صوت الخلافة قام بنشر %s في %s ارسل تقرير Share قام بنشر %s في %s بسم الله الرحمن الرحيم تلخيص كتاب سرعة البديهة - الحلْقةُ الأولى سرعة البديهة وإن كانت تعني بالأصل سرعة الإدراك أو سرعة التفكير ولكنها تعني سرعة الحكم على الشيء الذي واجهك بناء على سرعة الإدراك، فالبديهة تعني الإدراك الفطري أو الإدراك الطبيعي، لأنه لا يحتاج إلى تأن وإعمال ذهن. وسرعة البديهة تأتي من سرعة التفكير بغض النظر عن هذا التفكير، سواء أكان عميقا أم مستنيرا أم عاديا، فالمهم هو السرعة، فسرعة البديهة تنافي التفكير البطيء ولكنها لا تنافي التفكير العميق ولا التفكير المستنير. إن خوض معترك الحياة يقتضي النجاح فيه أمران، أحدهما: سرعة إصدار الحكم على الأشياء واتخاذ الإجراء المقتضى إزاءها، والثاني هو أن الفرص التي تسنح للمرء في معترك الحياة هي التي تجعله ينتقل من عليٍّ إلى أعلى بسرعة فيقطع بذلك مسافات، فإذا لم يغتنم هذه الفرص ضاعت عليه. وعدم وجود سرعة البديهة يحرم الإنسان من الانتفاع بالفرص، وإذا كان التعليم والتفكير من حيث هو إنما هو من أجل النجاح في معترك الحياة فإن هذا وأمثاله لا قيمة له إذا لم تصحبه سرعة البديهة. لقد شغل الناس جميعا في الثاني (عمق التفكير، والتروي، والانتظار) حتى أخفقوا في معترك الحياة بل أخفقوا في طرد سلطان الاستعمار ونفوذه رغم الثورات. صحيح أن التفكير أمر لا بد منه، والتروي ضروري، ولكن ذلك إنما يكون في الأمور التي تحتاج إلى درس وتمحيص، إذا لم يفت أوانه، أو إذا كان الظرف مواتياً للتفكير، أما إذا كان الظرف غير موات للتفكير، وكان التفكير يضيع الفرصة، أو يؤدي إلى الهلاك فإنه هنا لا ينقذ إلا سرعة البديهة. وهناك أمور كثيرة لا تقضى بسرعة البديهة، بل لا بد فيها من التفكير. فخوض معترك الحياة هو مطابقة التصرفات لمقتضى الحال: فإن كانت تقتضي تفكيراً، استعمل التفكير، وإن كانت تقتضي سرعة البديهة اتبعت سرعة البديهة. وسرعة البديهة هذه فيها ثلاثة أمور: أحدها: تعريفها أي ما هي؟ والثاني واقعها عمليا، وإن كان تعريفها أو معرفة ما هي قد يرشد إلى واقعها عملياً، ولكنه غير الواقع. أما الأمر الثالث، فهو أمثلة من الحياة عن الاثنين. إن الناس قسمان: أحدهما أصحاب البحث العلمي ومن هم على شاكلتهم، وأولئك هم الذين عملهم الاشتغال في التفكير. والثاني هم عامة النّاس. وكل من القسمين يختلف وضعه عن الآخر؛ لأن من هو متعود على التفكير غير من يكون التفكير طارئا عليه، لذلك يختلف العمل في كل منهما. أما عامة الناس، ومنهم السياسيون التقليديون، فإن العمل لديهم يكفي فيه التعويد أو العادة على سرعة البديهة، فتصبح طبيعة لديهم. والمهم هنا هو سلوك التربية عن طريق طرح الأفكار على الناس بشكل جماهيري، والبعد عن التربية الفردية، والمهم كذلك مادة الحديث أو مادة الكتابة، بأن تكون فكراً، ليس محل نقاش بين السائل والناس، لأنه ليس المراد إقناعه بالفكر، بل المراد هو معرفة تصرفه. وإذا كان من المستحسن التفصيل في الطرح للأفكار فإنه مع الناس ليس مهماً، لأن الناس يأخذون الأمور