اذهب الي المحتوي
منتدى العقاب

متجدد -المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير - إصدارات وبيانات صحفية متنوعة 20-7-2024


Recommended Posts

المكتب الإعــلامي
ولاية مصر

بيان صحفي

 

قراءة القرآن في المتحف المصري الكبير

حين يُستنكر الذكر ويُستباح الباطل!!

 

أثارت واقعة اعتقال شاب تلا آيات تتحدث عن فرعون داخل المتحف المصري الكبير، موجة واسعة من الجدل، بعد أن خرج بعض المنتسبين للمؤسسات الدينية الرسمية يستنكرون فعله، واصفين إياه بأنه "سوء أدب مع القرآن" وأن فيه "تلميحاً خطيراً"! هذه الحادثة، على بساطتها، تكشف خللاً عميقاً في الميزان الفكري والقيمي الذي يحكم الحياة العامة اليوم، وتفضح ازدواجية المعايير التي تُحكم بها أفعال الناس في ظل الأنظمة القائمة على الفكر العلماني.

 

وقبلها بدأ النظام العلماني القائم في مصر الكنانة بتحويل البلد المسلم الذي يعتز بدينه وعقيدته وتاريخه الإسلامي العريق، فبدأ بعزله عن هذا الشرف؛ تارة بنسبته إلى القومية العربية النتنة، وتارة إلى الوطنية العفنة، وأخرى إلى الفرعونية المشركة، وكل ذلك حرب على البلاد والعباد وما يحملون من عقائد وتاريخ وحاضر إسلامي عريق؛ لذلك لم يكن مستغرباً إنكار أبواق النظام على الشاب قراءة القرآن الذي يحاربونه ويريدون طمس آياته وإبراز معالم الشرك الفرعونية.

 

إن تلاوة القرآن عبادة عظيمة، يثاب عليها المسلم حيثما قرأها، قال تعالى: ﴿فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ﴾، ولم يخصّها بمكان دون آخر، ولا زمان دون زمان. فالقراءة جائزة في البيت، وفي الطريق، وفي السوق، وفي مكان العمل، وفي أي موضع طاهر لا يُمنع فيه الذكر. بل إن ذكر الله في المواطن التي يغلب عليها الغفلة له فضل عظيم، فكيف يستنكر اليوم أن يُتلى القرآن في متحف، وهو مكان لا يحمل قداسة شركية، ولا يشتمل على نجاسة، ولا يُقام فيه منكر ظاهر؟!

 

إن القول بأن تلاوة آيات قصة فرعون في المتحف "سوء أدب" أو "تلميح خطر" هو قول باطل من جهة الشرع والعقل. فالقرآن كتاب هداية، أنزله الله ليُتلى ويتدبره الناس في كل زمان ومكان. وليس لأحد أن يمنع تلاوته أو أن يقصره على المساجد أو المناسبات الرسمية. بل إن مثل هذه التلاوة تذكير بآيات الله في موضع يُعرض فيه تاريخ ملوك الأرض الذين تجبّروا، وهو تذكير مشروع لا يخرج عن غاية القرآن في العظة والعبرة. قال تعالى: ﴿لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لأُولِي الألْبَابِ﴾. فهل صارت العبرة محرّمة، والذكر مريباً، والقرآن موضع اشتباه؟!

 

والأدهى من ذلك أن الذين يستنكرون على شابٍ قرأ القرآن في المتحف، لا نسمع لهم صوتاً حين تُقام في الموضع ذاته حفلات موسيقية، أو تُعرض فيه رقصات وتماثيل وأغانٍ تُخالطها كلمات باطلة. لم يقل أحد منهم إن هذا سوء أدب مع التاريخ، أو تلميح خطر ضد التراث، لكنهم ما إن سمعوا آيات من كتاب الله حتى ضاقت صدورهم، فاتهموا القارئ بالتلميح السياسي وبالنية المبطنة! وهذا يكشف أن الخلل ليس في فعل التلاوة، بل في موقف النفوس من القرآن ذاته، فالقلوب التي أَلِفت العلمانية لا تحتمل أن ترى للدين حضوراً في الحياة العامة إلا تحت سقف الترخيص الرسمي وتوجيه السلطة.

 

إن الحرية الشخصية التي يتشدق بها الفكر العلماني تنهار تماماً عند أول موقف يُظهر تمسك المسلم بدينه خارج الإطار المرسوم له. فلو أن هذا الشاب وقف يغني أو يعزف أو يلتقط صوراً تراثية لما اعترض عليه أحد، ولربما اعتُبر فعله تعبيراً فنياً أو إحياءً للحضارة. أما أن يقرأ القرآن فذلك عندهم تعدٍّ على قدسية المكان! أي مفارقة أعظم من أن يُمنع الذكر ويُستباح اللهو في الموضع ذاته؟! هذه هي الازدواجية التي تكشف حقيقة الأنظمة الفكرية القائمة اليوم: تقبل من الإنسان أن يفعل ما يشاء إلا أن يُظهر خضوعه لله تعالى.

 

ثم إن وصف المتحف بأنه "دار شرك" أو أن قراءة قصة فرعون فيه تحمل "إساءة" إنما هو تعسّف في الفهم. فالمتحف ليس معبداً يُعبد فيه أحد، بل هو مكان عرض تاريخي لا يمنع المسلم أن يتذكر فيه مصير الجبابرة والطغاة. والتذكير بسنن الله في خلقه ليس إساءة بل هو من تمام البلاغ، لأن الله سبحانه جعل قصص القرآن عبرة للناس جميعاً، لا حكراً على المساجد أو الدروس. بل إن مثل هذه التلاوة تردّ على الذين يُقدّسون الآثار والتاريخ الفرعوني، فتذكّرهم بأن من طغى من قبلهم قد غرق، وأن الملك لله وحده لا شريك له.

 

ولا يُعرف عن السلف أنهم خصصوا لتلاوة القرآن أماكن معينة دون غيرها. بل كانوا يقرؤونه في كل حال، حتى في ميادين الجهاد والأسفار والأسواق. قال ابن مسعود رضي الله عنه: "ينبغي لحامل القرآن أن يُعرف بليله إذا الناس نائمون، وبنهاره إذا الناس مفطرون". فالمكان لا يُقدّس بذاته، وإنما يُقدّس بذكر الله فيه. ومن منع القراءة في موضعٍ مباح فقد منع عبادة مشروعة بغير دليل، وهذا تحكّم في ما لا يملكه بشر.

 

إن هذه الحادثة ليست حادثاً فردياً بل هي صورة من صور الصراع بين فكرٍ يريد حصر الدين في الزوايا والشعائر، وفكرٍ يرى أن الإسلام شريعة حياة تُعاش في كل تفاصيلها. فالذي يستنكر اليوم تلاوة آيات قصة فرعون في المتحف، هو ذاته الذي يبرر تجريد الحياة العامة من أحكام الشرع بحجة المدنية والحياد الديني. وهكذا يُستبدل سلطان الهوي بسلطان الله، وتُقدّس الحريات حين تخدم الباطل، وتُقمع حين تنطق بالحق.

 

إن من حق المسلم بل من واجبه أن يُظهر دينه في كل موطن، وأن يُذكّر الناس بكلام ربهم كلما استطاع. فالقرآن ليس كتاباً يُحجب عن الواقع أو يُقيد بالمناسبات الرسمية، بل هو النور الذي يهدي الله به من يشاء من عباده. ومن يضيق صدره بسماع آياته فليعلم أن الخلل في قلبه لا في القارئ، وأن الله تعالى قال: ﴿وَإِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَحْدَهُ اشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ﴾.

 

فالواجب أن يُكرَّم من قرأ القرآن في هذا الموضع، لا أن يُعتقل! وأن يُنكر على من يمنع الذكر، لا أن يُبرر له! فالمسلم يقرأ كتاب الله حيثما شاء، ما دام يحترم آداب التلاوة. وأما من يريد أن يصادر القرآن من الفضاء العام بحجة الأدب أو الحساسية، فإنه لا يدافع عن الأدب، بل عن العلمانية التي تضيق بالإسلام إذا تجاوز جدران المسجد.

 

وهكذا، مهما حاول الطغاة أن يصنعوا هوية زائفة لأمة الإسلام، وأن يقطعوا صلتها بعقيدتها وحضارتها، فإنهم لا يغيرون سنن الله في خلقه، ولا يمنعون وعده الحق بأن تكون السيادة لعباده المؤمنين، وستكون رغم أنوفهم وحسرة في قلوبهم قريبا خلافة راشدة على منهاج النبوة نسأل الله أن نكون من جنودها وشهودها.

 

﴿إِنَّ الْأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُهَا مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ

 

 

المكتب الإعلامي لحزب التحرير

في ولاية مصر

 
  •  
رابط هذا التعليق
شارك

  • الردود 810
  • Created
  • اخر رد

Top Posters In This Topic

  • صوت الخلافة

    811

المكتب الإعــلامي المركزي

بيان صحفي

 

أيها المسلمون: كيف يطيب لكم عيش والحرائر في سجون يهود يعذبن وتنتهك أعراضهن؟!

