اذهب الي المحتوي
منتدى العقاب

متجدد -المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير - إصدارات وبيانات صحفية متنوعة 20-7-2024


Recommended Posts

بيان صحفي

(يوم الاستقلال) الثامن والسبعين

ستحصل باكستان على استقلالها بإقامة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة

(مترجم)

 

 

في ظل النظام الدولي الراهن، ما يُسمى بالاستقلال ليس إلا مسرحيةً مُدبّرة، فالتحرير الحقيقي لا يتحقق إلا عندما تُنظّم الدولة شؤونها الداخلية وعلاقاتها الخارجية وفقاً لمبدئها. ولن يتحرر شعبٌ يؤمن بلا إله إلا الله محمد رسول الله حقاً إلا إذا طبّق في أرضه النظام الإسلامي في الحكم والاقتصاد والاجتماع والتعليم والقضاء، إلى جانب سياسة خارجية قائمة على الدعوة والجهاد. هذا هو المعنى الحقيقي للاستقلال؛ وعليه فإن باكستان لم تتحرر بعد!

 

إن نظرة سريعة على سياسات باكستان الرئيسية تكفي لإثبات ذلك. أليست سياسة باكستان تجاه القدس وغزة مُصاغة في القيادة المركزية الأمريكية والبنتاغون ووزارة الخارجية الأمريكية؟ أليست سياستها تجاه كشمير مبنية على التوسل لجذب انتباه ترامب، على الرغم من أننا أظهرنا عملياً قبل بضعة أشهر فقط القدرة على تحريرها بشكل مباشر؟ هل سياسة باكستان تجاه أفغانستان صممتها وزارة خارجيتنا، أم وكلاء وزارة الخارجية الأمريكية والقادة العسكريين للقيادة المركزية الأمريكية؟ ألا يُعلن رؤساء الوزراء بلا خجل أنهم سيسعون للحصول على إذن من صندوق النقد الدولي لخفض أسعار الكهرباء؟ ألم تزل محاكم باكستان تُصدر أحكامها بناءً على القانون العام الإنجليزي؟ ألم يسافر قائد الجيش الباكستاني مؤخراً إلى الولايات المتحدة لحضور حفل تقاعد (قائده المباشر)، الجنرال كوريلا؟ أي استقلال هذا، حيث لا نستطيع شن حرب من أجل كشمير أو غزة، لكننا على أهبة الاستعداد للقتال في حروب أمريكا؟

 

باكستان هي إحدى القوى النووية السبع المُعلنة في العالم. خمسٌ من هذه القوى تُسيطر على مناطق مُختلفة من العالم وتُشكّل شؤونه وفقاً لمصالحها الخاصة. تُسيطر فرنسا وبريطانيا على السياسة الأوروبية؛ وتُطبّق أمريكا إملاءاتها في جميع أنحاء العالم؛ وروسيا مُتجذّرة في أوروبا الشرقية؛ والصين تُوسّع نطاق نفوذها بثبات. أما الدولة الهندوسية، فهي تعمل جاهدةً لتصبح شرطي هذه المنطقة. فأين تقف باكستان في هذه المعادلة؟ يُمكن لأمريكا إبرام اتفاق نووي مع إيران وإلغاءه، وإعادة إبرامه متى شاءت، ومع ذلك لا يُمكننا حتى إبرام اتفاقية شراء نفط مع إيران! لماذا؟ أيّ استقلال هذا؟

 

يا ضباط وجنود القوات المسلحة الباكستانية: إن العائق أمام استقلال باكستان الحقيقي وتحريرها ليس نقص الموارد، ولا نقص الحماسة والشجاعة والكفاية لدى جنودنا أو شعبنا. أزمتنا الحقيقية هي قيادة تفتقر إلى الرؤية، قيادة تجب إزاحتها واستبدال قيادة مبدئية بها تُعطى بيعة النصرة، حتى تتمكن من إقامة الخلافة الراشدة في باكستان. هذا هو التعريف الصحيح للاستقلال الحقيقي، وتقع على عاتقكم المسؤولية الكبرى لتحقيقه، وقيادة باكستان إلى هذا الهدف. يقف حزب التحرير أمامكم برؤية مبدئية، ويقدم لكم برنامجاً ومشروعاً متكاملين. فهلم، في (يوم الاستقلال) الثامن والسبعين، وارتدوا لباس الاستقلال الحقيقي، وارفضوا هذا النظام الدولي الاستعماري، وبنوا تحت راية لا إله إلا الله محمد رسول الله، نظاماً عالمياً جديداً.

 

﴿وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَٰلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ

 

 

المكتب الإعلامي لحزب التحرير

في ولاية باكستان

رابط هذا التعليق
شارك

  • الردود 657
  • Created
  • اخر رد

Top Posters In This Topic

  • صوت الخلافة

    657

بيان صحفي

تصريحات نتنياهو بين حقيقة كيانه

والموقف الباهت للنظام المصري

 

 

تأتي تصريحات رئيس وزراء كيان يهود، بنيامين نتنياهو، التي تحدّث فيها بشكل مباشر عما يسمى بـ"إسرائيل الكبرى" وعن خطط التهجير والتوسّع، كاشفةً مرة أخرى عن العقيدة الراسخة في نفوس قادة هذا الكيان؛ عقيدة الغدر والخيانة والطمع في أرض المسلمين. هذه التصريحات ليست زلّة لسان، بل إنها ترجمة عملية لمخططات موثّقة في الفكر السياسي الصهيوني، ولبرامج تطبّق على الأرض خطوة خطوة.

 

لقد اعتاد قادة يهود أن يعبّروا عن أطماعهم بجرأة، كلما شعروا أن البيئة السياسية المحيطة بهم آمنة، وأن الدول العربية من حولهم عاجزة أو متواطئة. وما كان لنتنياهو أن يتفوّه بهذه العبارات لولا علمه أنّ مصر، بجيشها الضخم وعددها السكاني الهائل وموقعها الاستراتيجي، مُقيّدة الإرادة، وأن نظامها السياسي يقوم على حماية أمن يهود والتنسيق الأمني والعسكري معهم، تحت ذريعة "السلام" واتفاقيات الخيانة.

