اذهب الي المحتوي
منتدى العقاب

بحث أعجبني عن مفهوم الحسد ..؟


Recommended Posts

الحســــــــــد

 

لغة: يقال حسده، يحْسدُه، وحسَّده: إذا تمنى أن تتحول إليه نعمته وفضله، أو يسلبهما هو: والحسود: مَنْ طبعه الحسد ذكرا كان أم أنثى. والجمع حُسَّد، وحُسَّاد، وحَسَدَة، والمحسدة: ما يُحْسَدُ عليه الإنسان من مال أو جاه، ونحوهما، كما فى الوسيط (1).

الحسد ظاهرة نفسية لا ينكرها أحد، فقد وردت كلمة حسد فى الآداب الإنسانية، كما جاء الحديث عن "الحسد"فى الكتب المقدسة، أما تأثير الحاسد فى المحسود بواسطة العين فقد اختلف فيه، إذ من المعتقدات الشائعة بين جميع الشعوب أن من الناس (الحاسد) من يملك قوى يمكنها إلحاق الضرر بالآخرين (المحسودين) سواء كان هؤلاء الآخرون: أناسا، أو حيوانات أو نباتات أو أى شىء، حتى ولو كان جمادا- بمجرد النظر إليه أو عن طريق إرسال شعاع العين إليه، أى أن الضرر ينتقل من عينالرائى- وهو الحاسد- إلى المرئى- وهو المحسود- بمجرد نظر صاحب العين الشريرة إليه أو حديثه عنه، سواء كان مدحا، أو إعجابا، أو كان مجرد وصف له أو تقريرا لهيئته وشكله.

 

(وقد تحدثت (الكتب السماوية) عن إلحاق ضرر الحاسد للمحسود بواسطة العين فقد ورد فى إنجيل متى (20: 17): أو ما يحل لىأن أفعل ما أريد، أن عينك شريرة لأنى صالح ".)

 

أما فى الفكر الإسلامى، فقد علل الجاحظ الإصابة بالعين: بأن لكل حادث سببا، وما دامت الإصابة لا سبب لها سوى رؤية العين، فينبغى التصديق: بأنه قد انفصل شيء من عين العائن فأصاب المعيون، ويعتبر ابن القيم من أشد المؤمنين بالعين حيث جمع الأحاديث التى تتعلق بهذا الموضوع سواء كانت تخبر عن الإصابة بالعين، أو توصى بالرقى لدرء الحسد، أو تصف طريقة علاج المحسود، ثم يعقب على ذلك بالهجوم على من ينكر الإصابة بالعين، مستشهدا بآراء من سبقوه، فيقول : "وعقلاء الأمم- وعلى اختلاف مللهم ونحلهم- لا تدفع أمر العين، ولا تنكره، وإن اختلفوا فى سببه ووجهة تأثير العين، فقالت طائفة: إنالعائن إذا تكيَّفت نفسه بالكيفية الرديئة، انبعثت من عينه قوة سمية تتصل بالعين، ليتضرر ... إلخ " ومما يؤخذ من كلام ابن القيم: إن الحسد ليس حالة نفسية تصيب المحسود فقط، بل لعين العائن آثار ضارة تصيب المعيون، وقد تصل الإصابة إلى حد إدخال الرجل القبر والجمل القدر، أى أن العائن قادر على إماتة الأحياء، وإهلاك الزرع والضرع.. حتى ولو كان أعمى.

 

وذكر الحارث المحاسبى أنواع الحسد، ومجالاته، ودوافعه، وأضراره، وبين أن المحسود لا يلحقه الضرر من عين العائن، ولا يصيبه شيء من الحاسد إلا إذا تجاوز الحسد القلب إلى الجوارح، فسلك الحاسد مسالك تؤدى إلى إلحاق الضرر بالمحسود، كتدبير المؤامرات لإفساد العلاقة بينه وبين مصادر نعمته، أو اتخاذ تدابير تؤدى إلى زوال ما يتمتع به المحسود من النعم، أو الاعتداء على النفس والأرواح بما يصيبها أو يهلكها، ولم يسم هذا حسدا، بل يرى أنه عمل دفع الحسد إليه.

