اذهب الي المحتوي
منتدى العقاب

المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير - سلسة خبر وتعليق - 20-7-2024 - متجدد


Recommended Posts

بسم الله الرحمن الرحيم

أزمة نقص المياه في دار السلام

 

(مترجم)

 

الخبر:

 

يوم الأحد 14 كانون الأول/ديسمبر 2025، أصدرت هيئة إمدادات المياه والصرف الصحي في دار السلام جدولاً زمنياً لإمدادات المياه للمدينة. في بعض المناطق، وصل سعر عبوة بلاستيكية سعة 20 لتراً من البائعين المحليين إلى 1000 شلن، أي خمسة أضعاف السعر العادي.

 

التعليق:

 

منذ استقلالها المزعوم، لم تشهد تنزانيا عامة ومدينة دار السلام خاصة إمدادات مياه على مدار الساعة. على سبيل المثال، في الأعوام 2021 و2022 و2024، عانت المدينة من نقص حاد في إمدادات المياه. ووفقاً لتفسير الحكومة، فإن النقص الحالي ناتج عن انخفاض حاد في الإنتاج في محطة روفو بسبب تأخر هطول الأمطار.

 

إن أزمة المياه في تنزانيا هي أزمة متكررة، تحدث كل عام تقريباً بدرجات متفاوتة من الشدة. وقد أثرت هذه الأزمة على حياة الناس بسبب عدم انتظام إمدادات المياه، حيث تعاني أجزاء كثيرة من المدينة من كوارث، وتكاليف باهظة لشراء المياه من البائعين، وأحياناً يضطر الناس إلى الانتظار ليلاً للحصول على حصص المياه.

 

من المخجل أن تعاني تنزانيا من أزمة نقص المياه على الرغم من وفرة مصادر المياه فيها. ففيها بحيرات كبيرة مثل فيكتوريا وتنجانيقا ونيسا، والعديد من الأنهار بما في ذلك روفيجي وبانجاني ووامي وروفوما ومارا وكاجيرا وغومبي، ناهيك عن المحيط الهندي والمياه الجوفية والمستنقعات ومياه الأمطار.

 

وفوق كل ذلك، تعاني تنزانيا من عوامل أخرى مثل تقادم الأنابيب والتسربات المستمرة التي تسببت في وضع البنية التحتية للمياه في حالة سيئة، ما أدى إلى فقدان ما بين 37 إلى 49 في المائة من المياه الموردة بسبب التسربات. وهذا يعني أن ما يقرب من نصف المياه الموردة تضيع. ولو تم توفير المياه المهدرة فقط، لكان الإمداد أفضل من الوضع الحالي.

 

هذه هي الطريقة التي تعامل بها الأنظمة الرأسمالية شعوبها، فهي لا تهتم حقيقة بها وبشؤونها، حتى في الاحتياجات الأساسية للبقاء على قيد الحياة مثل المياه.

 

إن قضايا المسؤولية وخدمة الناس بشكل عادل، بعيدة كل البعد عن الواقع في الرأسمالية، لأن أساس هذا المبدأ ونظامه السياسي هو المصالح الذاتية فقط. لذلك، فإن كل من يندرج في نطاق هذا المبدأ من السياسيين والموظفين المدنيين لديهم هدف واحد فقط وهو إثراء أنفسهم وأسرهم وأصدقائهم، ولا يهتمون أبداً بمعالجة مشاكل الناس. إن المصلحة الشخصية هي ما دفع السياسيين إلى تولي مناصب سياسية، وليس الرغبة في خدمة الناس وحل مشاكلهم.

 

في المقابل، في الإسلام، دور دولة الخلافة هو خدمة الناس، وأولويتها القصوى هي تمكين جميع الناس من الحصول على جميع الاحتياجات الأساسية للبقاء على قيد الحياة. ومن أجل تسهيل وصول الجميع إلى الخدمات، يُحظر خصخصة المصادر الرئيسية للمياه أو أي ممتلكات عامة أخرى.

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

سعيد بيتوموا

عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في تنزانيا

رابط هذا التعليق
شارك

  • الردود 1.5k
  • Created
  • اخر رد

Top Posters In This Topic

  • صوت الخلافة

    1490

بسم الله الرحمن الرحيم

الرياض وأبو ظبي يصلحان حال اليمن!

هذا هو الجنون بعينه!

 

 

الخبر:

 

أوردت صحيفة الشرق الأوسط اليومية الصادرة في لندن يوم الجمعة 12 كانون الأول/ديسمبر الجاري خبراً بعنوان "فريق سعودي - إماراتي عسكري في عدن... وعودة قوات الانتقالي بإشراف التحالف"، قالت فيه: "وصل فريق عسكري سعودي - إماراتي إلى العاصمة اليمنية المؤقتة عدن، في مهمة عاجلة تهدف إلى وضع الآليات التنفيذية لخروج القوات التابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي من محافظتيْ حضرموت والمهرة، وإعادتها إلى مواقعها السابقة، وذلك تحت إشراف مباشر من قيادة تحالف دعم الشرعية بقيادة السعودية".

 

 

التعليق:

 

لا يغرنكم من قَدِما إلى عدن يوم الجمعة الماضية على هيئة مُصْلِحِين، فهما مُفْسِدَان ليس إلَّا، والدليل على ذلك بسيط؛ هو ما فعلاه بالأمس من إيصال ما تعسر على كيان يهود إيصاله إليهم عبر الطريق المعتادة! وهما أيضاً مطبعان مع الكيان الغاصب لأولى القلبتين وثالث الحرمين الشريفين، أحدهما سابق هي أبو ظبي والآخر لاحق وهي الرياض، وما مدينة نيوم عن ذلك ببعيد! وتحت ظلالهما بدت طلائع التطبيع في اليمن مع كيان يهود، في الوقت الذي تغير فيه الرأي العام الغربي عنه في العامين الماضيين!

 

إن أبو ظبي والرياض مجرد قفازين يعبثان باليمن وبغيره، ليدين حقيقيتين تقف خلف كل واحد منهما. ولم يكن لهما فعل ذلك إلَّا في غياب عقول أهل اليمن، وهما خادمان حقيقيان للاستعمار الغربي في بلاد المسلمين، ونشأتهما مرتبطة به في غياب دولة الخلافة عن المشهد السياسي العالمي نهاية الحرب العالمية الأولى! وصارت مكة المكرمة والمدينة المنورة محل أطماع الغرب المستعمر للسيطرة عليهما - كما صرَّح قادة الحملات التبشيرية البرتغالية من قبلهم - مضافاً إليها اليوم أطماع السيطرة على ثروات الخليج واليمن. فحكام أبو ظبي والرياض هم دليل بريطانيا وأمريكا، في نهب ثروات جيرانهما، وموسعان لنفوذه في بلاد المسلمين، كما فعل أبو رغال دليل أبرهة الأشرم في حملته لقتل مواليد عام الفيل، وهدم الكعبة.

 

فماذا حل بأهل الإيمان حتى يجعلوا الشيطان لهم مُعلماً وعليهم حكماً ودليلاً مصلحاً؟! إنَّه ليس سوى البُعد عن تحكيم الإسلام في تنظيم جميع شؤون الحياة، فلم يعد الإيمان موجِّهاً ولا الحكمة حاضرة!

 

إن تفتيت اليمن وتجزئته يسهل الاستحواذ على ثرواته، وكأن الأمر لا يعني أهل الإيمان! ألا فليستفيقوا ويعملوا مع العاملين لإقامة دولة الخلافة الراشدة الثانية، فإنها تجمع بلاد المسلمين قاطبة، وتنفي خبث حكام المسلمين الحاليين، وتقطع دابر المستعمرين من بلاد المسلمين.

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

المهندس شفيق خميس – ولاية اليمن

رابط هذا التعليق
شارك

بسم الله الرحمن الرحيم

يبدو جميلاً، لكنه فارغ من الداخل!

 

(مترجم)

 

 

الخبر:

 

تطرق الرئيس التركي أردوغان، في تصريحاته عقب اجتماع مجلس الوزراء، إلى نهج تركيا في السياسة الخارجية، قائلاً: "لقد قدمت تركيا للعالم درساً في مجال حقوق الإنسان من خلال جهودها الرامية إلى تحقيق السلام والعدالة في مناطق غارقة بالدماء والدموع - غزة وسوريا والصومال وليبيا". وأكد أن الأمة متحدة برباط لا ينفصم، دون تمييز بين تركي أو كردي أو عربي أو علوي أو شركسي. (وكالات، 15 كانون الأول/ديسمبر 2025)

 

التعليق:

 

يُقال إنه عندما كان العلماء يرون أناساً لا يتوافق سلوكهم مع معنى أسمائهم، ويتصرفون على نحوٍ مخالف، كانوا ينصحونهم إما بتغيير أسمائهم أو بتغيير أخلاقهم. ولعل هذا القول اليوم هو الأنسب لمن يحكموننا. فخلال قرنٍ من الزمان، خُدعت الأمة الإسلامية من حكامها، ومع الأسف، تعرضت للخيانة. وقد أصبح من المألوف الآن أن يُوجّه الحكام، الذين يرون في السياسة فناً للبقاء في السلطة، الناس بكلماتٍ تُهدئ مشاعرهم، وأصبح التناقض بين أقوالهم وأفعالهم أمراً عادياً. وانعكاساً لهذه العقلية، لا يُفوّت الحكام أي فرصة، فيملؤون اللاوعي العام بالرسائل التي يريدون إيصالها. وخطاب أردوغان الأخير يندرج ضمن هذا السياق أيضاً: "لقد قدّمت تركيا للعالم درساً في حقوق الإنسان من خلال جهودها الرامية إلى تحقيق السلام والعدالة في مناطق غارقة بالدماء والدموع - غزة، وسوريا، والصومال، وليبيا".

