اذهب الي المحتوي
منتدى العقاب

المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير - سلسة خبر وتعليق - 20-7-2024 - متجدد


Recommended Posts

بسم الله الرحمن الرحيم

 

ألم يأن للذين آمنوا أن يكفروا بشرعة الطاغوت

ويستمسكوا بمشروع الخلافة على منهاج النبوة؟

 

 

الخبر:

 

أعرب نائب الرئيس الأمريكي، جيه دي فانس، الثلاثاء، عن تفاؤله الكبير بصمود اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، مؤكداً أن التركيز الآن ينصب على المستقبل في القطاع بناءً على توجيهات الرئيس دونالد ترامب. وفي الوقت الذي وصف فيه مهمة استعادة جثامين المحتجزين بأنها "صعبة" وتتطلب صبراً، وضع فانس مصير حركة حماس أمام خيارين: إما التعاون وتسليم السلاح، وإما مواجهة "القضاء عليها".

 

التعليق:

 

اتفاق وقف إطلاق النار الذي أُبرم في شرم الشيخ، جاء بعد سنتين كاملتين ارتكب فيهما يهود كل المحرمات ضد غزة وأهلها بل والضفة الغربية، وامتدت جرائمهم لتشمل الأسرى أحياء وأمواتا. سنتان لم يتحرك فيهما العالم لوقف هذه المجازر، وحين تحرك ترامب مع صبيانه من حكام المسلمين جاء الاتفاق يقطر سمّاً ويكرّس ذلّ الأمة وتبعيتها لعدوها.

 

فما يراد تمريره عبر هذا الاتفاق يرمي لدمج كيان يهود في المنطقة وفرض التطبيع على الدول القائمة في بلاد المسلمين، بل وإيجاد واقع سياسي واقتصادي يصبح التطبيع معه ضرورة يبرر معها الحكام خياناتهم أمام شعوبهم.

 

وحين يقول فانس إن ترامب لا يريد فرض شيء على أحد من الأطراف بل كل واحد سيضطلع بدوره فهذا يعني أن المنطقة أمام واقع جديد يرسمه لها لتوافق رؤيته: غزة بلا سلاح، البلاد الإسلامية "مضطرة" للتطبيع مع كيان يهود لأنه هو من سيمسك بمقاليد الثروات وطرق التجارة في المنطقة، الأجيال الناشئة مطلوب أن تبقى بعيدة عن أصل الصراع وتعديلات المناهج تشهد بهذا، فزمن الجهاد ولّى، ولهذا يسعى ترامب وكل العالم معه لنزع سلاح المجاهدين في غزة ويخيرونهم إما الفناء أو العفو المغموس بالذل وتسليم السلاح.

 

وفي المقابل صدر تصريح عن الناطق الإعلامي في حكومة غزة، بأن جثامين الشهداء الذين سلمهم الاحتلال ظهرت عليها آثار تعذيب، وقال إن هذه جريمة يجب على النظام الدولي محاسبة الاحتلال عليها.

 

فيا أولي الألباب، يا إخوتنا في غزة، يا من جاهدتم وصبرتم ورابطتم، هل يليق بعد كل هذا الجهاد أن نركن للظالمين؟ ألم يأن أن ندرك أن هذا النظام الدولي، لا يزال يجهز لنا مذابح جديدة، ولا ينوي بنا خيرا أبدا؟ وأنه، وقد علمتم بالطبع، قد أمدّ كيان يهود بكل ما تشتهيه نفسه من وسائل القتل لإبادتكم؟ أي هيئات دولية هذه التي ترجون منها إنصافا؟

 

أليس من المفروض أن يصبح من البدهيات لديكم أن الغرب بدوله وأنظمته وهيئاته ودساتيره عدو يجب الكفر به وعدم الركون إليه؟ وأنه بدل التوجه لهم والتذلل لإنصاف وبعض من شفقة، فإن الحل هو في استنصار الأمة وجيوشها والإعلان بكل عزة وقوة: يا أمتنا ليس لنا سواكم، يا جيوشنا، يا علماءنا، يا أيها السياسيون وأهل الشورى والحل والعقد: إنهم يريدون ذبحنا في غزة ويريدون لفلسطين كلها أن تُخنق بهذا الاتفاق، ولم يبق من حل سوى في تحرككم المخلص وخلع حكامكم المتآمرين معهم علينا.

 

وقتها حين تلتحم دعوات المجاهدين واستنصاراتهم مع كفرهم بالنظام الدولي وإظهار البراءة منه، فحتما يتنزل نصر الله، ويحرك في المخلصين من أهل القوة العزيمة. وأما عذر قعود القادرين من الأمة فلا يبيح التذلل على عتبات القتلة وأعوانهم في هذا العالم المتربص بكل ما هو مسلم.

 

﴿كَيْفَ وَإِن يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ لَا يَرْقُبُوا فِيكُمْ إِلّاً وَلَا ذِمَّةً يُرْضُونَكُم بِأَفْوَاهِهِمْ وَتَأْبَىٰ قُلُوبُهُمْ وَأَكْثَرُهُمْ فَاسِقُونَ

 

 

كتبته لإذاعة المكتب المركزي لحزب التحرير

بيان جمال

رابط هذا التعليق
شارك

  • الردود 1.5k
  • Created
  • اخر رد

Top Posters In This Topic

  • صوت الخلافة

    1470

بسم الله الرحمن الرحيم

 

قمة منظمة الدول التركية إحدى المشاريع الغربية

(مترجم)

 

 

الخبر:

 

في 8 تشرين الأول/أكتوبر، أفادت وكالة أنباء الأناضول بأن "القمة الثانية عشرة لرؤساء دول منظمة الدول التركية عقدت في مدينة غابالا الأذرية في الفترة من 6 إلى 7 تشرين الأول/أكتوبر 2025 تحت شعار "السلام والأمن الإقليمي". وانتقلت رئاسة المنظمة من قرغيزستان إلى أذربيجان. وشارك ممثلون رفيعو المستوى من جميع الدول الأعضاء والمراقبين، ما جعل هذه القمة واحدة من أهم القمم في تاريخ المنظمة.

 

وعقب القمة، اعتمد القادة إعلان غابالا المكوّن من 121 بنداً، ووقعوا اتفاقياتٍ بشأن إنشاء صيغة "منظمة الدول التركية +"، وتعزيز مركز الثقافة والتراث التركي، وإعادة تنظيم الأكاديمية التركية. وأصبحت تركمانستان مراقباً في الأكاديمية التركية ومؤسسة الثقافة والتراث التركيين، وأصبحت جمهورية شمال قبرص التركية مراقباً في أكاديمية الدول التركية".

 

التعليق:

 

ترتبط أصول منظمة الدول التركية في الماضي القريب بعد انهيار الاتحاد السوفيتي عام 1992، وبمبادرة من رئيس تركيا آنذاك تورغوت أوزال، عُقدت أول قمة للدول الناطقة بالتركية في أنقرة. وفي عام 2021، أعلن الرئيس التركي أردوغان في إسطنبول عن إعادة تسمية مجلس الدول التركية إلى "منظمة الدول التركية".

 

تقوم الفكرة الرئيسية وراء بناء التعاون بين هذه الدول على القومية، حيث تُعدّ لغة الشعوب الناطقة بالتركية العامل الموحد الرئيسي. وهذه ليست فكرة جديدة؛ إذ يُمكننا أن نرى أوجه شبه في جامعة الدول العربية، فقد اقترحت بريطانيا العظمى الفكرة عام ١٩٤٣، ووُقّعت اتفاقية إنشاء الجامعة عام ١٩٤٥ في القاهرة، ومنذ ذلك الحين، تعاني شعوبها من طغيان الحكام والمستعمرين. وعلى مر السنين، غرقت هذه الدول في براثن الفقر والخراب. لم تجلب أي قمة أو اتفاقية وقّعتها الدول الرخاء والسلام إليها. بل على العكس، تعيش هذه الدول حالة من التوتر، مع ثورات وانقلابات وحروب لا تنتهي. والوضع مشابه في دول الشعوب الناطقة بالتركية.

 

أولاً: إن فكرة توحيد الشعوب الناطقة بالتركية أو العربية هي أداة يستخدمها الغرب، ممثلاً بالولايات المتحدة وبريطانيا، لتقسيم البلاد الإسلامية بهدف الحفاظ على نفوذه في المنطقة من خلال إقامة أنظمة استبدادية على المسلمين ومنع قيام الخلافة الراشدة الثانية.

 

ثانياً: إن الروابط القومية غير مناسبة تربط بين الشعوب لثلاثة أسباب: إنها روابط القرابة والروابط القبلية، وهي غير مناسبة لتوحيد الشعوب التي سلكت طريق النهضة. ولأنها رابطة عاطفية، فهي تنبع من غريزة البقاء وتؤدي إلى حب السلطة. كما أنها ليست رابطة إنسانية لأنها تسبب النزاع والصراع بين الناس في السعي وراء السلطة. وهذا ما يثبته واقع البلاد الإسلامية، التي تهيمن عليها اليوم حدود وطنية وضعها المستعمرون.

 

ثالثاً: فيما يتعلق بقمة رابطة الدول المستقلة، بعد انهيار الاتحاد السوفيتي، ظهرت مشكلة دولية جديدة في العالم وهي مشكلة آسيا الوسطى، والتي تقوم على رغبة أمريكا في إخراج روسيا من مناطق نفوذها في آسيا الوسطى والقوقاز. تعمل منظمة الدول المستقلة كأداة للمناورات الفكرية والسياسية لأمريكا، بهدف إخراج روسيا من هذه المناطق من ناحية، ومن ناحية أخرى، لتقسيم المسلمين على أساس قومي بين عرب وأتراك وفرس. تستغل أمريكا الضعف السياسي والاقتصادي لروسيا بعد بدء الحرب في أوكرانيا لتكثيف صراعها في القوقاز وآسيا الوسطى.

 

ومن الأمثلة البارزة على ذلك حل الصراع بين أذربيجان وأرمينيا، الذي استمر لأكثر من 30 عاماً. ففي آب/أغسطس، وقّع ترامب اتفاقيةً بشأن ممر زانجيزور من أذربيجان عبر أرمينيا إلى تركيا، لمدة 99 عاماً، ليُطلق عليه "طريق ترامب للسلام والازدهار الدوليين". يربط هذا الممر تركيا مباشرةً بدول آسيا الوسطى. وفيه ستصبح أذربيجان الآن مركزاً رئيسياً للنقل في أوراسيا.

 

تستخدم أمريكا ممر زانجيزور كأداة جيوسياسية، حيث يفتح هذا الممر فرصاً جديدة لدول آسيا الوسطى، موفراً طرقاً بديلة للطاقة تتجاوز الطرق الروسية. ويُعدّ تكثيف علاقات أمريكا مع دول آسيا الوسطى واستخدام أذربيجان للوحدة مع أوزبيكستان بمثابة ضربة مباشرة من أمريكا لإضعاف روسيا في المنطقة.

 

هذه الحقيقة المؤسفة والأسباب التي تجعل المستعمرين يتصارعون فيما بينهم من أجل امتلاك موارد البلاد الإسلامية وصفها النبي ﷺ في أحد أحاديثه، فقد روى الإمام أحمد وغيره حديثا رواه ثوبان رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ: «يُوشِكُ الْأُمَمُ أَنْ تَدَاعَى عَلَيْكُمْ كَمَا تَدَاعَى الْأَكَلَةُ إِلَى قَصْعَتِهَا. فَقَالَ قَائِلٌ: وَمِنْ قِلَّةٍ نَحْنُ يَوْمَئِذٍ؟ قَالَ: بَلْ أَنْتُمْ يَوْمَئِذٍ كَثِيرٌ وَلَكِنَّكُمْ غُثَاءٌ كَغُثَاءِ السَّيْلِ وَلَيَنْزَعَنَّ اللَّهُ مِنْ صُدُورِ عَدُوِّكُمْ الْمَهَابَةَ مِنْكُمْ وَلَيَقْذِفَنَّ اللَّهُ فِي قُلُوبِكُمْ الْوَهْنَ. فَقَالَ قَائِلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَمَا الْوَهْنُ؟ قَالَ: حُبُّ الدُّنْيَا وَكَرَاهِيَةُ الْمَوْتِ».

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

إلدر خمزين

عضو المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

رابط هذا التعليق
شارك

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

لقد حان الوقت ليدرك المسلمون أن الديمقراطية ليست سبيلهم

(مترجم)

 

 

الخبر:

 

في 18 تشرين الأول/أكتوبر 2025، وخلال إطلاق مؤشر المشاركة في انتخابات رؤساء المناطق في إندونيسيا، صرّح بختيار بحر الدين، المدير العام للسياسة والحكم العام بوزارة الداخلية، بأن الكثير من الناس توافدوا إلى مراكز الاقتراع خلال انتخابات رؤساء المناطق في جميع أنحاء إندونيسيا للتصويت بسبب إغراءات المال السياسي. وقال بختيار يوم السبت 18/10/2025: "أكثر من 70%، بل إن البعض رفع النسبة إلى 80%. لذا، فإن المال السياسي أمرٌ استثنائي. يقصد الناس مراكز الاقتراع ليس بدافع الوعي السياسي، بل بدافع المال السياسي". وأوضح أن السبب في ذلك هو أن غالبية أهل إندونيسيا فقراء، وبالتالي يسهل استغلالهم من خلال المال السياسي. وأضاف بختيار: "لماذا يحدث هذا؟ لقد تبين أن معدل الفقر لدينا، وفقاً للبنك الدولي، يبلغ 194.7 مليون من أصل 285 مليون إندونيسي".

 

التعليق:

 

1. تدعم هذه النتائج الشكوكَ السائدة منذ زمن طويل بأن سياسة المال سمةٌ ثابتةٌ في الانتخابات العامة. فمعظم الناس لا يصوتون لقادةٍ ذوي كفاية، بل من أجل المال. لذلك، من الطبيعي أن يتصرف القادة الذين يُختارون بهذه الطريقة بتعسفٍ تجاه منتخبيهم. علاوةً على ذلك، ليس من المستغرب أن الفسادَ منتشرٌ في كل مكان بين المسؤولين، لأن تولي القيادة يتطلب قدراً كبيراً من المال. ووفقاً لمؤشر مدركات الفساد لعام ٢٠٢٤، حصلت إندونيسيا على ٣٧ درجة (الأكثر فساداً) من أصل ١٠٠ (الأكثر نزاهةً). وبالمقارنة مع درجة الطالب في المدرسة، فإن ٣٧ هي درجةً راسبةً. وهذا يدل على أن المجتمع مريض. ذكر ابن القيم الجوزية رحمه الله في كتابه مفتاح دار السعادة (المجلد الثاني، الصفحات ١٧٧-١٧٨): "وتأمل حكمته تعالى في أن جعل ملوك العباد وأمراءهم وولاتهم من جنس أعمالهم بل كأن أعمالهم ظهرت في صور ولاتهم وملوكهم فإن استقاموا استقامت ملوكهم وإن عدلوا عدلت عليهم، وإن جاروا جارت ملوكهم وولاتهم، وإن ظهر فيهم المكر والخديعة فولاتهم كذلك، وإن منعوا حقوق الله لديهم وبخلوا بها منعت ملوكهم وولاتهم ما لهم عندهم من الحق ونحلوا بها عليهم".