 

أما الإمام أبو حامد الغزالى فقد تناول حديثه عن الحسد تسع نقاط هى:

ذم الحسد، حقيقته، أقسامه، حكمه، مراتبه، أسبابه، سبب كثرته بين الأمثال والأقران، دواؤه، القدر الواجب فى نفيه. فهو يرى أن الحسد ليس مرضا عضويا، بل هو من أمراض القلوب، ولا يداوى إلا بالعلم، وأنه لا ضرر فيه على المحسود فى الدنيا والآخرة إذ يقول: "وأما أنه لا ضرر فيه على المحسود فى دينه ودنياه فواضح، لأن النعمة لا تزول عنه بحسدك، بل ما قدره الله تعالى من إقبال ونعمة، فلابد أن يدوم إلى أجل معلوم قدره الله سبحانه وتعالى، فلا حيلة فى دفعه، بل كل شىء عنده بمقدار، ولكل أجل كتاب، فإذا لم تزل النعمة بالحسد، لم يكن على المحسود ضرر فى الدنيا، ولا يكون عليه إثم فى الآخرة. ولعلك تقول: ليت النعمة كانت تزول عن المحسود بحسدى وهذا غاية الجهل، فلو كانت النعمة تزول بالحسد لم يبق الله عليك نعمة ولا على أحد من خلقه، ولا نعمة الإيمان أيضا لأن الكفار يحسدون المؤمنين على الإيمان، قال تعالى ]ود كثير من أهل الكتاب لو يردونكم من بعد إيمانكم كفارا حسدا من عند أنفسهم .. [(البقرة 109 ).

 

وقد نسب إلى رسول الله (صلى الله عليه وسلم)أحاديث تخبر عن إمكانية وجود الحسد ووقوع ضرر من عين الحاسد بالمحسود، وتوصى بتلاوة نصوص محددة للتعاويذ والرقى للحماية من عين الحاسد، كما شرحت أحاديث أخرى العلاج من ضرر الحسد.. أما فى القرآن الكريم فقد وردت كلمة "الحسد" فى أربع آيات:( البقرة 109، النساء54، الفتح 15، الفلق 5) كما وردت ألفاظ تتضمن معنى الحسد فى آيات أخرى ( البقرة: 90، 213، آل عمران 19، الشورى 14، الجاثية 17).

 

وقد أول المنكرون لتأثير عين الحاسد فى المحسود كل ما ورد فى القرآن الكريم وخاصة فى قوله تعالى: ]ومن شر حاسد إذا حسد[ ( الفلق 5)، فقالوا فى تفسير هذه الآية "وتقييد الاستعاذة من شره بوقت: "إذا حسد" ؛ لأنه حينئذ يندفع إلى عمل الشر بالمحسود، حين يجيش الحسد فى نفسه، فتتحرك له الحيل والنوايا، لإلحاق الضرر به " أى أن الضرر لا يأتى من العين، بل من عمل الحاسد، حين يدفعه حسده إلى إلحاق الضرر بالمحسود، أما ما نسب إلى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقد قبلوا ما أخبر به عن وقوع الحسد لأن وجوده فى النفس الإنسانية مسلم به إلا أنه لا يتعدى كونه ظاهرة نفسية لدى الحاسد، أما الأحاديث التى تتحدث عن الأضرار التى تصيب المحسود عن طريق عين الحاسد فضد ردوها لضعف سندها، أو لتناقض معناها مع مبادىء الإسلام وتعاليمه، مثل الحديث المشهور( إن العين لتدخل الرجل القبر والجمل القدر)، إذ لم يرد هذا الحديث فىأى من كتب الحديث التسعة، وإنما ذكره أبو نعيم الأصفهانى فى الحلية، قال الصابونى: "بلغنى أنه قيل له- أى لراويه شعيب بن أيوب الأنصارى: ألا ينبغى أن تمسك عن هذه الرواية، ففعل ".

