اذهب الي المحتوي
منتدى العقاب

متجدد -المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير - إصدارات وبيانات صحفية متنوعة 20-7-2024


Recommended Posts

خبر صحفي

 

حزب التحرير/ ولاية السودان يحيي شعيرة التكبير في شهر ذي الحجة

بمسيرة هادرة بسوق بورتسودان الكبير

 

 

عقب صلاة عصر اليوم الاثنين السادس من ذي الحجة 1446 الموافق 2/6/2025م، أحيا شباب حزب التحرير/ ولاية السودان شعيرة التكبير في شهر ذي الحجة، حيث خاطب الأستاذ محمد جامع (أبو أيمن)، مساعد الناطق الرسمي لحزب التحرير في ولاية السودان، المصلين بمسجد ابن مسعود في سوق بورتسودان الكبير عقب صلاة العصر، مذكرا إياهم بفضل هذه الأيام المباركات من شهر ذي الحجة، وكيف أن الصحابة رضوان الله عليهم كانوا يعظمون هذه الأيام بالتكبير والتهليل، ثم بدأ يكبر، ويكبر خلفه المصلون، ثم خرجوا جميعا في مسيرة هادرة يحملون لواء رسول الله ﷺ، ولافتة كبيرة كتب عليها: (إحياء شعيرة التكبير في شهر ذي الحجة).

 

وقد طافت المسيرة حول أجزاء من السوق، فيما الحناجر تصدع بالتكبير والتهليل.

 

ثم عادوا إلى جوار المسجد فدعا الأستاذ أبو أيمن للحضور والمسلمين جميعا بقضاء الحاجات، وأن يرفع الله عنا الفتن ما ظهر منها وما بطن، وأن يمكّن لهذا الدين بإقامة شرعه في الأرض في ظل دولة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة، وسط تأمين الحضور.

 

 

إبراهيم عثمان (أبو خليل)

الناطق الرسمي لحزب التحرير

في ولاية السودان

 

2025 06 02 Sudan OS Pic 1

 

2025 06 02 Sudan OS Pic 2

رابط هذا التعليق
شارك

  • الردود 568
  • Created
  • اخر رد

Top Posters In This Topic

  • صوت الخلافة

    569

بيان صحفي

 

رفض حكام إيران امتلاك سلاح نووي خيانة للأمة وتآمرٌ مع أعدائها

 

صرّحت إيران على لسان رئيسها مسعود بزشكيان وعلى لسان وزير خارجيتها عباس عراقجي برفض امتلاك سلاح نووي، وجدّدت تصريحاتها تلك مرة أخرى، جاء ذلك في وقت تجري فيه إيران مباحثات مع أمريكا سعيا للتوصل إلى اتفاق بشأن ملفها النووي.

 

وإزاء هذه التصريحات نودّ التأكيد على النقاط الآتية:

 

أولاً: إيران من أكبر البلاد الإسلامية، فمساحتها تزيد عن مليون وستمائة ألف كيلومتر مربع، ويزيد عدد سكانها عن ثمانين مليون نسمة، ولديها ثاني أكبر احتياطي من الغاز الطبيعي في العالم، ورابع أكبر احتياطي مؤكّد من النفط، وفيها كميات هائلة من المعادن المختلفة اللازمة للصناعة، وهي ذات موقع جيوسياسيّ يجعلها نقطة التقاء لثلاث مجالات آسيوية: غربها ووسطها وجنوبها؛ وعليه فهي قادرة على أن تكون دولة كبرى، تنافس على مركز الدولة الأولى.

 

ثانياً: إيران وقعت على معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية (NPT) عام 1968، وصادقت عليها عام 1970، ووافقت على أن يكون برنامجها النووي خاضعاً لرقابة الوكالة الدولية للطاقة الذرية للتأكد من عدم تحويله إلى أغراض عسكرية، ومعاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية معاهدة جائرة؛ لكونها تسمح لخمس دول بامتلاك السلاح النووي، وهي أمريكا وروسيا وبريطانيا وفرنسا والصين، علماً أنّ هناك دولاً أخرى لم توقّع على هذه المعاهدة ومنها الهند وباكستان وكيان يهود، وقامت كوريا الشمالية بالانسحاب منها عام 2003. ويحرم على المسلمين التوقيع على هذه المعاهدة والالتزام ببنودها لأنّ ذلك يخالف قوله تعالى: ﴿وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدْوَّ اللهِ وَعَدُوَّكُمْ﴾ فالله سبحانه أمر المسلمين بإعداد أقصى ما يستطيعون من قوّة تحقّق إرهاب العدو.

 

ثالثاً: لا يجوز أنْ يسمح المسلمون للوكالة الدولية للطاقة الذرية بالتفتيش على المواقع العسكرية أو غيرها في بلادهم؛ لأنّ ذلك يجعل للكفار سلطاناً عليهم، والله حرّم ذلك بقوله: ﴿وَلَن يَجْعَلَ اللهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلاً﴾.

 

رابعاً: إنّه مما ينبغي ألا يغيب عن البال أنّ الدول الكافرة الاستعمارية لن تسمح للمسلمين بامتلاك قوة تهدّدها أو تهدّد كيان يهود، وأنها لن تتورع عن استخدام أي أسلوب لتحقيق غايتها، وها هي أمريكا تسخّر وكالة الطاقة الذرية لإصدار تقرير ينسب لإيران أنشطة نووية للضغط عليها في المفاوضات الجارية حالياً بينهما، إضافة إلى أنّ أمريكا ما انفكت تصدر تهديدات بتوجيه ضربات عسكرية لإيران رغم جولات المفاوضات بينهما، وكذلك كيان يهود فهو مستمر بالتهديد بأنه لن يسمح لها بامتلاك سلاح نووي، ومع ذلك نرى حكام إيران متخاذلين في الرد الحاسم على هؤلاء وأولئك، بل إنّهم مستمرون في المفاوضات مع أمريكا، ويصرّحون برفضهم امتلاك سلاح نووي، فهذا والله قمة الهوان والخذلان.

 

خامساً: نؤكّد أنّه لن تقوم للمسلمين قائمة ما لم يحزموا أمرهم، وينبذوا هؤلاء الحكام الرويبضات، ويقيموا حكم الله تعالى في الأرض بإقامة الخلافة على منهاج النبوة، تحكمهم بشرع ربهم، وتوحد بلادهم وجيوشهم، وتقطع دابر الكفار المستعمرين من بلادهم، وتزيل كيان يهود من الوجود، وإنّ القادر على ذلك ومالكَ هذا المشروع هو الرائد الذي لا يكذب أهله؛ حزب التحرير، فهلمّ أيّها المسلمون لنصرته، ففي ذلك عزّتكم وكرامتكم، ورضوان من الله أكبر.

 

المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

رابط هذا التعليق
شارك

تهنئة من حزب التحرير/ ولاية السودان

بحلول عيد الأضحى المبارك 1446هـ

 

 

يطيب لنا في حزب التحرير/ ولاية السودان، أن نهنئ أهلنا في السودان والأمة الإسلامية جمعاء، بحلول عيد الأضحى المبارك، أعاده الله علينا، وقد توحدت الأمة تحت راية العقاب؛ راية رسول الله ﷺ، في ظل الخلافة الراشدة على منهاج النبوة.

 

نهنئكم وبلادنا السودان ما زالت ترزح تحت ويلات الحرب، التي دخلت شهرها الثالث في سنتها الثالثة، بالرغم مما أحدثته من قتل، وانتهاك للأعراض، ونهب للأموال، وتخريب للممتلكات، وتشريد للآمنين، حتى صار أغلب أهل البلاد بين لاجئ غير مرحب به في دول الجوار، وبين نازح معوز داخل البلاد، فما زالت المسيّرات تضرب المرافق الحيوية في المدن شرقاً وغرباً وشمالاً، وما زال الإنسان في بلادنا لا قيمة له، فلا رعاية ولا مسؤولية، بل يتكالب أكابر المجرمين على السلطة والثروة، حتى ضربت الأمراض والأوجاع البلاد، وكان آخرها مرض الكوليرا الذي يفتك بالمئات، بل بالآلاف، في ظل انعدام الخدمات الصحية، والمياه النظيفة، كل هذه الابتلاءات كان الأصل أن تكون دافعا لمن بيدهم مقاليد الأمور، أن يعودوا إلى رشدهم، ويتوبوا إلى ربهم بتحكيم شرعه، ولكنهم بدلاً من ذلك ما زالوا في غيهم يعمهون، وعلى ضلالات الكافرين يسيرون، بتطبيق العلمانية، وفصل الدين عن الحياة، حتى دخلوا معهم جحر الضب، الذي حذر منه النبي ﷺ فعن أبي سعيد رضي الله عنه، أنَّه ﷺ قال: «لَتَتَّبِعُنَّ سَنَنَ مَنْ قَبْلَكُم شِبْراً بشبْر، وذراعاً بذراع، حتَّى لو سَلَكُوا جُحْر ضَبٍّ لَسَلَكْتُمُوهُ؛ قلنا: يا رسول الله؛ اليهودُ والنَّصارى؟ قال النَّبيُّ ﷺ: فَمَن؟!» رواه الشيخان، فكيف يرفع البلاء ونحن لا نقيم وزنا لأحكام الشرع في تشريعاتنا وفي أنظمة حياتنا؟!

 

فما لم نسع جادين لسيادة حكم الشرع؛ بإيصال الإسلام صافياً نقياً إلى سدة الحكم؛ بإقامة دولة الإسلام؛ الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة، فسنظل نرزح في هذه المعيشة الضنكا حتى نعود إلى ربنا راشدين، يقول سبحانه وتعالى: ﴿أَوَلَا يَرَوْنَ أَنَّهُمْ يُفْتَنُونَ فِي كُلِّ عَامٍ مَّرَّةً أَوْ مَرَّتَيْنِ ثُمَّ لَا يَتُوبُونَ وَلَا هُمْ يَذَّكَّرُونَ﴾.

 

 

وكل عام وأنتم بخير

 

 

إبراهيم عثمان (أبو خليل)

الناطق الرسمي لحزب التحرير

في ولاية السودان

رابط هذا التعليق
شارك

بيان صحفي

 

الميزانية الوطنية (2025-2026)

انعكاس لتوقعات أمريكا ومؤسستها الاستعمارية الجديدة، صندوق النقد الدولي، واستمرار لسياسات الرأسمالية وبؤس الناس التي اتبعتها الطاغية حسينة

 

انصياعاً لسياسات الرسوم الجمركية الأمريكية، وتنفيذاً لسياسة ضريبية مدمّرة صناعياً واستغلالية فرضها صندوق النقد الدولي - المؤسسة الاستعمارية الجديدة التابعة للولايات المتحدة - حيث صاغت الحكومة الانتقالية ميزانية الدولة لعام 2025-2026. ووفقاً لمركز السياسات والتنمية (CPD)، فقد أصبح أكثر من 2.7 مليون إنسان من الفقراء الجدد خلال الأشهر التسعة الماضية من حكم الحكومة الانتقالية، في ظل تراجع القوة الشرائية للناس يوماً بعد يوم.

 

وعلى الرغم من أن هذه الميزانية تعد بالسيطرة على التضخم، إلا أنها لم تتخذ أي خطوة جادة لرفع الرسوم الجمركية وضريبة القيمة المضافة عن السلع الأساسية، ما يجعل هذا الوعد مجرد خديعة وسخرية من معاناة الناس المستمرة. وتحت ذريعة مواجهة سياسة ترامب الجمركية بنسبة 37%، اتخذت الحكومة خطوات لزيادة استيراد القطن، وتوقيع عقود ضخمة مع شركة الغاز الطبيعي المسال الأمريكية "Argent LNG"، وألغت الرسوم الجمركية عن 110 منتجا أمريكيا، بما فيها الغاز والقطن، في تعبير سافر عن ولائها للولايات المتحدة.

 

أما حجة الحصول على إعفاء جمركي لصادرات الملابس الجاهزة إلى أمريكا، فهي أوهى من بيت العنكبوت؛ إذ إن فرض واشنطن رسوماً على تلك المنتجات سيلحق الضرر بمستهلكيها هي، ولن يستطيع المستوردون الأمريكيون شراء منتجات أرخص من أي مكان آخر. وفي المقابل، فإن استيراد المنتجات الأمريكية بدون رسوم جمركية سيكون مكلفاً على بنغلادش، لأن التكاليف غير الجمركية - من إنتاج وشحن - على هذه المنتجات مرتفعة جداً.

 

وقد ثبت عالمياً أن صندوق النقد الدولي هو أداة استعمارية للولايات المتحدة، تهدف سياساته القائمة على "السوق الحرة" والضرائب إلى بسط السيطرة على اقتصاد الدول. وفي الوقت الذي تعاني فيه الصناعات المحلية من نقص في إمدادات الطاقة وارتفاع أسعارها، لم تقم الحكومة برفع الضرائب عن الكهرباء والوقود، بل خنقت الصناعات المحلية بينما قدمت امتيازات ضريبية وضمانات بتوفير الوقود لجذب الاستثمارات الأجنبية. وقد أعرب رجال الأعمال عن قلقهم من طبيعة هذه الميزانية المعادية للأعمال.