2. يُثبت هذا البيان الرسمي الصادر عن وزارة الداخلية أن شعار ديمقراطية "من الشعب، بالشعب، وللشعب" هو مجرد شعار فارغ. والحقيقة أن الديمقراطية هي "من الأوليغارشية، وبالأوليغارشية، ولأجل الأوليغارشية"؛ لأنه للوصول إلى السلطة، لا بد من المال، والأوليغارشيون هم الذى يملكون المال. لذلك، يُموّلهم الأوليغارشيون. وبمجرد وصولهم إلى السلطة، يسنّون قواعد ولوائح تصبّ في مصلحة الذين يُموّلونهم خلال الانتخابات. يُسيطر الأوليغارشيون على الثروة والاقتصاد بناءً على هذه القواعد واللوائح لمصلحتهم الخاصة. وعلاوة على ذلك، في الديمقراطية، ليس تصويت الشعب هو المُحدّد الحقيقي للفوز، بل المؤسسة التي تُحصي الأصوات. فلجنة الانتخابات، وهي الهيئة التي تُحصي أصوات الشعب في الانتخابات، ليست بمنأى عن الفساد. في كانون الثاني/يناير 2025، أصدرت منظمة "مراقبة الفساد في إندونيسيا" تقريراً بعنوان "هدر الميزانية في الفساد: مشاكل في لجنة الانتخابات العامة وهيئة الإشراف على الانتخابات". تشير النتائج إلى أنه بين عامي 2019 و2023، سُجِّلت ما لا يقل عن 37 قضية فساد تتعلق بمفوضية الانتخابات العامة وهيئة الإشراف على الانتخابات، بإجمالي 90 مشتبهاً. وشملت هذه القضايا 21 قضية فساد شملت 44 فرداً من داخل مفوضية الانتخابات العامة، و16 قضية فساد شملت 46 فرداً من داخل مفوضية الانتخابات العامة، على مستوى المحافظات والأحياء والمدن. وقد أسفر الفساد داخل مفوضية الانتخابات العامة وهيئة الإشراف على الانتخابات بين عامي 2019 و2023 عن خسائر إجمالية للدولة بلغت 125.6 مليار روبية، ورشاوى بلغت 2.1 مليار روبية. وهذا هو جوهر الديمقراطية.


3. ينخدع كثير من الناس بالديمقراطية، وخاصةً فيما يتعلق بتصويت الأغلبية. في الواقع، نجد في القرآن آياتٍ عديدة تُبيّن أن أكثر الناس جاحدون للنعمة ﴿وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَشْكُرُونَ﴾، جاهلون ﴿وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ﴾، لا إيمان لهم ﴿وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يُؤْمِنُونَ﴾. لذا، حان الوقت ليدرك المسلمون أن الديمقراطية ليست سبيلهم، بل هي نظام كفر يحرم عليهم التحاكم له.

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

محمد رحمة كورنيا – إندونيسيا

رابط هذا التعليق
شارك

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

حل الدولتين بين الفكرة والحقيقة

 

 

الخبر:

 

أردوغان: الحفاظ على اتفاق غزة مهم للغاية.. وحل الدولتين شرط أساسي للسلام الدائم. (الشرق)

 

التعليق:

 

حل الدولتين تنادي به أغلب دول العالم، وعلى رأسها أمريكا صاحبة الفكرة والمُرَوِّجَة لها. والسؤال الذي يطرح نفسه: ما المعوقات التنفيذية لهذه الفكرة؟ وهل أمريكا جادة بتنفيذها على أرض الواقع؟ وهل الفكرة طُرِحت كفكرة إشكالية تُذكي الصراع في منطقة الشرق الأوسط والبلاد الإسلامية وكيان يهود، ما يتيح لأمريكا البقاء في المنطقة وإحكام السيطرة عليها؟

 

حل الدولتين يقوم على أساس فكري نشأ في أمريكا في مواجهة مشروع بريطاني، وهو الدولة العلمانية الواحدة، والذي سقط ولم يصمد أمام مشروع حل الدولتين. ومشروع حل الدولتين يقوم على تصور أن تكون هناك دولتان متجاورتان، واحدة لكيان يهود وتقع على مساحة ٧٥% من أرض فلسطين، والأخرى على مساحة ٢٥% مما تبقى من فلسطين. ولكن هناك عقبات لم تُؤخذ بالحسبان، وهي مُعِيقَة لهذا المشروع، أو تغافل عنها الأمريكان قصداً، وهي:

 

العقبة الأولى: البعد العقدي: إن فلسطين عند المسلمين أرض وقف، ومُتعلِّقة بعقيدة الأمة. والإقرار بكيان يهود ولو على شبرٍ واحد منها حرام قطعاً، سواء أكان ذلك الإقرار إكراهاً أو لعدم العلم بحكمها. أما من يعلم حكم أرض فلسطين، مسرى الرسول ﷺ، وربطها بمكة المكرمة كأولى القبلتين وثالث مساجدها التي لا تُشَدُّ الرحال إلا إليها، والتي فتحها أمير المؤمنين الفاروق عمر رضي الله عنه وتسلم مفاتيحها، والتي جُبِلَت أرضها بدماء ملايين الشهداء منذ الفتح العمري، فإن من يُقِرُّ أو يوافق على مشروع الدولة الواحدة أو مشروع الدولتين فاسق بلا شك، ومنافق معلوم النفاق. وحكم أرض الإسلام أنه إذا اغتُصِب شبر منها، كان الجهاد فرض عين على كل مسلم ومسلمة حتى تُستَرَدَّ ويُطرَد الغازي والمحتل، ولو استُشهِد في سبيل ذلك من استُشهِد.

 

العقبة الثانية: التنازع على الموروث التاريخي: تنازع كيان يهود والمسلمون حول هذه الأرض، وادعاء كلا الطرفين بأحقيته بها. وهي موروث تاريخي لدى الجانبين يَمنع تفرد أحدهما بها دون الآخر.

 

العقبة الثالثة: مقومات الحياة: فلو - جدلاً - أُقِيمت دولة فلسطينية على ما تبقى من الضفة الغربية، فكيف ستكون قابلة للحياة وهي لا تملك أياً من مقوماتها الأساسية؟

 

العقبة الرابعة: المسجد الأقصى: المسجد الأقصى الذي يدعي كيان يهود أنه مقام على هيكلهم المزعوم، والذي لا يمكن إقامته إلا بإزالة المسجد الأقصى. وهذا التهديد لوحده سيسبب تفجيراً للمنطقة، ما سيكون مانعاً وحاجزاً لتحقيق مشروع الدولتين.

 

فإذا عُلِمَت كل تلك العقبات، وفوقها العامل الديموغرافي، فيتبين أن المشروع هو مشروع إنشائي إشكالي يُراد منه إبقاء الصراع والنزاع على أشده وإبقاء أوراق المنطقة في يد أمريكا، ترتبها كما تشاء وتشعلها متى تشاء، وتجمع الدول وراءها كالقطيع الذي يسمع صداها.

 

لذلك، لا يمكن حل هذه الإشكالية إلا بعلاج وحل جذري، وهو إقامة مشروع الأمة الخالد؛ الخلافة على منهاج النبوة، تُستأنف به الحياة الإسلامية، ويُقتَلَع به الكيان ونفوذ أمريكا من بلاد المسلمين كلها.

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

سالم أبو سبيتان

رابط هذا التعليق
شارك

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

﴿ثُمَّ يَنقُضُونَ عَهْدَهُمْ فِي كُلِّ مَرَّةٍ وَهُمْ لاَ يَتَّقُونَ﴾

 

 

الخبر:

 

قال رئيس وزراء كيان يهود بنيامين نتنياهو مساء السبت 18/١٠/2025 إن الحرب ستنتهي بعد تنفيذ المرحلة الثانية من اتفاق غزة، وذكر نتنياهو في مقابلة تلفزيونية أن "الحرب ستنتهي نهائياً عندما تنفذ شروط الاتفاق؛ إعادة جميع الرهائن، تفكيك حماس، ونزع سلاح القطاع". وأشار إلى أنه سيلخص فترة الحرب بقرار سيطرحه غداً على الحكومة بإعادة تسمية الحرب بـ(حرب النهوض)، مبرزاً أن الحرب غيرت وجه الشرق الأوسط، وتابع "قلت في اليوم الثاني أو الثالث من الحرب: سنغير وجه الشرق الأوسط وهذا بالضبط ما فعلناه". (سكاي نيوز عربية - بتصرف).

 

التعليق:

 

لقد أثبتت حرب العامين الماضيين على قطاع غزة مخزون الحقد الذي يكنه أعداء الله ورسوله من الغرب الكافر ويهود للأمة الإسلامية، ومستوى خذلان حكام المسلمين للمجاهدين في قطاع غزة إذ لم يغتنم ولا واحد منهم الفرصة التاريخية ليحرك جيشه لنصرة أهل غزة الذين يتعرضون للإبادة الجماعية على يد أجبن خلق الله يهود الذين وصفهم الله سبحانه وتعالى بقوله: ﴿لَا يُقَاتِلُونَكُمْ جَمِيعًا إِلَّا فِي قُرًى مُّحَصَّنَةٍ أَوْ مِن وَرَاء جُدُرٍ بَأْسُهُمْ بَيْنَهُمْ شَدِيدٌ تَحْسَبُهُمْ جَمِيعًا وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَّا يَعْقِلُونَ﴾، والآن بعد هذه الحرب الوحشية على أهلنا في غزة والتي راح ضحيتها أكثر من 68 ألف شهيد و18 ألف مصاب معظمهم أطفال ونساء، وإزهاق أرواح 473 منهم 157 طفلاً تجويعاً، يصرح كبير يهود نتنياهو بأنه يريد تغيير وجه الشرق الأوسط وإعادة الرهائن وتفكيك حماس ونزع سلاح القطاع، لأنه أمن العقاب فأساء الأدب، فقد رأى الحكامَ العملاء كيف يتسابقون إلى مؤتمر شرم الشيخ في مصر أمام فرعون هذا الزمان ترامب ويوقعون على خطته الجهنمية التي أعدها للقضاء على الحالة الجهادية في قطاع غزة، ولم نر أحداً منهم يقول له الجواب ما تراه لا ما تسمعه يا ابن الكافرة، ومن ثم يحرك جيشه للقضاء على كيان يهود المسخ ويحرر المسجد الأقصى المبارك من دنس يهود.

 

إنها جولة من جولات الصراع بين الحق والباطل، بين الإسلام والكفر، بين الأمة الإسلامية وبين غيرها من الأمم، ولن ينتهي هذا الصراع بنزع سلاح فصيل هنا أو هناك، لذلك وجب على أهل الفكر والعلماء وشيوخ العشائر أن ينظموا صفوفهم وأن يعملوا مع العاملين لاستئناف الحياة الإسلامية بإقامة دولة الخلافة على منهاج النبوة، التي ستغير ليس فقط وجه الشرق الأوسط وإنما وجه العالم كله بتوحيد المسلمين تحت قيادة سياسية واحدة، والقضاء على كيان يهود وخلعه من جذوره، وإعادة ثروات المسلمين المنهوبة، وتحمل الإسلام إلى كافة أرجاء المعمورة، مصداقا لقول رسول الله ﷺ: «لَيَبْلُغَنَّ هَذَا الْأَمْرُ مَا بَلَغَ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ، وَلَا يَتْرُكُ اللَّهُ بَيْتَ مَدَرٍ وَلَا وَبَرٍ إِلَّا أَدْخَلَهُ اللَّهُ هَذَا الدِّينَ، بِعِزِّ عَزِيزٍ أَوْ بِذُلِّ ذَلِيلٍ؛ عِزّاً يُعِزُّ اللَّهُ بِهِ الْإِسْلَامَ، وَذُلّاً يُذِلُّ اللَّهُ بِهِ الْكُفْرَ».

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

عبد الله عبد الحميد – ولاية العراق

رابط هذا التعليق
شارك

بسم الله الرحمن الرحيم

 

لن يرتدع يهود ومن وراءهم بالشجب والتنديد والمفاوضات

 

 

الخبر:

 

قصف كيان يهود مستمر وطائراته لا تفارق سماء لبنان، وتهديده بحرب مدمرة بعد غزة.

 

التعليق:

 

يستمر كيان يهود بقصف العديد من مناطق لبنان فيقتل ويدمر ويهجر، كما يهدد بحرب مدمّرة واجتياح لبنان وتشريد أهله. وفي المقابل، تَخرس دول العالم، وتَكتفي السلطة اللبنانية بالدعوات إلى الحوار والاستسلام لوقف القصف والتهجير، ومناشدة الدول الكبرى وعلى رأسها أمريكا لوقف تلك الاعتداءات، علماً أن كيان يهود يستخدم سلاح تلك الدول في قصفه ويتلقى دعما غير محدود منها!

 

وإزاء تلك الاعتداءات فإننا نؤكد على الآتي:

 

- إن ما يحدث ليس مجرد أزمة حدودية، أو اعتداءات عابرة بل هو جزء من مشروع احتلال يهود ضدّ أُمّة الإسلام لاحتلال بلاد الشام ومصر وتحقيق حلم اليهود بـ"إسرائيل الكبرى"، بينما السلطة اللبنانية لا تملك القرار الحقيقي وتكتفي بالشجب والقلق والتنديد، وتستأسد بالمقابل على من ينتقد موقفها وخيانة سياسييها.

 

- إن الدعوات المتكرّرة إلى الحوار أو المفاوضات تُعدّ هروباً من الواجب الشرعي والجهادي، لأنها تُمثّل قبولاً مبدئياً لواقع المحتل وللحدود المُهدّدة.

 

- إن توحيد الصفّ تحت راية الجهاد واستئناف الحياة الإسلامية في ظل دولة الخلافة على منهاج النبوة هو الحل بدل الركون إلى الدول الكبرى أو الأمم المتحدة أو طلب "المفاوضات" مع العدوّ.

 

- إن استمرار القصف والتهجير يُنبئ بأنّ كيان يهود لا يرى نفسه مقيداً بأيّة قيود حقيقية طالما لا ردّ إسلامي مُهيب يُخيفه فيردعه.

 

والأمل بالله أن يحقق وعده بنا؛ بزوال كيان يهود وإقامة دولة الخلافة التي تزيل الحدود والسدود المصطنعة بين بلاد المسلمين ﴿وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَىٰ أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ﴾.

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

الشيخ د. محمد إبراهيم

رئيس المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية لبنان

رابط هذا التعليق
شارك

بسم الله الرحمن الرحيم

هل بدأت التصفيات

والتخلص من القيادات العقائدية الجهادية الحوثية؟

 

 

الخبر:

 

أعلنت جماعة الحوثيين الخميس مقتل رئيس أركان الجماعة محمد عبد الكريم الغماري أحد أبرز القادة العسكريين فيها أثناء تأدية واجبه. (الصحافة اليمنية، 16/10/2025)

 

التعليق:

 

إن إعلان كيان يهود عن اغتيال أحد أكبر قادة الحوثيين لهو جدير بإمعان النظر، فكيف لمثل هذه الشخصية العسكرية المهمة أن تغتال؟ هل نحن أمام مشهد شبيه بالذي حصل في لبنان وإيران؟ هل الاختراق الأمني وصل مداه في اليمن؟ هل يُحضر لحل من وراء الكواليس وهذا يقتضي التخلص من الشخصيات التي ستقف عائق أمامه؟

 

فكان جديراً بنا أن ننظر نظرة واسعة دقيقة؛ كيف يتم اغتيال مثل هذه القيادات رغم شدة تحصينها؟ ونتساءل هل الموساد مخترِق للجماعة كما اخترق إيران وحزبها في لبنان؟

 

والأهم من ذلك فإن أولويات أمريكا هي تسيير مصالحها وأن ينفذ الأدوات خططها حرفيا بحيث إذا قاموا بخطأ ولو صغير فإنها تقوم باستبعادهم من أرضية الملعب واستبدال آخرين بهم قد أعيد لهم تغيير الخطة.

 

إن التصدع والاضطراب والاختلال لدى بعض قيادات الحوثيين بعد إعلان مقتل الغماري لهو كبير وخسارة لأحد ركائز الجماعة حيث إنه لم يتم إلان أنه أصيب في إحدى غارات يهود بل ظلت الحركة تخفي أمر مقتله.

 

وعموماً أمريكا لا تريد القيادات التي لديها الروح الجهادية خوفاً من أن تتغير الخطة المراد تنفيذها فتقوم بتقليص القيادات التي أخلت بشرط من شروط الخطة.

