اذهب الي المحتوي
منتدى العقاب

المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير - سلسة خبر وتعليق - 20-7-2024 - متجدد


Recommended Posts

بسم الله الرحمن الرحيم

 

أمريكا تريد إظهار الكفر البواح وتتستر خلف لافتة الإخوان المسلمين!

 

 

الخبر:

 

في مقابلة للشرق الأوسط مع كبير مستشاري الرئيس الأمريكي للشؤون العربية والأفريقية، مسعد بولس نشر في 2025/10/28 وفي إجابة عن سؤال قال: (كان هناك تفهم وتجاوب من الجيش السوداني، ورأينا خطوات قامت بها الحكومة السودانية بالأسابيع الماضية، خطوات واضحة جداً، لا لزوم لأن ندخل فيها الآن، ولكن هذا الموضوع خط أحمر بالنسبة للولايات المتحدة، وأتصور أنه خط أحمر لباقي أعضاء دول الرباعية. وعبرنا عنه بشكل واضح في البيان المشترك الذي صدر في 12 تموز/يوليو الماضي. هذا الموضوع لم يكن فيه أي لبس، ليس فقط هذه المجموعات بالتحديد، ولكن كل من له علاقة بالنظام السابق. موقف الولايات المتحدة والرباعية واضح جداً حول هذا الموضوع... جميعنا متفقون على أنه لن يكون للإخوان المسلمين أو أنصار النظام السابق أي دور في المرحلة المقبلة، ولكن في النهاية يجب ألا ننسى أن الحل النهائي سيكون حلاً سودانياً ـ سودانياً. نحن علينا المساعدة، نحن علينا تقديم الدعم اللازم وعلينا السعي لتسهيل هذا النوع من الحوار الوطني. ولكن القرار النهائي يعود للسودانيين والشعب السوداني، ولكن نحن بالخطة التي وضعناها في الرباعية كنا واضحين جداً بهذا الشأن).

 

التعليق:

 

في البدء نذكر بحقيقة قد يغفل عنها كثير من المسلمين، بالرغم من أن الواقع يصدقها، وهي أن الكفار هم أعداء للإسلام والمسلمين، قال تعالى: ﴿إِنَّ الْكَافِرِينَ كَانُوا لَكُمْ عَدُوّاً مُّبِيناً﴾ فالحقائق يجب أن تقبض بيد من حديد، وبخاصة إذا كانت من رب العالمين، ولكن الكفار المستعمرين دائما يغلّفون الحقائق بالأكاذيب المضللة، يقول رئيس وزراء بريطانيا تشرشل إبان الحرب العالمية الثانية: "الحقيقة ثمينة جداً، ولذا يجب أن تحظى بالحماية بسياج من الأكاذيب".

 

إن مسعد بولس في لقائه مع الشرق الأوسط حاول إخفاء ما تريده أمريكا حقيقة من إقصاء للإسلام وعلمنة البلاد صراحة، لكنه تستر خلف لافتة جماعة إسلامية فقال: (إن جماعة الإخوان المسلمين وأنصار النظام السابق في السودان خط أحمر بالنسبة للولايات المتحدة ولن تقبل أن يكونوا في الواجهة مستقبلاً في السودان). وهو يعلم أن الإسلام في السودان لم يطبق لا في عهد عميلهم البشير، ولا في نظام آخر، بل استخدمت أمريكا الإسلاميين في عهد البشير لتمرير مؤامرتها في السودان، وخير شاهد على ذلك فصلها للجنوب على أيديهم وبمباركة القوى السياسية العميلة.

 

فقد صرح البشير أن أمريكا هي التي فصلت الجنوب، في حواره مع موقع سبوتنيك الذي نُشر يوم السبت 2017/11/25م، حيث قال: "إن الضغط والتآمر الأمريكي على السودان كبير، وإن قضيتي دارفور وجنوب السودان وجدتا الدعم والسند من أمريكا، وتحت ضغوطها انفصل جنوب السودان". وأضاف "نحن لدينا معلومات الآن أن السعي الأمريكي هو تقسيم السودان إلى خمس دول".

 

إذن ماذا يقصد مسعد بالخط الأحمر؟ إن أمريكا في عهد ترامب وبتواطؤ من حكام العرب لا تريد أي مظهر للإسلام، فهلا وعى المخلصون من أهل السودان وبخاصة الجماعات الإسلامية على هذه الحقيقة؟

 

أما الأمر الآخر، فلماذا نسمح لأمريكا أو مسعد هذا أن يحدد ويقرر لأهل السودان الخطوط الحمراء، أو البيضاء؟! هل السودان واحدة من الولايات الأمريكية؟! أم هو الخضوع والخنوع والولاء لأمريكا بإظهار الكفر البواح بتطبيق العلمانية صراحة، وإبعاد أي مظهر للإسلام، حتى ولو كان شعاراً شكلياً؟

 

إن الإسلام عائد في دولته بلا شك رغم أنف أمريكا وعملائها؛ الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، عندها فإننا  نحن المسلمين من سيقرر مصير أمريكا بل ومصير العالم أجمع، بحمل دعوة الخير إلى البشرية بإذن الله.

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

إبراهيم مشرف

عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية السودان

رابط هذا التعليق
شارك

  • الردود 1.4k
  • Created
  • اخر رد

Top Posters In This Topic

  • صوت الخلافة

    1396

بسم الله الرحمن الرحيم

 

لن ينصف المرأة إلّا قانونُ ربّها

 

 

الخبر:

 

أكّدت الأخصّائيّة الاجتماعيّة بمركز الإحاطة والتّوجيه بالاتّحاد الوطنيّ للمرأة التّونسيّة، عربيّة الأحمر، أنّه رغم مرور 8 سنوات على صدور القانون الأساسيّ عدد 58، ما يزال العنف ضدّ المرأة في تزايد متواصل ونسق متصاعد وبأشكال مختلفة، لتتفاقم هذه الممارسات إلى حدّ ظاهرة تقتيل النّساء التي بلغت بين كانون الثاني/يناير وأيلول/سبتمبر من هذه السّنة، 22 جريمة قتل لامرأة تونسيّة على يد زوجها أو أحد أفراد العائلة. وهو ما يرفع ناقوس الخطر حول نجاعة هذا القانون وتطبيقه الفعليّ على أرض الواقع، حسب رأيها، خلال تقديم دراسة حول تجربة الاتّحاد في التّعاطي مع ضحايا العنف من مرضى السّرطان خلال لقاء بعنوان "تداعيات مرض السرطان على العلاقات الزوجية". (موزاييك أف أم، 2025/11/01)

 

التّعليق:

 

وشهد شاهد من أهله... فقد شهدت أخصّائيّة اجتماعيّة بمركز الإحاطة والتّوجيه بالاتّحاد الوطنيّ للمرأة التّونسيّة بأنّ حال المرأة قد تدهور أكثر وأنّها تتعرّض للعنف رغم القانون 58 الذي أُرِّخ في 11 آب/أغسطس 2017، والذي يعدّ مكسبا للمرأة؛ إذ يهدف إلى القضاء على جميع أشكال العنف ضدّ المرأة من خلال مقاربة شاملة تشمل الوقاية، ومعاقبة المعتدين، وحماية الضّحايا، والتّعهّد بهم، مع التّركيز على تحقيق المساواة واحترام كرامة المرأة.

 

سُنّ هذا القانون في ظلّ نظام رأسماليّ علمانيّ يعمل على نشر مفاهيمه وفرض طريقة عيشه. فالعلاقات في ظلّ هذا النّظام الذي يحكم العالم بأسره تقوم على المصالح والمنفعة وتحقيق الرّبح المادّي بكلّ الوسائل والطّرق دون اعتبار لأيّ قيم. ومؤسف أن تشبّعت الأمّة بعديد من هذه المفاهيم بعد أن طمست مفاهيمها الصّحيحة المنبثقة عن دينها الحنيف حيث عملت هذه التّشريعات الوضعيّة على غرس الثّقافة الغربيّة، التي تسعى إلى اجتثاث كلّ ما يمتّ للإسلام بصلة، وترسيخها عبر برامج التّعليم المفروضة والإعلام المأجور. فالفتاة بما تعلّمته من حقوق وهميّة ومكاسب كاذبة، لا تتوانى عن الوقوف في وجه والدها أو أخيها أو زوجها وتقدّم الشكاوى ضدهم إن وقفوا ضدّ ما تريد. كما أنّ هؤلاء لا يعاملونها المعاملة الحسنة التي أمرهم الله عز وجل بها ﴿وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْراً كَثِيراً﴾، وأوصاهم بها رسولهم ﷺ «أَلَا وَاسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ خَيْراً». فالعلاقة بين المرأة والرّجل تخلو من الاحتكام لما جاء في كتاب الله وسنّة رسوله ﷺ. وما تعيشه المرأة المسلمة اليوم من اضطهاد وظلم وبؤس إنما يعود للمفاهيم الفاسدة التي أخرجتها من دائرة أحكام ربّها لتلهث وراء سراب الحرّيّة والمساواة والتّمكين الاقتصاديّ؛ فتتنكّر لأنوثتها التي فطرها الله عليها، وتأخذ دورا تنافس فيه الرّجل، ما أثقل كاهلها وأرهقها، وصارت تعيش حياة تعيسة رغم أنّها "تحرّرت من قيود الرّجل" وصارت ندّا له! كما أخرجت هذه المفاهيم الرّجل من تلك الدّائرة التي تحصّنه وتحول دون تسلّطه على المرأة وظلمه لها فتخلّى عن دور رعايته لها وقوامته عليها.

 

سجّل الاتّحاد الوطنيّ للمرأة عبر خلايا الإنصات ومراكز الإحاطة والتّوجيه بكامل تراب الجمهوريّة التونسية 466 امرأة معنّفة، وبذلك تكون أكثر نسبة عنف ممارسة ضدّ المرأة هي العنف الزّوجي بنسبة 81%.

 

كما أنّ ظاهرة تقتيل النّساء بلغت 22 جريمة على يد زوجها أو أحد أفراد العائلة، كما ذكرت الأخصّائيّة الاجتماعيّة، فما هي أسباب ذلك والمرأة في تونس تعدّ نموذجا للمرأة المتحرّرة التي حصلت على عديد المكاسب؟! فما هذه المفارقة؟!

 

لسائل أن يسأل: على أيّ أساس تقوم العلاقة الزّوجيّة؟ كيف ينظر الرّجل إلى المرأة وكيف تنظر هي إليه؟ ما هي مفاهيمهما عن الزّواج؟ وهل هي مفاهيم نابعة من شرع الله؟ أليست العلاقة بينهما قائمة بالأساس على الحياة الماديّة البحتة التي يسعيان فيها لتحصيل أكثر ما يمكن من المتع وملذّات الحياة، إلّا من رحم ربّي؟

 

ما سبب أزمة الثّقة القائمة اليوم بين الفتيات والفتيان؟ أليست التّربية التي تربّيا عليها والمفاهيم الخاطئة التي تشبّعا بها في ظلّ العائلة والمجتمع؟

 

حين يريد الفتى أن يتزوّج يسعى جاهدا أن تكون شريكة حياته عاملة حتّى تعينه على ظروف الحياة الصّعبة خاصّة في ظلّ الوضع الاقتصاديّ المتردّي، ولكنّه غير واثق من كونها قادرة على تحمّل أعباء الأسرة والأبناء، فتجده غير واثق من حسن الاختيار. وكذلك الفتاة التي صارت تشكّ في صدق اختياره لها لذاتها وتظنّ به الظّنون لأنّه اختارها لأنّها ستوفّر له "مالاً إضافيّا آخر" يعينه على تسيير حياته وربّما اتّكل عليها وصار يستغلّها ويسلبه منها.

 

أزمة الثّقة هذه بنيت عليها الأسرة فماذا سيكون مصيرها؟ إمّا العيش النّكد، هذا إن تواصلت الحياة بينهما، وإمّا الطّلاق، حيث سجّلت أعلى النّسب (كشف المعهد الوطنيّ للإحصاء، يوم الاثنين 29 أيلول/سبتمبر 2025، عن ارتفاع في نسب الطّلاق في تونس خلال العقدين الأخيرين، حيث ارتفعت نسبة المطلّقين من 0.5% سنة 2004 إلى 1.4% سنة 2024، في حين ارتفعت نسبة المطلّقات من 1.5% سنة 2004 إلى 2.8% سنة 2024)، وإمّا التّقتيل والإجرام كما صرّحت به هذه الأخصّائيّة.

 

لا عجب أن تجني المرأة في تونس ثمار انسياقها وراء مفاهيم المرأة الغربيّة وتغترّ بطريقة عيشها، وأن يحمل الرّجل مفاهيم فاسدة عن علاقته بالمرأة سواء أكانت ابنة له أو زوجة، ولا عجب أن تكون هذه هي نتيجة عيشهما في ظلّ مفاهيم الثّقافة الغربيّة وابتعادهما عمّا ينصّ عليه شرع الله سبحانه وتعالى، الذي فيه الخير لهما على حدّ سواء، فلا حلّ ولا قانون يمكن أن يسعد المرأة وينصفها والرّجل إلّا قانون ربّ العالمين. ﴿فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلا يَضِلُّ وَلا يَشْقَى﴾.

 

 

كتبته لإذاعة المكتب الإعلاميّ المركزيّ لحزب التّحرير

زينة الصّامت

رابط هذا التعليق
شارك

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

خطة أمريكية واحتلال أممي عساكره من المسلمين!

 

 

الخبر:

 

منذ بضعة أيام نقلت العديد من القنوات الإعلامية عن روبيو وزير الخارجية الأمريكي قوله "إن عدة دول مهتمة بالانضمام إلى قوة استقرار دولية قد تنتشر في غزة لكنها تحتاج إلى مزيد من التفاصيل حول المهمة وقواعد الاشتباك"، مضيفا "أن الولايات المتحدة بإمكانها الدعوة إلى قرار من الأمم المتحدة يدعم القوة حتى تتمكن المزيد من الدول من المشاركة"، مشيرا إلى "أن الولايات المتحدة تجري محادثات مع قطر ومصر وتركيا في هذا الصدد، مؤكدا وجود اهتمام من إندونيسيا وأذربيجان".

 

التعليق:

 

أخيرا، يدور الحديث عن دخول قوات عسكرية إلى غزة من بلدان إسلامية عدة؛ جيش وعساكر، ولكن ليس وقت الحرب، ولا في شدة الكرب، بل بعد انتهائها، وقد أمعن المجرمون فيها دمارا وتجويعا وتقتيلا!

 

في حال دخولها، لن تدخل هذه القوات استجابة لأمر الله بالنفير في سبيل الله وقد خاطبتهم الآيات، بقوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انفِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الْأَرْضِ﴾ وقوله سبحانه: ﴿وَمَا لَكُمْ لَا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ﴾! كما أنها لن تدخل إلى قطاع غزة نصرة لمن يستنصرهم من إخوانهم في الدين، ويستغيث بهم منذ عامين، وهي لا تدخل كذلك تحت راية الأمة، ولا بقيادة أركان الحرب والتحرير، ولا بصيحات التكبير، فليس دخولها بأي عنوان مما سبق.

 

إن دخول تلك القوات هو استجابة لأوامر أمريكا، والقرار الأممي، وتحت قيادة ترامب وراية أمريكا، تلك التي رعت الإبادة، وهو دخول لأجل المهمات القذرة والخطة الآثمة، لا لتأمين غزة وأهلها، بل لتأمين الكيان المجرم الغاصب وقطعان مستوطنيه، ونزعاً للسلاح الذي توسل فيه المجاهدون مناجزة الكيان المعتدي اللئيم، والذي لم يستطع نتنياهو وجيشه الجبان نزعه.

