افعل كذا، بل ان ذلك الشخص لا يستطيع كبح جماح الشهوة بما لديه من مفهوم مضاد فيقوم بالعمل بالذي تطلبه الغريزة بدافع من الشهوة المتولدة أو الغريزة ذاتها. ولذلك نقول بأنه في هذه اللحظة يكون المسلم قد فقد في سلوكه هذا الارتباط بالحكم الشرعي، أي أنه قام بالفعل وهو غير مرتبط بالمفهوم الايماني أي الحكم الشرعي الذي يحرم ذلك، وإنما قام به بتأثير المثير الخارجي الذي أثار شهوته فاندفع إلى الإشباع اندفاعا شيطانيا أي خاليا من الارتباط بالحلال والحرام، وهذا ما يفسر قوله عليه السلام "لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن" أي في تلك اللحظة يفقد المؤمن ارتباط فعله للزنا بالمفهوم المنبثق من الايمان أي الحكم الشرعي الذي يحرم الزنا. والذي يجعل المسلم غير قادر على دفع الشهوة هو ضعف الايمان، أي ضعف العزيمة الدافعة للعمل من خلال عدم قدرة المفهوم توليد طاقة شعورية ايمانية كافية تستطيع التغلب على الشعور المضاد المتولد من الإثارة الشيطانية الشهوانية. ولذلك حث الإسلام دائما على القيام بالفروض والطاعات التي تزيد الشحنة الايمانية والشعور اللازم لصد الحرام والقيام بالواجبات الشرعية، وكذلك حث الإسلام عن الابتعاد عن مواطن الشبهات والفتنة ومقدمات الزنا وباقي الوسائل الموصلة إلى الأفعال المحرمة. أرجو أن أكون قد وضحت هذا الأمر لك مع تحياتي
  18. السلام عليكم أرجو الله أن يكون الجواب شافيا ولكم تحياتي
  19. السلام عليكم نعم أخي "جلمود" فالموضوع هو جواب لسؤالك إن شاء الله، وأرجو أنك قد تلقيت إجابة شافية بالنسبة لاستفسار الأخ "عماد" حول الاجتهاد وعلاقته بطريقة التفكير المنتجة فأود أن اوضح بأن طريقة التفكير المنتجة هي طريقة التفكير العقلية وهي تصلح للتفكير في كل مجالات الحياة وهذا هو الأساس. إلا أن كونها منتجة فهذا أمر إضافي أضفناه على طريقة التفكير العقلية، والذي جعلها منتجة هو كونها تستند إلى قيادة فكرية منتجة للنهضة والارتقاء في جميع مجالات الحياة الفكرية والسياسية والاقتصادية والتعليمية والصناعية وغيرها. والفكر المنتج للنهضة هو الفكر الذي يقود للارتقاء، وهذا يكون بالاستناد على قاعدة فكرية راقية، أي على مبدأ شامل لجميع شؤون الحياة، والمبدأ يعالج جميع مشاكل الحياة بالاستناد إلى مقياس للأعمال والإسلام كونه أكبر من مبدأ، فهو ينهض الأمة ويحل جميع مشاكلها بالأحكام الشرعية المنبثقة عن العقيدة أي عن قيادته الفكرية الصحيحة المنهضة. والأحكام الشرعية تعالج مشاكل الحياة بأن تعطيك العلاج لكل مشكلة وإذا لم يكن الحكم الشرعي للمشكلات المستجدة موجودا ومتوفرا كان لا بد من قيام المجتهدين بالاجتهاد الشرعي لاستنباط الحل من مصادره الشرعية بالاعتماد على أدلة الفقه. وهذا معنى القول بشرعية الفعل كما ترى في النقطة الرابعة من عناصر العمل المنتج، أي يجب أن يكون الفعل المراد القيام به لعلاج الواقع منبثقا من الأحكام الشرعية، وإذا لم يكن هناك حكم شرعي متعلق بهذا الواقع كان لا بد من اجتهاد شرعي وهذه هي العلاقة بين الاجتهاد وطريقة التفكير المنتجة وبهذا يتضح الفارق بين الاجتهاد الشرعي وطريقة التفكير المنتجة حيث أن الاجتهاد هو مما يلزم لإعطاء الحل للمشكلات التي تواجه الأفراد والأمة والدولة الإسلامية. أما بشأن المعلومات السابقة فهي ليست القاعدة الفكرية، فالقاعدة الفكرية هي الأساس الذي تبنى عليه الأفكار التي تشكل وجهة النظر في الحياة، فهناك معلومات سابقة تتعلق بكل شيء في الدنيا وما له علاقة بالقاعدة الفكرية هو بعضها والكثير منها لا علاقة له مباشرة. فالسياسي مثلا ينطلق من هذه القاعدة وعنده طريقة تفكير منتجة فيعالج المشكلة من خلال الأحكام الشرعية المتعلقة بها ويستخدم طبعا المعلومات السابقة وتكون لديه منظومة فكرية تؤهله للفهم السياسي والعمل السياسي، وعالم