 

 

كشف المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان بناء على إفادات جديدة جمعها محامو المركز وباحثوه من عدد من المعتقلين المفرج عنهم من قطاع غزة من سجون ومعتقلات كيان يهود عن ممارسة ممنهجة ومنظمة للتعذيب الجنسي، بما في ذلك الاغتصاب، والتعرية، والتصوير القسري، والاعتداء الجنسي بالأدوات والكلاب. إضافة إلى الإذلال النفسي المتعمد الهادف إلى سحق الكرامة الإنسانية ومحو الهوية الفردية بالكامل. ويؤكد المركز أن ما ورد في هذه الشهادات لا يمثل حوادث فردية معزولة، بل يندرج ضمن سياسة منهجية تُمارس في سياق جريمة الإبادة الجماعية المستمرة بحق سكان قطاع غزة، الذين يزيد عددهم عن مليوني إنسان، ومن بينهم آلاف المعتقلين المحتجزين في سجون ومعسكرات مغلقة أمام الرقابة الدولية، بما في ذلك اللجنة الدولية للصليب الأحمر.

 

وقد وثّق التقرير شهادات مروّعة تتعلق بحالات اغتصاب ارتكبتها قوات الاحتلال بحق فلسطينيين، من بينهم نساء جرى اعتقالهن من مناطق متفرقة من قطاع غزة خلال العامين الماضيين. وقد كان من ضمن الحالات التي وثقها التقرير حالة اغتصاب لامرأة بالغة من العمر 42 عاما اعتقلت أثناء مرورها من أحد الحواجز التي كانت مقامة في شمال قطاع غزة في تشرين الثاني/نوفمبر 2024، وفي إفادتها لطاقم المركز تحدثت عن تعرضها لأنماط عدة من التعذيب والعنف الجنسي، شملت اغتصابها أربع مرات على يد جنود يهود، إلى جانب تعرضها للشتم بألفاظ نابية بشكل متكرر، والتعرية وتصويرها وهي عارية، والصعق بالكهرباء، والضرب على جميع أنحاء جسدها.

 

شهادات صادمة ومؤلمة جداً رواها الأسرى المفرج عنهم ولا سيما ما روته الأسيرة التي وردت شهادتها في التقرير، رجال ونساء يعتقلون ويعذبون وتنتهك أعراضهم وكرامتهم لا لشيء إلا لأنهم من قطاع غزة الذي يتعرض لإبادة وحشية وعقاب جماعي ما زالت فصوله مستمرة إلى الآن، شهادات تعكس وحشية وإجرام ودناءة وانحطاط كيان يهود وجنوده الذين كانوا يسوقون للعالم على أنهم "الجيش الأكثر أخلاقية"، بل ويتباهى الجنود وبن غفير بما صنعوا وبما يعانيه الأسرى والأسيرات في سجون يهود ولا سيما معسكر سيديه تيمان الذي يحتجز فيه أهل غزة.

 

لقد تمادى هذا الكيان في إجرامه ووحشيته عندما رأى خيانة وصمت بل تآمر حكام المسلمين على أهل الأرض المباركة وعلى أهل غزة خاصة، هؤلاء الحكام الخون ومعهم النظام الدولي المجرم والمنافق وعلى رأسه أمريكا قد بذلوا جهوداً مضنية للإفراج عن أسرى يهود الذين كانوا محتجزين في غزة، بل إنهم قد هبوا للبحث عن جثث من مات منهم وإخراجها من تحت الأنقاض، دون أن يرف لهم جفن أو يلفظوا ببنت شفة ناهيك عن أن يتحركوا لنجدة الأسرى والأسيرات في سجون يهود، ودون أن يعبؤوا بإخراج آلاف الشهداء الذين ما زالوا تحت الأنقاض.

 

لقد تمادى هذا الكيان المجرم وتجرأ على ارتكاب جرائمه، وعلى انتهاك أعراض الحرائر، عندما رأى الأمة وجيوشها قد صمتت عما يقترفه ضد إخوانهم وأخواتهم في القدس والضفة وغزة فخذلتهم وتركتهم فريسة سهلة أمامهم، وعندما سكتت عن حكامها الخونة المجرمين الذين يمدون الكيان المجرم بأسباب الحياة ويحمونه ويغلقون الحدود ويمنعونكم من نصرتهم.

 

أيها المسلمون: إن جملة واحدة من امرأة عجوز مكلومة على أسر ولدها "يا منصور كل الناس مسرور إلا أنا" جعلت الحاجب المنصور يستدير بجيشه وينادي فيهم ألا ينزل أحد عن فرسه وينطلق بهم ليحرر ابنها وسائر الأسرى من الحصن المحتجز فيه، وإن حماية المسلمات وصون أعراضهن جعلت قتيبة بن مسلم لا يقبل الفدية ويأمر بقتل من يعتدي على المسلمين ويقول مقولته الشهيرة "لا والله لا تروع بك مسلمة أبداً"، وإن صرخة وا معتصماه من امرأة مسلمة كانت كفيلة بأن يجهز المعتصم جيشاً عرمرماً لتحريرها، وإن صرخة من الحرائر جعلت محمد بن القاسم يؤز عرش ملك السند لأنه احتجز سفينة المسلمات وأخذهن أسيرات، وقبل ذلك كله فإن كشف عورة امرأة مسلمة جعلت رسول الله ﷺ يجلي بني قينقاع من المدينة، فهل عدمت الأمة وجيوشها الرجال الأبطال الغيورين على دينهم وحرائرهم؟! ما بالكم أيها المسلمون، ماذا دهاكم؟ أأصابكم الوهن وركنتم إلى الحياة الدنيا؟! أغابت الغيرة على دين الله وحرماته من قلوبكم وعقولكم؟! ثم يا أيتها الجيوش كيف يطيب لكم عيش وهذا حال حرائركم؟! ألا تحسبون حساباً ليوم تقفون فيه بين يدي الله فيقتص منكم لعصيان أمره وخذلان عباده؟!

 

 

القسم النسائي

في المكتب الإعلامي المركزي

لحزب التحرير

 
  •  
رابط هذا التعليق
شارك

المكتب الإعــلامي
ولاية السودان

خبر صحفي

 

وفد من حزب التحرير/ ولاية السودان

يقوم بزيارتين لسياسيين بالأبيض

 

 

قام وفد، بإمارة الأستاذ النذير محمد حسين أبو منهاج، عضو مجلس حزب التحرير في ولاية السودان، يرافقه الأستاذ محيي الدين كجور، والأستاذ محمد سعيد بوكه، عضوا الحزب، في إطار حملة الحزب لإفشال مخطط فصل دارفور، يوم الخميس 13/11/2025م، قاموا بزيارة للأستاذ عمر حسن بديع الزمان، القيادي بحزب دولة القانون والتنمية، بمكتبه، للتعريف بحملة حزب التحرير في ولاية السودان لإفشال مخطط فصل دارفور، فقال الأستاذ عمر: أنا أعتبر أن حزب التحرير هو حزبي الثاني، وأن العمل لإعادة الخلافة هو همنا الأول، مثمنا دور الحزب. ثم قال الحمد لله الذي أنعم علينا بحزب التحرير في شمال كردفان.

 

وكان اللقاء متميزاً، ثم قام الوفد بتسليم الأستاذ عمر نسخاً من منشورات الحزب، تتعلق برأي الحزب في القضايا الساخنة، وبخاصة دارفور.

 

ثم قام الوفد في اليوم نفسه بزيارة للأستاذ صلاح عبد الله المحامي، الذي رحب بالوفد وأكرمه، وبعد أن سمع من أمير الوفد تفاصيل حملة الحزب لإفشال مخطط فصل دارفور، قال: لن نقبل بفصل دارفور، ونحن معكم.

 

وفي ختام الزيارة، طالب بعدد من إصدارات الحزب المتعلقة بالحملة، ليوصلها بنفسه إلى المحامين.

 

 

إبراهيم عثمان (أبو خليل)

الناطق الرسمي لحزب التحرير

في ولاية السودان

رابط هذا التعليق
شارك

المكتب الإعــلامي
ولاية السودان

كلمة الناطق الرسمي لحزب التحرير/ ولاية السودان في المؤتمر الصحفي بعنوان:

(هدنة الرباعية وخطورة التفاوض على أساس الحضارة الغربية)

 

 

 

منذ أن أعلنت الرباعية؛ التي تضم إلى جانب أمريكا، كلا من السعودية ومصر والإمارات، عن بيانها في 12/9/2025م، بشأن الأزمة السودانية، وكثير من الناس في السودان منقسمون إلى تيارين؛ تيار يؤيد بيان الرباعية الداعي إلى مفاوضات وتسوية سياسية، بحجة أنه يأتي بالسلام، والتيار الآخر يقول برفض ما جاء في بيان الرباعية، ويطالب بمواصلة الحرب. وبالرغم من أن الطرفين مسلمان، إلا أنهما لم يجعلا الإسلام أساساً ينطلقان منه لتحديد مواقفهما، وكان الأصل أن يحدث ذلك، فالله سبحانه وتعالى يقول: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَٰلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً﴾، ويقول سبحانه: ﴿وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِن شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ ذَٰلِكُمُ اللَّهُ رَبِّي عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ﴾، والرد إلى الله ورسوله هو رد إلى كتاب الله سبحانه وسنة رسول الله ﷺ.