ببساطة، ويفهمون ما يفهمون من الغامض والمبهم، والمهم هو جوابهم. وكثرة طروء الأشياء التي تحتاج إلى سرعة بديهة، والتمرين والعادة يساعدان على إيجاد سرعة البديهة، ولكنهما أو أيا منهما لا يوجدها. أما إيجادها لدى الذين يعملون الفكر، وذلك أن يُحث هؤلاء على سرعة البديهة، فسرعة البديهة مع كونها من الأمور العميقة والتي يصح أن تدخلها الفلسفة والتفكير، ولكنها في نفس الوقت من الأمور الآلية أي تدخل في الفلسفة الآلية (الفلسفة الآلية أو التفكير الآلي: هي فلسفة الشيء الظاهر ، وتعريف الواضح غير المحتاج للتوضيح)، ولأن هؤلاء يعملون بالفكر، فتنشأ لديهم من هذه العادة اللجوء إلى التفكير في حل كل مشكلة، ولذلك ينشأ عندهم بطء التفكير، فإذا قيل لهم لا بد أن تكون لديهم سرعة البديهة، يسرعون في التفكير. ولا يحتاج منهم إلى معاناة أو أشياء جديدة، بل هم أنفسهم يعملون بالفكر وفي الفكر، فلا يحتاجون إلى شيء. فهذه السرعة في التفكير هي نفسها سرعة البديهة، وهذه السرعة نفسها حين لا تصطدم بحائط، أو بمعوق تنتج فوراً الحكم على الشيء بسرعة، فيعرف حينئذ أن ذلك هو سرعة البديهة، وحين تصطدم بحائط أو بمعوقات يعرف حينئذ أنها من النوع الذي يحتاج إلى درس وتمحيص. اقتباس رابط هذا التعليق شارك More sharing options...
صوت الخلافة قام بنشر %s في %s الكاتب ارسل تقرير Share قام بنشر %s في %s بسم الله الرحمن الرحيم تلخيص كتاب سرعة البديهة - الحلْقةُ الثانية الذكاء وسرعة البديهة الذكاء وإن احتاج إلى تعريف، ولكنه مثل كلمة سرعة البديهة، فإنه قد يكون من النوع الذي يحتاج إلى تعريف، وقد يكون من النوع الآلي. وجعله كله من النوع الآلي أفضل، وإن كان يستحسن تعريفه لأنه قد يكون مفيداً. لهذا فإننا ولو عرفنا الذكاء، ولكننا نبقى عند حد كونه آلياً، وأكثر الناس يميزون الذكي من غير الذكي. والذكاء هو سرعة الإحساس وسرعة الربط. فالعقل هو نقل الواقع إلى الدماغ بواسطة الحس، ومعلومات سابقة تفسر هذا الواقع. فسرعة الحس تعني سرعة نقل الواقع إلى الدماغ، والمعلومات السابقة تعني الربط، وعلى هذا فالذكاء هو سرعة البديهة. لهذا فلا حاجة لعلاج بالغي الذكاء. فيبقى العلاج لباقي الناس أي لعامة الناس وأكثر الناس، وهؤلاء لديهم الذكاء الكافي لسرعة البديهة، والأمر معهم يحتاج إلى علاج، وعلاج سرعة البديهة يعالج سرعة الإحساس وسرعة الربط، فوجود الذكاء من حيث هو ضروري لإيجاد سرعة البديهة، وانعدام الذكاء ينعدم معه العمل لإيجاد سرعة البديهة. والذين يطلب إليهم في العلاج أن يكونوا سريعي البديهة، والذين يدربون على سرعة البديهة بالأسئلة، كل منهم لديه ذكاء، فيستعمل هذا الذكاء في العلاج، إما باستعمال الشخص نفسه لذكائه، أو بجعل الأسئلة التي تلقى على الشخص من النوع الذي يمس الذكاء. والحقيقة أنه في كلا الحالين يكون الشخص نفسه استعمل ذكاءه، إلا أنه قد يستعمل هذا الذكاء دون مؤشر أو مؤثر، وقد يستعمله بمؤشر أو مؤثر. واستعمال الذكاء هو الأساس في سرعة البديهة. كيف يمكن استعمال الذكاء؟ الجواب عليه هو لما كان الذكاء هو سرعة الإحساس وسرعة الربط، فالخطوة الأولى نحو استعمال الذكاء، ألا وهو الإحساس، وسرعة هذا الإحساس إنما تأتي من الانتباه إلى الشيء المحس. أما سرعة الربط، آتية من استعمالك لمعلوماتك السابقة، فسرعة الإحساس التي جاءت من الانتباه هي السبب في إيجاد الربط، وبالتالي سرعة الربط. قد يقال أن الخطر هو الذي يسرّع بالربط، والجواب على ذلك هو أن الخطر يدفع للإجراء الذي ينبغي أن تتخذه وليس دافعاً لسرعة الربط، فالإسراع في الربط سببه أن الواقع الذي أمامك يحملك على الربط، وهذا هو الذي أوجد الإسراع. ولذلك يقال أن سرعة البديهة هي استعمال الذكاء أو هي نتيجة لاستعمال الذكاء. إن المفاجآت لا بد من اتخاذ إجراء تجاهها، وهذا الإجراء يتوقف نفعه أو ضرره، أو مجيئه في وقته ومحله، أو تأخيره عن وقته ومحله، على واقعه، فلأجل تصحيح هذا الإجراء وجعله إجراء سليماً كان لا بد من إيجاد سرعة البديهة. سرعة البديهة لدى الناس تختلف باختلاف ما لديهم من ذكاء قوة وضعفاً، بل يختلف إيجاد سرعة البديهة لديهم باختلاف ما يتمتعون به من ذكاء، فالذكاء هو الأصل، ولكن نفس الإجراء وإن كان الدافع إليه هو سرعة البديهة، أو استعمال الذكاء، فإنه بحاجة ماسة إلى الذكاء، فكما أنه ضروري في سرعة البديهة (وضروري في استعمال الذكاء) فكذلك هو ضروري في اتخاذ الإجراء. اقتباس رابط هذا التعليق شارك More sharing options...
صوت الخلافة قام بنشر %s في %s الكاتب ارسل تقرير Share قام بنشر %s في %s بسم الله الرحمن الرحيم تلخيص كتاب سرعة البديهة - الحلْقةُ الثالثةُ استعمال الذكاء وسرعة البديهة الذكاء هو أكثر من العملية العقلية، لأنه يتجلى في السرعة، سرعة الإحساس، وسرعة الربط. والسرعة يجب أن تكون في الاثنين، أي في الربط وفي الإحساس. فيكون الانتباه أو سرعة الانتباه هو الذي يجب أن توجه العناية إليه، لأنه هو الذي يوجد استعمال الذكاء، لذلك كان الانتباه أو سرعة الانتباه هو القاسم المشترك بين سرعة البديهة واستعمال الذكاء. أو هو الشرط الأساسي في إيجاد عملية استعمال الذكاء، وبالتالي إيجاد سرعة البديهة. والانتباه هو أن تتقصد فحص الشيء المحس ومعرفته، أو القيام بحركة جديدة ومرهقة وسريعة، لمعرفة ماهية الشيء المحس وكنهه. فالإحساس هو أول عملية، والذي يوجد الإحساس هو الانتباه، فيحصل من هذا الانتباه الإحساس، وتحصل سرعة الإحساس. فيتداعى معنى أثر معنى على الذهن، ويحصل استعمال الذكاء وتحصل سرعة البديهة. أما كيف يحصل هذا الانتباه فإنه يحصل بفعل الحياة. فالانتباه إذن هو الأصل، وليس اليقظة؛ لأن اليقظة موجودة بالكائن الحي ما دامت فيه الحياة أو الحيوية. أما الانتباه، فيحصل بالتقصد، أي بأن يعتمد الالتفات إلى الشيء المحس والانتباه إلى ما فيه أو إلى ماهيته. إن استعمال الذكاء، ليس كاستعمال أي شيء بل هو استعمال معقد وعميق في وقت واحد، فكونه معقد آت من تقصد معرفة الشيء والانتباه له، وهذا أمر معقد؛ لأن الأشياء تشتبه، وتمييز أحدها عن الآخر أمر بالغ التعقيد، ويحتاج إلى سرعة في الوصول إلى هذه المعرفة، وكونه