 

وهكذا، تحرص الطبقة الحاكمة الرأسمالية على كسب ولاء الغرب عبر سياسات صندوق النقد، في خيانة صريحة للناس. وقد حذرنا الله عز وجل من هؤلاء الحكام السفهاء بقوله: ﴿وَلَا تُؤْتُوا السُّفَهَاءَ أَمْوَالَكُمُ الَّتِي جَعَلَ اللهُ لَكُمْ قِيَاماً﴾. بل إن الحكومة الانتقالية، وبعد سقوط الطاغية حسينة على يد الناس وتضحياتهم الجليلة، استمرت في حماية مصالح الرأسماليين المحليين والأجانب، كما حافظت على المشاريع الاقتصادية الاستعمارية لحسينة. فلم تلغِ عقد أداني (Adani) المضاد لمصلحة البلاد، ولا أوقفت سرقة شركات الإيجار السريع (Quick Rental) التي تنهب المليارات تحت مسمى رسوم السعة. كما استمرت في تنفيذ المشاريع اليابانية غير المدروسة، مثل نفق المترو ومشروع محطة ماتار باري لتوليد الكهرباء، ما فاقم الضغط الضريبي على الناس لسداد رسوم السعة وربا القروض الأجنبية. ومن المفارقات المؤلمة، أن الحكومة التي تأسست على حركة مناهضة التمييز، تمارس بنفسها التمييز، بمواصلتها سياسة تبييض الأموال السوداء.

 

أيها الناس: قال الله تعالى: ﴿وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً﴾ لذلك لا يُرفع الظلم عن الناس إلا بميزانية إسلامية في ظل الخلافة الراشدة.

 

أولاً: من واجب الدولة شرعاً أن تكفل لكل فرد في رعيتها حاجاته الأساسية من المأكل والمسكن والملبس، بصرف النظر عن دينه أو عرقه. ولذلك فإن ميزانية الخلافة ستوضع بما يحقق فرص العمل، ويضمن إعانة العاجزين والمعوزين.

 

ثانياً: لا يجوز فرض ضرائب جمركية أو ضريبة القيمة المضافة على التجار المحليين، فالرسوم الجمركية لا تُفرض إلا على التجار الأجانب، لحديث رسول الله ﷺ: «لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ صَاحِبُ مَكْسٍ» رواه أبو داود.

 

ثالثاً: قطاع الموارد العامة كالكهرباء والغاز والنفط، هو ملكية عامة شرعاً، ولا يجوز خصخصته، ويجب على الدولة أن تُديره وتُنفق عوائده في مصالح الأمة، مثل إنشاء البنية التحتية العامة كالطرق والجسور، دون اللجوء إلى قروض مدمرة. عن النبي ﷺ: «الْمُسْلِمُونَ شُرَكَاءُ فِي ثَلَاثٍ: الْمَاءِ، وَالْكَلَأِ، وَالنَّارِ» رواه أبو داود، وفي رواية: «وَثَمَنُهُ حَرَامٌ»، إن تطبيق ميزانية إسلامية عادلة، مستمدة من الوحي، هو وحده الكفيل بحفظ كرامة الناس وتحقيق الرفاه وضمان العدالة، بعيداً عن مخططات صندوق النقد الدولي وخيانة الحكومات العميلة. ﴿وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنْ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ﴾.

 

المكتب الإعلامي لحزب التحرير

في ولاية بنغلادش

رابط هذا التعليق
شارك

بيان صحفي

 

حزب التحرير هو الذي يعمل لإقامة الخلافة بحقها

فكفاكم صداً لدعوته واعتقالاً لشبابه

الله أكبر الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله، الله أكبر الله أكبر ولله الحمد

 

 

منذ نشأته كحزب سياسي مبدؤه الإسلام عام 1953 وحزب التحرير يعمل لاستئناف الحياة الإسلامية بإقامة الدولة الإسلامية، التي أقام الرسول ﷺ دولتها الأولى في المدينة المنورة، وهو إذ ينتهج طريقة الرسول ﷺ في إقامتها، فإنه لا يقوم بأي عمل مادي أو ما يسمى بالعنف في سبيل ذلك.

 

وقد سطر منهجه للعمل مع الأمة بعشرات الكتب والنشرات وتثقيفها بدينها باتصال شبابه المباشر معها، ووجوب العمل لنهضتها وعودتها إلى مكانتها التاريخية وعزتها وكرامتها في طليعة الأمم بمشروعها الرائد وإعادة الإسلام إلى الحكم بعودة الخلافة الراشدة واستعادة سلطانها المغتصب من حكامها العملاء، وأنظمتهم العلمانية المتماهية مع الغرب الكافر المستعمر.

 

وهو في طريقه من أجل تحقيق أهدافه الواضحة الجلية لا يداهن ولا يحابي أي نظام أو واقع قائم على إبعاد الإسلام عن معترك الحياة، ولا يعمل من خلال الواقع الفاسد ولا منطلقاً منه، ولا يشارك هذه الأنظمة الحكم، بل يعمل على تغيير الواقع من جذوره ليستبدل به الإسلام كنظام حكم، وهو يملك تصوراً فكرياً عميقاً ينظر إلى العقيدة الإسلامية على أنها عقيدة سياسية وأن الحاكمية لله، وقد امتلك نضجاً سياسياً ووعياً على تآمر أعدائها وعمل على الدوام على كشفه للأمة من أجل الوقوف في وجهه وتغيير مساره ما أمكن.

 

فهو الذي كشف تآمر الحكام في الأردن لتسليم الضفة الغربية في حرب صورية مع يهود في حزيران 1967 قبل حدوثها بأشهر، من أجل التطبيع معهم، وهو ما عملت وتعمل له أنظمة السفهاء منذ عقود، من خلال بلادها القطرية وتكريس ما يسمى بالوطنية والاستقلال الوهمي، حتى وصل بهم الحال إلى الوقوف إلى جانب كيان يهود في حرب الإبادة على أهل غزة ولا تلامس مشاعرهم البليدة مشاهد مجازر الجوعى التي يرتكبها كيان يهود الجبان.

 

ومنذ نشأة حزب التحرير تقوم الأجهزة الأمنية القمعية في الأردن بالصد عن سبيل الله وإعلان الحرب على الإسلام بقمع شباب الحزب واعتقالهم والتضييق عليهم رغم علمها بأنه حزب سياسي، بتهم دعوتهم للإسلام وقولهم ربنا الله ثم استقامتهم على هذا النهج. وهي تستفز الأمة بهذه الاعتقالات بدل أن تتستر على خزيها وعارها بالوقوف إلى جانب الكافر المستعمر الأمريكي ترامب الذي يعمل على تصفية قضية فلسطين والذي صمتت الألسن أمام غطرسته، فقامت السلطات القمعية في الأردن في هذه الأيام الفضيلة العشر من ذي الحجة باعتقال كل من الأخوين موسى أبو عرقوب ومحمد نجم أبو عرقوب من شباب حزب التحرير يوم الجمعة الماضي، وبعد استدراج الأجهزة الأمنية لنجم بطريقة ماكرة بذريعة إنقاذ أخيه من حادث.

 

لقد انكشف حكام الأردن وحكام المسلمين في وقوفهم مع أعداء الأمة، فكلهم شأنهم واحد؛ اغتصبوا سلطان الأمة وحكموها بالكفر وفرضوا عليها التلهي بالترفيه وصناعته التافهة من مثل احتفالات الاستقلال ومباريات كرة القدم، بدل إحياء شعائر التكبير والتهليل وتسيير الجيوش لقتال كيان يهود، فقد أذلوا شعوبهم وأفقروهم وجعلوهم يعيشون ضنك الحياة وعوزاً وبطالة ومديونية، بينما تذهب تريليونات أموالهم إلى رأس الكفر ترامب بجرة قلم.

 

وحزب التحرير وهو يعمل لاستئناف الحياة الإسلامية بالطريقة الشرعية يعلم ما سيلاقيه من قمع وصد واعتقال ويعلم مكر الحكام وأسيادهم وأجهزتهم الاستخبارية، ولن يضيره مثل هذه الاعتقالات القمعية، فدولة الخلافة التي يعمل لها، هي الخلافة الحقة غير المشوَّهة ولا المشبوهة، والتي تقوم على موالاة المسلمين ومعاداة الكافرين، أي الدولة التي تُعلي كلمةَ الله حقيقةً وتطبق الإسلام تطبيقاً حقيقياً يُنهي نفوذ الغربِ في بلاد المسلمين، ويمنع دخوله في الأمة مجدداً. هي الدولة التي ستجسد وحدةَ المسلمين وتُحسن الرعايةَ وتعيد للأمة عزتها ورفعتها، هي الدولة التي تُذل الكفرَ وأعوانه وتُعز الإسلامَ وأهله، وهي التي تستجيب لنصرة أهل غزة وكل المسلمين، والحزب يريد للأمة أن تعلم أنه أعد دستوراً جاهزاً للتطبيق في مجالات الحياة كافة، ومواده مستنبطة من القرآن والسنة، وأن الدولة التي يتأهب الحزب لإقامتها قد جهز لها بالفعل بتفصيلاتها.

 

﴿وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَاناً وَإِثْماً مُّبِيناً

 

 

المكتب الإعلامي لحزب التحرير

في ولاية الأردن

رابط هذا التعليق
شارك

بيان صحفي

 

ألمانيا تضيع فرصة تاريخية

 

(مترجم)

 

في الذكرى السنوية الستين لإقامة العلاقات الدبلوماسية مع كيان يهود، تَهْدِر ألمانيا الاتحادية فرصتها التاريخية لتحرير نفسها من ذنبها المصطنع تجاه يهود. فبدلاً من ذلك، يصل الهوس بما يسمى بالمصلحة العُليا للدولة، والتي تُتخذ ذريعة لتبرير الدعم المطلق لكيان يهود، يصل هذا الهوس إلى ذروة جديدة بإعلانه أن دعم الكيان هو "جوهر الوجود الألماني"!

 

فبعد أن انتُخب فريدريش ميرتس مستشاراً عاشراً لألمانيا الاتحادية، وصف في بيانه الحكومي بتاريخ 14/5/2025 العلاقات مع كيان يهود بأنها "معجزة وهبة من دولة (إسرائيل)، والتي لم يكن بإمكاننا أن نأمل بها في ألمانيا الاتحادية. فإن وجود وأمن دولة (إسرائيل) كانا وسيظلان المصلحة العُليا لدولتنا"، وقبل ذلك بيومين، أعرب المستشار خلال استقباله رئيس الكيان هرتسوغ عن امتنانه، ووصف الصداقة بين كيان يهود وألمانيا بأنها "كنز عظيم يجب الحفاظ عليه بعد ثمانين عاماً من الهولوكوست (المحرقة) الذي ارتكبه الألمان". وأوضح وزير الخارجية الجديد يوهان فاديفول أن هذه الصداقة تتجلى في الدعم النشط للسياسة الاستعمارية الصهيونية في فلسطين. فقد سافر إلى تل أبيب فور توليه منصبه وأعلن أن "أمن إسرائيل هو مسؤولية ألمانيا والركيزة الأساسية لسياستها الخارجية". فنداء الوزير لوقف إطلاق النار في غزة لا ينبع من القلق بشأن حياة 2.1 مليون فلسطيني مهددين بالقتل بالغارات الجوية والموت جوعاً، بل ينبع حصراً من السعي لضمان استمرار وجود كيان يهود، حيث صرح: "لست متأكداً من إمكانية تحقيق جميع الأهداف الاستراتيجية (لإسرائيل) بهذه الطريقة، وما إذا كان هذا يخدم أمن إسرائيل على المدى الطويل. لذلك ندعو إلى العودة إلى مفاوضات جادة بشأن وقف إطلاق النار".

 

إن الحكومة الاتحادية الجديدة لم تكتفِ بمجرد الاستمرار على نهج "المصلحة العُليا للدولة" الذي صاغته مستشارة ألمانيا السابقة أنجيلا ميركل ودأب عليه خلفها أولاف شولتس، بل هي ترفعه إلى مستوى اللاعقلانية التامة. ففي تعليقه على منصة إكس بمناسبة الذكرى الستين لإقامة علاقات دبلوماسية مع الكيان، عبّر المستشار ميرتس عن هذا الهوس بقوله: "إن وجود (إسرائيل) وأمنها راسخان في جوهر وجودنا نحن". كما أكد أن بنيامين نتنياهو يمكنه زيارة ألمانيا على الرغم من مذكرة التوقيف الصادرة عن المحكمة الجنائية الدولية. ولهذه الغاية، سيجد المستشار السبل والوسائل، وسيبذل كل ما في وسعه لتفادي تنفيذ حكم المحكمة الجنائية الدولية. وبهذا الانتهاك المعلن للقانون (حسب وصف الخبير القانوني كاي أمبوس) ستجعل ألمانيا ما يسمى بالقانون الدولي عبثاً فارغ المعنى، علماً بأن ألمانيا دولة موقعة على اتفاقية روما، وألزمت نفسها أن تكون طوع بنان محكمة العدل الدولية، وبهذا التصرف ستنسف الحكومة قاعدة الفصل بين السلطات التي تتشدق بها، حيث ستتدخل السلطة التنفيذية بالضرورة لمنع إجراءات الاعتقال والتسليم، وبالتالي تقضي على ما يسمى باستقلالية السلطة القضائية.