إن رد النزاع الحاصل والحرب المستعرة في السودان، إلى كتاب الله وسنة رسوله ﷺ، يوصل إلى الحقائق التالية:

 

أولاً: من يمسك بملف حرب السودان هي أمريكا، وهي من ترأست الرباعية، وإشراك بعض الدول العربية هو من باب ذر الرماد في العيون، فمصر والسعودية والإمارات، لا تملك من أمرها شيئاً، فالأمر كله بيد أمريكا، وهي دولة كافرة مستعمرة، لا يجوز أن تدخل بين المسلمين، لأنها عدو وليست صديقا، أما قول وزير الخارجية السوداني، محيي الدين سالم إن السودان يتعامل مع أشقائه في مصر والسودان ومع الأصدقاء في الولايات المتحدة الأمريكية، فهو قول مردود عليه! فالله سبحانه وتعالى يقول: ﴿إِنَّ الْكَافِرِينَ كَانُوا لَكُمْ عَدُوّاً مُّبِيناً﴾.

 

 ثم إنهم؛ أي الكفار، لا يريدون لنا الخير، كما قال عز وجل: ﴿مَّا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَلَا الْمُشْرِكِينَ أَن يُنَزَّلَ عَلَيْكُم مِّنْ خَيْرٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَاللَّهُ يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَن يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ﴾، فمن لا يريد لنا الخير من ربنا فكيف يأتي الخير منه؟! وكيف لو كان الكافر هو رأس الكفر أمريكا؛ التي تقطر يداها من دماء المسلمين في أرجاء المعمورة.

 

ثانياً: إن الحضارة الغربية التي على رأسها اليوم أمريكا، تقوم على عقيدة فصل الدين عن الحياة، وهي عقيدة قائمة على الحل الوسط، فليس عندهم حق وباطل، لذلك يسعون دائما لحل النزاعات عن طريق الحل الوسط، أي التوفيق بين الطرفين المتخاصمين، وهو أن يقدم كل طرف بعض التنازلات، حتى يلتقي الطرفان في منطقة وسطى، وذلك لأن الحقيقة عندهم نسبية وليست مطلقة. لذلك يراد لهذه المفاوضات التي ترعاها الرباعية على أساس الحل الوسط، أن تكرس للمساواة بين الدولة ومن تمرد عليها، ثم تأخذ تنازلات من كل طرف لصالح الآخر، ما يفضي إلى فصل دارفور! لأن المفاوضات مبنية على الحل الوسط، وليس على الحل الصحيح الذي يحق الحق ويبطل الباطل.

 

ثالثاً: إن الكفار المستعمرين عندما يسعون لحل النزاعات في بلاد المسلمين، والتي يكونون في الأصل هم سببها، أو هم من أوجدوها عبر عملائهم، فإنهم يحلونها على أساس مصلحتهم هم، وما يريدونه هم، وليس ما يكون في مصلحة أهل البلاد. سواء أتدخل الكفار بأنفسهم، أم بالوكالة عبر منظماتهم الإقليمية؛ الاتحاد الأفريقي أو الإيقاد أو غيرهما، وما فصل جنوب السودان عنا ببعيد، فتحت لافتات الحجج الخبيثة نفسها، من جلب السلام والاستقرار وغيرها، فصلوا جنوب السودان، وحرصوا على نقل العدوى إلى دارفور لسلخها، وكذلك يفعلون. ولأجل هذا الهدف؛ سلخ دارفور، وتفتيت السودان، أشعلت أمريكا هذه الحرب المدمرة، ووقودها حرمات المسلمين، ترسم بدمائهم حدوداً لدولة جهوية، أو عرقية، أو حتى قبلية، على أنقاض السودان، تسميها أمريكا زوراً وبهتاناً تصحيحاً لخرائط سايكس بيكو، وظلت أمريكا تمسك بالملف طوال عامين ونصف العام، تساوي بين الدولة، وبين من تمرد عليها، وتنضج طبختها على نار هادئة، وتناور وتلف وتدور من منبر إلى منبر، إلى أن أحكمت قوات الدعم السريع سيطرتها، على كامل إقليم دارفور بعد سقوط الفاشر، فكثفت أمريكا عبر الرباعية الدعوة إلى هدنة سمتها إنسانية، ثم تفاوض يفضي في حقيقته في نهاية الأمر إلى فصل دارفور، بسيناريو الجنوب نفسه، أي باسم إيقاف الحرب، وإيجاد السلام، يتحقق لأمريكا هدفها في تمزيق السودان عبر حدود الدم.

 

رابعاً: إن مواصلة الحرب على الوتيرة الجارية منذ اندلاعها في العام 2023م، لن تقضي على قوات الدعم السريع، بل ستؤدي إلى السيناريو الليبي بوجود حكومتين، والنتيجة في الحالتين هي انفصال دارفور، وهو ما تسعى له أمريكا عبر عملائها!

 

هذا هو الواقع، فما هو الحل إذا؟

 

 

  • إن الحل يلتمسه المسلم حصرياً في الوحي العظيم؛ عقيدة الإسلام، في الكتاب والسنة وما أرشدا إليه.

 

  •  
  •  
  •  
  • إن حل الإسلام العظيم لأي قضية، لا يقوم على أساس الحل الوسط والتوفيق بين الطرفين، بل يقوم على إحقاق الحق وإبطال الباطل، فصاحب الحق يأخذه كاملا غير منقوص.

 

  •  
  •  
  •  
  • إن غياب الشرعية هو آفة الآفات، فكل شخص حمل السلاح، وامتلك القوة، يريد أن يصبح حاكماً على الناس، حتى أصبح أسهل طريق للاستوزار، وأخذ الأنصبة في الحكم هو التخابر مع الخارج، وحمل السلاح، وانتهاك حرمات الأبرياء، بل صار ذلك عرفاً مرعياً لا يجد أدنى استهجان، بل حتى قيادات المجتمع؛ من مفكرين، وإعلاميين، وسياسيين، يضعون خدماتهم عند قدمي العملاء المتخابرين مع الخارج! ولتصحيح ذلك يقضي الإسلام بقاعدة أن السلطان للأمة، ما يحتم أن يُرد للأمة سلطانها المغتصب، لتؤسس حياتها على أساس عقيدة الإسلام، بإقامة نظام الخلافة.

 

  •  
  •  
  •  
  • وتقضي معالجة الإسلام، بأن من يحمل السلاح في وجه الدولة التي تطبق الإسلام ويدعي مظلمة، فإن الدولة تطلب منه أن يضع السلاح لتستمع إلى مظلمته، فإن فعل، جلست الدولة معه، واستمعت لمظلمته، ورفعتها عنه، وإن رفض وضع السلاح، قوتل قتال تأديب حتى يضع السلاح، ولا تسمح الدولة لأي دولة أجنبية أن تدخل في هذا الأمر، ناهيك أن تسمح لمن أشعل الحرب من عدو كافر يدعي الوساطة.

 

  •  
  •  
  •  
  • إن معالجة الإسلام لقضية التمرد والخروج على سلطان الدولة، هي المعالجة الشرعية التي تحقق العبودية لله رب العالمين، وهي فوق ذلك معالجة صحيحة، منطبقة على واقع المشكلة؛ تحافظ على وحدة الدولة، وتمنع تدخل الأعداء المتربصين في شؤونها، فلنلزم هدي حبيبنا ﷺ.

 

أيها الأهل في السودان، أيها المخلصون من أهل والمنعة:

 

ما زال حزب التحرير/ ولاية السودان، يعمل بينكم ومعكم، من أجل استئناف الحياة الإسلامية، يبصركم ويلفت أنظاركم، أن الطريق والمخرج من حياتكم البائسة هذه، والتي هي في سخط الله سبحانه وتعالى، إنما يتمثل، في أن يتبلور عندنا جميعا هدف واحد، وهو كيف يعطي المخلصون من أبنائنا من أهل القوة والمنعة، النصرة لحزب التحرير، ضمانة تطبيق الإسلام، وتحرير الناس من الاستعمار، وحمل الإسلام إلى العالمين، يقول سبحانه وتعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ﴾.