عميقاً آت من حيث سرعة الإحساس، وهذه ليست بهذه البساطة، فهي لا بد فيها من الانتباه، وصحته، واستقامته. سرعة البديهة الطبيعية، وسرعة البديهة المصطنعة: الأصل في سرعة البديهة أن تكون طبيعية، لأن الخطر يقتضي الحكم السريع لاتخاذ الإجراء السريع للخلاص من الخطر، إلا أن الغرب حين غزا العالم الإسلامي، أو المسلمين، جاء بأفكار تقتضي التفكير البطيء، ففقدوا بذلك سرعة البديهة، بل تكاد تكون معدومة، لذلك صار لا بد من عمليات مصطنعة لإيجاد سرعة البديهة. وحتى استعمال الذكاء، وهو أمر طبيعي، وينبغي أن يكون طبيعيا، لكن صار لا بد له من عملية مصطنعة، إلا أن هذه العملية في شقيها لاستعمال الذكاء وسرعة البديهة، لا بد أن تتحول من عملية مصطنعة إلى أمر بديهي وطبيعي. فما الاصطناع إلا وسيلة من وسائل إيجاد سرعة البديهة الطبيعية وإبعاد الاصطناع عنها. وسرعة البديهة المصطنعة هي خلاف الأصل، وهي التي لا يصح أن تكون إلا وسيلة محركة، وأداة لإيجاد سرعة البديهة الأصلية. وهذه الحالة مؤقتة، ولكن لما كان الواقع هو أن الناس لا يزالون يتمسكون في التفكير البطيء كان لا بد من إيجاد سرعة البديهة المصطنعة، كوسيلة وأداة، لا كغاية من الغايات. وعملية سرعة البديهة المصطنعة إنما تبدأ باستعمال الذكاء، واستعمال الذكاء نفسه وإن كان ينبغي أن يكون طبيعيا، ولكنه من جراء عملية الغزو الثقافي صار استعمال الذكاء مصطنعاً، ولذلك لا بد من أن يكون البدء باستعمال الذكاء مصطنعاً، فلا بد من الاصطناع في كل شيء، والمواصلة والمتابعة في هذا العمل حتى تكون سرعة البديهة طبيعية، بعد أن يصبح استعمال الذكاء أمرا طبيعيا. ولما كان الاصطناع هو التعمد والقصد، وبما أن استعمال الذكاء يبدأ بالانتباه، فلا بد من التعمد والقصد في الانتباه، ولذلك كان التعمد والقصد هو الركيزة الأولى، ولكن ليس بالتدريب والتعليم، بل بإعطاء الأفكار للناس لتصبح مفاهيم لديهم، أي إعطاءها مصحوبة ببراهينها، ومتى أصبحت لديهم مفاهيم ضمن حينئذ أخذها، ومتى ضمنت هذه فقد وجدت سرعة البديهة. سرعة البديهة قد تأتي من الخطر الداهم، ولكنها كذلك قد تكون من التعمد والقصد. لذلك فإنها وإن كانت عملية مصطنعة، ولكن الإتقان في اصطناعها جعلها شبه طبيعية، لذلك كانت تؤدي إلى أمر طبيعي حتماً، أي إلى استعمال الذكاء طبيعياً، وبالتالي إلى سرعة البديهة طبيعياً، لهذا فإنها إن ظلت سائرة على هذا المنوال يكون استعمالها متقناً، لهذا من المنتظر أن لا يطول استعمالها حتى يصبح استعمال الذكاء طبيعياً وحتى تصبح سرعة البديهة طبيعية. لهذا فإنه ينبغي أن لا يظن أحد أن الاصطناع في استعمال الذكاء، والاصطناع في إيجاد سرعة البديهة هو من الأمور الشاقة، والتي تأخذ زمنا حتى توصل إلى سرعة البديهة الطبيعية، بل الأمر يتوقف على الإتقان في الاصطناع، فإذا كان الاصطناع متقنا وحصل ما كان يتوقع، فإن سرعة البديهة الطبيعية تكون قد أتت وصارت عادة، من أول عمل مصطنع، بل من أول عمل مطلقاً، ولا يظهر عليه أثر الاصطناع. اقتباس رابط هذا التعليق شارك More sharing options...