الذرة عندما يبدع فإنه ينطلق من طريقة تفكير منتجة يحاول من خلال ابداعه المساعدة على القيام باستبناط وسائل واساليب علمية وتكنولوجية تساعد على تحقيق الأهداف وعلاج المشكلات، فيخترع جهازا لينتج الطاتقة الكهربائية من الطاقة الذرية والتي تستخدم في تدوير الآلات وتشغيل المصانع وإنارة البيوت باستخدام طاقة رخيصة وآمنة وغير مضرة بالبيئة، وهو بهذا يخدم صانع القرار السياسي وراعي الشؤون في الدولة عندما تحتاج الدولة إلى الطاقة الكهربائية الدائمة والرخيصة وعليه دائما أن يربط أفعاله بالأحكام الشرعية ذات العلاقة. ومهندس المياه يعالج شح المياه في منطقة ما من خلال وسائل وأساليب هندسية متطورة لاستخراج المياه من مصادرها، بحيث تتوفر للمنتفعين بكميات كافية ونوعية جيدة نافعة، فإذا وجد في الماء المستخرج شوائب أو مواد ضارة سارع إلى ابداع وسائل وأساليب لعلاج هذه المياه في محطات تنقية تزيل الشوائب والأضرار وتصفي المياه وتزودها للمنتفعين بشكل صحي وسليم وكل ذلك ينطلق من قاعدة فكرية منتجة تعالج المشكلات من خلال الأحكام الشرعية. وهكذا فقضية التفكير المنتج ليس هو الاختراع وإن كان ذلك مما يلزم له ولكنه بالأساس موجه لحل المشكلات وسد حاجات الناس الناقصة، من خلال فكر منتج للنهضة، فإذا دعته الحاجة إلى توفير طاقة كهربائية رخيصة وآمنة بادر إلى الابداع وانتاج مصانع وآلات تنتج ذلك، وكل الأمور يجب أن تصب في خدمة الهدف وعلاج المشكلة. فمثلا إذا واجهت مهندس المياه مشكلة في توفير كميات مياه كافية للناس فكر في وسائل وأساليب لزيادة كميات المياه فيفكر باستخراج المياه من الأحواض الجوفية للمياه وإذا لم يجد يفكر بتحلية المياه المالحة المتوفرة حوله أو تحلية مياه البحر أو جر المياه من الأنهار البعيدة أو الجبال الثلجية أو صيد الندى أو وسائل جديدة يكتشفها هذا الباحث من مخلوقات الله الصغيرة التي أودع فيها أسرارا عظيمة كتلك الكائنات التي تعيش في المناطق الجافة. وهكذا يكون عمل هذا المهندس مكملا لعمل السياسي والحاكم راعي الشؤون ويكون المجتهد الذي يعطي الحكم الشرعي مشاركا في حل المشكلات، فإذا قال أحدهم لمهندس المياه أن أحد مصادر الحصول على المياه هو تنقية مياه المجاري ووجد ذلك ممكنا علميا وتقنيا، فعليه قبل تبني هذا الحل السؤال عن الحكم الشرعي في الانتفاع من مياه المجاري المعالجة بسؤال المجتهد وتوضيح مناط الحكم له بشكل صحيح وبهذا يكون تفكيره وتفكير هذه المجموعة التي تعاونت لحل المشكلة تفكيرا منتجا. أرجو أن يكون الأمر الآن واضحا أخي الكريم مع تحياتي
  20. خامسا: علاقة طريقة التفكير المنتجة بالاجتهاد وبالناحية التشريعية لا تتناظر طريقة التفكير المنتجة مع الاجتهاد، فهما ليسا شيئا واحدا، وان كانت طريقة التفكير المنتجة تحتاج الى الاجتهاد خاصة في اقتراح البدائل واختيار الحلول. صحيح ان الاجتهاد من حيث كونه اعطاء الحكم الشرعي في الوقائع المستجدة والنوازل المستحدثة يقوم على تشخيص الواقع المبحوث والمشكلة التي تكون مبسوطة على طاولة البحث شأن الاجتهاد في هذا شأن طريقة التفكير المنتجة، وصحيح ايضا ان اعطاء الحكم الشرعي والوصول اليه جزء اصيل في الجهتين طريقة التفكير المنتجة والاجتهاد سواء بسواء، ومع ذلك كله، فان طريقة التفكير المنتجة اشمل واعم من الاجتهاد ولو ان الاجتهاد ركن اصيل فيها. فان يقوم مجتهد ما باعطاء الحكم الشرعي في الصلاة على القمر او بالاستنساخ مثلا لا علاقة له بطريقة التفكير المنتجة حسب ما المعنا اليه سابقا. سادسا: طريقة التفكير المنتجة والعلاقة السببية اتضح ان "العلاقة السببية" هي ذات أهمية خاصة في طريقة التفكير المنتجة، فكان لا بد من البحث والتعمق فيها لبلورتها بشكل واضح يعطي الآلية الملائمة لكيفية تطبيق طريقة التفكير المنتجة. وبالتالي فلا بد من بحث جاد في