 

 

إبراهيم عثمان (أبو خليل)

الناطق الرسمي لحزب التحرير

في ولاية السودان

رابط هذا التعليق
شارك

المكتب الإعــلامي
ولاية مصر

بيان صحفي

هل امتدّت يد يهود إلى مصر لتصفية العلماء؟

سؤال يكشف حقيقة التبعية ويعرّي عجز النظام عن حماية البلاد والعباد

 

 

لم تكن حادثة اغتيال المهندس المتخصص في الكيمياء النووية في الإسكندرية مجرد جريمة جنائية عارضة، ولا يمكن وضعها في خانة "الخلافات الشخصية" بسهولة كما يحاول النظام المصري والإعلام الرسمي تصويرها. فالتوقيت، وطبيعة التخصص، وطريقة التنفيذ، والبيئة السياسية المحيطة كلها تدفع إلى طرح الأسئلة الكبرى التي يتجنب النظام الإجابة عنها، بل يخشى مجرد طرحها. والأسئلة التي يطرحها الناس اليوم مشروعة، بل واجبة: هل بدأت يد يهود تمتد إلى مصر الكنانة لتصفي ما تبقى فيها من طاقات علمية؟ وهل جاء الدور على الحليف السياسي والعسكري للنظام ليقدم كوادره العلمية قرباناً حفاظاً على استمرار العلاقة في ظل التبعية؟ وهل فعلاً يجهل النظام من يقف وراء هذه الجريمة؟ أم أن غاية ما يمكنه فعله هو إدارة مسرحية تحقيق مغلقة لا تلامس الحقيقة؟

 

عندما يُقتل عالم، أو باحث له علاقة بتخصص استراتيجي، أو مهندس يمتلك معرفة حساسة، فإن السؤال الأول الذي يطرح هو من المستفيد؟ خاصة إذا نظرنا إلى الوقائع في المنطقة خلال العقود الماضية، فإن كيان يهود كان الأكثر تورطاً في اغتيال العلماء العرب والمسلمين، من العراق وإيران إلى سوريا ولبنان، واستهدف الخبراء في الفيزياء والكيمياء والاتصالات والطيران والصواريخ. فهل يُستبعد أن تمتد يده إلى مصر، في ظل تحالف أمني معلن، وتنسيق استخباراتي قائم، واتصالات مستمرة؟ وهل يُستبعد أن يظل كيان يهود يعمل لتجريد دول المنطقة من أي قدرة علمية أو بحثية تشكل بذوراً لقدرة عسكرية مستقبلية؟

 

سواء أكان الضحية يعمل حالياً في مجاله أو لم يكن، يبقى السؤال قائماً: لماذا هذا التأكيد الإعلامي السريع بأن التخصص لا علاقة له بالحادث؟! ولماذا هذا الإصرار على تحويل القضية إلى "خناقة شخصية" قبل اكتمال التحقيق؟! أليس من عادة الأجهزة الأمنية في مصر أن تحتكر المعلومات وتمنع إعلان الفرضيات قبل اكتمال التحقيق، فلماذا تعجلت هذه المرة؟!

 

إن الإصرار على إغلاق الباب أمام أي شبهة اغتيال سياسي أو خارجي، يُظهر أن النظام يخشى فتح هذا الباب، لأن فتحه يجره إلى سؤال أكبر: لماذا هو عاجز عن حماية علماء بلاده؟ ولماذا يمكن ليد خارجية أن تمتد داخل مصر دون رادع؟

 

من المستحيل أن يجهل النظام أن كيان يهود هو عدو لدود للأمة الإسلامية، لكن المشكلة ليست في جهل النظام، بل في طبيعة علاقته به. فالعلاقة ليست علاقة عداوة كما يفرض الإسلام، بل هي علاقة تعاون وتبادل أمني وتنسيق سياسي، تُمنح فيه الأولوية لحفظ السلطة على حساب حفظ البلاد.

 

فهل يمكن لنظام ينسق يومياً مع أجهزة الاحتلال أن يوجه أصبع الاتهام إليها؟ هل يمكن لنظام يعتمد في شرعيته الخارجية على دعم القوى الغربية الداعمة لكيان يهود أن يتهم "الحليف المشترك"؟ هل يمكن لنظام يستمد بقاءه من رضا أمريكا الراعية الأولى لكيان يهود أن يسمح حتى بإثارة الشبهات حولهم؟

 

الإجابة واضحة؛ لذلك يغلق التحقيق دائماً عند حدود "خلاف شخصي"، أو "حادث عابر"، أو "جانٍ مختل"!

 

يجب ألا ينظر إلى هذه الجرائم بوصفها جرائم فردية، بل ينظر إليها من زاوية الأمن العام ورعاية شؤون الأمة. وإذا كان الطرف المتهم سياسياً ومنطقياً هو كيان يهود، فإن الواجب الشرعي ليس لجنة تحقيق، بل حماية الأمة وردّ العدوان. والسؤال هنا: هل يملك النظام الإرادة أو القدرة لفعل ذلك؟ هل يستطيع وهو الذي يحاصر أهل غزة، ويسمح بمرور الغاز والكهرباء ليهود، ويتعاون في الملفات الأمنية والحدودية، ويصوت لصالحه في المحافل الدولية، أن يقول إنه سيقتص منه؟

 

إن الشرع يوجب على الدولة أن ترد على الاعتداء باعتباره عدواناً على الأمة كلها، قال الله تعالى: ﴿وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ. لكن الأنظمة القائمة لا تتحرك وفق هذا الميزان، بل وفق ميزان السياسة الدولية ومصالح القوى الكبرى.

 

إن حماية البلاد وعلمائها، ورد العدوان، والردع، هي مهام دولة ذات سيادة حقيقية، وليس نظام فاقد إرادته السياسية. ولذلك فإن السؤال الأكبر الذي يطرحه هذا الحادث ليس هو من القاتل؟ بل هل يمكن أن يحمي مصر وقدراتها وعلماءها نظام تابع سياسياً وعسكرياً واقتصادياً لأمريكا رأس الكفر والاستعمار؟

 

إن الحادث مهما حاولوا تصويره ليس حادثاً عادياً، بل مؤشر على هشاشة الأمن الحقيقي في مصر، وعلى انكشاف البلاد أمام القوى المعادية، وعلى عجز النظام عن حماية الكفايات فضلاً عن حماية الأمة.

 

يا أجناد الكنانة: إن الأحداث التي تتوالى على مصر، من اغتيال العقول، وإهدار الطاقات، وفتح البلاد أمام الأعداء، تكشف أن الخلل ليس في الشعب ولا في الجند، بل في القيادة السياسية التي ربطت مصر بعلاقات التبعية، حتى أصبحت مستباحة لعدوها. وأنتم تعلمون قبل غيركم أن الشرع حمّلكم مسؤولية عظيمة في نصرة الحق، ومنع الظلم، وحماية الأمة من أعدائها. وأنتم تعلمون أن يدَ يهود امتدت في بلاد المسلمين، قتلاً وتخريباً وإفساداً، وما كان لها ذلك لو كان للأمة دولة تقيم دين الله وتذود عن المسلمين.

 

وإننا نخاطبكم اليوم بدعوة مخلصة، لا نبتغي بها إلا وجه الله: أن تقوموا بواجبكم الشرعي في حماية البلاد، وكفّ يد الأعداء، ومنع التبعية للغرب، ونصرة مشروع الأمة لإقامة حكم الإسلام الذي يحفظ الدماء ويصون الكرامة ويعيد للأمة سلطانها في ظل دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة.

 

﴿وَمَا لَكُمْ لَا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ

 

 

المكتب الإعلامي لحزب التحرير

في ولاية مصر

رابط هذا التعليق
شارك

المكتب الإعــلامي تنزانيا

بيان صحفي

 

الديمقراطية لا تقدس الأرواح ولا الممتلكات

 

(مترجم)

 

 

مرةً أخرى، اجتاحت أعمال العنف التي أعقبت الانتخابات في تنزانيا لعدة أيام بدءاً من 29 تشرين الأول/أكتوبر 2025، ما تسبّب في خسائر بالأرواح وأضرار جسيمة في كلّ من الممتلكات الخاصة والبنية التحتية العامة. ومنذ أول انتخابات رئاسية متعددة الأحزاب أجريت في تنزانيا عام 1995، كان تجدّد العنف الذي يعقبها أمراً متتالياً ومتواصلاً كل خمس سنوات. ومع ذلك، فإنّ عنف هذا العام هائل ومنتشر على نطاق واسع حتى إنه فاق أعمال العنف المؤلمة التي وقعت عام 2000 حيث قُتل أكثر من 40 من أتباع المعارضة (الجبهة المتحدة الموحدة) في زنجبار (جزر شبه مستقلة) بالرصّاص، وأصيب أكثر من 600 شخص، وفرّ نحو 2000 شخص إلى كينيا المجاورة.

إن العنف متأصل في الديمقراطية وانتخاباتها منذ تأسيسها على النحو التالي:

 

1- الديمقراطية هي النظام الحاكم للرأسمالية المبني على معيار واحد فقط في الأفعال، وهو "المصالح". أي أنّ الشخص يتصرّف أو يمتنع عن التصرف للحصول على مصلحة. وليس من المستغرب أن يتصرف مناصرو الديمقراطية سواء في الحكومة أو المعارضة أو يشجعوا الآخرين على التصرف بطريقة تضمن مصالحهم. بناءً على هذا المبدأ، لا تهدف جميع الأحزاب الديمقراطية إلى خدمة رفاهية الشعب، بل هي قنوات اقتصادية للسياسيين، إما باستهلاك الإعانات العامة، أو انتظار التعيينات، أو استهلاك مساعدات المستعمرين، أو الانغماس في تبرعات المحسنين، إلخ.