صوت الخلافة قام بنشر %s في %s الكاتب ارسل تقرير Share قام بنشر %s في %s بسم الله الرحمن الرحيم تلخيص كتاب سرعة البديهة - الحلْقةُ الرابعةَ المشكلة: المشكلة الآن ليست كيف نوجد التفكير، فإن التفكير موجود عند الناس فطرة بشكل طبيعي، يبقى موضوع المعلومات السابقة، وموضوع وجود الواقع الذي ينقله الإحساس إلى الدماغ. أما الوقائع فهي كثيرة ومتوفرة، فأولا بفضل الحياة، ذلك أن المعلومات السابقة التي تفسر هذا الواقع ثرة وكثيرة، واستعمالها أمر متوفر ومتيسر، فالتفكير موجود ولا يسبب ذلك أية مشكلة، بل المشكلة كلها هو الاستعمار الغربي، ذلك أن الغرب وقد عرف من دراسته ووعيه أن التفكير موجود فصار همه أن يعطله، أو كيف يجعله غير منتج. فالمشكلة هي أن التفكير أصبح ضاراً، فالإنسان غير الغربي يفكر ولكنه يسرف في التفكير ويفرط فيه، فنشأ عن ذلك أمران: أحدهما: أنه صار يفكر في الآليات يفلسفها، فيخرج هذه الأشياء عن طبيعتها، هذا في الماديات وكذلك في المعنويات، فالضرر في التفكير هنا إنما أتى من شموله وجعله يشمل كل شيء، ويشمل مما تشمله الآليات. أما الثاني، فهو أن شمول التفكير كل شيء، شمل ما شمل سرعة البديهة، أو أوجد فيما أوجد التفكير البطيء، وهو الأصل، وهو الذي تبلور الذوق عليه، وما دام كذلك فإن كل شيء لا بد له من الدراسة والتمحيص، لذلك صارت سرعة البديهة مكروهة. فالمشكلة هي كيف نزيل الضرر عن هذا التفكير؟ والجواب على ذلك هو أولا وقبل كل شيء أن نعرف أن الغرب هو عدو، وأن أفكاره، جميع أفكاره، فيها شك، فالشك في كل ما أتى من الغرب هو الأصل، لذلك فإن الخطوة الأولى التي يجب أن نخطوها هي الشك في الغرب، وفي كل ما يصدّره لنا، حتى لو كان يصدّره لنفسه، لأنه قد يضحي بنفسه في سبيل تضليلنا. فلا بد أن نشك في هذا الحث على التفكير، فلماذا يحث عليه وهو - أي التفكير- أمر طبيعي وفطري في الإنسان؟ إن المراد من الحثّ قدسية التفكير، وجعله غاية، وتجريده من العاطفة، مع أن الإنسان هو عقل وعاطفة، إلا أن قائد المسيرة هو العقل وليس العاطفة، ومتى وصلنا إلى ذلك عرفنا القصد من حثه على التفكير، ففوتنا عليه غرضه، ولم ننبذ العاطفة والمشاعر، بل أبقيناها، ولكن جعلنا مكانها حيث هي. وناحية أخرى من حثه على التفكير ومن جعله شاملا هو أن نفكر في كل شيء، وهذا يعني أن نفكر في كل شيء تفكيرا بطيئا، وبالتالي إلى ترك سرعة البديهة، وحينئذ تقع المشاكل السريعة، فلا نستطيع حلها، ونفوت الفرص النادرة. أما شمول التفكير، فإنه علاوة على كونه يذهب سرعة البديهة، فإنه كذلك يجعل التفكير الآلي أو الفلسفة الآلية محل بحث. لذلك كانت المشكلة ليست في التفكير، بل المشكلة هي إزالة الضرر عن التفكير، وذلك بجعله تفكيراً عاديا يسرع حين يحتاج الأمر إلى السرعة، مثل سرعة البديهة، ويبطئ حين يحتاج الأمر إلى إبطاء مثل معنى العقل. اقتباس رابط هذا التعليق شارك More sharing options...