 

وأخيرا نقول بأن من يتنازل عن جزء صغير من دينه ومبدئه فقد خسر الدنيا والآخرة لأن الله تعالى يقول: ﴿أَفَتُؤمِنونَ بِبَعضِ الكِتابِ وَتَكفُرونَ بِبَعضٍ فَما جَزاءُ مَن يَفعَلُ ذلِكَ مِنكُم إِلّا خِزيٌ فِي الحَياةِ الدُّنيا وَيَومَ القِيامَةِ يُرَدّونَ إِلى أَشَدِّ العَذابِ وَمَا اللَّهُ بِغافِلٍ عَمّا تَعمَلونَ﴾، فمن يتخلى عن دينه أو بعض منه ويحكم بالرأسمالية ينال خزياً في الدنيا ويوم القيامة يردون إلى أشد العذاب.

 

إن الحل الوحيد لهذه الأمة هو إقامة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة مع حزب التحرير الرائد الذي لا يكذب أهله بقادته المخلصين الواعين الذين سيسيرون بهذه الدولة إلى مكانتها وعزتها ونصرها بإذن الله.

 

﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا مَن يَرتَدَّ مِنكُم عَن دينِهِ فَسَوفَ يَأتِي اللَّهُ بِقَومٍ يُحِبُّهُم وَيُحِبّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى المُؤمِنينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الكافِرينَ يُجاهِدونَ في سَبيلِ اللَّهِ وَلا يَخافونَ لَومَةَ لائِمٍ ذلِكَ فَضلُ اللَّهِ يُؤتيهِ مَن يَشاءُ وَاللَّهُ واسِعٌ عَليمٌ * إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسولُهُ وَالَّذينَ آمَنُوا الَّذينَ يُقيمونَ الصَّلاةَ وَيُؤتونَ الزَّكاةَ وَهُم راكِعونَ﴾

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

فادي السلمي – ولاية اليمن

رابط هذا التعليق
شارك

بسم الله الرحمن الرحيم

ماذا بعد الكشف عن أعمال الإمارات القذرة في اليمن

ومن يوقفها؟

 

 

الخبر:

 

أوردت صحيفة الثورة اليومية الصادرة في صنعاء يوم الثلاثاء 21 تشرين الأول/أكتوبر الجاري خبراً بعنوان "الكشف عن إنشاء قاعدة عسكرية جديدة في جزيرة زُقَر المحتلة" قالت فيه: (كشفت وكالة أسوشيتدبرس الأمريكية، أمس، عن إنشاء قاعدة عسكرية جديدة في جزيرة زُقُر اليمنية الخاضعة لسيطرة الاحتلال السعودي الإماراتي. ونقلت الوكالة عن مصادر قولها، إن "القاعدة تُعد الثانية في باب المندب وتقع في جزيرة زُقَر، مؤكدة أن "القاعدة تتبع ما وصفته بالدول المتحالفة في العدوان على اليمن").

 

التعليق:

 

ليس هذا هو العمل الأول من أعمال الإمارات القذرة في اليمن بصفة عامة، وفي الجزر التابعة له في بحر العرب والبحر الأحمر، بصفة خاصة. فالإمارات منذ دخولها عدن في حزيران/يونيو 2015م، وحتى اليوم، قامت بسلسلة من الأعمال الخبيثة في اليمن، في سياق مخططات سيدتها بريطانيا - واضعة آل نهيان على كرسي الحكم في الإمارات، بعد أن كسرت شوكة القواسم في رأس الخيمة - أبرزها تشكيل المجلس الانتقالي الجنوبي، للقضاء على حراكيي الجنوب الأمريكيين. وتورطت أبو ظبي في أعمال الاغتيالات في عدن خلال الأعوام 2015-2018م، وأخيراً ذهبت للعمل علانية مع مخابرات كيان يهود "الموساد"، في مدينة المخا الساحلية، وجزر ميون وذو باب، وسقطرى وعبد الكوري وزُقُر، كما في إريتريا والصومال المجاورتين.

 

 

إننا بصدد من يوقف أعمال الإمارات في اليمن والقرن الأفريقي؟ إن الكشف عن مخططات الأعداء الدولية - بريطانيا وأمريكا - ومن ينفذونها إقليمياً ومحلياً لا يكفي، فلا بد أن يتبع كشفها في بلاد المسلمين عامة وفي اليمن خاصة، من يوقفها. فلم يستحي حكّام الإمارات، وأمثالهم في تنفيذ مخططات أمريكا وبريطانيا، على المسلمين جهاراً نهاراً! وينطبق عليهم قول رسول الله ﷺ: «إنَّ ممَّا أدرك النَّاسُ من كلامِ النُّبوَّةِ الأولَى: إذا لم تستحْيِ فاصنَعْ ما شئتَ».

 

كيف لا يستهدف الحوثيون قواعد استخبارات كيان يهود ومن يعمل معها في كل من الصومال وإريتريا وميون وذو باب، وسقطرى وعبد الكوري وزُقُر، على طريق أم الرشراش ويافا وبئر السبع، فهي أقرب في الاستهداف؟

 

الحقيقة أن الأنظمة الحاكمة في بلاد المسلمين - المستأسدة على المسلمين - أوهن من التصدي لمخططات الغرب الاستعمارية المتصارعة عليها ببسط النفوذ السياسي والفوز بالمصالح وهي صنيعتها، وإن الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة، هي الوحيدة القادرة على ذلك، وهي من تزيل الحدود المصطنعة، وتُعيد الإمارات إلى رشدها وإلى أصلها عُمان.

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

المهندس شفيق خميس – ولاية اليمن

رابط هذا التعليق
شارك

بسم الله الرحمن الرحيم

 

روسيا تستهدف أماً مسلمة من تتار القرم وبناتها لأوّل مرّة

في اعتقالات بتهم إرهاب لا أساس لها من الصّحة

(مترجم)

 

 

الخبر:

 

في تصعيدٍ مُرعب، اعتُقلت زوجة رمزي نعمتولايف السجين السياسي، وثلاث شابات أخريات في مداهماتٍ صباحية، مُمثلةً بذلك أوّل اعتقال جماعي للنساء في حزام القمع الروسي المُستمر.

 

ومع الأسف، لم تكن هناك مفاجآت في 16 تشرين الأول/أكتوبر، حيث أمرت محكمة الاحتلال في سيمفيروبول باحتجاز أسماء نعمتولاييفا مواليد 1985، وإلفيزا علييفا مواليد 2005، وفوزية عثمانوفا مواليد 2004، ونسيبة سعيدوفا مواليد 2006. جاء ذلك على الرغم من عدم توجيه أي تهمةٍ مُحددةٍ إلى أيٍّ منهن، وأنّ أسماء نعمتولاييفا، زوجة سجين سياسي، لديها خمسة أطفال صغار.

 

على الرّغم من الزيادة الحادة في عدد السجينات السياسيات منذ أن شنّت روسيا غزوها الشامل على أوكرانيا، إلا أنّ العملية الجماعية في 15 تشرين الأول/أكتوبر، واستهدافها نساء تتار القرم، شكّلت خطاً أحمر بالغ الخطورة تجاوزته روسيا لأول مرة.

 

وقد أدت هذه المحاكمات بالفعل إلى إصابة عدد كبير من أطفال تتار القرم بصدمات نفسية جراء عمليات التفتيش المسلحة، وإجبارهم على العيش دون آبائهم. الرسالة الآن واضحة تماماً، وهي أنهم قد يصبحون أيتاماً تماماً دون أن يكونوا في مأمن من الاضّطهاد.

 

التعليق:

 

منذ احتلالها شبه جزيرة القرم عام ٢٠١٤، دأبت روسيا على اضّطهاد مسلمي القرم بلا هوادة.

 

حتى الآن، اقتصرت اعتقالات هذا النظام الملحد لشباب حزب التحرير على الرّجال فقط، لكننا نشهد الآن أولى الاعتقالات ضدّ النساء المنتميات لحزب التحرير في شبه جزيرة القرم. هؤلاء النساء الأربع هنّ أسماء نعمتولاييفا، صانعة حلوى وأم لخمسة أطفال؛ وإلفيزا علييفا طالبة جامعية؛ وفوزية عثمانوفا عاملة في متجر؛ ونسيبة سعيدوفا معلمة وعاملة في حضانة أطفال.

 

روت علية بكيروفا، والدة أسماء، والبالغة من العمر ٧٣ عاماً، فظاعة مداهمة الساعة الرابعة فجراً، واصفةً كيف كانت هي وابنتها وخمسة أحفاد في المنزل وقتها، حيث قالت: "دخلوا فجأةً دون طرق الباب. قالت ابنتي: لا تكسروه، سأفتحه بنفسي". وعلى الفور، دخلت مجموعة كاملة من قوات الأمن المدجّجة بالسلاح؛ وكانوا أكثر من عشرة، بينما يقول حفيدها إنهم كانوا خمسة عشر على الأقل". بعد وصول وحدات جهاز الأمن الفيدرالي الروسي، استيقظ الأطفال على الضّجيج والصّراخ، بينما كان الكبار قلقين على عائلاتهم. تتذكر المرأة أن قوات الأمن قلبت الأغراض، وفتشت كل شيء في غرفة الأطفال، بل وفتشت حتى الكتب الإسلامية. لم يسمحوا لحفيدتهم الكبرى، وهي تلميذة، بالدخول إلى الغرفة عندما قرأوا أمر التفتيش. صودرت بعض الهواتف، وأُعيد الباقي.

 

خلال المداهمة، حذّر الضباط علية بكيروفا من التقدم بطلب الوصاية الرسمية على أحفادها، مهدّدين بأنه "إذا لم يكن هناك وصي، فقد تأخذ الدولة الأطفال". سألتهم: "لماذا تفعلون هذا؟ أنتم تُيتمون الأطفال وآباؤهم على قيد الحياة!"، "ماذا فعلوا بكم؟ إنهم لا يمارسون سوى عقيدتهم". وحسب قولها، أُخذت أسماء حوالي الساعة السابعة صباحاً. وعلقت والدتها لاحقاً: "ألا يكفي عدد قوات الأمن من أجل امرأة واحدة؟".

 

الرسالة، كما يُحذر النشطاء، واضحة: أطفال تتار القرم، الذين عانوا بالفعل من صدمة عمليات التفتيش المسلحة واعتقال آبائهم، يُمكن الآن أن يُيتموا تماماً.

 

هذه ليست المرة الأولى التي يتعرض فيها مسلمو القرم للاضطهاد من روسيا. ففي البداية كانت روسيا القيصرية، ثم نظام الكرملين الشيوعي، والآن نظام بوتين الاستبدادي. واليوم، يذكرنا حملة الدعوة الإسلامية في القرم بمكانة المسلمين الأوائل في مكة المكرمة. أخواتنا صامدات بشموخ وكرامة كسمية بنت خياط رضي الله عنها، يحدقن في وجه النظام الروسي المحتل الغاشم، معتمدات على وعد الله وحده، وهن يواصلن الدعوة لاستئناف الحياة الإسلامية.

 

من المعروف عالميا أن حزب التحرير ليس منظمة إرهابية، وأن جميع الاتهامات التي يوجهها الكرملين إليه هي محض أكاذيب وتلفيقات. إن متابعة تاريخ حزب التحرير منذ نشأته عام ١٩٥٣ وحتى الآن، تُمكّن من دحض هذه الأكاذيب بسهولة. فالحزب يتبنى الصراع الفكري والحجة والبرهان، ولن يتخلى عن هذا النهج. وسيواصل عمله الفكري والسياسي حتى يمن الله عليه بالنصر ويمكنه من استئناف الحياة الإسلامية في ظل الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة، ونشر الإسلام دين الرحمة والعدل والطمأنينة، لتدخله الأمم أفواجا، هاربة من ظلم الرأسمالية وجبروت الحكام، وحتى يميز الناس الحق من الباطل.

 

يقول الله عزّ وجلّ: ﴿هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيداً﴾.

 

 

كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

ثريا أمل يسنى

عضو المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

رابط هذا التعليق
شارك

بسم الله الرحمن الرحيم

مدعومة من الغرب، ومحمية من جيرانها

(مترجم)

 

 

الخبر:

 

نتنياهو يُشدد موقفه بشأن أمن كيانه قبيل لقائه مع فانس. (أسوشيتد برس)

 

التعليق:

 

في لقائه الأخير مع نائب الرئيس الأمريكي جيه دي فانس، أعلن بنيامين نتنياهو أن دولته ليست محمية أمريكية، مُدّعياً استقلالها التام في قراراتها الأمنية والسياسية. وقد صوّرها كقوة ذات سيادة، بعيدة عن نفوذ واشنطن. ومع ذلك، جاء هذا التصريح في الوقت الذي تُواصل فيه أمريكا فرض إيقاعها السياسي على المفاوضات وترتيبات وقف الحرب على غزة.

 

تُعدّ هذه الادعاءات بالاستقلال محاولةً مكشوفةً لإظهار القوة في وقتٍ تعتمد فيه شرعية كيان يهود واستقراره كلياً على درع الدعم الغربي. في الواقع، ليس هذا الكيان سوى قاعدة عمليات أمامية عسكرية واستخباراتية وسياسية للنظام الاستعماري الغربي المغروس في قلب البلاد الإسلامية. يعتمد وجودها وبقاؤها على التدفق المستمر للمساعدات العسكرية الأمريكية وتبادل المعلومات الاستخباراتية والدعم الاقتصادي بمليارات الدولارات سنوياً؛ من نظام القبة الحديدية إلى قواتها الجوية المعتمدة على الطائرات الأمريكية، واقتصاد مدعوم بالتجارة الغربية والاستثمار وأموال دافعي الضرائب الأمريكيين. كل شريان حياة حيوي لهذا الكيان مدعوم من الخارج. وبدون هذا الدعم، لا يمكنه أن يتحمل حتى يوماً واحداً من المواجهة العسكرية المستمرة.

 

إن خطاب نتنياهو هو محاولة يائسة للحفاظ على وهم القوة والسيادة بينما يشهد العالم على الحقيقة: كيان يهود موجود فقط كغرسة استعمارية تخدم المصالح الاستراتيجية الغربية لتقسيم البلاد الإسلامية ومنع وحدته السياسية والحفاظ على السيطرة الغربية على موارد المنطقة واتجاهها السياسي. إن استمرار بقائه مضمون أيضاً من خلال الأنظمة المحيطة في الأردن ومصر وتركيا التي تعمل كحراس شخصيين إقليميين. تُشكّل هذه الأنظمة معاً حلقةً واقيةً تحمي المشروع الصهيوني من المواجهة الحقيقية، وتحافظ عليه كبؤرةٍ غربيةٍ مُقامةٍ في قلب البلاد الإسلامية.

 

الحقيقة التي لا لبس فيها هي أنه لا وجود لكيان يهود إلا بفضل الحماية الغربية وخيانة الأنظمة المحيطة به. وإن إزالة طبقةٍ واحدةٍ من هذا الأمن المُصطنع سيُنهي المشروع بأكمله. فهو لا يبقى بقوته الذاتية، بل بخنوعِ من يدعمونه. فقط عندما تُدرك الأمة الإسلامية هذه الحقيقة وتُعيد الخلافة على منهاج النبوة، ستعود المنطقة إلى وضعها الطبيعي، خاليةً من هذه البؤرة الاستعمارية والأنظمة التي تحميها.

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

هيثم بن ثبيت

الممثل الإعلامي لحزب التحرير في أمريكا

رابط هذا التعليق
شارك

بسم الله الرحمن الرحيم

 

حرب غزة وباطنها الذي لا يقل إجراما عن ظاهرها

 

 

الخبر:

 

تحت عنوان "تحذيرات أممية من مخاطر الذخائر غير المنفجرة في غزة"، ذكرت قناة الجزيرة أن بيانات للأمم المتحدة وتقديرات ميدانية من منظمات الإغاثة أشارت إلى أن كمية الذخائر غير المنفجرة في قطاع غزة تتجاوز 7 آلاف طن.