 

أ‌. د/ محمد شامة

 

http://www.elazhar.com/mafaheemux/7/31.asp

 

فما الرأي بارك الله فيكم ؟

رابط هذا التعليق
شارك

ارجو ابداء رأيكم في هذا

الحسد من منظور علمي

 

يعد موضوع الحسد من المواضيع التي دخل فيها الكثير من الناس في خطأ وفي إتباع ما يسمعوه من الآخرين بدون تفكر فيه، وهذا معاكس لوعظ حبيبنا محمد صلوات الله عليه لنا حين وعظنا بأن لا نكون إمعة والإمعة هو الذي يتبع ما يسمع بدون تفكر فيه. يبين هذا الموضوع الحقيقة بشأن الحسد عن طريق التفكر في القرآن الكريم وفي أحاديث الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم وليس عن طريق إتباع أهواء و اجتهادات أناس لا يرجعوا إلى كتاب الله لمعرفة فيما إذا كان اجتهادهم صحيح أم لا.

 

يبين لنا الله عز وجل في كتابه حقيقة الحسد، وذلك يكمن في قصة يوسف عليه السلام حيث يقول الله عز وجل أنه في قصة يوسف عليه السلام وإخوته آيات للسائلين "لَّقَدْ كَانَ فِي يُوسُفَ وَإِخْوَتِهِ آيَاتٌ لِّلسَّائِلِينَ" (سورة يوسف – آية 7). أي أنك تسأل والله عز وجل يهديك إلى الجواب في قصة يوسف وأخوته. وإذا تفكرنا في آية رقم 4 من سورة يوسف: إِذْ قَالَ يُوسُفُ لِأَبِيهِ يَا أَبتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ" نجد بأن يوسف عليه السلام رأى رؤية من المولى تبشر بقربه إلى الله عز وجل، أي أن الله أسبغ نعمه على عبده يوسف عليه السلام.

 

وحينما أخبر يوسف عليه السلام أباه يعقوب عليه السلام بأنه رأى هذه الرؤية فكان جواب يعقوب عليه السلام هو: "قَالَ يَا بُنَيَّ لاَ تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَى إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُواْ لَكَ كَيْدًا إِنَّ الشَّيْطَانَ لِلإِنسَانِ عَدُوٌّ مُّبِينٌ" (سورة يوسف – آية 5). ومن هذه الإجابة التي ذكرها المولى في كتابه يمكن فهم الحسد، حيث أن يعقوب عليه السلام قال لابنه أن لا يخبر أخوته عن هذه النعمة خوفا من أنهم سيحسدوه، والحسد في اللغة يعني تمني زوال النعمة.

 

ومن ثم يقول يعقوب عليه السلام:" فَيَكِيدُواْ لَكَ كَيْدًا" أي أن إخوتك نتيجة لهذا الحسد سيسعوا بطريقة مادية لإيذائك، ونعلم أنهم قاموا بذلك عندما ألقوا يوسف في البئر. إذا يعلمنا الله عز وجل بأن الحسد هو تمني زوال النعمة والسعي بطريقة مادية لإزالة هذه النعمة، وليس مثل ما يفهم معظم الناس الحسد بأنه يتم عن طريق أشعة خفية تصدر من العين وهو الشيء الذي الإسلام منه بريء.

 

على سبيل المثال إذا اشترى إنسان سيارة جديدة وشخص حسده أي تمنى زوال هذه النعمة عنه فإنه سيسعى بطريقة مادية لإزالتها مثل أن يذهب في الليل لتحطيم السيارة. ومن هنا تأتي الآية الكريمة رقم 5 قي سورة الفلق (وَمِن شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ)، أي انك تطلب حماية الله من شر الحاسد المادي أي أنك تريد أن يضع الله الأسباب في طريق الحاسد لمنعه من تنفيذ الشر المادي، مثل أن يحدث الله شيء يمنع الحاسد من الوصول للسيارة.

 

مثال آخر، إذا أعطي إنسان منصب مدير في شركة ما فإن حاسده سيحاول أن يزيل هذا المنصب منه عن طريق قول الأكاذيب على هذا الشخص، وأنك عندما تطلب حماية المولى من ذلك "وَمِن شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ" فإن الله إذا أراد فإنه سيكشف أكاذيب هذا الشخص لكي لا تؤذي هذه الأكاذيب الإنسان المحسود.