 

2- يدعم النظام الديمقراطي فكر ميكافيلي الشرير والشيطاني، القائل بأنّ "الوسيلة تبرّر الغاية، والغاية تبرّر الوسيلة". هذا يعني أنه في الديمقراطية، يجوز فعل أي شيء، كالقتل، وإثارة الفتنة على أسس دينية وعرقية، والكذب، أو أي شيء آخر، مهما كان ضرره، شريطة تحقيق الأهداف المرجوة. من حيث المبدأ، لا يوجد في الديمقراطية أي مفهوم قانوني أو غير قانوني، فالمهم هو ما يؤدي إلى تحقيق أهدافهم.

 

3- أدخل الغرب الديمقراطية التعددية لمصالحه الخاصة، وليس لمصالح أو تقدم بلادنا كما يراه الكثيرون، لدرجة أنّ البعض اختلط عليه الأمر، ففقد آماله الكبيرة، وضاع وقته، وتعب حتى الموت، في انتظار التغيير. بل أدخلها الغرب كمؤامرة، والخداع بتغيير وجه النظام، إذ أدركوا أنّ الشعب قد ضاق ذرعاً، وأنّ هناك استياءً متزايداً بسبب قسوة نظام الحزب الواحد الذي حموه (الغرب). وقد جُلب هذا النظام كأداة أخرى لتعزيز الاستعمار الجديد من خلال صرف انتباه الناس عن رؤية الأمور من منظور مبدئي. فبدلاً من محاربة المبدأ الرأسمالي الشرير، يُكرِّسون طاقاتهم في حلول زائفة لتغيير وجوه الحكام. علاوةً على ذلك، في كثير من الحالات، تُثير الدول الغربية، من خلال هذا النظام وذرائع أخرى، الفتن الأهلية والعنف لتمهيد الطريق لاستغلال مواردها. ومن الأمثلة الجيدة على ذلك: السودان، والكونغو، واليمن، والصومال، وغيرها.

 

من الواضح أنّ مثل هذا النظام لا يمكنه تجنب الصراعات والنزاعات المستمرة والعنف المستمر، وهو نظام هش، بل يعاني قبل كل شيء من عجزه عن خدمة البشرية بعدل.

 

حان الوقت لكل شخص مجتهد ومستنير يسعى إلى تغيير مبدئي حقيقي أن يمتنع عن المشاركة في الشوفينية الديمقراطية الفاسدة أو دعمها. الواجب على المسلمين الالتزام بالمنهج الإسلامي الصحيح للتغيير كما علمه النبي ﷺ، بإقامة دولة الخلافة، بدءاً من البلاد الإسلامية. أما غير المسلمين، فقد حان الوقت لهم لاستكشاف النظام الإسلامي البديل ومنهجه للتغيير، ثم اعتناقه، والتبرؤ من فساد الديمقراطية وخداعها.

 

 

مسعود مسلم

الممثل الإعلامي لحزب التحرير في تنزانيا

رابط هذا التعليق
شارك

المكتب الإعــلامي
ولاية سوريا

 

بيان صحفي

 

الانخراط الصريح في التحالف الدولي لمكافحة "الإرهاب"

تبرؤ من الثوابت وانزلاق خطير نحو الهاوية

 

 

أكد وزير الإعلام السوري، حمزة المصطفى، "توقيع سوريا مؤخراً إعلان تعاون سياسي مع التحالف الدولي لهزيمة داعش"، وأن "سوريا شريك في مكافحة الإرهاب"، وأضاف: "إن الرئيس ترامب أشاد بتحول سوريا وأنه أبدى دعمه لترتيب أمني محتمل مع (إسرائيل)". فيما صرح ترامب للصحفيين، بعد لقائه مع الرئيس السوري للمرحلة الانتقالية، أحمد الشرع، في البيت الأبيض، أنه على وفاق مع الشرع، وأنه على ثقة ويقين من أنه سيتمكن من القيام بمهامه وعمله بنجاح، وكانت الخارجية الأمريكية أشادت يوم الجمعة الماضي بما وصفته "تقدّما ملحوظا" في سلوك القيادة السورية الجديدة.

 

وكان المبعوث الأمريكي إلى سوريا توم براك، قد أعلن أن الرئيس أحمد الشرع سيوقع خلال زيارته على وثيقة شراكة تضع سوريا داخل هذا التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة، فيما علق على لقاء ترامب بالشرع بالقول: "سوريا كانت هي المشكلة واليوم أصبحت سوريا شريكا أساسيا لنا...، الحكومة السورية شريك أساسي في الحرب ضد "تنظيم الدولة" والحرب على "الإرهاب"... سوريا التي كانت مصدرا للإرهاب اليوم هي شريك في مكافحته". أما نائب المتحدث باسم الخارجية الأمريكية فصرح قائلاً: "سوريا تحولت من دولة كانت وكيلة للنظام الإيراني إلى دولة تتعاون معنا الآن في مكافحة الإرهاب".

 

فيما ذكر تقرير معهد الشرق الأوسط، نقلاً عن مصدر في مديرية الأمن العام، أن "التنسيق الأخير بين دمشق وقيادة التحالف شمل اتفاقيات عملياتية متعددة، أبرزها: تبادل المعلومات الاستخبارية بين وحدة الاستطلاع في وزارة الداخلية وغرف عمليات التحالف الدولي، بما يمهّد لتأسيس قنوات تعاون أمنية أكثر مؤسسية واستدامة".

 

لقد كان من أهم ثوابت ثورة الشام التي جادت بمليوني شهيد التحرر من سطوة دول الغرب وإنهاء نفوذها. وما إن أكرمنا الله بإسقاط النظام البائد حتى تحول التعامل مع أمريكا والغرب والانفتاح عليهما، بنظر الإدارة السورية للمرحلة الانتقالية، إلى كونه المصدر الوحيد للأمن والأمان والسلام والتقدم والازدهار الاقتصادي! بل وتركز وسائل الإعلام على الجانب الاقتصادي الرأسمالي بعيداً عن ضوابط الإسلام وأحكامه وشروطه وخاصة في الاقتصاد وفي التعامل مع دول الكفر وخصوصا المحاربة منها، وعلى رأسها أمريكا التي يقطر سلاحها من دمائنا في العراق وأفغانستان والصومال واليمن، بل حتى في سوريا حيث دعمت النظام البائد على مدار 14 عاماً بكل مقومات الحياة لوأد ثورة الشام وإعادة أهلها إلى حضن الجلاد.

 

ثم إن ربط الوضع الاقتصادي البائس برضا الغرب وبرفع العقوبات فيه من العبث والتدليس ما فيه، لإبعاد أذهان الناس عن الحقيقة القرآنية الخالدة بأن سبب البؤس والشقاء هو إقصاء شرع الله عن الحكم والحياة والدولة، قال تعالى في سورة طه: ﴿فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَىٰ * وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَىٰ﴾.

 

والأنكى من ذلك تبرير هذا المنزلق الخطير بتحقيق مكاسب سياسية واقتصادية وأمنية محتملة تحت ذريعة جلب المصالح ودرء المفاسد بفهم مغلوط لأساسيات ديننا وآلية التعامل مع الدول في السياسة الخارجية.

 

وإنه لمن الغريب العجيب أن يتحول الموقف من التحالف الدولي من "تحالف صليبي" يحارب الإسلام إلى حليف وشريك في "مكافحة التطرف والإرهاب"، والذي لا يقصد به أساطين الكفر إلا الحرب على الإسلام ومحاربة عودته إلى الحكم ممثلاً بدولة، فأين مفاهيم وشعارات الولاء والبراء التي حملها من وصل إلى الحكم؟! ألم يسمعوا بقوله تعالى: ﴿قالَ عَسى رَبُّكم أنْ يُهْلِكَ عَدُوَّكم ويَسْتَخْلِفَكم في الأرْضِ فَيَنْظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ﴾! أم أن هذه الشعارات كانت سُلماً للوصول حتى إذا كان ما كان باتت نسياً منسياً؟!

 

يقول تعالى في محكم التنزيل: ﴿ما يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ وَلا الْمُشْرِكِينَ أَنْ يُنَزَّلَ عَلَيْكُمْ مِنْ خَيْرٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَاللَّهُ يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ﴾.

 

فهل نصدق ترامب رأس الكفر أمريكا ورأس حربته في الحرب على الإسلام ومعه الغرب برمته، أم نصدق قول الواحد القهار الذي أوصلتنا معيته إلى دمشق منتصرين؟!

 

وأين نذهب بقوله تعالى: ﴿وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءهُم بَعْدَ الَّذِي جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللّهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ نَصِيرٍ﴾؟!

 

لقد ربطت دول الغرب برمتها ملف رفع العقوبات عن سوريا بشروط واضحة فاضحة، على رأسها تعاون الإدارة الجديدة في ملف "مكافحة التطرف والإرهاب"، وهذا بات واضحاً لكل ذي بصر وبصيرة من أمة الإسلام.

