ها هو عدو الله نتنياهو يسفر عن وجهة حربه التي تذهب أبعد من غزة، وأبعد من مصر والأردن، بل تذهب إلى شواطئ البحر المتوسط لتصل إلى تركيا شمالاً وإلى بلاد المغرب غرباً لتشمل قلب البلاد الإسلامية كلها، فيقول: "إننا لن نقبل أن تكون هناك أي خلافة على شواطئ المتوسط".
إن نتنياهو يدرك أن الأمة الإسلامية وهي تهتف بالجهاد وأخوّة الدين وفتح الحدود ودوس العروش أنها قد وضعت عروش الحكام على شفا جرف هار وتوشك أن تتخطفهم أو تهوي بهم الجيوش في مكان سحيق، ثم تكون خلافة تتبر ما علا بنو إسرائيل وتكنس الغرب وزبانيته من بلاد المسلمين، بل وتلاحقهم وهم ناكصون على أعقابهم وهم يولون الأدبار ما لهم من الله من عاصم، فهذا الرعب الذي يتملك نتنياهو وأشياعه هو الذي دفعه ليقول لن نقبل أن تكون هناك أي خلافة.
وكأن نتنياهو ويهود قد انتفخت أجسامهم وهم يقتلون أطفالاً بغير سلاح، أو وهم يلقون القنابل على أهل غزة ويجوعونهم، فظنوا أنهم عمالقة عادٍ، مع أنهم أصغر من الذرّ، وأحقر شأناً من أن يمنعوا إقامة الخلافة، وقد عرفت الأمة حجمهم يوم السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023م، وقد خبرنا الله من قبلُ من أنبائهم ﴿وَإِنْ يُقَاتِلُوكُمْ يُوَلُّوكُمُ الْأَدْبَارَ ثُمَّ لَا يُنْصَرُونَ﴾.
ثم ظن الغرب وأولياؤه من الحكام أنهم يستطيعون بالقتل والحصار في غزة، ثم بالبطش بالشعوب وملاحقة من يدعون للجهاد وفتح الحدود، ثم بمسرحيات الدعم والولاء للحكام، وبالدعوات النتنة (الأردن أولاً ومصر أولاً...) والتخذيل والإرجاف، أنهم سيوقفون الأمة عن مشروعها وإقامة دينها، وما علموا أنهم إنما يوقظون المارد بفعالهم، ويحركون في الأمة الإسلامية معاني الجهاد والأمة الواحدة، ويدفعون الأمة إلى الخلافة دفعاً ﴿وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ أَكَابِرَ مُجْرِمِيهَا لِيَمْكُرُوا فِيهَا وَمَا يَمْكُرُونَ إِلَّا بِأَنْفُسِهِمْ وَمَا يَشْعُرُونَ﴾.
أيها الضباط والأركان في بلاد المسلمين:
ألا يوجد بينكم من يرد على نتنياهو ويقول له لتقومنَّ الخلافة وأنفك راغم، لتقومنَّ الخلافة ولنطهرنَّ المسجد الأقصى من رجس يهود؟! ألا من غيور لله ورسوله ينصر الله ورسوله؟!
أيها المسلمون: إن الأمة الإسلامية أمة واحدة، وستجمعها خلافة راشدة على منهاج النبوة بإذن الله تعالى، وسيري الله المجرمين والكافرين من هذه الأمة ما كانوا يحذرون، والأمة وإن رأت من نفسها وهناً ولكنها اليوم أقرب لوعد الله تعالى، وإن قوى العالم كلها لن تقف أو تصمد أمام الخلافة، ولن تحول دون إقامة الخلافة التي هي وعد الله سبحانه وبشرى رسوله ﷺ﴿فَهَلْ يَنْتَظِرُونَ إِلَّا مِثْلَ أَيَّامِ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِهِمْ قُلْ فَانْتَظِرُوا إِنِّي مَعَكُمْ مِنَ الْمُنْتَظِرِينَ * ثُمَّ نُنَجِّي رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا كَذَلِكَ حَقّاً عَلَيْنَا نُنْجِ الْمُؤْمِنِينَ﴾.
التاريخ الهجري :24 من شوال 1446هـ التاريخ الميلادي : الثلاثاء, 22 نيسان/ابريل 2025م
قال رئيس وزراء يهود، بنيامين نتنياهو، في خطاب له يوم الإثنين 21/04/2025م إنه لن "يقبل بقيام أي خلافة على شاطئ المتوسط"، وأضاف: "قلت مرارا سنغير وجه الشرق الأوسط وهذا ما ننفذه بالفعل حاليا، وبفضل قرارات حكومتي وصمودها كسرنا محور الشر في غزة ولبنان وسوريا ومواقع أخرى، ونعرف عدونا جيدا ولن نقبل بوجود دولة خلافة هنا أو في لبنان ونعمل على ضمان بقاء إسرائيل".
من الواضح أن عدو الله نتنياهو قد غرّته مواقفُ حكام المسلمين الأقنان، الذين حبسوا الأمة وجيوشها عن نصرة فلسطين ولبنان واليمن وسوريا، فتركوه يقصف ويقتل ويدمر ويحرق ويهجر ويهدد ولم يحركوا جنديا واحدا ولا طائرة أو سفينة حربية أو دبابة، بل أعانوه على حصار أهل غزة، وأمدوه بالمال والغذاء والملابس والسلاح، فظن بذلك أن الأمة ضعيفة، وأنه قادر على تحقيق أحلامه وما يريد دون أن يعترضه شيء، في ظل دعم مطلق لكيانه من أمريكا والغرب.
فهو يتحدث عن تغيير وجه الشرق الأوسط وكرر ذلك أكثر من مرة، ورغم إدراكه أنه ما كان له أن يواصل حربه على غزة أو أية جبهة لولا دعم الغرب المتواصل لكيانه، وإدراكه أنه لغاية الآن لم يدخل في حرب واحدة ضد جيش واحد من جيوش المسلمين، وأنه إنما يهاجم جماعات لا تملك إلا النزر اليسير من العدة والعتاد، ومع ذلك هو يتحدث موهما نفسه وعلوجه بأنه يقاتل على سبع جبهات! أية جبهات هذه التي يقتل فيها جيشه أطفالا ونساء وشيوخا عزلا، ويقصف بيوتا ومدارس ومساجد ومراكز إيواء؟ أحقا يصدق نفسه أنه يقاتل في جبهات؟! فإن كانت 18 شهرا ومعه كل دول العالم وعلى رأسها أمريكا وألمانيا وفرنسا وكل حكام المسلمين، ولم يستطع أن يحسم جبهة غزة التي لا يوجد فيها سوى ثلة من المجاهدين وشعب أعزل محاصر، فهل يقوى على مواجهة جيش واحد من جيوش المسلمين؟!
ولكن العتب الكبير هو على جنود وضباط وأركان جيوش المسلمين، الذين لم يتحركوا لغاية الآن ليلقنوا عدو الله نتنياهو ومن خلفه ترامب، درسا ينسيهم أحلامهم الشيطانية، وليعرفوهم كيف يكون القتال وكيف هي الجبهات؟ حتى بات يتحدث عن أحلامه في الحيلولة دون عودة دولة الخلافة، التي بشر بها المصطفى ﷺ، وبشراه حق: «ثُمَّ تَكُونُ خِلَافَةً عَلَى مِنْهَاجِ النُّبُوَّةِ».
فهلم يا جند الأمة وضباطها لتلبية نداء الواجب ولتلقين عدو الله نتنياهو درسا كالدروس التي لقنها رسول الله لأجداده في خيبر وقريظة والنضير وقينقاع، فأنتم من تستطيعون إعادة الموازين إلى نصابها، ورفع راية الإسلام خفاقة على أسوار المسجد الأقصى المبارك، ولتعم العالم كله رغم أنف يهود والصليبيين وكل قوى الكفر. قال تعالى: ﴿هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ﴾.
جدد رئيس وزراء كيان يهود المسخ يوم الأربعاء 23/04/2025م تصريحاته حول مخاوفه من قرب قيام دولة الخلافة الجامعة لأمة الإسلام فقال: "لن تسمح (إسرائيل) بقيام خلافة إسلامية عند حدودها الشمالية أو الجنوبية، أو في الضفة الغربية"، في إشارة واضحة إلى البلاد الإسلامية المحيطة بكيانه الغاصب إحاطة السوار بالمعصم.
إنّنا في المكتب الإعلاميّ المركزي لحزب التحرير سنختصر ردّنا في النقاط الآتية:
أولاً: لا يغيب عن بال المراقبين والمحللين والسياسيين حقيقة كيان يهود المسخ، وأنّه مجرّد أداة للدول الكبرى الكافرة في بلاد المسلمين، أنشأته بريطانيا وفرنسا بعد هدم دولة الخلافة، كما أنشأتا بقية كيانات سايكس بيكو، للحيلولة دون عودة الخلافة مرة أخرى، ثمّ تبنّته أمريكا ودول الكفر للهدف ذاته، فكان هذا الكيان كالولد المدلّل لتلك الدول، والعجيب أنْ تغيب هذه الحقيقة عن بال هذا الولد المدلّل، فيرى نفسه على غير حقيقته!
ثانياً: وما يؤكد هذه الحقيقة هو أنّه لولا الدعم العسكري والسياسي والمالي من الدول الكبرى الكافرة لهذا الكيان المسخ لما استطاع أن يعيش يوماً واحداً، فضلاً عن أنْ يتمادى في إجرامه على بلاد المسلمين، وإن غزة لخير دليل، فقد شيّبت رابين وغيره من قادة الكيان، وها هو نتنياهو نفسه بعد أكثر من عام ونصف، لم يحقّق سوى تدمير الحجر وحرق الشجر وقتل البشر من النساء والشيوخ والأطفال، وعجز عن إنقاذ أسراه من أيدي ثلة من المجاهدين من أبناء الأمة الإسلامية!
ثالثاً: هل غاب عن نتنياهو أنّ وجوده في الحلبة السياسية مرهون بتوازنات، ينعدم وجوده باختلالها، وهو يتهرّب من غليان الشارع تحته بزعمه تحقيق إنجازات جزئية هنا وهناك، ولكن أنْ يصل به الأمر إلى أن يتطاول على الإسلام وعلى الأمة الإسلامية، ويلوك الخلافة بماضغيه، ويهدّد ويتوعد؛ فلَعَمْرُ الحقّ إنّها لإحدى الكُبَر، وحالُ مثلِه كحال الفأر المستأسد بحضرة الأسد، فما كان من الأسد إلا أنْ أفلتَ عليه قطة من قططه!
رابعاً: إنّنا نحن المسلمين أعرف الناس بيهود، فقد كشف الله سبحانه وتعالى لنا حقيقتهم، فهم قتلة الأنبياء، والمتطاولون على الله تعالى وعلى رسله، وهم الذين ضُربت عليهم الذّلّة والمسكنة، وباءوا بغضب من الله، وأنهم لا يجرؤون على مقاتلة المسلمين إلا في قرى محصّنة أو من وراء جُدر، ورأينا ذلك بأمّ أعيننا عبر تاريخ الإسلام الطويل، بل إنّ العالم كلّه يدرك شيئاً من تلك الحقائق، وكانتونات يهود في أوروبا تشهد بذلك. أمّا وإذ انقطع عنهم حبل الله بكفرهم وقتلهم الأنبياء وإفسادهم في الأرض، ولم يبق لهم إلا بقية من حبل الناس، وقد اقترب انقطاع هذا الحبل؛ فقد آذن ليل الحقيقة بالانبلاج، وأسفر الصبح لذي عينين.
خامساً: بات من المعلوم أنّ مصير هذا الكيان المسخ مرتبط بمصير كيانات سايكس بيكو المحيطة به، وارتبط ذانك الأمران بعودة الخلافة على منهاج النبوة قريبا بإذن الله، وهذه الحقيقة هي التي تفسّر الرعب الذي ملأ قلب نتنياهو، فاندفع يهذي على غير هدى، كما ملأ قلوب قادة الدول الكبرى الكافرة قبله الذين حذّروا من عودة الخلافة، كأمريكا وبريطانيا وفرنسا وروسيا.
ينظم حزب التحرير / ولاية تركيا مؤتمرا جماهيريا بعنوان "مؤتمر غزة الكبير" في أنقرة حيث سيتم مناقشة الحل الحقيقي والدائم لقضية الأرض المباركة (فلسطين).
