اذهب الي المحتوي
منتدى العقاب

التغير أمر الله النافذ .. دع لله ما وعد وأدي له ما فرض


Recommended Posts

التغير أمر الله النافذ .. دع لله ما وعد وأدي له ما فرض

العالم اليوم يعيش صفحته الأخيرة يطويها من أمسك السموات والأرض الله سبحانه، ما أبلغ حكمته وما أعظم قدرته وكيده، منذ ضياع فلسطين وتمزق الأمة الإسلامية والله يدفع الناس إلى قدره المحتوم الذي أخبرنا عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم (إن الله قد زوى لي الأرض ، فرأيت مشارقها ومغاربها ، وإن أمتي سيبلغ ملكها ما زوي لي منها)، قد يعتقد البعض أن هذه الحقيقة بعيدة المنال ولا يمكن للمنطق أن يقوم بإقرارها ونحن نشاهد الأمة الإسلامية متفرقه إلى شعاب كثيرة، قد يتبادر إلى قلوبنا الشك بأنه كيف يمكن أن يتحقق وعد الله ونحن نرى تآمر من في مشارق الأرض ومغاربها على الأمة الإسلامية وقتالهم لها، ونحن نرى المسلمين يذبحون بالآلاف في أشعاث الأرض بلا عدد، هنا تماماً لا بد أن نقرأ (ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض) قرأتتها وكأني أقرئها للمرة الأولى ما أعظم ما فيها (ولولا دفع الله الناس) فالله هو المحرك وهو الدافع وهو المخطط المدبر يسير الأمور لمنازلها، حينما نرى أمة الإسلام وبعد عقود الظلام وبعد أن إعتادت الإستكانة والخضوع، حينما نرى هذا الجيل الذي لم يرى يوماً نور الإسلام في الأرض هذا الجيل الذي ولد وعاش في ظل الأنظمة العلمانية الرأسمالية الظالمة والتي لا تبصر الناس غير ضيق الدنيا وظلام الآخرة، هذا الجيل الذي لم يعرف يوماً كيف هي الدولة الإسلامية فما يحمله عنها ليس سوى رواسب من التاريخ الذي كتبه المستشرقون الحاقدون على الإسلام أو بعض ما بقي في الذاكرة من رواسب الحكم الإسلامية في نهايات الدولة العثمانية، حينما نرى هذا الجيل ينتفض ويخرج معلناً بدون خيفة ولا خشية إلا من الله بأنه يريد أن يسترد ما سلب منه من سلطانه يريد أن يعيد الحكم لله يريد توحيد الأمة الإسلامية على صعيد واحد، لم يحركه أحد ولم تحركه جهة ولم تملك قيادته فئة خرج ومازال بلا قائد بلا محرك إلا الله فهو الدافع للناس كل الناس وليس المسلمين فحسب، قد يكون البعض صدق ما روجهه بعض ساسة الروس بأن الثورات ليست إلا مؤامرة وليست سوى فوضى خلاقه أفتعلها الغرب ونقول لهؤلاء كيف إذن نفسر الثورات في أمريكا نفسها وفي أوروبا وبريطانيا وحتى روسيا، هل هي فوضى خلاقه أم هي دفع من الله للناس بعضهم ببعض ليخرج إلى العالم ميلاد أمر عظيم.

هو إذن دفع الله للناس بعضهم ببعض هو إذن الله الذي يهيء العالم لأمر عظيم لحدث كوني فريد سيحدث مرة أخرى ولن يتكرر بعدها أبدا، أمر عظيم بعظم بعثة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، نعم إنها الخلافة الثانية وليست أي خلافة بل هي خلافة على منهاج النبوة هي الخلافة التي ستحمل الإسلام كما نزل على محمد صلى الله عليه وسلم نقياً طاهراً واضحاً لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، الإسلام بفهم الخلفاء الراشدين وبنقاءه حينما نزل أول مرة، من كان ليعتقد أن السوق الحر والرأسمالية والعولمة ستكون الأدوات التي سوف يقضى بها الله على الغرب المستعمر، من كان يعتقد أن إرتباط العالم بالدولار سوف ينهي أمريكا وأوروبا والصين وروسيا ويدخلهم في نعوشهم إلى مثواهم الأخير في مزبلة التاريخ بضربة واحدة، الإقتصاد الأمريكي يتهاوى وكل يوم يقترب من قدره المحتوم وما أن يهوي الدولار الأمريكي حتى تهوي معه الصين التي تحتوي على أكبر إحتياطي من الدولار في العالم وستهوي معه روسيا وأوروبا لأرتباطهم الإقتصادي بأمريكا وستهوي الأنظمة الوكيلة عن المستعمرين في المشرق الإسلامي وسيدخل العالم إلى فراغ في كل شيء في السياسة والإقتصاد وستنهار البنى الإجتماعية للدول الغربية وستفقد القطع العسكرية بريقها حينما لا يكون هناك وقود إقتصادي يدير محركاتها ولا شباب يقومون بتشغيلها فالغرب ليس سوى مجتمعات من العجائز نسبة الشباب فيه لا تتعدى العشرين في المئة ونسبة الإنجاب فيه أقل من أربع أعشار بمعنى أن المجتمعات الغربية تنقص ولا تزداد من ناحية السكان وسوف لن يمر طويلاً حتى تضمحل أمام النموى الديمجرافي العظيم للأمة الأسلامية.