 

قد تبدو كلمات مثل السلام والعدالة والإنصاف وحقوق الإنسان وإعطاء درس، كلمات رنانة وجذابة، لكن الجميع يعلم مدى تطبيقها في السياسة الخارجية. انظروا: منذ عامين، تُرتكب في غزة أبشع مجازر وإبادة جماعية في تاريخ البشرية، ولا تزال مستمرة. الدول التي تتستر وراء قناع الضامن باسم السلام تلتزم الصمت وعدم الاستجابة رغم الانتهاكات والمجازر. ورغم أن جزءاً ضئيلاً فقط من المساعدات المخصصة لغزة يصل إليها، فإن حكامنا يلتزمون الهدوء وكأن شيئاً لم يحدث، ومع ذلك يتحدثون عن السلام والإنصاف! ما دمتم مستمرين في علاقاتكم مع كيان يهود وتعترفون به، وتتعاملون مع هذه المجازر والقسوة الممنهجة المتمثلة في التجويع ليس بالجيوش بل بصنم السياسة الواقعية، فإنكم تخدعون أنفسكم. بينما في البلدان التي ذكرتها، لا تُذرف الدموع فحسب، بل تتدفق الدماء في الأنهار لتصب في الأرض، فإنك تشارك في إعادة تشكيل النظام السياسي في هذه المناطق مع الشريك الاستراتيجي، الولايات المتحدة بالطبع، إعادة تشكيل تتم على محور المصالح الأمريكية، مقابل ما يسمى الشرعية الممنوحة لك.

 

لكن الولايات المتحدة - التي تُقدّم لكيان يهود أكبر دعمٍ بالأسلحة والمال والاستخبارات والإعلام والسياسة - تدعم احتلال غزة والأراضي الفلسطينية. وبينما يرتكبون هذه الأعمال، وأنتم تُحافظون على علاقات سياسية وعسكرية واقتصادية معهم، فأي درسٍ في الإنسانية تُقدّمونه؟!

 

في حين إن كيان يهود لا يلتزم حتى بما يسمى اتفاق وقف إطلاق النار، ويقتل العشرات من المسلمين كل يوم، ويحول الضفة الغربية إلى سجن مفتوح، ويوسع احتلاله يوماً بعد يوم - من خلال التزام الصمت في مواجهة هذه الجرائم - كيف يمكنك المساهمة في وقف دموع أي شخص؟!

 

في سوريا، بجوارنا مباشرة، وبموجب خطط أمريكية مصممة من على بعد آلاف الكيلومترات لإعادة تشكيل المنطقة، توليتم مهمة تأديب نظام وكوادر حاكمة - وعلى رأسها الإدارة السورية - لدمجها في الغرب. كيف كان بإمكانكم إرساء أي عدالة في مثل هذا الوضع؟!

 

كيف يُمكن للعالم أن يستفيد من وجوده ضمن منظمات كحلف شمال الأطلسي والأمم المتحدة التي تقوم بكل هذا وأكثر، بينما يقتصر دوره على كونه منفذاً لسياسات الولايات المتحدة؟! نتساءل حقاً. قد تكون هذه الكلمات الرنانة أشبه بمنزل جميل المظهر من الخارج، ولكنه خاوٍ من الداخل لعدم وجود أفعال تُذكر.

 

نسأل الله عز وجل أن يرزقنا خليفة تكون أفعاله أقوى من أقواله؛ ولا يتخذ الحدود التي رسمها الكفار أساساً بل الحدود التي رسمها الله سبحانه وتعالى؛ ولا يضع السياسة في المقام الأول، بل مصلحة الأمة.

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

أحمد سابا

رابط هذا التعليق
شارك

بسم الله الرحمن الرحيم

الرأسمالية السبب الرئيسي لكارثة الفيضان في سومطرة

 

 

الخبر:

 

كان إعصار سينيار مجرد محفّز؛ فحجم الدمار في إندونيسيا يعكس عقوداً من سوء الإدارة البيئية. فقدت سومطرة ملايين الهكتارات من الغابات، ما أضعف أحواض المياه في آتشيه وسومطرة الشمالية وسومطرة الغربية. جرى تجفيف الأراضي الخصبة من أجل المزارع، ما تسبب في هبوط الأرض وتحويل المخازن الطبيعية للمياه إلى أحواض للفيضانات. كما أدّى الاستيطان السريع في سهول الفيضانات، إلى جانب ضعف الحوكمة في استخدام الأراضي، إلى تضخيم التأثير. وعندما هطلت الأمطار الغزيرة، لم يعد لدى المشهد أي قدرة على امتصاصها. تُظهر الكارثة أن نموذج التنمية في إندونيسيا، القائم على الاستخراج وضعف الرقابة البيئية، جعل الطقس القاسي أكثر فتكاً مما ينبغي. (المصدر)

 

التعليق:

 

ليست الفيضاناتُ الهائلة التي حصدت مئات الأرواح في آتشيه وشمال سومطرة وغربها مجرد كوارث طبيعية، بل هي دليلٌ صارخ على فشلٍ بنيوي؛ فشلِ الرأسمالية الجشعة والديمقراطية العاجزة في حماية المجال الحيوي لرعاياها.

 

تدفع الرأسمالية بمنطق "النمو غير المحدود"، الذي يبرّر في النهاية الاستيلاء على الغابات، وتوسّع مزارع النخيل، وعمليات التعدين، ومشاريع الطاقة في قلب نظام بوكيت باريسان البيئي في سومطرة. وخلال السنوات العشر الماضية، فُقِدَ 1.4 مليون هكتار من الغابات في هذه المقاطعات الثلاث. لم تكن هذه الإزالة الواسعة للغابات حادثاً عابراً؛ بل هي نتيجة مباشرة لسياسات الدولة الخاضعة لمصالح السوق والمستثمرين. فعندما تُجَرَّف الغابات، وتُطمَر الأنهار، وتُعرَّى الجبال، فهل لا يزال من المقبول وصف هذه الفيضانات بأنها كارثة طبيعية؟!

 

وفي المقابل، فإن الديمقراطية - المفترض أن تكون آلية للرقابة الشعبية - لم تستطع كبح تدفّق التراخيص والامتيازات وسياسات الاستغلال التي تتجاهل قدرة البيئة على التحمل. تصبح مشاركة الجمهور مجرد إجراء شكلي، بينما تُتَّخذ القرارات الاستراتيجية في غرف بعيدة عن صوت الشعب وغالباً ما تخدم أصحاب رؤوس الأموال. وهكذا تُنتِج الديمقراطية في الواقع دولةً تبني وتدمّر الطبيعة في الوقت نفسه، دون اكتراث بسلامة الإنسان.

 

وعندما تقع الكارثة، تتصرف الدولة وكأنها حدثٌ لا مفرّ منه! غير أن جذور المشكلة تكمن في الخيارات السياسية والاقتصادية المتراكمة عبر السنين؛ أي تبنّي النظام الرأسمالي العلماني.

 

كارثة سومطرة تقدّم درساً مهماً للمسلمين: فالكوارث لا تنشأ دائماً من عوامل طبيعية، بل من النظام السياسي والفكري الذي تختاره الدولة. فعندما تعتمد الدولة النظام السياسي الرأسمالي العلماني، تصبح خادمةً لأصحاب رؤوس الأموال، وتنتج سلسلة من الأزمات؛ الفقر، والانحرافات المجتمعية، والكوارث البيئية الناجمة عن الاستغلال المفرط.

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

عبد الله أسوار

رابط هذا التعليق
شارك

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

صدى الإمبراطورية:

القرصنة الأمريكية قبالة سواحل فنزويلا

 

(مترجم)

 

الخبر:

 

في 10 كانون الأول/ديسمبر 2025، احتجزت أمريكا ناقلة النفط سكيبر قبالة سواحل فنزويلا، وصعدت على متنها، وحوّلت شحنتها التي تبلغ نحو 1.8 مليون برميل من النفط الخام الفنزويلي إلى عهدتها بموجب أمر قضائي أمريكي بفرض عقوبات كانت على وشك الانتهاء. وأكد مسؤولون أمريكيون أن هذا الإجراء يهدف إلى معاقبة انتهاكات العقوبات المفروضة منذ فترة طويلة والمرتبطة بشحنات نفطية غير مشروعة مزعومة. وأدانت الحكومتان الفنزويلية والكوبية هذه الخطوة ووصفتاها بأنها سرقة سافرة وقرصنة، ووصفتها كوبا بأنها إرهاب بحري يؤثر على إمداداتها من الطاقة. وقد تسبب هذا التعطيل في بقاء أكثر من 11 مليون برميل من النفط الفنزويلي عالقة في البحر، حيث تعيد ناقلات النفط والتجار تقييم مخاطر نقل النفط الخام الفنزويلي، ما يفرض تخفيضات أكبر وإعادة التفاوض على العقود مع مشترين رئيسيين مثل الصين.