في حين يواصل كيان يهود المجرم احتلاله ومجازره في غزة منذ ما يزيد عن 563 يوماً، يصدر زعماء البلاد الإسلامية رسائل الإدانة لكنهم لا يتخذون أي خطوات ملموسة. وبذلك يصبح كيان يهود المحتل أكثر جرأة ويسرع من وتيرة مجازره. في حين يعترف زعماء البلاد الإسلامية بفشل الدبلوماسية، فإنهم يقولون إنهم غير قادرين على التحرك بشكل جماعي، وإلقاء اللوم على بعضهم البعض، والتجمع، ونشر رسائل الإدانة. ويحيلون فلسطين وغزة إلى المجتمع الدولي والأمم المتحدة.
في حين لم يتم تقديم أي حل منذ ما يقرب من عام ونصف في غزة و76 عامًا في كافة الأراضي الفلسطينية لوقف هذه المذبحة والاحتلال الذي يسيء إلى الإنسانية، ينظم حزب التحرير / ولاية تركيا مؤتمراً جماهيريا بمشاركة واسعة لمناقشة الحل الحقيقي والدائم لقضية الأرض المباركة (فلسطين).
المتحدثون والمعلومات للبرنامج الذي تم الإعلان عنه للجمهور تحت عنوان "لقد نفدت الكلمات! فشلت الدبلوماسية!، من أجل حل حقيقي ودائم... "مؤتمر غزة الكبير" والذي دُعي إليه كل من ينبض قلبه من أجل غزة، هم كما يلي:
المتحدثون:
عبد الله إمام أوغلو عبد الرزاق اتيش الدكتور علي محيي الدين كارادغي (رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين) محمود كار (رئيس المكتب الإعلامي لحزب التحرير / ولاية تركيا) محمد غوكتاش محمد أمين يلدريم محمد مشنيش (رئيس جمعية التضامن مع فلسطين) مصطفى أوزجان غونيشدوغدو نجم الدين إيرماك (منصة التضامن الإسلامي) الدكتور نواف التكوري (رئيس اتحاد علماء فلسطين) طيب إلجي (رئيس مؤسسة علماء المدارس) الشيخ يوسف مخارزة (عالم من فلسطين)
فكونوا معنا.. وشاركونا الأجر والثواب..
السبت، 05 ذو القعدة 1446هـ الموافق 03 أيار/مايو 2025م
قالت شبكة أطباء السودان إن قوات الدعم السريع ارتكبت مجزرة في حق المدنيين، في منطقة الصالحة جنوبي أم درمان، مضيفة أن تلك القوات أقدمت على تصفية ٣١ مدنيا بينهم أطفال بتهمة الانتماء للجيش. وأشارت الشبكة إلى أن عملية التصفية تعد أكبر عملية قتل جماعي موثقة تشهدها المنطقة. (الشرق - السودان).
ما زالت قوات الدعم السريع مستمرة في انتهاك حرمات المدنيين الأبرياء من أهل السودان، من قتل واغتصاب ونهب وغيرها، من تخوم العاصمة وحتى أبعد نقطة في جغرافية السودان، وبالرغم من أنها ارتكبت كل أشكال الجرائم المنصوص عليها في نظام روما للمحكمة الجنائية الدولية والمواثيق الدولية، من تطهير عرقي، وإبادة جماعية، وجرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب وغيرها، وبالرغم من أن أفرادها يوثقون جرائمهم هذه بفيديوهات تنتشر انتشار النار في الهشيم، وتصل حتى إلى وسائل الإعلام، لكنها لا تحدث أثرا في السياسة الدولية تجاه قوات الدعم السريع وجرائمها، وذلك لأن النفاق هو طابع السياسة الدولية، وبخاصة عندما يتعلق الأمر بأمريكا؛ الدولة الأولى في العالم، التي تعتبر قوات الدعم السريع إحدى أهم أدواتها في السودان، بالإضافة إلى قيادة الدولة، وذلك لتحقيق أهدافها في السودان، المتمثلة في إبعاد أدوات المستعمر البريطاني من (صمود) وغيرها، وتهيئة دارفور للانفصال، بعد أن نجحت في فصل جنوب السودان. لذلك تتستر أمريكا على جرائم قوات الدعم السريع، وتعجز بقية الدول الفاعلة دوليا عن فعل شيء ذي بال تجاه هذه الجرائم، وبذلك تحافظ أمريكا على تلك القوات حتى تعيد إنتاجها مرة أخرى عبر منبر جدة، ولذلك يرددون على مسامعنا دائما أن لا حل عسكرياً لحرب السودان.
إننا في حزب التحرير/ ولاية السودان، نحمل قيادات الدعم السريع مسؤولية هذه المجزرة وغيرها من المجازر التي ارتكبت في السابق، والتي ما زالت ترتكب في دارفور وغيرها. وإن هذه الدماء هي في رقابهم، ورقاب من أهرقوها بغير وجه حق، فإن الله سبحانه وتعالى قد توعد من يقتل مؤمنا متعمدا بوعيد وعذاب لم يفرضه إلا على هذه الجريمة، فقال عز وجل: ﴿وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُّتَعَمِّداً فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً﴾.
كما نحمل الحكومة مسؤولية عدم حماية هؤلاء المدنيين العزل، باعتبارها مسؤولة شرعا عن حمايتهم، وهي قادرة على ذلك، ولكن هنالك من يغلّ يد الجيش عن القيام بواجبه في توفير الأمن، فالنبي ﷺ جعل الأمن من حاجات الرعية الأساسية الواجب توفيرها للجماعة حيث قال: «مَنْ أَصْبَحَ مِنْكُمْ آمِناً فِي سِرْبِهِ مُعَافًى فِي جَسَدِهِ عِنْدَهُ قُوتُ يَوْمِهِ فَكَأَنَّمَا حِيزَتْ لَهُ الدُّنْيَا بِحَذَافِيرِهَا»، بل إن خليفة المسلمين؛ وهو رأس الدولة الإسلامية اعتبره الإسلام درعا حاميا للأمة، فقال عليه الصلاة والسلام: «إِنَّمَا الْإِمَامُ جُنَّةٌ، يٌقَاتَلُ مِنْ وَرَائِهِ وَيُتَّقَى بِهِ».
والأمة اليوم تفتقد إلى هذا الجُنّة، حيث يتسلط عليها حكام عملاء للغرب الكافر المستعمر، يأتمرون بأمره وينفذون مؤامراته على البلاد والعباد. فعلى المسلمين بعامة وأهل القوة والمنعة منهم بخاصة، أن يقوموا بواجبهم الشرعي لاستعادة سلطان الإسلام المغصوب، بإعطاء النصرة لحزب التحرير ليقيم الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة التي توجد الأمن والأمان للرعية أينما كانوا، وتقطع يد الكافر المستعمر العابث ببلادنا ومقدراتها، والذي لا يهمه أن تسيل دماء المسلمين أنهارا.
أعلن رئيس حكومة كيان يهود، بنيامين نتنياهو، قبل أيام، أن (إسرائيل) "لن تسمح بقيام خلافة إسلامية عند حدودها الشمالية أو الجنوبية، أو في الضفة الغربية"، في إشارة إلى سوريا وقطاع غزة والضفة. وذكر نتنياهو في تصريحات جديدة له: "قلت مرارا، سنغير وجه الشرق الأوسط، وهذا ما ننفذه بالفعل حاليا، وبفضل قرارات حكومتي وصمودها كسرنا محور الشر في غزة ولبنان وسوريا ومواقع أخرى، ونعرف عدونا جيدا، ولن نقبل بوجود دولة خلافة هنا أو في لبنان، ونعمل على ضمان بقاء (إسرائيل)". ويأتي تصريح نتنياهو بالتزامن مع تصريح آخر بأنه "لن يقبل بقيام أي خلافة على شاطئ المتوسط"، مهدِّدا "باستهداف كل الجبهات التي قد تنطلق منها هجمات"، وكأن إنجاز الله لنا بوعده ينتظر إذناً من هذا المغرور الذي يسارع إلى حتفه وحتف كيانه!
وإنه لِفهم واقع وحيثيات تصريحات نتنياهو وتحذيره من عودة دولة الإسلام الخلافة لا بد من ربطها بما سبق من تصريحات متواترة متلاحقة لساسة الغرب وكبار مفكريه التي تأتي في سياق التحذير نفسه، ما يؤكد حقيقة رعبهم الشديد أن تعود للإسلام دولته وإمامه الذي سيقول للنتن وكيانه وكل من حارب الإسلام وأهله ودنّس مقدساته: "يا عدو الله.. الجواب ما تراه لا ما تسمعه". إن تصريحات نتنياهو تعني طلبه من أمريكا والغرب دعم كيان يهود ليكون رأس حربة الكفر في حرب الإسلام للحيلولة دون عودة دولته وتطبيق نظامه.
وإنه لمن المؤسف أن نرى إقرار أعدائنا بخطر اجتماع المسلمين في ظل دولة واستشعارهم لقرب ذلك الحدث العظيم في الوقت الذي لا يزال كثير من أبناء جلدتنا يرون ذلك وهماً أو حلماً بعيد المنال، رغم أن إقامة حكم الإسلام عبر دولته الخلافة هو فرض ربنا بل هو تاج الفروض الذي يجب أن ينشغل به كل مسلم قادر أن يكون له سهم في هذا الشرف العظيم، فضلاً عن أن عودة الخلافة وعد من الله وبشرى من رسوله ﷺ، ونسأل الله أن تكون الشام عقر دارها، إذ بها وحدها نعود وبها وحدها نسود وبها نعود سادة الدنيا من جديد، وبها وحدها نعيد عزنا المفقود وقدسنا من يهود، وبها وحدها تُحفظ بيضة المسلمين وتُصان دماؤهم وأموالهم وأعراضهم، وبها وحدها نقيم حكم الإسلام كاملاً كما أمرنا ربنا سبحانه بقوله: ﴿وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ﴾.
وإن عربدة كيان يهود في غزة وسائر فلسطين وفي الشام بعد سقوط نظام المجرم بشار الذي وقف معه فجار الأرض ومجرموها، هذه العربدة تأتي في سياقٍ توسعي لفرض واقع جديد، بضوء أخضر أمريكي، وبحثٍ عن أمان موهوم لكيان مهدوم عما قريب بإذن الله وأنوف أعداء الله راغمة. فطبيعة الصراع بيننا وبين يهود خطه لنا رسول الله ﷺ، وأوضح لنا نهجه سيدنا سعد بن معاذ رضي الله عنه وأرضاه، كما ستبقى سورة الإسراء منارة هدىً تدلنا الطريق فلا نلين ولا نستكين حتى بلوغ المراد.
وإن غطرسة يهود في غزة والشام، لا تجدي معها المداهنة ولا الملاينة ولا الاسترضاء ولا المسالمة ولا إرسال رسائل التطبيع، ولا الخضوع للشروط والطلبات والأوامر، ولا الخضوع للقوى الدولية، ولا إعطاء رسائل الطمأنة ولا الركون إلى الظالمين ولو شيئاً قليلاً، إنما لا بد من موقف مبدئي حازم نكون فيه مع الله فنتخذ الموقف الذي يرضيه سبحانه حتى يكون معنا ويكرمنا بأن تكون الأمة والحاضنة الشعبية معنا، وكلنا رأينا تفاعل الأمة ونبض الإسلام وروح الجهاد المتجذرة فيها وشوقها لنصرة غزة وتحرير أولى القبلتين وثالث الحرمين. فلن يحرر قدسنا وأقصانا ويغيث أهلنا في غزة العزة والطوفان إلا زحف جيوش أمة الإسلام بعد أن يحطموا القيود ويكسروا الحدود خلف قادةٍ مخلصين يكونون حماةً للإسلام لا حرّاس عروش مهترئة تشكل طوق النجاة وخط الحماية الأول لكيانٍ كسر عنفوانه ومرغ أنفه في التراب وأثبت أنه نمر من ورق ثلةٌ مؤمنة صابرة في غزة تستنهض همة أمة الإسلام وأهل القوة فيها أن ها قد مهدنا لكم الطريق فواصلوا المسير.
فالله الله يا أمة الإسلام ويا أهل القوة والمنعة في بلاد الإسلام ومنهم ثوار الشام ومجاهدوها، لنكون معاً يداً واحدة لتحقيق وعد الله سبحانه وبشرى رسوله ﷺ لإقامة دولة عز ونصر وتمكين يشفي الله بها صدور قوم مؤمنين، ﴿وَيَقُولُونَ مَتَى هُوَ قُلْ عَسَى أَن يَكُونَ قَرِيباً﴾.