السببية في أسسها الفكرية التي تقوم عليها ومن ثم تناول تطبيقاتها في الحياة العملية من خلال الأعمال السببية التي تتناول مسألة الدوافع والأهداف والنتائج. فكل عمل سببي إنساني يجب أن تكتمل فيه العناصر التالية: دوافع 2- أهداف 3- نتائج 4- شرعية الفعل 5- طريقة تنفيذ 6- خطة 7- أسلوب ووسيلة ودافع العمل هو الطاقة السببية المحركة له ويراد منه تحقيق نتائج وثمار معينة تكون متصورة في ذهن الفاعل قبل إقدامه على الفعل وهي الأهداف، والعلاقة بين السبب وهو العمل الإنساني وبين المسبَّب وهو النتيجة المراد تحقيقها هي علاقة سببية سواء أكان هذا الفعل فرديا أم جماعيا. والعلاقة السببية تجري وفق قوانين وسنن محددة وضعها الله وقدرها في جميع الأشياء وتخضع لها الحياة البشرية جبرا عنها، فلا بد للمسلم عند إرادته القيام بعمل معين أن يدرك الدافع له ليستطيع مقدار ومستوى الطاقة السببية المطلوبة لتحريك العمل لتكون النتيجة المطلوبة متلائمة مع الهدف، وحتى يصل المسلم إلى هدفه يجب عليه إدراك العلاقة السببية بين الهدف والنتيجة وذلك بتحديد الفعل السببي المؤدي إلى إحداث المسبب وهو النتيجة. ولكم سلامي وتحياتي
  21. رابعا: فردية طريقة التفكير المنتجة وجماعيتها ان طريقة التفكير المنتجة هي منهج في البحث بمواصفات وقواعد محددة. وعليه، فان اية جهة تفكر بناء على تلك القواعد والضوابط فانها تكون بذلك قد حازت على طريقة التفكير المنتجة واكتسبتها سواء كانت هذه الجهة فردا او جماعة او شعب او امة. بيد ان من الاهمية بمكان الاشارة الى ان هذه الصفة لا توصف بها جهة كأن تقول ان فلانا من الناس او جماعة كذا او امة كذا تمتلك طريقة تفكير منتجة هكذا جزافا او حتى لان ذلك الفرد او الجماعة او الامة قد وجدت لديهم تلك الطريقة مرة او حتى مرات. والمقصود ان "طريقة التفكير المنتجة كـ "صفة" او كـ "شهادة" لا تعطى الا لمن ثبتت لديه هذه الطريقة واصبحت ملكة لديه فيكون بمعظم سلوكه يرتبط ويتبنى هذا المنهج. وبكلمة اخرى، فيجب ان يستخدم الفرد او الجماعة او الامة هذه المنهج في مرارا وتكرارا في حياته اليومية فيتصدى للمستجدات والمشكلات باستمرار من خلال طريقة التفكير المنتجة ويتقيد بقواعدها وضوابطها دائما حتى تصبح سجية منم سجاياه، وعند ذلك فقط يمكن ان نطلق عليه بانه يمتاز بطريقة التفكير المنتجة. فمثلا: من يريد بناء بيت صغير فيقوم بوضع المخطط الهندسي له, ثم يحسب ما سيجابهه أثناء البناء وبعد البناء فيحضر كافة الأوراق الثبوتية والمستندات واللوازم كتمديد الكهرباء والماء, ومن ثم الاتفاق مع مقاول إلى غير ذلك من الأعمال حتى معرفة جيرانه وكيف سيتعامل معهم. كما تبنى الحزب هذا المنهج حينما درس مشكلة المسلمين وحدد الغاية له بانها استئناف الحياة الاسلامية, وووضح طريقته, وتبنى من الأفكار والآراء والأحكام ما يبين كيان الدولة وأجهزتها والنظم التي تقوم عليها كنظام الحكم والاقتصاد والاجتماع وعلاقة الأمة بغيرها من الأمم. لذلك وضع الحزب كتاب نظام الإسلام ووضع كتاب النظام الاقتصادي وكتاب النظام الاجتماعي وكتاب نظام الحكم وكتاب مقدمة الدستور…. وغيرها من الكتب.وقد غلب على كتب الحزب هذه السمة (الطابع الفكري) بشكل ظاهر وتعد هذه الريادة في للحزب ولم يسبقه أي تكتل في ذلك. ويلاحظ ان وجود الافراد النابهين الذين يمتلكون هذه "النعمة" و" الخاصية" والتي هي طريقة التفكير المنتجة يمكن ان يكونوا النقطة التي تحرك "بركة" الامة. الا ان وجود جماعة تتبنى هذه الطريقة وتلتزمها لتكون اكثر فاعلية في التأثير في المجتمع بصفتها كيانا فاعلا وبصفة المجتمع كيانا منفعلا. ولا بد من المران والتدريب والتكرار والدربى حتى تمتلم الجماعة كلها والمجتمع برمته هذه الصفة بان يكون لديها طريقة تفكير منتجة. ويجدر التحذير بان امتلاك طريقة التفكير المنتجة في