 

التعليق:

 

إن احتجاز أمريكا لناقلة النفط سكيبر - والذي شمل سيطرة خفر السواحل والقوات العسكرية الأمريكية على شحنة نفط فنزويلية في المياه الدولية - ليس إجراءً لإنفاذ القانون، بل هو انعكاس لتأكيد محسوب للسلطة الأحادية على شريان الحياة الاقتصادية لدولة ذات سيادة، مبرر ظاهرياً بالعقوبات، ولكنه في الواقع آلية للضغط الجيوسياسي. تاريخياً، اتسمت العلاقات بين واشنطن وكاراكاس بفترات من التعاون والهيمنة مدفوعة بمصالح النفط. فمنذ مطلع القرن العشرين، أثرت مصالح أمريكا في النفط الفنزويلي على السياسة، بدءاً من دعم هيمنة شركات النفط الأمريكية وصولاً إلى الاستجابة لعمليات التأميم والأزمات في قطاع النفط الفنزويلي. وتُظهر وثائق السياسة الأمريكية أن ضمان الوصول إلى إمدادات النفط كان هدفاً استراتيجياً أساسياً في السياسة الخارجية الأمريكية تجاه فنزويلا.

 

ويأتي احتجاز سكيبر عام 2025 في أعقاب سنوات من الضغوط المتصاعدة، والتي تشمل عقوبات شاملة فُرضت منذ عام 2019 على شركة النفط الحكومية الفنزويلية "PDVSA" وشركائها التجاريين. أدت هذه العقوبات باستمرار إلى تقييد قدرة كاراكاس على المشاركة في أسواق النفط العالمية، حتى مع منح استثناءات غير رسمية للحفاظ على تدفقات محدودة. وقد أدى التأثير التراكمي للعقوبات بالفعل إلى تآكل قدرة فنزويلا على إنتاج النفط وقاعدة إيراداتها؛ وزادت عملية احتجاز ناقلة النفط سكيبر من هذا الضرر من خلال تعطيل الصادرات وتجميد حركة ناقلات النفط تماماً. وردّ التجار بتعليق الشحنات والمطالبة بخصومات كبيرة، ما أدى فعلياً إلى معاقبة وجود فنزويلا في أسواق النفط الخام الدولية.

 

وبينما تُصوّر إدارة ترامب هذه الإجراءات على أنها تستهدف الشبكات غير المشروعة أو أنها جزء من استراتيجية مكافحة المخدرات، فإن النمط الأوسع للاستعراض العسكري ومصادرة الموارد يُبرز أن الهدف يتجاوز بكثير عزل الجهات الإجرامية. ففي الأشهر الأخيرة، عززت الولايات المتحدة بشكل كبير وجودها العسكري في جنوب البحر الكاريبي ونفذت ضربات على سفن تزعم أنها مرتبطة بتجارة المخدرات وهي إجراءات أثارت مخاوف حتى بين فقهاء القانون بشأن طبيعتها خارج نطاق القضاء وانتهاكها المحتمل للمعايير الدولية. وتتزامن هذه العمليات مع مناقشات أوسع نطاقاً داخل دوائر السياسة الأمريكية حول الإطاحة بحكومة مادورو أو على الأقل إضعاف قبضتها على السلطة. تسيطر كاراكاس على واحدة من أكبر احتياطيات النفط الخام المؤكدة في العالم، ويُهدد تحالفها السياسي - لا سيما شراكتها مع دول مثل الصين وروسيا وكوبا - نفوذ واشنطن فيما تعتبره فناءها الخلفي. ولذا، فإن القرصنة والقتل الأمريكي في منطقة الكاريبي يُؤديان إلى تردد مُتعمد من جانب شركات ناقلات النفط الدولية في تحميل النفط الخام الفنزويلي، خوفاً من المزيد من عمليات المصادرة، ما يجعل القوة البحرية الأمريكية فوق الحقوق التجارية للدول المنتجة ذات السيادة، بهدف إعادة تشكيل أنماط التجارة لصالح واشنطن.

 

تكشف هذه التطورات مجتمعةً أن الدافع الكامن وراء احتجاز ناقلة النفط سكيبر والإجراءات المرتبطة بها لا يقتصر على فرض العقوبات فحسب، بل هو جزء من حملة استراتيجية تهدف إلى انتزاع تنازلات اقتصادية وسياسية من خلال فرض سيطرة مباشرة على صادرات النفط الفنزويلية، وبالتالي إضعاف استقلالية حكومة مادورو. في الواقع، تستخدم واشنطن الحرمان الاقتصادي والضغط العسكري كأدوات للتأثير، وهو ما يُذكّر بالتدخلات التاريخية التي استغلت فيها القوى المهيمنة اعتماد الدول الأضعف على مواردها لتشكيل سياساتها الداخلية.

 

عملياً، يعني هذا أن الشعب الفنزويلي - الذي ترتبط سبل عيشه وبنيته التحتية الوطنية ارتباطاً وثيقاً بعائدات النفط - يتحمل تبعات صراعٍ تُصبح فيه ثروة بلاده الطبيعية ورقة مساومة في مناورات جيوسياسية. فبدلاً من حماية السيادة أو القانون الدولي، يُعزز احتجاز سكيبر نظاماً عالمياً تُعيد فيه الدول المهيمنة تفسير الأطر القانونية من جانب واحد لتبرير إجراءات تخدم مصالحها الاستراتيجية، بينما تُقوّض في الوقت نفسه الحقوق السيادية للآخرين. إنّ هذا النهج الأحادي يُزعزع استقرار الأسواق الإقليمية، ويُفاقم المصاعب الاقتصادية، ويُقوّض المعايير التي ينبغي أن تُنظّم التعايش السلمي بين الدول، لكن المعيار الوحيد الذي تُقدّره أمريكا هو ترسيخ مصالحها على حساب أي مصلحة أخرى.

 

ما نشهده من قرصنة أمريكية في منطقة الكاريبي ليس إلا امتداداً آخر لسيطرتها الدموية على شعوب العالم التي تعتبرها مزرعتها الخاصة التي تستغلها كيفما تشاء مهما كانت التكاليف البشرية.

 

﴿وَلاَ تَحْسَبَنَّ اللّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الأَبْصَارُ

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

د. عبد الله روبين

رابط هذا التعليق
شارك

بسم الله الرحمن الرحيم

الرأسمالية تتآكل من داخلها

 

 

الخبر:

 

أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلغاء كل الأوامر الصادرة باستخدام نظام التوقيع الآلي معتبرا أن نحو 92% من الوثائق الموقعة بهذه الطريقة عديمة الأثر لأنها لم يوقعها بايدن شخصيا.

 

التعليق:

 

أثار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب جدلا واسعا بإعلان قال فيه إنه ألغى جميع الأوامر التنفيذية الصادرة في عهد سلفه جو بايدن حيث اعتبرها البعض خطوة قانونية جذرية تسقط إرث إدارة بايدن.

 

ولكن بالتدقيق نجد أن هذا الإعلان لا يهدف قانونيا لإلغاء القرارات ولا يسقط أي أمر تنفيذي تلقائيا بل هو يمهد لإلغاء القرارات لاحقا ويفتح الباب أمام معارك قضائية ويشكك بشرعية بايدن ككل لأنه في نظام الولايات المتحدة هناك أربع آليات رسمية لإلغاء أوامر تنفيذية تم اتخاذها، وهي بعجالة:

 

* صدور أمر تنفيذي جديد يلغي أمرا سابقا

* تشريع من الكونجرس

* حكم قضائي

* انتهاء مفعول الأمر تلقائيا

 

وعليه فإن هذا الإعلان لم يكن موجها لإلغاء قرار واحد بل لإلغاء قرارات العفو التي أصدرها بايدن في نهاية ولايته وكل الأوامر التنفيذية والوثائق التي زعم أنها وقعت بالتوقيع الآلي بعدم حضور الرئيس بايدن.

 

وهذا الإعلان هو موقف سياسي وتصعيد خطابي هدفه التشكيك في شرعية سياسة بايدن السابقة وتعزيز صورة ترامب أمام قواعده بأنه يعكس إرادتها وينهي ما يعتبره ممارسة غير صحيحة.

 

إن هذه الأفعال لها تأثير غير مباشر على سمعة الولايات المتحدة خاصة وأنه يوضح الخلاف الداخلي ويعمق الهوة الداخلية ويبعد الشعب عن حكومته المتصارعة، ولذلك شهدنا في الأيام السابقة نجاحات في رؤساء الولايات اتسمت بالشعبوية وهي من علامات سقوط الهيمنة الأمريكية وشرخ لا يمكن ترميمه.

 

إن ما يقوم به ترامب يجعل صورة أمريكا الحقيقية جلية واضحة أمام العالم وأمام شعبه خاصة وينقض عرى الرأسمالية عروة عروة حتى أصبحت هذه الصورة تظهر مدى إجرام سياسات أمريكا وأنها تعمل لمصالح شخصية وآنية ولا تهمها الدماء التي تسفك في كل بقاع الأرض حتى وإن كانت دماء أمريكية، فصراع المتنفذين سوف يؤدي إلى تفتيت الولايات المتحدة قريبا إن شاء الله لأن أيديهم مليئة بالدم والجرائم ضد الإنسانية وفضائحهم التي لا تقبلها البشرية ولا بأي شكل من الأشكال.