 

إن إعلان الانخراط الصريح مع أمريكا في هذا التحالف "الصليبي" الحاقد لهو فخ خطير وشر مستطير لن يطال شؤمه الإدارة الحالية فحسب بل سينعكس على كل من يقره أو يسكت عنه ويتغافل عن آثاره ونتائجه، والتي من أوضحها ملاحقة كل من حمل شعار الإسلام كنظام حياة سواء من أهل البلد أو ممن جاء لنصرتهم من أبناء أمة الإسلام، وما "داعش" إلا شماعة لتضليل الرأي العام للرضا بالانضمام إلى هذا التحالف، علاوة على ما سيسببه هذا الانخراط من تبعية سياسية واقتصادية وفرضٍ لأجندات سياسية تمس ملفات داخلية كإعادة هيكلة الأجهزة الأمنية على الهوى الأمريكي حيث يريد الأمريكان أن تكون هذه الأجهزة أدواتهم وعيونهم الداخلية يستخدمونها لخدمة مخططاتهم كيف يشاؤون.

 

إننا اليوم على أرض الشام على مفترق طرق؛ إما أن نعود لديننا وهدي ربنا ونهج نبينا محمد ﷺ ونعلن التبرؤ التام من كل ما يسخطه سبحانه، أو أن نلهث وراء سراب رضا أمريكا لنقع في سخط الله وتذهب التضحيات الجسام والدماء الزكية التي روّت ثرى الشام أدراج الرياح، فأي الطريقين يجب أن يختار أبناء الإسلام على أرض الشام؟! إنه لحري بأبناء ثورة الشام وأهل التضحيات أن يكونوا على العهد بأن يعلنوا تمسكهم بثوابت دينهم وثورتهم، وعلى رأسها تحكيم الإسلام عبر دولة الإسلام لتحقيق بشرى النبي ﷺ وقوله: «أَلَا إِنَّ عُقْرَ دَارِ الْمُؤْمِنِينَ الشَّامُ»، قبل أن نندم جميعاً في وقت لا ينفع فيه بكاء أو نحيب، والله المستعان، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

 

 

المكتب الإعلامي لحزب التحرير

في ولاية سوريا

رابط هذا التعليق
شارك

المكتب الإعــلامي
ولاية سوريا

 

بيان صحفي

 

أمريكا تؤسس لبؤرة عسكرية جديدة في دمشق

تضاف لبؤر إجرامها في المنطقة

 

 

أفادت وكالة رويترز، بتاريخ 6 تشرين الثاني/نوفمبر 2025، نقلاً عن ستة مصادر مطلعة بينهم مسؤولون غربيون ومسؤول دفاعي سوري، أن الولايات المتحدة تستعد لتأسيس وجود عسكري لها في قاعدة جوية تقع في العاصمة السورية دمشق أو بالقرب منها، في إطار خطة جديدة تشرف عليها إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. ووفقاً للمصادر، فإن الهدف من هذا الوجود العسكري هو المساعدة في مراقبة وتسهيل تنفيذ اتفاق أمني شامل يجري التفاوض عليه حالياً بين سوريا وكيان يهود بوساطة أمريكية.

 

إن هذه الخطوة تُعد من أخطر القرارات التي اتخذت بعد إسقاط النظام البائد ومن أكثرها تهديداً لثوابت الثورة ولأمن ومصالح أهل البلد، وهي ليست مجرد تحدٍ صارخ ومباشر لسيادة الدولة، بل هي استهانة بتضحيات أهل الثورة لا تغتفر. فكيف تجرأت أطراف التفاوض على اتخاذ مثل هذا القرار أو توقيعه أو القبول به؟! فتحُ الأرض أمام إجرام الأمريكان وقذارتهم ومكنون حقدهم؟!

 

ثم إن مجرد الإعلان عن هدف إنشاء القاعدة هو إقرار بالمسارعة نحو التطبيع تحت مسميات "اتفاقيات أمنية"، وسط سيل من التصريحات "الترامبية" بأن هناك العديد من الدول التي ستنضم لـ"اتفاقات أبراهام"، التي سبق لترامب أن دعا أحمد الشرع، في السعودية، للانضمام لجوقة المطبعين عبر بوابة "اتفاقات أبراهام"!

 

إن المنطقة تشهد بالفعل انتشاراً لوباء القواعد الأمريكية في بلاد الإسلام، والتي لم تكن يوماً مصدر استقرار، بل كانت منصات للاعتداء المستمر على المسلمين وقتلهم وتمزيقهم والتنكيل بهم. إن تاريخ هذه القواعد أسود وملطخ بدمائنا في ساحات كثيرة، من أفغانستان إلى العراق وليبيا والسودان، بل وحتى في سوريا، قواعد لا يأتي منها حيث حلت إلا الدمار وفعال الاستعمار من البطش والقتل والمجازر.

 

وبكل صراحة، كيف تجرأتم على إعطاء هذا القرار؟! هل نسيتم ثوابت الثورة التي قامت ونادت برفع الهيمنة والتدخل الأجنبي؟! ألم تكن جمعة "أمريكا، ألم يشبع حقدك من دمائنا؟" الجمعة، 19 تشرين الأول/أكتوبر 2012م، من أكثر المواقف السياسية التي اتخذها أهل الشام في ثورتهم حسماً وحزماً ومفاصلةً بين الحق والباطل؟!

 

إن هذه المحاولة لفرض وجود عسكري أمريكي تحت ستار "المراقبة" هي خيانة لثوابت الثورة، ووصمة عار على جبين من وافق عليها أو سهّل لهذا الترتيب.

 

يا أهل الثورة وحاضنتها، يا من ثرتم على النظام المجرم أداة أمريكا ورفعتم شعارات كشفتم بها عن الداعم الحقيقي للنظام البائد: أعلنوها بكل صراحة، متحَدّين سافرين لهذا القرار: إن هذه القاعدة ليست "منشأة للمراقبة" المزعومة، بل هي مقدمة لخطر كبير وشر مستطير يسعى لترسيخ النفوذ الأمريكي الإجرامي على أرضنا وتمكين يهود كي تعلو كلمتهم علينا، وإضعاف هيبة الدولة وهيمنتها كي تبقى موحدة في ظاهرها وممزقة في مضمونها ما دامت أمريكا بالتنسيق مع كيان يهود تسعى لزرع بذور الفرقة والانقسام ولو بشكل غير معلن.

 

قولوها بأعلى صوتكم: إن هذه الخطوة تخالف كل ثوابت الثورة التي نادت برفض الوصاية الغربية والنفوذ الأجنبي.

 

إن الواجب على كل حر وثائر وغيور على تضحيات أهل الثورة وعلى دماء المسلمين التي سفكت برعاية ومباركة أمريكا الوقوف صفاً واحداً لمنع تأسيس أي وجود أجنبي دائم وخاصة أمريكا لأن هذا الوجود هو بؤرة للهيمنة والقتل والخراب في ديارنا، فنفوذ الدول في أرضنا مرفوض رفضاً مطلقاً.

 

 إن التبرير لهذا الفعل تحت أي ذريعة ليس إلا تبريرا لمنكر عظيم وجريمة نكراء، ومقدمة لسلسلة لا تنتهي من التنازلات المخزية، لن يسلم من شرها حتى من يقوم بها ظناً منه أنه يحسن صنعاً.

 

وليعلم أهل القرار حالياً في دمشق أن الرضا الأمريكي والأممي والدولي ليس بالمجان، بل له ثمن كبير من ديننا وسيادتنا وكرامتنا، وقد أعلن الغرب الكافر هذا الثمن، وعلى رأسه الانضمام لتحالف "محاربة الإرهاب" ولا يعنون بذلك حسب المفهوم الغربي إلا محاربة الإسلام السياسي وكل من يدعو لعودته ممثلاً بدولة تحكم به وتحمل دعوة الإسلام للعالمين، وهذا محور خوفهم واهتمامهم وتنبههم. هم يعلمون ذلك تماماً ويعونه، أفلا ندرك نحن هذه الأخطار وننطلق في تصرفنا بناء على هذه الحقائق السياسية العقدية الصارخة؟!

 

قال تعالى: ﴿وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُم مِّن دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لَا تُنصَرُونَ﴾. وقال سبحانه: ﴿وَلَوْلَا أَن ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدتَّ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئاً قَلِيلاً * إِذاً لَّأَذَقْنَاكَ ضِعْفَ الْحَيَاةِ وَضِعْفَ الْمَمَاتِ ثُمَّ لَا تَجِدُ لَكَ عَلَيْنَا نَصِيراً﴾.

 

 

المكتب الإعلامي لحزب التحرير

في ولاية سوريا

رابط هذا التعليق
شارك

المكتب الإعــلامي ولاية العراق

بيان صحفي

 

صناديق الاقتراع في النظام الفاسد أكبر خديعة للتغيير

 

 

منذ احتلال أمريكا له عام 2003م وإلى الآن والعراق غارق في المشاكل، وحاله من سيئ إلى أسوأ، كل ذلك نتاج الخارطة السياسية التي صاغها وفرضها المحتل الأمريكي، فهو قد وضع القواعد الأساسية للنظام ورسم الخارطة السياسية للبلد، وخدع الشارع العراقي بأن علاج المشاكل المتولدة من هذا النظام هو صناديق الاقتراع، لذلك لا غرابة أن يهنئ المبعوث الأمريكي إلى العراق مارك سافايا العراقيين بنجاح الانتخابات البرلمانية، مؤكداً "أن الشعب العراقي أثبت مجدداً التزامه بالحرية وبسيادة القانون وبمؤسسات الدولة القوية"! وهكذا وقع العراقيون في فخ الخداع والاستمرار في تغيير بعض الوجوه دون الالتفات إلى أس الداء وأصل البلاء الذي سبب كل هذه المشاكل، لذلك ازداد الحال سوءا، وبقي أهل العراق في سفينة التيه تتقاذفها أمواج الحيرة والقلق.