 

وتشير التقديرات، كما ورد في التقرير، إلى أن إزالة جميع هذه المخلفات قد تستغرق 20 إلى 30 سنة ما لم يكن هناك تدخّل هندسي دولي واسع وسريع.

 

التعليق:

 

لم تكن حرب كيان يهود الوحشية على غزة لمدة عامين، فترة وانقضت، وبالرغم من الإعلان عن توقف إطلاق النار وإنهاء الحرب رسميا، فقد زرع الكيان الملعون بحربه الملعونة القذرة أدوات استمرارها، وطوال عامين من مدة تلك الحرب لم يكن يسعى إلى قتل أهل غزة ومجاهديها فقط، بل كان يسعى أيضا إلى قتل كل إمكانية للحياة في غزة مستقبلا.

 

الألغام غير المنفجرة ليست هي الآثار الوحيدة التي ستبقى لتلك الحرب، ففي مقابلة مع قناة الجزيرة كشفت الباحثة في مجال الهندسة المعمارية، لوسيا ريبولينو، أن ما حدث في غزة لم يقتصر على إبادة البشر، بل امتد ليشمل إبادة بيئية تعرف بـ"الإيكو سايد"، ومما ذكرت في المقابلة أن ما حصل هو تدمير منهجي واسع النطاق من خلال التدمير الشامل للبيئة العمرانية؛ حيث الاستهداف "المنهجي" للمستشفيات والمدارس والمؤسسات الثقافية وغيرها، إضافة إلى الهجمات المتكررة على إنتاج الغذاء واستهلاكه، ما شكل استراتيجية واسعة لجعل الأرض والمساحة غير صالحتين للحياة، حيث رصدت الأدلة على التدمير الزراعي المتعمد في البساتين والأراضي الزراعية في المنطقة الشرقية من القطاع، وحيث طال التدمير أكثر من ثلاثة أرباع الأراضي الزراعية، وحيث وصل فقدان الغطاء النباتي إلى 90%، إضافة إلى التربة المالحة والمياه الملوثة والنظام البيئي المسموم بفعل القصف والجرافات والحطام السام، وحيث توقفت البنية التحتية للمياه عن العمل من الأنابيب ومنشآت معالجة الصرف الصحي، وغير ذلك مما جاء في المقابلة.

 

 وبالرغم من تلك الجرائم الفظيعة التي ستكشف الأيام القادمة مزيدا منها عندما ينقشع الغبار، وبالرغم من شدة عدوانية هذا الكيان وفساده، فقد اختارت الأنظمة وحكام المسلمين التغاضي، بل التعامي عن كل ذلك، إلى درجة الحميمية التي تكلم عنها ويتكوف في معانقة الوفود لوفد الكيان حين توقيع اتفاق وقف إطلاق النار، وكذلك السعي نحو التطبيع والعيش معه وكأن شيئا لم يكن! وبدلا من استشعار خطورة هذا الكيان في المنطقة والتفكير الجدي في الخلاص منه ومن فساده، فقد تواطأ الجميع على أن الخطر الوحيد الذي ينبغي التخلص منه هو سلاح غزة وجهاد أهلها، ليتم التعامل معها كما تم التعامل مع ألمانيا عقب الحرب العالمية، بل وأسوأ، قاتلهم الله أنى يؤفكون!

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

عبد الرحمن اللداوي

رابط هذا التعليق
شارك

بسم الله الرحمن الرحيم

ألم يأن لنا أن نعتمد على الله

ثم على خير أمة أخرجت للناس، لا على الكافرين وعملائهم؟

 

 

الخبر:

 

في حين تستمر المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار بين حماس وكيان يهود، والذي دخل حيز التنفيذ في 10 تشرين الأول/أكتوبر، رغم الانتكاسات والانتهاكات، فإن المفاوضات بشأن المرحلة الثانية مستمرة أيضاً.

 

وفي هذا السياق، التقى في مصر وفد من حركة حماس برئاسة خليل الحية عضو المكتب السياسي لحركة حماس، ووفد من حركة فتح برئاسة نائب الرئيس الفلسطيني حسين الشيخ، ومدير المخابرات الفلسطينية ماجد فرج.

 

وبحسب قناة "القاهرة نيوز" المصرية، ناقش الوفدان المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار، والوضع في غزة بعد وقف إطلاق النار.

 

لكن كيان يهود انتهك وقف إطلاق النار مراراً وتكراراً، وفقد العشرات من الفلسطينيين أرواحهم في الهجمات التي شنها. ولم يسمح كيان يهود إلا بدخول 986 شاحنة فقط من أصل 6600 شاحنة كان من المفترض أن تدخل قطاع غزة في الفترة ما بين 10 تشرين الأول/أكتوبر، تاريخ دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، و20 تشرين الأول/أكتوبر.

 

وتسلط المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار الضوء على أمور مثل نزع سلاح حماس، ونشر قوة حفظ سلام دولية في غزة، وإقامة إدارة مؤقتة، وإعادة الإعمار. (تي آر تي خبر، 23/10/2025م).

 

التعليق:

 

لقد مضى أكثر من عامين على المجزرة والتدمير والإبادة التي ارتكبها كيان يهود في حربه ضد أهل غزة، وخلال هذه الفترة شاهد العالم أجمع هذه الجريمة البشعة ولم نر أي تحرك من حكام المسلمين الخونة لوقفها. والأسوأ من ذلك أن السيسي طاغية مصر، لم يطلق رصاصة واحدة على كيان يهود نصرة لأهلنا في غزة، بل منع عنهم حتى لقمة الخبز ورشفة الماء. وهذا ليس خافيا على أحد. ومن ناحية أخرى، فإن الوحشية والطمع والغطرسة والكراهية تجاه الإسلام والمسلمين، وعدم الالتزام بأي اتفاق، وارتكاب فظائع لا يمكن تصورها من جانب كيان يهود الغاصب، ليست سراً. وليس خافياً على أحد أن حكام المسلمين، وخاصة الأحمق على رأس السلطة الفلسطينية، لم يفعلوا شيئاً سوى تصريحات فارغة لشعبنا في غزة خلال الحرب التي استمرت أكثر من عامين، ولم يكترثوا لمطالب المسلمين، وفضلوا كلمة ترامب على كلمة الله عز وجل، وتسابقوا لمقابلته بناء على دعوته، ولا يزالون يدعمون كيان يهود بشكل مباشر أو غير مباشر.

 

نعم، نحن نشعر بشدة بمعاناة أهل غزة ونشعر بغضب شديد تجاه الحكام الخونة الذين لا يساعدونهم. ونرى أن تخلي حكام المسلمين الخونة والعملاء عن أهل غزة هو أعظم خيانة لله ولرسوله وللمؤمنين. فهل خيانتهم تبرر التجول في أروقة أمريكا الكافرة وعملائها، والخضوع لشروط الاتفاقية التي اقترحتها أمريكا رأس الكفر، والجلوس على طاولة واحدة مع كيان يهود، وتجاهل أوامر الله، وتجاهل مطالب الأمة التي وصفها الله بأنها خير الأمم؟

 

مهما كان الحال، أليس الموقف الإسلامي هو الثقة بالله، والالتزام بأوامر الله ومطالب المسلمين، وعدم الثقة أو طاعة الكافرين وعملائهم، ورفض شروط اتفاقياتهم الشيطانية؟ عندما يجد المسلمون أنفسهم عاجزين وفي موقف صعب، ألا يكون ملجأهم الوحيد هو الله، وملجأهم الوحيد هو الأمة الإسلامية وجيوشها؟ قال الله تعالى: ﴿وَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ وَدَعْ أَذَاهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلاً﴾.

 

الحقيقة هي أنه إذا تم الاتفاق على شروط المرحلة الثانية من الاتفاقية، ولا سيما البند المتعلق بإلقاء السلاح، فإن كيان يهود كعادته لن يلتزم أبداً بهذه الاتفاقية ولن يتخلى عن وحشيته. فمثلما انتهك المرحلة الأولى من الاتفاقية وذبح العشرات من المسلمين الأبرياء، فسيستمر في القيام بذلك. لذلك، يجب على جميع الجماعات والوفود الإسلامية، بما في ذلك وفد حماس، ألا يبددوا بطولة مقاتلي غزة وصبرهم وثباتهم وإيمانهم القوي بالله في أروقة وموائد الكفار وعملائهم. إذا كانوا يرغبون حقاً في التفوق وتحقيق النصر، فعليهم أن يتوجهوا إلى الله، والأمة الإسلامية، وجيوش الأمة، وأن يضعوا ثقتهم فيهم وحدهم، ولا يطلبوا العون إلا منهم. حينها فقط سوف يأتي نصر الله لا محالة، وسوف يكون الأمر مسألة وقت أن تقوم دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، حيث سيتم تطبيق أحكام الإسلام، الوصفة الوحيدة لخلاص الأمة الإسلامية والبشرية جمعاء، لأن الله تعالى يقول: ﴿إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ﴾.

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

رمضان أبو فرقان

رابط هذا التعليق
شارك

بسم الله الرحمن الرحيم

الانتخابات في مصر... حين تتحول المشاركة إلى تزكية للباطل!

 

 

الخبر:

 

قالت اليوم السابع الثلاثاء 21/10/2025م، إن حزب مستقبل وطن يعقد مؤتمرات حاشدة بالمحافظات لتشجيع الناس على الإدلاء بأصواتهم في الانتخابات.

 

التعليق:

 

ما أشبه اليوم بالأمس، المشاهد نفسها تتكرّر قبل كل انتخابات: حشودٌ تُجمّع، وخُطبٌ تُلقى، ووعودٌ تُنسَج من خيوط الوهم، وكأن الناس لا تُذكَر إلا وقت الصناديق! ثم ما إن تنتهي الأصوات حتى يعود الصمت الطويل، وتبقى الأزمات كما هي، بل أشدّ قسوة. أليس هذا الحزب هو جزء من السلطة القائمة؟ أليس هو من يدير شؤون الناس منذ سنين؟ فكيف يتحدّث اليوم وكأنه البديل أو المنقذ؟! إنهم يظهرون عند موسم الانتخابات ليتقاسموا الكعكة ذاتها، ففي مشهد مكرَّر قبيل كل عملية انتخابية، بدأ حزب مستقبل وطن تنظيم مؤتمرات حاشدة في المحافظات لحثّ الناس على المشاركة الإيجابية في الانتخابات القادمة. يرفع شعاراتٍ براقة عن الاستقرار ودعم الدولة والواجب الوطني، في الوقت الذي يعرف فيه الناس أن النتائج محسومة سلفاً، وأنّ صناديق الاقتراع ليست أداة اختيار، بل هي وسيلةٌ لتجميل وجه النظام أمام الداخل والخارج على حد سواء.

 

هذه المؤتمرات الجماهيرية ليست سوى مشاهد من حملة سياسية هدفها الأساس حشد التأييد للنظام القائم، وصناعة مشهدٍ إعلاميٍّ يوحي بوجود حياة سياسية، بينما الحقيقة أنها انتخابات تُدار من داخل أروقة السلطة، وتُستخدم فيها الأحزاب الموالية كغطاء لتزيين الاستبداد وتمرير الهيمنة الغربية بأدوات محلية.

 

من الواضح أن حزب مستقبل وطن لم ينشأ ليعبّر عن مصالح الناس أو ليعبّر عن تيار فكري حقيقي، بل هو أداةٌ لملء فراغ سياسي وتجميع الولاءات داخل الإطار الذي رسمه النظام نفسه. فكل تحركاته وتصريحاته وفعالياته تدور حول فكرة دعم القيادة السياسية والوقوف خلف الرئيس، وهي عبارات تُختزل فيها السياسة كلها في شخص الحاكم، وتُلغى فيها إرادة الشعب ومصالحه.

 

بل إن هذا الحزب يؤدي دور واجهة مدنية للنظام الأمني، إذ يتولى مهماتٍ سياسية ومجتمعية تهدف إلى امتصاص الغضب الشعبي وتوجيهه نحو مسارات آمنة لا تمسّ بنية الحكم. لذلك تتكرر عباراته في كل محافظة: "انزل وشارك"، "صوتك أمانة"، "من أجل الاستقرار والتنمية"، بينما المقصود في الحقيقة هو: امنح الشرعية للنظام كي يستمر في حكمك بغير ما أنزل الله.

 

في ظل النظام الحالي الذي يحكم بالكفر ويأخذ أوامره من الغرب، لا يمكن للانتخابات أن تكون وسيلةً للتغيير، لأن القاعدة التي تُبنى عليها العملية السياسية ليست الإسلام، بل الديمقراطية التي تجعل السيادة للشعب لا للشرع، والتشريع بيد البشر وليس لله. وبذلك تتحول الانتخابات من وسيلة لمحاسبة الحاكم إلى وسيلة لتثبيت سلطانه، وأداة لتجميل الطغيان.

 

إنّ المشاركة في هذه الانتخابات يستعملها النظام لترويج شرعيته الزائفة، فيُقال للعالم إنّ الشعب اختار، بينما الحقيقة أن الأجهزة الأمنية هي التي تختار وتوجّه وتتحكم، والحزب هو مجرد منفّذٍ لتلك التوجيهات في الميدان. والحكم في الإسلام لا يُستمد من صناديق الاقتراع ولا من الإرادة الشعبية، بل من نصوص الوحي. قال الله تعالى: ﴿إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ.

 

فالنظام الذي يُقصي شرع الله عن الحكم، ويُبقي على القوانين المستوردة من الغرب، لا يجوز تأييده أو المشاركة في مؤسساته، لأن ذلك يُعدّ إعانةً له على الباطل وتثبيتاً له في الحكم. وقد أجمع العلماء على أن من أعان ظالماً على ظلمه أو ساعد في بقائه على باطله فقد شاركه في الإثم. قال ﷺ: «وَمَنْ أَعَانَ عَلَى خُصُومَةٍ بِظُلْمٍ فَقَدْ بَاءَ بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ». ومن ثمّ فإنّ المشاركة في انتخابات النظام أو الدعوة إليها - كما يفعل حزب مستقبل وطن - ليست عملاً واجبا كما يُروَّج، بل هي معصية شرعية لأنها تمنح الشرعية لحكمٍ بغير ما أنزل الله، وتقطع الطريق أمام الأمة لتغيير واقعها وفق الإسلام.

 

إن النظام المصري، كسائر الأنظمة في بلاد المسلمين، يستمد مشروعيته من الغرب وليس من الأمة. والغرب يحرص دائماً على أن تُجرى انتخابات شكلية تُظهر الأنظمة بمظهر الدول الديمقراطية، ليبرر دعمه السياسي والمالي لها أمام شعوبه، بينما تبقى هذه الأنظمة خاضعة بالكامل لمصالحه وسياساته. وهكذا تُستخدم شعارات الحرية والمشاركة والانتخابات كغطاء لاستمرار التبعية والهيمنة، وليس لتحقيق إرادة الأمة. ولذلك نرى أن الدعوة إلى المشاركة لا تأتي إلا من النظام نفسه، عبر إعلامه وأحزابه ومؤسساته، لأنها في حقيقتها ليست دعوة للتغيير، بل دعوة للرضا بالواقع وتزيينه، وتثبيت أنظمةٍ تحكم بغير الإسلام وتنهب خيرات الأمة.

 

إنّ الواجب على المسلمين اليوم ليس النزول إلى صناديق الاقتراع التي تُديرها الأنظمة الطاغوتية، بل العمل الجادّ لإسقاطها وإقامة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، التي تستمد شرعيتها من الإسلام، وتحكم بأحكام الإسلام في جميع شؤون الحياة، وتجعل السلطان للأمة بحق، والسيادة للشرع وحده. فالطريق للتغيير لا يمر عبر الانتخابات الديمقراطية، بل عبر وعي الأمة واصطفافها حول مشروع الإسلام الكامل، والقيام بواجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ومحاسبة الحكام على أساس الشرع، لا على أساس البرامج الانتخابية الزائفة.