 

فعلى عقلاء هذا الكون أن يسقطوا هذا المبدأ الجشع وأن نعمل على استبداله حتى يعم هذا الكوكب العدل والحياة الهانئة بعيدا عن حقد الرأسمالية.

 

أيها المسلمون: إن الحل بين أيديكم فهبوا لنصرة هذا الدين واعملوا مع العاملين لاستئناف الحياة الإسلامية وإقامة دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة في أقرب وقت إن شاء الله.

 

قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ﴾.

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

نبيل عبد الكريم

رابط هذا التعليق
شارك

بسم الله الرحمن الرحيم

العظمة تصنعها إرادة الأمة وليس المحتل

 

 

الخبر:

 

سافايا وولسن: سنجعل العراق عظيماً مرة أخرى وتحريره من إيران (قناة كردستان24، 18/12/2025م)

 

التعليق:

 

هذا حالنا لا نحسد عليه؛ قضيانا تبحث في مجالس السياسة الأمريكية وفي دهاليزها كي يجعلونا عظماء ويحررونا من إيران كما يدعون وربما من غيرها. هذا ما تقوله أمريكا وهي من دمر العراق وفتك بأهله، وكلنا يعلم منذ أن غزت أمريكا العراق عام ٢٠٠٣ عم الفساد والخراب، فيا ترى كيف سيجعلوننا أحراراً وعظماء؟! هذا السؤال الذي يجب أن يطرح على أمريكا وأذنابها في هذا البلد.

 

أي استغفال هذا لأمتنا واحتقار لعقولها؟! نعم إنه الوهن الذي أصابنا وخطاب الفراعنة وطريقة حكمهم التي ترى فيها أمريكا ومن هم على شاكلتها أنها هي الطريقة المثلى، وذلك كله يصاحبه وهن وجبن وأشراف البشرية وحكامها أصحاب اليد الطولى لأمريكا في تسيير البلاد والعباد لسيدهم الأمريكي.

 

وصدق الله بقوله عن فرعون وقومه: ﴿فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْماً مُسْرِفِينَ﴾. وإن هذا كله ناتج عن غياب الوعي عند الأمة على قضيتها المصيرية والتصاقها بالحياة الدنيا وانغماسها في إشباع جوعاتها الغرائزية.

 

أيها المسلمون في العراق: إن الأمريكان في تصرفهم هذا إنما يعبرون عن كبريائهم وعنجهيتهم واستبدادهم وغلوهم بالاستمرار في سلب إرادتنا وكرامتنا ونهب خيراتنا من جهة، والكشف من جهة أخرى عن بداية سياسة جديدة لحقبة جديدة من الاستثمار الكبير والواسع تتجهز له الشركات الأمريكية لكي تخلق به فرصا كبيرة للعمل يسيل لعاب العملاء والناس في الإشباع الغريزي.  وربما هي هذه العظمة التي تريد أمريكا أن تقدمها للبلد وإبعاد إيران وذيولها عنها بعد أن انتفت الحاجة لها بعد أن كانت لها اليد الطولى في عونها على احتلال العراق.

 

أيها المسلمون في العراق وأمتنا جميعاً: إن الشعوب لا تكون عظيمة ولا حرة إلا بامتلاك إرادتها التي تعبر عن عقيدتها في تنظيم طريقة عيشها لتصنع عظمتها بيدها.

 

وأخيراً نقول لأمريكا إن بداية انهيارك قد لاح مع بداية تفردك بالعالم بعد سقوط الاتحاد السوفيتي، وها أنت وبعد ٣٥ عاما لست كما كنت عليه قبل عام ١٩٩٠. وما تعرضت له من أزمات اقتصادية ومالية واستمرارها في السنوات الأخيرة وخاصة على عهد ترامب وما رافقها من أزمات مجتمعية والتي كان آخرها استراتيجيته التي أعلن فيها الحرب والعداء للعالم قاطبة، وهذا هو الذي سيكون بداية السقوط لأمريكا والنظام الرأسمالي البشع والذي سيعجل بسقوطه بعون الله على يد الوليد الجديد لأمة الإسلام كما كان بولادة موسى سقوط فرعون ونهايته.

 

أيها المسلمون: لا نقول إلا ما يقوله الله جل في علاه ﴿إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيداً وَنَرَاهُ قَرِيباً﴾، ﴿وَاللهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ﴾.

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

محمد الحمداني

رابط هذا التعليق
شارك

بسم الله الرحمن الرحيم

القروض والارتهان الاقتصادي

من إدارة الأرقام إلى استعباد الأجيال

 

 

الخبر:

نقلت بوابة أخبار اليوم، الخميس 18/12/2025م، أن رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي أكد أن الدين العام بات مصدر قلق للناس مع ارتفاع المعيشة، مؤكداً أن الحكومة تديره في ظروف دولية صعبة منذ عام 2020. وأوضح أن مصر سددت صافي دين خارجي بنحو 3.4 مليار دولار خلال عام، وحولت 11 مليار دولار من التزامات إلى استثمارات طويلة الأجل، وأن 81% من الدين بات طويل الأجل لتخفيف ضغوط السداد. وأكد استخدام أدوات مثل مبادلة الديون، وأن تقييم المسار لا يكون بحجم الدين بل باتجاهه وهيكله،

 مع التزام الحكومة بخفض الأعباء وتحسين معيشة الناس على المدى المتوسط.

 

التعليق:

 

في كل مرة تُعلن فيها السلطة عن أرقام جديدة تتعلق بالديون الخارجية، تُقدَّم الأرقام في قالبٍ يوحي بالإنجاز: سداد مليارات هنا، وإعادة هيكلة هناك، وتحويل التزامات إلى استثمار طويل الأجل. غير أن القراءة المتأنية، بعيداً عن العناوين الدعائية، تكشف حقيقةً واحدة لا تتبدل وهي أن المديونية ليست أرقاماً تُدار، بل أعباء تُحمَّل على ظهور الناس، وارتهاناً لإرادة البلاد، وقيوداً تُشدّ على أعناق الأجيال القادمة.

 

الخبر المعلن يتحدث عن سداد جزء من الديون خلال عام، وعن تحويل التزامات بمليارات الدولارات إلى استثمارات طويلة الأجل، وعن كون أغلب الدين طويل الأمد. لكن السؤال الجوهري الذي يجب أن يُطرح هو ما طبيعة هذا المسار؟ ولمن تُدار الدولة؟ وبأي معيار يُقاس الصواب والخطأ؟

 

القرض الخارجي لا يُسدَّد من فراغ، بل من كدّ الناس وعرقهم والضرائب المفروضة عليهم وارتفاع الأسعار وتقليص ما يُنفق على رعاية شؤونهم. كل دولار يُستدان اليوم هو التزام في الغد، وكل جدول سداد ممتد هو تقييد لحرية القرار السياسي والاقتصادي. حين تُقال عبارة دين طويل الأجل، فإن معناها الواقعي أن أجيالاً لم تُستشر ولم تنتخب أحداً ستُطالَب بالدفع، دون أن يكون لها رأي في أصل الاستدانة ولا في شروطها.

 

إن تحويل الديون إلى استثمار لا يُخرجها من حقيقتها؛ إذ يبقى الأجنبي شريكاً متحكماً، ويظل القرار الاقتصادي مرهوناً بمصالح الدائنين، سواء سُمِّيَ الدين قرضاً أو استثماراً أو مبادلة. فالنتيجة واحدة وهي أن السيادة تُجزَّأ، والقرار يُقيَّد، والناس يدفعون الثمن.

 

لم تُعرف دولةٌ ارتهنت بالديون إلا ودخلت معها شروط سياسية واقتصادية، تُفرض باسم الإصلاح والالتزام. تُعاد صياغة القوانين، وتُرفع الأسعار، وتُفتح الأسواق، وتُغلق الأبواب في وجه الناس، ليس لأن ذلك أصلح لهم، بل لأنه يرضي الدائن ويضمن تدفق السداد.

 

وهنا تتحول الدولة من راعٍ لشؤون الناس إلى وكيل تحصيل، وتصبح السياسة الاقتصادية قائمة على إرضاء الخارج لا على رعاية الداخل. وهذا هو جوهر الرأسمالية: تقديم المال على الإنسان، والربح على العدل، والقوة المالية على القيم.

 

فوق كل ما سبق من أعباء اقتصادية وتبعية سياسية، تبقى الحقيقة الأخطر أن هذه القروض هي رِبا صريح، لا يغيّر من حكمها تغيير الأسماء ولا طول الآجال. وقد جاء التحريم قاطعاً في كتاب الله، قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ * فَإِن لَّمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِّنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ﴾. فأيُّ خطر أعظم من سياسةٍ تقوم على ما وصفه الله بأنه حرب عليه وعلى رسوله؟ وأيُّ بركة تُرجى من اقتصاد يُبنى على معصيةٍ بهذا الحجم؟ إن آثار الربا لا تقتصر على الحسابات، بل تمتد إلى نزع البركة، وانتشار الظلم، وضيق العيش، واضطراب المجتمع.

 

يُقال إن نسبة الدين إلى الناتج "ضمن الحدود"، وإن أغلب الدين طويل الأجل، وإن الإدارة رشيدة. غير أن هذه اللغة تُخفي سؤالاً أساساً هو لماذا تُدار البلاد أصلاً بهذا المنطق؟ لماذا يكون الحل الدائم هو الاستدانة؟ ولماذا يُصرّ النظام الرأسمالي على معالجة الأزمات بمزيد من الديون؟

 

إن الأرقام، مهما زُيِّنت، لا تُغيِّر من حقيقة أن الناس يزدادون فقراً، والأسعار ترتفع، والعملة تضعف، والخدمات تتراجع. وهذا وحده كافٍ لإسقاط السردية الرسمية.