 

هذه هي حقيقة الأنظمة، التي وضعت نفسها تحت إمرة ترامب، فلا تحرك جيوشها إلا في حروب أمريكا، ولا ترى نفسها إلا أدوات تنفيذية لخططها، ولو كانت تلك الخطط كخطة ترامب الحالية تقتضي أن يكونوا بمواجهة المجاهدين الأبطال في غزة نيابة عن أعدائهم، ولو كانت تلك الخطط التي تستجلب القوات الأممية بقرارات أممية تقتضي أن يكون السعي للتحرير يوما ما مواجهة مع القوى الدولية بثمن باهظ.

 

إن حقيقة تلك القوات الدولية هي أنها احتلال أمريكي بأدوات خادعة ناعمة إن طال بها الأمد، أو أنها مرحلة لإعداد ما هو أسوأ منها من قوات مدربة للمهمة ذاتها إن كانت كما يزعمون مؤقتة.

 

وإنه لمن العار والشنار، أن تكون جاهزية القوات في بلاد المسلمين فقط لأوامر أمريكا، وأن يكون موقعها في المعركة حيث تريدها أمريكا لا حيث أرادها الله، وأية جريمة أكبر من أن تكون مقدرات الأمة مسخرة لأعدائها؟ وإلى متى سيستمر سكوت الأمة على تلك المهزلة التي تحياها في ظل حكام فقدوا الحياء ومردوا على النفاق وأوردوا أمتهم وشعوبهم موارد الهلاك؟

 

أما آن لأمة الإسلام أن تحيا كريمة في ظل خلافتها عزيزة في ظل دينها ناصرة منصورة بكتاب ربها؟

 

﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

عبد الرحمن اللداوي

رابط هذا التعليق
شارك

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

الفاشر المعركة التي قد تغيّر خريطة السودان

 

 

الخبر:

 

في الأيام المقبلة سيتضح ما إذا كانت الفاشر ستتحوّل إلى مقرّ جديد لسلطة أمر واقع في الغرب، أم ستظل ساحة مفتوحة لصراع طويل يستنزف الجميع. لكن المؤكد أن السادس والعشرين من تشرين الأول/أكتوبر 2025 سيُسجَّل بوصفه يوماً مفصلياً في الحرب السودانية. (عرب48، 2025/10/31)

 

التعليق:

 

بعد أكثر من عام من الحصار والكرّ والفرّ، شنّت قوات الدعم السريع هجوماً واسع النطاق على مدينة الفاشر، مستهدفة مقرّ الفرقة السادسة مشاة التابعة للجيش السوداني التي ظلّت طوال الحرب رمزاً لصمود الجيش في إقليم دارفور ومعقلاً رئيسياً لقياداته العسكرية، وكانت الأمور على مدار العام تتغير وفق ترتيبات طرفي النزاع ووفق التعليمات الصادرة لهما من واشنطن.

 

في البداية قام الجيش بتنظيف منطقة الوسط (الخرطوم وأم درمان وبحري) من قوات الدعم السريع التي سرعان ما أخلت منطقة الوسط، فظهر بأنها لا بد أخلت المنطقة باتفاق لأن الجيش فتح لها ممرات آمنة غير معلنة باتجاه دارفور، ثم قامت فعلاً بفرض حصار على مدينة الفاشر، أكبر وأشهر مدن ولايات دارفور الخمس، وكان احتلالها من قوات الدعم السريع يعني سيطرتها بالكامل تقريباً على الأقاليم الخمسة التي كان يسيطر الجيش على عواصم أربعة منها.

 

وفعلاً أحجم الجيش عن إسناد الفرقة السادسة مشاة في الفاشر مع قدرته على ذلك، وأعلنت قوات الدعم السريع عن تشكيل حكومة انفصالية أخذت تقوم بأعمالها من مدينة نيالي، وأخذ الصراع في السودان بين عميلي أمريكا؛ عبد الفتاح البرهان وحمدان دقلو (حميدتي) يتجه نحو التقسيم وشرذمة البلاد، أي السعي لفصل دارفور عنه، وهذا لا يمكن حصوله إلا بتعليمات مباشرة من أمريكا.

 

وفعلاً قبل شهرين تقريباً وامتثالاً لما يشاع عن رغبات الرئيس ترامب بإنهاء الحروب وإبراز نفسه أنه رجل سلام، أخذت أمريكا تتحدث عن وقف إطلاق النار في السودان، وجمعت معها في 2025/9/2 دول الرباعية (مصر والسعودية والإمارات)، وأصدرت بياناً وقعته الرباعية يطلب هدنة لمدة ثلاثة أشهر تليها مفاوضات سلام بين الطرفين.

 

ثم جمعت أمريكا طرفي النزاع في واشنطن رغم إنكار ممثلي البرهان لذلك أثناء زيارة وزير خارجيته لواشنطن، وتم الاتفاق على وقف إطلاق النار، ولأن قوات الدعم السريع لم تكن قد سيطرت على مدينة الفاشر عاصمة دارفور، فقد أصدرت قيادة البرهان أوامرها للفرقة السادسة بإخلاء المواقع في المدينة والانسحاب حتى تأخذ تلك القوات المدينة، وتنقل بعد ذلك مركز حكومتها الانفصالية إليها حسب تعليمات واشنطن، وقد تم ذلك بعد يومين فقط من اجتماع واشنطن!

 

ولم تبد أمريكا أية معارضة جدية لاحتلال الفاشر، واستمرت تطلب هدنة ثلاثة شهور ومفاوضات بين الطرفين، أي أنها موافقة على احتلال الفاشر.

 

والآن من يمنع قوات الدعم السريع من الاستقلال بدارفور عن السودان بعد أن ساعدت قيادة البرهان في تهيئة الساحة لذلك خلال الحرب؟ وهل يدرك بأن الحرب التي أشعلها عميلا أمريكا بين أنفسهم منذ بداية 2023 وراح ضحيتها عشرات الآلاف وملايين المشردين لم يكن منها هدف إلا طرد عملاء الأوروبيين عن السودان بوصفه منطقة نفوذ أمريكية ثم شرذمة السودان وشق دارفور عنه بعد شق جنوبه عنه سابقاً؟ فهل من متعظ؟!

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

بلال التميمي

رابط هذا التعليق
شارك

بسم الله الرحمن الرحيم

بريطانيا تذرف دموع التماسيح على ما يحدث في الفاشر!

 

 

الخبر:

 

قالت وزيرة الخارجية البريطانية، إيفيت كوبر إن المجتمع الدولي تمكن من تحقيق تقدم ملموس في وقف إطلاق النار في غزة، لكنه فشل في التعامل مع الأزمة الإنسانية المتفاقمة في السودان، وأكدت كوبر خلال كلمتها في منتدى حوار المنامة 21 في البحرين أن الأزمات الإقليمية في الشرق الأوسط باتت مترابطة بصورة غير مسبوقة، مشيرة إلى أن تداعياتها تمتد لتشمل الأمن والاقتصاد العالميين. (الجزيرة 2025/11/1م)

 

التعليق:

 

يأتي خطاب وزيرة خارجية بريطانيا في سياق الصراع على النفوذ في السودان، وبريطانيا التي تصارع من أجل إيجاد موطئ قدم لها في السودان، بعد أن أحكمت أمريكا سيطرتها عليه، بواسطة رجالها من العسكر، بريطانيا هذه تسعى بكل ما لديها من قوة سياسية وإعلامية، أن تظهر فظائع الحرب التي تدور في السودان، ليس حبا في أهل السودان، وإنما من أجل إحراج أمريكا بإظهار رجالها باعتبارهم مجرمين وقتلة، في الوقت الذي غضت فيه بريطانيا الطرف عما ارتكبه كيان يهود من جرائم حرب في غزة، وتطهير عرقي، وهدم للبيوت فوق رؤوس ساكنيها، وغيرها من الجرائم التي لا تكاد تحصى، بل إن بريطانيا كانت وما زالت داعمة لكيان يهود.

 

إن الكفر ملة واحدة، فعندما يحاربون المسلمين يتفقون، ولكن حرب السودان مختلفة فالذين يتقاتلون هم مسلمون، ولكنهم يتبعون أمريكا، فالحرب في السودان هي أصلا من أجل إبعاد رجال بريطانيا عن السلطة فيه، ولو كان الثمن الدمار والخراب والقتل والاغتصاب وكل جرائم الدنيا، لذلك كلما وجدت بريطانيا فرصة تحاول إظهار ما يقوم به رجال أمريكا من العسكر سواء في الجيش أو في قوات الدعم السريع من جرائم حرب وبخاصة الدعم السريع، فمثلا منذ بدايات الحرب في أيلول/سبتمبر 2023 قدمت بريطانيا وأربع دول أوروبية مسودة قرار لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة ينص على تشكيل لجنة دولية للتحقيق في الانتهاكات الإنسانية التي ارتكبها الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، بل لقد استغلت أحداث الفاشر الأخيرة حيث أعلنت يوم الجمعة 2025/10/30 أنها استضافت اجتماعا هذا الأسبوع لرؤساء البعثات الدبلوماسية في السودان وشركاء دوليين بشأن الوضع في الفاشر، حيث جرى إطلاعهم على فظائع معينة وموثقة وقعت في المدينة في أعقاب تقدم قوات الدعم السريع.

 

فهذا العمل الذي قامت به بريطانيا لم تقم به لأنها دولة حريصة على حقوق الإنسان كما تدعي، فحقوق الإنسان عند الغرب الكافر المستعمر هي حقوق الرجل الأبيض الأوروبي أو الأمريكي، أما غيرهم فلا حق لهم حتى في العيش! إن الصراعات الدموية التي تحدث في العالم يروح ضحيتها المسلمون في الغالب الأعم بسبب صراع الغرب على النفوذ والسيطرة على الموارد، فالمسلمون يقتلون في تركستان الشرقية وفي ميانمار وكشمير وغزة والضفة الغربية بأيدي الكفرة والمشركين، ويتقاتل المسلمون لتحقيق مآرب الدول الاستعمارية في السودان واليمن وليبيا وغيرها، والله سبحانه وتعالى قد بين لنا أن الكفار أعداء لا يريدون لنا الخير، يقول الله عز وجل: ﴿إِنَّ الْكَافِرِينَ كَانُوا لَكُمْ عَدُوّاً مُبِيناً﴾، ويقول سبحانه: ﴿مَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ أَنْ يُنَزَّلَ عَلَيْكُمْ مِنْ خَيْرٍ مِنْ رَبِّكُمْ﴾.

 

ولن تخرج الأمة الإسلامية مما هي فيه إلا بالرجوع إلى عقيدتها وإقامة كيانها السياسي على أساس عقيدتها الإسلامية؛ الخلافة الراشدة على منهاج النبوة التي تمنع تدخل الكافرين وتقطع أيديهم العابثة في بلادنا بل تحمل إليهم النور والخير لتخرجهم من ظلمات الكفر إلى نور الإسلام.

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

إبراهيم عثمان (أبو خليل)

الناطق الرسمي لحزب التحرير في ولاية السودان

رابط هذا التعليق
شارك

بسم الله الرحمن الرحيم

 

التحالف الدولي... تحالف الدم بين وعود السلام وواقع المجازر!

 

 

الخبر:

 

أكدت مصادر صحفية متقاطعة أن الرئيس السوري أحمد الشرع سيزور العاصمة الأمريكية واشنطن في شهر تشرين الثاني/نوفمبر الجاري، بدعوة رسمية من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في زيارة وُصفت بالتاريخية، كونها الأولى لرئيس سوري إلى الولايات المتحدة منذ الاستقلال عام 1946.

 

وأوضحت المصادر أن السفير الأمريكي لدى تركيا والمبعوث الخاص إلى سوريا، توماس براك، أكد لمجموعة من الصحفيين صحة الزيارة، مشيراً إلى أن أحمد الشرع سيلتقي الرئيس ترامب لتوقيع اتفاقية انضمام سوريا إلى التحالف الدولي لمحاربة تنظيم الدولة، وبحث خطوات لاحقة تتعلق بالملف الأمني السوري والعقوبات الأمريكية.

 

وجاء هذا التأكيد بعد ساعات من كلمة براك في "حوار المنامة 2025"، التي عرض فيها ملامح السياسة الأمريكية الجديدة في بلاد الشام، حيث قدّم رؤية وصفتها وسائل الإعلام الأمريكية بأنها "إعلان عن تحول استراتيجي" في مقاربة واشنطن تجاه المنطقة.

 

التعليق:

 

لن نتحدث هنا عن كلام ترامب عن الجرأة السياسية في اتخاذ القرارات، فهو لا يواجه تبعاتها كما يواجهها الآخرون، ولن نعيد سرد السياسات الأمريكية المتناقضة في سوريا، من زمن روبرت فورد إلى اليوم.

 

فقد كانت واشنطن ترفع شعار إصلاح النظام في الوقت الذي تحمي فيه رأسه، وتؤكد أنها لا تسعى لتغييره، بل إلى تهذيبه! هذا التناقض ليس من الكاتب، بل هو جوهر السياسة الأمريكية الجريئة التي تجمع بين التصريح ونقيضه في لحظة واحدة.

 

وما يثبت ذلك هو حجم التناقضات التي تتكرر في تصريحات المبعوثين الأمريكيين، من توماس براك وغيره، إذ تكفي متابعة تصريحاتهم ليدرك المرء أن ما نكتبه ليس مبالغة، بل هو توصيف دقيق لسياسة متقلبة لا تعرف الثبات.

 

وبالحديث عن التحالف الدولي، لا يخفى على المتابع أن الهدف المعلن "محاربة تنظيم الدولة" لم يكن سوى غطاء للعمليات العسكرية التي أسفرت عن مقتل آلاف المدنيين وارتكاب مجازر عديدة في مناطق سورية متعددة. هذه الأحداث وثقتها تقارير عدة وشهادات منظمات حقوق الإنسان ووسائل إعلام محلية ودولية، كما أظهرت الصور والبيانات الرسمية الفارق الكبير بين الأهداف المعلنة وواقع النتائج.

 

"في أقل من 24 ساعة قتل 3000 مسلم على أيدي قوات التحالف الدولي وقوات سوريا الديمقراطية، صور صادمة وجثث متفحمة متكدسة فوق بعضها، والمليشيات الكردية تمنع الاتصالات والصحفيين ووسائل الإعلام عن تغطية المذبحة. جثث النساء والعواجيز والأطفال في الشوارع متفحمة بعد ملحمة بكى لها الحجر قبل البشر. والأمة في سبات ومعظم وسائل الإعلام تعتم على المجزرة، أكثر من 650 امرأة و920 طفل و1400 رجل تم تشريدهم وحصارهم ثم قتلهم وحرقهم بالقنابل الفسفورية والأسلحة المحرمة دولياً. فارتكب الغرب جريمة من أبشع جرائم التاريخ بدعوى مكافحة الإرهاب، فإن لم تكن هذه المذبحة الإرهاب بعينه فكيف يكون الإرهاب؟" (الجزيرة نت، 2019/03/25)

 

كما أظهرت تقارير أخرى:

 

في 19 تموز/يوليو 2016، ارتكبت قوات التحالف مجزرة في قرية التوخار بريف حلب، راح ضحيتها 106 مدنيين بينهم 68 طفلاً و29 امرأة، إثر غارات جوية.

 

في 2017، تسبب هجوم دعمته الولايات المتحدة لطرد تنظيم الدولة من مدينة الرقة بمقتل أكثر من 1600 مدني، وفق تقرير منظمة العفو الدولية، وهو رقم أعلى عشر مرات من الرقم المعلن رسمياً.

 

توثّق الشبكة السورية لحقوق الإنسان مقتل أكثر من 550 مدنياً منذ نهاية العام الماضي حتى نهاية العام الحالي على يد التحالف الدولي، معظمهم في مناطق مدنية دون وجود أهداف عسكرية.

 

هذه الأرقام جزء من سجل طويل من المجازر التي طالت آلاف المدنيين، بما في ذلك النساء والأطفال، ما يجعل من التحالف الدولي بحق تحالف دم، بعيداً عن شعارات محاربة الإرهاب، وموضحاً بجلاء التناقض بين الوعود وواقع المجازر.