 

فبعد أكثر من 22 عاما وانتهاء الاقتراع للدورة الانتخابية السادسة يوم الثلاثاء الموافق 11/11/2025م، لا نزال نشهد الغالبية من أهل العراق وهم يلدغون من الجحر نفسه مرات ومرات، ومع يأسهم من جميع الأحزاب والكتل السياسية التي سرقت البلاد وأذلت العباد، لكنهم يذهبون للجحر نفسه ويلدغون منه مرة أخرى، وينساقون طائفيا وقوميا وعشائريا وليعودوا بعد ذلك يلعنون ساعة ذهابهم إلى الانتخابات!

 

يا أهل العراق: لقد بيّنا مرارا وتكرارا وفي كل دورة وقبلها وبعدها، أن مشاكلكم سببها النظام الفاسد، وحلها لا يمكن أن يكون من خلاله، وبيّنا فوق ذلك حرمة هذا الفعل ترشيحا وانتخابا، لأن مجلس النواب مجلس تشريعي فهو طاغوت يشرع من دون الله، ذلك الطاغوت الذي أمرنا سبحانه وتعالى الكفر به، ثم تدّعون بعد كل دورة فاشلة أنكم نادمون وما أردتم إلا الإصلاح، والله سبحانه وتعالى يجيبكم بقوله: ﴿أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُواْ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَن يَتَحَاكَمُواْ إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُواْ أَن يَكْفُرُواْ بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُضِلَّهُمْ ضَلاَلاً بَعِيداً * وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْاْ إِلَى مَا أَنزَلَ اللّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنكَ صُدُوداً * فَكَيْفَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ ثُمَّ جَآؤُوكَ يَحْلِفُونَ بِاللّهِ إِنْ أَرَدْنَا إِلاَّ إِحْسَاناً وَتَوْفِيقاً * أُولَـئِكَ الَّذِينَ يَعْلَمُ اللّهُ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَعِظْهُمْ وَقُل لَّهُمْ فِي أَنفُسِهِمْ قَوْلاً بَلِيغاً﴾.

 

ولا يقال هنا لا مناص من اختيار من نرى صلاحهم كي لا يستفرد الفاسدون، نعم لا يقال ذلك؛ لأنها مغالطة وبعيدة كل البعد عن الواقع، فاختيار الشخص الصالح في النظام الفاسد إفساد للشخص وليس إصلاحا للنظام، ثم أي صلاح هذا وهو يرشح لمجلس يحادّ الله ورسوله بالتشريع من دون الله ويحتكم لدستور كفر فرضه المحتل الأمريكي؟!

 

يا أهل العراق بعامة ويا أهل القوة والمنعة بخاصة: إن العلاج الناجع والحل الشرعي هو العمل الجاد لقلع هذا النظام الفاسد وإقامة شرع الله في دولة الخلافة على منهاج النبوة، فأجمعوا أمركم وكونوا مع المخلصين من أبناء أمتكم، العاملين لاستئناف الحياة الإسلامية، فإلى هذا الخير العظيم يدعوكم حزب التحرير لتضعوا الذل عن رقابكم وتعودوا خير أمة، كما كان سلفكم الصالح.

 

﴿هَٰذَا بَلَاغٌ لِّلنَّاسِ وَلِيُنذَرُوا بِهِ وَلِيَعْلَمُوا أَنَّمَا هُوَ إِلَٰهٌ وَاحِدٌ وَلِيَذَّكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ

 

 

المكتب الإعلامي لحزب التحرير

في ولاية العراق

رابط هذا التعليق
شارك

المكتب الإعــلامي ولاية باكستان

بيان صحفي

 

لا أهلاً ولا سهلاً بسليل الخونة في الأرض الطاهرة باكستان

 

 

بعد صمت الأنظمة الخائنة القائمة في البلاد الإسلامية صمت أهل القبور على مجازر يهود في غزة على مدار أكثر من عامين، بدأ عملاء أمريكا وبريطانيا وحلفاء يهود بالتحرك النشط لتنفيذ خطة ترامب لتصفية ما تبقى من مقاومة في غزة وقتل البشر وهدم ما لم يهدمه يهود من حجر. فزار الجنرال المارشال عاصم منير الأردن يوم 26 تشرين الأول/أكتوبر الماضي، وبالمقابل زار اليوم 16 تشرين الثاني 2025، عبد الله الثاني، ملك الأردن والقائد الأعلى للقوات المسلحة الأردنية، باكستان برفقة ابنته سلمى وبعض المسؤولين المدنيين والعسكريين، حيث زار شركة الحلول الصناعية والدفاعية العالمية، وكان في استقبالهم المارشال عاصم منير، رئيس أركان الجيش، وعدد من كبار المسؤولين. خلال الزيارة، حصل الملك على إحاطة شاملة عن هيكل الشركة وقدراتها ومحفظة منتجاتها. وقد عكست الإحاطة تقدم باكستان في الإنتاج الدفاعي المحلي والابتكار التكنولوجي. ولاحقا، زار ميادين إطلاق النار في تلة، حيث حضر المناسبة أيضاً رئيس الوزراء محمد شهباز شريف.

 

إننا في حزب التحرير/ ولاية باكستان نستنكر هذه الزيارة ونؤكد على ما يلي:

 

أولاً: لا أهلاً ولا سهلاً بحارس كيان يهود الأول في المنطقة، فزيارته هذه لا تشرف البلد الطاهر باكستان، فهو أول من تآمر على الأرض المباركة فلسطين وأهلها خلال العامين الماضيين، اللذين كانا عامين دمويين في غزة. وقد تعدى دوره خذلان أهل غزة، بمنع الجيش الأردني من نصرة أهله، وقمع كل من تظاهر تنديداً بالمجازر، وتعدى هذا الدور إلى التحالف مع كيان يهود على قتل أهلنا في غزة، كما كشفت الصحافة مؤخراً، حيث أكدت أن الأردن كان من بين ست دول شاركت في قتل أهل غزة مع كيان يهود، وكانت قوافل المؤن والمعدات تمر من الأردن والسعودية قادمة من الإمارات وما خلفها. فهل يبسط لهذا الخائن البساط الأحمر في البلد الطاهر باكستان؟! يجب على أهل باكستان غسل الأرض التي مشى عليها بالماء سبع مرات، لعلها تعود إلى طهرها.

 

ثانياً: هل غابت حقيقة هذا الملك عن القيادة العسكرية الباكستانية؟! ألا يعلمون أنه سليل عائلة خائنة صنعية بريطانيا الخبيثة؛ فقد طعن جده الحسين الأول الخلافة العثمانية في الحجاز من ظهرها، بعد أن تحالف مع الإنجليز، فكان معولاً في إسقاطها؟! ألا يعلمون أن أباه كان يعمل جاسوساً عند موشيه ديان وغولدا مئير، وكان ينقل أخبار البلاد المحيطة بكيانهما من مثل مصر وسوريا وغيرهما من البلاد؟! ألا يعلمون أنه سيقوم أيضاً بنقل كل ما شاهده إلى إخوته يهود كما كان يعمل أبوه؟! ثم ألم تعلم القيادة العسكرية عن دور الأميرة سلمى، وهي طيارة في القوات الجوية الأردنية، في إسقاط عدة طائرات مسيرة إيرانية دخلت المجال الجوي الأردني وهي في طريقها إلى كيان يهود العام الماضي؟!

 

ثالثاً: إننا نعلم أن هذا التقارب بين عملاء أمريكا ويهود ليس لمصلحة الإسلام والمسلمين، فلم يجتمعوا يوماً على نصرة أي قضية للمسلمين، بل إن اجتماعهم وتقاربهم لا يكون إلا للنيل من هذه الأمة والتآمر على قضاياها وتنفيذ مخططات أسيادهم في واشنطن ولندن. وما يجمع هؤلاء العملاء اليوم هو تنفيذ خطة ترامب في الأرض المباركة فلسطين، وهي القيام بالأعمال القذرة التي يقوم بها كيان يهود من خلال تشكيل قوات عسكرية من مختلف البلاد الإسلامية، القريبة من فلسطين والبعيدة، ومنها الأردن وباكستان، وقيام هذه القوات بقمع أهل فلسطين وحماية يهود منهم، كما جاء في خطة سيدهم ترامب. لذلك يجب على أهل باكستان أن يأخذوا على أيدي هؤلاء العملاء وألا يسمحوا لهم بإرسال قوات مرتزقة لحماية كيان يهود، بل ومطالبة المخلصين في الجيش الباكستاني الإطاحة بقادتهم الخونة وتوجيه الجيوش نحو الأرض المباركة لتحريرها وتطهيرها من دنس يهود.