 

إن المشكلة ليست في سوء إدارةٍ عابرة، بل في النظام الذي يحكم من الأصل. الرأسمالية تجعل المال محور السياسة، وتُبيح الربا، وتشرعن الاستدانة، وتحوّل الدولة إلى أداة لخدمة رأس المال. ولذلك فهي تنتج الأزمات ثم تدّعي علاجها، بينما تعمّق الجراح.

 

أما الإسلام، فله نظرة مغايرة كليا وجذرياً: فالإسلام يمنع الربا منعاً باتاً، ويجعل رعاية شؤون الناس غاية الحكم، ويُقيم الاقتصاد على ملكياتٍ واضحة، وموارد عامة، ونقدٍ ثابت، وسياسة مالية لا تُحمّل الناس ما لا يطيقون.

 

إن الحل ليس في إعادة جدولة القروض، ولا في تحسين شروطها، ولا في تبديل مسمياتها، بل في قطع الطريق عليها من أصلها. الحل في نظامٍ اقتصادي إسلامي يمنع الربا، ويحرر القرار، ويستثمر الثروات لصالح الأمة، ويُعيد للدولة وظيفتها الحقيقية: الرعاية لا الجباية.

 

إن قيام دولةٍ تحكم بالإسلام حكماً كاملاً، وتتبنى نظامه الاقتصادي، هو وحده الكفيل بإنهاء دوامة الديون، واستعادة السيادة، وإقامة العدل، وبعث الطمأنينة في حياة الناس.

 

يا أهل الكنانة: إن ما تعانونه ليس قضاءً محتوماً، ولا نتيجة كسل ولا نقصاً في الموارد، بل هو ثمرة نظامٍ فاسدٍ في أساسه فُرض عليكم، وحُكمتم به عقوداً. لا تنخدعوا بلغة الأرقام ولا بتغيير العناوين؛ فالقرض قرض ولو سُمّي استثماراً، والربا ربا ولو غُلّف بالتقارير. والرأسمالية هي الداء، والإسلام هو الدواء. تمسكوا بدينكم، وعوا على حقيقة ما يُدار باسمكم، واعلموا أن التغيير الحقيقي يبدأ من تغيير الفكرة التي تُحكمون بها. واعلموا أن خلاصكم ليس في مزيد من الاستدانة، بل في الوعي، ورفض الرأسمالية، والتمسك بالإسلام نظام حياة ودولة.

 

يا أجناد الكنانة، يا أهل القوة والمنعة، إن الله جعلكم أصحاب قدرة وتأثير، ولم يجعلكم حراساً للتبعية ولا أدوات لتنفيذ سياسات تُفقِر شعبكم وتغضب ربكم. إن الانحياز الحقيقي ليس للسلطة ولا للدائنين، بل للأمة ولدينها، فانحازوا لمشروع يرضي الله، ويحرر البلاد، ويعيد لمصر مكانتها، ويكتب لكم شرف النصرة في الدنيا والآخرة.

 

﴿وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

سعيد فضل

عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية مصر

رابط هذا التعليق
شارك

بسم الله الرحمن الرحيم

اليمن بين مطرقة التقسيم الدوليّ وسندان التطبيع مع كيان يهود

 

 

الخبر:

 

في سابقةٍ خطيرةٍ تكشفُ المستور، ذكرت صحيفة التايمز البريطانية بتاريخ 12 كانون الأول/ديسمبر 2025م، أن المجلس الانتقالي الجنوبي أرسل وفداً رسمياً للقاء مسؤولين من كيان يهود. وقد تعهد وفد الانتقالي رسمياً بتقديم الاعتراف الكامل بالكيان الغاصب، مقابل دعم اللوبي الصهيوني والغربي لمشروعه الانفصالي وفصل جنوب اليمن عن شماله تحت مسمى إعلان دولة الجنوب العربي لحماية العروبة ومحاربة الإرهاب.

 

التعليق:

 

إن ما كشفته الصحافة الغربية اليوم ليس إلا خروجاً لما كان يُطبخ في الغرف المظلمة إلى العلن. إن تحركات عيدروس الزبيدي ومجلسه بدعمٍ إماراتي مكشوف وتمكينٍ سعودي مبطن، تمثل خيانةً عظمى لله ولرسوله وللمؤمنين وانحداراً كبيراً في مستنقع العمالة لخدمة المشاريع الاستعمارية. إن شعار محاربة الإرهاب الذي يتغنى به هؤلاء وغيرهم ليس إلا الاسم الحركي لمحاربة الإسلام والعاملين له ومنع عودته بوصفه نظام حياة، استجابةً لأوامر أمريكا الصليبية، كما أنه مسرحية تبادل الأدوار بين السعودية والإمارات، فلا ينخدعنَّ أحدٌ بالتصريحات الإعلامية الجوفاء التي تطلقها السعودية أو الإمارات لإدانة بعض تصرفات الانتقالي؛ فهي للاستهلاك المحلي وتخدير الشعوب.

 

إن الحقيقةُ المرةُ على الأرض تقول غير ذلك:

 

إن قوات درع الوطن التي أنشأتها السعودية وسوقتها كقوة شرعية تابعة للمجلس القيادي العليمي، هي التي قامت فعلياً بتسليم مناطق الجنوب للانتقالي، ثم غادرت أرتالها الضخمة بشكل مريب نحو مأرب خزان الغاز والنفط الاستراتيجي. هذا التحرك ليس عشوائياً بل هو إعادة تموضع لتقسيم كعكة الجنوب وموانئه للانتقالي (المشروع البريطاني الإماراتي) بشرط التطبيع الكامل مع يهود، والثروة الغازية والنفطية في مأرب تحت الوصاية السعودية المباشرة (المشروع الأمريكي).

 

إن الاتفاق المبرم في المهرة والذي قضى بتسليم مطار الغيضة وميناء نشطون لقوات درع الوطن السعودية مع وجود إداري بسيط للانتقالي، بينما يُترك البر للانتقالي، يكشف هندسة التوازن الدقيق؛ فالسعودية تمسك بخناق الانتقالي عبر المنافذ ليكون تحت السيطرة إذا فكر في الخروج عن بيت الطاعة الأمريكي.

 

وكذلك هو حال طارق صالح في تعز والمخا؛ فهو ليس إلا سوطاً مسلطاً وورقة ضغط لتهديد الحوثي دون السماح له بالحسم. ولنا في إيقاف الأمم المتحدة لمعركة الحديدة سابقاً عبرة؛ فقد تدخل المجتمع الدولي لإنقاذ الحوثي ومنع سقوط شريانه البحري الوحيد؛ لأن الغرب يريد بقاء الحوثي كبعبع وجزء من معادلة التوازن الرهيب التي تفضي في النهاية إلى الحل السياسي المسموم؛ النظام الفيدرالي، والفيدرالية هي بوابة التقسيم الأمريكي.

 

كما بادر الانتقالي؛ القوة الفاعلة في الجنوب الموازية للحوثي عن معركة المستقبل الواعد وصرح المتحدث الرسمي مبشراً بالنظام الفيدرالي، وهذا هو الترجمة الحرفية لمخطط تفتيت المفتَّت. إنهم يريدون يمناً مقسماً إلى كانتونات متناحرة وأقاليم، كل إقليم يمتلكه أمير حرب يُسبح بحمد المستعمر لضمان ألا تقوم لليمن قائمة ولتسهيل نهب الثروات منه وضبط إيقاع القرارات السياسية فيه.

 

كما أن التطبيع هو الثمن القذر، فقد ذكرت صحيفة جيروزاليم بوست العبرية أن سيطرة الانتقالي هي فرصة استراتيجية لاتفاقيات أبراهام. وهذا تأكيد على أن تقسيم اليمن هو مطلب صهيوني أمريكي بريطاني لتأمين الملاحة في البحر الأحمر وباب المندب بأيادٍ عميلة وضرب أي تهديد محتمل لكيان يهود.

 

وها نحن نقولها بأعلى صوت إلى أهلنا في اليمن أهل الحكمة والإيمان، يا أهل اليمن، يا أحفاد الأنصار، اتقوا الله في دماء أبنائكم، إن هذه الدماء الزكية التي تُسفك في الجبال والوديان والسهول، من شبوة إلى صعدة ومن المهرة إلى الحديدة هي دماءٌ معصومة، حرامٌ عليكم سفكها في غير حقها.

 

ألم تدركوا بعد أنكم وقودٌ لحربٍ ليست حربكم؟ إنكم تقتتلون لا لإعلاء كلمة الله، بل لتمكين أدوات الاستعمار ولرسم حدودٍ وضعها سايكس وبيكو أمريكي جديد. لماذا تضحون بأرواحكم ليحكمكم نظام فيدرالي علماني يقسم بلادكم؟! ولماذا تضحون ليعتلي عروشكم قادةٌ يهرولون للتطبيع مع قتلة إخوانكم في فلسطين؟!

 

انظروا إلى السودان المكلوم كيف مُزّق بأيدي أبنائه خدمةً للغرب الكافر، وها هو اليمن اليوم يسير على الخطا ذاتها نحو بيت الطاعة والاستضعاف!