 

وقد سبقه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في قوله إن "إسرائيل صغيرة جداً" وإنه يرى ضرورة توسيعها. وهذه العبارات، سواء جاءت من مسؤول في الكيان الغاصب أو من داعميه في الغرب، تؤكد أن هناك مشروعاً سياسياً وأمنياً واقتصادياً متكاملاً يعمل على إعادة رسم خريطة المنطقة لصالح تثبيت وجود الكيان وتوسيع نفوذه.

 

أمام هذه التصريحات التي تمس الأمن القومي المزعوم لمصر قبل غيرها، جاء الرد الرسمي المصري من وزارة الخارجية في صيغة "الإدانة والمطالبة بالإيضاحات"، وكأن القضية قضية نزاع إعلامي أو سوء فهم سياسي، وليس تهديدا مباشرا لسيادة مصر وأرضها ومواردها!! فلم يُعلن النظام حالة التأهب، ولم يدعُ الأمة للاستنفار، ولم يتخذ أي خطوات عملية تشير إلى أن هناك إرادة حقيقية لديه لمواجهة هذه المخططات.

 

هذا الرد من النظام المصري ليس جديداً، بل هو استمرار لسياسة تضبط خطواتها وفق التزامات دولية وإقليمية، أبرزها اتفاقية كامب ديفيد، التي قيدت حركة الجيش المصري وربطت أمن سيناء والمنطقة برؤية الولايات المتحدة وحلفائها. وهكذا تحولت القضايا المصيرية إلى ملفات دبلوماسية تُدار بالبيانات الباردة التي تُخدّر الشعوب وتُطمئن العدو أن الأمور تحت السيطرة، بدلاً من أن تكون ساحات عمل جاد لحماية الأرض والعرض.

 

فالنظام المصري، كسائر الأنظمة القائمة في بلاد المسلمين، لا يتحرك وفق العقيدة الإسلامية التي جعلت قتال المحتل فرضاً، وإنما يتحرك وفق مصالحه الضيقة وارتباطاته الدولية، وخاصة حماية أمن كيان يهود وضمان بقائه. ولهذا، لم يكن الرد سوى محاولة لحفظ ماء الوجه أمام الرأي العام، دون أن يمس جوهر العلاقة الحقيقية الودية بينه وبين كيان يهود.

 

إن هذه التصريحات وما تحمله من تهديدات ومشاريع توسعية ليست إلا إعلاناً جديداً للحرب على المسلمين. قال تعالى: ﴿وَلَا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا﴾. ويهود هم أوضح مثال على هذه الحقيقة، فقد خانوا العهود، ونقضوا المواثيق، وحاربوا المسلمين، وتحالفوا مع المشركين ضد الدولة الإسلامية. واليوم، يكررها أحفادهم، بل يزيدون عليها احتلالاً وتهجيراً وقتلاً وتشريداً، بصورة أعتى وأشد إجراماً، مدعومين من الغرب.

 

إن كيان يهود ينظر إلى الأنظمة القائمة في بلاد المسلمين ومنها النظام المصري بوصفهم حراساً لحدوده، وضامنين لأمنه، حتى لو تبادلوا أمام الإعلام عبارات النقد. فالحقيقة هي أن النظام المصري لا يتحرك إلا ضمن حدود ترسمها له أمريكاً، وهذه الحدود تجعل حماية أمن يهود فوق كل اعتبار، حتى دماء المسلمين وكرامتهم.

 

إن الجمع بين تصريح نتنياهو الأخير وتصريح ترامب السابق يكشف أن أطماعهم لا تقتصر على القدس والضفة وغزة، بل تشمل سيناء والنيل وأجزاء من بلاد العرب. وهذا ليس خيالاً سياسياً، بل هو جزء من أدبياتهم وخططهم المعلنة، ويجب أن يكون مؤشراً على أن أي تراخٍ في مواجهتهم هو فتح الباب أمامهم لتحقيق أهدافهم. وهذه التصريحات هي رسالة إلى كل مسلم أن عدوك يخطط لابتلاع أرضك وتاريخك ودينك، وأن الوقت قد حان للتحرك الجاد، بجيش عقيدته الجهاد في سبيل الله، لا حماية اتفاقيات الخيانة!

 

يا أهل مصر الكنانة: إن تصريحات قادة يهود وداعميهم في الغرب هي رسائل واضحة المعالم. والرد عليها لا يكون بالبيانات ولا بالدبلوماسية، وإنما بالتحرك العملي الذي يفرض على العدو واقعاً جديداً.

 

يا جند الكنانة: إن قدراتكم وموقع بلدكم يضعان على عاتقكم مسؤولية عظيمة أمام الله، فلا تدَعوا هذه الفرصة تفوتكم، فالمعركة مع يهود معركة عقيدة ووجود، لا تُحسم إلا بتحرير فلسطين، وإن واجبكم هو إعلان الحرب الشاملة على هذا الكيان الغاصب واقتلاعه من الأرض المباركة وتحريرها كاملة، واستعادة سلطان الأمة المغصوب.

 

﴿وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ * الَّذِينَ إن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْـمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْـمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الأُمُورِ

 

 

 

المكتب الإعلامي لحزب التحرير

في ولاية مصر

رابط هذا التعليق
شارك

بيان صحفي

 

تصريحات نتنياهو حول "إسرائيل الكبرى"

هي إعلان حرب

تلغى معها المعاهدات وتسير بسببها الجيوش وما دون ذلك خيانة

 

ها هو مجرم الحرب نتنياهو يعلنها بصراحة وبدون تأويل يخدم المتخاذلين حكام العرب وأبواقهم بقوله في مقابلة مع قناة i24 العبرية: "أنا في مهمة أجيال وبتفويض تاريخي وروحاني، أنا مؤمن بشدة برؤية إسرائيل الكبرى، أي تلك التي تضم فلسطين التاريخية وأجزاء من الأردن ومصر"، وكان قد سبقه المجرم سموتريتش بالتصريحات نفسها وضم أجزاء من الدول العربية المحيطة بفلسطين ومنها الأردن، وفي السياق نفسه أعطاه عدو الإسلام والمسلمين الأول رئيس أمريكا ترامب، الضوء الأخضر للتوسع بقوله إن "إسرائيل هي تلك البقعة الصغيرة مقارنة مع تلك الكتل الأرضية الضخمة، وتساءلت إذا كان يمكنها الحصول على مزيد من الأراضي لأنها فعلاً صغيرة جداً".