 

يا أبناء الكنانة، ويا أهل مصر الكرام، إنّ النظام الذي يُخرجكم كل بضع سنين لتصفّقوا وتُزيّنوا مشهد الانتخابات، هو نفسه الذي يُفقركم بسياساته الاقتصادية، ويُنسّق مع يهود في فلسطين، ويمنع عنكم الكلمة والكرامة. فلا تكونوا عوناً له على أنفسكم، ولا تُعطوه شرعيةً هو في أمسّ الحاجة إليها.

 

يا أجناد مصر، أنتم أبناء هذه الأمة وجزء من جسدها، فلا تجعلوا من أنفسكم سياجاً يحمي أنظمةً فاسدة تحكم بالكفر. إنّ واجبكم الشرعي هو أن تنصروا دين الله، وأن تقفوا مع الأمة لإعادة سلطانها المغصوب، بنصرة من يعملون لإقامة دولة الإسلام التي تحكم بالشرع وتوحد الأمة وتحرر البلاد من النفوذ الأجنبي.

 

إنّ المؤتمرات الحاشدة التي ينظمها حزب مستقبل وطن وغيره من الأحزاب ليست إلا فصولاً من مسرحية سياسية متكررة، يُراد منها إيهام الناس بأنّ المشاركة واجب، بينما حقيقتها أنها تزكية لنظامٍ علماني فاقد للشرعية. ولذلك، فإنّ الموقف الشرعي الواضح هو مقاطعة هذه الانتخابات، وفضح زيفها، وتوجيه الجهود نحو العمل الجاد لاستئناف الحياة الإسلامية بإقامة الخلافة الراشدة، التي بها وحدها يتحقق العدل، وتُصان الكرامة، ويُرفع الظلم عن الأمة.

 

﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

بلال عبد الله – ولاية مصر

رابط هذا التعليق
شارك

بسم الله الرحمن الرحيم

 

توالي الأزمات يدفع نحو السقوط

 

 

الخبر:

 

أعلن البيت الأبيض، أنه إذا استمر الإغلاق الحكومي شهرا أو اثنين فلن تكون هناك رواتب للموظفين، مشيرا إلى أن الرئيس دونالد ترامب قد يكثف إجراءاته.

 

وفي وقت سابق، تعهد مكتب الميزانية في البيت الأبيض بتجاوز أزمة الإغلاق الحكومي مع استمرار تسريح موظفي الوكالات الحكومية، ومواصلة دفع رواتب العسكريين وموظفي إنفاذ القانون الفيدراليين. (آر تي عربي)

 

التعليق:

 

لمن لا يعرف ماذا يعني الإغلاق الحكومي الأمريكي فهو يعبر عن فشل الكونغرس الأمريكي )مجلس النواب ومجلس الشيوخ( في تمرير قانون تمويل الحكومة (الموازنة) أو قرار مؤقت للتمويل قبل نهاية العام.

 

والآلية تكون بأن مجلس النواب هو الذي يضع الموازنة فإذا لم يوافق عليها يراجعها مجلس الشيوخ ويعدل فيها، وإذا لم يوافق عليها حيث يتطلب أكثر من 60 صوتا من أصل 100 فإذا لم تتحقق النسبة أو لم يوافق الرئيس عليها إذن هنا يعود القانون إلى الكونغرس وتتوقف الموازنة ويحدث الإغلاق.

 

وقد حدث الإغلاق سابقا في 2018/2019 وكان الخلاف مع ترامب حينذاك حيث أراد تمرير تمويل الجدار الحدودي مع المكسيك وكان بقيمة حوالي 5.7 مليار دولار، ولكن ترامب تراجع بعد ضغط شعبي وإعلامي.

 

أما الخلاف اليوم فهو حول الرعاية الصحية خصوصا دعم قانون الرعاية الميسرة حيث إن الديمقراطيين يطالبون بإدراج بند لتمديد إعانات ACA الضريبية حتى لا يرتفع سعر التأمين على الناس وأيضا الخوف من تخفيضات محتملة في برنامج الدعم الصحي.

 

أما الجمهوريون فلا يريدون أي تغيير في مستويات الإنفاق الحالي، وأن النقاش حول الرعاية الصحية يجب أن يكون منفصلا عن الميزانية.

 

ورغم السيطرة النسبية للجمهوريين في المجلسين إلا انهم لم ينجحوا في تخطي عتبة الـ60 صوتاً.

 

وكما نعلم فإن سياسة ترامب تسعى لتخفيض كبير في الإنفاق، وتسريح بعض الموظفين الفيدراليين لن يسمح بأي إضافة على الميزانية، وعليه وقع الإغلاق. والسؤال هنا لو استمر هذا الإغلاق الحكومي ماذا سيحدث؟

 

* يتضرر الاقتصاد الأمريكي، أي يقل الدخل الأمريكي بمليارات الدولارات أسبوعيا.

 

* تتأثر الأسواق العالمية لأن الدولار والسندات الأمريكية تعتبر الأمان العالمي.

 

* تأخر في صرف رواتب الموظفين الفيدراليين والمتقاعدين وتسريح بعضهم.

 

* قد تخفض وكالة تصنيف الائتمان تصنيفها لأمريكا كما حدث عام 2011.

 

وهذا كله سوف يولد ضغطا شعبيا كبيرا على الحزب الذي يتهم بالتسبب في الأزمة، وقد تتفاقم العواقب، وعادة من يتحمل اللوم هو صاحب الصلاحية أي، اليوم، الجمهوريون والرئيس كما حدث في عامي 1995 و2018.

 

ومن واقع الرئيس ترامب غير المنطقي سياسيا في بعض الأحيان قد يلجأ إلى إدخال أمريكا في حرب محدودة ضد إيران مثلا (بحرية وعلى مليشياتها وبعض المواقع النووية) وطبعا له هذه الصلاحية دون الرجوع إلى موافقة الكونغرس، وبذلك يواجه الضغط الداخلي بسبب الإغلاق بحدث خارجي، وهذا أسلوب معروف في التاريخ الأمريكي، فيعزز صورته ويخلق حالة وطنية ويجمد الخصم بشكل مؤقت.

 

وفي كل الحالات فإن الحالة العامة داخل الولايات المتحدة اليوم غير صحية من جوانب كثيرة، لها أصول حالية وأصول سابقة، أي ما يتعلق بالمبدأ ككل، وأي اختراق أو محاولة إصلاح تنبثق عنها أزمة داخلية أو خارجية.

 

إن أمريكا اليوم تمر بمرحلة سقوط المركز وهي مرحلة خطيرة جدا، فإما أن تبقى دولة متماسكة ولكنها تفقد السيطرة على العالم وتبقى قوية نسبيا، أو الأزمات مع نسيج اجتماعي مهترئ سوف يسحبها إلى التمزق وتتحول إلى دول متفرقة منها القوي ومنها الضعيف، ولكن في الحالتين هي في طريق منحدر شديد رسمته بأفعالها وتجبرها وقد آن أوان سقوطها.

 

ونسال الله أن يجعل هذا السقوط على أيدي المخلصين العاملين لاستئناف الحياة الإسلامية وحمل المبدأ المنقذ للعالم أجمع وهو الإسلام متمثلا بدولته؛ الخلافة الراشدة على منهاج النبوة.

 

قال تعالى: ﴿وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لِّأَنفُسِهِمْ إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُوا إِثْماً وَلَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ﴾.

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

نبيل عبد الكريم

رابط هذا التعليق
شارك

بسم الله الرحمن الرحيم

 

تأسيس وحل الأحزاب السياسية في الإسلام

(مترجم)

 

 

الخبر:

 

أعلنت وزارة الداخلية، يوم الجمعة، حظر حركة لبّيك باكستان، قائلةً إن لدى الحكومة الفيدرالية "أسباباً معقولة" للاعتقاد بأن هذا الحزب السياسي الديني مرتبط بالإرهاب. (رابط الخبر)

 

التعليق:

 

كانت ثورة عام 1857 مثالاً لشعب شبه القارة الهندية لتحذيرهم من الثورة ضد أصحاب السلطة. وقد وضع البريطانيون هذا المثال، ولكن حتى اليوم، يواصل الحكام اتباعه. ومنذ ما قبل إنشائها، تورطت باكستان في صراع مستمر بين الأفكار القومية والدينية. وقبل تقسيم شبه القارة الهندية، ظهر حزب المؤتمر الوطني الهندي كممثل لجميع شعوب الهند. ومع ذلك، سرعان ما اتضح أن قادته كانوا يعملون بشكل رئيسي على إنشاء حكومة يهيمن عليها الهندوس، مع تقديمها على أنها حركة وطنية. عمل قادة مسلمون مثل محمد علي جناح ومحمد علي جوهر ومولانا أبو الكلام آزاد وحسين شهيد السهروردي مع هذا الحزب لأن فكرة الانفصال لم تظهر أبداً كحل وكانوا يؤمنون بشبه قارة موحدة كما رأوها دائماً.

 

لكن مع مرور الوقت، أدركوا أن حزب المؤتمر يخدم مصالح الهندوس بشكل رئيسي، متجاهلاً المسلمين. رداً على ذلك، تأسس حزب جديد لحماية حقوق المسلمين، وهو رابطة مسلمي عموم الهند. وكان هذا الحزب ثمرة عقل بشري، أعطى تعريفه الخاص لبقاء المسلمين ونهضتهم. ينص الإسلام على أن جميع الأفكار يجب أن تبنى على العقيدة الإسلامية. أدى هذا التنازل إلى حل غير مكتمل، لا ينتمي إلى الإسلام ولا للعالم الحديث. وبعد حوالي 40 عاماً من تأسيسها، حققت الرابطة هدفها الرئيسي، وهو إنشاء وطن مستقل لمسلمي الهند. في النهاية، انتصرت الأفكار القومية، لكنها غُطيت بمشاعر دينية لكسب دعم السكان المسلمين.

 

نحن مسلمو باكستان نعاني حتى يومنا هذا من الخضوع التام للفكر القومي. فالعاطفة الإسلامية الموروثة راسخة فينا لدرجة لا تسمح لنا بالتظاهر من أجل فلسطين، ما يزيد من فرصة استغلالها. ولما كانت السياسة رعايةً واهتماماً بالشأن العام، فإن الحزب السياسي في الإسلام هو تجميع جماعة مؤمنة على أساس الإسلام، الذي هو الخير كله، والدعوة إليه عقيدةً سياسيةً ونظاماً يحكم الحياة.

 

وفيما يتعلق بالأحزاب السياسية، ينص مشروع الدستور الذي أعده حزب التحرير على ما يلي: "للمسلمين الحق في إنشاء أحزاب سياسية لمحاسبة الحكام، أو الوصول إلى السلطة عبر الأمة، شريطة أن تكون على أساس العقيدة الإسلامية، وأن تكون الأحكام التي تتبناها أحكاماً إسلامية. ولا يحتاج إنشاء الحزب إلى ترخيص، وكل تكتل قائم على غير الإسلام محرم". كما لا يجوز لأي جماعة من المسلمين أن تقوم على غير أساس الإسلام عقيدةً ونظاماً. في حين إنه وفقاً للمادة 17 من دستور باكستان، يحق لكل فرد تكوين جمعيات أو نقابات، مع مراعاة أي قيود معقولة يفرضها القانون لصالح سيادة باكستان أو سلامتها أو النظام العام أو الأخلاق.

 

تُظهر الحملة الأخيرة على حركة لبيك باكستان بموجب قانون مكافحة الإرهاب، وحظرها، أن معايير الحكومة الباكستانية للحزب السياسي تختلف عن معايير الإسلام. حركة لبيك باكستان هي جماعة سياسية، كغيرها من الجماعات السياسية الدينية، شاركت في الانتخابات وتشغل مقعداً في المجلس، ما يُظهر خضوعها للنظام وتعارضها مع مفهوم الحزب السياسي في الإسلام.

 

لذا فإن المعاملة التي تلقتها الحركة تأتي من نظام اعترفوا به وقبلوه أولاً ثم انتقدوه لاحقاً، وبالتالي رداً على اعتصام ضد سياسة الحكومة بشأن فلسطين، عومل أتباعه الذين خرجوا إلى الشوارع بنفس معاملة المتظاهرين في تمرد عام 1857. ما يدل على العاطفة البريطانية الموروثة التي تحملها القيادة اليوم. وهذا يدل على أن المشكلة تكمن في العنصر الديني. فبمجرد أن يغمره تماماً بسياسة المصلحة الوطنية، سيصبح مقبولاً لدى الدولة. وإذا تخلت حركة لبيك باكستان اليوم عن وجهة النظر الدينية، حتى لو احتفظت باسمها كما هو، فستصبح غير ضارة لحكام باكستان.

 

لا يجوز للأحزاب السياسية أن تشارك في حكم علماني يُقصي الإسلام عن السلطة، لا بتشكيل الحكومات ولا بالمشاركة فيها، قال الله تعالى: ﴿وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ﴾.

 

الوضع في باكستان اليوم يتطلب الحل الذي كان مطلوباً قبل قرن من الزمان، لا بظهور رابطة مسلمي عموم الهند، ولا بزوال حركة لبيك باكستان اليوم، بل بالعودة إلى جذور الإسلام، وتسليم الدولة إلى الخليفة، الذي لا يحكم إلا بأوامر الله سبحانه وتعالى، ويُكلّف قواته بتحرير أرض القدس من براثن يهود. هذه المرة قد تكون نقطة تحول للمسلمين ليعودوا إلى هويتهم الجماعية المتجذرة في الإسلام، هوية تتجاوز الحدود والأعراق واللغات.

 

يقول الله عز وجل: ﴿إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ﴾.

 

 

كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

إخلاق جيهان

رابط هذا التعليق
شارك

بسم الله الرحمن الرحيم

أسيرات بلا راعٍ يفكّ أسرهن!!

 

 

الخبر:

 

أكد نادي الأسير الفلسطيني، أن الاحتلال يواصل اعتقال 49 امرأة فلسطينية، بينهن طفلتان وأسيرة من غزة، يواجهن جرائم قمع منظّمة وممنهجة داخل سجون الاحتلال ومراكز التحقيق. وأوضح النادي، في بيان له بمناسبة ما يسمى (باليوم الوطني للمرأة الفلسطينية)، أنّ وتيرة هذه الجرائم تصاعدت بصورة غير مسبوقة منذ اندلاع حرب الإبادة التي شكّلت المرحلة الأكثر دموية في تاريخ الشعب الفلسطيني، ولا تزال آثارها تترك بصمتها القاسية على واقع النساء الأسيرات.

 

التعليق:

 

منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023 وحتى اليوم، تم توثيق أكثر من 595 حالة اعتقال في صفوف النساء في الضفة الغربية والقدس، والأراضي المحتلة عام 1948، في حين لا تتوفر إحصاءات دقيقة لعدد النساء اللواتي اعتُقلن من غزة. فقد شهدت سياسة اعتقال النساء رهائن تصاعداً خطيراً خلال الحرب، إذ استخدم الاحتلال هذا الأسلوب للضغط على أفراد من عائلات الأسيرات لتسليم أنفسهم. وشملت هذه السياسة زوجات أسرى وشهداء وأمهات مسنّات تجاوزن السبعين عاماً، وترافقت مع عمليات تنكيل وتخريب للمنازل، ومصادرة للممتلكات، وترويع للأطفال، إلى جانب تهديد الأسيرات بقتل أزواجهن أو أبنائهن المحتجزين.

 

وقد فرضت المرحلة التي أعقبت حرب الإبادة تحوّلات جذرية على ظروف اعتقال الأسيرات من حيث القسوة والمستوى، ورافقتها سلسلة من جرائم القمع، من أبرزها - حسب شهادات الأسيرات - احتجازهن في زنازين قذرة تفتقر إلى أدنى مقومات الحياة. والاقتحامات المتكررة لتلك الزنازين وتعرضهن فيها للتفتيش العاري والتقييد والضرب، والتحرش والتهديد بالاغتصاب، والإخراج المهين إلى ساحات السجن، والإجبار على وضعيات مذلة، وتقديم طعام فاسد وفرشات بالية لا تصلح للاستخدام، وتحويل أبسط احتياجات الأسيرات إلى أداة للعقاب الجماعي، بما في ذلك الفوط الصحية والملابس. كما يُحرمن من وسائل التهوية في الصيف ومن وسائل التدفئة في الشتاء، إلى جانب منع الزيارات العائلية والمحامين، والعزل الجماعي المتواصل كما روت أسيرات محررات وأخريات داخل السجون في شهادات موثقة.