 

هذه بعض مجازر التحالف الدولي في سوريا، حيث راح فيها آلاف من المدنيين. جرح عميق لا يمكن تجاوزه، ولا يمكن تبريره تحت أي ظرف. فبعد أن وُصِفَ التحالف بأنه يسعى لمحاربة تنظيم الدولة، نجد أن الهدف الأهم له كان هو الإبقاء على النظام المجرم، واستهداف الفصائل المجاهدة، واستبدال فصائل متواطئة معه بها، ووُصف المتعاونون مع التحالف بالعملاء، وفقاً لما ذُكر في تصريحات سابقة لكم يا سادة.

 

إلى أين المسير بعد كل هذه الأحداث؟ إن دولاً تتقاتل من أجل جرعة ماء أو بئر غاز، وتُشن الحروب لأجل ترسيم حدود، فكيف يكون موقفنا بعد كل هذه المجازر وأنهار الدماء؟

 

هل ضاعت البوصلة؟ إن السير خلف هذه السياسات قد تكون نهايته خراباً وخزياً في الدنيا وعذاباً شديداً في الآخرة، وأنتم تعلمون ذلك، نذكركم عسى أن تتذكروا وتعودوا.

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

عبدو الدلّي

عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية سوريا

رابط هذا التعليق
شارك

بسم الله الرحمن الرحيم

 

دارفور على فوهة صراعٍ دولي لإعادة رسم المنطقة

 

 

الخبر:

 

حمَّل حاكم إقليم دارفور، مني أركو مناوي، قوات الدعم السريع ومن وصفه بـ"راعيها الخارجي" مسؤولية سقوط مدينة الفاشر وإراقة الدماء فيها لـ"محاولة لتغيير خارطة السودان بالقوة". (الجزيرة نت)

 

التعليق:

 

منذ انطلاق الحراك كان هناك صراع دولي، حيث كاد أن يُطاح بالعسكر ويفقدون السيطرة لصالح الحراك الثوري التابع لأوروبا وخاصة بريطانيا. ومن أجل الحفاظ على فعالية السّيرة العسكرية للسيطرة على السودان، وتنفيذ المخطط الأمريكي بإطالة أمد الصراع باستمرار الانقسام، أوعزت أمريكا لعملائها البرهان وحميدتي لإيجاد صراع عسكري مدبر، فبعد أن كانوا في خندق واحد أصبحوا في ليلة واحدة بعد لقاء السفير الأمريكي أعداء، واندلعت الحرب بينهما وأخذت الحالة السودانية منحى آخر كانت السمة الغالبة فيه الانقسام بين الفريقين، واستجلاب مرتزقة من خارج السودان.

 

أما مدينة الفاشر فهي تعتبر إحدى المدن الرئيسية في غرب ووسط دارفور، وسيطرة قوات الدعم السريع عليها تسهل انفصال إقليم دارفور عن السودان، وهذا هو هدف أمريكا، فقد أوجدت بعد سقوط الفاشر فراغا سياديا يجعل دارفور أقرب إلى كيان سياسي بحكم الأمر الواقع، وهذا مشابه لحالة جنوب السودان قبل الانفصال عام 2011. وموقع دارفور مهم جدا فهي تقع بين تشاد الموالية لفرنسا وأفريقيا الوسطى التي يوجد فيها الروس عبر مرتزقة فاغنر سابقا.

 

ودارفور هي منبع الثروات المعدنية النادرة التي تطمع أمريكا أن تحكم سيطرتها عليها.

 

فالصراع ليس بين البرهان وحميدتي، بل هو بين الإسلام والكفر، بين مشروع الأمة للتحرر ومشاريع الغرب للتقسيم والتبعية.

 

وما لم تنهض الأمة على أساسٍ مبدئيّ وسياسيٍّ، يقوده وعيٌ شرعيٌّ صافٍ، فستبقى دارفور وغيرها ساحةً مفتوحةً للدمار والفوضى بإرادة أعدائها.

 

إن ما يجري في السودان هو حلقةٌ من مشروعٍ أوسع لإعادة رسم خريطة المنطقة، وهو ما يتّسق تماماً مع ما يجري في اليمن وسوريا وليبيا وسائر بلاد المسلمين.

 

إنّ ما يحدث في السودان ليس سوى فصلٍ من فصول الصراع الدولي على أفريقيا، حيث تتنازع القوى الاستعمارية؛ أمريكا وبريطانيا عبر أذرعهما الإقليمية، للسيطرة على موقعٍ استراتيجي يربط البحر الأحمر بعمق القارة الأفريقية.

 

فلا خلاص للسودان، وسائر بلاد المسلمين، من هذا الجحيم المستمر، إلا بقطع يد المستعمرين، وخلع أنظمتهم العميلة، وإقامة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، التي توحّد المسلمين في دولةٍ واحدةٍ، تحكم بشرع الله، وتعيد رسم خريطة العالم على أساسٍ من العدل والسيادة الحقيقية.

 

 

كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

دارين الشنطي

رابط هذا التعليق
شارك

بسم الله الرحمن الرحيم

 

لمصلحة مَنْ تسفك دماء الأبرياء وترتكب الجرائم في السودان؟!

 

 

الخبر:

 

كشفت وزيرة الدولة للرعاية الاجتماعية في السودان سليمى إسحاق، أن قوات الدعم السريع قتلت نحو 300 امرأة خلال أول يومين من دخولها مدينة الفاشر، مركز ولاية شمال دارفور غربي البلاد، مؤكدة أن النساء تعرضن لاعتداءات جنسية وأشكال مختلفة من العنف والتعذيب. وقالت إسحاق إن الأوضاع في الفاشر كارثية، مشيرة إلى أن كل من يغادر المدينة بات مهدداً بالخطر، إذ أصبح الطريق الواصل إلى مدينة طويلة طريقاً للموت. وأضافت أن عديداً من الأسر لا تزال محاصرة في الفاشر، وتتعرض للسحل والتعذيب والإذلال والعنف الجنسي، معتبرة أن ما يجري في المدينة "تطهير عرقي ممنهج وجريمة كبرى يتواطأ فيها الجميع بالصمت". (تي آر تي عربي)

 

التعليق:

 

إنّه لمما يدمي القلوب ويبكي العيون أن تسفك دماء الأبرياء في السودان، وتنتهك أعراض النساء، ويشرد الآلاف من منازلهم ومن بلادهم، وتنتشر المجاعة والأمراض لتقطف أمريكا ثمرة هذا كله بعد أن أشعلت هذه الحرب بين عميليها البرهان وحميدتي، لتحقق مصالحها وأهدافها بإقصاء عملاء بريطانيا من الحكم، والاستيلاء على ثروات السودان وتمزيقه إلى دويلات رسمت حدودها بالدماء كما حصل عند فصل جنوب السودان، وكما يحصل الآن من جرائم في منطقة دارفور ولا سيما في الفاشر والحبل على الجرار في سائر مناطق السودان ولا حول ولا قوة إلا بالله.

 

رغم كل الفظائع والجرائم التي ارتكبت وترتكب في هذه الحرب، ورغم الأزمة الإنسانية الكبيرة هناك، فإنه لم يتم تسليط الضوء عليها بما يكفي؛ فمن ناحية الظروف على الأرض من انقطاع للإنترنت وغياب المعدات وغيرها من الظروف الميدانية التي صعبت على الناس نقل ما يحصل، ومن ناحية أخرى التعتيم الإعلامي المقصود وعدم إبراز معاناة الناس وبيان المتسبب الحقيقي بما يجري، حتى إن كثيراً من الناس لم يسمعوا بما يجري إلا عبر مواقع التواصل الإلكتروني، ومن خلال ما انتشر مؤخراً من مشاهد وصور بثها من ارتكبوا هذه المجازر تفاخراً بجرائمهم وتخويفاً للناس، ومن خلال تسليط وسائل الإعلام الضوء على الأحداث مؤخراً ولا سيما الوسائل التي تخدم الأجندات الأوروبية والتي تأتي تغطيتها في إطار صراعها مع أمريكا على النفوذ هناك لإحراجها وإحراج عملائها والضغط عليهم في محاولة للحصول ولو على الفتات.

 

إن أهم أمر على المسلمين عامة وعلى أهل السودان خاصة إدراكه هو الوعي على طبيعة الصراع في السودان، وعلى طبيعة المخططات التي ينفذها حميدتي والبرهان والجهة التي يخدمانها، وعلى الأهداف المراد تحقيقها من هذه الحرب، ليستطيعوا إفشالها واستعادة زمام أمرهم، وقد بذل شباب حزب التحرير جهوداً كبيرة في هذا السياق، وحذروهم مراراً وتكراراً مما يحاك للسودان وأهله، وبينوا لهم طريق النجاة، فلا خلاص لأهل السودان إلا بالعمل مع حزب التحرير، وبالضغط على المخلصين من أبنائهم في الجيش لينحازوا لصف أهلهم وأمتهم ويجعلوا كيد المستعمرين في نحورهم.

 

 

كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

براءة مناصرة

رابط هذا التعليق
شارك

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

ما يدور في بلاد نجد والحجازلم يُظهر إلى الآن من الجمل إلَّا سنامه!

 

 

الخبر:

 

أورد موقع أرقام الإلكتروني يوم 30 تشرين الأول/أكتوبر المنصرم خبراً بعنوان "ميزانية الربع الثالث: الإيرادات 269.9 مليار ريال والمصروفات 358.4 مليار ريال"، قال فيه: "أعلنت وزارة المالية اليوم، عن الميزانية العامة (الفعلية) للربع الثالث 2025، حيث بلغت الإيرادات 269.9 مليار ريال، بينما بلغت المصروفات العامة 358.4 مليار ريال. وبلغ عجز الميزانية 88.5 مليار ريال في الربع الثالث 2025. وبلغت الإيرادات في ميزانية الـ9 أشهر الأولى من العام الجاري 835.1 مليار ريال، بينما بلغت المصروفات العامة 1016.8 مليار ريال أي بعجز قدره 181.8 مليار ريال".

 

التعليق:

 

الحديث هنا عن العجز المتزايد في الميزانية العامة لبلاد نجد والحجاز، وهو أمر قد يبدو مستغرباً، لكن هذه هي الحقيقة. فبلاد نجد والحجاز صارت غنيمة للكفار؛ فلم تكتفِ شركات أمريكا النفطية بنهب نفط المسلمين خلال قرن من الزمان. إذ شهدنا مؤخراً مسارعة لندن وواشنطن للاستزادة من نهب أموال المسلمين في الرياض في الأزمة الاقتصادية أواخر عام 2008م، وكيف عاود ترامب عام 2017م بنهبها مئات المليارات من الدولارات، واستزاد تريليون دولار عام 2025م.

 

ما جعل الملك سلمان وولده محمد يلجآن للاستدانة، ليوصلا البلد المنتج لـ 16 مليون برميل من النفط في اليوم إلى هذا المستوى من العجز في الميزانية العامة، ومن الدين العام! فقد بلغ الدين العام لمملكتهم 391.1 مليار دولار، مع نهاية أيلول/سبتمبر 2025م مرتفعاً عن 250.1 مليار دولار مع مطلع العام 2022م بمقدار 141 مليار دولار ما يساوي 29% من الناتج المحلي! لتبديد أموال المسلمين، وجعلهم لا يستفيدون منها فيما يقيم دينهم وحياتهم.

 

إنه ليس سوى البعد عن الحكم بالإسلام، والاستعاضة عنه بحكم الكفر في بلاد المسلمين، بتخطيط وتدبير سابق متعمد بدأ مع استهداف العراق ثم اليمن، ليسهل استهداف نجد والحجاز بعدهما، وتقطيع أوصالهما، وجعل نيوم بديلاً عن مكة المكرمة. هذا الاستهداف المتصل مع مخططات استهداف مكة المكرمة والمدينة المنورة منذ دومينغو فرانثيسكو باديا عام 1804م، ويوهان لودفيك بوركهارت عام 1814م وريتشارد فرانسيس برتون عام  1855م، ووليام غيفورد بلجريف عام 1864م، وتشارلز داوتي عام 1876م، وصولاً إلى غير ترود بل، ولورانس العرب، في هدم دولة الخلافة عام 1924م. ولن يستعيد المسلمون العزة، إلّا باستعادة ما فقدوه، وإقامة دولة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة.

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

المهندس شفيق خميس – ولاية اليمن

رابط هذا التعليق
شارك

بسم الله الرحمن الرحيم

وزير الأوقاف المصري يفتخر بالفرعون القديم

ليرضي الفرعون الجديد!

 

 

الخبر:

 

أسامة الأزهري: كمسلم أزهري أتشرف أن أجدادي بنوا الأهرامات.. فالحضارة المصرية القديمة كانت حضارة إيمان وأخلاق، لا حجر وصنم! بل حضارة إيمان وضمير، والمصري القديم حين نحت المعابد وشيد المقابر، كان يؤمن بالحياة الأخرى، وأن العمل الصالح والعدل هي مفاتيح البقاء الأبدي، وهي القيم التي جاءت بها الرسالات السماوية بعد ذلك. (رواق بوست)

 

التعليق:

 

المتحف المصري الكبير هو متحف يضم آثار الفراعنة وكثيرا من الآثار المتعلقة بالحضارات الكافرة، الفرعونية والرومانية وغيرها من الحضارات التي رفض ملوكها الاعتراف بوجود الله، ومنهم من قال أنا ربكم الأعلى، ومنهم من جعل لله شركاء، حضارات كان ملوكها أشد أعداء أنبياء الله، فكلما بعث نبي قاتلوه وأنكروا عليه دعوته لدين الله.

 

هذه الحضارات كان يجب أن تذهب وتنتهي بانتهاء العصر الذي كانوا فيه، وتبقى عبرة لمن بعدها، ولا يحتفل أهل زمن بحضارة أناس ليسوا من بني عقيدتهم ولا دينهم، لكن شاء الله أن يخلفوا وراءهم هذه الأهرامات وبعض الآثار التي تبهر في كيفية بنائها، فجُعلت دون هدم لتبقى عبرة للناس، فمنهم من يعتبر ويحمد الله أنه يعمل لآخرته ولم تغره الحياة الدنيا كما أغرت الفراعنة ومنهم من لم يعتبر.

 

فهذا وزير الأوقاف الأزهري من النوع الثاني فهو يتشرف بالكفار وينعتهم بأنهم أجداده ويقصد الفراعنة. الأصل في هذا الشيخ الأزهري والأزهر ووزارة الأوقاف أن يتبرؤوا من كل حضارة غير حضارة الإسلام، الأزهر الذي كان محط أنظار العلماء وكل طالب للعلم، ولكل من أراد أن يستزيد من العلوم الإسلامية، أصبح واجهة لعلماء السلاطين، يصدرون الفتاوى كلما أراد الحاكم ذلك، إلى أن وصل الحال بهذا الشيخ أن يفتخر بمن قال أنا ربكم الأعلى! يفتخر بالفرعون القديم ليرضي الفرعون الجديد، ورسول الله ﷺ يقول: «إنَّ اللهَ قد أذهب عنكم عُبِّيَّةَ الجاهليةِ وفخرَها بالآباءِ، مؤمنٌ تقيٌّ، وفاجرٌ شقيٌّ، أنتم بنو آدمَ، وآدم من تراب، لَيَدَعَنَّ رجالٌ فخرَهم بأقوامٍ، إنما هم فحمٌ من فحْمِ جهنمَ، أو لَيكونُنَّ أهونَ على اللهِ من الجِعْلَانِ التي تدفعُ بأنفْها النَّتِنَ». فأين علمك وفقهك يا شيخ الأزهر، هل يعقل أنك لم تسمع بهذا الحديث؟!