 

ويربط يعقوب عليه السلام الحسد وأثره المادي بالشيطان "إِنَّ الشَّيْطَانَ لِلإِنسَانِ عَدُوٌّ مُّبِينٌ"، ويمكن فهم ذلك عن طريق معرفة بأن قرين الإنسان (شيطانه) يوسوس له بصوت مطابق للصوت الذي يفكر به الإنسان في عقله ويسمعه أفكار في عقله مثل وسوسة قرناء أخوة يوسف لهم بأفكار يسمعوها في عقلهم تقول لهم بأن يوسف لا يستحق النعمة التي أسبغها الله عليه وأنه إذا تخلصتم منه فسيخل لكم وجه أبيكم. وهذا الأمر هو مثل عندما يأتي للإنسان الحاسد أفكار من قرينه في عقله تقول له بأن يؤذي إنسان آخر ليأخذ نعمة أسبغها الله عليه منه.

 

هناك حديث للحبيب محمد أساء الكثير من الناس فهمه وهو الحديث الوارد في مسند الأمام أحمد حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" العين حق، ويحضر بها الشيطان، وحسد ابن آدم". حيث أنه يمكن الآن فهم هذا الحديث الشريف بأن العين حق أي أن العين هي بداية الحسد لأنها ترى النعمة التي أسبغها الله على شخص ما وليس أنها مصدر أشعة وهمية تضر الآخرين. ويقول الحبيب بأن الشيطان يحضر بها أي أن قرين الإنسان (شيطانه) يوسوس له بصوت يسمعه الإنسان في عقله بعد أن يرى هذه النعمة وكأنه يحدث نفسه بأفكار تقول له على سبيل المثال بأن هذا الشخص لا يستحق النعمة التي أحلت به وانك أفضل منه فلماذا لا تذهب وتزيل هذه النعمة، ويقول الحبيب بأن العين يحضرها حسد ابن آدم أي رغبته في إزالة النعمة عن الإنسان الذي يحسده.

 

يبين المولى عز وجل خطورة الفهم الخاطئ للحسد والإيمان بأن شيئا مخلوقا له القدرة على أن ينفعك و يضرك مثل حجر أزرق أو الدق على الخشب في آية رقم 106 من سورة يوسف "وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللّهِ إِلاَّ وَهُم مُّشْرِكُونَ"، حيث أنه إذا تفكر الإنسان في هذه الآية الكريمة فإنه يأتي إلى السؤال التالي: كيف لإنسان أن يكون مؤمنا بالله و في ذات الوقت مشركا به؟

 

يكمن الجواب في الذي بينته في هذه المقالة بحيث أنه يمكن لإنسان أن يكون مؤمنا بالله و لكنه أيضا يؤمن بأن مخلوق سواء بشر أو حجر يستطيع أن يضره وينفعه فإنه بذلك يكون مشركا بالله عز و جل لأن الشرك هو إعطاء من قدرة الخالق لمخلوق لأن الوحيد القادر على نفعك و أن يصيبك ببلاء هو الله عز وجل. فنلاحظ خطورة الفهم الخاطئ للحسد والذي ينتج عنه عصيان للمولى، وضيق نفسي،خوف دائم، وعدم القدرة على التركيز في العمل وفي الحياة بشكل عام.

دكتور/ زيد غزّاوي

أستاذ الهندسة الطبية في الجامعة الهاشمية

رابط هذا التعليق
شارك

Join the conversation

You can post now and register later. If you have an account, sign in now to post with your account.

زوار
اضف رد علي هذا الموضوع....

×   Pasted as rich text.   Paste as plain text instead

  Only 75 emoji are allowed.

×   Your link has been automatically embedded.   Display as a link instead

×   Your previous content has been restored.   Clear editor

×   You cannot paste images directly. Upload or insert images from URL.

جاري التحميل
×
×
  • اضف...