رافق مؤتمر الخلافة السنوي، الذي نظمه حزب التحرير/ ولاية تونس يوم 26 نيسان/أبريل 2025م تحت شعار "فشل دولة الحداثة وحتمية دولة الخلافة"، حملة تشويه وتحريض ضد الحزب شنّها أنصار الحداثة الغربية، ممن جعلوا أنفسهم أوصياء على الشعب التونسي، في سعي منهم لفرض تبعية فكرية وسياسية مذلّة للغرب، متجاهلين أن الشعب التونسي شعب مسلم يتوق إلى التحرر من الاستعمار الثقافي والسياسي والاقتصادي الذي يهيمن على البلاد منذ زمن الاستعمار البغيض.
وفي مواجهة هذه الحملة المسعورة، يؤكد المكتب الإعلامي لحزب التحرير/ ولاية تونس على ما يلي:
1. لقد قَدّم حزب التحرير/ ولاية تونس خلال مؤتمر الخلافة 2025 مشروعا حضاريا منبثقا من العقيدة الإسلامية لإظهار عظمة أحكام الإسلام في معالجة الأزمات المتراكمة التي أنتجتها "دولة الحداثة" في الحكم والتعليم والاقتصاد والسياسة الخارجية وغيرها، وكان يريد بذلك لفت نظر أهل تونس وقواهم الحيّة إلى الثروة التشريعية العظيمة التي جاء بها الإسلام، باعتبارها نظام حياة شاملاً، تطبقه دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، وهي قادرة اليوم على إنقاذ البشرية جمعاء من جحيم الأنظمة الوضعية والحداثة.
2. لجوء أتباع الحداثة إلى التشويه والافتراء وتحريض السلطة وقواها الصلبة على منع نشاط حزب التحرير بدل مناقشة أفكاره ومشروعه الحضاري، هو دليل إفلاسهم وعجزهم عن تقديم بدائل لفكرهم المأزوم وفشلهم في مواجهة دعوة الإسلام بالحجة والبرهان، فلجأوا إلى التشويه والافتراء وسلاح التحريض الرخيص الذي يعكس ضعفهم وانهزامهم الفكري.
3. يبدو أن أتباع الحداثة في تونس غير مواكبين لتطورات مشهد الفكر الغربي، فمفكرو الغرب أنفسهم اعترفوا بفشل الحداثة، ما دفعهم إلى الحديث عن "ما بعد الحداثة" كدليل قاطع على نهاية مشروعهم الحضاري. هؤلاء المفكرون أنفسهم أقروا بعجزهم عن إيقاف حالة الانحدار رغم المحاولات المتكررة للترقيع. فإذا كان هذا موقف مفكري الغرب أنفسهم من الحداثة، أفلا يجدر بأتباعهم في تونس أن يفكروا في حلول من خارج الفكر الغربي الاستيطاني، خاصة وأن في الإسلام الكفاية والرعاية؟!
4. إن حزب التحرير يسعى لتحرير البلاد من كل أشكال الهيمنة الغربية والمشاريع الاستعماريّة التي تستهدف عقيدتنا وثقافتنا وهويّتنا، ويعمل على استعادة القرار السياسي بالإسلام وتحقيق السيادة الحقيقية للبلاد، فطالب باسترجاع الثروات ورفض المناورات العسكرية الأمريكية "أفريكوم" التي تجري اليوم على أرض تونس، وتحمّل شبابه في سبيل ذلك الملاحقات والمحاكمات العسكرية، وبالمقابل لم ينبس أيٌّ من دعاة الحداثة والتباكي على السيادة ببنت شفة حول انتهاك سيادة البلاد من الجيش الأمريكي الذي يجاهر بدعمه لكيان يهود ضد أهلنا في غزّة العزّة!
5. إن حزب التحرير/ ولاية تونس لا يريد لأتباع الفكر الحداثي أن يصطفوا في حربهم على الخلافة مع نتنياهو رئيس وزراء كيان يهود الذي صرح قبيل مؤتمر الخلافة بأنه لن يسمح بقيام خلافة إسلامية على شواطئ البحر الأبيض المتوسط، بل يريدهم أن يكونوا في صف أمتهم ومشروعها الحضاري، الخلافة الراشدة التي ستنسي يهود وساوس الشيطان وتشرد بهم من خلفهم من الغرب الصليبي.
6. إن حزب التحرير إذ يدعو إلى إقامة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة، يدعو مفكري الغرب وأتباعهم في تونس إلى مناظرة فكرية علنية، لعرض الحقائق دون تشويه أو تضليل، حتى تظهر براهين الحق وتنكشف حقيقة الحداثة والديمقراطية الغربية الزائفة. فالإسلام يتحدى الغرب وأتباعه على أساس الفكر والعقل، وما عزوفهم عن المواجهة الفكرية ولجوؤهم للتحريض والقمع إلا دليل على ضعفهم وانهيار حجتهم.
7. وختاماً، نقول: إن شمس الحضارة الغربية إلى أفول وشمس الحضارة الإسلامية ستشرق من جديد، وإن حزب التحرير ماضٍ في حمل دعوته بثبات، لإقامة صرح الخلافة العظيم الذي ينقذ البشرية جمعاء من ظلم الرأسمالية المتوحشة والحداثة المأزومة، وينشر نور العدل والرحمة في أرجاء المعمورة، وإنه لقريب بإذن الله.
قال وزير الخارجية السوري، أسعد الشيباني، في أول خطاب له في مجلس الأمن: "أعلنا مراراً عن التزامنا أن سوريا لن تشكل تهديداً لأي من دول المنطقة والعالم بما فيها (إسرائيل)".
فيما قال كوري ميلز، عضو الكونغرس الأمريكي، إنّه ناقش مع الشرع مسائل أمنية لفهم ماهية الانتقال السياسي في سوريا إلى الحوكمة والديمقراطية الحرة بعد سقوط نظام الأسد، مشيراً إلى أنّ الشرع أبدى انفتاحاً على تحسين العلاقات مع (إسرائيل) وإجراء حوار معها، وأنه أبدى استعداداً للعمل على عدم نقل أسلحة عبر سوريا لمهاجمة (إسرائيل). وقال إن "الشرع يريد علاقات مع جميع الدول المجاورة لسوريا"، مضيفاً أن الشرع أخبره أن سوريا "مهتمة" في ظل الظروف المناسبة بالانضمام إلى اتفاقيات "أبراهام"، وقال إنه شرح للشرع ما تتوقع الولايات المتحدة من خطوات لكي تنظر إدارة ترامب في تخفيف أو رفع العقوبات. أما عضو الكونغرس الأمريكي الآخر الذي زار دمشق، مارلين ستوتزمان، فقد أكد أهمية بناء علاقات شخصية مع القيادة السورية، قائلاً: "من المهم جداً أن نحظى بقائد صديق في سوريا، وليس فقط حليفاً للولايات المتحدة".
فيما نقلت رويترز أن سوريا أبلغت الولايات المتحدة أن الرئيس الشرع شكل لجنة خاصة لمتابعة أنشطة الفصائل الفلسطينية على الأرض السورية وأن بلاده لن تسمح بأن تستخدم أراضيها لتهديد أي طرف بما في ذلك (إسرائيل).
وتأتي هذه التصريحات بالتوازي مع ما حددته أمريكا من خطوات تريد من سوريا أن تتخذها قبل أن تغير واشنطن موقفها تجاهها. فقد أعلنت دوروثي شيا القائمة بأعمال المندوب الأمريكي لدى الأمم المتحدة هذه الشروط علناً، وقالت "إن الولايات المتحدة تريد من السلطات السورية نبذ الإرهاب وقمعه بشكل كامل، واعتماد سياسة عدم الاعتداء على الدول المجاورة"، مضيفةً "أن الولايات المتحدة تواصل مراقبة تصرفات السلطات المؤقتة، وستحدد إجراءاتها بناء على نمط سلوكها، يجب على القيادة الأساسية أن تتجاوز ماضيها".
لقد شكلت تصريحات الشيباني التي تعكس توجه الإدارة السورية الحالية صدمةً كبيرة بل صاعقةً لأهل الشام الذين يرون عربدة كيان يهود وغطرسته في المدن السورية في ظل غياب واضح للموقف المبدئي الرادع الذي ينسي النتن وكيانه وساوس الشيطان. ومع تواتر التصريحات المسالمة لكيان يهود فقد حقّ لأهل الشام أن يدقوا ناقوس الخطر كونها مقدمة لخطوات عملية على الأرض، وخاصة مع غياب أي نفي رسمي من الإدارة الحالية لتصريحات ميلز وستوتزمان حول التطبيع مع يهود والانضمام إلى اتفاقيات "أبراهام"!
مواقف وتصريحات تعلن بوضوح سقوط الشعارات التي رفعت على مدار سنيّ الثورة، وتعكس حالة التنكّب والانتكاس والتحول من تصريحات سابقة تعلن أن سقوط نظام الطاغية أسد يتبعه سقوط تل أبيب إلى التصريحات الجديدة التي هي مقدمة للمسالمة مع كيان يهود ورسائل تطبيع مع قتلة الأنبياء الذين أعلنوا الحرب على الله وشرائعه وعباده وأمعنوا قتلاً في مسلمي غزة وأخواتها بكل صلف وغطرسة وغرور!
أين نذهب بآيات الله التي تحضنا على قتال الكفار ورفع راية الجهاد لتكون مشارق الأرض ومغاربها تحت حكم الإسلام وقيادة إمام دولته؟!
أين نذهب بأحاديث رسولنا الكريم ﷺ ومنها: «أُمِرْتُ أنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حتَّى يَشْهَدُوا أنْ لا إلَهَ إلَّا اللهُ، وأنَّ مُحَمَّداً رَسولُ اللَّهِ»؟!
أين نذهب بحماس أمة الجهاد والاستشهاد وبسالة أبنائها الذين صقلتهم الشدائد والصعاب؟!
لقد بيّن الله سبحانه طبيعة الصراع وحقيقته مع كيان يهود، وكذلك النبي ﷺ وصحابته الكرام وعلى رأسهم سيد الأنصار سعد بن معاذ رضي الله عنه وعن حكمه في يهود بني قُريظة. إنه صراع وجودي مبدئي تفرضه العقيدة وثوابت المبدأ ويصدّقه الواقع الذي ينطق بجرائم يهود الذين راح كبيرهم يرعد ويزبد ويهدد بأنه لن يسمح بعودة الخلافة، لأنه يعلم يقيناً أن إقامتها ستجعل منه ومن كيانه أثراً بعد عين.
إن المسارعة في استرضاء المجتمع الدولي، وعلى رأسه أمريكا التي تمد كيان يهود بكل أنواع الأسلحة حتى يبقى رأس حربة الكفر في محاربة الإسلام، هو استعجالٌ للانزلاق نحو الهاوية ونسف لتضحيات ما يقرب من مليوني شهيد كان شعارهم وأملهم إقامة حكم الإسلام على أنقاض النظام البائد ومن ثم تحرير فلسطين كل فلسطين من دنس يهود.
سياسةٌ تنذر بخطر فقدان معية الله التي حملتنا إلى دمشق منتصرين، وتنذر بفقدان الحاضنة الشعبية السند الطبيعي الأول والقوة الأصيلة التي بيدها تغيير القوى والموازين حال الحيد عن ثوابتها التي أعلنتها على مدار سنيّ الثورة.
إن استجداء المجتمع الدولي والانصياع لإرادته وقراراته والخضوع لإملاءاته أملاً في سراب رفع العقوبات التي تستخدم كورقة ابتزاز قذرة للخضوع والركوع، ورفع الراية البيضاء أمام ألد الأعداء، هذا الاستجداء ليس من ورائه إلا خزي الدنيا وحساب عسير في الآخرة، وهو منزلق خطير وجب إنكاره لأن خطره لا يشمل الإدارة الحالية فحسب بل يعم أهل الثورة والتضحيات وشرفاء الأمة جميعهم. فهل من معتبر قبل فوات الأوان؟!
لقد كانت أمريكا هي رأس من حمى نظام الطاغية أسد وأمدته عبر الأدوات والعملاء والصنائع بكل أساليب وأدوات ووسائل البطش بأهل الشام حتى يتراجعوا عن ثورتهم ومطلبهم بإسقاط النظام البائد، فهل تحولت أمريكا فجأة من ذئب مفترس ووحش ضارٍ إلى حمل وديع بل إلى صديقٍ ترجى مودته والسعي لنيل رضاه؟!
إن اتخاذ المواقف المبدئية وخاصة في القضايا المصيرية هو واجب الوقت وضرورة المرحلة، وإن رمزية الشام وثورتها في قلب كل مسلم، كيف لا وهي التي أحيت فيهم الأمل وحماس العمل لتوحيد المسلمين في ظلال دولة تحكّم فينا القرآن وتعيد لنا ذكريات معارك الفرقان.