 

ففكرة أن تنشروا بين الناس أن الفراعنة كانوا موحدين، هذه فكرة ليست عبثية، وفكرة أن الحضارة الإسلامية هي امتداد لحضارة الفراعنة ومن جاء بعدهم هي فكرة شيطانية لها ما بعدها من المقاصد، وهنا نقول لك، اتق الله في نفسك وفي المسلمين الذين ينظرون للأزهر نظرة إجلال، اتق الله ولا تقارن حضارة الفراعنة التي هي كفر بالله بحضارة الإسلام المبنية على أساس وحدانية الله سبحانه وتعالى.

 

يا وزير الأوقاف! إن أردت أن تنطق بالحق فقل إن هذه المليارات التي دفعت في متحف كان أبناء غزة أولى بها، بل قل كان أهل مصر الجياع أولى بها، فكثير من أهل مصر يكادون يحتضرون من الفقر والعوز والنظام يشيد على أوجاعهم متحفا لآثار حضارة كافرة!!

 

يا وزير الأوقاف! لا يحق لك أن تعتز بحضارة غير الحضارة الإسلامية، فلتخرج من خوفك وتبعيتك وتنطق بما يجب، قل لهم إن عز المسلمين بعز الإسلام، وعز الإسلام لن يأتي بالاحتفال بحضارة فرعونية، بل بإعزاز دين الله عز وجل وتطبيق أحكامه ورعاية الناس على أساسه، إذ لا عز ولا افتخار لمسلم إلا بحضارته فهي الأخيرة وهي السليمة التي حفظها الله من أي تغيير وتبديل.

 

فاتق الله في نفسك وفي أبناء المسلمين لتنجو من غضب الله.

 

 

كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

سوزان المجرات – الأرض المباركة (فلسطين)

رابط هذا التعليق
شارك

بسم الله الرحمن الرحيم

مُسلمٌ آخر في مناصب علمانية ليس قوة بل تحيّز حزبي

(مترجم)

 

 

الخبر:

 

ذكرت صحيفة واشنطن بوست أنّ غزالة هاشمي، وهي امرأة هندية مسلمة، أطلقت أول حملة سياسية لها في ولاية فرجينيا الأمريكية. وتفاخر المقال بأنه في حال انتخابها نائبة حاكم ولاية فرجينيا، فستكون أول امرأة مسلمة في البلاد تشغل منصباً على مستوى الولاية.

 

ونُشرت صورٌ إلى جانب المقال تُظهرها وهي تلتقط صورة سيلفي في معبد غوردوارا الهندوسي كجزء من حملتها الانتخابية.

 

وأشاد بها المندوب الهندوسي، جيه جيه سينغ (ديمقراطي - لودون)، قائلاً: "ستكون أول هندية تشغلُ منصباً على مستوى الولاية بأكملها. نحن نُظهر حقاً لبقية البلاد أن فرجينيا في وضع يسمح لنا باحتضان التنوع، لسنا منقسمين على أُسس التعصب".

 

وتُعرب غزالة عن أن إيمانها وعرقها ليسا الدّافع وراء حملتها الانتخابية. إنها تسعى إلى منصب نائبة الحاكم بدوام جزئي ليكون بمثابة حاجز مبدئي عمّا وصفته بفوضى إدارة الرئيس دونالد ترامب، وليس لتكون أول من يُطلق العنان لأي شيء. تاريخياً، أطلقت حملةً تحت شعار "غزالة هاشمي اسمٌ أمريكي"، سعياً لجذب الناخبين المهاجرين ومواكبة التغيرات الديموغرافية في البلاد.

 

تحظى حالياً بدعمٍ من الجنوب آسيويين والمسلمين الراغبين في رؤيتها تصنع التاريخ، فضلاً عن هجماتٍ من الجمهوريين الذين يستغلون دينها.

 

غالباً ما تربطها هذه الهجمات بالمرشّح الاستقطابي لمنصب عمدة مدينة نيويورك، زهران ممداني، وهو أيضاً مهاجرٌ مسلمٌ من أصلٍ هندي.

 

منذ عام 2018، عندما أصبحت النائبتان رشيدة طليب (ديمقراطية عن ولاية ميشيغان) وإلهان عمر (ديمقراطية عن ولاية مينيسوتا) أول امرأتين مسلمتين في الكونغرس، فازت قائمةٌ صغيرةٌ، وإن كانت متنامية، بمناصبٍ منتخبة.

 

بحلول عام 2023، كانت هناك 95 امرأة مسلمة منتخبة، وفقاً لأحدث البيانات الصّادرة عن مركز جيتباك للموارد ومجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية.

 

كما عزّز الجنوب آسيويين نفوذهم السياسي بشكل متزايد في السنوات الأخيرة، حيث انضمّ ما لا يقلّ عن ستة أعضاء أمريكيين من أصل هندي إلى الكونغرس في "كتلة السمبوسة"، كما أطلقوا على أنفسهم - بمن فيهم أحدث أعضائها، النائب سوهاس سوبرامانيام (ديمقراطي)، من شمال فرجينيا.

 

وعلقت سحر عزيز، أستاذة القانون بجامعة روجرز ومؤلفة كتاب "المسلم العنصري" بالقول: "لكن هذه ليست ظروفاً طبيعية". وأضافت عزيز: "في كل مرة يترشح فيها مسلم لمنصب، يواجه العقاب من خلال الحملات الانتخابية ويخشى الحملات والتهديدات لسلامته الجسدية".

 

وُصف سياسيون مسلمون بارزون مثل طليب وعمر، عضوتي الكونغرس، بأنهم "إرهابيون" أو مناهضون للديمقراطية. وفي عام 2021، اعتذر المشرفون على مناظرة لمنصب نائب حاكم ولاية فرجينيا الديمقراطية بعد سؤال المرشح المسلم الوحيد في تلك الانتخابات التمهيدية عما إذا كان يستطيع ضمان عدم وقوف دينه في طريق توليه منصبه المنتخب، وهو سؤال لم يُطرح على أي مرشح آخر.

 

التعليق:

 

إنّ طبقات التناقض مع الإسلام في هذه المقالة كثيرةٌ جداً، وتستحقُّ أن تُعالَج واحدةً تلو الأخرى.

 

1- كونها أول امرأة مسلمة تمثل نظاماً يسعى إلى قتل المسلمين ومحو الإسلام في سياسته الداخلية والخارجية ليس أمراً يلقى التقدير في العقلية الإسلامية. إنه أمر محرم بوضوح ومكروه عند الله عز وجل، ليس فقط بسبب الأحكام المتعلقة بكيفية حصول المرأة على السلطة السياسية، بل أيضاً بسبب دعم أعداء الإسلام والتنازل عن الإسلام والإساءة إليه. ﴿لاَّ يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاء مِن دُوْنِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللّهِ فِي شَيْءٍ إِلَّا أَن تَتَّقُواْ مِنْهُمْ تُقَاةً وَيُحَذِّرُكُمُ اللّهُ نَفْسَهُ وَإِلَى اللّهِ الْمَصِيرُ﴾.

 

2- إن دمج المسلمين في مواقع السلطة الوهمية هي في الواقع سياسة للتنازل عن الإسلام لصالح الأفكار العلمانية والرأسمالية السائدة. وبهذه الطريقة، يتم استخدام المسلمين لتقويض ماهية الإسلام الحقيقية من خلال جعلهم قدوة في اتباع جزء من الإسلام (القرآن والسنة) وترك الباقي. وبهذه الطريقة، تتم تغطية قيادة "الذئب" الزائفة بزي "الخراف" الإسلامي!

 

3- إخفاء النسخة الحقيقية من الإسلام وراء النسخة الأمريكية منه لإيجاد انقسام مع المسلمين الآخرين على مستوى العالم وكراهية الولاء الكامل لله سبحانه وتعالى. فأي شخص لا يقبل "التجديد" هو متطرف ويجب فضحه باعتباره غير وطني. وبهذا تحل القومية محل العقيدة الأصيلة (العقيدة الإسلامية).

 

4- السخرية من المسلمين الذين يتنازلون عن مبادئهم ليست خافية، والله سبحانه وتعالى يذل أولئك الذين يستبدلون الاختلاط بالكفر بالأفكار النقية. و"السمبوسة" التي تشير إلى هؤلاء المسلمين الهنود هي انعكاس لذلك.

 

5- تواجه النساء المسلمات خطراً حقيقياً في هذه الدول الديمقراطية "الحرة" المزعومة. لا أمان وكرامة إلا بالخلافة، وتطبيق الأسس السياسية الصحيحة التي ورثها الخلفاء الكرام بعد النبي ﷺ.

 

هذه التفسيرات كافية لرفض مسرحية ومهزلة الممثلين في سيناريو كتبه أناس لا يملكون إلا الحقد وكراهية الحق، ونحن بوصفنا مسلمين لا نملك إلا صوتاً واحداً في هذا الشأن؛ وهو عدم دعم الإلهاءات السياسية الزائفة.

 

 

كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

عمرانة محمد

عضو المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

رابط هذا التعليق
شارك

بسم الله الرحمن الرحيم

يا فيدان! إن كنتم مستعدين لكل التضحية

فلتمشوا بجيشكم صوب فلسطين!

 

 

الخبر:

 

صرح وزير الخارجية التركي، حقان فيدان، عقب الاجتماع الوزاري بشأن غزة الذي عُقد في إسطنبول بمشاركة وزراء من إندونيسيا وباكستان وقطر والسعودية والإمارات والأردن، قائلاً: "نحن مستعدون لتقديم كافة أشكال التضحيات من أجل السلام". وأضاف: "إن "إسرائيل" تنتهك الهدنة. فمنذ بدء وقف إطلاق النار، قتلت حوالي 250 فلسطينياً". (حريات، 2025/11/03م)

 

التعليق:

 

لقد تبلّدت مشاعر الأمة تجاه التصريحات الجوفاء التي يطلقها الحكام العملاء والخدم، الذين لا يفعلون شيئاً للفلسطينيين ولا للمسلمين، ولا يحركون إصبعاً لوقف المجازر والإبادة الجماعية بحقهم! لقد اعتادت الأمة على اجتماعاتهم التي هي أشبه بحفلات شاي وقهوة ثم ينفضّون! الأمة أصلاً لم تعد تنتظر منهم شيئاً سوى هذه البيانات الفارغة! بل إن تصريح فيدان التافه هذا، الذي أدلى به بعد اجتماع الخيانة، يكشف وحده حجم التناقض! فهو يزعم الاستعداد لكل تضحية، وفي اللحظة نفسها يقر بأن يهود قد قتلوا نحو 250 فلسطينياً منذ الهدنة! فأي تضحية هذه؟ وأين هي؟ إذا كنتم مستعدين حقاً لكل تضحية، فلماذا لا تحركون جيوشكم ضد كيان يهود رداً على قتله 250 فلسطينياً منذ الهدنة؟ هذا ناهيك عن الـ67 ألفاً الذين استشهدوا سابقاً.

 

إن التضحية لا تعني إطلاق بضعة تصريحات حول فلسطين، بل تعني تحمل الصعاب التي قد تنجم عن تحريك الجيوش. التضحية ليست إحصاء الانتهاكات وعدد الضحايا، بل هي تحمل تبعات الحصار الدولي نتيجة إرسال الجيوش للرد على مقتل المسلمين. فالتضحية الحقيقية هي عدم السكوت على الظلم، بل التأسي بفعل الرسول ﷺ والمعتصم. التضحية لا تعني إرسال قوات حفظ سلام لحماية يهود وتثبيت كيانهم، فهذا ليس تضحية، بل هو خيانة واضحة.

 

لذلك فإن التضحية الحقيقية من أجل فلسطين تكون بالأعمال التي توجع كيان يهود وتستأصل شأفته. أما ما عدا ذلك، فهو مجرد هراء في هراء ولا يُسمى تضحية. لذا إن كنتم تريدون حقاً أن تضحوا من أجل الأمة ومن أجل دماء شهداء فلسطين، فحركوا جيوشكم فوراً!

 

ومن جهة أخرى، فإن اجتماعكم في إسطنبول مع بضعة مسؤولين عملاء من البلاد الإسلامية لتمرير خطة ترامب الخيانية، لا يثبت أبداً أنكم مستعدون لكل تضحية. ففي اجتماعات لا حصر لها قبل هذا، كررتم القول بأنكم مستعدون للتضحية بكل شيء من أجل الفلسطينيين ولكن لم نرَ منكم أي تضحية تذكر، ولا أي خطوة عملية، سوى بضعة تصريحات تطلقونها بعد الاجتماع. لقد تغاضيتم عن علم وعمد عن استشهاد 67 ألف مسلم في غزة، وإصابة مئات الآلاف. لهذا، فإن اجتماعكم في إسطنبول لم يكن هدفه بحث ما يمكن فعله لفلسطين، بل العكس تماماً؛ لقد كان الهدف هو بحث كيفية حماية كيان يهود وكيفية دمجه في المنطقة وفقاً لخطة ترامب الغادرة. أليست هذه هي الغاية من وراء "قوة السلام" التي تريدون إرسالها؟

 

يبدو أن تضحياتكم لا تُبذل إلا في سبيل تطبيق خطة أمريكا وترامب الخائنة. فلو أنكم قدمتم للأمة عُشر معشار ما قدمتموه أو ستقدمونه لأمريكا من تضحيات، لكانت الأمة احتضنتكم ولكن مع الأسف، أثبتت أحداث غزة أنكم في وادٍ، والأمة في وادٍ آخر تماماً. والتاريخ خير شاهد على أنه لم ولن يوجد مرجع يقدم تضحية حقيقية من أجل الأمة سوى الخلافة. وفي غياب الخلافة، سيظل المسلمون يواجهون الآلام الفظيعة والنكبات في كل أصقاع الأرض، بسبب هؤلاء الحكام الخونة المتسلطين على رؤوسهم. فاليوم غزة والسودان واليمن، والله أعلم أين ستكون الكارثة غداً!

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

أرجان تكين باش

رابط هذا التعليق
شارك

بسم الله الرحمن الرحيم

 

ميثاق يوليو مشروع علماني وهو خيانة لأهل بنغلادش

 

 

 الخبر:

 

أثار اقتراح اللجنة الوطنية للتوافق بإصدار أمر تنفيذي لتنفيذ الميثاق الوطني الصادر في يوليو (الإصلاح الدستوري)، وإجراء استفتاء على أساسه، أثار انقساماً حاداً بين الأحزاب السياسية، وخلافاً بين القانونيين حول أساسه الدستوري. ويدور الخلاف في اتجاهين: سياسياً حول ما إذا كان الأمر يجب أن يصدر عن الرئيس أم عن المستشار الرئيسي للحكومة المؤقتة. وقانونياً حول ما إذا كان مثل هذا الأمر والاستفتاء ممكنين أصلاً ضمن الإطار الدستوري القائم.

 

التعليق:

 

فشلت اللجنة الوطنية للتوافق في حل الخلافات حول الميثاق الوطني الصادر في تموز/يوليو، بل كشفت عن عيوبه الجوهرية، فالوثيقة بدل أن توحد بنغلادش، أصبحت سبباً للانقسام وخيانة لتطلعات شعبها. ويركّز الميثاق على إصلاحات هيكلية في النظام الديمقراطي والحكم، وكأن دماء الناس التي أُريقت ضد نظام حسينة كانت من أجل إصلاحات ديمقراطية!

 

إن ديباجة الميثاق تستدعي إرادة الشعب أثناء الانتفاضة الشعبية، لكنها تتجاهل بشكل فاضح ذكر الإسلام الذي يشكّل جوهر هوية الشعب البنغالي. وهذا تزوير للتاريخ، إذ يصور الانتفاضة كمشروع علماني بحت، ويطمس حقيقة أن الدافع الأساسي وراءها كان تطلع الشباب والجماهير لإسقاط النظام المستبد من منطلق إسلامي.

 

يؤكد هذا أن الميثاق ليس إلا أداة بيد الحكومة المؤقتة المدعومة من الغرب لاستئصال أي وجود سياسي ذي طابع إسلامي من المجال العام. ويبعث برسالة واضحة ومخيفة: إن أردت المشاركة في السياسة، فعليك أن تتخلى عن هويتك الإسلامية الأصيلة لصالح نسخة علمانية يرضى عنها الغرب والدولة!