 

ومن الجدير بالذكر أن من أهم أسباب الاعتقال في هذه المرحلة، على خلفية حرية الرأي والتعبير، أو ما يدّعي الاحتلال أنه تحريض على وسائل التواصل الإلكتروني، حيث تُحتجز اليوم غالبية الأسيرات على خلفية التحريض، و12 منهن رهن الاعتقال الإداري. فيما تُعتقل أخريات إدارياً بذريعة الملف السري.

 

هذا هو الاحتلال الظالم الذي يمارس كل أنواع العنف والتعذيب ضد النساء والأطفال والرجال بدون أدنى مقومات الإنسانية، وأما الساسة والقادة فيتفرجون وقد شغلوا العالم ببضعة أسرى يهود لا يتعرضون لأدنى سوء معاملة. يحصل هذا والسلطة العميلة بدل أن تعمل على إخراج هؤلاء الأسيرات، تنشغل بخطط إفساد المرأة والمجتمع، وبتغطية فسادها وفساد أفرادها، وملاحقة الشرفاء ومن يقولون الحق والزج بهم في السجون لإسكات صوتهم، متبعين سياسة قمع لا تختلف كثيرا عن سياسة يهود فكلاهما له الهدف نفسه وهو تصفية قضية فلسطين.

 

ولكن كما قال رب العزة في كتابه العزيز: ﴿وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ﴾.

 

 

كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

مسلمة الشامي (أم صهيب)

رابط هذا التعليق
شارك

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

البدء عمليا بتسليم رئاسة سلطة أوسلو لحسين الشيخ رجل أمريكا ويهود

 

 

الخبر:

 

الرئيس محمود عباس يصدر إعلاناً دستورياً، يقضي بموجبه، بأنه إذا شغر مركز رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية، في حالة عدم وجود المجلس التشريعي، يتولى نائب رئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، نائب رئيس دولة فلسطين، مهام رئاسة السلطة الوطنية مؤقتاً، لمدة لا تزيد على 90 يوماً، تجري خلالها انتخابات حرة ومباشرة لانتخاب رئيس جديد، وفقاً لقانون الانتخابات الفلسطيني، وفي حال تعذر إجراؤها خلال تلك المدة لقوة قاهرة تمدد بقرار من المجلس المركزي الفلسطيني لفترة أخرى، ولمرة واحدة فقط. (المصدر)

 

التعليق:

 

لقد بدأ التمهيد لتسليم حسين الشيخ زمام السلطة الفلسطينية من خلال استحداث منصب نائب رئيس اللجنة التنفيذية ونائب رئيس السلطة الفلسطينية، وترشيح حسين الشيخ لهذا المنصب ثم إقراره من المجلس المركزي واللجنة التنفيذية للمنظمة في شهر نيسان/أبريل من العام الجاري. ثم أتى قبل أيام قليلة الإعلان عن مرسوم رئاسي دستوري بتولي النائب مهام رئاسة السلطة مؤقتا ما يعني بأن حسين الشيخ سيكون هو الرئيس المقبل للسلطة ولمنظمة التحرير.

 

إن هذه القرارات والمراسيم والإجراءات تعيد إلى الأذهان عملية تولي محمود عباس زعامة السلطة، والتي بدأت باستحداث منصب رئيس وزراء وتكليف أحمد قريع بالمنصب ثم إزاحته وتعيين عباس بضغط أمريكي لما عُرِف عنه بأنه أكثر استعدادا للتنازل علاوة على دوره الأساسي في هندسة اتفاق أوسلو الخياني.

 

فالعامل الأساسي عند تعيين محمود عباس حينئذ كان رضا أمريكا عنه واستعداده لتنفيذ أوامرها، وهو العامل نفسه المتوفر في حسين الشيخ المعروف بعلاقاته المتينة مع كيان يهود. ولأجل ذلك تُتخذ الإجراءات والتعديلات وتصدر المراسيم الدستورية ويقرها المجلس المركزي واللجنة التنفيذية حتى لو احتجت أو اعترضت بعض فصائل المنظمة.

 

وهذا يعود بنا الأمر مرة أخرى إلى إدراك واقع منظمة التحرير والسلطة الخبيثة التي خرجت من رحمها من نطفة أوسلو، وأنها تجاوزت كونها عصابة تستأثر بما تعتبره مكاسب شخصية من خلال السلطة والمنظمة، ويذهب بنا أبعد؛ بأن الاحتيال وتغيير القوانين هي أداتهم لتلبية أوامر الجهات التي تقرر شكل السلطة ومن يتولاها، وإلى بنية منظمة التحرير من أساسها، وأنها إنما أنشئت لتنفيذ خطط ضد فلسطين وأهلها، فكما فُرِض عباس على أهل فلسطين رئيساً ويعمل الآن على تولية حسين الشيخ من بعده ليكون الرئيس القادم، كذلك فُرِضت منظمة التحرير على أهل فلسطين بل ومن يومها حتى تُهيئ للتنازل عن فلسطين وتسلخها عن بعدها الإسلامي.

 

ولذلك فإنه وإن كان تعيين رئيس للسلطة يعتبر تنفيذا لسياسات معينة وأنه لا يكون أحدٌ رئيساً لها إلا برضا أمريكا، ورغم أن هذه الحالة بذاتها هي سير في مشروع تصفية قضية فلسطين، إلا أن تنبه أهل فلسطين والمسلمين يجب ألا يكون لمن يرأس هذه السلطة، بل إلى أن المنظمة والسلطة هي كيانات مصطنعة دخيلة على قضية الأمة، ويجب أن يكون واضحا بغض النظر عمن ترأس السلطة أنها ليست إلا مشروع الغرب الكافر الهادف لتصفية قضية فلسطين والاعتراف بالكيان وحماية أمنه.

 

إن الذي يمثل أهل فلسطين هو فقط من يقود الأمة لاستعادتها بطريق واحدة وهي التحرير، وغير ذلك ما هو إلا سيرٌ في درب الخيانة تحت أي مسمىً كان.

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

عبد الله حمد الوادي

رابط هذا التعليق
شارك

بسم الله الرحمن الرحيم

 

حال أهل اليمن أصبح كمجير أم عامر!

 

 

الخبر:

 

شهدت مدينة التربة في محافظة تعز صباح اليوم مظاهرات كبرى منددة بسلطات الإصلاح شارك فيها المئات، للمطالبة بتسليم جميع المتورطين في جريمة مقتل الشاب عبد الرحمن النجاشي، التي هزّت الرأي العام المحلي خلال الأيام الماضية. (وكالة الصحافة اليمنية، 26/10/2025 م)

 

التعليق:

 

إن الانفلات الأمني الحاصل ليس في محافظة تعز فحسب، بل في اليمن كله من شرقه إلى غربه ومن شماله إلى جنوبه. ولكن ما يدور ويحصل في محافظة تعز وخصوصاً المناطق المسماة بالمحررة الواقعة تحت سيطرة حزب الإصلاح متسترين بعباءة ما تسمى بالشرعية، لفت انتباه الكثيرين، فلم يكن مقتل الشاب المحامي عبد الرحمن النجاشي أمام منزله بمدينة التُربة أولها بل سبقته اغتيالات كثيرة وكان أبرزها اغتيال مديرة صندوق النظافة والتحسين الأستاذة افتهان المشهري، ومحاولة اغتيال القيادي عدنان رزيق، وغيرها من قضايا القتل والاغتيال، والمضحك المبكي معا هو أن من يقوم بهذه الأعمال وخصوصاً مقتل النجاشي هو الأمن ورجاله من حزب الإصلاح الذي بيده زمام الحكم في تعز. لذلك أصبح حال أهل اليمن كمجير أم عامر!

 

إن هذه الفوضى هي أكبر دليل على فشل الطغمة الحاكمة في البلاد، فالانفلات الأمني كبير وتعز ليست الوحيدة بين إخوتها فباقي المدن والمناطق سواء الواقعة منها تحت سيطرة الشرعية أو تحت سيطرة الحوثين ليسوا بأحسن حالاً من تعز، ولقد صرنا نمسي على فاجعة قتل واغتيال ونصبح على مصيبة خطف وابتزاز ونشل!!

 

إن هذه الأحداث المروعة والمصائب الموجعة تزداد وتيرتها يوماً بعد يوم، لتنهك كاهل الرعية، الذين لم يلمسوا ولو حلاً واحدا لقضية من القضايا، فلا غرابة تحت حكم هؤلاء العملاء الذين لا يملكون أمرهم وليس همهم الرعاية، فقد تسلطوا على رقاب الناس وحرموهم من أدنى حقوقهم ونهبوا ثرواتهم ومقدراتهم وبثوا فيهم الرعب وكمموا الأفواه وأخرسوها، كيف لا وهم قد جندوا أنفسهم خدمة لأسيادهم الغرب الكافر المستعمر وطمعاً في كراسي معوجة! ولم يعنوا أنفسهم بحل مشاكل الناس وتوفير ما يحتاجونه من أمن وصحة وتعليم وخدمات، ولم يعطوا المسؤولية حقها وقد خانوا الله ورسوله والمؤمنين.

 

يا أهلنا في اليمن الحبيب: اعلموا أنه لا أمن لكم ولا أمان ولا راحة ولا نجاة ما دام هؤلاء وأمثالهم هم من يحكمونكم ويسوسونكم بهذا النظام العلماني الفاسد. قال تعالى: ﴿وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً﴾.

 

لقد مللنا من تجربة المجرب، ومشكلتنا هي في نظام الحكم الرأسمالي القائم على فصل الدين عن الحياة. فاعلموا أن النجاة والراحة والسعادة في الدارين لمن طبق شرع الله في الفرد والمجتمع والدولة، وإن النظام الصحيح الذي ارتضاه الله للبشرية جمعاء هو نظام الخلافة، فهو النظام الوحيد القادر على إنقاذ البشرية جميعاً مما هي فيه وما أوصلتهم إليه الرأسمالية القذرة، لذلك فالحل الشرعي الصحيح هو العمل مع العاملين لإقامة دولة الخلافة التي تحكم الناس بشرع ربهم وتحفظ بيضتهم وتحمي حماهم وتذود عنهم.

 

وإن حزب التحرير يحمل مشروعها ويبغي نهضة الأمة لنعود كما خير أمة أخرجت للناس، وقد نذر نفسه في سبيل إعادة الحكم بما أنزل الله وإقامة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة، مؤمناً بوعد الله سبحانه وبشرى رسوله الكريم ﷺ، فقد آن أوانها، فهلم يا أهل اليمن واستجيبوا لأمر الله تعالى. ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا للهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ﴾.

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

أكرم ماحي – ولاية اليمن

رابط هذا التعليق
شارك

بسم الله الرحمن الرحيم

ترامب... لا مرحبا بك في ماليزيا ولا في غيرها

 

 

الخبر:

 

حضر الرئيس الأمريكي ترامب قمة آسيان رقم 47 التي عقدت يوم 25/10/2025 في كوالالمبور عاصمة ماليزيا بدعوة من حكومتها التي استقبلته استقبالا حافلا في المطار متمثلة برئيسها أنور إبراهيم. وادّعى ترامب أنه "حقق السلام في غزة وفي الشرق الأوسط".

 

التعليق:

 

إن تعليقنا يشمل هذه النقاط الرئيسية الخمس:

 

1-  إن استقبال ماليزيا الرئيس الأمريكي ترامب استقبالا حافلا بطائرتين حربيتين في الجو وبرقص وغناء في البر، وهي تعلم أنه قاتل أهل غزة، لهو خزي وعار عليها، في الوقت الذي تدّعي أنها ضد كل تلك المجازر ومرتكبيها، وقد أدانت عدوان يهود ومجازره فيها. فاستقبال داعم كيان يهود الرئيسي في بلد إسلامي كاستقبال رئيس وزرائه المجرم نتنياهو، ومن ثم استئجار مجموعة من الناس يصطفون ويصفقون ويرقصون ويغنون له، ليظهر ذلك كأنه يمثل أهل ماليزيا المسلمين الرافضين لترامب ولأمريكا ويتمنون الجهاد في فلسطين للقضاء على كيان يهود. إن ذلك لهو خيانة لأهل ماليزيا. كما تعتبر كل تلك الأعمال مباركة منها لترامب على الجرائم التي ارتكبها في غزة، وقد أمدّ كيان يهود بكافة الأسلحة وأيده في كل مجازره، ودعا لتهجير أهلها وتسويتها في الأرض ومن ثم تحويلها إلى منتجع. وقد أخرج خطة لحساب هذا الكيان تحت الهيمنة الأمريكية. فلولا الدعم الأمريكي المباشر لما تمكن هذا الكيان المجرم من مواصلة عدوانه وارتكاب المجازر. بالإضافة إلى اكتفاء ماليزيا وغيرها من الأنظمة في البلاد الإسلامية وخاصة دول الطوق بالإدانة فقط، وعدم تحركها لنصرة أهل غزة، فإن ذلك قد شجع أمريكا على دعم هذا العدوان وشجع كيان يهود على ارتكاب الإبادة الجماعية.

 

2-  إن استقبال حكام ماليزيا لترامب كاستقبال حكام مصر في قمة شرم الشيخ يوم 14/10/2025 ومعهم حكام دول الخليج والأردن والعراق وتركيا وباكستان وإندونيسيا للتوقيع على صك بيع غزة لأمريكا. وكاستقبال حكام السعودية وقطر والإمارات يومي 13 و16/5/2025 وإغداقهم الأموال الطائلة عليه، إذ قال آنئذ منتفخا بغرور: "هذه جولة قياسية، لم يسبق أن جمعت جولة ما بين 3.3 و4 تريليونات دولار خلال هذه الأيام الأربعة أو الخمسة فقط". وتفاخر أنه حصل على استثمارات من قطر بمقدار 10 مليارات دولار لتطوير قاعدة العديد الأمريكية المقامة على أراضيها. كل هؤلاء الحكام يستقبلونه ويكيلون له المديح ويغدقون عليه الهدايا والعطايا وعلى بلاده مباركة له على دعمه لكيان يهود وللإبادة الجماعية في غزة، ومباركة له على عداوته للإسلام والمسلمين، فهم مشتركون في الجريمة وسفهاء مسرفون.

 

3-  إن عموم أهل ماليزيا رفضوا كل ذلك، وقد تظاهرت حشود كبيرة منهم ضد زيارة القاتل المتغطرس ترامب. ونظم حزب التحرير هناك مظاهرة جمعت الكثير من شبابه وأنصاره، وقد رفعوا رايات رسول الله ﷺ، وأصدر الناطق الرسمي باسم الحزب في ماليزيا عبد الحكيم عثمان بيانا صحفيا أدان فيه بأشد العبارات الدعوة التي وجهها رئيس وزراء ماليزيا أنور إبراهيم للرئيس الأمريكي ترامب لحضور قمة آسيان واعتبرها "إهانة بالغة لكرامة الأمة، وخيانة تجرح مشاعر كل مسلم"، وأظهر عدم صدق رئيس الوزراء مخاطبا إياه "كيف يمكن لمن يدّعي الدفاع عن أهل فلسطين أن يدعو قاتلهم ومدمر أرضهم إلى بلاد المسلمين؟!" ولفت الانتباه إلى أن "ترامب كافر متغطرس افتخر بسفك دماء المسلمين الأبرياء على تراب غزة بأمره".