الشام أثبتت للعالم كيف يمكن لمشيات صغيرة وبسيطة التسليح أن تنتحر تحت أقدامها جيوش على أعلى درجات التدريب ومعها من العتاد آخر ما توصل له الإنسان حداثتاً، هذه العصابة القليلة جابهت نظام يدعمه المستعمرين جميعهم وأدواتهم، لا أحد يستطيع أن يعلم لماذا بعد كل هذا القتل والتنكيل والقصف والإبادة والإغتصاب مازالت ثورة الشام قائمة صامدة بل وأكثر من ذلك كيف تزداد قوة بعد كل إنتكاسة وبعد كل مجزرة وكيف وعي وتتسع إدراكاً بعد كل مؤامرة، وكيف بعد كل كذبة من النظام أو الغرب الكافر المستعمر يأتي الله ليكشف زيفها ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون، إنها إرادة الله ودفعه الناس بعضهم ببعض كي لا تفسد الأرض، إنها إرادة الله التي لا إرادة سواها.

هنا تتوارى الأشخاص والأحداث لتبرز من خلال النص القصير (ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض) حكمة الله العليا في الأرض من اصطراع القوى وتنافس الطاقات وهنا تتكشف على مد البصر في تدافع وتسابق وزحام إلى الغايات.. أن من ورائها جميعاً تلك اليد الحكيمة المدبرة تمسك بالخيوط جميعهاً، وتقود الموكب المتزاحم المتصارع المتسابق، إلى الخير والصلاح والتغير، أنها نور العقيدة عز الدنيا والنجاة في الآخرة.

لقد كان العالم كله ليفسد ويستعمره الظلم والكفر لولا دفع الله الناس بعضهم ببعض ويكون قيام الجماعة الخيرة المهتدية المتجردة عن كل باطل وأي باطل متجردة عن كل شيء لم يلمع نجمه من شمس هذه العقيدة. تعرف الحق الذي بينه الله لها. وتعرف طريقها إليه واضحاً. وتعرف أنها مكلفة بدفع الباطل وإقرار الحق في الأرض. وتعرف أن لا نجاة لها من عذاب الله إلا أن تنهض بهذا الدور النبيل، هنا يمضي الله أمره، وينفذ قدره، ويجعل كلمة الحق هي العليا، ويجعل حصيلة الصراع والتنافس والتدافع في يد الأمة الإسلامية، التي استجاش الصراع أنبل ما فيها وأكرمه.

ومن هنا كانت الفئة القليلة المؤمنة الواثقة بالله تغلب في النهاية وتنتصر. ذلك أنها تمثل إرادة الله العليا في دفع الفساد عن الأرض، وتمكين العقيدة الإسلامية في الحياة. إنها تنتصر لأنها تمثل غاية عليا تستحق الانتصار ولأنها تمثل إرادة الله النافذة حتى ولو إجتمع عليها وتآمر عليها من في الأرض جميعاً... لذا لا تشغل نفسك كيف سيقوم الله بإزالة كل هذا الباطل وكيف سيقوم بنصر الأمة الإسلامية وهي اليوم أضعف ما تكون بل إشغل نفسك بكيف سأثبت على الحق، ودع لله ما وعد وقم وأدي له ما فرض فإنما الحياة عقيدة وجهاد في سبيل هذه العقيدة.

 

 

مالك مراد

رابط هذا التعليق
شارك

Join the conversation

You can post now and register later. If you have an account, sign in now to post with your account.

زوار
اضف رد علي هذا الموضوع....

×   Pasted as rich text.   Paste as plain text instead

  Only 75 emoji are allowed.

×   Your link has been automatically embedded.   Display as a link instead

×   Your previous content has been restored.   Clear editor

×   You cannot paste images directly. Upload or insert images from URL.

جاري التحميل
×
×
  • اضف...