 

إن الخلافات السياسية الحالية ليست سوى أعراض لهذا الخلل البنيوي العميق. فللسياسة العلمانية في بنغلادش تاريخ طويل من الانقسام والفشل. لقد اختزلت الحكم في لعبة صراع على السلطة، وسباق محموم بين الطامعين، حيث لا يدور النقاش حول غاية الحكم أو قيمه، بل حول آلياته وشكله. إن الجدل حول ميثاق يوليو ليس نقاشاً حول رؤية وطنية، بل هو نزاع بين النخب على من يجلس على رأس الطاولة المتآكلة نفسها.

 

لقد كان إسقاط حسينة ضرورة، لكن خيانة الحكومة المؤقتة، وخداع الأحزاب السياسية السابقة وعجزها، تكشف حقيقة أعمق؛ وهي أن مشكلتنا ليست في الحكومة بل في النظام ذاته. إن بنغلادش لا تحتاج إلى حكومة جديدة، بل إلى نظام جديد. ولا يمكننا الاستمرار في وضع رقعة ديمقراطية فاشلة على جرح يحتاج علاجاً جذرياً. إن بنغلادش تتوق إلى سياسة بديلة، ونظام حكم بديل، وقيادة بديلة، وطريقة حياة بديلة. لقد سئم الناس الوعود الجوفاء للأنظمة الوضعية التي تضع السلطة فوق المبدأ، والحزب فوق الأمة.

 

لقد حان الوقت لتجاوز هذا الوهم الديمقراطي. فالتغيير الحقيقي الذي ننشده لن يتحقق في بنود ميثاق فاسد أو في قاعات برلمان علماني، بل في تبني نظام يوحدنا تحت راية عقيدتنا، نظامٍ يقوم على عدلٍ إلهي ورحمةٍ حقيقية وقيادةٍ تخدم الأمة لا نفسها. إن بنغلادش لا تنتظر حزباً علمانياً آخر، بل تنتظر التغيير الحق الذي لا يتحقق إلا بإقامة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، فهي الميثاق الحقيقي، والمستقبل الوحيد الذي يعد بالتحرر والكرامة.

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

ارتضاء شودري – ولاية بنغلادش

رابط هذا التعليق
شارك

بسم الله الرحمن الرحيم

أمريكا تسعى لتعديل خارطة الطريق للأزمة اليمنية

وذلك بنزع سلاح الحوثيين

 

 

الخبر:

 

ضغوط أمريكية وسعودية على الحوثيين لتعديل خارطة الطريق تتضمن نزع سلاح الحوثيين. (جريدة الأخبار اللبنانية 4 تشرين الثاني/نوفمبر 2025م).

 

التعليق:

 

كانت السعودية قد كشفت عن خارطة طريق بينها وبين الحوثيين بمباركة أمريكية تتعلق بوقف إطلاق النار وفتح الطرق والمطارات ودفع المرتبات ثم البدء بمفاوضات سياسية تفضي إلى تشكيل حكومة مناصفة مع حكومة رشاد العليمي، إلا أن حكومة العليمي رفضتها كونها تهب الحوثيين حوالي ثلثي عائدات النفط وامتيازات أخرى.

 

ومجددا عاد الحديث عن إحياء عملية السلام في اليمن، وقال الحوثيون إنهم جاهزون لتنفيذ خارطة الطريق تلك، وكذلك كرر وزير خارجية السعودية فيصل بن فرحان أن خارطة الطريق جاهزة للتطبيق. بينما يقول قادة المجلس الرئاسي اليمني ووزير خارجيته أنها لم تعد مناسبة ويطالبون بحل سياسي وفق مرجعياتهم الثلاث وهي: المبادرة الغربية المسماة بالخليجية التي بموجبها تمت تنحية الهالك علي عبد الله صالح عن الحكم، ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الذي عقد برعاية غربية وأسفر عن شكل نظام الحكم الفيدرالي في إطار النظام الجمهوري الديمقراطي القائم على الحريات وتمكين المرأة ومحاربة الإرهاب، والمرجعية الثالثة القرار الأممي 2216 الذي يعتبر الحوثيين مليشيا مغتصبة للحكم! إلا أن السعودية والحوثيين متمسكون بخارطة الطريق الأمريكية التي لم تنص على تلك المرجعيات.

 

وفي السياق نفسه شدد مجلس التعاون الخليجي على أن الحل في اليمن ينبغي أن يستند إلى المرجعيات الثلاث دون المساس بوحدة اليمن، في إشارة إلى رفضهم مشروع تقسيم اليمن الذي يتبناه المجلس الانتقالي الذي أنشأته الإمارات عام 2017م.

 

وبالعودة إلى الحديث عن عودة المسار السياسي كشفت جريدة الأخبار اللبنانية أن هناك تعديلا ستقوم به أمريكا مع السعودية يتضمن نزع سلاح الحوثيين، ويبدو أن هذا التعديل سيكون من أجل أن تقبل به حكومة العليمي المسنودة من بريطانيا. فيما يستمر التنافس الدولي على النفوذ في اليمن يبقى الناس هناك تحت سلطان الاستقطاب العسكري والسياسي بين السعودية والإمارات اللتين تمثلان التنافس بين أمريكا وبريطانيا على النفوذ والثروة في اليمن، وقد أشارت إلى ذلك التنافس توكل كرمان تعليقا على افتتاح مطار المخا التي يديرها عضو مجلس الرئاسة طارق صالح والواقعة تحت النفوذ الإماراتي، قائلةً إنه وكيل الوكيل (تقصد بذلك طارق صالح والإمارات الوكيلة عن بريطانيا)، وقالت إن بريطانيا قامت بإنشاء مطار عدن والمنازل والمستشفى فيها خدمة لجنودها وتركت باقي المستوطنات شذر مذر، أي دون أية عناية في إشارة إلى ما تفعله اليوم في المخا حيث بنت مطارا هناك خدمة لمصالحها العسكرية بينما المدن المكتظة بالسكان لا تحظى بأية عناية!

 

والحاصل أن هذه القيادات المحلية تسلم البلاد وقضاياها وثرواتها للوكلاء المتحكمين فيها نيابة عن الغرب الكافر، ويخدعون الناس بشعارات طائفية ومناطقية وحتى دينية كي يخفوا جرائمهم بحق البلاد والعباد.

 

إن الإسلام أمر بعدم السماح للكفار بالسيطرة والتحكم في بلادنا، قال تعالى: ﴿وَلَنْ يَجْعَلَ اللهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلاً﴾، وقال ﷺ: «إِنَّا لَا نَسْتَضِيءُ بِنَارِ الْمُشْرِكِينَ» أي لا نستعين بهم لحل قضايانا، وجعل الإسلام السيادة لله وحده دون أي شريك من البشر في تنظيم الحياة وشكل نظام الحكم فيها وكافة التشريعات التي تصون دماء المسلمين وثرواتهم وتدير شؤون حياتهم وفق أحكام الإسلام في الحكم والاقتصاد والسياسة الخارجية والأموال والتعليم وغيرها، وليس كما يفعل حكام المسلمين اليوم أن جعلوا الغرب الكافر متحكما في البلاد والحكم ونظم العيش ومسيطرا على الثروة والسيادة، وواضعا الناس، وهم أصحاب البلاد وثرواتها، في فقر مدقع ودمار وحروب تدار عن بعد بجنود محليين!

 

يا أهل اليمن: إن نظام الخلافة هو النظام الذي ارتضاه ربكم لكم وليس النظام الجمهوري والفيدرالي الديمقراطي ولا النظام الطائفي ولا النظام الملكي، وقيام الخلافة أمر ممكن ومتاح بل إنه قد آن أوانه بعد الحكم الجبري الذي نعيش تحته اليوم، ولكن الخطوة الأولى نحو الخلافة تكمن في عدم اتخاذ هذه القيادات المحلية شمالا وجنوبا، حكاما، بل إنهم مغتصبون للحكم بتمكين من الغرب الكافر ليسهل عليه نهب الثروة والسيطرة على البلاد وممراتها ومنافذها الدولية في إطار التنافس الاستعماري بين بلدانهم.

 

فهلم إلى العمل مع حزب التحرير لإقامة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة ليرضى عنكم ربكم سبحانه وتعالى وتنالوا عز الدنيا والآخرة، قال تعالى: ﴿إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ﴾.

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

عبد العزيز الحامد – ولاية اليمن

رابط هذا التعليق
شارك

بسم الله الرحمن الرحيم

 

هجوم ترامب على الديمقراطيين:

انقلاب على الديمقراطية أم كشف لزيفها؟

 

 

الخبر:

 

شن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سلسلة من التصريحات الحادة، انتقد فيها أداء الديمقراطيين ونظام التصويت وسياسات الهجرة والإغلاق الحكومي مؤكدا أن الوقت قد حان للجمهوريين لاتخاذ خطوات حاسمة (شبكة الجزيرة).

 

التعليق:

 

منذ صعود دونالد ترامب إلى المشهد السياسي الأمريكي، والعالم يشهد جدلاً واسعاً حول طبيعة خطابه وأسلوبه في التعامل مع خصومه السياسيين. فبين من يراه مصلحاً يريد إعادة أمريكا إلى "عظمتها المفقودة"، ومن يعتبره تهديداً مباشراً لقيم الديمقراطية، ويبقى السؤال الأهم: هل هجوم ترامب المتواصل على الحزب الديمقراطي هو مجرد صراع سياسي طبيعي، أم أنه في جوهره انقلاب على الديمقراطية الأمريكية نفسها؟

 

لطالما قدمت الولايات المتحدة نفسها للعالم باعتبارها "حامية الديمقراطية" و"رمز الحرية"، لكن الواقع يكشف أن هذه الديمقراطية كثيراً ما كانت أداة للهيمنة، لا نموذجاً للنزاهة السياسية. فالنظام الأمريكي كغيره من الأنظمة الرأسمالية قائم على صراع حزبي تحكمه المصالح الكبرى، والشركات العملاقة، واللوبيات الصهيونية، أكثر مما تحكمه إرادة الشعوب.

 

في هذا السياق، يأتي هجوم ترامب على الديمقراطيين باعتباره انفجاراً داخلياً في قلب النظام الأمريكي، إذ يعري الصراع الحقيقي بين طبقة النخبة المتحكمة في مفاصل الدولة، وبين الشعب الأمريكي الذي يشعر أن صوته لم يعد مؤثراً في القرار السياسي.

 

لا شك أن ترامب يحمل خطاباً شعبوياً يلامس مشاعر الطبقة المتوسطة والفقراء في أمريكا، لكنه في الوقت نفسه يوظف هذا الخطاب لخدمة مصالحه الخاصة. إذ إن هجومه على الديمقراطيين ليس نابعا من حرصه على الديمقراطية، بل من سعيه لاستعادة سلطته ونفوذه. ومع ذلك، فإن ما يقوله يفتح الباب أمام مراجعة حقيقية لشعوبهم ولشعوبنا المضبوعة بحضارتهم؛ هل الديمقراطية الأمريكية فعلاً نزيهة، أم أنها مجرد مسرحية تتبدل فيها الوجوه وتبقى المصالح واحدة؟

 

إن تصاعد الخطاب العدائي بين الجمهوريين والديمقراطيين كشف زيف الديمقراطية، وأصبحنا أمام مشهد سياسي متأزم، فاتهام الديمقراطيين لترامب بمحاولة الانقلاب على الديمقراطية، يقابله اتهام الجمهوريين لخصومهم بتزوير الانتخابات والتحكم بالإعلام والقضاء.

 

إنها حرب باردة تكشف أن الديمقراطية فكرة خيالية ما طبقت ولن تطبق إلا في أذهان الناس وأحلامهم وهي في حقيقتها غطاء هش لمصالح النخبة.

 

علينا بصفتنا مسلمين أن ندرك أن ما يجري في الغرب ليس صراعاً على القيم، بل صراع على السلطة والنفوذ. وأن الديمقراطية الغربية ليست بديلاً عن الإسلام، لأن الحكم في الإسلام يقوم على العدل والمحاسبة أمام الله سبحانه، لا على الدعاية والأموال والنفوذ الإعلامي.

 

إن انكشاف تناقضات النظام الأمريكي اليوم هو دعوة لنا لإعادة الثقة بنظامنا الرباني الذي يقوم على مبدأ ﴿وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ﴾، لا على أهواء الأحزاب وتحكم المال والإعلام.

 

إن هجوم ترامب على الديمقراطيين، وإن بدا تمرداً على الأعراف السياسية الأمريكية، إلا أنه في الحقيقة مرآة تعكس أزمة الديمقراطية الغربية نفسها. إنه ليس انقلاباً على الديمقراطية فحسب، بل كشفٌ لزيفها، وأنها ميتة تنتظر دولة الخلافة لتعلن وفاتها ودفنها قريبا إن شاء الله. فمسؤوليتنا هي أن نوقن أن طريق النهضة لا يكون بتقليد الغرب، بل بالعودة إلى هويتنا وشريعتنا وعدلنا الذي أراده الله لنا.

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

عبد العظيم الهشلمون

رابط هذا التعليق
شارك

بسم الله الرحمن الرحيم

 

تحت غطاء أممي وبمشاركة حكام المسلمين

أمريكا تعمل للإطباق على غزة وضمان أمن يهود

 

 

الخبر:

 

كشفت مصادر رسمية يوم الخميس أن الولايات المتحدة وزعت رسميا مشروع قرار بشأن قطاع غزة على أعضاء مجلس الأمن الدولي، ينص على إنشاء مجلس سلام وصندوق تمويل لإعادة الإعمار، ويُحدد البنية التحتية لترتيبات الحكم في قطاع غزة في اليوم التالي، وتسليمه إلى قوة دولية تتألف في معظمها من جنود من بلاد إسلامية. وتنص المادة السابعة، من مسودة المشروع على أن القوة ستعمل مع كيان يهود ومصر، إلى جانب قوة الشرطة الفلسطينية الجديدة التي ستُنشأ تحت الإشراف، لتأمين المناطق الحدودية واستقرار البيئة الأمنية في غزة، من خلال ضمان عملية نزع سلاح القطاع، والتي تشمل تدمير ومنع إعادة بناء البنية التحتية والقدرات العسكرية والقدرات الهجومية، ونزع سلاح الفصائل بشكل دائم.

 

التعليق:

 

من الواضح أنّ أمريكا عازمة على ترتيب الأمور الأمنية في المنطقة بما يضمن أمن قاعدتها في الشرق الأوسط، كيان يهود، لسنوات قادمة بعد أن لمست الخطورة العالية التي تحيط به وتهدد مستقبله، إذ كانت أحداث السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023 هي التي دقت ناقوس الخطر، وأطلقت الإنذار الوجودي لهذا الكيان، لذلك ليس غريبا أن يهدد المبعوث الأمريكي توم براك الجيش اللبناني بمنحه مهلة تنتهي في نهاية تشرين الثاني/نوفمبر الحالي لإحداث تغيير في الوضع المتعلق بقضية سلاح حزب إيران وأنه في حال لم يحدث ذلك، فسيتمكن كيان يهود من شن هجمات وستتفهم أمريكا ذلك. وفي السياق ذاته تأتي شروط أمريكا في المفاوضات مع إيران إذ تطالب بتسليم اليورانيوم المخصب وخفض مدى الصواريخ الباليستية إلى ما دون 500 كلم.

 

وفي غزة هاشم، ها هي أمريكا تغذ الخطا لنزع سلاحها وتدمير البنية التحتية والقدرات العسكرية فيها، على نحو تحسب أنه سيضمن أمن يهود لعقود قادمة. ولأنها تعلم أن هذه المهمة قذرة مغلفة بشعار السلام فهي حريصة على إيكالها إلى قوات تابعة لبلاد إسلامية وتفضل إشراك قوات للسلطة الفلسطينية معهم، حتى يتم تغليف العملية بطابع المصلحة الوطنية بدل أن تُفهم على حقيقتها بوصفها قوات تساند قوات يهود.