وقت عند جهة ما (فرد او جماعة او امة) لا يعني الركون والقول الى ان طريقة التفكير المنتجة موجودة وكفى الله المؤمنين شر القتال، بل يمكن لمستوى ومدى ومنسوب طريقة التفكير لدى الفرد والجماعة والامة ان يتذبذب قوة وضعفا بين وقت واخر، والنتيجة الاهم هي انه لا سبيل الا الاصرار على استخدام هذه الطريقة مهما بلغت الصعوبات لتصبح ديدن الافراد والجماعات والامة. ان طريقة التفكير المنتجة ليست خاصة بقوم معين او امة خاصة، بل هي ملك لكل من التزم بحيثياتها وقواعدها ونواظمها وضوابطها كائنا من يكون. وبالرغم من ذلك، فان النصوص الشرعية الاسلامية التي اكدت على السنن التاريخية والعلاقات السببية وربط الاسباب بمسبباتها ونحوه لتبعث "طريقة التفكير المنتجة" في المسلمين بشكل اقوى من غيرهم لولا الضعف الشديد الذي طرأ على الاذهان في فهم الاسلام. يتبع إن شاء الله
  22. اولا : في بناء المفهوم بداية، لا بد من الاشارة اولا الى ان هذا المصطلح: "طريقة التفكير المنتجة" هو احد مفردات الجهاز المفاهيمي الذي لجأ اليه الشيخ الامام المرحوم ابو ابراهيم النبهاني في توصيف وتشخيص حال الامة واثناء جهده في صياغة المنظومة الفكرية التي قام عليها الحزب تاليا ضمن مخطط هندسي شديد الاحكام والوضوح لينقل الاسلام من مستوى الوجود النظري الى الواقع العملي من خلال طرحه بقالب جديد سماه البعض "الطابع الفكري للحزب" . فاول ما يلاحظ هو ان هذا المصطلح هو حكر على الحزب واحد مفاهيمه واحد مفردات جهازه المفاهيمي التي توسل به التقاط الحال وتشخيص الواقع. يتكون المصطلح من مقطعين: الاول طريقة التفكير والثاني المنتجة كصفة لهذه الطريقة. وكان عرفت طريقة التفكير في كتاب التفكير بانها: "منهج معين في البحث يسلك للوصول الى الحقائق" . وبكلمة اخرى هي نموذج معين وفق قواعد محددة يقوم بها الانسان من اجل الحكم على الواقع وفهمه حتى يكون هذا الحكم على ذلك الواقع طبقا لما هو عليه ذلك الواقع، اي موافقا لحقيقته وعاكسا جوهره ومفسرا وجوده. ومن هذا المنطلق في تحديد وتعريف "طريقة التفكير" جاء الاختلاف والتباين بين نوعين من الوقائع التي يمكن ان يجري فيهما التفكير : احدهما المادة وصفاتها وخواصها وهذه لها ما يعرف بنموذج معين او منهج معين او ان شئت طريقة معينة في البحث بقواعد معينة اطلق عليه "الطريقة العلمية" فيما بقية الامور التي لها علاقة بالحوادث كالتاريخ والعقائد ونحوه لها بدورها منهجا معينا اخر بقواعد مختلفة وضوابط مغايرة اطلق عليها "الطريقة العقلية". ومن المهم التنويه بان هذا التفريق حاسم ويساعد كثيرا في فرز المواضيع لانه مبني على امر سبقه وهو تعريف التفكير او الادراك او العقل. واذن، فمعنى القسم الاول من المفهوم والذي هو :"طريقة التفكير" هو منهج معين في البحث بقواعد ثابتة وضوابط محددة يسلكه الذي يقوم بعملية التفكير للوصول الى اصدار احكام على وقائع والتوصل الى الحقائق. واما المقطع الثاني من المصطلح : "المنتجة" فان الانتاج هو الوصول بهذه العملية من خلال ذلك المنهج الى النتائج المرجوة، اي الوصول الى الثمرة والتي هي الغاية من وراء اجراء عملية التفكير تلك حتى لا يكون العمل العقلي عبثا ولاخراج التخريفات والاوهام التي هي نتاج اي عملية تفكير لا تتم طبقا لضوابط التفكير وقواعده، اي لا تتم في المحسوس المدرك. الا ان هذا التفسير لمعنى "طريقة التفكير المنتجة" من خلال الفصل بين طريقة التفكير وصفتها وهو ما تم سابقا ربما لا يكون موفقا مع فائدته تماما مثل محاولة تعريف اي مصطلح اخر مثل اصول الفقه، اذ لا بد من محاولة اعطاء المفهوم الذهني لهذا المصطلح وتحديد محتواه ووضع الاصبع عليه لبلورته، اقصد محاولة تعريف "طريقة التفكير المنتجة" بنفس المضمون والمحتوى الذي يجب ان يتبادر الى الذهن فور سماعه. وللتصدي لذلك يمكن القول