 

وتأتي هذه التصريحات رغم أن الإبادة الجماعية التي يتعرض لها قطاع غزة قد أدت إلى تحول عالمي في النظرة إلى قضية فلسطين، فالتشكيك المعلن في شرعية كيان يهود يتزايد، والتدمير الكامل للبنية التحتية المدنية، وتجويع ملايين الناس، والقتل الجماعي للمسنين والنساء والأطفال قد كشف للرأي العام العالمي بشكل فاضح الطبيعة الوحشية لهذا الكيان، وأحدث أيضاً تغييراً جوهرياً في الرأي العام الألماني.

 

إن فكرة المصلحة العُليا للدولة - كما تُعَرِّفها الحكومة - قد نسفها علناً كبار القانونيين باعتبارها مفهوماً مضاداً للحريات القانونية (يواخيم فيلاند)، ومفهوماً استبدادياً ونقيضاً للقانون (كاي أمبوس)، ومفهوماً سياسياً دون تأثير قانوني (ماريتا آور)، ومجرد مبدأ سياسي (مؤسسة الخدمة العلمية)، بل حتى الناجون من الهولوكوست يدينون حرب كيان يهود على غزة باعتبارها إبادة جماعية. فإذا كان هناك شعور بالذنب تجاه الكيان متجذر في الوعي الجماعي، فقد تم كسره بأحداث السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023م ومذابح يهود التي تلتها في غزة. ومن هنا فإن ألمانيا لديها الآن فرصة تاريخية للتحرر من هذا الذنب الأبدي تجاه يهود، واستخلاص الدروس الصحيحة من تاريخها الخاص. فالتطبيق الحقيقي لمقولة "لا يجوز للمحرقة أن تتكرر أبداً" يعني الوقوف الحاسم ضد تهجير وإبادة شعب بأكمله.

 

إنه لمن الحماقة السياسية أن تستمر الحكومة الألمانية في هذا المسار الخاطئ الذي تسلكه. فإن هي أضاعت هذه الفرصة التاريخية للتحرر من رِبْقَة كيان يهود، فعليها أن تكون مدركة للعواقب. فإذا واصلت الاعتقاد بأنها مسؤولة عن أمنه، فسوف تُحاسب على ذلك. إنها مسألة وقت فقط حتى تستعيد الأمة الإسلامية إرادتها السياسية وقدرتها على الدفاع عن نفسها في دولة الخلافة الراشدة، وستدْحر النظام الاستعماري في الشرق الأدنى والأوسط دحراً كاملاً. فهل ألمانيا مستعدة لتحمّل مسؤولية جرائم يهود في ذلك اليوم؟

 

﴿هَذَا بَلَاغٌ لِلنَّاسِ وَلِيُنْذَرُوا بِهِ

 

المكتب الإعلامي لحزب التحرير

في البلاد الناطقة بالألمانية

رابط هذا التعليق
شارك

بيان صحفي

نخوة من وراء المحيطات... فأين نخوة جيش الكنانة؟!

 

 

في وقتٍ اشتدت فيه المجازر على أهل غزة، واشتعلت فيها الأرض تحت أقدام المستضعفين، تصدّر الإعلام الأمريكي قصة شاب مسلم من مصر الكنانة، يُدعى محمد صبري سليمان، اتُّهم بإلقاء زجاجات حارقة على مظاهرة مؤيدة لكيان يهود في أمريكا، مردداً هتاف "الحرية لفلسطين". وبينما تُناقش الوسائل والوسائط، فإن جوهر هذا الحدث لا يمكن تجاهله: شاب مسلم، تحرّك من وراء المحيط، مدفوعاً بحرقة قلبه ووجع أمته، ليُعبّر بطريقته عن رفضه للصمت الدولي والخذلان العربي تجاه ما يجري في غزة.

 

هذا الحدث ليس مجرد تصرف فردي، بل هو صرخة نخوة، تفضح حال أمة لم تجد من بين جيوشها وحكامها من يتحرك لنصرة المظلومين. إن ما فعله هذا الشاب يُمثّل غضبة حرة من قلب رجل مسلم تأبى عليه عقيدته وكرامته أن يرى أهله يُبادون ويقف صامتاً.

 

في المقابل، تتكشف مواقف الأنظمة العربية وعلى رأسها النظام المصري التي تواصل خذلانها، وتشارك في حصار غزة بإغلاق المعابر ومنع الإمدادات، بل وتضخ الغاز ليهود وتنسق معهم أمنياً وسياسياً. وقد تجاوزت الخيانة الجانب السياسي إلى التعبئة الدينية والإعلامية، حيث جُيِّش مشايخ السلطان لتبرير الصمت وتزييف وعي الناس، في محاولة لتحويل الصراع إلى قضية (إنسانية) لا علاقة لها بالتحرير والجهاد.

 

وهنا يبرز السؤال الجوهري: أين جيش مصر؟ أين من يتغنون بأمجاد أكتوبر، ويتفاخرون بتاريخ البطولات؟ أليس فيهم رجل رشيد يرى أطفال غزة ونساءها يُذبحون، ومقدساتها تُقصف؟! أليسوا يرون الجرائم اليومية التي يرتكبها يهود المجرمين؟! أم أن أوامر السياسة قد أماتت مشاعرهم، وأصبحوا حرّاساً للحدود الاستعمارية لا حماة للأمة؟

 

إن النظام المصري هو حارس لأمن يهود، يمنع الدعم عن أهل غزة، ويغلق المنافذ أمامهم، ويخوض حربا إعلامية وسياسية لتشويه من يدافع عنهم، ويتهم المقاومين بالإرهاب!

 

حتى العلماء الذين يُفترض أنهم ورثة الأنبياء، تاهوا بين الخوف والطمع، فصمت بعضهم، وركن آخرون إلى السلطان، يُبررون الذل بالواقعية، ويخدّرون الأمة بذرائع "فقه المصلحة" و"الحكمة"، متناسين أن الجهاد فرض، وأن قول الحق في وجه الظالم واجب لا يُؤجَّل.

 

يا أهل الكنانة، يا أبناء صلاح الدين وقطز، أما آن لكم أن ترفضوا هذا الواقع؟! أما آن لكم أن تقولوا كفى لنظام يخون الأرض المباركة فلسطين باسمكم؟! أليس من العار أن يسجل التاريخ أن مصر كانت على حدود غزة، ولم تتحرك لنصرتها؟!

 

إن ما فعله محمد صبري سليمان يدل على أن في الأمة من لا تزال مشاعره حيّة، لكن الخطر الحقيقي أن تبقى نخوة الأمة محصورة في الأفراد، بينما هي وجيوشها صامتون، مشلولو الإرادة. وهذا هو ما يُطيل عمر الاحتلال، ويديم الذل على الأمة.

 

أيها الضباط والجنود في جيش الكنانة: أنتم أصحاب القرار الحقيقي، فالمعابر بأيديكم، والحدود تحت أقدامكم، وصرخات غزة تصلكم، فبأي عذر تصمتون؟! لا تخدعكم أوامر السياسة، ولا يغركم خطاب الإعلام. فأنتم مسؤولون أمام الله، لا أمام القادة. ألا تخشون أن تُسألوا يوم القيامة عن دماء الأطفال؟ عن حصار الأمهات؟ عن المساجد التي تُقصف وأنتم على مقربة منها؟

 

لسنا ندعو إلى فوضى أو خروج أعمى، بل ندعوكم إلى ما أمركم الله به: أن تكونوا أنصاراً لدينه، أن تقفوا مع أمتكم لا ضدها، أن تستخدموا سلاحكم لنصرة المظلوم لا لحماية الخونة، وأن تتحركوا كما تحرك الأنصار مع النبي ﷺ حين قالوا له: "لو خضت بنا البحر لخضناه معك".

 

إن الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، هي الحل الجذري، وهي التي ستوحد طاقات الأمة، وتوجّه نخوتها نحو مشروع التحرير، وتكسر شوكة الاحتلال، وتوقف التواطؤ مع أعداء الأمة، وتقودها لتعود خير أمة أُخرجت للناس.

 

اللهم إن في جيش الكنانة رجالاً مخلصين، فحرّك قلوبهم، وحرّر إرادتهم، واكتب لهم شرف النصرة، واصطفهم في زمرة الذين لا يضرهم خذلان الخاذلين.

 

﴿وَمَا لَكُمْ لَا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ

 

 

 

المكتب الإعلامي لحزب التحرير

في ولاية مصر

رابط هذا التعليق
شارك

بيان صحفي

حزب التحرير/ ولاية اليمن

يهنئ أهل الإيمان والحكمة والأمة الإسلامية

بحلول عيد الأضحى المبارك

 

يتقدم حزب التحرير/ ولاية اليمن بأحر التهاني وأغلى التبريكات من أهل الإيمان والحكمة، ومن أمير الحزب العالم الجليل عطاء بن خليل أبو الرشتة وكل شباب الحزب والأمة الإسلامية في الأرض قاطبة بحلول عيد الأضحى المبارك لهذا العام 1446هـ، أعاده الله عليهم وعلينا والعالم أجمع بالخير واليُمن والمسرّات، سائلين الله العلي القدير أن يوحد الأمة الإسلامية بعد تمزيق وتفريق، ذاقت منه الأمرّين، وأن يمكن حزب التحرير من إقامة دولة الخلافة الراشدة وقد اختلطت فيه تكبيرات العيد بتكبيرات تطهير غزة وكامل فلسطين من رجس إخوان القردة والخنازير، وكشمير من قذارة الهندوس، وكل بلاد المسلمين المحتلة من نير الاحتلال، وأن يعيدها إلى أحضان الأمة الإسلامية، بتكبيرات رفع راية العُقاب خفاقة في ربوع الدنيا، على يد الخليفة الراشد عطاء بن خليل أبو الرشتة، معلناً إقامة دولة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة. كما نسأله تعالى أن يفتح الله قلوباً وعقولاً في الشرق والغرب، لاعتناق الإسلام، فيخرجهم من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد، بعد أن تقلبت الدنيا على جحيم المبدأ الرأسمالي، بفصل الدين عن الحياة، وإيصال البشر إلى مدارك الحيوانية والمفاخرة بنشر الرذيلة والشذوذ، والدعوة إليها، دونما خجل من الله ولا من عباده؛ لتملأ الأرض عدلاً بعد أن اكتوت بلظى المبدأ الرأسمالي الظالم المستبد عقوداً طوالاً، تشهد معه الأرض حلول كارثة اقتصادية مروعة غير مسبوقة تخيم على العالم، جراء إبعاد قاعدة الذهب من التعاملات النقدية، وحصرها في النقود الورقية الإلزامية، وضياع أموال الناس.

 

إن فرحة الأعياد منذ إسقاط تاج الفروض دولة الخلافة ممزوجة بألم ومرارة جراء ما تعانيه الأمة. وإن المشاهد التي نراها اليوم في غزة هاشم حري بها أن تحرك الفاعلين في الأمة؛ جيوشها وعلماءها وأحزابها وشبابها وإعلامييها، نحو هدف جليل وهو قلع كيان يهود ومن يقف في طريقها من حكامها.

 

وفي الختام نود أن نلفت نظر الإعلاميين وأصحاب الكلمة أنْ يسلطوا الضوء على الحل الذي ينقذ البشرية جمعاء وهو أمامكم وبين أيديكم، إنه تطبيق الإسلام في واقع الحياة، وبين ظهرانيكم حزب التحرير، جذوره في الأعماق وفروعه في الآفاق، ولا يلفتنكم الغرب وأعوانه الحكام عنه وعن إظهار القضايا المصيرية للمسلمين، وانظروا للأحداث من زاوية العقيدة الإسلامية.

 

تقبل الله طاعات حجاج بيت الله الحرام، والأعمال الصالحة من غير الحجاج. كل عام وأنتم بخير، ومن الله أقرب. اللهم عجّل بالفرج وأفرحنا بنصر العظيم ﴿وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ * بِنَصْرِ اللهِ يَنْصُرُ﴾.

 

المكتب الإعلامي لحزب التحرير

رابط هذا التعليق
شارك

بيان صحفي

تهنئة من حزب التحرير / ولاية العراق

بمناسبة عيد الأضحى المبارك 1446هـ

الله أكبر الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله... الله أكبر الله أكبر، ولله الحمد

 

يتقدم المكتب الإعلامي لحزب التحرير/ ولاية العراق بأزكى التهاني والتبريكات لأمة الإسلام بمناسبة عيد الأضحى المبارك، ونخص حملة الدعوة، وأمير حزب التحرير العالم الجليل عطاء بن خليل أبو الرشتة حفظه الله ورعاه وأجرى النصر والتمكين على يديه.

 

أيُّها المسلمون: يأتي هذا العيد كما أتت أعياد قبله وحالكم لا يسر صديقاً ولا يغيظ عدواً منذ إسقاط دولة الخلافة على يد المجرم مصطفى كمال، فأي عيد وغزة تباد؟! وأي عيد وحرائر المسلمين تهان؟! وأي عيد وبلاد الحرمين التي يقصدها الحجاج ملبين قد تحولت إلى أرض تباح فيها الموبقات، وتعج بالفسوق والفجور في ظل حكم الرويبضات؟!