 

يأتي هذا التصريح بعد إعلان كيان يهود عن نيته احتلال قطاع غزة بعد إعلان الكنيست ضم الضفة الغربية والتوسع في بناء المستوطنات قاضياً بذلك على حل الدولتين على أرض الواقع، ومثله تصريح سموتريتش اليوم عن خطة الاستيطان الضخمة في منطقة "E1" وتصريحاته حول منع إقامة الدولة الفلسطينية، والتي تقضي على أي آمال بدولة فلسطينية.

 

فهذه التصريحات هي بمثابة إعلان حرب، لم يكن ليتجرأ عليها هذا الكيان المسخ لو وَجَد زعماؤه من يؤدبهم ويقضي على غطرستهم ويضع حداً لجرائمهم المستمرة منذ إقامة كيانهم وتوسعه بمساعدة الغرب المستعمر، وخيانة حكام المسلمين.

 

لم تعد هناك حاجة لبيانات توضح ما أصبحت رؤيته السياسية أوضح من الشمس في رابعة النهار، وما يجري على أرض الواقع ببث مباشر من اعتداءات كيان يهود في فلسطين والتهديد باحتلال أجزاء من بلاد المسلمين في محيط فلسطين ومنها الأردن ومصر وسوريا وتصريحات زعمائه المجرمين، هو تهديد جدي لا يجوز أن يؤخذ على أنه ادعاءات عبثية يتبناها المتطرفون في حكومته وتعكس وضعها المأزوم، كما جاء في بيان وزارة الخارجية الأردنية، والذي اكتفى كالعادة بإدانة هذه التصريحات، كما فعلت بعض الدول العربية مثل قطر ومصر والسعودية.

 

إن تهديدات كيان يهود، بل إن حرب الإبادة التي يرتكبها في غزة وضم الضفة الغربية ونواياه بالتوسع، موجهة للحكام في الأردن ومصر والسعودية وسوريا ولبنان، كما هي موجهة لشعوب هذه البلاد؛ فأما الحكام فقد عرفت الأمة أقصى ردودهم وهي الإدانة والاستنكار ومناشدة النظام الدولي، والتماهي مع الصفقات الأمريكية للمنطقة رغم مشاركة أمريكا وأوروبا كيانَ يهود في حربه على أهل فلسطين، ولا يملكون إلا طاعتهم، وهم أعجز من أن يدخلوا شربة ماء لطفل في غزة، دون إذن يهود.

 

أما الشعوب فهي تستشعر الخطر وتهديدات يهود على أنها حقيقية وليست أوهاماً عبثية كما تدعي الخارجية الأردنية والعربية، للتنصل من الرد الحقيقي والعملي عليها، وهي ترى حقيقة وحشية هذا الكيان في غزة، فلا يجوز لهذه الشعوب وخصوصاً أهل القوة والمنعة فيها وتحديداً الجيوش ألا تكون لها كلمة في الرد على تهديدات كيان يهود، فالأصل في الجيوش كما يدعي رؤساء أركانها أنها لحماية سيادة بلادهم، خاصةً حينما يرون حكامهم يتواطؤون مع أعدائهم الذين يهددون بلادهم بالاحتلال، بل كان يجب عليهم أن ينصروا إخوانهم في غزة منذ 22 شهراً، فالمسلمون أمة واحدة من دون الناس لا تفرقهم حدود ولا تعدد حكام.

 

إن الخطابات الشعبية للحراكات والعشائر في الرد على تهديدات كيان يهود، تبقى ما بقي صدى خطاباتها ثم سرعان ما تزول وخصوصاً عندما تتماهى مع ردود الإدانة الجوفاء للخارجية ودعم النظام إذا لم يؤخذ على يديه في إجراء عملي لا ينتظر العدو في عقر داره بل يتحرك هو للقضاء عليه وعلى من يحول بينه وبينهم، قال تعالى: ﴿وَإِمَّا تَخَافَنَّ مِن قَوْمٍ خِيَانَةً فَانبِذْ إِلَيْهِمْ عَلَى سَوَاءٍ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْخَائِنِينَ﴾ ولا أقل ممن يدعي أنه بالمرصاد لكيان يهود وتهديداته من الأخذ على يدي النظام بإلغاء معاهدة وادي عربة الخيانية، وقطع كل العلاقات والاتفاقيات معه، وإلا فدون ذلك خيانة لله وللرسول وللمسلمين، ومع ذلك يبقى حل قضايا المسلمين هو بإقامة دولتهم الإسلامية على منهاج النبوة، ليس من أجل استئناف الحياة الإسلامية وحسب بل للقضاء على المستعمرين ومن والاهم.

 

﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِّن دُونِكُمْ لَا يَأْلُونَكُمْ خَبَالاً وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآيَاتِ إِن كُنتُمْ تَعْقِلُونَ

 

المكتب الإعلامي لحزب التحرير

في ولاية الأردن

رابط هذا التعليق
شارك

بسم الله الرحمن الرحيم

 

أمريكا تسرّع من مخططها لفصل إقليم دارفور

ولا عاصم إلا بجعل قضية وحدة الدولة قضية مصيرية

 

 

 

منذ أن استلمت إدارة ترامب ملف السودان، عقب اعتلائها سدة الحكم في كانون الثاني/يناير 2025، وهي تقود الأعمال العسكرية والسياسية في السودان، وتدفع في اتجاه فصل إقليم دارفور، ففي يوم الأربعاء 26/03/2025 استعاد الجيش الخرطوم، وقال البرهان من القصر الجمهوري حينها: "إن الخرطوم حرة وانتهى الأمر"، وتسارعت الأعمال العسكرية ليتم إخراج الدعم السريع من وسط السودان، من ولايات الجزيرة، وسنار، والنيل الأبيض، والنيل الأزرق، وبذلك انكمش الدعم السريع ليحكم قبضته على مساحات في إقليم كردفان المتاخم لدارفور، وعلى كامل إقليم دارفور، ما عدا جزء من مدينة الفاشر، المحاصرة منذ أكثر من عام، هذا الواقع الذي يلخص في سيطرة الجيش على شمال ووسط وشرق السودان، وسيطرة الدعم السريع على دارفور، وجزء من كردفان، يعني السير عمليا في فصل إقليم دارفور، وذلك بإظهار أن في السودان كيانين منفصلين.