 

وهكذا فإن حكام المسلمين بعد أن أكملوا عامين من الخذلان والتآمر على غزة وأهلها، بصمتهم عن الجرائم التي ارتكبها كيان يهود، وعدم تحريكهم جيوش الأمة لنصرتها، بل وإعانة كيان يهود بالمال والبضائع والسلاح والتضليل، ها هم يدخلون عامهم الثالث ليكللوا جهودهم السابقة في خدمة أمريكا ويهود بمشاركتهم في ترتيب الأوضاع على نحو يحفظ أمن الكيان المستقبلي ويطفئ جذوة قتال الاحتلال.

 

حقا إن هؤلاء الحكام تبع للغرب، وخدم لمشاريعه الاستعمارية، يهرعون بالأموال والجنود عندما تناديهم أمريكا لإنقاذ كيان يهود بينما يصمتون صمت أهل القبور فلا تسمع لهم همساً ولا رِكزاً عندما تناديهم أمتهم من تحت الركام بشيوخها ونسائها وأطفالها.

 

إن ما تريده أمريكا خطير جدا! فهي بخطتها هذه تحاول أن تنقل جيوش المسلمين إلى مرحلة ثالثة! فقد كانت المرحلة الأولى عندما واجهت جيوش المسلمين كيان يهود في حروب مسرحية، ثم كانت المرحلة الثانية أنها وقفت تتفرج على المجازر بحق أهل الأرض المباركة وهم حرس حدود لهم، أما اليوم فتريد أمريكا أن تقحم جيوش المسلمين في المرحلة الثالثة وهي تحويلها إلى قوة عسكرية تساند كيان يهود بشكل مباشر على أرض فلسطين المحتلة، وهذا أمر خطير إن تحقق.

 

فعلى الأمة الإسلامية، وخاصة ذوي الرأي وأصحاب المنابر والمنصات من إعلاميين ومؤثرين، تنبيه الأمة على مصالحها من أن تقع في شر هذا الإجراء. وليعلم جميع المسلمين أنه لا مخرج من هذا التآمر على الأرض المباركة فلسطين، وسائر مقدسات المسلمين وبلادهم ومصالحهم إلا أن تصحح بوصلة جيوشهم بأن يتحرك المخلصون فيها ويعطوا النصرة لحزب التحرير لإقامة النظام السياسي الذي دافع عنها لقرون، وهو نظام الخلافة، اليوم قبل غدٍ، لتستعيد بلادها كلها من فلسطين إلى كشمير من براثن الاستعمار وأدواته، ﴿وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ﴾.

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

المهندس صلاح الدين عضاضة

مدير المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

رابط هذا التعليق
شارك

بسم الله الرحمن الرحيم 

الخلافة أم الاستعمار: الخيار الحاسم للأمة في أفغانستان وباكستان

(مترجم)

 

 

الخبر:

 

بهدف إنهاء الأزمة القائمة بين أفغانستان وباكستان، عقب اتفاق وقف إطلاق النار في قطر، عُقد اجتماع في إسطنبول، أكد فيه الطرفان على استمرار وقف إطلاق النار، واتفقا على عقد اجتماع رفيع المستوى في 6 تشرين الثاني/نوفمبر لبحث السبل العملية لتنفيذه. ومن المقرر أن يُصاغ خلال هذا الاجتماع آلية محددة لمراقبة تنفيذ الاتفاق والتحقق منه، تضمن الحفاظ على السلام، وتُتيح إمكانية معاقبة الطرف المخالف.

 

التعليق:

 

لن تُفضي هذه الجهود إلى سلام دائم إلا عندما يقف مسلمو أفغانستان وباكستان على جبهة فكرية وسياسية، بل وحتى عسكرية، ولا يُسلمون قضيتهم، إلى المستعمرين ولا  إلى مواليهم كقطر وتركيا، بل إلى الإسلام وأحكامه. إن الاجتماعات التي تُعقد في إطار إملاءات ومؤامرات ومصالح القوى الاستعمارية، في أحسن الأحوال، ليست سوى تكرار مؤقت لوقف إطلاق النار؛ وفي نهاية المطاف، غطاء لاستمرار التنافس الاستعماري على الأرض والموارد والطرق الاقتصادية، فضلاً عن كونها محاولة لمنع صحوة الأمة الإسلامية ووحدتها في المنطقة.

 

تبرز أهمية هذه القضية في أن جنوب آسيا أصبح ساحة صراع لمصالح القوى الاستعمارية العالمية. تلعب أفغانستان، بمواردها المعدنية الوفيرة وموقعها الجيوسياسي الحيوي، وباكستان، بممراتها وموانئها الاستراتيجية، دوراً رئيسياً في المعادلات الجيواقتصادية للمنطقة. تسعى أمريكا - في إشارة إلى انسحاب قواتها من أفغانستان، وتسليم الأسلحة على نطاق واسع لطالبان، والتخلي عن قاعدة باغرام، التي تتمتع بموقع جيوسياسي وجيوستراتيجي لمراقبة الصين وروسيا - إلى الضغط على حكومة طالبان وإجبارها على قبول شروطها. من ناحية أخرى، تسعى الصين، باستثمارات واسعة النطاق وخاصة في إطار الممر الاقتصادي الصيني الباكستاني، إلى إنشاء شبكة من البنية التحتية للوصول إلى الأسواق العالمية، وهي شبكة ستربط المنطقة باقتصادها.

 

وفي مواجهة هذا النفوذ، تسعى أمريكا إلى مبادرات موازية للحفاظ على هيمنتها الاقتصادية والأمنية في المنطقة، وفي الوقت نفسه تحاول إبعاد حكومة أفغانستان عن دائرة نفوذ الصين وروسيا ومنعها من أن تصبح قوة مؤثرة في الأمة الإسلامية. إن التنافس بين أمريكا والصين بمشاركة الهند التابعة لأمريكا هدفه جعل أفغانستان معادية لباكستان وقريبة من الهند، وتحويل المنطقة إلى ميدان للتنافس الاستعماري، حيث تكون المشاريع الاقتصادية أدوات للهيمنة السياسية والسيطرة على موارد الأمة.

 

لذلك، فإن الاجتماعات قصيرة وطويلة الأجل لهذه الحكومات لحل الأزمة الأفغانية الباكستانية لن تحل هذه المشكلة أبداً. فما دامت سياسة الولايات المتحدة في المنطقة قائمة على خلق التوتر بين باكستان وأفغانستان؛ وما دامت دائرة معينة داخل الجيش الباكستاني، التي تضغط على أمريكا تحت اسم "مكافحة الإرهاب" أو "الضغط على طالبان"، باقية في السلطة؛ وما دامت الجماعات المسلحة موجودة في المنطقة وتقاوم السياسات القمعية والعلمانية للحكومات؛ وما دام خط دوراند المفروض قائماً في هذه المنطقة؛ وما دامت الحكومات الوطنية، بناءً على مصالحها الضيقة والفئوية، تمارس السياسة بعضها ضد بعض فلن تُحل هذه المشكلة أبداً.

 

ومع ذلك، فإن جذر الأزمة لا يقتصر على الألاعيب الجيوسياسية، بل ينبع من المرض الفكري السياسي المتمثل في تجزئة الأمة إلى دول وحدود مصطنعة مبنية على الوطنية والقومية. وما دام مسلمو أفغانستان وباكستان يُعرّفون هويتهم على أساس الحدود القومية الاستعمارية، ويتجاهلون الهوية الإسلامية باعتبارهم أمة واحدة، ولا يقطعون أيدي المستعمرين عن المنطقة، فلن يدوم أي اتفاق. يجب أن تتشكل الوحدة الفكرية والسياسية والجغرافية لهذين البلدين على أساس الولاء لله والإسلام والمسلمين، لا على أساس المصالح العابرة للدولة القومية أو الاتفاقيات مع المستعمرين.

 

يكمن الحل الحقيقي في ثلاثة أركان أساسية:

 

أولاً، الانقطاع التام عن التبعية للقوى الاستعمارية ووقف التعاون الاقتصادي والعسكري والاستخباراتي معها.

 

ثانياً، إعادة بناء الاقتصاد الإقليمي على أساس إدارة موارد الأمة وتطوير بنية تحتية مستقلة.

 

ثالثاً، التعبئة الفكرية والسياسية والعسكرية للقضاء على القومية وإحياء وعي الأمة الواحدة.

 

يجب أن تصبح النخب والعلماء والأحزاب والمؤسسات محور الجهود الرامية إلى استعادة السياسة على أساس الإسلام. إن الإطار الوحيد الذي يجمع هذه الركائز هو نظام سياسي قائم على الشريعة الإسلامية ووحدة الأمة، نظام يزيل الحدود المصطنعة، ولا يسمح للمشاريع الاستعمارية بفرض هيمنتها على بنية التبعية بين الدول. إن إقامة الخلافة الراشدة هي السبيل الحقيقي لإنقاذ المنطقة من براثن الاستعمار، وإعادة السيادة للأمة. هذا المسار يتطلب تضحية ووعياً وإرادة سياسية، ولا سبيل للخلاص إلا ذلك.

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

يوسف أرسلان

عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية أفغانستان

رابط هذا التعليق
شارك

بسم الله الرحمن الرحيم

أمريكا تحمّل لبنان نزع سلاح حزب إيران أو المواجهة الحتمية!

 

 

الخبر:

 

تشهد الساحة اللبنانية تصعيدا دبلوماسيا أمريكا غير مسبوق، بعد أن حطت المبعوثة الأمريكية مورغان أورتاغوس في بيروت للضغط على السلطات اللبنانية لنزع سلاح حزب إيران اللبناني، في رسالة تحمل إما الانخراط في مفاوضات مباشرة أو غير مباشرة مع كيان يهود، أو مواجهة احتمالات تصعيد عسكري قد يقود إلى حرب شاملة.

 

أورتاغوس اجتمعت برئيس لبنان جوزيف عون ورئيسي الحكومة والنواب نواف سلام ونبيه بري، وطرحت عليهم إما الدخول في مفاوضات مباشرة مع تل أبيب برعاية واشنطن، أو التفاوض غير المباشر عبر لجنة الميكانيزم.

 

المصادر اللبنانية كشفت أن زيارة موفد أمريكا براك المرتقبة إلى بيروت ستكون الأخيرة، حيث سيبلغ المسؤولين أن أمامهم فرصة أخيرة لتنفيذ خطة نزع السلاح، وإلا سيُترك لبنان لمصيره. (سكاي نيوز عربية، بتصرف)

 

التعليق:

 

نحن المسلمين نأخذ مفاهيمنا من عقيدتنا ومصدرها الكتاب والسنة وإجماع الصحابة والقياس الشرعي، فالله سبحانه وتعالى أمرنا بإعداد ما نستطيع من قوة لإرهاب العدو، فقال: ﴿وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ﴾، وأن لا نجعل مصدر تسليح جيوشنا من دول الكفر ليس فقط لأنها لا تبيع السلاح إلا بشروط مخالفه للإسلام، بل لأن ذلك يجعل للكافرين علينا سبيلا، والله سبحانه وتعالى يقول: ﴿وَلَن يَجْعَلَ اللَّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلاً﴾، ونحن مكلفون بعد تطبيق الإسلام في الداخل بحمله إلى الخارج بالدعوة والجهاد، قال تعالى: ﴿قَاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلَا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلَا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّىٰ يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَن يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ﴾.

 

أما الحكام الذين تسلطوا على رقاب الأمة بعد هدم دولة الخلافة سنة 1924م، فهم مجرد أدوات للكافر المستعمر، فقد رهنوا مقدرات الأمة لأعدائها رغم امتلاكها الجيوش الجرارة، التي توجب عليهم عقيدتهم الجهاد في سبيل الله والتضحية بالأموال والأنفس من أجل نيل رضوان الله والفوز بجنة عرضها السماوات والأرض، فكان هؤلاء الحكام الخونة الحاجز الذي يحول بين الجيوش ونصرة الأمة، وأقرب مثال على ذلك حرب الإبادة الجماعية التي يشنها كيان يهود على أهلنا في غزة والتي راح ضحيتها عشرات الآلاف من الشهداء والمفقودين والمصابين، فآثرت تلك الجيوش الصمت والخذلان إرضاء لهؤلاء الحكام الخونة، وكذلك الحرب التي افتعلتها أمريكا في السودان بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، والانخراط في حرب عبثية وقودها المسلمون.

 

والآن تريد أمريكا أن تنزع سلاح حزب إيران في لبنان بعد أن استنفدت أغراضها منه بوقوفه إلى جانب طاغية الشام الهارب وقتله لأهل الشام الثائرين، وادعائه بأنه ساند أهل غزة ضد كيان يهود بإطلاقه عدة صواريخ، فإذا كان الجيش اللبناني لا يملك الإمكانية لحصر سلاح حزب فكيف يستطيع أن يحمي دولة أو أمة أو سيادة مزعومة؟!

 

لذلك كان لزاما على أبناء الأمة الإسلامية من علماء وشيوخ عشائر وأهل قوة العمل مع حزب التحرير لاستئناف الحياة الإسلامية بإقامة دولة الخلافة على منهاج النبوة، التي توحد المسلمين تحت قيادة سياسية واحدة وجيش عظيم واحد، وتخلع كيان يهود من جذوره، وتعيد الثروات المنهوبة إلى أهلها، وتنهي الحروب العبثية بين المسلمين، وتنهي تدخلات الكافر المستعمر في شؤونها الداخلية، وتجعل الأمة الإسلامية مرهوبة الجانب، عزيزة بدينها، كما قال سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه "نحن قوم أعزَّنا الله بالإسلام فمهما ابتغينا العزَّة في غيره أذلَّنا الله".

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

عبد الله عبد الحميد – ولاية العراق

رابط هذا التعليق
شارك

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

إِنَّمَا الْإِمَامُ جُنَّةٌ

 

 

الخبر:

 

أدلى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بتصريحات صادمة أعلن فيها أنه وجّه وزارة الحرب الأمريكية للاستعداد لأي عملية عسكرية محتملة في نيجيريا، بدعوى حماية النصارى من الجماعات الإسلامية المسلحة. وقد أكد وزير الحرب الأمريكي في تصريح مكمّل: أن أمريكا لن تقف مكتوفة الأيدي أمام ما سماه إرهاباً إسلامياً يهدد النصارى، مطالباً نيجيريا بالتحرك إما أن تحميهم، أو سنتدخل نحن مباشرة للقضاء على الإرهابيين الإسلاميين.

 

في حين اعتبر مراقبون أن الخطاب الأمريكي يعكس انحيازاً دينياً واضحاً تحت غطاء مكافحة الإرهاب. تصريحاتٌ أثارت موجة انتقادات واسعة واعتبرها كثيرون تجسيداً لسياسة الغرب القائمة على حماية أتباعه باسم الإنسانية، فيما يصمت أمام دماء المسلمين المنتهكة في فلسطين ولبنان وسوريا والأويغور وبورما وكشمير وأفريقيا الوسطى وغيرها. (2025/11/3)

 

التعليق:

 

أما آن للمسلمين أن يعتبروا من مواقف الغرب وقادته؟! فها هو رئيس العلمانية يترك علمانيته التي يتشدق بها ليل نهار ويتوعد بالدفاع عن النصارى بجيشه، لا لشيء إلا لعداوتهم وبغضهم للإسلام والمسلمين. وبينما يُذبح المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها، لا تسمع همساً لحكام وقيادات وجيوش قد أقسمت أن تحميهم!

 

يُظهر هذا المشهد التناقض الفاضح بين من يملك دولة تحمله على نصرة عقيدته وإن كانت باطلة ومحاربة ما سواها، وبين أمة الإسلام التي فرّقها الغرب الكافر وحكامها المنصّبون عليها الذين جرّعوها الذلّ والتبعية الظاهرة للغرب.