 

أيُّها المسلمون: في الوقت الذي نفرح فيه بهذا العيد وقلوبنا تهفو لتلبية نداء رب العالمين بالحج إلى بيته المحرم، فإن قلوبنا تعتصر ألماً ونحن نرى ما آلت إليه حال أمة الإسلام (أمة الخير والهداية) من ضياع وتيه، وذل وهوان، حتى تجبّر عليها أراذل البشر وأجبن الخلق يهود وكيانهم يضرب يمنة ويسرة ويوغل في إجرامه في فلسطين ولبنان وسوريا، بدعم الغرب الكافر، وخنوع حكام المسلمين الخونة، وصمت جيوش المسلمين وكأنهم أموات، حتى صدق فيهم قول الشاعر: لقد أسمعت لو ناديت حيا ... ولكن لا حياة لمن تنادي!

 

أيُّها المسلمون: كما فرض الله سبحانه وتعالى علينا الحج، وفرض الصلاة والزكاة والصيام...، فقد فرض علينا العمل لتحكيم شرعه وإقامة دولة الخلافة، وهذا الفرض هو تاج الفروض لأن إقامة سائر الفروض المتعلقة بكم بوصفكم أمّة متوقف عليها، فالخليفة هو الذي يقيم الحدود ويحاسب تارك الصلاة ومانع الزكاة ويرعى الحجيج، وهو الذي يعلن الجهاد ويحرك الجيوش لحمل الدعوة ونصرة المستضعفين من المسلمين...

 

يا أمة الإسلام: إنَّك أمة حري بها أن تقود الأمم، وتكون دولتها هي الدولة الأولى في العالم بلا منازع وترسم خارطة الموقف الدولي، ولن يتحقق ذلك إلا إذا أقمت هذه الدولة، ألا فقد آن أوان التغيير، وآن أوان اليقظة بعد هذا السبات الطويل، فشمري يا أمةَ الإسلام عن ساعد الجدِّ وسارعي للعمل مع العاملين لإقامة الخلافة، حصنِك الحصين، وتاج فروض رب العالمين.

 

المكتب الإعلامي لحزب التحرير

في ولاية العراق

رابط هذا التعليق
شارك

بيان صحفي

 

حزب التحرير/ ولاية أفغانستان

يهنئ الأمة الإسلامية جمعاء بعيد الأضحى المبارك

ويعتبر الوحدة في إقامة الشعائر الدينية حكماً شرعياً

 

(مترجم)

 

اللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ، لا إِلَهَ إِلَّا اللهُ... اللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ، وَللهِ الحَمْدُ

 

يُهنئ المكتب الإعلامي لحزب التحرير/ ولاية أفغانستان الأمة الإسلامية جمعاء بقدوم عيد الأضحى المبارك، راجين من الله عزّ وجلّ أن يتقبل منها طاعاتها وعباداتها وجهادها وتضحياتها ودعاءها ومناسك الحجّ برحمته وفضله.

 

عيد الأضحى رمزٌ للطاعة المطلقة للمنهج الإبراهيمي، وتذكيرٌ بوحدة الأمة الإسلامية. ينبغي أن يكون هذا العيد فرصةً للأمة لتجديد عهدها مع رب العالمين، ولمّ شمل أبنائها المتفرقين. إلا أننا نشهد مرةً أخرى انقسامها في واحدة من أعظم مناسباتها الدينية والسياسية. فقد جاء في بيان المحكمة العليا لحكومة أفغانستان: "لم يرَ أعضاء لجنة رؤية الهلال هلال ذي الحجة في أيٍّ من ولايات البلاد، ولم يشهد أحدٌ من مواطنينا الأعزاء في المحاكم الشرعية برؤيته. وعليه، فإن السبت المقبل هو أول أيام عيد الأضحى المبارك".

 

ومع أن النظام الحاكم قد اتخذ هذا القرار انطلاقاً من مسؤوليته الشرعية داخل حدود أفغانستان السياسية، إلا أنه من منظور الشريعة، وانطلاقاً من مبدأ وحدة الأمة الإسلامية، فإن تجاهل شهادة المسلمين في الحرمين الشريفين وسائر البلاد الإسلامية، وحصر الرؤية في أراضي أفغانستان، يعني تغليب الرأي الوطني على الحكم الشرعي؛ وهذا النهج مقلقٌ للغاية، لأنّ الاختلاف في رؤية الهلال غير جائز في عصرٍ تتسارع فيه وتيرة تبادل الرسائل. قال رسول الله ﷺ صريحاً في رؤية الهلال: «صُومُوا لِرُؤْيَتِهِ وَأَفْطِرُوا لِرُؤْيَتِهِ، فَإِنْ غُمَّ عَلَيْكُمْ فَأَكْمِلُوا عِدَّةَ شَعْبَان ثَلَاثِينَ». (رواه البخاري)

 

ولذلك، إذا كان الحجاج واقفين، بحسب رؤية الهلال والشهادة الشرعية لمجموعة من المسلمين، في عرفات، فلا يمكن للأمة أن تحتفل بالعيد في يوم آخر خلف أسوار الحدود الوطنية والسياسات السياسية؛ لأن من أصول الدين الراسخة أن المخاطب بأحكام الشريعة هو "الأمة" وليس "الوطن"، والإسلام دين عالمي يتجاوز الحدود.

 

ومع الأسف، فإن عقلية الدولة القومية المنحرفة التي تُخيم اليوم على بلاد المسلمين لم تُفرّق بين يوم العيد فحسب، بل عجزت الأمة الإسلامية بناءً على هذا التفكير الانعزالي والسياسات القومية، عن نصرة المظلومين في غزة؛ وتُهمل دماء مسلمي كشمير؛ وتركت تركستان الشرقية لمصيرها. حتى طرد إيران وباكستان للاجئين الأفغان المضطهدين من الأراضي الإسلامية، دون مراعاة لأحكام الشريعة والاعتبارات الإنسانية، ينبع من هذه النظرة العالمية القومية غير الإسلامية نفسها. لذلك، فإن الطريق الوحيد لإنقاذ بلاد المسلمين من هذه الانقسامات والارتباكات والظلم المستمر هو إقامة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة؛ التي تجمع الأمة حول محور العقيدة الإسلامية والحكم الشرعي وتشكل صفاً واحداً من إندونيسيا إلى المغرب، ومن القوقاز إلى اليمن، ومن أفغانستان إلى فلسطين، وسيكون أحد أعظم أيام فرح الأمة هو اليوم الذي يتحقق فيه هذا الوعد الإلهي بالنصر والبشارة النبوية والحاجة الملحة للأمة وتقام الخلافة الراشدة مرة أخرى: ﴿وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ * بِنْصْرِ اللهِ يَنصُرُ مَن يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ﴾.

 

المكتب الإعلامي لحزب التحرير

في ولاية أفغانستان

رابط هذا التعليق
شارك

بيان صحفي

 

التأمل في غزة، والاقتداء بإبراهيم عليه السلام، والدعوة العاجلة إلى النصرة

 

مع دخول الأمة أيام التشريق المباركة، وبينما يؤدي الحجيج مناسكهم، نتذكّر أن الحج ليس مجرد رحلة جسدية، بل هو رحلة روحية، وفريضة إلهية تعبّر عن خالص الطاعة والتسليم لله سبحانه وتعالى. إن شعائر الحج تجسّد سيرة النبي إبراهيم وزوجه الصالحة هاجر وابنهما إسماعيل عليهم السلام، تلك الأسرة التي علّمت الأمة معنى التوكل، والطاعة الكاملة لأمر الله، ولو خالف منطق البشر.

 

وفي هذه الأيام المباركة نفسها، وقع حدث عظيم آخر بعد قرون من زمن إبراهيم عليه السلام، حيث التقى نفر من المؤمنين من الأوس والخزرج بالنبي ﷺ سراً عند العقبة. ولم تكن بيعتهم لنجاتهم الفردية فحسب، بل كانت بيعة حرب، نصرةً لدين الله بالسلطان، وتمكيناً لحكم الإسلام. لقد غيّرت تلك الليلة التاريخ، وأحدثت تحوّلاً من دعوة مضطهدة إلى مشروع دولة، وأطلقت الهجرة وإقامة الدولة الإسلامية الأولى في المدينة المنورة، فظهر الإسلام كقوة سياسية عالمية.

 

أما اليوم، فإن الأمة تعيش في حال من الذل، لا لضعف في الإيمان، ولا لنقص في الأعداد أو الموارد، بل لغياب القوة. فنحن ممزقون ومضطهدون، من غزة إلى كشمير، ومن تركستان الشرقية إلى السودان، بينما يتحكم بنا طغاة خانعون، ويتلاعب بنا أعداؤنا. أما جيوش الأمة، أبناء خالد بن الوليد وصلاح الدين، فيلتزمون الصمت، وقد كبّلتهم أنظمة تخشى عواصم الغرب أكثر مما تخشى الله سبحانه وتعالى.

 

إن غزة اليوم هي الرمز الأشد ألماً لهذا التخاذل؛ جرح نازف في جسد الأمة، يصرخ ليس من أجل المعونات أو الشعارات، بل من أجل النصرة الحقيقية، النصرة المدعومة بالقوة والحسم. إن بكاء أطفال فلسطين ليس من أجل دواء أو طعام، بل من أجل التحرير والعدالة واستنهاض أمة قادرة على تحقيق ذلك.

 

إن دروس الحج، وبيعة العقبة الثانية، توجهنا نحو العمل القائم على الإيمان. وكما نهض الأنصار لنصرة النبي ﷺ، ومنحوه القوة لإقامة حكم الله في الأرض، فقد آن الأوان لأن ينهض أصحاب القوة اليوم - جيوشنا - ليحملوا تلك الأمانة. وإننا نناشد الأمة - علماءها، مفكريها، شبابها، وكل مخلص فيها - أن ترفع صوتها مطالبة جيوشها بأن يكون ولاؤهم لله وحده، لا للعروش ولا للحدود التي رسمها الاستعمار. فليدوسوا على أوامر الكفار، وليعطوا النصرة لإقامة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة.

 

وفي هذه الأيام المباركة، ونحن نستذكر تضحية إبراهيم عليه السلام، وشجاعة الأنصار، فلنُجدّد توكلنا على الله سبحانه، وطاعتنا لأمره، وعزمنا على إنهاء معاناة المسلمين، وعلى رأسهم أهل غزة. ولنهتف مع الأنصار بما تعاهدوا عليه مع النبي ﷺ: «بَايَعْنَا رَسُولَ اللهِ ﷺ عَلَى السَّمْعِ وَالطَّاعَةِ فِي الْمَنْشَطِ وَالْمَكْرَهِ وَأَنْ لَا نُنَازِعَ الْأَمْرَ أَهْلَهُ وَأَنْ نَقُومَ أَوْ نَقُولَ بِالْحَقِّ حَيْثُمَا كُنَّا لَا نَخَافُ فِي اللهِ لَوْمَةَ لَائِمٍ» رواه البخاري، تلك هي الروح التي نحتاجها اليوم. نسأل الله أن يجعلنا من الذين يستجيبون لدعوته بالفعل وأن يكون ولاؤنا للحق وحده ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ﴾.

 

المكتب الإعلامي لحزب التحرير في أستراليا

رابط هذا التعليق
شارك

بيان صحفي

خذلان النظام المصري لغزة:

من منع النصرة ولو بالكلمة إلى التواطؤ مع الحصار!

 

في مشهد متكرر، ومع كل نازلة تحل بأهل غزة المحاصرين، تثبت الأنظمة العربية - وعلى رأسها النظام المصري - أنها ليست فقط غائبة عن واجب النصرة، بل حاضرة في موقع التآمر والخذلان، بل والمشاركة الفعلية في الحصار، بحراسة المعابر ومنع أية مبادرة رمزية أو شعبية تتجه نحو نصرة المستضعفين من المسلمين.

 

فها هو النظام المصري، في 11 حزيران/يونيو 2025، يُقدم على ترحيل 12 ناشطاً مغربياً وصلوا إلى مطار القاهرة بصورة قانونية، بهدف المشاركة في "المسيرة العالمية نحو غزة"، وهي قافلة رمزية دعا إليها ناشطون من شتى بلدان العالم، عرباً وعجماً، لتسليط الضوء على ما يعانيه القطاع من حصار وتجويع وقتل مستمر منذ شهور. وبدل أن تستقبلهم مصر التي تُعد بوابة غزة الوحيدة المفتوحة، بالعون والتأييد، وتفتح لهم الطريق إلى رفح ليشهدوا على الظلم الواقع، كان التعامل الأمني المهين والترحيل الفوري هو الجواب.

 

لم يكونوا يحملون سلاحاً، ولا دعوا إلى تفجير ولا تخريب، بل أتوا بقلوبٍ يملؤها الأمل في أن يقفوا موقفاً رمزياً تضامنياً مع شعب مسلم يذبح صباح مساء، ومع ذلك، حُوصروا داخل المطار، واستُنطقوا بأسئلة مهينة، وخُيّروا بين الاحتجاز أو الطرد، وكأن التضامن مع غزة جريمة في عرف هذا النظام!