 

وبالرغم من أنه قد أعلن سابقا، عن تحريك متحركات عسكرية، لفك الحصار عن الفاشر، والقضاء على الدعم السريع، الذي كان في أضعف حالاته، حيث أورد موقع القدس العربي بتاريخ 19/4/2025: (تشير آخر التطورات الميدانية إلى تقدم متحركات ضخمة من الجيش والقوة المشتركة، انطلاقاً من مدينة الدبة؛ شمالي البلاد لفك الحصار عن مدينة الفاشر، بينما انفتحت قوات أخرى تتبع لذات الجهات في ولايات كردفان، وحققت انتصارات مقدرة في طريق تقدمها نحو المدينة من محور آخر)، إلا أن ذلك لم يحدث، بل تمدد الدعم السريع في كردفان، وأعلن عن استهداف مدينة الأبيض الاستراتيجية!

 

أما الأعمال السياسية، فأبرزها هو إعلان الدعم السريع، ومن حاضرة ولاية جنوب دارفور نيالا، يوم السبت 26/07/2025 عن تشكيل حكومة موازية؛ مجلس سيادة، ومجلس وزراء، وحكام ولايات، تكريساً لتمزيق البلاد، وسلخا لإقليم دارفور، وعندما نضيف على ذلك الخطاب العنصري في الوسط السياسي، واستنساخ مليشيات على أسس جهوية، أو قبلية، أو مناطقية، بشكل يومي، وجعل السلطة محاصصات على أسس عنصرية، فإننا نكون أمام مخطط كامل الأركان، يستهدف وحدة ما تبقى من السودان، ويبدأ بفصل دارفور!

 

إن أمريكا تسير في فصلها لإقليم دارفور، على النسق نفسه الذي سارت عليه في فصلها لجنوب السودان، وذلك أنها ورثت في إقليم دارفور إرث الجماعات المسلحة التي أنشأها الإنجليز والأوروبيون، المتمثل في تهيئة المسرح لعملية الفصل، وذلك من خلال التمرد المسلح على الدولة، والحديث عن المظالم، ودعاوى التهميش، والغبن الاجتماعي، والمطالب الجهوية، والعرقية، في السلطة والثروة، وكما فعلت في جنوب السودان، حيث جاءت بجون قرنق ورجالها، ووضعتهم على رأس الجماعات المتمردة التي صنعها الإنجليز والأوروبيون، ودفعوا بها للتمرد المسلح على الدولة لعقود من الزمان! والآن تكرر أمريكا المشهد نفسه في إقليم دارفور، لتجعل ابنها المدلل الدعم السريع على رأس حركات دارفور المسلحة لتفصل دارفور برجالها هي لا برجال الإنجليز والأوروبيين الذين صنعوا التمرد على رجل أمريكا (عمر البشير) من قبل.

 

إن أمريكا التي فصلت من قبلُ جنوب السودان، حيث قال البشير في مؤتمر صحفي بالخرطوم بتاريخ كانون الثاني/يناير 2012: (إن أمريكا كانت وراء تقسيم السودان لتحقيق مصالحها في النفط وإضعاف البلاد) بل ذهب أبعد من ذلك فقال في مقابلة مع وكالة سبوتنيك الروسية بتاريخ 25/11/2017: (عندنا معلومات عن سعي أمريكا لتقسيم السودان إلى خمس دول، وأمريكا انفردت في الفترة الأخيرة وخربت العالم العربي).

 

وفعلا تسعى أمريكا لإعادة تشكيل وصياغة منطقة الشرق الأوسط، وفقا لخريطة حدود الدم، التي وضعها الجنرال المتقاعد، رالف بيترز، من وحي أفكار رجل المخابرات اليهودي برنارد لويس، الذي يوصف بأنه عراب تقسيم الشرق الأوسط، من خلال تقسيم المقسم، وتفتيت المفتت من بلاد المسلمين، وحسب زعمه، فإنه يريد تصحيح حدود سايكس بيكو، وغيرها، التي رسمها الأوروبيون الانتهازيون حسب وصفه، وأن تغيير الحدود يقتضي إعادة رسمها بدماء مئات الآلاف من البشر، لكي تثمر دولاً تنشطر وتتناسل من رحم الدول الوطنية القائمة حالياً، هذا ما جاء في مقالته المصحوبة بالخرائط الجديدة، والتي نشرتها مجلة القوات المسلحة الأمريكية (ارمد فورسس - عدد تموز/يوليو 2006). ولتسويق فكرة فصل دارفور بتكوين حكومتين، خاصة وسط القوى المدنية المرتبطة بالإنجليز، عقد معهد السلام الأمريكي ورشة في نيروبي، في نيسان/أبريل 2024، بمشاركة القوى السياسية والمدنية المناهضة للحرب، وخلص المعهد في الورشة إلى أن وجود حكومتين في السودان، يؤدي إلى خفض حدة القتال، ويفتح المسارات إلى طاولة المفاوضات! (الشرق الأوسط بتاريخ 04/08/2025).

 

أيها الأهل في السودان:

 

إن أمريكا التي فصلت جنوب السودان، تعود الآن لسلخ دارفور، فإن تعاملتم مع هذه القضية بالنهج نفسه، الذي تعاملتم به مع قضية جنوب السودان، فإن مخططها لتمزيق السودان إلى خمس دول، ترسم حدودها بدمائكم، ودماء أبنائكم، كائن لا محالة، وذلك هو الخسران المبين في الدنيا والآخرة.

 

ألا فلتعلموا أن للشعوب والأمم قضايا مصيرية تتخذ تجاهها إجراء الحياة أو الموت، وأنتم أهل السودان مسلمون، تشهدون أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، وقد حددت لكم عقيدة الإسلام قضاياكم المصيرية التي تتخذون تجاهها إجراءً واحدا، هو إما الحياة في ظلها، أو الموت في سبيلها، ومن هذه القضايا المصيرية قضية وحدة الأمة، ووحدة الدولة، حيث حدد الشرع القضية، وحدد الإجراء.