 

والله إن الغرب الكافر يضحك ملء فيه وهو يرى المسلم يقتل أخاه المسلم لينهب هو ثرواتنا الهائلة؛ النفط والغاز والمعادن، ويرمي لعملائه الفتات، بينما تعيشون أنتم الضنك والجوع والقهر.

 

أيها الضباط المخلصون، يا أهل القوة والمنعة، يا مشايخ القبائل الأحرار: إن الدماء التي تُبذل لإقامة دول الطاغوت سواء أكانت ديمقراطية مدنية أم اتحادية هي دماء ضائعة توجب سخط الله. وإن التضحية الحقيقية التي ترفع الرأس شموخاً وتبيض الوجه نوراً عند الله هي التضحية لإقامة دولة الحق والعدل؛ دولة لا شرقية ولا غربية، لا سعودية ولا إيرانية ولا إماراتية، بل دولة تحكم بكتاب الله وسنة رسوله؛ دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، ذات دستور واضح المعالم يتأسس على عقيدة الإسلام الثابتة النقية.

 

فكفوا عن حماية العروش المهترئة والأنظمة القمعية العميلة، واقلبوا الطاولة على رؤوس المتآمرين. والله وبالله إنكم لقادرون على جمع كلمتكم لرفض مشاريع التقسيم والتطبيع إن أردتم ووعيتم كلام الرائد الذي لا يكذب أهله، وعملتم لإقامة حكم الله في الأرض الذي يعزكم ويحفظ ثرواتكم المنهوبة ويصون دماءكم المستباحة.

 

﴿وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

سيف مرزوق – ولاية اليمن

رابط هذا التعليق
شارك

بسم الله الرحمن الرحيم

إلغاء قانون قيصر عن سوريا.. المصالح الأمريكية أولاً

 

 

الخبر:

 

وقع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الجمعة 19/12/2025، على قانون تفويض الدفاع الوطني، لترفع عقوبات قانون قيصر رسمياً عن سوريا.

 

التعليق:

 

فرضت الولايات المتحدة قانون قيصر عام 2019، الذي يتضمن عقوبات اقتصادية مشددة تتضمن حظر جميع التعاملات الاقتصادية والمالية مع نظام أسد المجرم، أو مع أي جهة أو مؤسسة في سوريا، زاعمة أن العقوبات تأتي في إطار الرد على الجرائم التي ارتكبها النظام بحق أهل سوريا.

 

والحقيقة أن أمريكا تدرك، كما يدرك أي متابع واعٍ، أن العقوبات على الأنظمة الاستبدادية الشمولية تضر الشعوب فقط، ولا تضر القائمين على تلك الأنظمة أو تحدّ من ثرائهم، حيث لا يعدمون الوسائل والمنافذ ليستمروا في تجارتهم وتدوير أموالهم التي سرقوها من أموال الناس، لكن أمريكا وضعت تلك العقوبات للتغطية على دعمها الخفي للنظام المجرم، والنتيجة أنها قتلت أهل سوريا مرتين؛ مرة حين سمحت لعصابة الأسد بإبادتهم بالتعاون مع روسيا وإيران وأذنابها، ومرة أخرى حين وضعت عقوبات قيصر التي سحقتهم اقتصادياً.

 

إن أمريكا تستخدم سياسة العقوبات لتحقيق مصالحها، لكن بطرق مختلفة، فهي تفرض عقوبات حقيقية على بعض الأنظمة لأنها على خِلاف معها، لكنها تفرض عقوبات على أنظمة أخرى لتضليل الرأي العام حول موقفها منها، ولتبرئة نفسها من دعمها، مثل العقوبات التي فرضت على سوريا وإيران منذ ثمانينات القرن الفائت، وهي أنظمة تُعتبر جزءاً من السياسات الأمريكية في المنطقة.

 

لقد استخدمت أمريكا قانون قيصر لتصدير صورة إيجابية عنها، مضمونها أنها ليست راضية عن أفعال نظام الأسد، وذلك بعد أن وصلت مذابحه ذروتها في الأشهر التي سبقت فرض العقوبات، ثم رفعت العقوبات اليوم مقابل ضمانات حصلت عليها من الإدارة الجديدة، تتعلق بالانضمام لما يُعرف بالتحالف الدولي لمكافحة الإرهاب، والتعهد بصون الأمن الإقليمي وعدم تهديد دول الجوار، أي المحافظة على أمن كيان يهود بالدرجة الأولى، وفي كلتا الحالتين (أي حين فرضت العقوبات، وحين أزالتها) راعت أمريكا مصالحها وأهدافها قبل أي شيء آخر.

 

إن أمريكا الموغلة في الدم والمنغمسة في الإجرام منذ نشأتها لا تنطلق في سياساتها من منطلقات الرحمة والإنسانية والتكافل، بل من منطلقات الحفاظ على أمنها القومي وتحقيق أهدافها الاستعمارية، وإن انخراط حكام سوريا معها في المسار الذي قررته للمنطقة هو انتحار سياسي، لأن خطتها للحل في سوريا المنطوية على دمج قوات سوريا الديمقراطية مع الحكومة، ورؤيتها للسلام في المنطقة المتضمنة التطبيع مع كيان يهود، تعني في نهاية المطاف إضعاف الدولة السورية على نحو بالغ داخلياً، وجعلها خاضعة ذليلة لكيان يهود خارجياً، وفي هذا مخالفة فجة لأحكام الإسلام، ولأهداف الثورة المباركة، فينبغي على حكام سوريا أن يتخلوا عن هذا المسار، وأن يلتحموا بشعبهم وأمتهم ويستمدوا العون منها، وأن يطلبوا قبل ذلك معية الله، فهي المعية الحقيقية التي لا تنضب، ولا تُقهَر، ولا تتغير بتغير الظروف والأحوال.

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

أحمد سعد

رابط هذا التعليق
شارك

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

أوكرانيا بين مطرقة العدو وسندان الحليف

 

 

الخبر:

 

يلتقي مفاوضون أمريكيون بمسؤولين روس في ولاية فلوريدا اليوم السبت، لإجراء أحدث مناقشات بشأن إنهاء الحرب الروسية في أوكرانيا، وذلك بعد اختتام الوفد الأوكراني المفاوض اجتماعاته في أمريكا مع نظرائه الأوروبيين والأمريكيين.

 

وسيقود كيريل ديمترييف مبعوث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الوفد الروسي الذي سيلتقي مع المبعوثين الأمريكيين ستيف ويتكوف وجاريد ‌كوشنر، وسط آمال تشيعها الجهود الدبلوماسية المكثفة بالتوصل إلى حل.

 

من جانبه، قال رئيس الوفد الأوكراني المفاوض رستم عمروف إن الوفد اتفق مع الأمريكيين على اتخاذ خطوات إضافية ومواصلة العمل المشترك خلال الفترة القريبة المقبلة.

 

يأتي ذلك بالتزامن مع تصريح للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي قال فيه إن بلاده لن تسمح للرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالتحكم في أي انتخابات رئاسية محتملة قد تشهدها البلاد. ولفت زيلينسكي في تصريحات من وارسو إلى أن بوتين لا يريد السيطرة على الانتخابات في روسيا فحسب، بل يسعى الآن للتدخل في الانتخابات الأوكرانية أيضا.

 

وقال وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو أمس الجمعة - قبيل المحادثات بشأن الحرب في أوكرانيا - إن واشنطن تعتقد أنها حققت تقدما، لكنْ هناك طريق يجب قطعه، مضيفا أن "أصعب القضايا هي دائما القضايا الأخيرة". وبينما صرّح روبيو بأن التوصل إلى حل للنزاع بين الدولتين لا يحتل صدارة أولويات بلاده أشار إلى أن مسألة إبرام اتفاق سلام متروكة لأوكرانيا وروسيا، وإلى أن "الأمر لا يتعلق بفرض اتفاق على أي طرف". (جريدة القدس، 20/12/2025م)

 

التعليق:

 

أصبح واضحا للعيان ولكل ذي عقل أن أمريكا تخلت عن أوكرانيا وضحّت بها من أجل مصالحها. وواضح أيضا أنها طلبت من روسيا مطالب كبيرة خلال قمة ألاسكا بين الرئيسين الروسي والأمريكي، ومن الواضح كذلك أن روسيا ليس في مقدورها رفض طلب ترامب، لأن ذلك يعني وصول الأزمة لكسر العظم بين روسيا والغرب وهذا ما تريده أوكرانيا وبريطانيا بل حتى أوروبا لكي لا يكون ثمن الحل من جيوبهم وأراضيهم، لذلك روسيا لا يمكنها رفض طلبات ترامب، والتي في غالبيتها اقتصادية مثل استحواذ أمريكا على معظم العقود التجارية مع روسيا، أي تريد أمريكا ابتلاع كعكة روسيا لوحدها دون مشاركة أحد، هذا بعد أن بلعت كعكة أوكرانيا.

 

لأجل هذا كله ردت روسيا على طلبات ترامب بشروط قاسية منها بلع أقاليم أوكرانيا الأربعة، وضمانات أمنية قاسية في حق أوكرانيا وأوروبا.