 

إن غياب الخليفة الذي يذود عن الإسلام والمسلمين هو أصل الداء، وإن الأمة لن تستعيد عزّها إلا حين يكون لديها من يقودها بالإسلام ويجمع شتاتها تحت رايته. أما أولئك الحكام التابعون للغرب الكافر، فهم سبب الضعف والضياع، ولن يُرجى منهم خيرٌ لأمتهم ما داموا يسيرون في ركاب أسيادهم.

 

وهكذا، فإنّ كلمات ترامب وموقف أمريكا الصليبية ليست إلا مرآة لواقعٍ مقلوب، فالدرس الذي يُفهم من تصريح ترامب ووزارة حربه ليس في تهديدها، بل في حميتهم على من يرونهم من أهل دينهم وإن كانوا لا يقرونه، مقابل خذلان من يُفترض أنهم أولياء أمر المسلمين لأمتهم. ذلك هو الفرق بين أمة لها إمامٌ يُقاتَل من ورائه، وأمةٍ فرّطت في إمامها فضاعت في مهبّ الأمم. الغرب يغار على دينه، والمسلمون لا معتصم لهم يغار عليهم. وبين الغيرة والغفلة يظلّ ميزان القوة يميل لمن يملك إرادةً ووحدةً وسلطاناً، فأين المعتصم الذي يعصم المسلمين؟! قال رسولنا ﷺ: «إِنَّمَا الْإِمَامُ جُنّةٌ يُقَاتَلُ مِنْ وَرَائِهِ وَيُتَّقَى بِهِ».

 

إنّ هذا المشهد يكشف فراغ الأمة من قيادة صادقة تحمل عقيدتها حملاً سياسياً يترجم قول النبي ﷺ: «الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ لَا يَظْلِمُهُ وَلَا يَخْذُلُهُ وَلَا يُسْلِمُهُ». لكن المسلمين اليوم تُركوا فريسة لتجاذب القوى الكبرى، تحكمهم أنظمة وُضعت لتخدم مصالح الغرب لا مصالحهم ودينهم، وعطلوا قول الله عز وجل ﴿وَإِنِ اسْتَنصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ﴾. فأين النصر لأهلنا في غزة وكل فلسطين ولبنان وسوريا وعامة بلاد المسلمين؟! ومن ذا الذي يحمل راية الدفاع عن المظلومين كما رفعها علي وعمر اقتداء برسول الله ﷺ وعملا على منهاجه.

 

إنّ غياب الدولة الراعية التي تذود عن المسلمين وتوحّد صفوفهم هو الجرح الأعمق في جسد الأمة ولن يندمل الجرح إلا حين تستعيد الأمة وعيها وكرامتها، وتعمل مع حزب التحرير لاستئناف الحياة الإسلامية في واقع الحياة بإقامة دولة الخلافة الراشدة فتنبذ التبعية وتنهض على أساس دينها وعدله، فيعود لها من يحمل سيفها بصدق وعدل ورحمة.

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

سيف مرزوق – ولاية اليمن

رابط هذا التعليق
شارك

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

أجهزة الاستخبارات الطاجيكية تعيد 4000 طالب من الخارج

(مترجم)

 

 

الخبر:

 

أعادت سلطات طاجيكستان أكثر من 4000 طالب من الخارج بحجة منع احتمال انخراطهم في تنظيمات إرهابية. أعلن ذلك رئيس لجنة الدولة للأمن القومي، سايمون ياتيموف، خلال مؤتمر عقد في دوشانبي. وبحسبه، فقد كان هؤلاء الشباب يدرسون في الخارج وتحت تأثير فكري من جماعات متطرفة ومؤسسات تعليمية دينية أثارت أنشطتها قلق أجهزة الأمن الطاجيكية. وأكد ياتيموف بالقول: "من أجل منع انضمامهم إلى مثل هذه الجماعات، تمت إعادة أكثر من 4000 طالب طاجيكي إلى وطنهم، حيث كانوا مستهدفين من قبل المنظمات الإرهابية والمؤسسات التعليمية الدينية الأجنبية".

 

التعليق:

 

تجدر الإشارة إلى أن النظام الطاجيكي يفرض رقابة صارمة على التعليم الديني للشباب الطاجيك منذ 15 عاماً. بدأ كل شيء عندما أُعلن عام 2009 "عام الإمام أبي حنيفة". تحت ذريعة الحفاظ على المذهب الحنفي، تم اتخاذ إجراءات قمعية ضد طلاب الجامعات الدينية، وخاصة أولئك الذين يدرسون في الخارج. وفي غضون بضع سنوات، تم إغلاق جميع المؤسسات التعليمية الدينية في البلاد، باستثناء المعهد الإسلامي في دوشانبي، الذي يخضع لإشراف حكومي صارم.

 

منذ ذلك الحين، لم يُسمح بالحصول على التعليم الديني في طاجيكستان إلا في المؤسسات المعترف بها رسمياً وبموافقة الوالدين. والمؤسسة الوحيدة العاملة من هذا النوع هي المعهد الإسلامي في دوشانبي، الذي يقبل عدداً محدوداً جداً من الطلاب. ونتيجة لذلك، هناك نقص حاد في الكوادر المؤهلة في هذا المجال. وقد غادر معظم الشخصيات الدينية المستقلة والأشخاص الذين تلقوا تعليماً دينياً، البلاد منذ فترة طويلة أو يقضون عقوبات بالسجن بتهم جنائية ملفقة. أما الباقون فهم تحت مراقبة مشددة من أجهزة الأمن.

 

أحد الركائز الأساسية لسياسة الرئيس رحمون الداخلية هو منع أي شكل من أشكال النهضة الدينية-السياسية، على غرار ما حدث في التسعينات من القرن الماضي. وبالنظر إلى الاتجاهات الحالية، لا يبدو أن أي شيء في هذا الصدد سيتغير حتى بعد تقاعد رحمون المتوقع، بالنظر إلى التصريحات التي أدلى بها خليفته. ومن الجدير بالذكر أنه في آب/أغسطس من هذا العام، أعرب رستم إمام علي، عمدة دوشانبي ورئيس مجلس النواب، خلال اجتماع مع ممثلي أجهزة إنفاذ القانون والهيئات القضائية في العاصمة، عن قلقه بشأن مسألة التعليم الديني غير القانوني. وقال في ذلك الوقت: "ثمانين في المائة ممن تلقوا تدريباً دينياً غير قانوني هم من الشباب دون سن الثلاثين".

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

محمد منصور

رابط هذا التعليق
شارك

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

الاستعمار العسكري الأمريكي يهدد نيجيريا

 

 

الخبر:

 

وجه الرئيس الأمريكي سهامه مجدداً ضد اثنين من أكبر اقتصادات أفريقيا، ملوّحاً بتدخل عسكري ضدّ مسلحين إسلاميين في نيجيريا، ومشككاً في دور جنوب أفريقيا ضمن مجموعة العشرين، وقال إنه طلب من وزارة الحرب الأمريكية الاستعداد لعمل محتمل ما لم تتحرك الدولة الواقعة في غرب أفريقيا. (اقتصاد الشرق، 2025/11/06م)

 

التعليق:

 

على الرغم من خطر مواجهة ملايين الأمريكيين للجوع والمرض بعد فقدان الدخل بسبب الإغلاق الحكومي الذي لا يزال مستمرا منذ أكثر من خمسة أسابيع ودون وجود حل في الأفق لهذه الأزمة في الوقت القريب، وعلى الرغم من تجاهل الرئيس الأمريكي وعدم اكتراثه بهذا الأمر ورفضه للتراجع حتى عن قرار وقف المساعدات الخاصة لمن كانوا أصلا بحاجة لهذه المساعدات قبل الإغلاق الحكومي، على الرغم من كل هذا، إلا أنه يتباكى ويذرف دموع التماسيح على النصارى في نيجيريا ويهدد بحملة عسكرية.

 

والحقيقة التي لا تخفى على أحد أن آخر ما يفكر به رؤساء الدول الغربية وبالأخص رؤساء أمريكا هو النواحي الإنسانية، أو مساعدة الشعوب والوقوف إلى جانبها، فهؤلاء الرؤساء هم أصلا سبب بلاء العالم بأسره وخاصة البلاد الإسلامية، وهم مَن يؤجج الحروب في العالم ويسرقون ثروات البشر ويقتلون الأطفال والنساء والشيوخ دون رحمة أو شفقة، وما غزة وما جرى فيها من تدمير وسفك للدماء إلا خير شاهد، وإن تحركوا يوما لمساعدة أحد فلتحقيق مآربهم الخاصة ليس إلا، ومعلوم أن نيجيريا بلد ذو ثروات كبيرة من النفط والمعادن الثمينة والنادرة، وهي بلا شك التي أسالت لعاب هذا اللص المجرم، فأراد أن يستفرد بسرقة هذه الثروات ونهبها، وفي الوقت نفسه يحول بينها وبين الصين التي أسست بدورها لعلاقات اقتصادية قوية مع نيجيريا وزخم تجاري في القارة الأفريقية بشكل عام.

 

نعم هذه حقيقة نوايا سفيه أمريكا، وهذه هي الحجج الواهية لدول الغرب الكافر المستعمر التي تغطي بها احتلالها للشعوب ونهبها للثروات والقتل والتدمير؛ فتحت شعار نشر الديمقراطية وحقوق الإنسان والحريات وحماية العرقيات الصغيرة ومحاربة الإسلام تحت مسمى محاربة الإرهاب والتطرف، تقوم هذه الدول بكل الجرائم حتى تلك التي تأنف منها الوحوش الكاسرة.

 

ولن يوقف أمريكا ويشرد بها من خلفها من دول الاستعمار كافة ويقطع أيديهم عن نهب ثروات الأمة ومقدراتها إلا دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة وخليفة تقي نقي يحمي بيضة المسلمين وغير المسلمين من رعايا الدولة ويذود عن حياض الأمة ويصون الدماء والأعراض والأموال.

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

وليد بليبل

رابط هذا التعليق
شارك

بسم الله الرحمن الرحيم

 

ألم يأن لنا التزام الخط المستقيم والبُعد عن الخطوط المعوجة؟!

 

 

الخبر:

 

إجراء سادس انتخابات برلمانية بعد عام 2003، في 11 تشرين الثاني 2025.

 

التعليق:

 

مع كل التضخيم الإعلامي الذي يُصاحب الانتخابات عادة، ومع أعمال سياسية يقوم بها المتنفذون وتصريحات ومعارضات هدفها التغطية على واقع مثل هذه الانتخابات في بلاد المسلمين ومنها العراق، وفي ظل دستور وأنظمة لا تطبق شرع الله تعالى ولا تُحَكِّمه في شؤونها، لا بد من وضع الخط المستقيم بجوار الخطوط المعوجة، لكي يتبين الحق من الباطل، والحلال من الحرام،  والحسن من القبيح، قال تعالى: ﴿وَأَنَّ هَـذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ﴾.

 

إن معرفة الحكم الشرعي تتطلب تحقيق مناطه، ومناطه هنا هو انتخاب أعضاء مجلس النواب، وطبيعة أعمال المجلس وصلاحياته، ومن ثم إنزال الحكم الشرعي عليه.

 

ومجلس النواب في النظام الديمقراطي يقوم بأعمال ومهمات أبرزها: سن التشريعات، ومنح الثقة للحكومة ومحاسبتها وإقرار الموازنة العامة، والقسم على المحافظة على الدستور الوضعي، والمصادقة على الاتفاقيات والمعاهدات، وانتخاب رئيس الدولة.

 

أما واقع الانتخاب شرعا فهو توكيل ونيابة في الأمر الذي يجري الانتخاب من أجله، وعليه فإن حكم الشرع في الانتخابات يأخذ حكم الوكالة، فإن وكلت في عمل حلال كانت الوكالة حلالا، وإن وكلت في عمل حرام كانت الوكالة حراما.

 

أما التشريع فهو عمل لا يجوز للمسلم أن يمارسه لا تشريعا ولا تصويتا على تشريع بسلب أو إيجاب حتى وإن وافق هذا التشريع حكم الإسلام؛ فمصداقية التشريع ومرجعيته هي كونه له دليل من الشرع، سواء وافق الشعب عليه أم لم يوافق، فالتشريع لله تعالى وحده ولا يحق لأحد أن يشارك الله تعالى فيه، قال تعالى: ﴿إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا للهِ﴾.

 

أما منح الثقة لحكومة علمانية لا تحكم بما أنزل الله فلا يجوز لمسلم، كما لا يجوز له أن يُصادق على اتفاقيات ومعاهدات تقوم على قوانين الكفر ناهيك عن كونها اتفاقيات تجعل للكافر سبيلا على البلاد والعباد، والله تعالى يقول: ﴿وَلَنْ يَجْعَلَ اللهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلاً﴾.

 

وأما القسم على المحافظة على الدستور والولاء للوطن، فإن الدستور قانون من وضع البشر يحرم التحاكم إليه، والولاء لا يكون إلا لله، فكيف يقسم النائب بالله، على كتاب الله، أن يعصي الله ويحتكم لغير شرعه؟!

 

أما مسألة المحاسبة، فلا شك أنها مطلب مهم وضروري وهي من أعمال الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وهو فرض، لكن هل تتم المحاسبة في مجلس النواب على أساس الإسلام أم على أساس الدستور والقوانين الوضعية؟

 

أما إقرار الموازنة فهو باطل لكل صاحب عينين، فالموازنة تقوم على الضرائب والقروض الربوية تماشيا مع الاقتصاد الرأسمالي.

 

وبعد هذا البيان يتضح أن هذه الانتخابات تتم وفق دستور وضعي مخالف للإسلام لذا فإنها تُصبح محرمة، وهي شهادة زور تهدف لتعزيز فكرة استحالة التغيير، يصورها الجهلاء أو الجبناء أو علماء السلاطين، ولها مآرب أخرى.

 

لكن التغيير باستطاعة الأمة الإسلامية إن هي توكلت على الله تعالى والتزمت طريقة رسوله ﷺ، ثم وضعت يدها بيد المخلصين وهم كثر ولله الحمد. لهذا الخير ندعوكم والله من وراء القصد.

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

د. عبد الإله محمد – ولاية الأردن

رابط هذا التعليق
شارك

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

الكافر في بلاد المسلمين يصول ويجول.. ولا رادع له إلا دولة الخلافة

 

 

الخبر:

 

قالت مصادر دبلوماسية أمريكية، إن المبعوث الأمريكي الجديد في العراق مارك سافايا، يحمل أجندة يستهّل فيها عمله في بغداد، قائمة على 3 محاور، في صدارتها عدم تجديد عقود عمل شركات النفط الصينية في حقول البترول العراقية، وأن تحلّ مكانها شركات أمريكية.

 

وأوضحت المصادر في تصريحات لـ"إرم نيوز"، أن المحاور الأخرى التي كُلف بها سافايا من الرئيس دونالد ترامب، للعمل على دعم تشكيل حكومة في العراق على إثر الانتخابات النيابية المقررة في 11 تشرين الثاني/نوفمبر الجاري، لا تخضع لأية ضغوط من إيران ولا تتحكم فيها فصائل الحشد الشعبي والتيارات المؤثرة الموالية لطهران.

وأكدت المصادر أن المحور الثالث المكلف به سافايا للعمل عليه وترتيبه مع استلامه منصبه في بغداد، الذهاب إلى تهيئة خطة تتحرك عليها واشنطن لإيجاد عملية حل حقيقية لفصائل الحشد الشعبي للتخلص من تأثيراتها وهيمنتها بالداخل العراقي في ظل كونها ظهيرا استراتيجيا وعسكريا لإيران في العراق. (إرم نيوز)

 

التعليق:

 

يأتي تعيين المبعوث الأمريكي الجديد في العراق مارك سافايا في وقت يشهد فيه العراق أوضاعا قلقة بسبب هيمنة الفصائل المسلحة، وصراعات القوى السياسية، والتي تجاوزت أدنى مستوى من الأخلاق بسبب الانتخابات.