 

ويتجلى ذلك في مسألتين: إحداهما، قضية تعدد الخلفاء، والثانية، قضية البغاة. فقد روي عن عبد الله بن عمرو بن العاص أنه سمع رسول الله ﷺ يقول: «وَمَنْ بَايَعَ إِمَامًا فَأَعْطَاهُ صَفْقَةَ يَدِهِ وَثَمَرَةَ قَلْبِهِ فَلْيُطِعْهُ إِنْ اسْتَطَاعَ، فَإِنْ جَاءَ آخَرُ يُنَازِعُهُ فَاضْرِبُوا عُنُقَ الْآخَرِ». وعن أبي سعيد الخدري عن رسول الله ﷺ أنه قال: «إِذَا بُويِعَ لِخَلِيفَتَيْنِ فَاقْتُلُوا الْآخَرَ مِنْهُمَا»، فجعل وحدة الدولة قضية مصيرية حين منع تعدد الخلفاء، وأمر بقتل من يحاول أن يوجد تعدداً في الخلافة أي كيان الدولة، أو يرجع عن فعله. وعن عرفجة قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول: «مَنْ أَتَاكُمْ وَأَمْرُكُمْ جَمِيعٌ عَلَى رَجُلٍ وَاحِدٍ يُرِيدُ أَنْ يَشُقَّ عَصَاكُمْ أَوْ يُفَرِّقَ جَمَاعَتَكُمْ فَاقْتُلُوهُ»، فجعل قضية وحدة الأمة، ووحدة الدولة قضية مصيرية حين منع من تفريق الجماعة، وأمر بقتل من يحاول ذلك أو يرجع عن فعله.

 

وأما بالنسبة للبغاة فقد قال الله تعالى: ﴿وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِنْ فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ﴾، ذلك أن من ثبتت إمامته للمسلمين، أي من ثبت كونه خليفة للمسلمين يحرم الخروج عليه، لما في الخروج عليه من شق عصا المسلمين، وإراقة دمائهم، وذهاب أموالهم، لقوله عليه الصلاة والسلام: «مَنْ خَرَجَ عَلَى أُمَّتِي وَهُمْ جَمِيعٌ فَاقْتُلُوهُ كَائِناً مَنْ كَانَ»، فهؤلاء الخارجون على الإمام بغاة يُستتابون، وتُزال شبهاتهم، فإن هم أصروا قوتلوا.

 

وبمنع تعدد الدولة، ومنع الخروج عليها، ومنع شق عصا الأمة، كانت وحدة الدولة، ووحدة الأمة من القضايا المصيرية، لأن الشارع سبحانه وتعالى جعل الإجراء تجاهها إجراء حياة أو موت. فمن يفعلها إما أن يرجع وإما أن يُقتل. وقد نفّذ ذلك المسلمون، وكانوا يعتبرونه أمراً من أعظم الأمور وأخطرها، وكانوا لا يتساهلون فيه مع أي مسلم كائناً من كان. هذا هو حكم الله سبحانه وتعالى، فخذوا على أيدي المنافقين والعملاء، وأفشلوا مخطط أمريكا لفصل دارفور، لترضوا الله سبحانه وتعالى خالقكم ورازقكم، وتحقنوا دماء أبنائكم، وتوقفوا مخطط تمزيق بلدكم.

 

أيها الأهل في السودان:

 

إنها لحظة مفصلية في تاريخكم، فهبوا هبة رجل واحد لتفشلوا هذه المؤامرة وأنتم قادرون إذا استعنتم بالله وتوكلتم عليه حق التوكل، وطلبتم من أبنائكم المخلصين من أهل القوة والمنعة أن يردوا إليكم سلطانكم الذي اغتصبه العملاء والمنافقون خدم الغرب الكافر ومشاريعه الإجرامية، وذلك إنما يكون بإعطائهم النصرة لحزب التحرير، الذي يعي على مؤامرات الغرب الكافر؛ خططه، وأساليبه، ورجاله، ويعي على مبدأ الإسلام العظيم بوصفه نظاماً للحياة، فقوموا أيها المسلمون لطاعة الله، ولخيري الدنيا والآخرة، يقول سبحانه وتعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ﴾.

 

 

 

 

 

التاريخ الهجري :18 من صـفر الخير 1447هـ
التاريخ الميلادي : الثلاثاء, 12 آب/أغسطس 2025م

حزب التحرير
ولاية السودان

 
رابط هذا التعليق
شارك

بسم الله الرحمن الرحيم

 

ولاية تركيا: مسيرة جماهيرية نصرة لغزة "لمخاطبة المعنيين!"

 

2025 07 27 ANK GAZA ACTV LOGO

  

أمام المجازر الوحشية (الإبادة الجماعية) المتواصلة منذ 21 شهراً، التي يرتكبها كيان يهود المجرم بحق المسلمين العزل في قطاع غزة، والتي أدت إلى استشهاد وإصابة وفقدان أكثر من 200 ألف مسلم ومسلمة حتى الآن، نظم حزب التحرير / ولاية تركيا وأنصاره، رغم منع النظام التركي لها، مسيرة جماهيرية واسعة على مستوى تركيا بعنوان:

 

"نحن نسير إلى المجمع الرئاسي من أجل غزة:

 

هل أنتم مستعدون للتحدث معنا إلى صاحب الصلاحية؟"!

 

حيث انطلق شباب وأنصار حزب التحرير / ولاية تركيا في مسيرة من مقر حزب العدالة والتنمية الرئيسي في أنقرة باتجاه المجمع الرئاسي "للتحدث إلى المخاطب" نيابة عن المسلمين في غزة الذين تُركوا وحيدين تحت وطأة المجازر والحصار والتجويع منذ ما يقرب من عامين.

 

لقد مضى 21 شهراً بالضبط على المجزرة والإبادة الجماعية والقمع التي بدأها كيان يهود المحتل في غزة هاشم بدعم من الولايات المتحدة والدول الغربية، ومنذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023 استشهد ما يزيد عن 58 ألف مسلم وأصيب 137 ألف شخص.

 

وفي المقابل لم يتخذ النظام التركي برئاسة أردوغان ولا أي من الأنظمة العربية في المنطقة، أية خطوات ملموسة لوقف الاحتلال والإبادة الجماعية في غزة، كما أنها لم تعمل حتى على ضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى غزة، فبدأت الوفيات الجماعية بسبب الجوع والعطش.