 

لا يُعقل أن يكون هذا الحادث عرضياً، أو مرتبطاً بمجرد ضوابط حدودية كما زعمت وزارة الخارجية المصرية. فالمعروف أن معبر رفح خاضع بالكامل للسيطرة المصرية، ومفتوح أمام النظام المصري متى شاء، بل يستطيع أن يدخل إليه من يشاء ويمنع من يشاء. ولكن هذه السلطة على المعبر لم تُستخدم يوماً في نصرة أهل غزة، بل ظلت وسيلة ضغط وحصار تُمارَس باسم السيادة، لتتحول إلى أداة لخدمة أمن كيان يهود.

 

إن من يُحكم إغلاق المعبر في وجه المساعدات، ويمنع القوافل الرمزية، ويقمع التظاهرات التضامنية، ويصنف مشاعر الغضب على أنها خطر أمني، لا يمكن أن يُعذر بالجهل أو العجز، بل هو شريك في الجريمة.

 

لا يجوز أن يُترك المسلمون في غزة، أو في غيرها، يواجهون القتل والحصار والجوع والتدمير، دون أن تنصرهم الأمة، لا سيما القادرون على النصرة. والنظام المصري، بجيشه وأجهزته وإمكاناته، هو من أقرب القادرين، ولا يُعذر بالسكوت، بل هو آثم بترك الواجب، قال تعالى: ﴿وَإِنِ اسْتَنْصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ. فإذا كان مجرد الاستنصار يوجب النصرة، فكيف وقد استصرخ أهل غزة مراراً، وأظهرت الأمة الإسلامية في كل مكان استعدادها للوقوف معهم؟ فماذا كان موقف النظام؟ لا هو نصرهم، ولا حتى سمح لمن يريد أن يواسيهم. بل الأشد عجباً من ذلك أن يتحول النظام من موقع المتخاذل إلى موقع المعطِّل لكل مبادرة، حتى تلك التي لا تهدد شيئاً من سلطته، وكأن مجرد التضامن مع غزة أصبح في نظره "تهديداً أمنياً"، وهذا يُظهر أنه قد اتخذ قراراً صريحاً بالانحياز لعدو الأمة، وأنه لا يرى في قضية فلسطين إلا عبئاً يجب إسكات من يثيره.

 

إن الواجب على جيش مصر، وعلى النظام الذي يملك القرار السياسي والعسكري، أن يوجه قواته لا نحو صد القوافل ولا إغلاق المعابر، بل نحو فتح المعبر بالقوة، وكسر الحصار عن غزة، وضرب حصون يهود، وتحرير فلسطين كلها، لا الوقوف على أطلال معبر رفح ينتظر إذناً من أمريكا أو رضا من تل أبيب.

 

إن أرض فلسطين هي أرض إسلامية مغتصبة، واجب تحريرها على كل المسلمين، وعلى الجيوش أولاً، وهذا واجب شرعي قطعي لا يسقط بالتقادم ولا بالتعلل بالمواثيق الدولية أو المعاهدات الخيانية. قال رسول الله ﷺ: «فُكُّوا الْعَانِيَ» أي الأسير. فأين الجيوش من تحرير آلاف الأسرى في سجون يهود؟ بل أين هم من تحرير الأسرى المحاصرين داخل قطاع غزة؟ لقد تحولت الحدود إلى سجن كبير يُحكم إغلاقه باسم "السيادة"، والسيادة من الإسلام بريئة، إن كانت تمنع المسلمين من نصرة إخوانهم.

 

إن ما قام به النشطاء، رغم رمزيته وكونه لا يغني عن أهل غزة شيئا، إلا أنه يعبر عن وعي متقدم في الأمة، التي لم تمُت قضيتها، ولم تنس واجبها. ولكن المشكلة ليست في الشعوب، بل هي في الأنظمة التي تحرس كيان يهود وتُطبّع معه علناً أو سراً، وتحارب الأمة في دينها وعقيدتها ومواقفها.

 

إن النظام المصري اليوم لا يقف على الحياد، بل هو طرفٌ فعّال في معادلة خنق غزة. بل إن مشاركته في الحصار تفوق في كثير من الأحيان إجرام يهود، لأنه يمنع حتى هواء الرحمة أن يصل إلى القطاع. يضرب الناشطين، ويلاحق الإعلاميين، ويُرحّل المتضامنين، ويُخرس الأصوات، لأنه يدرك أن أي صوت حر هو تهديد لحكمه التابع الذليل.

 

من أكبر الكوارث التي رسّختها الأنظمة بعد سايكس-بيكو، هو زرع مفهوم "السيادة القُطرية"، الذي بموجبه يصبح المسلم المغربي غريباً في مصر، والمسلم المصري أجنبياً في سوريا، والمسلم الأردني دخيلاً في فلسطين. وهذا مخالف للإسلام الذي جعل الأمة واحدة، فلا يعترف بالحدود، ولا بالجوازات، ولا بالتأشيرات. فهل يحتاج المسلم المغربي لتأشيرة ليصل إلى أرض فلسطين؟! وهل يُسأل عن نيته في التضامن؟! أم أن النصرة أصبحت جريمة، والخذلان شرفاً في عرف الأنظمة العميلة؟!

 

إن ما جرى في مطار القاهرة ليس حادثة عابرة، بل هو عرض من أعراض مرض عضال أصاب النظام الحاكم، وهو خيانة الأمة وعقيدتها، والانخراط في المشروع الأمريكي-الصهيوني لتصفية قضية فلسطين. وهذا النظام لا يُصلح أمره ترقيع ولا مناشدة، بل لا يُصلحه إلا أن يُقلع من جذوره، ويُقام مكانه نظام الإسلام، الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، التي تحرك الجيوش لتحرير الأقصى، وتعلي راية الإسلام. إن ما يجب أن تدركه الأمة، وخاصة شبابها، أن الطريق إلى فلسطين لا يمر عبر التوسل للأنظمة، ولا عبر القوافل الرمزية، رغم رمزيتها الهادفة، بل يمر عبر التغيير الجذري في بلاد المسلمين، بإقامة دولة الإسلام، التي لا تعرف سوى النصر أو الشهادة.

 

يا أجناد الكنانة: إن تحرير فلسطين هو واجب في أعناقكم، ولا شيء أوجب بعد الإيمان من القيام به، وطرد الوجود العسكري للكفار من بلاد المسلمين واجب عليكم قبل غيركم، فعند حصول الهجوم على أرض الإسلام أو عند المعرفة أن العدو يُعد لغزو بلاد المسلمين فإن الجهاد يتعين لرد العدو حتى تحصل الكفاية على الجميع في تلك الأرض، فإذا تمكن العدو منها ينتقل فرض الجهاد من ذلك البلد إلى من يلونهم، فإن لم يستطيعوا فعلى من يلونهم، وهكذا حتى يعم الفرض جميع المسلمين. وإذا تمكن العدو من أرض معينة يصبح الجهاد نافلة على أهل تلك الأرض المحتلة لأنهم يصبحون في حكم الأسرى، ولكنه يبقى فرضا على القادرين من المسلمين في البلاد المحيطة بالمنطقة المحتلة، وبما أن النظام الذي يحكمكم يمنع الجهاد لتحرير الأراضي المحتلة، و"ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب"، فإن إزالة هذا النظام واجب لإعادة الجهاد وتحرير أرض الإسلام ومقدساته، وقبله تاج الفروض؛ الحكم بالإسلام في دولته الخلافة الراشدة على منهاج النبوة.

 

يا أجناد الكنانة: إنكم كنتم وما زلتم درعا للأمة؛ سلاحا في يدها، فاستعيدوا حريتكم وانحازوا لأمتكم واقطعوا حبائل الحكام التي تطوقكم، والفظوا مميزاتهم ورتبهم ورواتبهم، وضعوا أيديكم في يد من يقودكم إلى جنة عرضها السماوات والأرض فهي أنفع لكم وأبقى عند الله، واحملوا معهم همّ أمتكم واستعيدوا معهم سلطانها من جديد في ظل الإسلام ودولته الخلافة الراشدة على منهاج النبوة.

 

﴿وَمَا لَكُمْ لَا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ

 

المكتب الإعلامي لحزب التحرير

في ولاية مصر

رابط هذا التعليق
شارك

بيان صحفي

لن يوقف تناسلَ المليشيات والجيوش الموازية

إلا الخلافةُ الراشدة على منهاج النبوة

 

أعلن مؤتمر تمنتاي عن تحالف عسكري يسمى القوات المشتركة لحركات شرق السودان، ويضم قوات مؤتمر البجا القيادة الموحدة بقيادة محمد طاهر، وقوات الأورطة الشرقية بقيادة القائد الأمين داود، والمقاومة الشعبية، والمستنفرين بقيادة الناظر ترك. يأتي هذا الإعلان في ظل حرب ما كانت لتكون لولا وجود جيش موازٍ لجيش الدولة؛ قوات الدعم السريع، هذه الحرب التي قضت على الأخضر واليابس، فخربت البنى التحتية، وشردت العباد، وانتهكت الأعراض، وقتل الآلاف من الأبرياء العزل بدم بارد، بعد كل هذا الذي حدث، وما زال يحدث، ما زالت الحكومة تغض الطرف عن نشوء جيوش جديدة، بل تستعين ببعضها، ما يشجع كل من هب ودب لينشئ مليشيا وجيشا موازياً لجيش الدولة، والأسوأ أن هذه الجيوش المتنازعة كلها قائمه تحت رايات عمية، إما جهوية، أو قبلية، ومع أن وجودها واقعيا يعني دمار البلاد، وذهاب ريحها، وتهيئتها للتقسيم والتفتيت الذي يريده الغرب الكافر المستعمر الذي بدأ بفصل جنوب السودان، ويسعى الآن بخطا حثيثة لفصل دارفور.

 

إن الحديث عن قوات مشتركة بشرق السودان، وهي قوات جهوية، يعني وضع شرق السودان على ماكينة التمزيق. أما من الناحية الشرعية فإنه لا يجوز أن يكون للدولة جيشان فضلاً عن أن تكون هناك جيوش قائمة على العصبية القبلية، أو الجهوية، يقول الرسول ﷺ: «وَمَنْ قَاتَلَ تَحْتَ رَايَةٍ عِمِّيَّةٍ، يَغْضَبُ لِعَصَبَةٍ، أَوْ يَدْعُو إِلَى عَصَبَةٍ، أَوْ يَنْصُرُ عَصَبَةً، فَقُتِلَ، فَقِتْلَةٌ جَاهِلِيَّةٌ». وقد بين حزب التحرير في مشروع دستور دولة الخلافة وحدة الجيش، حيث جاء في المادة 66 من مشروع دستور دولة الخلافة: (يجعل الجيش كله جيشا واحدا يوضع في معسكرات خاصة إلا أنه يجب أن توضع بعض هذه المعسكرات في مختلف الولايات وبعضها في الأمكنة الاستراتيجية، ويجعل بعضها معسكرات متنقلة تنقلا دائمياً تكون قوات ضاربة، وتنظم هذه المعسكرات في مجموعات متعددة يطلق على كل مجموعة منها اسم جيش، ويوضع لها رقم ويقال الجيش الأول، الجيش الثالث، مثلا، أو تسمى باسم ولاية من الولايات أو عمالة من العمالات).

 

إننا في حزب التحرير/ ولاية السودان، نؤكد أن إنشاء حركات مسلحة ومليشيات قبلية أو جهوية لا تخدم إلا مخطط الكافر المستعمر الساعي لتمزيق السودان وتفتيته.

 

فندعو العقلاء من أهل السودان للعمل على قطع الطريق على مخططات الكافر المستعمر وأذنابه في الداخل، بالعمل الجاد مع حزب التحرير؛ الرائد الذي لا يكذب أهله، لإقامة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، التي توحد البلاد وتقضي على كل هذه الفوضى، بل وتسعى لتوحيدها مع بقية بلاد المسلمين.

 

﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا للهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ

 

إبراهيم عثمان (أبو خليل)

الناطق الرسمي لحزب التحرير في ولاية السودان

رابط هذا التعليق
شارك

بيان صحفي

مكتب الناتو في الأردن إذعان ورهن للبلاد

لخدمة المصالح الاستعمارية لأعداء الأمة

 

وقّعت الأردن وحلف شمال الأطلسي (الناتو)، في بروكسل يوم الخميس 12/06/2025، اتفاقية استضافة مكتب الارتباط الدبلوماسي للحلف في العاصمة عمّان، ووقعها عن الجانب الأردني السفير المعتمد لدى حلف الناتو يوسف البطاينة، وعن الحلف المُمثل الخاص للجوار الجنوبي خافيير كولومينا، الذي أشاد بالعلاقات المتميزة مع الأردن، مُثمّناً استضافة الأردن للمكتب ودور الأردن المحوري في المنطقة، باعتباره شريكاً موثوقاً للحلف في مجالات متعددة.

 

وجاء في قرار سابق لمجلس الوزراء في جلسته التي عقدها في 4/5/2025، برئاسة رئيس الوزراء جعفر حسَّان، أن الموافقة على اتفاقية مع منظَّمة حلف شمال الأطلسي تأتي انسجاماً مع مصالح الدولة الأردنية وتوجهها نحو فتح مقر لمكتب الاتصال التابع لحلف شمال الأطلسي، وذلك في إطار جذب أكبر عدد ممكن من المنظمات الدولية لتصبح المملكة مركزاً للمنظمات الدولية والإقليمية.