 

فلم ترسل أمريكا سفيرا لها مع أنها تمتلك أكبر سفارة في العراق، بل اكتفت بتعيين قائم بالأعمال، ما يخفّض درجة التمثيل الدبلوماسي، وقامت بإرسال مبعوث لها مرتبط مباشرة بالرئيس الأمريكي، ما يعني أن هناك أعمالا تختلف عن أعمال الدبلوماسية، لأن لديه مطلق الصلاحية في التحرك على المستويات السياسية والمجتمعية والتجارية. ومما تجدر الإشارة إليه أن المبعوث الأمريكي مارك سافايا هو ثالث مبعوث أمريكي إلى العراق، منذ بول بريمر، عام 2003، بعد احتلال العراق، وبريت ماكغورك في مرحلة الحرب ضد تنظيم الدولة عام 2014، وجميعهم تم تعيينهم في ظروف مضطربة.

 

ومع أننا لم نسمع تصريحا من الحكومة العراقية حول هذا الأمر، إلا أنه ينم عن تدخل مباشر من المحتل الأمريكي، ويثبت أن العراق بلد محتل فاقد للسيادة مهما ادعت الحكومة العراقية خلاف ذلك.

 

هذا هو حال المسلمين بعد غياب دولة الخلافة وتمزيق بلادهم؛ يصول أعداؤهم ويجولون ويرسمون خريطة العيش وإدارة البلد بل ويستخفون بنا؛ فقد صرح رأس الكفر ترامب خلال قمة شرم الشيخ الأخيرة، أن "العراق بلد يمتلك الكثير من النفط، لديهم كميات هائلة لدرجة أنهم لا يعرفون ماذا يفعلون بها"، وأضاف: "هذا بحد ذاته مشكلة كبيرة، عندما تملك الكثير ولا تعرف كيف تتصرف به"، هذا ما تنطق به أفواههم، وما تخفي صدورهم أكبر.

 

أيها المسلمون: لا يردع أمريكا وأخواتها من دول الكفر إلا دولة الخلافة على منهاج النبوة، وإلا خليفة المسلمين الذي يقطع دابر الكافر المستعمر من بلادنا ويمنعه من التدخل في شؤونها، ويُبطل جميع مخططاته.

 

فإلى العمل الجاد لهذا الواجب العظيم، لتعودوا خير أمة كما كنتم، وتنالوا عز الدنيا وسعادة الآخرة.

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

أحمد الطائي – ولاية العراق

 
رابط هذا التعليق
شارك

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

قمة C5+1 هي خطوة مهمة لأمريكا

في سحب آسيا الوسطى إلى فلكها

 

 

الخبر:

 

شارك الرئيس شوكت ميرزياييف رئيس أوزبيكستان في قمة قادة دول آسيا الوسطى والولايات المتحدة بصيغة C5+1، والتي عُقدت في البيت الأبيض في واشنطن، المقر الرئاسي الرسمي لرئيس أمريكا. (الرئاسة الأوزبيكية، 06/11/2025)

 

التعليق:

 

شارك رؤساء دول آسيا الوسطى الخمس في فعالية برئاسة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. الجدير بالذكر أن الرئيس الأمريكي استقبل قادة آسيا الوسطى في البيت الأبيض لأول مرة بصيغة C5+1. وأقيم هذا التجمع احتفالاً بالذكرى العاشرة على إطلاق هذا التنسيق. وقبل انعقاد القمة المذكورة، تبنى مجلس الشيوخ الأمريكي بالإجماع قرار الاعتراف بالأهمية الاستراتيجية لمنصة C5+1 الدبلوماسية وتعميق الشراكة بين الولايات المتحدة ودول آسيا الوسطى. جاء في قرار مجلس الشيوخ الأمريكي ما يلي:

 

- يؤكد مجدداً على الأهمية الاستراتيجية لمنصة C5+1 في تعزيز السيادة الإقليمية والاستقرار والمصالح الأمنية المشتركة مع الولايات المتحدة؛

 

- يعبر عن الشكر لتوسيع التعاون في مجال الطاقة والمعادن المهمة من خلال تطوير ممرات النقل؛

 

- يسجل التزام دول آسيا الوسطى المستمر بتنسيق إجراءاتها لمكافحة الإرهاب في إطار C5+1

 

- يعرب عن أمله في تقليص الحواجز التجارية الاستراتيجية، وكذلك تعزيز الازدهار والصداقة بين الطرفين.

 

هذه الوثيقة تحدد الاتجاهات الرئيسية للولايات المتحدة في جذب دول آسيا الوسطى إلى فلكها، وقد انعكس ذلك أيضاً في قمة C5+1.

 

فقد شملت المناقشات موضوع البحث عن المعادن الأرضية النادرة اللازمة للأجهزة عالية التقنية مثل الهواتف الذكية، والسيارات الكهربائية، والطائرات المقاتلة، وأهمية تنويع سلسلة الإمداد. ووفقاً لخدمة الصحافة الرئاسية في أوزبيكستان، وقعت أوزبيكستان في 6 تشرين الثاني/نوفمبر اتفاقيتين مع أمريكا تتعلقان بالمعادن النادرة. ولم يتم الكشف حتى الآن عن أية معلومات حول شروط وقيمة الاتفاقيتين. وفقاً للمعلومات الرسمية، تعمل أوزبيكستان وأمريكا على تطوير استخراج وإعادة معالجة اليورانيوم والنحاس والتنغستون والموليبدنوم والجرافيت. من المعروف أن ميرزياييف عاد من أمريكا مع ثماني اتفاقيات جدية. فعلى سبيل المثال، تم توقيع اتفاقية جديدة بمليارات الدولارات لشراء طائرات بوينغ. حتى الآن، شروط الاتفاقية غير معروفة بشكل كامل. وفقاً للبيت الأبيض، في 6 تشرين الثاني/نوفمبر، وقعت كازاخستان على شراء 15 طائرة، وطاجيكستان على 14 طائرة، وأوزبيكستان على 8 طائرات، ليكون مجموع الطائرات التي اشترتها الدول الثلاث 37 طائرة بوينغ. باختصار، هذه القمة كانت مليئة بالاتفاقيات والصفقات المشكوك فيها، والتي تخدم في المقام الأول المصالح الأمريكية.

 

ومن الجدير بالذكر أيضاً، أن الوثيقة المقدمة من مجلس الشيوخ الأمريكي لم تتضمن مسائل القيم الديمقراطية وحقوق الإنسان. وهذا يعني أن أمريكا تخلت عن القيم الفكرية التي كانت تحميها وتصدرها مقابل مصالحها الوطنية. ولكن هذا ليس أمراً مستغرباً؛ فخلال أحداث غزة، دفنت أمريكا بنفسها القيم الغربية، مثل حرية التعبير وحقوق الإنسان، تحت الأرض. هذا الأمر أظهر مرة أخرى كم هي ديمقراطية الرأسمالية منافقة، ولا تعترف بشيء سوى المنفعة.

 

تم الإعلان في القمة عن خبر آخر مهم، وفي الوقت نفسه، مثير للاشمئزاز للغاية. فقد أعلن ترامب في 6 تشرين الثاني/نوفمبر انضمام كازاخستان إلى اتفاقيات أبراهام. وبحسب بيان ترامب، فقد أعلن عن ذلك بعد محادثة هاتفية مع رئيس وزراء يهود نتنياهو ورئيس كازاخستان قاسم جومارت توكاييف. للأسف، تحولت الأحاديث السابقة حول انضمام كازاخستان إلى هذه الاتفاقية إلى حقيقة. والآن حان دور أذربيجان وأوزبيكستان. وهذا يدل على أن دماء المسلمين في فلسطين المباركة لا تعني شيئاً للأنظمة القائمة في البلاد الإسلامية.

 

وهكذا، تطرح الأسئلة المهمة التالية: ماذا سيحدث إذا نجحت أمريكا في تنفيذ خططها فيما يتعلق بآسيا الوسطى، وخاصة أوزبيكستان؟ في هذه الحالة، ستحقق مصالحها المرجوة، أي أنها ستعزز الأمن القومي وأمن الطاقة، وتقلل الاعتماد على الصين في توفير المعادن المهمة لصناعتها، وستحصل على قوة نفوذ كبيرة موالية لها على مقربة من روسيا، وستتمكن من وضع عوائق مختلفة أمام مشروع "حزام واحد، طريق واحد" الصيني، وتقييد تحركاته على الساحة الدولية. نعم، أمريكا تحقق مثل هذه المصالح الضخمة. والآن، ماذا ستجني آسيا الوسطى وأوزبيكستان من التقارب مع أمريكا؟ بالتأكيد، ليس هناك خيرٌ على الإطلاق لشعب المنطقة المسلم في هذا الأمر. ما سيتغير في هذه الحالة هو أن الاعتماد على روسيا والصين سينخفض إلى حد ما، وستملأ أمريكا الفراغ الذي سيحدث بشكل رئيسي. ولكنهم لن يتمكنوا من تجاوز كونهم مجرد دول كرتونية متخلفة وضعيفة توفر قاعدة مواد خام رخيصة وقوة عاملة رخيصة كما هو الحال الآن. ولن يتوقف نهب ثرواتنا، وسيتدهور إمداد الطاقة أكثر، وسيستمر اقتصادنا في الانهيار... وكذلك، سيظل خطر التضحية بـ 80 مليون نسمة من سكان منطقتنا دون تردد في الصراع المستمر على المنافع بين تلك الدول الاستعمارية.

 

لذلك، لا يوجد أي خير وأي جدوي للمسلمين في التقرب من أمريكا رأس الكفر أو من أية دولة أخرى. الطريق المستقيم الوحيد للنجاة هو التوجه إلى إسلامنا العظيم، نعمة الله الكبرى، وتسليم الأمر إليه. وذلك يكون بالتخلي عن النظام الرأسمالي الفاسد الذي يطبق علينا حالياً، والذي هو أساس الاستعمار، وإقامة نظام الخلافة الذي يطبق الإسلام كاملاً، وهذا، بإذن الله، سيتحقق بالتأكيد.

 

﴿وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ...﴾

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

إسلام أبو خليل – أوزبيكستان

رابط هذا التعليق
شارك

بسم الله الرحمن الرحيم

 

الدّيمقراطيةُ المعاديةُ للإسلام في أزمة،

ومع ذلك يُطلب من المسلمين إنقاذها بأصواتهم!

(مترجم)

 

 

الخبر:

 

في الدنمارك، كما هو الحال في العديد من الدول الغربية الأخرى، يتأثّر الخطاب العام والسياسي بشكل متزايد بتيارات معادية للإسلام بشكل علني. انتقلت مناقشات إعادة الهجرة - ترحيل المقيمين غير الغربيين - من الحركات الهامشية إلى النقاش السّياسي السائد. وفي الوقت نفسه، ازداد الخطاب المتعلّق بالاندماج حدّة، حيث يُصوَّر المسلمون بشكل متزايد على أنهم جماعة يجب عليها إمّا الاندماج الكامل أو المغادرة.

 

وعلى الرغم من هذا المناخ العدائي، يحث السياسيون والمجتمع المدني، وحتى بعض الشخصيات الإسلامية، المسلمين على "تحمّل المسؤولية" من خلال المشاركة في العملية الديمقراطية، وخاصةً في الانتخابات المحلية والوطنية المقبلة. تأتي هذه الدعوة حتى في ظلّ تزايد البيئة السياسية قمعاً ومعاداة صريحة للإسلام. ففي بادرة تأييد مبدئي متعمدة، مُنح مورتن ميسرشميت، زعيمُ حزب الشعب الدنماركي اليميني المتطرّف والمعروف بخطابه اللاذع المفعم بالكراهية ضدّ الإسلام والمسلمين، وسام دانيبروغ، وهي لفتة اعتبرها الكثيرون تأييداً حكومياً للعنصرية والشعبوية. في غضون ذلك، يشهدُ المشهد السياسي الأوسع انحطاطاً فكرياً. تفقد الأحزاب التقليدية ثقة الجمهور، وينخرطُ كل من اليمين واليسار في سباق نحو القاع، متنافسين على الظهور بمظهر الأكثر تشدداً في التعامل مع الهجرة والإسلام. ومن المتوقّع أن تكون الانتخابات البرلمانية المقبلة أكثر خطورة، حيث يُنظر إلى الإسلام والمسلمين مرةً أخرى ككبش فداء مناسب لنظام يعاني من أزمة عميقة.

 

التعليق:

 

الديمقراطيةُ الغربيةُ تنهارُ سياسياً وأخلاقياً وفكرياً. فهذا النظام الذي تظاهر لعقود بأنه حامي الحرية والعدالة يكشف الآن عن حقيقته بأنه مشروع فكري متهالك، يلجأُ، في غياب حلول أو رؤية حقيقية، إلى استهداف المسلمين للحفاظ على واجهة السيطرة والشرعية.

 

نشهد الآن الأعراض ذاتها التي سبقت الثورات أو الاضطرابات المجتمعية الكبرى تاريخياً: انعدام ثقة عميق في المؤسسات السياسية، وفقدان للتماسّك المبدئي، وخطاب سياسي يزداد عدوانية وعدم عقلانية. عندما تموت الأفكار، تنشأُ سياسات الهوية، وعندما يفشل المبدأ، تحلّ القومية والأعداء المصطنعون محلها. واليوم، كما في الماضي، هذا العدو هو الإسلام.

 

في هذه البيئة تحديداً، يُدعى المسلمون الآن إلى الانخراط أكثر من أي وقت مضى في النظام الديمقراطي. لكن كيف يُعقل أنه في الوقت الذي يُهاجم فيه الإسلام والمسلمون علناً، بل ويُناقشون كمرشحين للترحيل، يُطلب من المسلمين في الوقت نفسه تمكين النظام الذي يُدبّر هذا العداء؟!

 

يستندُ هذا التناقض إلى وهم خطير: فكرة أنّ الديمقراطية أداة محايدة يمكن للمسلمين استخدامها لمصلحتهم. في الواقع، الديمقراطيةُ ليست محايدة؛ إنها نظام قائم على العلمانية، حيث السيادة للإنسان لا لله. في ظلّ هذا النظام، لا يُستبعد الإسلام من المجال العام فحسب، بل يُعامل بوصفه تهديدا. إنّ دعم هذا النظام سياسياً ليس فقط غير فعال، بل هو رفض للحلّ الذي وضعه الله لنا، ﴿أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْماً لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ﴾.

 

بدلاً من توجيه طاقاتنا ومواردنا وآمالنا لدعم نظام فاشل ومعادٍ، يجبُ على المسلمين في الغرب أن يتجهوا إلى المهمة التي أمر بها الله سبحانه وتعالى، وهي إقامة الخلافة على منهاج النبي ﷺ. هذا ليس مجرد واجب إلهي، بل هو السبيل الواقعي والفعّال الوحيد للنهوض الحقيقي بالمسلمين في جميع أنحاء العالم وحماية كرامتهم محلياً. إن الدولة التي تحمل الإسلام مبدأها ستُغيرُ الخطاب العالمي فوراً، وتحظى بالاحترام من خلال الإرادة السياسية والقوة الفكرية والاقتصادية. لن ينهض الإسلام بصناديق الاقتراع، بل بتبنيه نظاماً شاملاً للحياة والمجتمع والدولة. ولن يُحمى المسلمون من خلال الاندماج في نظامٍ يحتضر، بل باستعادة سلطان الإسلام، ليقود البشرية من جديد بالعدل والحقّ والنور.

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

إبراهيم الأطرش

رابط هذا التعليق
شارك

Join the conversation

You can post now and register later. If you have an account, sign in now to post with your account.

زوار
اضف رد علي هذا الموضوع....

×   Pasted as rich text.   Paste as plain text instead

  Only 75 emoji are allowed.

×   Your link has been automatically embedded.   Display as a link instead

×   Your previous content has been restored.   Clear editor

×   You cannot paste images directly. Upload or insert images from URL.

جاري التحميل

×
×
  • اضف...