صوت الخلافة قام بنشر بالامس في 13:01 الكاتب ارسل تقرير Share قام بنشر بالامس في 13:01 بسم الله الرحمن الرحيم تلخيص كتاب سرعة البديهة - الحلْقةُ الخامسة حقيقة المشكلة: حقيقة المشكلة هي أن التفكير صار بطيئاً بشكل طبيعي، والعلاج هو الخلاص من هذه المشكلة، فالتفكير البطيء هو المشكلة، وكونه صار عادة، وصار طبيعياً، أصبح هو المشكلة في حقيقتها. فالتفكير البطيء هو الأصل عند الناس، حتى فقدوا سرعة البديهة، وإذا جاءت إنما تأتي ساعة الخطر، ولا يتأتى أن تتخذ إجراء بناء على سرعة البديهة، وقد نحتاج إلى إجراء، وقد لا نحتاج. لذلك فإن سرعة البديهة لا بد أن تكون دائمية وفي كل شيء، فلا يصح أن تكون ساعة الخطر فقط، بل يجب أن تشمل جميع الحالات. لهذا صار التفكير البطيء هو المشكلة، أو هو حقيقة المشكلة، فالمشكلة ليست سرعة البديهة، وإن كانت هي أبرز ما ترتب وما بلي به الناس. وما دام قد ثبت أن المشكلة ليست سرعة البديهة، بل هي نتيجة المشكلة، فيجب أن يكون العلاج منصباً على المشكلة لا على نتائجها، وهي بطء التفكير، وعلاجها يقضي بمعالجة السيطرة على الناس، سواء سيطرة الغرب أو سيطرة أفكاره. صحيح أن سيطرة الغرب على البلاد، وسيطرة أفكاره على الناس هو الأساس، ولكن هذا الأساس لا يحتم أن المشكلة لا تعالج إلا بزواله، بل يمكن أن تعالج وهو موجود، وذلك بمعالجة التفكير نفسه، ونقله من البطء إلى السرعة. فالسيطرة وإن كانت الأساس، ولكن السيطرة لا تكون من غير مفاهيم الشعب، فمفاهيم الشعب هي التي تديم السيطرة أو تقصر أجلها. ويجب أن تسير الأمور نحو المشكلة، وهي إيجاد سرعة البديهة، وذلك عن طريق الشعب، لا عن طريق السيطرة، أي عن طريق تغيير المفاهيم نحو أشياء الحياة، لا عن طريق تغيير السيطرة. علاج المشكلة: البطء آت من سيطرة الغرب على البلاد، وسيطرة أفكاره على الناس. لذلك يتبادر للذهن أن معالجة الأساس هذا هو علاج المشكلة، لكن عند إمعان النظر يلاحظ أمران: أحدهما: أن هذا تبسيط للمشكلة، والثاني: أن هذا يعني الهروب من حل المشكلة. فجعل العلاج ينصب على الأساس، يعني أن زواله يزيل البطء، وهذا وإن كان صحيحا على الإجمال، ولكنه يحتاج إلى معاناة، ووجود المعاناة أمر ضروري حتى لو زال الأساس، فالمعاناة هي التي تؤدي إلى زوال ما تركه الأساس، فالمعاناة هي العلاج. أما كيف تنصب هذه المعاناة: أولاً: لا بد من عرض أشياء كثيرة على الشعب وعلى الأفراد، ليفكروا بها، ومن خلال تفكيرهم يمكن أن يلاحظ البطء في التفكير، فهذه الملاحظة أو الإحساس بالبطء تكون نقطة الابتداء بالعلاج، فهذا البطء في التفكير هو الظاهرة البارزة عليهم جميعاً، نأخذ الظاهرة العامة عليهم جميعاً، ونقبض عليها، ونمسك بتلابيبها فنهاجمها بشكل عنيف، فإذا كرهوا البطء في التفكير، أي كرهوا التحليل البطيء، ظهر عليهم ميل إلى السرعة. ثانياً: لا بد من متابعة هذا العرض، والإمعان في المتابعة، حتى يظهر على الناس أو على الأفراد ملل من هذه المتابعة، فلا يصح أن يبقى متابعاً حتى يمل جميع الناس دون أن يحس أو يشعر بذلك، ولا يقطع المتابعة بمجرد أن صرح بذلك أفراد من الأذكياء، بل يجب أن يتابع حتى يحس أن المتابعة لم تعد تجدي. ثالثاً: أن ينوع هذه المتابعة، على أن تكون مما فيه تفكير، لا أشياء آلية، كالمغامرة والكرسي. رابعاً: أن يكون في حالة وعي عند طرح الأشياء عليها، يكون تدبره هذا، أي وعيه وسيلة لصحة الأحكام التي يصدرها. أما من الذي يعالج؟ فإن كل فرد من الناس يمكنه ذلك، مع الناس أو مع نفسه. اقتباس رابط هذا التعليق شارك More sharing options...