 

4-  ادّعى ترامب في خطاب ألقاه أمام قمة آسيان قائلا: "حققنا السلام في غزة. نحن فخورون بتوقيع وقف الحرب هناك"، وادّعى قائلا: "إن الشرق الأوسط يعرف السلام الآن". لقد دعمت بلاده بقيادة بايدن الإبادة الجماعية وأمدّت الكيان بكافة أنواع الأسلحة، وعندما وصل ترامب إلى الحكم منذ بداية هذا العام واصل هذا الدعم وتفاخر بغرور أمام كنيست يهود وقادتهم قائلا: "لدينا أفضل أسلحة في العالم وأعطينا الكثير لإسرائيل بكل صراحة. وإن إسرائيل أصبحت قوية وعظيمة بفضل مساعدتنا". وتفاخر قائلا: "نتنياهو كان يتصل بي كثيرا يطلب هذا السلاح وذاك السلاح، وبعضها لا أعرف أسماءها، وقد استخدمتموها بشكل جيد"، وذلك لتدمير غزة وقتل أطفالها ونسائها ورجالها العزل. وعبّر ترامب عن الاتفاق المتعلق بغزة ضمن خطته المشؤومة والذي أيدته الحكومة الماليزية بقوله: "إنه فجر تاريخي لشرق أوسط جديد، إنه انتصار هائل لإسرائيل". وهكذا فإنه يعني بالسلام في غزة والشرق الأوسط أنه انتصار كيان يهود وهيمنة أمريكا على المنطقة.

 

5- ادّعى في خطابه أمام قمة آسيان قائلا: "أمريكا مقبلة على عصر ذهبي جديد"، علما أن أمريكا مهترئة داخليا، وعلى وشك التصدع. فمشكلاتها تحولت إلى أزمات حادّة لا تستطيع معالجتها ولا الخروج منها. فالتفرقة العنصرية مستفحلة فيها، وأزمة الديون العامة قد تجاوزت 38 تريليون دولار لا تستطيع سدادها ولا الحد منها، والانقسامات السياسية بين الحزبين الرئيسين اللذين يقودان البلاد منذ نشأتها حتى اليوم أصبحت ظاهرة ثابتة، والهوة السحيقة بين الأثرياء الذي يملكون التريليونات من الدولارات وبين عامة الناس الذين يركضون ليل نهار ليحصّلوا قوت يومهم، بجانب الفقر المتفشي حيث بلغت نسبته نحو 12.9% في عموم البلاد عام 2024 وهي مستقرة عند هذه النسبة في هذا العام حسب مكتب الإحصاء الأمريكي الرسمي يوم 9/9/2025، وغير ذلك من الأزمات كتفشي الجريمة بكافة أنواعها. ولو كانت هناك دولة تزاحم أمريكا في الخارج لتمكنت من الحد من نفوذها، ولو أن دول العالم رفضتها ولم تستقبل قادتها وقواعدها ورفضت إملاءاتها وخططها لما بقي لها نفوذ في العالم ولتقوقعت في بلادها وراء الأطلسي. وما لها إلا دولة الخلافة الراشدة القائمة قريبا بإذن الله لتريح العالم من شرّها وشرّ الدول الاستعمارية.

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

رابط هذا التعليق
شارك

بسم الله الرحمن الرحيم

 

المستشار الألماني يحرض ضد المهاجرين

 

 

الخبر:

 

صرح المستشار الألماني فريدرش ميرتس في لقاء متلفز بأنه يجب العمل على استعادة الصورة النمطية للمدن الألمانية التي تغيرت بسبب ازدياد المهاجرين.

 

التعليق:

 

ما إن وصلت هذه التصريحات إلى آذان الحزب اليميني المتطرف حتى أغدقوا عليه بالثناء وعلقوا عليه أنه يتبنى نظرة الحزب اليميني البديل الذي أصبح ينافس الأحزاب العريقة في شعبيته المتزايدة.

 

حسب آخر استطلاع للرأي يتقدم الحزب البديل على كافة الأحزاب في ألمانيا وهو يعد العدة ليكون صاحب الكلمة في الانتخابات القادمة وليعين المستشار القادم من أفراده ويتولى السلطة وينال الأكثرية في البرلمان.

 

هذا الاستطلاع يكشف عن فشل كل من الحزب الحاكم والمشارك في الائتلاف في سحب البساط من تحت قدمي الحزب البديل كما وعدوا في الانتخابات الأخيرة، ولذلك وجد المستشار نفسه مضطرا لتبني بعض مفاهيم الحزب البديل وبرامجه الانتخابية وحتى استخدام الألفاظ اليمينية المتطرفة نفسها، والتي ارتدت عليه باتهامه بالعنصرية.

 

أحدثت هذه التصريحات المتعلقة بالمهاجرين ردة فعل عنيفة لدى أبناء المهاجرين لأنهم شعروا بأنهم متهمون جماعيا بتشويه صورة المدينة النمطية (الألمانية) التي يريدها المستشار أن تكون خالية من الأجانب على وجه التحديد أصحاب البشرة الملونة أو لابسات الخمار أو غير ذلك من الأشكال التي لا يريد المستشار ولا أقرانه من العنصريين أن يروها في المدن، لتعود المدن ألمانية صافية لا يشوشها أجنبي توجه له أصابع الاتهام أنه مجرم، أو نصاب، أو تاجر مخدرات، أو غير ذلك كما يصفهم المتطرفون الكارهون للأجانب.

 

المستشار وكثير من الساسة سواء من الأحزاب المعتدلة أو المتطرفة يجتهدون في محاولة صرف النظر عن الفشل العام في السياسة والاقتصاد ويردون ذلك إلى ازدياد المهاجرين ويستغلون الإعلام بكافة أشكاله لإشغال الناس عن فشلهم وسوء سياستهم وانحراف مبدئهم.

 

لا تزال النفعية المادية هي العامل الأساسي في تشكيل المجتمع دون مراعاة للإنسانية، ولذلك لا غرابة أن يتبنى الساسة أفكارا ومفاهيم مبنية على هذا الأساس وأن يهدف السياسي في طرح برنامجه إلى كسب الأصوات بغض النظر عن صحة الفكرة أو فسادها.

 

ختاما فقد وضع الإسلام قاعدة عظيمة لبناء المجتمع أكد عليها رسول اللَّهِ ﷺ حين خطبَ النَّاسَ يومَ فتحِ مَكَّةَ، فقالَ: «يا أيُّها النَّاسُ، إنَّ اللَّهَ قد أذهبَ عنكم عُبِّيَّةَ الجاهليَّةِ وتعاظمَها بآبائِها فالنَّاسُ رجلانِ: برٌّ تقيٌّ كريمٌ على اللَّهِ، وفاجرٌ شقيٌّ هيِّنٌ على اللَّهِ، والنَّاسُ بنو آدمَ، وخلقَ اللَّهُ آدمَ من الترابِ، وقرأ الآية: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ» [رواه عبد الله بن عمر وأخرجه الترمذي]

 

فانظر إلى عظمة هذا الدين الذي آن أن يرجع ليحكم بين الناس بالقسط.

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

م. يوسف سلامة

رابط هذا التعليق
شارك

بسم الله الرحمن الرحيم

 

تلكم قصتكم أيها المسلمون بغياب الخلافة والخليفة!

 

 

الخبر:

 

"انتهكت قرية ود النورة، في ولاية الجزيرة بوسط السودان، بشكل كامل في يوم واحد، وتمّ قتل أزيد من 400 شخص، ولم يعلم العالم ذلك بسبب قطع الاتّصال وقمع أصوات المدنيين والصحفيين" هكذا انطلقت الناشطة السودانية، روان شاهين، في حديثها عمّا تُعايشه السودان قسرا، من أحداث كارثية. (عربي21)

 

التعليق:

 

ها هي السودان تعود إلى المشهد بعد أن خفت وتيرة استباحة أختها غزة هاشم. ها هي السودان الجريحة يعود ليعلو صوتها بعد أن تسلط عليها عدونا وتحكم في مشهدها فحرك المسلمين ليقتل بعضهم بعضا لنعود لجاهليتنا الأولى، قال تعالى: ﴿ثُمَّ أَنتُمْ هَـٰؤُلَاءِ تَقْتُلُونَ أَنفُسَكُمْ وَتُخْرِجُونَ فَرِيقاً مِّنكُم مِّن دِيارِهِمْ﴾، فهل ترضون هذا يا مسلمون؟ أفتجتمع علينا أمم الكفر في سفك دمائنا وبدل أن نقاتلهم ونوجه بنادقنا صوبهم نوجهها إلى صدورنا؟! ﴿وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ لاَ تَسْفِكُونَ دِمَاءكُمْ وَلاَ تُخْرِجُونَ أَنفُسَكُم مِّن دِيَارِكُمْ ثُمَّ أَقْرَرْتُمْ وَأَنتُمْ تَشْهَدُونَ﴾.

 

لقد قدر الله تعالى أن نحيا في هذا الزمان الذي نشهد فيه أمم الكفر تتكالب على أمة الإسلام من مشرقها إلى مغربها دون حسيب ولا رقيب. لقد قدر الله تعالى أن نعيش في هذا الزمان الذي يتشابه مع تلك العصور التي عاشتها الأمة الإسلامية وأيدي الكافرين تبطش بهم وتسفك دماءهم بل فاقت فظاعتها وشراستها تلك العصور. فهلا سلكتم طريق الرجال العظام وصنعتم التاريخ بأيديكم كما صنعوه فتنالوا عز الدنيا ورضوان الله في الآخرة بإذنه تعالى؟

 

أيها المسلمون في السودان الحبيب: أليس فيكم رجل رشيد فيوقف هذه المجازر وينال الشرف العظيم ويقلب هذه المحنة إلى منحة فيجمع شتات المسلمين ويوقف استباحة دمائكم بغير حق ويقف أمام خطط الكفر وتآمرهم، فيستحق رضا الله تعالى والناس أجمعين؟!

 

أيها المسلمون في كل مكان: هذا حالكم إذ توسد أمرَكم حكامُ الضرار فأذلوكم بعد عزة وأهانوكم بعد كرامة، قال ﷺ: «إذا ضُيِّعَتِ الأمانَةُ فانْتَظِرِ السَّاعَةَ» قيل: وكيف إضاعتها يا رسول الله؟ قال: «إذا أُسْنِدَ الأمْرُ إلى غيرِ أهْلِهِ فانْتَظِرِ السَّاعَةَ» رواه البخاري.

 

أيها المسلمون: هذا حالكم، وسبب ذلك ماثلٌ أمام أعينكم وهو غياب الخلافة التي لا تسمح بذلك أبداً، فهلا أنقذتم أنفسكم من ضنك الدنيا وعذاب الآخرة وعملتم على خلع رويبضات هذا الزمان فتنالوا عز الدنيا والفوز بالآخرة؟!

 

﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

عبد الله عبد الرحمن

مدير دائرة الإصدارات والأرشيف في المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

رابط هذا التعليق
شارك

بسم الله الرحمن الرحيم

الدور الأممي المهم في الاستراتيجية الأمريكية وإحكام اللعبة

 

 

الخبر:

 

طالب توم فليتشر مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية بتوفير ممر آمن للمدنيين المحاصرين في مدينة الفاشر السودانية، وضمان وصول المساعدات الإنسانية إليهم، وذلك بعد إعلان قوات الدعم السريع سيطرتها الكاملة على المدينة. (الجزيرة نت)

 

التعليق:

 

ما إن خبت نيرانُ حرب غزة في المشهد الإعلامي حتى اشتعلت بقوة في السودان، مع أن أحداث السودان لم تَنطَفئ ولم تقف منذ ثلاث سنوات. وهذا يدل على غياب الإعلام عن أحداث السودان وعدم تسليطِ الضوء عليها.

 

ومع أن المشهد من بلدين مختلفين، إلا أن الجريمة واحدة، وهناك تشابه في الصورة التي يُسَلَّطُ عليها الضوء إعلامياً، ألا وهي: الجوع والنزوح وظهور عصابةِ حميدتي ومسؤوليتها عما يحدث. بالإضافة إلى فضح المُمَوِّل لسلاحِ هذه العصابةِ المتمردة، الخليجي الإماراتي. كما يتم تقليص سبب الصراع بعنجهية قوات الدعم السريع على آخر البلدات الكبرى وأقاليمها وسيطرته عليها، وهي مدينة الفاشر التي يُجَوَّعُ أهلها ويُشَرَّدُونَ ويُنَكَّلُ بهم أشد تنكيل من قوة تُعتبر من البلد نفسِه وليست خارجية، وبحجة صراع مُفتعَل في الحقيقة.

 

وقد غُيِّبَ عن المشهد المسؤول عن بداية هذا الصراع وسببه، وهو الدورُ الأمريكي وكأنه حدث جديد! فقد غُيِّبَ الدور الأمريكي ومسؤوليتُه في خلقِ طرفي نزاع ومنافسة منذ البداية بين قوتين تخصان البلد: قوات الدعم السريع والجيش الوطني في السودان. وهدف أمريكا منه هو إحكامُ السيطرة على السودان بتقسيمه والسيطرة على كافة دعائمِ القوة فيه من قوةٍ ماديةٍ عسكريةٍ وثرواتٍ، وعدم إبقاء شيء يُقَوِّي أهل السودان المحافظين، وهم من أمةِ الإسلام وأهله، وتمثيل الدمارِ والجوعِ والحاجةِ والاستسلامِ فيهم، حتى تُقَلَّصَ مطالبهم بمساعداتِ طعام وماء لسد رمقهم وجوعهم، وإبعادهم عن القضية والمشكلة الحقيقية.

 

والآن يَنشطُ العرض الإعلامي هناك على حل مشكلة وأزمة المجاعة التي مُرِّرَت على أهل السودان منذ أن وقع تحت السيطرة والاستعمار، ليأتيَ دور المُنقِذِ الوحيد الذي يجب أن يناشده الذين يَئِنُّون من ويلات هذا الصراع، وهو الأممُ المتحدةُ التي احتلت هذا الدور لتطالب بممرٍّ آمن تدخل به المساعدات، ولكن المشكلة في انعدامِ الأمان، والسبب قواتُ الدعم السريع التي تقتل كل من يحاول الوصول لخارجِ المدينة للحصول على غذاء أو ماء.

 

إن من المحزن بعد كل هذه الدمويةِ أن تَعْتَقِدَ أن المشكلة عند أهل السودان هي في توفير المساعدات أو إعادة الإعمار بعد هجمات القصف على الفاشر، كما تريد أمريكا عبر المنظمات التي تُشرِفُ عليها، وهي سبب هذا الصراع. وَيَغِيبُ الحل الحقيقي عند أهل السودان وغيرهم من بلاد المسلمين، ألا وهو تحديدُ من يدعم هذا المشروع بسلاحه ويسهل على أمريكا مَكرَها وخُبثَها في النيل من بلاد المسلمين وسفك دمائِهم وكافة أشكال الفساد فيها، وأن هؤلاء العملاء هم الحكامُ الذين يتحكمون في مقدرات الأمة وثرواتها الغنية، وأهمها أرض السودان ونيلها ونفطها، ليكونَ لقمةً سهلةً للغرب وعلى رأسه أمريكا قائدة الصراع. والحل هو الانقلابُ على هؤلاء الحكام والخلاص منهم بكلمةٍ ووعي واحد واتباع أمر الله بتحكيم كتابه وسنة نبيه ﷺ، الذي هو أصلُ المبدأ الذي يعتنقه أهل السودان، وعدم التخلي عن هذا الحل وعدم الرضا بغيره.

 

ومع أن الحرب في غزة انتهت، لكن الغاية منها لم تنتهِ، وهي وجه الشبه بين البلدين، ولو كان هناك بعض الاختلاف في الوجه المحتل لكليهما، إلا أنهما يَقْبَعَانِ تحت المسيطر والهدف نفسه وهو مشروع أمريكي. والفكرة التي ستُمرَّر بها مشاريعها هي إيقاعُ هذه المناطق عن طريق الإعمار والحكم لتبعية أمريكية عن طريق الأمم المتحدة ومساعداتها وفق منهجية مضللة بحجة نزع السلاح في هذين البلدين وغيرهما من بلاد المسلمين.