إن صراعنا مع يهود هو صراع حتمي، والمواجهة الحاسمة قادمة مهما تأخرت. وإن قضية فلسطين قضية إسلامية خالصة، يتحمل مسؤوليتها أبناء الأمة وعلى رأسهم ضباط الجيوش وأهل القوة والمنعة في بلاد الإسلام من مشارقها إلى مغاربها، الذين آن لهم أن يقفوا وقفة لله ثم للتاريخ، بأن يسقطوا العروش التي تحمي كيان يهود ويحركوا الجيوش لهدم خطوط الدفاع الأولى عن كيان يهود، ويقيموا دولة الإسلام ويعيدوا عزة المسلمين، فلن يحررنا من استعباد أمريكا والغرب ولن يحرر فلسطين سياسات خزي ولا خذلان ولا استرضاء أعداء الدين والقرآن؛ إنما التحرير يكون عبر دولة الخلافة التي تقيم الدين بحق وتجيّش الجيوش نصرة للدين ومستضعفي المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها. فإلى هذا الخير العظيم ندعو المسلمين ونحن نذكّرهم بوعد الله بعلو هذا الدين وبشرى رسول الله ﷺ بعودة الخلافة وأنوف النتن والكيان وجنودهما ومن يحميهم ومن يقف في صفهم راغمة، ليكون النصر بعد الصبر والعزة بعد الهوان والتمكين بعد عقود الذل والخذلان. قال تعالى: ﴿وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَٰلِكَ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ﴾.
في مشهد جديد من مشاهد الاستعلاء، صرّح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عبر منصة "تروث سوشال"، مطالباً بأن تمر السفن الأمريكية عبر قناتي السويس وبنما مجاناً، مدّعياً أن الولايات المتحدة "هي من أنشأت هاتين القناتين"، ومكلفاً وزير خارجيته بالسعي لعقد اتفاقات تكرّس هذا الطلب الاستعماري.
هذا التصريح الاستفزازي أثار موجة من الغضب الرسمي والإعلامي في مصر، حيث أدانته نائبة في لجنة الدفاع والأمن القومي بمجلس النواب، وعدّته انتهاكاً للسيادة المصرية. وعلى الرغم من الغضب الشعبي، إلا أن ردّ النظام نفسه كان الصمت، ما يعكس ضعف موقفه أمام الإملاءات الدولية، ومدى عمالته وانبطاحه للغرب الكافر المستعمر، وعجزه التام عن الدفاع عن السيادة، بل وعن أبسط مظاهر الكرامة (الوطنية) المزعومة.
إن قناة السويس تمثل شرياناً رئيسياً للتجارة العالمية. فبحسب بيانات هيئة قناة السويس لعام 2023، مرت بالقناة أكثر من 26 ألف سفينة، محققة عائدات بنحو 9.4 مليار دولار. ويمر عبرها 12% من حجم التجارة العالمية و30% من حاويات الشحن الدولية. ولكن على الرغم من هذه الأهمية الهائلة، فإن السيطرة عليها تظل مرتهنة للنظام الدولي الاستعماري، الذي فرض اتفاقية القسطنطينية عام 1888م، مُلزِماً مصر بالسماح بحرية الملاحة في القناة لجميع الدول، بما في ذلك الدول الكافرة المحاربة للأمة، ولكن تظل إدارة القناة والسيادة عليها للدولة المصرية، التي يحق لها فرض رسوم عبور على السفن، ومع ذلك، فإن هذا الإطار القانوني نفسه هو وليد النظام الدولي الذي فرضته الدول الاستعمارية في القرن التاسع عشر، حينما كانت الأمة الإسلامية في طور السقوط السياسي والعسكري.
تصريح ترامب هذا هو تعبير دقيق عن عقيدة الغرب تجاه بلاد المسلمين، فهم يعتبرون مقدراتنا ملكاً مشاعاً لهم، وينظرون إلينا باعتبارنا مستعمرات تابعة لا تملك حق السيادة الفعلية، ويعتبرون أن تدخلهم في شؤوننا حقٌ مكتسبٌ. وهذا جزء من سياسة استعمارية قديمة جديدة، عبّر عنها اللورد كرومر بقوله: "نحن لم نحتل مصر من أجل مصر، بل من أجل مصالحنا". وها هو ترامب يعيد إحياء هذا المنطق الوقح نفسه، في ظل أنظمة تدين بالولاء لأسيادها الغربيين.
الممرات المائية التي تمر بأرض المسلمين هي جزء من الملك العام الذي يجب أن يدار وفق أحكام الشرع، لا وفق القوانين الوضعية أو المعاهدات الاستعمارية، والأصل في الإسلام أن المضائق والممرات المائية التي تقع داخل بلاد المسلمين تخضع للأحكام التالية:
السيادة الكاملة عليها للشرع وأحكامه وسلطان الإسلام، ممثلا بالخلافة.
تنظيم المرور فيها يكون وَفْقَ ما تراه الخلافة يحقق مصلحة رعاياها، لا وفق اتفاقيات أُكرهت الأمة عليها.
فرض رسوم أو منع عبور سفن أمر جائز شرعاً. أما الدول المحاربة، خاصة الدول الاستعمارية، فيمنع عبورها قطعا.
وقناة السويس جزء لا يتجزأ من أرض مصر، التي هي جزء من البلاد الإسلامية، وبالتالي لا يجوز التفريط فيها ولا إخضاعها لمنظمات دولية، ولا إلزامها بحرية مرور مطلقة. وهذا لا يمكن أن يتم إلا بإقامة دولة الخلافة الراشدة الثانيةعلى منهاج النبوة التي توحّد بلاد المسلمين، وتستعيد سلطانهم على مقدراتهم، والتي يجب على أهل مصر كنانة الله في أرضه أن يغذوا السير مع حزب التحرير لإقامتها.
في الوقت الذي يشارك فيه جيش أراكان البوذي المجرم، حكومة المجلس العسكري المجرمة في التطهير العرقي لمسلمي الروهينجا، يواجه صعوباتٍ في حربٍ أهليةٍ بسبب الصراعات الجيوسياسية للمستعمرين، وقد اتخذت الحكومة المؤقتة في بنغلادش قراراً سياسياً بتوفير "ممر إنساني" تحت إشراف الأمم المتحدة التي تسيطر عليها الولايات المتحدة لإيصال المساعدات الإنسانية إلى ولاية راخين. في الواقع، فإنه من خلال هذا القرار، سيتم ضمان تقديم الخدمات اللوجستية اللازمة لجيش أراكان المدعوم من الولايات المتحدة، والذي وقع في فخ حكومة المجلس العسكري المدعومة من بريطانيا. وكنا قد رأينا كيف سمحت حكومة حسينة المنهارة، الموالية لبريطانيا، للسفن الحربية التابعة للمجلس العسكري بالتمركز في المناطق البحرية لسانت مارتن وتكناف لمواجهة جيش أراكان، ورحّبت بحرارة بمئات من أفراد حرس الحدود والجيش الميانماري الذين فروا إلى بنغلادش بسبب القتال العنيف الدائر، وأعادتهم إلى أرضهم بسلام، وهم من تلطخت أيديهم بدماء إخواننا وأخواتنا من مسلمي الروهينجا. والآن نرى مستشار وزارة الداخلية في الحكومة المؤقتة يسير على خطا حسينة الخائنة، إذ وصف جيش أراكان الدخيل بأنه صهر هذا البلد، الذي كان شريكاً آخر في مذابح مسلمي الروهينجا. وبهذا، ضربت الحكومة المؤقتة مثالاً صارخاً على خيانة مسلمي الروهينجا وتأكيد ولائها لأمريكا الكافرة المستعمرة ﴿إِنَّ اللهَ لا يُحِبُّ الْخَائِنِينَ﴾.
أيها المسلمون: إن دموع التماسيح التي تذرفها أمريكا الاستعمارية من أجل إعادة مسلمي الروهينجا ليست خارج نطاق مصالحها الجيوسياسية. وأنتم تشهدون كيف تدعم أمريكا كيان يهود الغاصب في مجازر غزة، والتي أغلقت جميع ممرات إمداد الغذاء والماء في مشروع لإبادة مسلمي غزة، بل وهدمت المستشفيات. يسيل لعاب أمريكا للسيطرة على الموارد الاستراتيجية والغنية في هذه المنطقة من خلال استغلال قضية مسلمي الروهينجا، وتحرص على ترسيخ موطئ قدمها الاستعماري في هذه المنطقة. لذلك، فإن الأحزاب السياسية المتعطشة للسلطة، والتي لا تعارض هذا المشروع الاستعماري الأمريكي، وتذرف دموع التماسيح فقط من أجل مسلمي الروهينجا وتطالب بإقامة دولة منفصلة لأراكان، هي في الواقع أحزاب عميلة لأمريكا تعزز استراتيجيتها الجيوسياسية. ولأنكم بالتأكيد تعلمون كيف استخدمت أمريكا مسلمي أفغانستان ضد روسيا السوفيتية، ثم جلبت عملاءها، مثل حامد كرزاي وأشرف غاني، إلى السلطة في أفغانستان وقتلت ملايين المسلمين. يقول الله تعالى: ﴿إِنْ يَثْقَفُوكُمْ يَكُونُوا لَكُمْ أَعْدَاءً وَيَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ وَأَلْسِنَتَهُمْ بِالسُّوءِ وَوَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ﴾، لذلك، يجب على أبناء البلد والسياسيين والمثقفين المخلصين أن يتوحدوا لإحباط هذا المشروع الاستعماري الأمريكي.
أيها المسلمون: إن مسلمي الروهينجا هم إخواننا، وكانوا رواداً في اعتناق الإسلام في هذه المنطقة. وهم جزء من هذه الأمة الإسلامية الكريمة، وأراكان بلد إسلامي، قال رسول الله ﷺ: «الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ لَا يَظْلِمُهُ وَلَا يُسْلِمُهُ» صحيح مسلم، لذلك فإن التخلي عن مسلمي الروهينجا على أسس قطرية، أو حبسهم خلف أسلاك شائكة، أو استخدامهم ورقة سياسية للمطالبة بإقامة دولة أراكان مستقلة للمصالح الجيوسياسية الأمريكية أمر غير مقبول. كما يحرم شرعاً استخدام جيشنا كوقودٍ للاستراتيجيات الجيوسياسية الأمريكية، من خلال حراسة الممرات الإنسانية تحت ما يُسمى قيادة الأمم المتحدة أو القيادة الأمريكية في المحيطين الهندي والهادئ، بل إن واجب جيشنا هو تحرير أرض أراكان المسلمة المحتلة.
إن دولة الخلافة القائمة قريبا بإذن الله بقيادة حزب التحرير ستُرسل قواتنا العسكرية لتحرير أراكان كجزءٍ من تحرير جميع الأراضي الإسلامية المحتلة. إن إعادة أراكان إلى حكم الخلافة هو الحل الدائم الوحيد لتحرير مسلمي الروهينجا ﴿إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ﴾.
Recommended Posts
صوت الخلافة
بسم الله الرحمن الرحيم
الخلافة على منهاج النبوة قائمة بحول الله وقدرته
فهي وعد الله سبحانه وبشرى رسوله ﷺ ولو كره نتنياهو والمنافقون
ها هو عدو الله نتنياهو يسفر عن وجهة حربه التي تذهب أبعد من غزة، وأبعد من مصر والأردن، بل تذهب إلى شواطئ البحر المتوسط لتصل إلى تركيا شمالاً وإلى بلاد المغرب غرباً لتشمل قلب البلاد الإسلامية كلها، فيقول: "إننا لن نقبل أن تكون هناك أي خلافة على شواطئ المتوسط".
إن نتنياهو يدرك أن الأمة الإسلامية وهي تهتف بالجهاد وأخوّة الدين وفتح الحدود ودوس العروش أنها قد وضعت عروش الحكام على شفا جرف هار وتوشك أن تتخطفهم أو تهوي بهم الجيوش في مكان سحيق، ثم تكون خلافة تتبر ما علا بنو إسرائيل وتكنس الغرب وزبانيته من بلاد المسلمين، بل وتلاحقهم وهم ناكصون على أعقابهم وهم يولون الأدبار ما لهم من الله من عاصم، فهذا الرعب الذي يتملك نتنياهو وأشياعه هو الذي دفعه ليقول لن نقبل أن تكون هناك أي خلافة.