 

 

فمنذ معركة (طوفان الأقصى) في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023م، يواصل كيان يهود الغاصب جرائم الإبادة الجماعية منتهكاً بذلك قوانين الحرب وكل القواعد الأخرى، وعلى الرغم من النداءات التي أطلقناها باستمرار؛ "الجيوش إلى الأقصى" و"محمدتشيك إلى غزة"، والتي تخاطب القادة لاتخاذ خطوات ملموسة، وبسبب صمت الحكام المطبق الذين تنتظر الجيوش تحت قيادتهم، يواصل كيان يهود ارتكاب جرائم الإبادة الجماعية. وفي الوقت الذي تدعو الأمة حكامها إلى "تحريك الجيوش نصرة لغزة"، فإنهم يواصلون تسليم واستباحة غزة ليهود القتلة ومن يقف خلفهم ويدعمهم بالمال والسلاح، الولايات المتحدة والغرب والنظام الدولي.

 

ولهذا فإننا في حزب التحرير / ولاية تركيا وأنصاره نظمنا هذه المسيرة الجماهيرية كجزء من مسؤوليتنا، لنذكر الأمة قاطبة مجددا بمسؤوليتنا في التحرك الفوري من أجل نصرة المسلمين المضطهدين الذين تُركوا وحدهم لما يزيد عن 655 يوماً، والأمهات اللواتي ودّعن أجساد أطفالهن الممزقة بالدموع، والأطفال الجائعين والعطشى، والآباء الذين أعدموا أثناء انتظارهم في طوابير للحصول على لقمة خبز.

 

الأحد، 02 صفر الخير 1447هـ الموافق 27 تموز/يوليو 2025م

رابط هذا التعليق
شارك

بيان صحفي

 

إذا لم يؤدِّ سقوط "الجمهورية" إلى قيام الخلافة

فلا بدّ أن يكون مرحلة انتقالية نحو الخلافة الراشدة

 

 

(مترجم)

 

يُمثل انهيار النظام الجمهوري في أفغانستان أحد أهم التطورات المحورية لشعب أفغانستان والأمة الإسلامية عموماً في القرن الحادي والعشرين. لم يكن هذا النظام يفتقر إلى أي جذور في العقيدة الإسلامية فحسب، بل كان نتاجاً لتصميم استعماري جديد؛ نظام مستورد بُني لمأسسة الفساد والتبعية والظلم. كان سقوطه النهاية الطبيعية والحتمية لنظام كان منذ نشأته غريباً عن الهوية الإسلامية ومتناقضاً مع قيم الإسلام.

 

كان النظام الجمهوري، كما فُرض في أفغانستان، نموذجاً فاشلاً - نظام طاغوت بطبيعته - خالياً من الشرعية الإسلامية، وانهار في النهاية تحت ضغط مقاومة المسلمين، وإخلاص المجاهدين، ويقظة حملة الدعوة. نهنئ شعب أفغانستان المسلم، والمجاهدين الصادقين، ودعاة الحق، والأمة الإسلامية جمعاء على هذا التحول التاريخي والمبارك، ونعتبرها نقطة تحول حاسمة، وصحوة، وعودة إلى السيادة الإسلامية.

 

ومع ذلك، فإن الجمهورية والديمقراطية لا تقتصران على اسم أو مجموعة من الرموز أو البادئات التي تتلاشى بسقوط النظام، بل تُمثلان إطاراً مبدئياً وسياسياً شاملاً، تحكمه مبادئ محددة للإدارة الداخلية والسياسة الخارجية. لذلك، ورغم الحديث عن انهيار الجمهورية، فإن أساسها الفكري، أي مؤسساتها السياسية وقوانينها وسياساتها ورؤيتها للعالم، لا يزال سليماً إلى حد كبير.

 

ومع الأسف، فإن حكام اليوم، وإن كانوا يستقون أحياناً من التقاليد الأفغانية، لا يزالون يتبنون عناصر أساسية من الواقعية السياسية، والبراغماتية الرأسمالية، والقومية القبلية، وهي سمات مميزة لنموذج الجمهورية الذي يدّعون أنهم حلوا محله. ومن الأمثلة الواضحة على ذلك التركيز المستمر على "المصلحة الوطنية" والسعي إلى التوافق مع النظام العالمي العلماني. وبالتالي، فإن مجرد تغيير القيادة أو تفكيك جهاز إداري مختل لا يعني القضاء التام على النظام الجمهوري. من مشاكل أفغانستان المزمنة عدم استقرار حكوماتها. ورغم أن التدخل الأجنبي لعب دوراً، إلا أن المشكلة الأعمق تكمن في غياب صلة حقيقية وعضوية بين الحكام والشعب. فقد فشلت الأنظمة المتعاقبة في بناء هوية مشتركة مع الشعب أو ضمان شرعية شعبية واسعة. ومن غير المستغرب أن تنهار هذه الأنظمة، سواء من خلال التفكك الداخلي أو فرض خارجي.

 

إذا كان النظام الحالي يسعى إلى استقرار حقيقي وشرعية دائمة، فعليه أن يدرك أن السلطة السياسية تنبع من الأمة الإسلامية. وعليه أن يرسخ الحلول الإسلامية داخل المجتمع، وأن يلتزم، في السياسة الداخلية والخارجية على حد سواء، بالإسلام وحده. ففي النظرة الإسلامية للعالم، يستمد السلطان من المجتمع الإسلامي، وليس من مناشدات النظام الدولي أو مؤسساته. ولا تُمنح الشرعية في الإسلام من خلال الاعتراف الدولي، بل من خلال البيعة الشرعية، وهي تعهد شرعي بالولاء من المؤمنين.

 

لذا، يجب أن يُبنى أساس الحكم في الإسلام على العقيدة الإسلامية، والسياسة الإسلامية، والرسالة الإسلامية. هذه الرسالة تُحرر الحاكم من قيود القومية، والمصلحة الاقتصادية، والحياد، وتُلزمه بواجب إعلان سيادة الإسلام وتثبيتها من خلال الدعوة والجهاد.