 

﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِّن دُونِكُمْ لَا يَأْلُونَكُمْ خَبَالاً وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآيَاتِ إِن كُنتُمْ تَعْقِلُونَ

 

 

كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

أم عثمان سباتين

رابط هذا التعليق
شارك

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

حكومتا صنعاء وعدن تستمران في معاقبة الناس

بقطع رواتبهم والإسلام يوجب أداءها من واردات الدولة لا من الملكيات العامة

 

 

الخبر:

 

برعاية وتوجيه حكومي أطلقت حملة إلكترونية تحت وسم #راتبي_في_البنك_الأهلي، تفاعل العديد من الناشطين اليمنيين خلال اليومين الماضيين مع الحملة التي تفضح بجلاء واقع الحصار المتواصل على اليمن وارتباط العدوان السعودي الأمريكي بمأساة اليمنيين المتواصلة لأكثر من عشر سنوات. وانطلقت الحملة في وقت تتصاعد فيه حالة السخط الشعبي جراء انقطاع المرتبات، وتدهور الأوضاع الاقتصادية بفعل الحصار الجائر الذي يفرضه العدوان على بلادنا، واستحواذه على الإيرادات النفطية والغازية وتحويلها إلى حسابات خارج البلاد، أبرزها البنك الأهلي السعودي، بتواطؤ من الخونة والمرتزقة اليمنيين. (ذمار نيوز، 28/10/2025م)

 

التعليق:

 

حال أهل اليمن بين رمضاء حكومة العليمي ونار حكومة الحوثيين؛ فالأولى تعدم الخدمات وبدأت مؤخراً بقطع رواتب المعلمين، وحكومة الحوثيين مستمرة في معاقبة الناس. إنّ هذا التبرير الذي يروّجه الحوثيون لا يستند إلى أساس شرعي، بل هو تضليل مقصود للتغطية على فشلهم في رعاية شؤون الناس والقيام بمقتضى الحكم بالإسلام.

 

فالرواتب والأجور في الإسلام حقّ على الدولة، تؤدّى من إيراداتها الخاصة مثل الفيء، والجزية والخراج، وكل موارد ملكية الدولة، لا من عائدات النفط والغاز والمعادن وغيرها من الثروات، لأن هذه الأخيرة من الملكيات العامة التي جعلها الشرع لجميع المسلمين، لا تملكها الدولة، ولا يجوز حبسها عن الأمة، أو اتخاذها ذريعة للتنصّل من الواجبات.

 

أمَا وحكومة الحوثيين تجبي إيرادات طائلة من جميع الموارد شرعية وغير شرعية سواء ما يعد ملكية دولة وما تفرضه من ضرائب محرمة كضريبة المبيعات والضرائب الدائمة المسماة ضريبة حكومية، أو الإيرادات العامة كرسوم الاتصالات السلكية واللاسلكية، وخدمة الإنترنت، والنقل والمواصلات، والثروة السمكية والشريط الساحلي والمعادن والملح والمياه وغيرها من الملكيات العامة... فأين تذهب كل هذه الإيرادات في ظل تنصل الحكومة من أي مسؤولية من مسؤولياتها للرعية كالغذاء والماء والسكن والكساء وفرص العمل والتعليم والتطبيب والأمن والقضاء وغيرها من حقوق الرعية على الدولة؟!

 

أما حكومة مجلس العليمي فلا تحتاج إلى بيان في فشلها وعمالتها فقد فاحت رائحة فسادهم ولم تبق دار إلا دخلها.

 

وعليه فإنّ حبس الرواتب عن الموظفين هو ظلم صريح، يدخل تحت الوعيد الشديد الذي نطق به النبي ﷺ في قوله: «قَالَ اللَّهُ: ثَلاَثَةٌ أَنَا خَصْمُهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ... وَرَجُلٌ اسْتَأْجَرَ أَجِيراً فَاسْتَوْفَى مِنْهُ وَلَمْ يُعْطِ أَجْرَهُ» رواه البخاري. وأما ثروات الملكية العامة التي يحتجّون بها، فقد جعلها الإسلام مشاعة بين المسلمين، لقوله ﷺ «الْمُسْلِمُونَ شُرَكَاءُ فِي ثَلَاثٍ: فِي الْمَاءِ، وَالْكَلَأِ، وَالنَّارِ، وَثَمَنُهُ حَرَامٌ» رواه ابن ماجه.

 

ولا فرق في هذا بين حكومة الحوثيين وحكومة العليمي، فكلهم يحكمون بنظام رأسمالي ظالم، يجبون المال باتجاه واحد، بل ويستخدمونه في تجويع الناس وإبقائهم تحت وطأة الفقر والجهل والصراعات الدنيوية، وهم يخدمون بذلك مصالح أسيادهم في الغرب، أمريكا وبريطانيا، وفي بقاء المسلمين منحطين فكراً واقتصاداً ويعيشون أسوأ الظروف، وأكبر همهم تأمين لقمة العيش كي لا تنهض الأمة لتستعيد خلافتها وتحكم بشرعة ربها.

 

فأيّ تذرّع بعد هذا لا يُعدّ إلا ظلماً ومصادرةً لحقوق الناس بأسماء وهمية كالعدوان والحصار والمقاومة، وحتى الجهاد ودعم وإسناد غزة، بينما يُساق المال في الواقع إلى جيوب الطبقة الحاكمة ومراكز النفوذ، ويحول إلى العملة الصعبة ويسلم لأدوات الاستعمار مقابل خدماتهم في إبقاء حكوماتنا على كراسي الحكم!

 

إنّ السياسة الاقتصادية في الإسلام قائمة على أداء الحقوق وضمان العدل بين الرعية، لا على الاحتكار والنهب والتذرّع بالأزمات.

 

فلو طبِّق نظام الإسلام، كما هو مبيّن في مشروع دستور دولة الخلافة الذي قدمه حزب التحرير، لكان بيت المال قائماً بمهامه، ولكان لكل عاملٍ بل لكل فرد من رعايا الدولة حقّه المضمون، دون منّة من أحد، أما في ظل أنظمة الضرار القائمة اليوم، فستظلّ معاناة الناس دليلاً على غياب الخلافة الراشدة التي تحكم بالشرع وتؤدي الحقوق إلى أهلها.

 

 وما هذه المعاناة المتكرّرة في اليمن إلا شاهدٌ على غياب الحكم بما أنزل الله، وعلى ضرورة استئناف الحياة الإسلامية بإقامة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة التي ترعى شؤون الناس حقّ الرعاية وتؤدّي لكل ذي حقٍّ حقَّه. قال الله تعالى: ﴿وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُم بَيْنَكُم بِالْبَاطِلِ﴾.

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

أبو بكر الجبلي – ولاية اليمن

رابط هذا التعليق
شارك

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

يا ملك الأردن: الخوف من الله له أمارات!

 

 

الخبر:

 

في خطاب العرش أمام مجلس الأمة وجه ملك الأردن يوم الأحد الموافق 26/10/2025 رسائل سياسية داخلية وخارجية تحمل مؤشرات عدة على حجم التحديات التي تتصدى لها بلاده، وخاطب أهل الأردن بالقول: "يتساءل بعضكم كيف يشعر الملك؟ أيقلق الملك؟ نعم، يقلق الملك، لكن لا يخاف إلا الله. ولا يهاب شيئا وفي ظهره أردني". وقال لأهل غزة: "سنبقى إلى جانبكم بكل إمكانياتنا وقفة الأخ مع أخيه وسنستمر بإرسال المساعدات الإغاثية وتقديم الخدمات الطبية الميدانية. (نقلا عن موقع سي إن إن بالعربية)

 

 

التعليق:

 

إن الخوف من الله ليس كلاما يقال في المناسبات يتباهى به الإنسان أمام الناس، بل هو أفعال يلتزم بها بأوامر الله فيدل ذلك الالتزام على خوفه من الله، فإن لم يلتزم بها فلا قيمة لادعائه، لأن الأفعال هي الميزان الذي يدل على صدق الخوف من الله، ولو قمنا بمحاكمة أفعال ملك الأردن ووضعناها في ميزان الشرع لرأينا رأي العين أنه لا يخاف الله ولا يحسب له أي حساب، وكل ما يهمه هو البقاء على كرسي الحكم، ومن أجل هذا هو مستعد للتآمر على الأمة. أما الذي يخيفه حقيقة ويجعله مذعورا فهو عدو الله ترامب، فقد نقلت وسائل الإعلام كيف كان خائفا مذعورا ترتعد فرائصه عندما التقى ترامب في البيت الأبيض بتاريخ 12/02/2025، وكان ترامب آنذاك يتحدث بعنجهية ويعلن على الملأ وأمام حاشيته عزمه على تهجير أهل غزة إلى الأردن ومصر، فلم يجرؤ ملك الأردن آنذاك أن يرد على ترامب كلامه، بل اكتفى بالقول إنه على استعداد أن يقدم العلاج لألفين من أطفال غزة في مستشفيات الأردن!

 

ثم يقول الملك إنه سيبقى واقفا إلى جانب أهل غزة وقفة الأخ مع أخيه! ونحن نقول له مرة أخرى إن العبرة بالأفعال لا بالأقوال، وأفعالكم كانت دائما عكس ما تقولون، نعم لقد وقفت مع كيان يهود وقفة الأخ مع أخيه، فقد رأى العالم كيف كانت شاحنات الخضار والفواكه الأردنية ترسل تباعا ليهود، أما مع غزة فقد كنت متآمرا عليها ووقفت تتفرج عليها وهي تباد عن بكرة أبيها ولم تفكر يوما بتحريك جيشك لنصرتها، بل كنت تمنع حتى المظاهرات والمسيرات المتضامنة معها، وهي أضعف الإيمان، وكنت تعتقل المشاركين فيها وتنكل بهم، فعن أية أخوة تتكلم؟!

 

إن حكام المسلمين الآخرين ليسوا أفضل حالا من ملك الأردن فكلهم أعداء لشعوبهم لا يخافون الله، وكلهم معطلون لشريعته محاربون لخُلًّص عباده، وكلهم مغتصبون للسلطة، واجب على الأمة أن تأخذ على أيديهم وتطيح بعروشهم وتقيم على أنقاضها دولة الخلافة دولة العز، وفي هذا فليتنافس المتنافسون.

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

محمد أبو هشام

رابط هذا التعليق
شارك

بسم الله الرحمن الرحيم

النظام السعودي سندُ الفساق المجاهرين

يسعفه تطبيلُ حكام الشام الجدد

 

 

الخبر:

 

تحدّث الرئيس الانتقالي في سوريا، أحمد الشرع، عن زيارته الخارجية الأولى بعد وصوله إلى السلطة، مشيراً إلى أنه اختار الذهاب إلى السعودية لأنه "عرف المفتاح أين". وقال في جلسة حوارية في منتدى مبادرة مستقبل الاستثمار، الأربعاء: "عندما توجّهنا في الرحلة الأولى إلى المملكة العربية السعودية، فنحن عرفنا المفتاح أين". وتابع، بحضور ابن سلمان الذي بدا مبتسماً، قائلا: "السعودية بلد ذاهب إلى ازدهار واستقرار وتنمية واسعة وهذه التجربة أصبحت فريدة في المنطقة". وأردف: "وأنا منذ فترة طويلة أتابع الرؤية التي قدمها سمو الأمير محمد بن سلمان، فرأيت أنها ليست فقط عند حدود المملكة، رأيت أنها رؤية تشمل المنطقة بأكملها، ونحن التقطنا هذه الرسالة وعندما وصلنا إلى دمشق سرّعنا بالمجيء لكي نكون جزءا من هذا الترتيب الحاصل". وأثارت تصريحات الشرع تفاعلا واسعاً في السعودية مع انتشار وسم "السعودية مفتاح العالم" على منصة إكس. (سي إن إن، 2025/10/29م)

 

التعليق:

 

قد يتساءل أحدهم: وماذا على حكام الشام فعله بعد هروب بشار من الشام؟ هل عليهم أن يتخذوا من الجميع أعداء مرة واحدة؟ أم عليهم أن يداهنوا أو يهادنوا الحكام المحيطين بأرض الشام ودويلة يهود والقوى الدولية كأمريكا ومنظماتها كالأمم المتحدة، ولو بشكل مؤقت؟ هل يستطيع حكام الشام الصمود لو أعلنوا احتكامهم إلى الإسلام وحده في كل علاقاتهم؟ أم عليهم أن يركبوا الموجات الأخرى لتجنب الصدام مع الغرب وعملائه، سواء الصدام الفكري أم المادي؟ هل "التطبيل" يزيد من فرص تمكين الإسلام ونظامه داخليا وخارجيا؟ أم يخلط الحق بالباطل؟ هل نفوذ الغرب وعملائه زاد في الشام بعد هروب بشار أم نقص جراء تمكين كل الدول من اللعب بمصير الشام ولو عن طريق الاستثمار؟ أم كل ذلك حنكة وتعمية عيون الغرب عن الجيش الذي يتم إعداده في الشام؟

 

والجواب على كل هذه التساؤلات لن يكون بهذه الكلمات المختصرة لكنه سيكون واضحا لمن اتخذ الإسلام أساسا لفكرته ومقياسا لأعماله، فدار مع الحكم الشرعي حيث دار مهما اختلفت الوقائع والصعوبات. نعم سيكون واضحا لمن استنبط من السيرة النبوية الشريفة أحكاما للتعامل مع كل الوقائع، لا لمن تنكر لها وقال: "لا يمكن استيراد أنظمة جاهزة من الخارج أو نسخ تجارب من التاريخ لتطبيقها".

 

أما بخصوص رؤية ابن سلمان 2030، فإن الأمة الإسلامية كلها واكبتها على حقيقتها منذ عام 2016م، حيث كانت ولا تزال محاولة حقيقية لتغريب الأمة عن الإسلام وقيمه ومحاولة علمنة أهل نجد والحجاز وجعلهم يتقبلون المنكر جهرا، بحيث يصبح المعروف منكرا والمنكر معروفا، بفضل الماكينة الإعلامية في إبراز الفساق المهاجرين والكفار بأنهم الناجحون وبأنهم القدوات للمجتمع.

 

قال رسول الله ﷺ: «أَلَا إِنَّ رَحَى الْإِسْلَامِ دَائِرَةٌ، فَدُورُوا مَعَ الْكِتَابِ حَيْثُ دَارَ، أَلَا إِنَّ الْكِتَابَ وَالسُّلْطَانَ سَيَفْتَرِقَانِ، فَلَا تُفَارِقُوا الْكِتَابَ، أَلَا إِنَّهُ سَيَكُونُ عَلَيْكُمْ أُمَرَاءُ يَقْضُونَ لِأَنْفُسِهِمْ مَا لَا يَقْضُونَ لَكُمْ، إِنْ عَصَيْتُمُوهُمْ قَتَلُوكُمْ، وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ أَضَلُّوكُمْ» قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، كَيْفَ نَصْنَعُ؟ قَالَ: «كَمَا صَنَعَ أَصْحَابُ عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ، نُشِرُوا بِالْمَنَاشِيرَ، وَحُمِلُوا عَلَى الْخَشَبِ، مَوْتٌ فِي طَاعَةِ اللَّهِ خَيْرٌ مِنْ حَيَاةٍ فِي مَعْصِيَةِ اللَّهِ» رواه الطبراني

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

نزار جمال

رابط هذا التعليق
شارك

Join the conversation

You can post now and register later. If you have an account, sign in now to post with your account.

زوار
اضف رد علي هذا الموضوع....

×   Pasted as rich text.   Paste as plain text instead

  Only 75 emoji are allowed.

×   Your link has been automatically embedded.   Display as a link instead

×   Your previous content has been restored.   Clear editor

×   You cannot paste images directly. Upload or insert images from URL.

جاري التحميل

×
×
  • اضف...