بان تعريف "طريقة التفكير المنتجة" هو : منهج معين في البحث يسلك لفهم الواقع القائم واطلاق الاحكام الصادقة على الوقائع والمشكلات الجارية باستخدام الطريقة العقلية بهدف الوصول الى معالجة (غاية) محددة باستخدام الوسائل والاليات والاساليب التي تنسجم مع عقيدة الذي يقوم بتلك العملية. فطريقة التفكير المنتجة هي منهج معين لفهم وتحليل وتشخيص الواقع وفق العلاقة السببية بين متغيرات هذا الواقع حيث يتم التعرف على أسباب المشكلات، كما تتم دراسة الأولويات والبدائل لحل المشكلات مع انتقاء الاساليب والوسائل الناجعة في العلاج الامر الذي يتطلبه توفر الكفاءات اللازمة والثروة والمعرفة الفنية والأدوات والوسائل المناسبة. فتتوجه الطاقات والجهود نحو تحقيق أهداف معينة بناء على تخطيط محكم للحاجات والاولويات والمتطلبات بناء على تفكير ذاتي تدرس فيه المشكلات والاهم من ذلك توفر النظام والمناخ الذي يساعد على الوصول إلى الأهداف من قبل الدولة نفسها ومن قبل أفرادها وتعين الجميع على الإبداع وتبني المبدعينومن ثم يتم تبني طريقة معالجة لها مأخوذة من مبدأ الأمة وهو الإسلام، وفي طريقة التفكير. وبهذا تنتج الثروة وتتراكم ويتحقق للمجتمع الرفاهية ويبتعد عنه هاجس الفقر والدَيْن وكل ذلك بفضل وجود طريقة التفكير المنتجة في الأمة والدولة. فطريقة التفكير المنتجة هي أن يكون للتفكير ثمارا صالحة، والانتاج هنا يعني انتاج الغايات والاهداف. فكل غاية حتى تتحقق لا بد من استخدام العقل والتفكير بالطريقة المثلى لتحقيقها وذلك بالقيام بأعمال محددة واستخدام وسائل وأساليب للتنفيذ. فإذا تم تحقيق نتائج مطابقة للهدف والغاية التي كانت متصورة في الذهن قبل القيام بالعمل يكون حينها التفكير منتجا ومثمرا. غير أن الطريقة المثلى لتحقيق الأهداف باستخدام الفكر لا يمكن أن يكون جديا ومثمرا إلا إذا كان مبنيا على قاعدة فكرية (عقيدة عقلية) وتحولت هذه القاعدة لدى صاحبها إلى قيادة فكرية ، وبكلمات أخرى لا بد أن يكون التفكير على أساس مبدأ يوجه التفكير بطريقة محددة لإنتاج وتحقيق الاهداف وفق ضوابط ومقاييس معينة وربط للأسباب بمسبباتها الصحيحة وذلك بادراك القوانين والسنن التي تربط الافعال الانسانية بالنتائج . وتقتضي طريقة التفكير المنتجة القيام بإدراك واقع المشكلات وتحديد المشكلة المحورية بواسطة تطبيق قاعدة العلاقة السببية من خلال إدراك المسببات (نتائج المشكلة) أولا ثم البحث المستنير عن أسبابها ثم الانتقال إلى تحديد الأهداف وتطبيق قاعدة السببية في الوصول إلى المعالجات وقياس المعالجات إلى القاعدة الفكرية ووجهة النظر عن الحياة لاختيار المعالجة الصحيحة وتحديد طريقة تنفيذ العلاج واختيار الوسائل والأساليب اللازمة للقيام بالأعمال وذلك باستخدام الفكر المستنير، ومن ثم القيام بالمتابعة اللازمة أثناء التنفيذ لإدراك الخطوة التالية حسب الخطط المرسومة واتخاذ الإجراءات الملائمة في حالات ضعف الأداء أو الانحراف عن الأهداف, حتى الوصول إلى تحقيق الغايات والنتائج المرجوة. ثانيا: علاقة الطريقة العقلية والطريقة العلمية بطريقة التفكير المنتجة لا يوجد علاقة بين الطريقة العلمية وبين طريقة التفكير المنتجة، فطريقة التفكير المنتجة مبنية تماما على الطريقة العقلية، بل هي مجرد تطبيق للطريقة العقلية في التفكير. واساس ذلك هو ان طريقة التفكير المنتجة تبحث في المشكلات الانسانية والمستجدات البشرية والوقائع اليومية لمفردات الحياة للناس لتشخيصها بهدف الوصول الى حلول لها مبنية على قاعدة العقيدة حتى لا تخالف الحلول النظام المنبثق عن تلك العقيدة. فلا تختص طريقة التفكير المنتجة بالمواد وخصائصها. ان الخليفة الفاروق عمر ابن الخطاب، مثلا، عندما وجدت مشكلة عدم "وجود سيولة بايدي الرعية" حلل المشكلة فاصدر اوراقا كانت بمثابة صك دين ليتبادل