 

وأخيراً، لا بد من التأكيد على أن حكام أفغانستان الحاليين يمرون بابتلاءٍ واختبارٍ كبيرين من الله تعالى. فبعد التحول السياسي وتوليهم السلطة، كان لزاماً عليهم شكر الله تعالى، ليس بالقول فقط، بل بالتطبيق الكامل والشامل للإسلام. وهذا يشمل مواصلة الجهاد خارج حدود الدولة القومية المصطنعة، واقتلاع جميع القيم والأفكار والأنظمة غير الإسلامية، وتمهيد الطريق لإعادة الخلافة وإقامة حكمها الفعلي فورا. وإذا اختاروا بدلاً من ذلك إعادة تموضع أنفسهم كمشاركين في النظام الدولي العلماني؛ وإذا سعوا إلى الحصول على اعتراف القوى الاستعمارية ومؤسساتها؛ وإذا تلاشت روح الجهاد بينهم؛ وإذا طبقوا الإسلام بشكل انتقائي وجزئي، فإن تحذير الله سبحانه وتعالى سوف يدخل حيز التنفيذ قريباً، ﴿وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ.

 

المكتب الإعلامي لحزب التحرير

في ولاية أفغانستان

رابط هذا التعليق
شارك

بسم الله الرحمن الرحيم
كلمة الناطق الرسمي لحزب التحرير في ولاية السودان

في المؤتمر الصحفي

 

يوم السبت 22 صفر 1447هـ، الموافق 16/08/2025م، بعنوان:

 

"نداء لأهل السودان.. أدركوا دارفور حتى لا تلحق بالجنوب"

 

أعلنت قوات الدعم السريع يوم السبت 26/07/2025م، عن تشكيل حكومة موازية للحكومة القائمة في السودان، وذلك في حاضرة جنوب دارفور (نيالا)، وتعد خطوة قوات الدعم السريع هذه، خطوة متقدمة في فصل إقليم دارفور، الذي تسيطر عليه، إلا أجزاء من مدينة الفاشر، التي تحكم عليها حصاراً خانقاً منذ أكثر من عام، وتشن عليها غارات متتالية لإسقاطها، حتى يصبح إقليم دارفور بالكامل تحت سيطرتها.

 

أيها الأهل في السودان:

 

لقد بدأ مسلسل أمريكا لفصل دارفور منذ سنوات، كما كانت ممسكة بملف جنوب السودان حتى أوصلته إلى الانفصال عن الشمال، والآن تسير بالسيناريوهات نفسها، التي فصلت بها الجنوب لتفصل دارفور، حيث بدأت عملياً في ذلك بتوقيع ما يسمى باتفاقية سلام في 14/07/2011م، وأعطت فيه إقليم دارفور حكماً ذاتياً موسعاً، وتظل دائماً مسألة الحكم الذاتي هي بداية حقيقية للسير في مسلسل التمزيق، وبالرغم من أنها؛ أي أمريكا، هي من هندست لهذا الاتفاق، إلا أنها لم تعتبره اتفاقاً نهائياً، فقد صرح المتحدث باسم خارجيتها وقتها مارك تونر، عقب توقيع الاتفاق قائلاً: (هذا الاتفاق خطوة إلى الأمام نحو حل دائم للأزمة في دارفور).

 

وما يؤكد أن أمريكا هي من فصلت جنوب السودان، وتسعى لتمزيق ما تبقى من السودان، تصريحات عمر البشير، في حواره مع وكالة سبوتنيك الروسية الذي نشر في 25/11/2017م، حيث قال: (إن قضيتي دارفور وجنوب السودان وجدتا الدعم والسند من أمريكا، وتحت ضغوطها انفصل جنوب السودان)، وأضاف: (نحن لدينا معلومات الآن أن السعي الأمريكي هو تقسيم السودان إلى خمس دول)، ما يؤكد أن أمريكا هي من فصلت جنوب السودان، وتسعى الآن لفصل دارفور، فإذا نجحت - لا قدر الله - فإنها ستمزق باقي أقاليم السودان واحدا تلو الآخر، وستفعل ذلك لترسم حدود خمس دول في بلدكم بدمائكم ودماء أبنائكم كما فعلت من قبل بفصلها الجنوب بدماء 2 مليون من أهلكم وكما تفعل الآن لتفصل دارفور بدماء مئات الآلاف منكم، فهبوا يا أهل السودان لإفشال المخطط واستئصال شأفة العملاء والمنافقين وتصحيح مسار حياتكم.

 

فيا أهل السودان:

 

إن المؤمن لا يلدغ من جحر واحد مرتين، وقد لُدِغنا من جحر أمريكا بفصلها لجنوب السودان، فهل نسمح لها بفصل دارفور؟! روى البخاري ومسلم عن أبي هريرة، رضي الله عنه، عن النبي ﷺ، أنه قال: «لَا يُلْدَغُ الْمُؤْمِنُ مِنْ جُحْرٍ وَاحِدٍ مَرَّتَيْنِ».

 

إن أية دولة لا تسمح أن تُمزّق أقاليمها، لأن في الوحدة قوة وفي التفرقة ضعفاً وذلة، فكيف إذا كان الإسلام قد جعل قضية وحدة الأمة، ووحدة كيانها قضية مصيرية، يُتخذ حيالها إجراء الحياة أو الموت؟ فعن عرفجة قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول: «مَن أتاكُمْ وأَمْرُكُمْ جَمِيعٌ علَى رَجُلٍ واحِدٍ، يُرِيدُ أنْ يَشُقَّ عَصاكُمْ، أوْ يُفَرِّقَ جَماعَتَكُمْ، فاقْتُلُوهُ».

 

أيها المسلمون:

 

كيف تسكتون عن تمزيق بلادكم ولا تتحركون، ولا تجعلون وحدة بلادكم قضية مصيرية كما أمركم نبيكم ﷺ؟! فمن تطيعون؟ هل تطيعون أمريكا الكافرة المستعمرة، أم حبيبكم المصطفى عليه الصلاة والسلام؟! يقول الله عز وجل: ﴿وَما آتاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَما نَهاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقابِ﴾، ويقول سبحانه: ﴿وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَاحْذَرُوا فَإِن تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّمَا عَلَىٰ رَسُولِنَا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ﴾.

 

أيها الإعلاميون:

 

إن مهمتكم عظيمة في توعية الناس على مخاطر التمزيق، فاجعلوا أقلامكم، ومؤسساتكم الإعلامية منبراً للوعي، تكشفون مخططات الكفار المستعمرين وأعوانهم الذين يساعدونهم في تنفيذ مؤامراتهم على بلادنا ووحدتها، فإنكم أمناء على قول الحق، والوقوف ضد الباطل، يقول الله عز وجل: ﴿قُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَمَا يُبْدِئُ الْبَاطِلُ وَمَا يُعِيدُ﴾.