وكأن نتنياهو ويهود قد انتفخت أجسامهم وهم يقتلون أطفالاً بغير سلاح، أو وهم يلقون القنابل على أهل غزة ويجوعونهم، فظنوا أنهم عمالقة عادٍ، مع أنهم أصغر من الذرّ، وأحقر شأناً من أن يمنعوا إقامة الخلافة، وقد عرفت الأمة حجمهم يوم السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023م، وقد خبرنا الله من قبلُ من أنبائهم ﴿وَإِنْ يُقَاتِلُوكُمْ يُوَلُّوكُمُ الْأَدْبَارَ ثُمَّ لَا يُنْصَرُونَ﴾.
ثم ظن الغرب وأولياؤه من الحكام أنهم يستطيعون بالقتل والحصار في غزة، ثم بالبطش بالشعوب وملاحقة من يدعون للجهاد وفتح الحدود، ثم بمسرحيات الدعم والولاء للحكام، وبالدعوات النتنة (الأردن أولاً ومصر أولاً...) والتخذيل والإرجاف، أنهم سيوقفون الأمة عن مشروعها وإقامة دينها، وما علموا أنهم إنما يوقظون المارد بفعالهم، ويحركون في الأمة الإسلامية معاني الجهاد والأمة الواحدة، ويدفعون الأمة إلى الخلافة دفعاً ﴿وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ أَكَابِرَ مُجْرِمِيهَا لِيَمْكُرُوا فِيهَا وَمَا يَمْكُرُونَ إِلَّا بِأَنْفُسِهِمْ وَمَا يَشْعُرُونَ﴾.
أيها الضباط والأركان في بلاد المسلمين:
ألا يوجد بينكم من يرد على نتنياهو ويقول له لتقومنَّ الخلافة وأنفك راغم، لتقومنَّ الخلافة ولنطهرنَّ المسجد الأقصى من رجس يهود؟! ألا من غيور لله ورسوله ينصر الله ورسوله؟!
أيها المسلمون: إن الأمة الإسلامية أمة واحدة، وستجمعها خلافة راشدة على منهاج النبوة بإذن الله تعالى، وسيري الله المجرمين والكافرين من هذه الأمة ما كانوا يحذرون، والأمة وإن رأت من نفسها وهناً ولكنها اليوم أقرب لوعد الله تعالى، وإن قوى العالم كلها لن تقف أو تصمد أمام الخلافة، ولن تحول دون إقامة الخلافة التي هي وعد الله سبحانه وبشرى رسوله ﷺ ﴿فَهَلْ يَنْتَظِرُونَ إِلَّا مِثْلَ أَيَّامِ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِهِمْ قُلْ فَانْتَظِرُوا إِنِّي مَعَكُمْ مِنَ الْمُنْتَظِرِينَ * ثُمَّ نُنَجِّي رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا كَذَلِكَ حَقّاً عَلَيْنَا نُنْجِ الْمُؤْمِنِينَ﴾.
التاريخ الهجري :24 من شوال 1446هـ
التاريخ الميلادي : الثلاثاء, 22 نيسان/ابريل 2025م
حزب التحرير
الأرض المباركة فلسطين
رابط هذا التعليق
شارك
صوت الخلافة
بيان صحفي
عدو الله نتنياهو غرّته مواقفُ الحكام الأقنان
فلم يعد يعرف حجمه، فمن يفيقه من سكرته؟!
قال رئيس وزراء يهود، بنيامين نتنياهو، في خطاب له يوم الإثنين 21/04/2025م إنه لن "يقبل بقيام أي خلافة على شاطئ المتوسط"، وأضاف: "قلت مرارا سنغير وجه الشرق الأوسط وهذا ما ننفذه بالفعل حاليا، وبفضل قرارات حكومتي وصمودها كسرنا محور الشر في غزة ولبنان وسوريا ومواقع أخرى، ونعرف عدونا جيدا ولن نقبل بوجود دولة خلافة هنا أو في لبنان ونعمل على ضمان بقاء إسرائيل".
من الواضح أن عدو الله نتنياهو قد غرّته مواقفُ حكام المسلمين الأقنان، الذين حبسوا الأمة وجيوشها عن نصرة فلسطين ولبنان واليمن وسوريا، فتركوه يقصف ويقتل ويدمر ويحرق ويهجر ويهدد ولم يحركوا جنديا واحدا ولا طائرة أو سفينة حربية أو دبابة، بل أعانوه على حصار أهل غزة، وأمدوه بالمال والغذاء والملابس والسلاح، فظن بذلك أن الأمة ضعيفة، وأنه قادر على تحقيق أحلامه وما يريد دون أن يعترضه شيء، في ظل دعم مطلق لكيانه من أمريكا والغرب.
فهو يتحدث عن تغيير وجه الشرق الأوسط وكرر ذلك أكثر من مرة، ورغم إدراكه أنه ما كان له أن يواصل حربه على غزة أو أية جبهة لولا دعم الغرب المتواصل لكيانه، وإدراكه أنه لغاية الآن لم يدخل في حرب واحدة ضد جيش واحد من جيوش المسلمين، وأنه إنما يهاجم جماعات لا تملك إلا النزر اليسير من العدة والعتاد، ومع ذلك هو يتحدث موهما نفسه وعلوجه بأنه يقاتل على سبع جبهات! أية جبهات هذه التي يقتل فيها جيشه أطفالا ونساء وشيوخا عزلا، ويقصف بيوتا ومدارس ومساجد ومراكز إيواء؟ أحقا يصدق نفسه أنه يقاتل في جبهات؟! فإن كانت 18 شهرا ومعه كل دول العالم وعلى رأسها أمريكا وألمانيا وفرنسا وكل حكام المسلمين، ولم يستطع أن يحسم جبهة غزة التي لا يوجد فيها سوى ثلة من المجاهدين وشعب أعزل محاصر، فهل يقوى على مواجهة جيش واحد من جيوش المسلمين؟!
ولكن العتب الكبير هو على جنود وضباط وأركان جيوش المسلمين، الذين لم يتحركوا لغاية الآن ليلقنوا عدو الله نتنياهو ومن خلفه ترامب، درسا ينسيهم أحلامهم الشيطانية، وليعرفوهم كيف يكون القتال وكيف هي الجبهات؟ حتى بات يتحدث عن أحلامه في الحيلولة دون عودة دولة الخلافة، التي بشر بها المصطفى ﷺ، وبشراه حق: «ثُمَّ تَكُونُ خِلَافَةً عَلَى مِنْهَاجِ النُّبُوَّةِ».
فهلم يا جند الأمة وضباطها لتلبية نداء الواجب ولتلقين عدو الله نتنياهو درسا كالدروس التي لقنها رسول الله لأجداده في خيبر وقريظة والنضير وقينقاع، فأنتم من تستطيعون إعادة الموازين إلى نصابها، ورفع راية الإسلام خفاقة على أسوار المسجد الأقصى المبارك، ولتعم العالم كله رغم أنف يهود والصليبيين وكل قوى الكفر. قال تعالى: ﴿هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ﴾.
المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
رابط هذا التعليق
شارك
صوت الخلافة
بيان صحفي
رعب نتنياهو أنساهُ حجمَه وحجم كيانه
الخلافة قائمة وأنفك راغم أنت ومَن خلفَك، والقدسُ عُقرُها!
جدد رئيس وزراء كيان يهود المسخ يوم الأربعاء 23/04/2025م تصريحاته حول مخاوفه من قرب قيام دولة الخلافة الجامعة لأمة الإسلام فقال: "لن تسمح (إسرائيل) بقيام خلافة إسلامية عند حدودها الشمالية أو الجنوبية، أو في الضفة الغربية"، في إشارة واضحة إلى البلاد الإسلامية المحيطة بكيانه الغاصب إحاطة السوار بالمعصم.
إنّنا في المكتب الإعلاميّ المركزي لحزب التحرير سنختصر ردّنا في النقاط الآتية:
أولاً: لا يغيب عن بال المراقبين والمحللين والسياسيين حقيقة كيان يهود المسخ، وأنّه مجرّد أداة للدول الكبرى الكافرة في بلاد المسلمين، أنشأته بريطانيا وفرنسا بعد هدم دولة الخلافة، كما أنشأتا بقية كيانات سايكس بيكو، للحيلولة دون عودة الخلافة مرة أخرى، ثمّ تبنّته أمريكا ودول الكفر للهدف ذاته، فكان هذا الكيان كالولد المدلّل لتلك الدول، والعجيب أنْ تغيب هذه الحقيقة عن بال هذا الولد المدلّل، فيرى نفسه على غير حقيقته!
ثانياً: وما يؤكد هذه الحقيقة هو أنّه لولا الدعم العسكري والسياسي والمالي من الدول الكبرى الكافرة لهذا الكيان المسخ لما استطاع أن يعيش يوماً واحداً، فضلاً عن أنْ يتمادى في إجرامه على بلاد المسلمين، وإن غزة لخير دليل، فقد شيّبت رابين وغيره من قادة الكيان، وها هو نتنياهو نفسه بعد أكثر من عام ونصف، لم يحقّق سوى تدمير الحجر وحرق الشجر وقتل البشر من النساء والشيوخ والأطفال، وعجز عن إنقاذ أسراه من أيدي ثلة من المجاهدين من أبناء الأمة الإسلامية!
ثالثاً: هل غاب عن نتنياهو أنّ وجوده في الحلبة السياسية مرهون بتوازنات، ينعدم وجوده باختلالها، وهو يتهرّب من غليان الشارع تحته بزعمه تحقيق إنجازات جزئية هنا وهناك، ولكن أنْ يصل به الأمر إلى أن يتطاول على الإسلام وعلى الأمة الإسلامية، ويلوك الخلافة بماضغيه، ويهدّد ويتوعد؛ فلَعَمْرُ الحقّ إنّها لإحدى الكُبَر، وحالُ مثلِه كحال الفأر المستأسد بحضرة الأسد، فما كان من الأسد إلا أنْ أفلتَ عليه قطة من قططه!
رابعاً: إنّنا نحن المسلمين أعرف الناس بيهود، فقد كشف الله سبحانه وتعالى لنا حقيقتهم، فهم قتلة الأنبياء، والمتطاولون على الله تعالى وعلى رسله، وهم الذين ضُربت عليهم الذّلّة والمسكنة، وباءوا بغضب من الله، وأنهم لا يجرؤون على مقاتلة المسلمين إلا في قرى محصّنة أو من وراء جُدر، ورأينا ذلك بأمّ أعيننا عبر تاريخ الإسلام الطويل، بل إنّ العالم كلّه يدرك شيئاً من تلك الحقائق، وكانتونات يهود في أوروبا تشهد بذلك. أمّا وإذ انقطع عنهم حبل الله بكفرهم وقتلهم الأنبياء وإفسادهم في الأرض، ولم يبق لهم إلا بقية من حبل الناس، وقد اقترب انقطاع هذا الحبل؛ فقد آذن ليل الحقيقة بالانبلاج، وأسفر الصبح لذي عينين.
خامساً: بات من المعلوم أنّ مصير هذا الكيان المسخ مرتبط بمصير كيانات سايكس بيكو المحيطة به، وارتبط ذانك الأمران بعودة الخلافة على منهاج النبوة قريبا بإذن الله، وهذه الحقيقة هي التي تفسّر الرعب الذي ملأ قلب نتنياهو، فاندفع يهذي على غير هدى، كما ملأ قلوب قادة الدول الكبرى الكافرة قبله الذين حذّروا من عودة الخلافة، كأمريكا وبريطانيا وفرنسا وروسيا.
المكتب الإعلامي المركزي
لحزب التحرير
رابط هذا التعليق
شارك
صوت الخلافة
بسم الله الرحمن الرحيم
ولاية تركيا: مؤتمر غزة الكبير!
ينظم حزب التحرير / ولاية تركيا مؤتمرا جماهيريا بعنوان "مؤتمر غزة الكبير" في أنقرة حيث سيتم مناقشة الحل الحقيقي والدائم لقضية الأرض المباركة (فلسطين).
في حين يواصل كيان يهود المجرم احتلاله ومجازره في غزة منذ ما يزيد عن 563 يوماً، يصدر زعماء البلاد الإسلامية رسائل الإدانة لكنهم لا يتخذون أي خطوات ملموسة. وبذلك يصبح كيان يهود المحتل أكثر جرأة ويسرع من وتيرة مجازره. في حين يعترف زعماء البلاد الإسلامية بفشل الدبلوماسية، فإنهم يقولون إنهم غير قادرين على التحرك بشكل جماعي، وإلقاء اللوم على بعضهم البعض، والتجمع، ونشر رسائل الإدانة. ويحيلون فلسطين وغزة إلى المجتمع الدولي والأمم المتحدة.