صوت الخلافة قام بنشر منذ 1 ساعه الكاتب ارسل تقرير Share قام بنشر منذ 1 ساعه بسم الله الرحمن الرحيم تلخيص كتاب سرعة البديهة - الحلْقةُ السادسة المعاناة وسرعة البديهة إن المعاناة تعالج بطء التفكير، أي تعالج سرعة البديهة، إلا أن المعاناة التي تعالج بطء التفكير لا بد أن يضاف لها شيء حتى تعالج سرعة البديهة، ألا وهو بيان ما يطرح من دلائل على وجود سرعة البديهة فيه. فسرعة البديهة ناجمة عن سرعة الإدراك، ولا يمكن أن تأتي إلا من سرعة الإدراك، أما سرعة الإدراك فلا ضرورة لأن تؤدي إلى سرعة البديهة. ومن هنا كان الجهد منصباً على إيجاد سرعة الإدراك عند الناس، ولكن سرعة الإدراك هذه قد تنتج سرعة البديهة وقد لا تنتج، لذلك لا بد من إضافة أشياء أخرى لإنتاجها ألا وهي إضافة شيء لما يطرح، ألا وهو بيان ما فيما يطرح من أمور تدرك فعلاً. وعلى ذلك فإن المعاناة وإن كانت توجد سرعة التفكير، ولكنها لا توجد سرعة البديهة حتماً. أما في إيجاد سرعة البديهة، وفي جعل سرعة البديهة مثمرة، ومنتجة، لا بد من إضافة شيء آخر إليها، وهو لفت النظر إلى ما يطرح، أما بيان نقصه، أو بما فيه هو من أمور خفية. ما ينبغي فعله أولاً تقديس التفكير أمر مستحب بل واجب، لأنه قيمة من أعلى القيم، ولأجل أن لا نقضي على انشغال الناس بالتفكير، ولا نقضي على تقديسهم التفكير، لا بد من فعل شيء، هو إيجاد أشياء إلى جانب التفكير. فمثلاً نوجد إلى جانب انشغال الناس بالتفكير إعطاء هذا التفكير واقعه، أو واقع ما يفكر فيه، فلا يفكر بالآليات. وبذلك لا نقضي على الانشغال بالتفكير، ولا نقضي على تقديس التفكير كتفكير، بل نضعه في مكانه. ومثلاً: جعل التفكير سائرا بحسب ما يفكر فيه، فإن كان مما ينبغي السرعة فيه فإنا نوجد السرعة، وذلك بالمعاناة، وإن كان مما يوجب البطء فيه فليكن البطء، فنعطي التفكير أن يسير بحسب ما يفكر فيه، لا بحسب ما نريده منه. أي أن تكون النفوس ليست مشغولة بالتفكير، وليست مقدسة للتفكير، وذلك قبل كل شيء لا بد أن يؤدى بشكل لا يصرف عن التفكير والانشغال به، ولا يخفف أو يقضي على قداسة التفكير. فإذا أريد العلاج: علاج التفكير وعلاج سرعة البديهة، فلا بد من التركز على العاطفة وعلى مركزها وعلى أثرها. فانصراف الإنسان إلى العاطفة يجعله سائرا في الحياة دون ضابط، وانشغال المرء بالتفكير وحده، أو بالعقل وحده يفقده القدرة على الصمود في الحياة، لأن العاطفة هي المحرك، والعقل هو الموجه. فالمشكلة ليست بانشغال الناس في التفكير، ولا بتقديسهم له، بل المسألة هي بإرجاع العاطفة إلى مركزها. أي أن إهمال العاطفة: هو إهمال للعقل؛ لأنه