الناس تلك الصكوك مقابل السلع والخدمات والتي عادت اخيرا اي الصكوك الى بيت المال. هذا مثال رائع على استخدام طريقة التفكير المنتجة في حل المستجدات ومواجهة الملمات والمشكلات. اما تلك الصكوك او القطوط وصناعتها ونوع الحبر الذي كتبت به والتواقيع ومنع التزوير فيها وكيفية اصدارها وشكلها فهو خارج الموضوع. وكذا الحال في فتح القسطنطينية حيث لا يرد بالبال انواع الادوات والاسلحة التي استخدمها محمد الفاتح، وهلم جرا. ثالثا: علاقة طريقة التفكير المنتجة بالفكر العميق وما علاقتها بالفكر المستنير من خلال تعريف الفكر المستنير، فان من المحسوم به ارتباط طريقة التفكير المنتجة بالفكر المستنير لان العمق فيها لا يكفي الى الوصول الى النتائج الصادقة، كما ان عمق التفكير لا يسد حاجة "طريقة التفكير المنتجة" الى البحث في المشكلة وملابساتها وعلائقها وارتباطاتها ومحيطها واثارها القريبة والبعيدة والتي هي من اركان الفكر المستنير . فطريقة التفكير المنتجة ملتحمة صميميا مع الفكر المستنير لان الاستنارة هي مقتضياتها وشرطها. يتبع بإذن الله
  23. سأل بعض الإخوة عن طريقة التفكير المنتجة فأحببت أن أضع بين ايديهم هذا البحث حول الموضوع: بسم الله الرحمن الرحيم طريقة التفكير المنتجة ذكرت طريقة التفكير المنتجة في مقدمة كتاب النظام الاقتصادي في الإسلام قي معرض الحديث عن الثروة التي يتسلمها الجيل من سلفه. واعتبر الشيخ العلامة المرحوم تقي الدين رحمة الله عليه أن أعظم ثروة ليست هي الثروة المادية ولا الثروات الهائلة في باطن الأرض ولكن الثروة الفكرية. ذلك أن التاريخ أثبت لنا، وما زال يثبت أن أصحاب الثروات المادية ممن هم فاقدي أية طريقة تفكير منتجة سرعان ما يستنفدون ما في أيديهم من ثروة مادية ويعودون إلى الفقر من جديد وهذا ما هو حاصل للبلاد الإسلامية . فمع وجود الثروات النقطية الهائلة، الا ان مجموع إنتاج الدول العربية مجتمعة لا يصل إلى إنتاج دولة أوروبية واحدة تعتبر فقيرة هناك كأسبانيا، والسبب كما هو واضح وجود أو فقدان طريقة منتجة للتفكير. وقد قال الشاعر قديما: العلم يبني بيوتاً لا عماد لها والجهل يهدم بيوت العز والكرم. ولكن تقفز حزمة اسئلة فورا الى الذهن مفادها: ماذا يقصد بهذا المصطلح "طريقة التفكير المنتجة"؟ وتنتج ماذا؟ ما علاقة الطريقة العقلية والطريقة العلمية بطريقة التفكير المنتجة؟ ما علاقة طريقة التفكير المنتجة بالفكر العميق وما علاقتها بالفكر المستنير؟ هل هذه الطريقة خاصة بالافراد فيوصف بها الافراد بان عندهم طريقة تفكير منتجة ام هي صفة يمكن اطلاقها على الامة او على حزب فيها؟ ؟ كيف نحكم على شخص او على امة او على شعب او على حزب بانه يمتلك طريقة تفكير منتجة؟ هل طريقة التفكير المنتجة خاصة بالمسلمين ام تختص بهم وبغيرهم؟ ما علاقة طريقة التفكير المنتجة بالاجتهاد وبالناحية التشريعية؟ ما علاقة طريقة التفكير المنتجة بالعلاقة السببية؟
  24. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته حياكم الله جميعا أغلى وأجمل تحية في الحقيقة أخي أبا مالك فإنني لم انقطع تماما وقد كنت أدخل إلى المنتدى بين الفينة والأخرى، وكنت اتابع أحيانا انتاجكم الفكري لكني وقبل حوالي اسبوعين تقريبا قلقلت بسبب إغلاق المنتدى لفترة طويلة وعندما عاد بحلته الجديدة المباركة أحببت أن أسجل وأعود للمشاركة حسب ما يتيسر لي على كل حال فإني مسرور بكم وأدعو الله أن أكون عند حسن ظنكم بالنسبة للموضوع الذي عقب الإخوة عليه حول بعض الشبهات عن القرآن الكريم فهي -كما ذكر- لا ترقى لمستوى أكبر من شبهات لأن قائلها لا حظ له من العلم إلا التشكيك المعهود لدى من يدعون حرية الفكر من اتباع الحضارة الغربية ومن يسمون انفسهم بالليبراليين والمتنورين وهم في الحقيقة أجهل الناس بالإسلام وحضارته وأحببت أن أقول لأخي "التحريري المبتدئ" بأن بعض الكلام لا يرد عيله لأنه كما يقال في المثل: "قلة الرد رد" فهذا الجاهل الذي يدعي أن القرآن من عند جبريل عليه السلام لم نكن لنرد على تفاهات كهذه لولا أن بعض الإخوة أحب الرد للتوضيح أما موضوع الأحرف السبعة والقراءات السبع فاختلف العلماء فيها، والراجح -والله أعلم- أن الباقي هو حرف واحد وهو لغة قريش والبقية تركت باجماع الصحابة زمن سيدنا عثمان رضي الله عنه، والقراءات السبع هي قراءات متواترة للغة أو حرف قريش وسبب وجود الأحرف السبعة هو أن القرآن نزل بلغة العرب وكانت العرب قديما تتكلم بلسان عربي مع اختلاف بينهم، واشتهر من هذه اللهجات الفصيحة سبع ومنها لهجة قريش ، فكون القرآن نزل بلسان العرب فقد أنزله الله بلهجاتهم جميعا، والروايات في ذلك مشهورة كاختلاف سيدنا عمر مع أحد الأعراب في قراءة القرآن وقول النبي عليه السلام لسيدنا عمر هكذا انزل وقوله للأعرابي هكذا أنزل. ولكن هذه الأحرف ذهبت وما بقي الآن هو لغة أو لهجة أو حرف قريش وجملة أخيرة أود قولها ألا وهي أن البعض قد يدعي ما يشاء مما يراه منطقيا، ولكن المنطق أحيانا وكثيرا ما يخادع الواقع ، فالمنطق أحيانا يريد أن يتحكم في الواقع بفهم معين، ولكن الواقع أوسع من المنطق وأكثر تفصيلا، لذلك كان إدراك الواقع المحسوس يلزمه وجود الواقع ونقل الإحساس به إلى الدماغ مع ربطه بالمعلومات السابقة، وليس فقط محاكمته باستخدام العقل المجرد (المنطق) وأخطر شيء في استخدام المنطق يكون في التشريع والسياسة كما ذكر ذلك الشيخ تقي الدين رحمه الله تعالى في كتاب التفكير.ـ ولكم تحياتي
  25. بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله حياك الله أخي الكريم وأشكرك على حسن الظن بي أما وقد وضح الأمر من طرفك فنحن هنا نناقش ونوضح لك، لا بهدف الرد على ذلك المشكك ولكن لإزالة الشبهة التي قد ترد عند البعض، فاقول وبالله التوفيق: بالنسبة للنقطة الأولى حول اثبات أن الله يتكلم فهذه من الأمور التي اختلف فيها المسلمون قديما، وكانت من أوائل المسائل التي مهدت لظهور علم الكلام وظهور الفرق في العقيدة كفرقة المعتزلة والأشاعرة من أهل السنة وغيرهم. والشيعة الإمامية يتبنون عقيدة المعتزلة في العقيدة لذلك فهذه الأمور من القضايا التي اختلفوا فيها مع غيرهم ويثيرونها ويقولون بأن القرآن مخلوق. أما اثبات الكلام لله تعالى فهذا من الأمور التي تتعلق بصفات الله تعالى، وهي من الصفات التي لا يقع الحس عليه لأن ذات الله غير محسوسة حتى يمكن بحث الأمور فيها عقلا إثباتا ونفيا، وهي تعامل مثل باقي الصفات المتعلقة بذات الله تعالى والتي موضوعها غير محسوس. فإثبات وجود الله وبعض صفاته يقع عليها الحس، وبالتالي يمكن إثباتها عقلا ياستخدام الدليل العقلي كالاحتياج والمحدودية، ومنها ومن غيرها نصل إلى أن الله تعالى واجب الوجود وأن ذات الله تعالى غير محتاجة وغير محدودة وغير ناقصة وغير عاجزة وتتصف بجميع صفات الكمال كالقدرة والعلم أما باقي الصفات التي لا تدرك بالحس كالحياة والكلام والسمع والبصر والاستواء على العرش فهي مما لا يدركه العقل ولا يستطيع أن يحيط به، لذلك لا نستطيع نفيها ولا إثباتها عقلا. بل تؤخذ بطريقة أخرى وهي الدليل السمعي أو النقلي أي عن طريق كلام الله أي القرآن الكريم. والقرآن القطعي الثبوت القطعي الدلالة أخبرنا أن الله يتكلم وأن القرآن كلام الله ونقف عند هذه النصوص دون محاولة البحث عن الكيف، أي البحث في كيف يتكلم الله وكيف يسمع وكيف يبصر؟ فهذا مما لا يجوز الخوض فيه قطعا بل نؤمن بهذه الصفات (ومنها كلام الله) مما أخبرنا الله به عن نفسه دون تشبيه لذات الله بمخلوقاته في كيفية الكلام أي دون قياس الله على الإنسان في الكلام. أما التذرع بذرائع واهية للبحث في الموضوع فهذا لا يفيد ولا ينفع، والبحث في صفات الله قد أودى بالكثير من الفرق الإسلامية إلى الخروج بآراء غريبة ومستنكرة وأخرجت البعض منهم عن الملة، فالأصل الوقوف عند النصوص المتعلقة بصفات الله وفهمها حسب مقتضيات اللغة العربية، وليس حسب مقتضيات الفلاسفة والمناطقة وبعض علماء الكلام، وهذا أصل المشكلة. أما بشأن السؤال الثاني حول اثبات أن هذا الكتاب كلام الله وليس كلام جبرائيل، فهذا عجيب غريب حقا، وإجابته تقتضي منا الرجوع إلى الجذور وإلى أساس العقيدة ومبتدئها. فنحن عندما نبحث عن أصل خلق الكون والإنسان والحياة لحل العقدة الكبرى (من أين؟ وإلى أين؟ ولماذا؟)، إنما نبحث عن إجابات عن الأصل والمصير والهدف من الحياة وهذا يرشدنا إلى أن الكون والإنسان والحياة محدودة وعاجزة وناقصة ومحتاجة، وبالتالي فهي مخلوقة وخالقها هو الله تعالى، وللإجابة عن السؤال الثاني والثالث من أسئلة العقدة الكبرى حول مصير الإنسان بعد الموت وعن غاية خلق الله لنا، وكذلك للإجابة عن أمر آخر عن السؤال الرابع المتولد من فطرة التدين (أين المعبود الذي نستعين به؟)، فهذا يحتاج إلى أن يخبرنا الله تعالى عنه من خلال رسالة تخبر الناس به وتحدد لهم منهج العبادة لخالقهم وهذا يعتبر جزءا من أدلة إرسال الرسل. وبالتالي يكون دور العقل بعد ذلك هو في البحث عن رسالة ورسول، بعثه الله إلينا يخبرنا عن الأمور أعلاه، فإذا جاءنا من يدعي أنه رسول أرسله الله، طالبناه بالدليل على أنه مرسل وعلى أن الرسالة من الله، أي أننا نطلب من مدعي النبوة أن يثبت لنا أن ما ارسل به هو من عند الله وليس من عند نفسه، وهذا يتطلب منه أن يعطينا علامة أو آية أو دليلا يشير إلى أن المرسل (بكسر السين) هو الله، كمن يرسل رسالة ويمهرها بختمه وتوقيعه وما يشير إلى ان الرسالة من الشخص الفلاني كالملك والحاكم والرئيس، فإذا أتى مدعي النبوة بما يثبت أن رسالته من عند الله يجب علينا أن نؤمن به. وقد اراد الله أن يرسل رسلا من البشر وليس من غيرهم وأن تكون رسالاتهم كلاما وقولا من عند الله، يخبرهم لماذا خلقهم وما هو مصيرهم بعد الموت وكيف يعبدونه ليرضى عنهم ويعينهم، وأراد الله تعالى أن يدل الناس على أن النبي لا يقول من عند نفسه من خلال دليل عقلي، ألا وهو المعجزة التي لا يستطيع البشر أن يأتوا بمثلها، لتدل الناس على أن الرسالة والرسول مرسل من الله، فكانت معجزات الأنبياء السابقين كموسى وعيسى حسية، أما معجزة محمد فهي القرآن الكريم الذي أعجز العرب والناس جميعا. أما البحث في جبريل وباقي الملائكة فأصلا لا يرد ابتداء، فلا يمكن القول عقلا أن يكون هناك احتمال أنه كلامهم لأن وجود الملائكة أصلا غير محسوس وهو غير ثابت بالدليل العقلي المباشر بل إثبات وجودهم يأتي بالدليل النقلي بإخبار الله تعالى لنا عن وجودهم وعن وظائفهم، وقد أخبرنا الله تعالى عن جبريل بأنه من أنزله الله بالقرآن فهو فقط أمين للوحي ولا يتكلم من عند نفسه، ودوره فقط دور الوسيط بين الله والبشر، لأن البشر لا يستطيعون الاتصال بالله مباشرة في الدنيا فذات الله محجوبة عنهم، لذلك أرسل الله جبريل بالقرآن وعلمه جبريل عليه السلام لمحمد عليه السلام لذلك فالقول بأن القرآن من عند جبريل غير وارد لا عقلا ولا نقلا، لأن الملائكة عباد لله لا يملكون حرية الاختيار بل هم مأمورون، لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون. فمن أدعى بأنه كلام من عند جبريل فعليه الاتيان بدليل عقلي على وجود جبريل وهذا غير ممكن، وإذا اراد دليلا نقليا فعليه الاتيان به وهو ما لا يملكه أي أحد، لأن محمد الرسول عليه الصلاة والسلام أخبر بأن هذا القرآن كلام الله كما أخبره جبريل ايضا بذلك عن ربه. وغير هذا الكلام ساقط عقلا ونقلا. أما باقي الأسئلة فقد أشرت إليها اخي الكريم وأجبت على جانب منها فجزاك الله خيرا والله المستعان وعليه التكلان
×
×
  • اضف...