 

وكان الحلف قد اعتمد في قمة قادة الناتو لعام 2024 في واشنطن إنشاء مكتب اتصال للحلف في الأردن وهو مكتب الاتصال الأول في المنطقة، وكانت وزارة الخارجية وشؤون المغتربين، قد أكدت وقتها، أن قرار افتتاح المكتب، يمثل "علامة فارقة في الشراكة الاستراتيجية العميقة بين الأردن والحلف، ويشيد بإنجازاته الممتدة في مكافحة التهديدات العابرة للحدود كالإرهاب والتطرف العنيف".

 

إن هذا الحلف العسكري الدولي قائم على الهيمنة والتوسع والسيطرة الاستعمارية للغرب بقيادة أمريكا وأوروبا وإشعال الحروب المحلية والإقليمية التي جعلت العالم في صراع وتوتر لا ينتهي، وكان قد تأسس بعد الحرب العالمية الثانية عندما وقعت 12 دولة مؤسسة على معاهدة حلف شمال الأطلسي عام 1949م بهدف حماية الدول الأوروبية من خطر الاتحاد السوفياتي آنذاك، وبعد أن انتهى حلف وارسو بسقوط الاتحاد السوفياتي، كان يجب أن ينحل، ولكن أمريكا حرصت على استمراره لإبقاء هيمنتها على الدول الغربية وخاصة الاتحاد الأوروبي وكذلك لاستخدامه ضد دول أخرى، وصنعت لاستمرار وجوده ذرائع، مثل (الحرب على الإرهاب) أي الإسلام، وعقد حلف الناتو ما يسمى بالشراكات والتحالفات مع تفاهمات تكتلية مثل تفاهمات الشرق الأوسط وتحالف إسطنبول، بل حتى شراكات متقدمة منفردة مع بعض الدول مثل الأردن، تحقق مصالح استراتيجية لحلف الناتو؛ الذي أصبح أداة استعمارية بيد أمريكا.

 

أما عن دور مكتب الناتو في عمّان فقد جاء على لسان الأمين العام للحلف ينس ستولتنبرغ قوله إن "الأردن يعتبر شريكاً طويل الأمد وذا قيمة عالية بالنسبة لحلف الناتو"، وأشار المتحدث الإقليمي باسم وزارة الخارجية الأمريكية سام وربرج في مقابلة مع وكالة الأنباء الأردنية على هامش فعاليات قمّة الناتو السابق، إلى أن بلاده تُقدّر الدور الحيوي الذي تلعبه المملكة بالنسبة للاستقرار بشكل عام في المنطقة. هذه التصريحات للمسؤولين في الناتو وأمريكا تشير إلى أن النظام في الأردن يقوم بالدور المنوط به منذ تأسيسه ككيان وظيفي لحماية المصالح الغربية الاستعمارية وعلى رأسها تمكين كيان يهود والمحافظة على وجوده كمصلحة ورأس حربة لبريطانيا ومن ثم أمريكا وأوروبا في تحقيق مشاريعها الاستعمارية والحيلولة دون تحقيق الأمة مشروعها النهضوي بإقامة دولتها الإسلامية، دولة الخلافة الراشدة. وما تخاذُل النظام في الأردن عن نصرة أهل غزة إلا مثالٌ صارخ على هذه التبعية والخدمات التي من أجلها يتعاظم دور الأردن في تسخير مقدراته وأبنائه لخدمة الكافر المستعمر من خلال فتح مكتب اتصال للناتو.

 

فلم يكتف النظام باتفاقية للدفاع المشترك مع أمريكا وأقام لها ولأوروبا القواعد العسكرية وسمح بتمركز الآلاف من جنودهما على أراضيه، ليس هدفها إلا حماية كيان يهود ومصالح الغرب الاستعمارية، وهو المقصود من التعاون المنشود الذي يمكن تصوره من فتح مكتب للاتصال لحلف الناتو، لخدمة مصالحه في الهيمنة والسيطرة، وتسخير مقدراته الأمنية والعسكرية واللوجستية والسيبرانية، لتتفرغ أمريكا في حروبها التنافسية والهيمنة.

 

لقد تمادى النظام في وضع الأردن في بؤرة الخطر، وفي تسخير مقدراته وقواته للدفاع عن أعدائه وحرباً على الإسلام ودعاته، فكمم الأفواه وبطش بكل من كشف حقيقته بالاعتقال والتنكيل والتعذيب، وجيَّشَ شرذمة من المتخاذلين، تعلمهم الأمة، لتزيين عمالته وقبيح أعماله، فما تقوم به الأحلاف العسكرية وآخرها مكتب الناتو على أراضي المسلمين من تعاون أمني وسيبراني وتدريبات عسكرية مثل تدريبات الأسد المتأهب في الأردن منذ أكثر من عشر سنوات، وما تعقده من اتفاقيات أمنية وعسكرية للقواعد والمطارات والموانئ، يكسبها خبرة عملية ذات أهمية بالغة تنعكس نتائجها على أرواح ودماء وحرمات المسلمين، وتجعل لدول الكفر سلطاناً على أرض الإسلام، ما يؤدي إلى انتقاص سيادة الدولة على أراضيها، وذلك لا يجوز شرعاً لأنه يجعل للكافرين على المؤمنين سبيلاً أي سلطاناً، وهذا يحرمه الإسلام.

 

﴿وَلَنْ يَجْعَلَ اللهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلاً

 

المكتب الإعلامي لحزب التحرير

في ولاية الأردن

رابط هذا التعليق
شارك

بسم الله الرحمن الرحيم

تصريحات رئيس الحكومة نواف سلام حول رغبته بالتطبيع المستعجل مع يهود

لا تمثل المسلمين في شيء، بل تمثِّله وتمثِّل من جاء به إلى الحكم

وهي تصريحات خيانية لله ولرسوله وللمؤمنين!

 

في أجواء ما تشيعه أمريكا في المنطقة على لسان رئيسها ترامب من السلام مع يهود، ووفق اتفاقات أبراهام، التي جاءت خلال زيارته المشؤومة للمنطقة، وانصياع حكام العرب والمسلمين للسير في هذا الركاب، حتى تكون أمثل تصريحات أحدهم أننا سنكون آخر المطبِّعين مع يهود! في هذه الأجواء وفي هذا السير تأتي تصريحات رئيس الحكومة اللبنانية نوَّاف سلام خلال لقائه مع شبكة سي إن إن الأمريكية المنشور في 2025/5/30م، بأن "التطبيع جزء لا يتجزأ من السلام الذي نرغب في رؤيته غداً وليس بعده"! وفي رده على موضوع المسارات وارتباطها، كان تعليقه أنه لا يحب فكرة المسارات. إنّ هذا ليدل على أنه يريد قطع أشواط سريعة في الاستسلام ليهود، حتى دون الارتباط بمسار الحل في فلسطين! ولكن هذه التصريحات أثارت رفضاً وجدلاً واسعين ما اضطر مكتبه الإعلامي إلى إصدار بيان دعا فيه إلى ضرورة مشاهدة المقابلة بشكل كامل وعدم الاجتزاء منها ووضعها في سياقات خاطئة، ذاكراً أن مواقف الرئيس سلام واضحة ولا تحتمل التأويل أو التحوير وهي أن "لبنان يلتزم بالثوابت العربية وأن أي تطبيع مع إسرائيل لا يمكن أن يأتي إلا بعد قيام الدولة الفلسطينية وليس مجرد الاتفاق على مسار" وأن "السلام المقبول مع إسرائيل هو السلام العادل والشامل المستند إلى مبادرة السلام العربية التي أقرت في بيروت"!... وسواء أكان موقفه هو الاستعجال وعدم ربط مسارات الاستسلام أم الالتزام بالثوابت العربية من الاستسلام، فكلها مواقف هراء، ولا تساوي عند المسلمين شروى نقير.

 

إنّ التذرع بمبادرة السلام العربية أو بقيام دولة فلسطينية، أي التذرع بالخيانة الجماعية أو باستسلام من يسمونهم أصحاب القضية ممن يزعمون تمثيل أهل فلسطين، لا يبرر هذه التصريحات وهذا التهافت، لأن قضية فلسطين ليست قضية العرب بصفة قوميتهم، ولا قضية الفلسطينيين بصفة وطنيتهم، بل هي قضية الإسلام وأهله، قضية من سقوا هذه البلاد والأراضي بدمائهم الزكية لتكون ديار عز للإسلام وأهله، ومستمرون بتقديم نفوسهم رخيصةً لله عز وجل من أجل إخراج يهود الغاصبين المحتلين من بلاد المسلمين؛ لذلك فإن مثل هذه التصريحات تمثل صاحبها ولا تمثل المسلمين، بل هي في الحقيقة تمثل من جاؤوا به إلى سدة الحكم، أما موقف المسلمين في لبنان فهو موقف أمة وليس موقف دولة هنا ودولة هناك...

 

والغريب في مثل هذه التصريحات أنها تأتي وأعداء الله والمسلمين من يهود ما زالوا يسفكون دماء أهلنا في فلسطين عموماً وفي غزة خصوصاً، ويمارسون عليهم أشد أنواع الحصار والتهديم والتجويع والتقتيل والعمل على فرض التهجير على مرأى ومسمع من العالم أجمع! بل وطائرات يهود ومسيَّراته ما زالت لما يزيد عن السنة تجوب أجواء البلد الذي هو رئيس حكومة فيه! تمارس القتل والتدمير دون أدنى اعتبار لما يسمونه سيادةً ولا استقلالاً، ولا تأبه لا باتفاق وقف إطلاق نار ولا بإدانات دولية ولا بضمانات أمريكية! أمريكا هذه التي ترى أن بقاءكم تحت قصف يهود واعتداءاتهم المتكررة هو أنسب بيئة لكم للخنوع والإذعان لمشروعها في المنطقة. ثم إن نواف سلام هو قاضي محكمة العدل الدولية قبل أن يكون رئيس الحكومة، والمفترض في مثله في مثل هذه المحكمة أن تحاسب المجرمين من يهود على جرائمهم ضد الإنسانية، لا أن تسالمهم!!

 

يا رئيس الحكومة، ما هذا التعجل الذي تبديه في رؤية السلام والتطبيع مع يهود الذي ترغب أن يكون غداً وليس بعد غد؟! إنّ هذا ليدل أنكم قطعتم أشواطاً في الاستسلام ليهود حتى ما عاد الأمر من تحت الطاولة حياءً من الله ورسوله والمؤمنين، بل فوق الطاولة بتصريحات لا لبس فيها ولا غموض، تُلقُونها في وجه المسلمين في لبنان ليقبلوها ويتجهزوا لرؤية يهود الغاصبين المحتلين يجوبون البلد، وهذه المرة سياحةً لا احتلالاً! وإنّ كل هذا يفضح هذا العهد الجديد بأنه عهد التطبيع مع يهود، وفتح البلاد لهم بدعاوى التفرغ للسير في إصلاح لبنان والنهوض به!

 

يا رئيس الحكومة، كلمةٌ أخيرةٌ لك ولمن سار أو سيسير في هذا الركاب: إنّ لبنان كما فلسطين جزءٌ من أرض الإسلام لا تقبل القسمة على أي رقم، بل ستبقى بإذن الله واحدةً في وجه هذه المشاريع الخيانية، مهما ظننتم أو بدا لكم أنكم تنجحون في مساعيكم هذه لطمس قضايا المسلمين، وسيبقى صوتنا صادحاً في إسماعكم ما لا تحبون أنتم ومن وراءكم حتى يقضي الله أمراً كان مفعولاً بنهوض المسلمين من كبوتهم وقيام دولتهم، الخلافة الثانية على منهاج النبوة التي لا تسالم يهود ولا تهادنهم، بل تمزق كل ما وقَّعتم أو ستوقِّعون، ثم تقاتلهم إحقاقاً لوعد ربنا عز وجل: ﴿فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيراً﴾، ولبشرى نبينا محمد ﷺ: «تُقَاتِلُكُمْ يَهُودُ فَتُسَلَّطُونَ عَلَيْهِمْ، حَتَّى يَقُولَ الْحَجَرُ: يَا مُسْلِمُ، هَذَا يَهُودِيٌّ وَرَائِي فَاقْتُلْهُ»، هذا إيمان المسلمين الذي يعيش بينهم قرآناً وسنةً، وهذا ما يتربى عليه أبناء المسلمين من العداء ليهود بوصفهم قتلة الأنبياء والرسل، وبوصفهم المحتل الغاصب، وبوصفهم قتلة إخوانهم وأبناء أمتهم من مسلمي فلسطين، لا يغيره ما افتريتم من تصريحات أو توقعون من اتفاقيات تحت أي مسمًّى من المسميات.