 

أيها السياسيون:

 

إن مسؤولية الحفاظ على وحدة البلاد، هي مسؤوليتكم الأولى، باعتباركم القادة، والزعماء، ورؤوس الناس، فوقوفكم ضد مشاريع التمزيق والتفتيت، هو العاصم، فلا تكونوا أعواناً للكافر المستعمر، فينفذ عبركم مؤامراته، يقول الله تعالى: ﴿وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُم مِّن دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لَا تُنصَرُونَ﴾.

 

أيها العلماء، يا ورثة الأنبياء:

 

إن مسؤوليتكم في توجيه القادة والحكام، إلى الحق والصواب عظيمة، فلا تكونوا مطايا لهم، تفتون بما يشتهون، ولا تسكتوا عن قول الحق مهما كانت النتائج، يقول النبي ﷺ: «مَنْ كَتَمَ عِلْمًا أَلْجَمَهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِلِجَامٍ مِنْ نَارٍ»، وأنتم تعلمون أن التفريط في وحدة الأمة وكيانها هو إثم عظيم.

 

أيها الضباط والجنود:

 

يا من أقسمتم على المحافظة على وحدة بلادكم، كيف تسمحون بتمزيقها وأنتم تنظرون؟! فإن الله سائلكم عن عهدكم الذي قطعتموه، يقول سبحانه وتعالى: ﴿وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْئُولاً﴾، فلا تسمحوا بانفصال دارفور، ومن قبل ما فرطتم في جنوب السودان، فارفعوا الإثم عن أعناقكم، وقفوا بالمرصاد لمخطط أمريكا وحركوا الجيش لإفشال مخطط تمزيق بلدكم.

 

ولتعلموا أن هذه الخطوب المدلهمة، ومؤامرات الكفار المستعمرين المستمرة، لن يكون لها من ترياق شاف إلا بالرجوع إلى الإسلام العظيم عقيدة وأنظمة حياة، وذلك لا يكون إلا بإقامة دولة الإسلام؛ الخلافة، وذلك إنما يتحقق بإعطاء النصرة لحزب التحرير، ليقيمها راشدة على منهاج النبوة، يقطع بها دابر الكافرين ويوحد بلاد المسلمين.

 

يقول سبحانه وتعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ﴾.

 

إبراهيم عثمان (أبو خليل)

الناطق الرسمي لحزب التحرير

في ولاية السودان

رابط هذا التعليق
شارك

بيان صحفي

 

تصاعُد حملة القمع الأمريكية ضد المنظّمات الإسلامية

 

(مترجم)

 

في مقابلة حديثة مع المذيع الإذاعي سيد روزنبرغ، أشار وزير الخارجية ماركو روبيو إلى العملية الجارية لتصنيف جماعة الإخوان المسلمين ومجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية (كير) كتنظيمين إرهابيين. وصرّح الوزير روبيو بأنّ هذه التصنيفات "قيد الإعداد، ومن الواضح أن هناك فروعاً مختلفة لجماعة الإخوان المسلمين، لذا سيتعين تصنيف كل منها".

 

في حين أقرّ روبيو بأنّ مثل هذه التصنيفات تتطلب إجراءات قانونية للصمود أمام الطعون القضائية، إلا أنّ تعليقاته تعكس اتجاهاً متزايداً لتصوير بعض الجماعات الإسلامية - الأجنبية والمحلية - على أنها تهديدات للأمن القومي وخصوم للسياسة الخارجية الأمريكية. ويعكس هذا تصريحات سابقة للمتحدثة باسم البيت الأبيض، كارولين ليفيت، التي ذكرت أنّ محمود خليل استُهدف لكونه "معادياً للسياسة الخارجية ومصالح الأمن القومي للولايات المتحدة الأمريكية".

 

لعقود من الزمن، تعرّض المسلمون في أمريكا للتجسس والتنميط والتجريم والترهيب تحت ستار مكافحة الإرهاب والأمن القومي. لقد أدى الخطاب المعادي للإسلام من الإدارات السابقة، الديمقراطية والجمهورية على حدّ سواء، إلى تصاعد جرائم الكراهية ضدّ الجالية المسلمة.

 

لا يقتصر الأمر على جماعة الإخوان المسلمين أو مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية (كير)، بل يؤثر على جميع المنظمات الإسلامية وجالياتنا في آن واحد. لا يمكن النظر إلى استهداف المنظمات الإسلامية لأسباب سياسية - وخاصةً تلك التي تدافع عن قضايا المسلمين أو الحكم الإسلامي - بمعزل عن النمط الأوسع للعداء تجاه الإسلام.

 

واجه النبي ﷺ والصحابة رضوان الله عليهم حظراً سياسياً ونفياً وحملات تشويه مماثلة في مكة المكرمة، ليس بدافع العنف، بل بدافع الدعوة إلى الإسلام.

 

يُلزمنا الإسلام بالدفاع عن ديننا، وقول الحق، والتنظيم الجماعي من أجل خير الأمة. علينا نحن المسلمين في أمريكا أن نقف معاً بثبات على الحق، وأن نوحد أصواتنا، وأن يدافع بعضنا عن بعض، وأن نرفض الترهيب المُصمم لإسكاتنا وتغييب ديننا.

 

يُذكرنا الله سبحانه وتعالى بقوله: ﴿إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ﴾، وبقوله سبحانه: ﴿وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَـئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللّهُ إِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ﴾.

 

إننا في حزب التحرير نحثُّ جميع المنظمات الإسلامية على حماية بعضها بعضا. فالأمر لا يتعلق بمنظمة واحدة، بل بحماية هويتنا الإسلامية في أمريكا.

 

المكتب الإعلامي لحزب التحرير في أمريكا

رابط هذا التعليق
شارك

Join the conversation

You can post now and register later. If you have an account, sign in now to post with your account.

زوار
اضف رد علي هذا الموضوع....

×   Pasted as rich text.   Paste as plain text instead

  Only 75 emoji are allowed.

×   Your link has been automatically embedded.   Display as a link instead

×   Your previous content has been restored.   Clear editor

×   You cannot paste images directly. Upload or insert images from URL.

جاري التحميل

×
×
  • اضف...