 

أيها الضباط المخلصون في الجيش الباكستاني: لقد وصلت خيانة هؤلاء العملاء عنان السماء، وقد بات الأمر لا يتحمله عقل سوي ولا ذو فطرة سليمة، فخيانة قادتكم العسكريين الذين لم يردوا لأمريكا أمراً في التآمر على أفغانستان فيما سمي بالحرب على الإرهاب، أو التفريط في كشمير والتقارب مع أعداء الإسلام والمسلمين الهندوس، وها هم الآن يلبون أمر ترامب في القيام بالتآمر على الأرض المباركة وأهلها. فمتى تتحرك فيكم نخوة المجاهد الذي لا يقبل الدنية في دين الله، ولا يقبل أن يكون أبي بن سلول قائداً له؟! إننا في حزب التحرير نطلب نصرتكم للإسلام والمسلمين، وليس نصرتكم ليهود تحت قيادة خائنة لله ولرسوله والمؤمنين. نطلب نصرتكم لإقامة الخلافة الراشدة في الأرض الطاهرة باكستان لتقود الجيوش نحو تحرير فلسطين والمسجد الأقصى المباركين، لا الزحف لقتل المسلمين هناك والتمكين لكيان يهود، كما يسعى لذلك قادتكم وسليل الخيانة الملك عبد الله، وهو أعظم ما يغضب الله عز وجل. إن سكوتكم عن قادتكم الخونة على مدار العقود الماضية وخصوصاً العامين الماضيين في خذلانهم لأهل فلسطين يحتاج إلى توبة نصوح يعقبها عمل يوازي عظم الخذلان والتولي يوم الزحف، الذي قمتم به في تخلفكم عن نصرة أهلنا في غزة. فهلم إلى نصرة الإسلام والمسلمين بإعطاء نصرتكم لحزب التحرير الآن، وهو العمل الذي يرضي عنكم الله سبحانه وتعالى ويكفر عنكم تخاذلكم في نصرة أهلكم في الأرض المباركة فلسطين.

 

﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انْفِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الْأَرْضِ أَرَضِيتُمْ بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الْآخِرَةِ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا قَلِيلٌ * إِلَّا تَنْفِرُوا يُعَذِّبْكُمْ عَذَاباً أَلِيماً وَيَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ وَلَا تَضُرُّوهُ شَيْئاً وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ

 

 

المكتب الإعلامي لحزب التحرير

في ولاية باكستان

رابط هذا التعليق
شارك

المكتب الإعــلامي
ولاية السودان

بيان صحفي

 

لن يقطع جذور الاستعمار الغربي من بلادنا إلا الخلافة الراشدة على منهاج النبوة

 

 

بدعوة من السفير البريطاني، كومار آير، إلى جانب ألمانيا وإيرلندا وهولندا والنرويج، عقد مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة يوم الجمعة، 14/11/2025م، جلسة بشأن الانتهاكات في مدينة الفاشر، اعتمد المجلس بالإجماع قراراً يقضي بتفويض بعثة تقصي الحقائق المستقلة، والتي شكلها المجلس في 11/10/2023، بالتحقيق في الانتهاكات المرتكبة في المدينة، حيث أمرها المجلس بتحديد هويات جميع المتورطين، للمساعدة في جلبهم للعدالة. واستمراراً لنهجها الرافض لهذه البعثة منذ تشكيلها، أعلن وزير العدل عبد الله درف، في مقابلة مع موقع المحقق الإخباري أمس الأحد 16/11/2025م، أن "السودان يرفض إحالة التحقيق في جرائم الدعم السريع في الفاشر إلى لجنة تقصي الحقائق".

 

إن الصراع الدائر في السودان، هو حلقة من حلقات الصراع الاستعماري الغربي، بين الكافر المستعمر القديم بريطانيا ومعها أوروبا من جهة، وبين المستعمر الجديد أمريكا من جهة أخرى، ولكل أدواته المحلية والإقليمية والدولية، وقد أشار لهذا الصراع المفوض السامي لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة، فولكر تورك، حيث قال في جلسة المجلس المذكورة: "إن السودان واقع تحت وطأة صراع بالوكالة على موارده الطبيعية وسلعه، ويشمل ذلك دولاً عديدة داخل المنطقة وخارجها".

 

وعلى خلفية سقوط الفاشر، الذي شكل ضربة قوية لنفوذ بريطانيا العسكري؛ ممثلاً في القوات المشتركة، نشط رجال بريطانيا، وباستخدام آلة إعلامية ضخمة، مسنودة بفضائيات مرموقة، في الدعاية ضد جرائم قوات الدعم السريع، مصحوباً بتفعيل كل رجال بريطانيا، والأوروبيين في المنظمات الدولية، وبخاصة وكالات الأمم المتحدة، نشطوا جميعاً في ملف ما يسمى بحقوق الإنسان، بتسليط الضوء على جرائم قوات الدعم السريع التي هي أهم أداة تعتمد عليها السياسة الأمريكية في دارفور، من أجل تجريمها وإضعافها، وإخراجها من معادلة الصراع الدولي، لذلك كان تحرُّك مجلس حقوق الإنسان، الذي هو أداة خالصة للسياسة الأوروبية، وخاصة بريطانيا، في حلبة الصراع الدولي، خاصة بعد أن وقّع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مساء الثلاثاء 04/02/2025، مرسوماً رئاسياً يقضي بانسحاب بلاده من مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة. ولأجل عرقلة تحركات رجال بريطانيا ومن معهم، أوعزت أمريكا للحكومة السودانية، أن ترفض لجنة تقصي الحقائق، ولقوات الدعم السريع أن تقبل باللجنة، حتى تقوي موقفها في مواجهة الاتهامات، فتمر العاصفة بأقل الخسائر لأمريكا.

 

ثم لم تكتف أمريكا بذلك، بل خرج وزير خارجيتها، ماركو روبيو، بتصريحات شديدة اللهجة ضد قوات الدعم السريع، فهللت وزارة الخارجية السودانية، حيث قال روبيو في مؤتمر صحفي عقده في مطار هاميلتون بكندا، يوم 12/11/2025، وبحسب ترجمة الموقع الرسمي للحكومة الأمريكية، فإن نص حديثه هو: "وعندما تثيرون مسألة هذه الفظائع، فإنهم؛ الدعم السريع، دائما ما يتذرعون بحجة أن هذه عناصر مارقة. حسنا، إنها ليست عناصر مارقة. إنهم يفعلون ذلك بشكل منهجي، وهذا أمر نأخذه على محمل الجد ونبذل قصارى جهدنا لإقناع الدول المعنية بالجلوس الى طاولة المفاوضات لوقفه". فبالرغم من أنه وصف ارتكاب قوات الدعم السريع للجرائم بحق المدنيين، بأنه عمل منهجي، وليس محض تفلتات لعناصر مارقة، لكنه لم يسر في اتجاه تجريمها، بل طلب من الدول الداعمة لها أن توقف ذلك! هذا هو ديدن خزان الشرور أمريكا، فعندما تتكشف جرائم عملائها، تتبني هي إدانة جرائمهم لتمسك هي بملف التجريم، لترميه في سلة المهملات، وكذلك يفعل الكفار المستعمرون، فأين ملفات جرائم السيسي في رابعة؟! وأين ملف بشار واستخدامه للسلاح الكيميائي في غوطة دمشق ومدن أخرى؟! وأين جرائم تقطيع ابن سلمان للصحفي خاشقجي في القنصلية بتركيا؟!

 

إنه لمن المؤسف حقاً أن تكون بلادنا ساحة للصراع الدولي، على النفوذ بين أمريكا وأوروبا، وبخاصة بريطانيا، يتاجرون بدماء أهلنا وأعراضهم، وهم العدو ملة واحدة، لا يريدون الخير للمسلمين في أي مكان وأي زمان، قال الله سبحانه وتعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِّن دُونِكُمْ لَا يَأْلُونَكُمْ خَبَالاً وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآيَاتِ إِن كُنتُمْ تَعْقِلُونَ، إن الكفار المستعمرين لا يهمهم قتل المسلمين، ولا يهمهم انتهاك أعراضهم.

 

إن المسلمين فقدوا الراعي، فاستباحت الذئاب الرأسمالية حرماتهم، ولن يخلصنا من هذه المأساة إلا إعطاء النصرة لحزب التحرير، لإقامة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، التي تقطع دابر الكافرين من بلادنا، وتمنع تدخلهم في شؤوننا، وتوقف متاجرتهم بدمائنا وأعراضنا.

 

﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ

 

 

إبراهيم عثمان (أبو خليل)

الناطق الرسمي لحزب التحرير

في ولاية السودان

رابط هذا التعليق
شارك

Join the conversation

You can post now and register later. If you have an account, sign in now to post with your account.

زوار
اضف رد علي هذا الموضوع....

×   Pasted as rich text.   Paste as plain text instead

  Only 75 emoji are allowed.

×   Your link has been automatically embedded.   Display as a link instead

×   Your previous content has been restored.   Clear editor

×   You cannot paste images directly. Upload or insert images from URL.

جاري التحميل

×
×
  • اضف...