بدون العاطفة لا ينتج، فهو وإن لم يهمل ولكنه صار لا ينتج، لذلك كان أول ما يجب فعله هو الانشغال بالعاطفة إلى جانب الانشغال بالتفكير. المعاناة وسرعة البديهة إن سرعة البديهة في الشيء الواحد أو في حادثة معينة، لا بد أن تكون ذاتية، وأن تكون لدى الشخص القدرة على فهم الحوادث والأحداث، لذلك فإن المعاناة توجد فكرة سرعة البديهة، ولا توجد سرعة البديهة نفسها، فسرعة البديهة شيء يتعلق بسرعة التفكير وسرعة الإدراك للشيء وللحادثة مع وجود فكرة سرعة البديهة عند الشخص. سرعة البديهة لا بد أن تكون ذاتية لدى الناس، وحتى تصدر ممن لديه فكرتها، لا بد من ملاحظة أمور وأوضاع معينة في حادثة معينة، فما سبق أن بحثناه من العمل لإيجاد سرعة البديهة، إنما هو العمل لإيجاد فكرتها أو الاستعداد لها. فما نشكوه ليس فقدان سرعة البديهة فقط، بل إن ما نشكوه هو عدم وجود فكرتها كلياً، وعدم وجود الاستعداد لها، فالعمل هو لإيجاد فكرتها وإيجاد الاستعداد لها، ثم بعد ذلك يترك للملاحظة والوقائع والحوادث والصيغ أن تبعث على إيجادها. واقع ما هو موجود فعلاً: الواقع هو وجود التفكير البطيء، وهذا وحده غير كاف لإماتة فكرة سرعة البديهة، فلا بد من إماتة فكرة الدرس والتمحيص بشكل عام. فالتربة هي أن تكون النفس مهيأة للعلاج، مدركة لخطر المرض، والمناخ هو أن يوجَد رأي عام في ذلك. فالموضوع في أساسه هو النظرة إلى أشياء الحياة، فإذا كانت النظرة هي أن كل شيء يحتاج إلى رأي ودراسة وتمحيص، فإن سرعة البديهة، أي سرعة التفكير لا يمكن أن توجد ولا بحال من الأحوال. النفوس لا يصح أن تصرف عن التفكير، بل يجب أن توجه إلى سرعة التفكير. فإن كانت الظروف تقتضي الدرس والتمحيص لا بد من الدرس والتمحيص، وإن كانت الظروف تقتضي ذلك، لا يصح أن يفكر بالدرس والتمحيص، بل ينتقل إلى سرعة العمل من جراء سرعة البديهة في الإدراك، لذلك كانت الظروف هي الحكم. يجب أن يوجَد عند الأذكياء حب السرعة في التفكير، بل يجب أن يتعودوا على سرعة التفكير، وهم بطبيعة ذكائهم ميالون للسرعة في التفكير والسرعة في الحكم. فيقال لهم أن كل فكر لا بد من السرعة فيه، فهم يعاملون معاملة خاصة. والحاصل يؤخذ المجتمع ككل وينزع منه فكرة الدرس والتمحيص، وذلك عن طريق ضرب الأمثلة في كل ما يحتاج إلى درس وتمحيص، وما لا يحتاج إليه، وإذا كان ذلك في الشيء الواحد في حالتين مختلفتين يكون أحسن. اقتباس رابط هذا التعليق شارك More sharing options...
Recommended Posts
Join the conversation
You can post now and register later. If you have an account, sign in now to post with your account.