 

أما أمريكا فهي لا تعارض ذلك مبدئيا، لكنها تعلم مدى تصلب أوكرانيا بسبب دعم أوروبا ومحاولتها ثني أوكرانيا عن الموافقة أو على أقل تقدير تغيير في الشروط أو جعلها أقل حدة وخطراً عليها، لذلك تأتي هذه الاجتماعات في أمريكا وهي ليست في عجلة من أمرها طالما الحرب والموت والدمار ليس على أرضها، بل من المرجح أن تتغول روسيا على أوكرانيا أكثر لتجبرها وتجبر أوروبا على الموافقة، كل ذلك وترامب وكأنه لا يرى ولا يسمع بل بالعكس فكلما تعنت المفاوض الأوكراني لوح بضرورة إجراء انتخابات رئاسية أوكرانية. وبهذا أضحت أوكرانيا تحت مطرقة الدب الروسي الثقيلة وسندان أمريكا الحليف الذي أمدها بالسلاح وحثها على استفزاز روسيا، فإلى أين المفر؟

 

إن أمريكا مثلها مثل الشيطان إذ قال للإنسان اكفر فلما كفر قال إني بريء منك إني أخاف الله رب العالمين!

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

د. محمد الطميزي

رابط هذا التعليق
شارك

بسم الله الرحمن الرحيم

الدولة القومية هي أكبر عقبة أمام حماية شرف المسلمين وحياتهم

سواء في الهند أو غزة

 

 

الخبر:

 

أدان وزير الخارجية ونائب رئيس الوزراء إسحاق دار بشدة الحادثة التي قام فيها رئيس وزراء ولاية بيهار، نيتيش كومار، بنزع خمار امرأة مسلمة تدعى نصرت بارفين خلال فعالية حكومية، واصفاً إياها بأنها "مقلقة للغاية"، ووصف دار الحادثةَ بأنها مخزية، قائلاً إنها تسلط الضوء على الحاجة المُلحة لحماية حقوق (الأقليات) وكبح جماح موجة الإسلاموفوبيا المتصاعدة. (المصدر)

 

 

التعليق:

 

ليست هذه هي الحادثة الأولى في الهند التي تتعرض فيها امرأة مسلمة للمضايقة والإهانة، فمنذ قيام الهند عام 1947، لم يُعر حكامُها الهندوس أي اهتمام لحياة المسلمين وممتلكاتهم وشرفهم. ومنذ عام 1950، فقد ما لا يقل عن عشرة آلاف مسلم حياتهم في اعتداءات طائفية، وغالباً ما كانت تتم بموافقة الحكام الهندوس، بغض النظر عن انتماءاتهم السياسية. وفي أحداث الشغب التي شهدتها ولاية غوجارات عام 2002، ارتكبت عصابات هندوسية أعمال اغتصاب ونهب وقتل في حملة عنف استمرت لأكثر من شهرين. وشُوهت النساء، وأُضرمت النيران في الأطفال، وقُطعت أوصال الآباء، وقُتل نحو ألف شخص، معظمهم من المسلمين، ودُمر نحو 20 ألف منزل ومتجر للمسلمين، و360 مسجداً، ونزح ما يقرب من 150 ألف شخص. وفي عام 1992، هدمت حشود هندوسية مسجد بابري التاريخي. وفي كانون الثاني/يناير 2024، افتتح جزار غوجارات، الذي أصبح الآن رئيس وزراء الهند، المعبد الذي بُني على أنقاض مسجد بابري.

 

لقد أصبح ضرب وقتل الرجال المسلمين بتهمة ذبح بقرة ظاهرة شائعة، إلا أن التصعيد ضد مسلمي الهند بلغ مستويات غير مسبوقة، حيث باتوا يهاجمون شرف النساء المسلمات مباشرةً بتمزيق عباءاتهن أو خُمُرهن. والمؤسف في هذا الموقف العدائي للدولة الهندوسية هو أنه كلما وقع مثل هذا الحادث، يكتفي حكام باكستان، التي تمتلك أقوى جيش في البلاد الإسلامية، والمجهز بترسانة نووية، يكتفون بإدانة الفعل ومطالبة النظام الدولي بمحاسبة الدولة الهندوسية، ولكنهم لا يتحملون مسؤولية تلقينها درساً قاسياً يمنعها من تكرار هذا الفعل!

 

ما الدافع وراء هذا المسار المخزي لباكستان؟ ألا تدرك أهمية صون أعراض المسلمات؟ أم أنها لا تعتبر نفسها مسؤولة عن ردع هذا العدوان، وأنها مسؤولة فقط عن حماية من يعيشون داخل حدودها؟

 

لقد أوجب الإسلام حماية شرف المرأة بأي ثمن، ففي زمن رسول الله ﷺ عقد يهودي طرف ثوب امرأة مسلمة كانت في سوق بني قينقاع، فلما قامت انكشفت سوأتها فصرخت، فضحك اليهود فقام مسلم فقتل هذا اليهودي، فتكاثر اليهود على المسلم فقتلوه، فحاصرهم النبي ﷺ خمسة عشر يوما حتى نزلوا على حكمه، وأجبرهم على الاستسلام وأجلاهم من المدينة المنورة.

 

لقد أرست أفعال رسول الله ﷺ معياراً لحماية شرف المرأة المسلمة، وبناءً على هذا المعيار، أمر الحجاج بن يوسف، والي العراق في عهد الخلافة الأموية، أمر محمد بن القاسم بغزو السند وإنقاذ النساء المسلمات اللواتي وقعن في أسر قراصنة راجا داهر، ودارت معركة عام 712م، أسفرت عن هزيمة داهر ومقتله، وتحرير الأسيرات. وكذلك أرسل الخليفة العباسي المعتصم جيشاً لتحرير امرأة استغاثت به عندما وقعت في أسر الرومان...

 

إن الدولة القائمة في باكستان لا تقوم على العقيدة الإسلامية التي توجب حماية شرف المرأة المسلمة. وقد صرّحت القيادة السياسية والعسكرية الباكستانية مراراً وتكراراً بأن الجيش الباكستاني لا يُعنى إلا بحماية الشعب الباكستاني. وهذا هو السبب الرئيسي وراء عدم استجابة حكام باكستان لنداءات واستغاثات المسلمين، في باكستان وكشمير المحتلة وفلسطين، رغم العدوان المستمر عليهم.

 

إن مفهوم الدولة القومية يمنعنا من الالتزام بأوامر الله تعالى ورسوله ﷺ فيما يتعلق بحماية المرأة المسلمة، لذا، يجب على مسلمي باكستان العمل مع حزب التحرير لإقامة الخلافة، التي ستستجيب لنداءات النساء المسلمات المضطهدات في الهند وكشمير المحتلة، وتحقق بشارة رسول الله ﷺ بشأن غزوة الهند، فقد روى مولاه ثوبان، أنه ﷺ قال: «عِصَابَتَانِ مِنْ أُمَّتِي أَحْرَزَهُمَا اللَّهُ مِنَ النَّارِ؛ عِصَابَةٌ تَغْزُو الْهِنْدَ، وَعِصَابَةٌ تَكُونُ مَعَ عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ عَلَيْهِمَا السَّلاَمُ».

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

شاهزاد شيخ – ولاية باكستان

رابط هذا التعليق
شارك

بسم الله الرحمن الرحيم

قمة آسيا الوسطى – اليابان: صراع النفوذ في المنطقة

 

 

الخبر:

 

قام رئيس قرغيزستان صدر جباروف في 18 كانون الأول/ديسمبر بزيارة عمل إلى عاصمة اليابان طوكيو. وفي إطار الزيارة، يلتقي جباروف بقيادات البلاد برئاسة رئيسة الوزراء اليابانية سانائي تاكايتشي. كما يشارك في أول قمة بصيغة "آسيا الوسطى - اليابان". وعلى هامش القمة، سيُعقد أيضاً منتدى الأعمال آسيا الوسطى - اليابان.

 

يُذكر أن هذا البلد ودول آسيا الوسطى تتعاون منذ نحو عشرين عاماً على مستوى الوزراء ضمن صيغة حوار "آسيا الوسطى - اليابان".

 

التعليق:

 

من المعروف أن اليابان تنتهج استراتيجياً سياسةً تدور في فلك أمريكا. ولذلك فإن التعاون مع دول مثل كوريا واليابان يخدم في جوهره سياسة عزل دول آسيا الوسطى عن الصين وروسيا. ولا سيما مع تزايد نفوذ الصين في المنطقة، وانتقال قطاعات ذات أهمية استراتيجية إلى أيدي المستثمرين الصينيين، يصبح من المهم بالنسبة لأمريكا تعزيز نفوذ قوة اقتصادية بديلة في المنطقة. ويكتسب هذا الأمر أهمية خاصة في وقت تجاوزت فيه العلاقات التجارية بين الصين ودول المنطقة مستوى علاقاتها مع روسيا. فعلى سبيل المثال، يبلغ حجم التبادل التجاري بين آسيا الوسطى وروسيا 40 مليار دولار، وهو حجم تحقق بعد أن ارتفعت مبيعات السلع من الغرب، الذي فرض عقوبات على روسيا، عبر آسيا الوسطى بنسبة وصلت إلى 300%. في المقابل، تجاوز حجم التبادل التجاري بين الصين ودول المنطقة 60 مليار دولار.