 

أما أنتم أيها المسلمون في لبنان، فيجب أن تكون مواقفكم اليوم معلنة واضحةً على منابركم وفي كل مواقفكم وتصريحاتكم، وفي كل ساحاتكم وتجمعاتكم حتى لا تدخلوا في إثم هذه التصريحات إن أنتم ترددتم أو مرَّرتم شيئاً من هذه الخطيئة، قال رسول الله ﷺ فيما رواه أبو داود: «إِذَا عُمِلَتْ الْخَطِيئَةُ فِي الْأَرْضِ كَانَ مَنْ شَهِدَهَا فَكَرِهَهَا كَانَ كَمَنْ غَابَ عَنْهَا، وَمَنْ غَابَ عَنْهَا فَرَضِيَهَا كَانَ كَمَنْ شَهِدَهَا»، وقال ﷺ فيما رواه مسلم: «إنَّه يُسْتَعْمَلُ علَيْكُم أُمَراءُ، فَتَعْرِفُونَ وتُنْكِرُونَ، فمَن كَرِهَ فقَدْ بَرِئَ، ومَن أنْكَرَ فقَدْ سَلِمَ، ولَكِنْ مَن رَضِيَ وتابَعَ»، أي من رضي وتابع فلم يكره ولم ينكر هو المؤاخذ المعاقب؛ ولا يهولنَّكم أو يجعلكم تترددون في المواقف كثرة الخبيث، يقول الله عز وجل: ﴿قُل لَّا يَسْتَوِي الْخَبِيثُ وَالطَّيِّبُ وَلَوْ أَعْجَبَكَ كَثْرَةُ الْخَبِيثِ فَاتَّقُوا اللهَ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾، أي لا يعتدل العاصي والمطيع لله عند الله، ولو كثر أهل المعاصي فعجبت من كثرتهم، لأن أهل طاعة الله هم المفلحون الفائزون بثواب الله يوم القيامة وإن قَلُّوا، دون أهل معصيته. وإن أهل معاصيه هم الأخسرون الخائبون وإن كثروا. فأروا الله عز وجل منكم ما يحب ويرضى من اتخاذ المواقف الواضحة الصريحة الجريئة ﴿فَلَا تَهِنُوا وَتَدْعُوا إِلَى السَّلْمِ وَأَنتُمُ الْأَعْلَوْنَ وَاللهُ مَعَكُمْ وَلَن يَتِرَكُمْ أَعْمَالَكُمْ﴾.

 

 

التاريخ الهجري :4 من ذي الحجة 1446هـ
التاريخ الميلادي : السبت, 31 أيار/مايو 2025م

حزب التحرير
ولاية لبنان

رابط هذا التعليق
شارك

بيان صحفي

مؤتمر "السلم الأهلي" في دمشق

مقدمة لتبرئة أزلام النظام البائد والتطبيع مع رموز القمع والإجرام

 

أثار المؤتمر الصحفي الذي عقدته "لجنة السلم الأهلي" في مبنى وزارة الإعلام بدمشق، يوم الثلاثاء ١٠ حزيران/يونيو ٢٠٢٥م، بإدارة عضو اللجنة حسن صوفان، موجةً واسعة من السخط والغضب العارمين في أوساط السوريين، وخاصةً بين ذوي الشهداء والمفقودين وأبناء الثورة، لما تضمنه من مواقف اعتبرها كثيرون استفزازاً لأهالي الضحايا، واستخفافاً بتضحيات الثائرين، واستهانة بدماء شهدائهم، وقفزاً على الوقائع الواضحة والحقائق الصارخة، وتبريرات صريحة لمجرمي الحرب، وتطبيعاً مع رموز النظام البائد تحت شعار "السلم الأهلي" و"بناء الوطن" و"حقن الدماء". وجاءت حالة الغضب العامة هذه عقب تصريحات صوفان خلال المؤتمر، والتي دافع فيها عن سياسة الإفراج عن عدد من ضباط النظام السابقين وعدم محاسبتهم وفق القانون وعبر محاكم علنية، وعلى رأسهم "فادي صقر"، متجاهلاً سجلهم الدموي الحافل، وذهب صوفان إلى حد اعتبار بعض هؤلاء شركاء في النصر، معتبراً أن بعضهم ساهم في "حقن الدم السوري" و"التعاون مع قيادة العمليات العسكرية خلال معارك التحرير"، مطالباً من ينتقدهم بتقديم "أدلة موثوقة" على تورطهم في الجرائم!

 

وأكد صوفان أن الضباط المفرج عنهم هم ضباط عاملون منذ عام 2021، وقد سلّموا أنفسهم طوعاً على الحدود العراقية ضمن ما يُعرف بحالة "الاستئمان"، وبيّن أن الموقوفين خضعوا لتحقيقات قانونية لم تثبت بحقهم أي تهم تتعلق بارتكاب جرائم حرب، مشدداً على أن استمرار احتجازهم لا يحقق مصلحة وطنية، ولا يستند إلى أي مشروعية قانونية، لتعج بعدها الصفحات ووسائل التواصل بتوثيقات مرئية وأدلة تؤكد تورط عدد من المُفرج عنهم، وفي مقدمتهم فادي صقر وسقراط الرحية، بجرائم قتل وانتهاكات صارخة ضد المدنيين. ومما أشار إليه صوفان أن شخصيات مثل فادي صقر تلعب دوراً في تفكيك العقد، وحل المشكلات، ومواجهة المخاطر التي تتعرض لها البلاد، مضيفاً: "نتفهم الألم والغضب الذي تشعر به عائلات الشهداء، لكننا مضطرون لاتخاذ قرارات تؤمّن استقراراً نسبياً في هذه المرحلة"، وأكد أن الإفراج شمل فقط أولئك "الذين لم تتلطخ أيديهم بدماء السوريين"، وأن ما جرى هو "جزء من إجراءات السلم الأهلي"، مضيفاً أن العدالة الانتقالية لا تعني محاسبة كل من خدم النظام، والمحاسبة هي لكبار المجرمين الذين نفذوا جرائم وانتهاكات جسيمة، وأن الدفع نحو الاستعجال في مسار العدالة الانتقالية أو القيام بتنفيذها بشكل فردي سيؤدي إلى الفوضى وظهور الدولة وكأنها لا تستطيع القيام بمهامها، وذلك سيفتح الباب أمام التدخلات الخارجية، وأن الثأر والانتقام لن يكونا سبباً في تحقيق العدالة الانتقالية، وأن إدماج شخصيات جدلية ضمن مسار المصالحة، يأتي من باب محاولة معالجة الأزمات البنيوية في البلاد، معتبراً أن منح الأمان لفادي صقر تم بعد تقدير الموقف العام، وأنه تم إعطاؤه الأمان من قبل القيادة بدلاً من توقيفه بناء على تقدير المشهد، كوسيلة لمنع سفك الدماء في المناطق الساخنة، ولطمأنة الحواضن المجتمعية.

 

إن المتابع لوقائع المؤتمر الصحفي الذي عقدته "لجنة السلم الأهلي" ليجده تأكيداً لخط سير الإدارة الحالية للمرحلة الانتقالية وسياستها، سواء بالتعامل مع الفلول أو تغير موقفها من ثوابت الثورة وأهدافها، أو معالجتها لمطالب أهل الثورة بتحقيق العدالة ومحاسبة المتورطين في سفك الدماء البريئة، ما دفع الكثيرين للقول إنه ليس لأي جهة كانت أن تتنازل عن حقوق الضحايا أو تسامح نيابة عنهم في دمائهم وأعراضهم أو أن تساوي بين الجلاد والضحية، مع تحذير من تفاقم الأمور نتيجة الاستهانة بمشاعر ذوي الشهداء والمفقودين الذين يرون الإفراج عن رموز المجرمين واحداً تلو الآخر، معتبرين هذا الصفح "شراكة في الجريمة".

 

لقد كان ملف رفع العقوبات ملفاً أمريكياً أوروبياً ضاغطاً على الإدارة الحالية لفرض رؤيتهم للحكم وتوجهه في سوريا، بدءاً من "محاربة الإرهاب" إلى علمانية الدولة، إلى خرق سيادتها عبر إبقائها مرتبطة بالغرب وما يقرره لنا من قرارات وما يفرضه علينا من إملاءات، إلى دمج فلول النظام البائد في مؤسسات الحكم والدولة تدريجياً تحت ذرائع وشعارات ومبررات واهية شتى.

 

هذا وإن تلميع المجرم فادي صقر وأمثاله على الملأ ودون أي تحرج يُعد استفزازاً صارخاً لمشاعر السوريين، وخاصةً ظهوره بجانب محافظ دمشق وما يحمله ذلك من دلالات وما يرسله من رسائل. فبدلاً من محاكمة المتورطين وفق قانون تجريم واضح وسريع يتم اللجوء لمبادرات تخديرية ملغومة باسم الحوار واللحمة الوطنية والسلم المجتمعي والصلح الأهلي، وكأن وقائع 14 عاماً كانت حرباً أهلية وليست ثورة من أعظم ثورات التاريخ!

 

كما لا بد من التذكير أنه في الوقت الذي يتصدر المشهد كثيرون من ذوي التاريخ الإجرامي بحق الثورة، لا يزال عدد كبير من حملة الدعوة ومعتقلي الرأي والثوار والمجاهدين قابعين ظلماً في سجون إدلب منذ سنوات، كما لا يزال عدد كبير من أهلنا في مخيمات النزوح لا يملكون ثمن العودة لبناء بيوتهم المدمرة على أيدي من غيروا جلودهم وتبدلت أدوارهم.

 

وفي السياق نفسه، فإن ظهور فادي صقر وكثير من الشخصيات القيادية في عهد النظام البائد في صدارة الداعين للسلم الأهلي، وتأمين الحماية الأمنية لهم، إضافة لكبار التجار ومجرمي الحرب الكبار المعروفين في عهد النظام البائد، ممن عادوا إلى دمشق مؤخراً، إضافة للموالين من الشبيحة والفنانين والشخصيات التي ساندت الطاغية الهارب لسنوات طويلة ودعت للقتل والتدمير، ولا تزال في مأمن ودون محاسبة تحت ذريعة "السلم الأهلي"، كل ذلك يؤجج مشاعر الحقد والغضب عند ذوي الشهداء والمفقودين.

 

لقد حذر الله سبحانه من الظلم ومآلات الظالمين، فلن تنتهي ثورة الشام ولن تنقضي المشكلات التي تتعاظم بعد إسقاط النظام البائد إلا بتحقيق ثوابت ثورتنا، ليكون إسقاط النظام البائد مقدمة للعدل والأمن والطمأنينة وهناء العيش، وذلك لا يكون عبر نظام علماني يفصل الدين عن الحياة والدولة والمجتمع، يريد الغرب فرضه علينا، إنما بإقامة نظام منبثق من صميم عقيدتنا يرضي تطلعاتنا ويحقق أهداف ثورتنا، فتكون أحكام الإسلام وتشريعاته ودولته بوابة العدل والأمن والأمان الذي ينشده الجميع، ولمثل هذا الخير العظيم فليعمل العاملون.

 

المكتب الإعلامي لحزب التحرير

في ولاية سوريا

رابط هذا التعليق
شارك

بيان صحفي

النظام الأردني يدافع عن كيان يهود العدو

باعتراضه الصواريخ والمسيرات الموجهة نحوه

 

شن كيان يهود فجر الجمعة 13 حزيران/يونيو 2025 هجوماً على إيران، مستهدفاً منشآتها النووية، ومصانع الصواريخ الباليستية، وقيادات عسكرية، وأحدث فيها أضراراً بالغة بالأرواح والمنشآت العسكرية والمدنية، بدعم وتعاون أمريكي، وتوعدت إيران كعادتها برد حاسم ومدمر لكيان يهود عن طريق الهجوم بالمسيرات والصواريخ وقامت بدفعات من هذه الهجمات صباح ومساء اليوم نفسه عابرة الأجواء العراقية والسورية والأردنية، أحدثت بعضها أضراراً في بعض المنشآت في مدن الكيان قبل أن يتم اعتراض بعضها في الأجواء المحيطة قبل وبعد وصولها لكيان يهود.

 

وفي هذا السياق قال رأس النظام بأن الأردن لن يكون ساحة حرب لأي صراع، ولن يسمح بتهديد أمنه واستقراره، وقال وزير الخارجية الصفدي إن الأردن لن يسمح بخرق سيادته وتهديد أمنه، وكان مصدر عسكري مسؤول في القيادة العامة للقوات المسلحة الأردنية - الجيش العربي، أكد أن طائرات سلاح الجو الملكي وأنظمة الدفاع الجوي اعترضتا صباح الجمعة، عدداً من الصواريخ والطائرات المسيّرة التي دخلت المجال الجوي الأردني، ويقصد بها القادمة من إيران باتجاه كيان يهود.

 

إن النظام بهذه الإجراءات يثبت ما عُرف عنه منذ نشأته بأن وظيفته السياسية والعسكرية هي حماية وتمكين كيان يهود، من المخاطر التي يمكن أن تهدد وجوده، وباتت أسطوانته المشروخة في معرض تبريره اعتراضه هذه المسيرات والصواريخ - وهي أنه لحماية أمنه واستقراره ومواطنيه - لا تنطلي على أحد من أبناء الأردن، وقد بات يعمل دون استحياء من الله ولا رسوله ولا جماعة المسلمين، في الدفاع عن كيان يهود بالمعاهدات والاتفاقيات والتعاون الأمني والعسكري الذي لم يتوقف حتى أثناء حرب الإبادة والتشريد والتجويع لأهل غزة التي لم ينصرها بقواته المسلحة التي يحمي بها كيان يهود من الصواريخ التي تهاجمه، فالله تعالى يحذر مثل هؤلاء الحكام بقوله: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ﴾.