في حين لم يتم تقديم أي حل منذ ما يقرب من عام ونصف في غزة و76 عامًا في كافة الأراضي الفلسطينية لوقف هذه المذبحة والاحتلال الذي يسيء إلى الإنسانية، ينظم حزب التحرير / ولاية تركيا مؤتمراً جماهيريا بمشاركة واسعة لمناقشة الحل الحقيقي والدائم لقضية الأرض المباركة (فلسطين).
المتحدثون والمعلومات للبرنامج الذي تم الإعلان عنه للجمهور تحت عنوان "لقد نفدت الكلمات! فشلت الدبلوماسية!، من أجل حل حقيقي ودائم... "مؤتمر غزة الكبير" والذي دُعي إليه كل من ينبض قلبه من أجل غزة، هم كما يلي:
المتحدثون:
عبد الله إمام أوغلو
عبد الرزاق اتيش
الدكتور علي محيي الدين كارادغي (رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين)
محمود كار (رئيس المكتب الإعلامي لحزب التحرير / ولاية تركيا)
محمد غوكتاش
محمد أمين يلدريم
محمد مشنيش (رئيس جمعية التضامن مع فلسطين)
مصطفى أوزجان غونيشدوغدو
نجم الدين إيرماك (منصة التضامن الإسلامي)
الدكتور نواف التكوري (رئيس اتحاد علماء فلسطين)
طيب إلجي (رئيس مؤسسة علماء المدارس)
الشيخ يوسف مخارزة (عالم من فلسطين)
فكونوا معنا.. وشاركونا الأجر والثواب..
السبت، 05 ذو القعدة 1446هـ الموافق 03 أيار/مايو 2025م
- الزمان والمكان -
اليوم والتاريخ:
السبت، 03 أيار/مايو 2025م
الزمان:
20:30 (بتوقيت أنقرة والمدينة المنورة)
المكان:
مجمع أنقرة الاجتماعي الشمالي، مركز مؤتمرات تاكفا
Kuzey Ankara Külliyesi / Takva Kongre Merkezi
رابط هذا التعليق
شارك
صوت الخلافة
بيان صحفي
قوات الدعم السريع ماضية بحبل من أمريكا ومن حكومة السودان
في ارتكاب المجازر بحق المدنيين
قالت شبكة أطباء السودان إن قوات الدعم السريع ارتكبت مجزرة في حق المدنيين، في منطقة الصالحة جنوبي أم درمان، مضيفة أن تلك القوات أقدمت على تصفية ٣١ مدنيا بينهم أطفال بتهمة الانتماء للجيش. وأشارت الشبكة إلى أن عملية التصفية تعد أكبر عملية قتل جماعي موثقة تشهدها المنطقة. (الشرق - السودان).
ما زالت قوات الدعم السريع مستمرة في انتهاك حرمات المدنيين الأبرياء من أهل السودان، من قتل واغتصاب ونهب وغيرها، من تخوم العاصمة وحتى أبعد نقطة في جغرافية السودان، وبالرغم من أنها ارتكبت كل أشكال الجرائم المنصوص عليها في نظام روما للمحكمة الجنائية الدولية والمواثيق الدولية، من تطهير عرقي، وإبادة جماعية، وجرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب وغيرها، وبالرغم من أن أفرادها يوثقون جرائمهم هذه بفيديوهات تنتشر انتشار النار في الهشيم، وتصل حتى إلى وسائل الإعلام، لكنها لا تحدث أثرا في السياسة الدولية تجاه قوات الدعم السريع وجرائمها، وذلك لأن النفاق هو طابع السياسة الدولية، وبخاصة عندما يتعلق الأمر بأمريكا؛ الدولة الأولى في العالم، التي تعتبر قوات الدعم السريع إحدى أهم أدواتها في السودان، بالإضافة إلى قيادة الدولة، وذلك لتحقيق أهدافها في السودان، المتمثلة في إبعاد أدوات المستعمر البريطاني من (صمود) وغيرها، وتهيئة دارفور للانفصال، بعد أن نجحت في فصل جنوب السودان. لذلك تتستر أمريكا على جرائم قوات الدعم السريع، وتعجز بقية الدول الفاعلة دوليا عن فعل شيء ذي بال تجاه هذه الجرائم، وبذلك تحافظ أمريكا على تلك القوات حتى تعيد إنتاجها مرة أخرى عبر منبر جدة، ولذلك يرددون على مسامعنا دائما أن لا حل عسكرياً لحرب السودان.
إننا في حزب التحرير/ ولاية السودان، نحمل قيادات الدعم السريع مسؤولية هذه المجزرة وغيرها من المجازر التي ارتكبت في السابق، والتي ما زالت ترتكب في دارفور وغيرها. وإن هذه الدماء هي في رقابهم، ورقاب من أهرقوها بغير وجه حق، فإن الله سبحانه وتعالى قد توعد من يقتل مؤمنا متعمدا بوعيد وعذاب لم يفرضه إلا على هذه الجريمة، فقال عز وجل: ﴿وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُّتَعَمِّداً فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً﴾.
كما نحمل الحكومة مسؤولية عدم حماية هؤلاء المدنيين العزل، باعتبارها مسؤولة شرعا عن حمايتهم، وهي قادرة على ذلك، ولكن هنالك من يغلّ يد الجيش عن القيام بواجبه في توفير الأمن، فالنبي ﷺ جعل الأمن من حاجات الرعية الأساسية الواجب توفيرها للجماعة حيث قال: «مَنْ أَصْبَحَ مِنْكُمْ آمِناً فِي سِرْبِهِ مُعَافًى فِي جَسَدِهِ عِنْدَهُ قُوتُ يَوْمِهِ فَكَأَنَّمَا حِيزَتْ لَهُ الدُّنْيَا بِحَذَافِيرِهَا»، بل إن خليفة المسلمين؛ وهو رأس الدولة الإسلامية اعتبره الإسلام درعا حاميا للأمة، فقال عليه الصلاة والسلام: «إِنَّمَا الْإِمَامُ جُنَّةٌ، يٌقَاتَلُ مِنْ وَرَائِهِ وَيُتَّقَى بِهِ».
والأمة اليوم تفتقد إلى هذا الجُنّة، حيث يتسلط عليها حكام عملاء للغرب الكافر المستعمر، يأتمرون بأمره وينفذون مؤامراته على البلاد والعباد. فعلى المسلمين بعامة وأهل القوة والمنعة منهم بخاصة، أن يقوموا بواجبهم الشرعي لاستعادة سلطان الإسلام المغصوب، بإعطاء النصرة لحزب التحرير ليقيم الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة التي توجد الأمن والأمان للرعية أينما كانوا، وتقطع يد الكافر المستعمر العابث ببلادنا ومقدراتها، والذي لا يهمه أن تسيل دماء المسلمين أنهارا.
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا للهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ﴾
إبراهيم عثمان (أبو خليل)
الناطق الرسمي لحزب التحرير في ولاية السودان
رابط هذا التعليق
شارك
صوت الخلافة
بيان صحفي
كيان يهود والغرب الذي يحميه
يحذَرون ويحذّرون من زلزال الخلافة القادم
أعلن رئيس حكومة كيان يهود، بنيامين نتنياهو، قبل أيام، أن (إسرائيل) "لن تسمح بقيام خلافة إسلامية عند حدودها الشمالية أو الجنوبية، أو في الضفة الغربية"، في إشارة إلى سوريا وقطاع غزة والضفة. وذكر نتنياهو في تصريحات جديدة له: "قلت مرارا، سنغير وجه الشرق الأوسط، وهذا ما ننفذه بالفعل حاليا، وبفضل قرارات حكومتي وصمودها كسرنا محور الشر في غزة ولبنان وسوريا ومواقع أخرى، ونعرف عدونا جيدا، ولن نقبل بوجود دولة خلافة هنا أو في لبنان، ونعمل على ضمان بقاء (إسرائيل)". ويأتي تصريح نتنياهو بالتزامن مع تصريح آخر بأنه "لن يقبل بقيام أي خلافة على شاطئ المتوسط"، مهدِّدا "باستهداف كل الجبهات التي قد تنطلق منها هجمات"، وكأن إنجاز الله لنا بوعده ينتظر إذناً من هذا المغرور الذي يسارع إلى حتفه وحتف كيانه!
وإنه لِفهم واقع وحيثيات تصريحات نتنياهو وتحذيره من عودة دولة الإسلام الخلافة لا بد من ربطها بما سبق من تصريحات متواترة متلاحقة لساسة الغرب وكبار مفكريه التي تأتي في سياق التحذير نفسه، ما يؤكد حقيقة رعبهم الشديد أن تعود للإسلام دولته وإمامه الذي سيقول للنتن وكيانه وكل من حارب الإسلام وأهله ودنّس مقدساته: "يا عدو الله.. الجواب ما تراه لا ما تسمعه". إن تصريحات نتنياهو تعني طلبه من أمريكا والغرب دعم كيان يهود ليكون رأس حربة الكفر في حرب الإسلام للحيلولة دون عودة دولته وتطبيق نظامه.
وإنه لمن المؤسف أن نرى إقرار أعدائنا بخطر اجتماع المسلمين في ظل دولة واستشعارهم لقرب ذلك الحدث العظيم في الوقت الذي لا يزال كثير من أبناء جلدتنا يرون ذلك وهماً أو حلماً بعيد المنال، رغم أن إقامة حكم الإسلام عبر دولته الخلافة هو فرض ربنا بل هو تاج الفروض الذي يجب أن ينشغل به كل مسلم قادر أن يكون له سهم في هذا الشرف العظيم، فضلاً عن أن عودة الخلافة وعد من الله وبشرى من رسوله ﷺ، ونسأل الله أن تكون الشام عقر دارها، إذ بها وحدها نعود وبها وحدها نسود وبها نعود سادة الدنيا من جديد، وبها وحدها نعيد عزنا المفقود وقدسنا من يهود، وبها وحدها تُحفظ بيضة المسلمين وتُصان دماؤهم وأموالهم وأعراضهم، وبها وحدها نقيم حكم الإسلام كاملاً كما أمرنا ربنا سبحانه بقوله: ﴿وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ﴾.
وإن عربدة كيان يهود في غزة وسائر فلسطين وفي الشام بعد سقوط نظام المجرم بشار الذي وقف معه فجار الأرض ومجرموها، هذه العربدة تأتي في سياقٍ توسعي لفرض واقع جديد، بضوء أخضر أمريكي، وبحثٍ عن أمان موهوم لكيان مهدوم عما قريب بإذن الله وأنوف أعداء الله راغمة. فطبيعة الصراع بيننا وبين يهود خطه لنا رسول الله ﷺ، وأوضح لنا نهجه سيدنا سعد بن معاذ رضي الله عنه وأرضاه، كما ستبقى سورة الإسراء منارة هدىً تدلنا الطريق فلا نلين ولا نستكين حتى بلوغ المراد.
وإن غطرسة يهود في غزة والشام، لا تجدي معها المداهنة ولا الملاينة ولا الاسترضاء ولا المسالمة ولا إرسال رسائل التطبيع، ولا الخضوع للشروط والطلبات والأوامر، ولا الخضوع للقوى الدولية، ولا إعطاء رسائل الطمأنة ولا الركون إلى الظالمين ولو شيئاً قليلاً، إنما لا بد من موقف مبدئي حازم نكون فيه مع الله فنتخذ الموقف الذي يرضيه سبحانه حتى يكون معنا ويكرمنا بأن تكون الأمة والحاضنة الشعبية معنا، وكلنا رأينا تفاعل الأمة ونبض الإسلام وروح الجهاد المتجذرة فيها وشوقها لنصرة غزة وتحرير أولى القبلتين وثالث الحرمين. فلن يحرر قدسنا وأقصانا ويغيث أهلنا في غزة العزة والطوفان إلا زحف جيوش أمة الإسلام بعد أن يحطموا القيود ويكسروا الحدود خلف قادةٍ مخلصين يكونون حماةً للإسلام لا حرّاس عروش مهترئة تشكل طوق النجاة وخط الحماية الأول لكيانٍ كسر عنفوانه ومرغ أنفه في التراب وأثبت أنه نمر من ورق ثلةٌ مؤمنة صابرة في غزة تستنهض همة أمة الإسلام وأهل القوة فيها أن ها قد مهدنا لكم الطريق فواصلوا المسير.