 

وبناءً على ذلك، تتخذ أمريكا إجراءاتٍ لمواجهة سعي الصين، التي تراها منافساً لها على الساحة الدولية، إلى إخضاع آسيا الوسطى لنفوذها الكامل. وفي هذا السياق، رُفع مستوى قمة صيغة C5+1 معها إلى المستوى الرئاسي، حيث استضاف ترامب قادة دول المنطقة في أمريكا. غير أنّ إمكانات أمريكا في المنطقة تبقى محدودة، ولذلك تعمل أيضاً على تنظيم قمم ضمن صيغة C5+1 مع كلٍّ من كوريا واليابان.

 

وخلاصة القول، إنّ المستعمرين في هذا العالم الذي يهيمن عليه النظام الرأسمالي اليوم يتدافعون نحو أيّ منطقة يظهر فيها فراغ، كما تفعل الكلاب الباحثة عن الطعام. ويُلاحظ حالياً وجود مثل هذا الفراغ في آسيا الوسطى، كما أنّ الأهمية الاستراتيجية لهذه المنطقة تدفع القوى الاستعمارية إلى توسيع نفوذها فيها. وبالتالي، ليس خافياً أن ساحة صراع النفوذ بدأت، بعد أزمة أوكرانيا، تنتقل إلى آسيا الوسطى. وتشير إلى ذلك الأحداث المذكورة سالفة الذكر، وكذلك العلاقات المتنامية بين قادة دول آسيا الوسطى والدول الكبرى. وعليه، فإن زيارة جباروف إلى اليابان، وإن حملت في ظاهرها مصالح اقتصادية، إلا أنها سياسياً تنطوي على مساعٍ للحد من النفوذ الصيني.

 

وفي مواجهة هذا الجشع، وهذا النهب والسلب، يصبح لزاماً علينا نحن المسلمين أن نرفض النظام الرأسمالي القائم على الظلم، وأن نتجه بوجوهنا إلى إسلامنا سعياً جاداً؛ ذلك أنّ آسيا الوسطى كانت ولا تزال جزءاً من البلاد الإسلامية. وكما يبيّن التاريخ، فقد وُلد ونشأ في هذه الديار علماءُ كبار وقادةٌ عسكريون مشهورون أقضوا مضجع الكفار. ولذلك فإن هذه المناطق ستتحول قريباً إلى جزءٍ من دولة الخلافة على منهاج النبوة، وستكون بإذن الله نقطةً محوريةً في الصراع ضد المستعمرين.

 

﴿لِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ * بِنَصْرِ اللَّهِ يَنْصُرُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

ممتاز ما وراء النهري

رابط هذا التعليق
شارك

بسم الله الرحمن الرحيم

 

جولات السفير الأمريكي وتفاعله مع الفعاليات في الساحة الأردنية..
ماذا وراءها؟

 

الخبر:

 

حركات السفير هول سنايدر في المسار الاجتماعي تحديدا بدأت تلفت الأنظار ودخلت باعتبارها تثير الارتياب خصوصا وأنه لا يتحدث بالشؤون السياسية ولم يصدر عنه أي بيان رسمي من أي صنف.

 

وقد لفت ذلك مواقع التواصل حيث الناشط الإلكتروني المعروف مجدي قبالين نشر مساء الثلاثاء تغريدة يطرح فيها التساؤل معتبرا أن السفير الأمريكي يتجول في المشهد الرسمي الأردني أكثر من رئيس الوزراء، ومشيرا في تغريدته بأن هذا الأمر ينبغي أن لا يترك. (وكالة الهاشمية الإخبارية)

 

 

التعليق:

 

 الملاحظ أن السفير الأمريكي الجديد - ذا اللحية الطويلة والكثة - لم يترك مناسبة في الأردن منذ أن وطأت قدماه أرضها إلا وكان له فيها بصمة؛ إما حضوراً مباشراً كما في الزيارات الميدانية لبيوت الأردنيين، مسؤولين كانوا أم من عامة الناس، أو مشاركةً في عزاء أو فرح، وهو لا يتأخر عن تلبية أي دعوة من أي شخص. كما لا تكاد توجد فعالية إلا ووضع بصمته فيها حضوراً أو تعليقاً، كما حصل في بطولة كأس العرب التي أقيمت في قطر، حيث علق على حضور ولي العهد الأردني وزوجته قائلاً بلكنة عربية ركيكة "يلا يا نشامى"!

 

إن السفير الأمريكي هذا ليس سفيراً عادياً، وإنما هو سفير مفوض فوق العادة، وقد جيء به في ظرف خاص وتوقيت حساس؛ إذ عُيّن بعد وصول ترامب للحكم، والذي يتبنى شعار "أمريكا أولاً"، ويقود مشروعاً يقوم على أسس عدة: أولاً؛ لا حماية بلا مقابل، وثانياً؛ فرض السلام بالقوة، وثالثاً؛ لا للحروب، ورابعاً؛ تحديد العدو في المرحلة القادمة، وخامساً؛ السيطرة على الموارد الطبيعية وسلاسل التوريد وامتلاك المواد النادرة في العالم، وسادساً؛ الالتفات للداخل الأمريكي والقضاء على الهجرة غير المنظمة، وسابعاً؛ إعادة الشركات الأمريكية إلى الداخل لترميم أمريكا وإعادتها لتكون "أمريكا العظمى".

 

ولذلك، لا بد من لفت النظر إلى مشروع الشرق الأوسط الجديد أو الكبير، وماذا يفعل توم برّاك، المندوب السامي الأمريكي الخاص للبنان وسوريا، بالتزامن مع وجود هذا السفير الأمريكي المفوض؟ ولماذا الأردن؟ الحقيقة التي يدركها الأمريكيون تماماً هي أن الأردن من أخطر البقاع وأهمها على الإطلاق في منطقة الشرق الأوسط؛ فهي آخر أو أعظم قلاع بريطانيا التي لا تزال صامدة ولم يَجرِ التغيير فيها بعد. ورغم أن أمريكا - عبر سفرائها المتوالين في مقر سفارتها بعبدون - تعمل بلا كلل ولا ملل لاختراق الوسط السياسي الصلب الموالي لبريطانيا في الأردن، إلا أنها لم تحقق نجاحات باهرة في هذا المضمار، باستثناء اختراقات لا تُذكر كان النظام منتبهاً لها، وسرعان ما يقوم بسد ثغراتها وترميم ما يمكن اختراقه.

 

إن وظيفة هذا الحاخام الكبير في هذه المرحلة هي تفكيك الوسط السياسي وإعادة تشكيله بما لا يتعارض مع توجهات أمريكا وبرنامج توم براك لمنطقة الشام الكبرى (الأردن وسوريا ولبنان). فالقادم سيحمل مشروع الشرق الأوسط الكبير بنسخته الأمريكية، وحسب الرؤية الأمريكية دون منافس؛ فقد انتهى زمن قلاع بريطانيا، ولم يعد أمام رجالها من خيارات إلا تغيير الولاءات، أو التنحي عن المشهد السياسي، أو التعرض ليد القوة المفرطة. أما هذه الأمة، فهي لا تزال في مقام المفعول به؛ تُذبح وتُقطع وتُوزع بلا حراك يُذكر ولا صوت يُسمع!

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

سالم أبو سبيتان

رابط هذا التعليق
شارك

بسم الله الرحمن الرحيم

جدل واسع بعد نشر الخارجية السورية

خريطة للبلاد بدون مرتفعات الجولان!

 

 

الخبر:

 

أثار نشرُ وزارة الخارجية السورية على حسابها في منصة إكس خريطة للبلاد بدون مرتفعات الجولان، حالة الجدل، حيث اتهم مدونون حكومة دمشق بالتنازل عن مرتفعات الجولان لصالح الاحتلال الإسرائيلي، فيما عزا آخرون ما جرى بأنه مجرد "خطأ في الرسم". (عربي 21)

 

التعليق:

 

إن صح الخبر فهذه خيانة لله ورسوله ﷺ ثم لبلاد الشام التي باركها الله من فوق سبع سماوات، وإن المرء ليستغرب كيف لأناس طالما رفعوا شعارات الإسلام وتغنوا بها أن يقدِموا على هكذا جريمة نكراء؟! أم أنهم استمرؤوا مخالفة أوامر الله مرضاة ليهود والغرب الكافر وعلى رأسه أمريكا الصليبية؟!

 

إن بلاد الشام باركها الله سبحانه وتعالى، وإن أرض الجولان جزء من هذه الأرض المباركة، لا يجوز التفريط بها ولا التنازل عنها، بل يجب أن يعمل أحمد الشرع على تحريرها من يهود وتطهيرها منهم، أليس هو الذي وعد بتحرير القدس من يهود بعد تحرير سوريا من الطاغية بشار؟!

 

وليعلم أحمد الشرع وحكومته أن الكذب والخيانة حبلهما قصير، وأن هذه الخريطة هي خيانة لله وللرسول ﷺ ولأمة الإسلام ولأرض الشام التي جبلت بدماء الصحابة والشهداء، يقول الله سبحانه وتعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ﴾.

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

محمد سليم – الأرض المباركة (فلسطين)

رابط هذا التعليق
شارك

Join the conversation

You can post now and register later. If you have an account, sign in now to post with your account.

زوار
اضف رد علي هذا الموضوع....

×   Pasted as rich text.   Paste as plain text instead

  Only 75 emoji are allowed.

×   Your link has been automatically embedded.   Display as a link instead

×   Your previous content has been restored.   Clear editor

×   You cannot paste images directly. Upload or insert images from URL.

جاري التحميل

×
×
  • اضف...