 

وشاء النظام أم أبى فإن يهود وكيانهم هم العدو الأول لله ولرسوله ولأهل الأردن، ولكم أن تروا الفرحة التي تملأ قلوب الناس وهم يرون الصواريخ في طريقها نحو كيان يهود، وكم تخيب آمالهم وهي تعترض وتسقط قبل وصولها ﴿لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ﴾. كما أن أمريكا التي يتخذها أهل الأردن عدواً هي التي تمد هذا الكيان بالعدة والعتاد، فهي عدو الإسلام والمسلمين، وهي من دمرت العراق وأفغانستان وسوريا واليمن والسودان مباشرة أو عن طريق عملائها، فليتعظ النظام من الهرولة نحو تحقيق مصالحها وحماية يهود، فهما لا صديق لهما إلا مصالحهما.

 

أيها المسلمون، يا جيوش المسلمين: لقد آن أوان استجابتكم لله ووعده بتمكينكم عند استجابتكم لأوامره بإقامة دولتكم الإسلامية وتطبيق شرعه، وآن الأوان أن تنفضّوا عن حكامكم التي باتت رائحة خيانتهم تزكم الأنوف، فإلى حكم الإسلام ودولته التي بها عزتكم وكرامتكم وبها نصركم على كيان يهود وطرد أمريكا وأوروبا من بلاد المسلمين ندعوكم، ويا أهل القوة والمنعة إن كنتم قد تخاذلتم عن نصرة أهل غزة وخالفتم أوامر الله، فكيف ترضون بالدفاع عن كيان يهود باعتراض قواتكم الصواريخ المتجهة نحوه ولو لإحداث الأذى اليسير فيه؟! سيروا نحو فلسطين محررين للمسجد الأقصى وفلسطين المباركة.

 

﴿وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَٰلِكَ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ

 

المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية الأردن

رابط هذا التعليق
شارك

بيان صحفي

 

أيّها المسلمون!

لا تستصغروا أعمالكم بالنّظر إلى أعمال الناس!

فأنتم الشّهداء على الناس!

 

(مترجم)

 

لقد أحدثت سفينة المساعدات "مادلين" المتّجهة إلى غزة، وما قام به نشطاؤها غير المسلمين المشهورون، صدىً واسعاً في وسائل الإعلام الرئيسية ومواقع التواصل الإلكتروني. فقد قدمت العديد من الدول، بما فيها تركيا، "دعماً استشارياً" لرعاياها على متن السفينة التي استولى عليها كيان يهود الإرهابي المحتل.

 

وكما شهدنا مرّات عديدة من قبل، فإن هذه الأعمال التي تقوم بها مبادرات غير إسلامية تحظى بإشادة كبيرة في وسائل الإعلام ومواقع التواصل الإلكتروني. ويستغل بعض الأفراد قصيري النظر، وخاصةً الفصائل المعادية للإسلام، هذه الأعمال كفرصة للتقليل من نضال ملايين المسلمين، وتجاهل إيمانهم ومشاعرهم! إنهم يتجاهلون ردود الفعل والأعمال والجهود الصادقة التي بذلها المسلمون ضدّ الغزوات والاضطهاد في فلسطين وتركستان الشرقية وسوريا ومصر وأماكن أخرى لا حصر لها، على مدى عقود. إنهم يحتقرون مشاعر المسلمين وتضحياتهم بأموالهم وحتى أرواحهم في سبيل الله. وكأنهم لا يكفيهم ذلك، بل يصفون مبادرات المسلمين أحياناً بأنها إساءة وجريمة، بل والأسوأ من ذلك، أنها غير شرعية!

 

أيها المسلمون! لا تستهينوا بمبادرات مثل سفينة مادلين و"المسيرة العالمية إلى غزة" الحالية، أو بأصوات التعاطف التي يحرّكها الضمير، والتي أطلقها نشطاء وسياسيون وقادة دول غير مسلمين! فحتى جهودهم المخلصة برزت بلا شك كقدر من الله. في الواقع، هذا ليس إلا دليلاً على أنّ نصر الله قريب على طريق التغيير الجذري والعظيم. ومع ذلك، فإنهم سيستمرون فقط بقدر ما تستطيع ضمائرهم أو شجاعتهم أو أنفسهم أن تحملهم.

 

أيّها المسلمون! مهما فعلتم من أجل غزة وفلسطين والسودان وتركستان الشرقية وفي جميع أنحاء العالم، كل فعل من أفعالكم، كل كلمة نطقتم بها ضدّ الظلم، كل مقاطعاتكم، كل مسيراتكم، كل مقاوماتكم، كل أدعيتكم... فأنتم مدينون بكلّ ذلك لإيمانكم بالله ورسوله ﷺ والقرآن. واعلموا أن أي عمل صالح بغير إيمان لا قيمة له عند الله ولا يُثمر في الدنيا.

 

أيها المسلمون! ردّكم على الظلم ليس نتيجةً لشعوركم بعدم الارتياح، بل لأن الله قد عدّه ظلماً. وهذه هي السمة التي تجعلكم قادةً وشهداء على البشرية! في الواقع، أنتم من كشفتم ظلم غزة للعالم، وحركتم عقول الناس وقلوبهم! حركتم قلوبهم وعقولهم، فانطلقوا إلى الطرقات. والآن حان الوقت لتوجيههم من الإنجازات الصغيرة إلى هدف عظيم... إذا هديتم هؤلاء الواعين إلى الحلّ الصحيح لغزة وفلسطين، فإنّ مسيرتهم ستبلغ حلّها النهائي. أما إذا سعيتم أنتم أيضاً وراء الإنجازات الصغيرة، فإنكم ستضيعون كل نضالكم من أجل التحرير والمقاومة.

 

لذا، الآن أكثر من أي وقت مضى، تمسّكوا بحبل الله، واعملوا على قيادة غزة وفلسطين وكافة بلاد المسلمين، والبشرية جمعاء، إلى الحلّ الحقيقي والعظيم والدائم! خذوا المشرط اللازم لقطع شريان حياة كيان يهود والجذور التي تغذيه بامتصاص دماء الأمة. اقطعوا الحكام الخونة المتعاونين الذين يغذون جذور الصهيونية. في اللحظة التي تُقطع فيها تلك الجذور، لن تحتاج جيوش المسلمين إلا بضع ساعات لاستئصال كيان يهود من الأرض المباركة. وفي اللحظة التي يُستأصل فيها، ستجفُّ جميع فروعه الممتدة عبر العالم أيضاً. عندها، ستعود الحياة إلى كوكب الأرض بأكمله؛ إلى البشر جميعاً، وجميع الكائنات الحية، والأشجار والمياه والهواء، وحتى الصخور.

 

فسارعوا إلى أداء واجبكم الحقيقي! اعملوا على منهاج النبوة لإقامة نظام الله ووعده سبحانه، وبشرى رسول الله ﷺ: الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة. ادعوا الجيوش بإلحاح لإعطاء النصرة التي هم بأمس الحاجة إليها! فسارعوا إلى أداء الواجب العظيم، أن تكونوا شهداء وقادة للبشرية؛ أمةً وسطا. وإن حزب التحرير هنا ليقودكم إلى هذا الفوز، ويقدم لكم جميع الخطط والمنهج، ويدعوكم للانضمام إلى طريق النصر. لا تستمعوا للوسواس، بل استمعوا للحقّ! لا تشغلوا أنفسكم بصغائر الأعمال، بل سارعوا إلى الهدف الأعظم!

 

﴿وَأُخْرَى تُحِبُّونَهَا نَصْرٌ مِّنَ اللهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ

 

القسم النسائي

في المكتب الإعلامي المركزي

لحزب التحرير

رابط هذا التعليق
شارك

بيان صحفي

تكسير الأسواق مثل سوق الدخينات

محاربة للناس في أرزاقهم ومعاشهم

ونتيجة لغياب دولة الإسلام الخلافة

 

في عمل وحشي وعنيف، قامت سلطات محلية جبل أولياء بولاية الخرطوم، عبر جنود مدججين بالسلاح صباح الخميس 12/6/2025م، بإزالة سوق الدخينات الواقع في طريق جبل أولياء، بالجرافات، وقامت بتكسير مناضد العرض، ولم يسلم من ذلك حتى الذين فروا من السوق ببضائعهم!

 

إن سوق الدخينات هو من الأسواق القديمة، وقد توسع بعد إغلاق كل أسواق المحلية وأغلب أسواق الخرطوم بسبب الحرب، فأصبح ملاذاً للناس يتسوق منه أهل المنطقة، وهم مدنيون غير عسكريين، يحصلون منه على المواد الغذائية، والخضروات، والمأكولات. وهو من الأسواق التي لا تباع فيها المسروقات، لذلك توسع السوق، وانخفضت الأسعار لكثرة العرض فيه، وأصبحت المواد الغذائية في متناول اليد، بل وتوفرت فرص عمل ممتازة لأهل المنطقة بعد هذه الحرب اللعينة، التي عطلت الأعمال وأوقفت الوظائف. وبسبب هذا التكسير ارتفعت الأسعار بشكل فاحش، نتيجة لاختفاء المعروض، فزاد ذلك من شقاء الناس.

 

إن ما قامت به المحلية وقواتها؛ من عنف، وقسوة، ووحشية في التعامل، استهجنها أهل المنطقة، بل تعجب أكثرهم، وتساءلوا؛ ألم يأن للحكومة أن تتخلى عن أساليبها القديمة بوصفها دولة جباية تستعدي الناس الذين يجب عليها أن ترعاهم شرعا؟ ثم أين كانت هذه القوات عندما انتهكت قوات الدعم السريع الأعراض، ونهبت الأموال؟! فهل هذه القوات لحماية الناس أم لظلمهم وإذلالهم؟! فإذا ضيق السوق الطريق فيمكن تنظيمه أو نقله إلى مساحات أوسع، وهي متوفرة في المنطقة.

 

لقد أباح الله تعالى البيع والشراء، قال تعالى: ﴿وَأَحَلَّ اللهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا﴾، لكن الربا استُحل في أسواقنا وحُرم البيع بحجج وقوانين ما أنزل الله بها من سلطان، وإن العمل واجب على الرجل القادر لينفق على أهله، عن عبد الله بن عمرو قال: قال النبي ﷺ: «كَفَى بِالْمَرْءِ إِثْمًا أَنْ يُضَيِّعَ مَنْ يَقُوتُ»، وإن العاجز عن العمل فعلا أو حكماً أمره إلى بيت مال المسلمين، أي إلى الحكومة، فكيف بها وهي تحارب الناس في أرزاقهم؟!

 

كما لا يجوز تدمير ممتلكات الناس في السوق بأية ذريعة، مثل انتشار الكوليرا، أو تنظيم السوق، أو غير ذلك، بل الأصل في الدولة إعانة الناس والقيام بواجب رعايتهم، وتوفير الأمن والأمان لهم، لا محاربتهم وقطع أرزاقهم! كما أن الذي يعمل في السوق وجب عليه أن ينضبط بضوابط الشرع، في البيع والتجارة، وغيرهما من الأعمال المباحة؛ فلا يبيع المسروقات ولا المحرمات، ولا الطعام الفاسد، ويلتزم بالحفاظ على البيئة، والصحة العامة، ولا يغلق الطريق، ولا يتعامل بالغبن الفاحش، ولا بالغش والخداع والربا، وغيرها من البيوع المحرمة.

 

إن واجب الحكومة هو رعاية شؤون الناس، ومراقبة الأسواق لتنظيمها، لا لمنع الناس، بل لتيسير أمورهم فيها بالبيع والشراء والعمل، وذلك لأمر النبي ﷺ: «فَالْإِمَامُ الَّذِي عَلَى النَّاسِ رَاعٍ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ» متفق عليه.

 

إن الذي يحصل اليوم في الأسواق، هو نتيجة لغياب دولة الإسلام؛ دولة الرعاية التي تقيم أحكام الله، وتطبق شرعه، والحاكم فيها راعٍ للناس، وليس جابياً لأموالهم، فلا بد من العمل الجاد لإقامة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، وبيعة خليفة راشد؛ يقيم الدين، ويطبق الشرع فيتغير هذا الواقع البائس المرير. عن العرباض بنِ ساريةَ، قال: قال النبي ﷺ: «فَإِنَّهُ مَنْ يَعِشْ مِنْكُمْ بَعْدِي فَسَيَرَى اخْتِلَافاً كَثِيراً، فَعَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الْمَهْدِيِّينَ الرَّاشِدِينَ، تَمَسَّكُوا بِهَا وَعَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ».

 

إبراهيم عثمان (أبو خليل)

الناطق الرسمي لحزب التحرير

في ولاية السودان

رابط هذا التعليق
شارك

Join the conversation

You can post now and register later. If you have an account, sign in now to post with your account.

زوار
اضف رد علي هذا الموضوع....

×   Pasted as rich text.   Paste as plain text instead

  Only 75 emoji are allowed.

×   Your link has been automatically embedded.   Display as a link instead

×   Your previous content has been restored.   Clear editor

×   You cannot paste images directly. Upload or insert images from URL.

جاري التحميل

×
×
  • اضف...