فالله الله يا أمة الإسلام ويا أهل القوة والمنعة في بلاد الإسلام ومنهم ثوار الشام ومجاهدوها، لنكون معاً يداً واحدة لتحقيق وعد الله سبحانه وبشرى رسوله ﷺ لإقامة دولة عز ونصر وتمكين يشفي الله بها صدور قوم مؤمنين، ﴿وَيَقُولُونَ مَتَى هُوَ قُلْ عَسَى أَن يَكُونَ قَرِيباً﴾.
المكتب الإعلامي لحزب التحرير
في ولاية سوريا
رابط هذا التعليق
شارك
صوت الخلافة
بيان صحفي
حزب التحرير/ ولاية تونس
يتحدى أتباع الحداثة الغربية في مناظرة علنية
رافق مؤتمر الخلافة السنوي، الذي نظمه حزب التحرير/ ولاية تونس يوم 26 نيسان/أبريل 2025م تحت شعار "فشل دولة الحداثة وحتمية دولة الخلافة"، حملة تشويه وتحريض ضد الحزب شنّها أنصار الحداثة الغربية، ممن جعلوا أنفسهم أوصياء على الشعب التونسي، في سعي منهم لفرض تبعية فكرية وسياسية مذلّة للغرب، متجاهلين أن الشعب التونسي شعب مسلم يتوق إلى التحرر من الاستعمار الثقافي والسياسي والاقتصادي الذي يهيمن على البلاد منذ زمن الاستعمار البغيض.
وفي مواجهة هذه الحملة المسعورة، يؤكد المكتب الإعلامي لحزب التحرير/ ولاية تونس على ما يلي:
1. لقد قَدّم حزب التحرير/ ولاية تونس خلال مؤتمر الخلافة 2025 مشروعا حضاريا منبثقا من العقيدة الإسلامية لإظهار عظمة أحكام الإسلام في معالجة الأزمات المتراكمة التي أنتجتها "دولة الحداثة" في الحكم والتعليم والاقتصاد والسياسة الخارجية وغيرها، وكان يريد بذلك لفت نظر أهل تونس وقواهم الحيّة إلى الثروة التشريعية العظيمة التي جاء بها الإسلام، باعتبارها نظام حياة شاملاً، تطبقه دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، وهي قادرة اليوم على إنقاذ البشرية جمعاء من جحيم الأنظمة الوضعية والحداثة.
2. لجوء أتباع الحداثة إلى التشويه والافتراء وتحريض السلطة وقواها الصلبة على منع نشاط حزب التحرير بدل مناقشة أفكاره ومشروعه الحضاري، هو دليل إفلاسهم وعجزهم عن تقديم بدائل لفكرهم المأزوم وفشلهم في مواجهة دعوة الإسلام بالحجة والبرهان، فلجأوا إلى التشويه والافتراء وسلاح التحريض الرخيص الذي يعكس ضعفهم وانهزامهم الفكري.
3. يبدو أن أتباع الحداثة في تونس غير مواكبين لتطورات مشهد الفكر الغربي، فمفكرو الغرب أنفسهم اعترفوا بفشل الحداثة، ما دفعهم إلى الحديث عن "ما بعد الحداثة" كدليل قاطع على نهاية مشروعهم الحضاري. هؤلاء المفكرون أنفسهم أقروا بعجزهم عن إيقاف حالة الانحدار رغم المحاولات المتكررة للترقيع. فإذا كان هذا موقف مفكري الغرب أنفسهم من الحداثة، أفلا يجدر بأتباعهم في تونس أن يفكروا في حلول من خارج الفكر الغربي الاستيطاني، خاصة وأن في الإسلام الكفاية والرعاية؟!
4. إن حزب التحرير يسعى لتحرير البلاد من كل أشكال الهيمنة الغربية والمشاريع الاستعماريّة التي تستهدف عقيدتنا وثقافتنا وهويّتنا، ويعمل على استعادة القرار السياسي بالإسلام وتحقيق السيادة الحقيقية للبلاد، فطالب باسترجاع الثروات ورفض المناورات العسكرية الأمريكية "أفريكوم" التي تجري اليوم على أرض تونس، وتحمّل شبابه في سبيل ذلك الملاحقات والمحاكمات العسكرية، وبالمقابل لم ينبس أيٌّ من دعاة الحداثة والتباكي على السيادة ببنت شفة حول انتهاك سيادة البلاد من الجيش الأمريكي الذي يجاهر بدعمه لكيان يهود ضد أهلنا في غزّة العزّة!
5. إن حزب التحرير/ ولاية تونس لا يريد لأتباع الفكر الحداثي أن يصطفوا في حربهم على الخلافة مع نتنياهو رئيس وزراء كيان يهود الذي صرح قبيل مؤتمر الخلافة بأنه لن يسمح بقيام خلافة إسلامية على شواطئ البحر الأبيض المتوسط، بل يريدهم أن يكونوا في صف أمتهم ومشروعها الحضاري، الخلافة الراشدة التي ستنسي يهود وساوس الشيطان وتشرد بهم من خلفهم من الغرب الصليبي.
6. إن حزب التحرير إذ يدعو إلى إقامة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة، يدعو مفكري الغرب وأتباعهم في تونس إلى مناظرة فكرية علنية، لعرض الحقائق دون تشويه أو تضليل، حتى تظهر براهين الحق وتنكشف حقيقة الحداثة والديمقراطية الغربية الزائفة. فالإسلام يتحدى الغرب وأتباعه على أساس الفكر والعقل، وما عزوفهم عن المواجهة الفكرية ولجوؤهم للتحريض والقمع إلا دليل على ضعفهم وانهيار حجتهم.
7. وختاماً، نقول: إن شمس الحضارة الغربية إلى أفول وشمس الحضارة الإسلامية ستشرق من جديد، وإن حزب التحرير ماضٍ في حمل دعوته بثبات، لإقامة صرح الخلافة العظيم الذي ينقذ البشرية جمعاء من ظلم الرأسمالية المتوحشة والحداثة المأزومة، وينشر نور العدل والرحمة في أرجاء المعمورة، وإنه لقريب بإذن الله.
قال تعالى: ﴿الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ﴾.
المكتب الإعلامي لحزب التحرير
في ولاية تونس
رابط هذا التعليق
شارك
صوت الخلافة
بيان صحفي
استمرار عربدة يهود في غزة والشام
توجب التحرك الفوري لاجتثاث الكيان
لا مسالمته على خطا "سلام الشجعان"!
قال وزير الخارجية السوري، أسعد الشيباني، في أول خطاب له في مجلس الأمن: "أعلنا مراراً عن التزامنا أن سوريا لن تشكل تهديداً لأي من دول المنطقة والعالم بما فيها (إسرائيل)".
فيما قال كوري ميلز، عضو الكونغرس الأمريكي، إنّه ناقش مع الشرع مسائل أمنية لفهم ماهية الانتقال السياسي في سوريا إلى الحوكمة والديمقراطية الحرة بعد سقوط نظام الأسد، مشيراً إلى أنّ الشرع أبدى انفتاحاً على تحسين العلاقات مع (إسرائيل) وإجراء حوار معها، وأنه أبدى استعداداً للعمل على عدم نقل أسلحة عبر سوريا لمهاجمة (إسرائيل). وقال إن "الشرع يريد علاقات مع جميع الدول المجاورة لسوريا"، مضيفاً أن الشرع أخبره أن سوريا "مهتمة" في ظل الظروف المناسبة بالانضمام إلى اتفاقيات "أبراهام"، وقال إنه شرح للشرع ما تتوقع الولايات المتحدة من خطوات لكي تنظر إدارة ترامب في تخفيف أو رفع العقوبات. أما عضو الكونغرس الأمريكي الآخر الذي زار دمشق، مارلين ستوتزمان، فقد أكد أهمية بناء علاقات شخصية مع القيادة السورية، قائلاً: "من المهم جداً أن نحظى بقائد صديق في سوريا، وليس فقط حليفاً للولايات المتحدة".
فيما نقلت رويترز أن سوريا أبلغت الولايات المتحدة أن الرئيس الشرع شكل لجنة خاصة لمتابعة أنشطة الفصائل الفلسطينية على الأرض السورية وأن بلاده لن تسمح بأن تستخدم أراضيها لتهديد أي طرف بما في ذلك (إسرائيل).
وتأتي هذه التصريحات بالتوازي مع ما حددته أمريكا من خطوات تريد من سوريا أن تتخذها قبل أن تغير واشنطن موقفها تجاهها. فقد أعلنت دوروثي شيا القائمة بأعمال المندوب الأمريكي لدى الأمم المتحدة هذه الشروط علناً، وقالت "إن الولايات المتحدة تريد من السلطات السورية نبذ الإرهاب وقمعه بشكل كامل، واعتماد سياسة عدم الاعتداء على الدول المجاورة"، مضيفةً "أن الولايات المتحدة تواصل مراقبة تصرفات السلطات المؤقتة، وستحدد إجراءاتها بناء على نمط سلوكها، يجب على القيادة الأساسية أن تتجاوز ماضيها".
لقد شكلت تصريحات الشيباني التي تعكس توجه الإدارة السورية الحالية صدمةً كبيرة بل صاعقةً لأهل الشام الذين يرون عربدة كيان يهود وغطرسته في المدن السورية في ظل غياب واضح للموقف المبدئي الرادع الذي ينسي النتن وكيانه وساوس الشيطان. ومع تواتر التصريحات المسالمة لكيان يهود فقد حقّ لأهل الشام أن يدقوا ناقوس الخطر كونها مقدمة لخطوات عملية على الأرض، وخاصة مع غياب أي نفي رسمي من الإدارة الحالية لتصريحات ميلز وستوتزمان حول التطبيع مع يهود والانضمام إلى اتفاقيات "أبراهام"!
مواقف وتصريحات تعلن بوضوح سقوط الشعارات التي رفعت على مدار سنيّ الثورة، وتعكس حالة التنكّب والانتكاس والتحول من تصريحات سابقة تعلن أن سقوط نظام الطاغية أسد يتبعه سقوط تل أبيب إلى التصريحات الجديدة التي هي مقدمة للمسالمة مع كيان يهود ورسائل تطبيع مع قتلة الأنبياء الذين أعلنوا الحرب على الله وشرائعه وعباده وأمعنوا قتلاً في مسلمي غزة وأخواتها بكل صلف وغطرسة وغرور!
أين نذهب بآيات الله التي تحضنا على قتال الكفار ورفع راية الجهاد لتكون مشارق الأرض ومغاربها تحت حكم الإسلام وقيادة إمام دولته؟!
أين نذهب بأحاديث رسولنا الكريم ﷺ ومنها: «أُمِرْتُ أنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حتَّى يَشْهَدُوا أنْ لا إلَهَ إلَّا اللهُ، وأنَّ مُحَمَّداً رَسولُ اللَّهِ»؟!
أين نذهب بحماس أمة الجهاد والاستشهاد وبسالة أبنائها الذين صقلتهم الشدائد والصعاب؟!
لقد بيّن الله سبحانه طبيعة الصراع وحقيقته مع كيان يهود، وكذلك النبي ﷺ وصحابته الكرام وعلى رأسهم سيد الأنصار سعد بن معاذ رضي الله عنه وعن حكمه في يهود بني قُريظة. إنه صراع وجودي مبدئي تفرضه العقيدة وثوابت المبدأ ويصدّقه الواقع الذي ينطق بجرائم يهود الذين راح كبيرهم يرعد ويزبد ويهدد بأنه لن يسمح بعودة الخلافة، لأنه يعلم يقيناً أن إقامتها ستجعل منه ومن كيانه أثراً بعد عين.
إن المسارعة في استرضاء المجتمع الدولي، وعلى رأسه أمريكا التي تمد كيان يهود بكل أنواع الأسلحة حتى يبقى رأس حربة الكفر في محاربة الإسلام، هو استعجالٌ للانزلاق نحو الهاوية ونسف لتضحيات ما يقرب من مليوني شهيد كان شعارهم وأملهم إقامة حكم الإسلام على أنقاض النظام البائد ومن ثم تحرير فلسطين كل فلسطين من دنس يهود.
سياسةٌ تنذر بخطر فقدان معية الله التي حملتنا إلى دمشق منتصرين، وتنذر بفقدان الحاضنة الشعبية السند الطبيعي الأول والقوة الأصيلة التي بيدها تغيير القوى والموازين حال الحيد عن ثوابتها التي أعلنتها على مدار سنيّ الثورة.
إن استجداء المجتمع الدولي والانصياع لإرادته وقراراته والخضوع لإملاءاته أملاً في سراب رفع العقوبات التي تستخدم كورقة ابتزاز قذرة للخضوع والركوع، ورفع الراية البيضاء أمام ألد الأعداء، هذا الاستجداء ليس من ورائه إلا خزي الدنيا وحساب عسير في الآخرة، وهو منزلق خطير وجب إنكاره لأن خطره لا يشمل الإدارة الحالية فحسب بل يعم أهل الثورة والتضحيات وشرفاء الأمة جميعهم. فهل من معتبر قبل فوات الأوان؟!
لقد كانت أمريكا هي رأس من حمى نظام الطاغية أسد وأمدته عبر الأدوات والعملاء والصنائع بكل أساليب وأدوات ووسائل البطش بأهل الشام حتى يتراجعوا عن ثورتهم ومطلبهم بإسقاط النظام البائد، فهل تحولت أمريكا فجأة من ذئب مفترس ووحش ضارٍ إلى حمل وديع بل إلى صديقٍ ترجى مودته والسعي لنيل رضاه؟!
إن اتخاذ المواقف المبدئية وخاصة في القضايا المصيرية هو واجب الوقت وضرورة المرحلة، وإن رمزية الشام وثورتها في قلب كل مسلم، كيف لا وهي التي أحيت فيهم الأمل وحماس العمل لتوحيد المسلمين في ظلال دولة تحكّم فينا القرآن وتعيد لنا ذكريات معارك الفرقان.
إن صراعنا مع يهود هو صراع حتمي، والمواجهة الحاسمة قادمة مهما تأخرت. وإن قضية فلسطين قضية إسلامية خالصة، يتحمل مسؤوليتها أبناء الأمة وعلى رأسهم ضباط الجيوش وأهل القوة والمنعة في بلاد الإسلام من مشارقها إلى مغاربها، الذين آن لهم أن يقفوا وقفة لله ثم للتاريخ، بأن يسقطوا العروش التي تحمي كيان يهود ويحركوا الجيوش لهدم خطوط الدفاع الأولى عن كيان يهود، ويقيموا دولة الإسلام ويعيدوا عزة المسلمين، فلن يحررنا من استعباد أمريكا والغرب ولن يحرر فلسطين سياسات خزي ولا خذلان ولا استرضاء أعداء الدين والقرآن؛ إنما التحرير يكون عبر دولة الخلافة التي تقيم الدين بحق وتجيّش الجيوش نصرة للدين ومستضعفي المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها. فإلى هذا الخير العظيم ندعو المسلمين ونحن نذكّرهم بوعد الله بعلو هذا الدين وبشرى رسول الله ﷺ بعودة الخلافة وأنوف النتن والكيان وجنودهما ومن يحميهم ومن يقف في صفهم راغمة، ليكون النصر بعد الصبر والعزة بعد الهوان والتمكين بعد عقود الذل والخذلان. قال تعالى: ﴿وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَٰلِكَ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ﴾.
المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية سوريا
رابط هذا التعليق
شارك
صوت الخلافة
بيان صحفي
قناة السويس:
قراءة في تصريحات ترامب وموقف النظام المصري
في مشهد جديد من مشاهد الاستعلاء، صرّح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عبر منصة "تروث سوشال"، مطالباً بأن تمر السفن الأمريكية عبر قناتي السويس وبنما مجاناً، مدّعياً أن الولايات المتحدة "هي من أنشأت هاتين القناتين"، ومكلفاً وزير خارجيته بالسعي لعقد اتفاقات تكرّس هذا الطلب الاستعماري.
هذا التصريح الاستفزازي أثار موجة من الغضب الرسمي والإعلامي في مصر، حيث أدانته نائبة في لجنة الدفاع والأمن القومي بمجلس النواب، وعدّته انتهاكاً للسيادة المصرية. وعلى الرغم من الغضب الشعبي، إلا أن ردّ النظام نفسه كان الصمت، ما يعكس ضعف موقفه أمام الإملاءات الدولية، ومدى عمالته وانبطاحه للغرب الكافر المستعمر، وعجزه التام عن الدفاع عن السيادة، بل وعن أبسط مظاهر الكرامة (الوطنية) المزعومة.
إن قناة السويس تمثل شرياناً رئيسياً للتجارة العالمية. فبحسب بيانات هيئة قناة السويس لعام 2023، مرت بالقناة أكثر من 26 ألف سفينة، محققة عائدات بنحو 9.4 مليار دولار. ويمر عبرها 12% من حجم التجارة العالمية و30% من حاويات الشحن الدولية. ولكن على الرغم من هذه الأهمية الهائلة، فإن السيطرة عليها تظل مرتهنة للنظام الدولي الاستعماري، الذي فرض اتفاقية القسطنطينية عام 1888م، مُلزِماً مصر بالسماح بحرية الملاحة في القناة لجميع الدول، بما في ذلك الدول الكافرة المحاربة للأمة، ولكن تظل إدارة القناة والسيادة عليها للدولة المصرية، التي يحق لها فرض رسوم عبور على السفن، ومع ذلك، فإن هذا الإطار القانوني نفسه هو وليد النظام الدولي الذي فرضته الدول الاستعمارية في القرن التاسع عشر، حينما كانت الأمة الإسلامية في طور السقوط السياسي والعسكري.
تصريح ترامب هذا هو تعبير دقيق عن عقيدة الغرب تجاه بلاد المسلمين، فهم يعتبرون مقدراتنا ملكاً مشاعاً لهم، وينظرون إلينا باعتبارنا مستعمرات تابعة لا تملك حق السيادة الفعلية، ويعتبرون أن تدخلهم في شؤوننا حقٌ مكتسبٌ. وهذا جزء من سياسة استعمارية قديمة جديدة، عبّر عنها اللورد كرومر بقوله: "نحن لم نحتل مصر من أجل مصر، بل من أجل مصالحنا". وها هو ترامب يعيد إحياء هذا المنطق الوقح نفسه، في ظل أنظمة تدين بالولاء لأسيادها الغربيين.
الممرات المائية التي تمر بأرض المسلمين هي جزء من الملك العام الذي يجب أن يدار وفق أحكام الشرع، لا وفق القوانين الوضعية أو المعاهدات الاستعمارية، والأصل في الإسلام أن المضائق والممرات المائية التي تقع داخل بلاد المسلمين تخضع للأحكام التالية:
وقناة السويس جزء لا يتجزأ من أرض مصر، التي هي جزء من البلاد الإسلامية، وبالتالي لا يجوز التفريط فيها ولا إخضاعها لمنظمات دولية، ولا إلزامها بحرية مرور مطلقة. وهذا لا يمكن أن يتم إلا بإقامة دولة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة التي توحّد بلاد المسلمين، وتستعيد سلطانهم على مقدراتهم، والتي يجب على أهل مصر كنانة الله في أرضه أن يغذوا السير مع حزب التحرير لإقامتها.
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ﴾
المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية مصر
رابط هذا التعليق
شارك
صوت الخلافة
بيان صحفي
جيش أراكان البوذي المجرم شريكٌ لحكومة المجلس العسكري في ميانمار
في تهجير وتعذيب وإبادة مسلمي الروهينج
اتقديم المساعدات لجيش أراكان، عميل أمريكا، يُعد خيانةً لمسلمي الروهينجا
ومثالاً صارخاً على الولاء لأمريكا، راعية كيان يهود المُجرم
في الوقت الذي يشارك فيه جيش أراكان البوذي المجرم، حكومة المجلس العسكري المجرمة في التطهير العرقي لمسلمي الروهينجا، يواجه صعوباتٍ في حربٍ أهليةٍ بسبب الصراعات الجيوسياسية للمستعمرين، وقد اتخذت الحكومة المؤقتة في بنغلادش قراراً سياسياً بتوفير "ممر إنساني" تحت إشراف الأمم المتحدة التي تسيطر عليها الولايات المتحدة لإيصال المساعدات الإنسانية إلى ولاية راخين. في الواقع، فإنه من خلال هذا القرار، سيتم ضمان تقديم الخدمات اللوجستية اللازمة لجيش أراكان المدعوم من الولايات المتحدة، والذي وقع في فخ حكومة المجلس العسكري المدعومة من بريطانيا. وكنا قد رأينا كيف سمحت حكومة حسينة المنهارة، الموالية لبريطانيا، للسفن الحربية التابعة للمجلس العسكري بالتمركز في المناطق البحرية لسانت مارتن وتكناف لمواجهة جيش أراكان، ورحّبت بحرارة بمئات من أفراد حرس الحدود والجيش الميانماري الذين فروا إلى بنغلادش بسبب القتال العنيف الدائر، وأعادتهم إلى أرضهم بسلام، وهم من تلطخت أيديهم بدماء إخواننا وأخواتنا من مسلمي الروهينجا. والآن نرى مستشار وزارة الداخلية في الحكومة المؤقتة يسير على خطا حسينة الخائنة، إذ وصف جيش أراكان الدخيل بأنه صهر هذا البلد، الذي كان شريكاً آخر في مذابح مسلمي الروهينجا. وبهذا، ضربت الحكومة المؤقتة مثالاً صارخاً على خيانة مسلمي الروهينجا وتأكيد ولائها لأمريكا الكافرة المستعمرة ﴿إِنَّ اللهَ لا يُحِبُّ الْخَائِنِينَ﴾.
أيها المسلمون: إن دموع التماسيح التي تذرفها أمريكا الاستعمارية من أجل إعادة مسلمي الروهينجا ليست خارج نطاق مصالحها الجيوسياسية. وأنتم تشهدون كيف تدعم أمريكا كيان يهود الغاصب في مجازر غزة، والتي أغلقت جميع ممرات إمداد الغذاء والماء في مشروع لإبادة مسلمي غزة، بل وهدمت المستشفيات. يسيل لعاب أمريكا للسيطرة على الموارد الاستراتيجية والغنية في هذه المنطقة من خلال استغلال قضية مسلمي الروهينجا، وتحرص على ترسيخ موطئ قدمها الاستعماري في هذه المنطقة. لذلك، فإن الأحزاب السياسية المتعطشة للسلطة، والتي لا تعارض هذا المشروع الاستعماري الأمريكي، وتذرف دموع التماسيح فقط من أجل مسلمي الروهينجا وتطالب بإقامة دولة منفصلة لأراكان، هي في الواقع أحزاب عميلة لأمريكا تعزز استراتيجيتها الجيوسياسية. ولأنكم بالتأكيد تعلمون كيف استخدمت أمريكا مسلمي أفغانستان ضد روسيا السوفيتية، ثم جلبت عملاءها، مثل حامد كرزاي وأشرف غاني، إلى السلطة في أفغانستان وقتلت ملايين المسلمين. يقول الله تعالى: ﴿إِنْ يَثْقَفُوكُمْ يَكُونُوا لَكُمْ أَعْدَاءً وَيَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ وَأَلْسِنَتَهُمْ بِالسُّوءِ وَوَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ﴾، لذلك، يجب على أبناء البلد والسياسيين والمثقفين المخلصين أن يتوحدوا لإحباط هذا المشروع الاستعماري الأمريكي.
أيها المسلمون: إن مسلمي الروهينجا هم إخواننا، وكانوا رواداً في اعتناق الإسلام في هذه المنطقة. وهم جزء من هذه الأمة الإسلامية الكريمة، وأراكان بلد إسلامي، قال رسول الله ﷺ: «الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ لَا يَظْلِمُهُ وَلَا يُسْلِمُهُ» صحيح مسلم، لذلك فإن التخلي عن مسلمي الروهينجا على أسس قطرية، أو حبسهم خلف أسلاك شائكة، أو استخدامهم ورقة سياسية للمطالبة بإقامة دولة أراكان مستقلة للمصالح الجيوسياسية الأمريكية أمر غير مقبول. كما يحرم شرعاً استخدام جيشنا كوقودٍ للاستراتيجيات الجيوسياسية الأمريكية، من خلال حراسة الممرات الإنسانية تحت ما يُسمى قيادة الأمم المتحدة أو القيادة الأمريكية في المحيطين الهندي والهادئ، بل إن واجب جيشنا هو تحرير أرض أراكان المسلمة المحتلة.
إن دولة الخلافة القائمة قريبا بإذن الله بقيادة حزب التحرير ستُرسل قواتنا العسكرية لتحرير أراكان كجزءٍ من تحرير جميع الأراضي الإسلامية المحتلة. إن إعادة أراكان إلى حكم الخلافة هو الحل الدائم الوحيد لتحرير مسلمي الروهينجا ﴿إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ﴾.
المكتب الإعلامي لحزب التحرير
في ولاية بنغلادش
رابط هذا التعليق
شارك
Join the conversation
You can post now and register later. If you have an account, sign in now to post with your account.