وقفة على بيان الفصائل الرافض لمؤتمر جنيف2

[الحريري]

بسم الله الرحمن الرحيم

 

وقفة على بيان الفصائل الرافض لمؤتمر جنيف2

 

 

 

 

لقد لفت نظرنا بعض الأمور حول البيان الصادر عن بعض القوى والفصائل التي ترفض فيه مؤتمر (جنيف 2)، حيث ذكر البيان ما نصه:

 

 

( ... و نؤكد أن أي حل لاينهي وجود الأسد بكل أركانه و مرتكزاته العسكرية و منظومته الأمنية و لا يقضي بمحاسبة كل من اشترك في ممارسة إرهاب الدولة حلا مرفوضا جملةً و تفصيلاً .

و نعتبر حضور مؤتمر جنيف ( 2 ) و التفاوض مع النظام بخلاف ما سبق متاجرة بدماء شهداءنا و خيانةً تستوجب المثول أمام محاكما).

http://www.youtube.com/watch?v=HHZj2z4-Xco

 

 

فالبيان لم يكن مُحكَماً، فلم يُوصد الباب أمام رياح الشرّ الأمريكية والغربية، فلقد رفض البيان أي حلّ إلاّ إذا كان يتضمن الشروط التي وضعها أصحاب البيان المتمثّلة "بإنهاء وجود الأسد ومنظومته العسكرية والأمنية ومحاسبته هو ومن اشترك معه"، وهذا ليس رفضاً للحلّ الأمريكي، بل رفضه لعدم تضمينه بشروط أرادها أصحاب البيان، وكذلك لم يرفض البيان التفاوض مع النظام بل رفض البيان أن يكون التفاوض بخلاف الشروط التي وضعها أصحاب البيان، وهذا يُفهم منه أنّ أصحاب البيان لا يرفضون بشكل مبدئي فكرة الحلّ أو التفاوض مع النظام، بل يقبلون بها ضمن الشروط التي وضعوها.

 

إنّ القضية عند أمريكا والغرب الكافر ليست جنيف ولا مؤتمرها، وليست المشكلة عندهم رحيل الأسد وزمرته، فأمريكا تعلم بأنّ عميلها الأسد وشركائه من تلطخت أيديهم بالدماء لا بقاء لهم، بل لا مشكلة بقتله وقتل من معه، وأن تقدمهم قرباناً للثوار إن قبلوا بحلّها، ولا مشكلة عند أمريكا في عدم حضور عميلتها إيران لمؤتمر جنيف2، لأنّها مجرد أداة عندها في دعم نظام عميلها بشار، ولكن المشكلة عندها أن تجد البديل عن رجالاتها القداما الذين انتهت صلاحيتهم في البقاء، مشكلة أمريكا أنها تريد أن يبقى النظام العلماني في سوريا، وأن يبقى دون المساس به، مشكلتها أن يبقى نفوذها في الشام وذلك لا يكون إلا ببقاء النظام قائماً على أصوله، مع بعض عمليات التجميل وذلك بتبديل الوجوه المسودة التي عليها آثار الدماء وجوهاً جديدة أقّل سواداً لم تتلطخ بالدماء، والتقليل من القبضة الأمنية على الشعب وإطلاق الحريات بزعمهم على أن لا تخرج عن الأساس العلماني الذي تريده أمريكا، هذه هي القضية والمشكلة عند أمريكا، وما جنيف2 إلى إحدى السبل التي تنظر فيها أمريكا ليكون الحلّ الذي تريده لأزمتها في سوريا.

 

لذلك نجد أمريكا وعرّبها الأخضر الإبراهيمي وعميلها بشار وأدواتها في المنطقة تقوم بمخادعة الثوار في الشام، وهي تُريد عبر هذه المخادعة أنّ تدفع الثوار إلى أن يتجهوا إلى الجهة التي تريد وإلى الطريق الذي تُريد أن يسلكوه، فهي تقوم بوضع أمور لا تريدها كعراقيل للحلّ مثل ضرورة أن يبقى الأسد أثناء التفاوض، ولابدّ أن يكون لإيران دور وحضور في مؤتمر جنيف2، وتجعل من هذه قضايا مهمه وعقبات قوية، حتى تدفع الثوار أن يشترطوا ذهاب الأسد ومن معه قبل الحلّ، وعدم حضور إيران للمؤتمر أو أن يكون لها دور، فهي تريد أنّ يركز الثوار على هذه القضايا التي لا تعني أمريكا بشيء، لتُنسي الثوار ما تريد، ثم بعد أن يشترطوا الثوار لقبول التفاوض والحلّ أن تنعدم هذه العقبات، تُظهر أمريكا تنازلها وتقبل بشروط الثوار، فيسقط بأيديهم، ويُساق الثوار إلى حيث أرادت أمريكا، وهو البقاء على النظام العلماني في سوريا تابعاً لها بتغيير وجوه بوجوه مع إجراء عمليات تجميلية دون المساس بالنظام أو تغييره، وهي من جهة أخرى تضغط على الثوار عبر عميلها بارتكابه للمجازر، واستعادته للمناطق التي سيطر عليها الثوار، عبر تخاذل المجالس العسكرية وبعض الجهات التابعة للائتلاف صنيعتها وهيئة الأركان لتُلجئهم للقبول بالحلّ الأمريكي المشار إليه سابقاً.

 

هذا ما تُخطط له أمريكا وتُخادع به الثوار عبر أدواتها وأتباعها، فلذلك ننصح هذه الفصائل والقوى الموقع على البيان آنف الذكر أن يتنبهوا لهذا المكر الخبيث الذي تُحيكه أمريكا وأتباعها لهم، فعليهم أن يرفضوا الأمر بصورة قطعية بدون شروط ويُغلقوا الباب ويُوصدوه أما هذا الشرّ الأمريكي المُحدق بهم، فلا لقاء ولا إلتقاء، بل نبذ ومناصبة العداء لأمريكا وأدواتها وأتباعها ومشاريعها، وعدم القبول منها بشيء ولو كان بمثقال الذرّ، وعلى هذه الفصائل والقوى كذلك أن تُعلن عن مشروعها ومشروع أهل الشام بلسان عربي فصيح، بأنّنا قد عزمنا أمرنا وتوكلنا على ربنا خالقنا وناصرنا على اجتثاث النظام العلماني العميل في سوريا من جذوره الأسنة، وكنس نفوذ أمريكا والإستعمار من أرض الشام كنساً نظيفاً لا يُبقي لهم أثر، وإقامة حكم الله المتمثل بإقامة دولة الخلافة الإسلامة على منهاج النبوة في سوريا الشام عُقر دار الإسلام، وأننا نجد دون ذلك قطع الرقاب وتمزيقنا أشلاء، فلن نرضى إلا بالولاء المطلق لله ربّ العالمين، والإتباع الكامل لقائدنا محمد صلى الله عليه وسلم، ونبذ كلّ ما دون ذلك، فلغير الله لن نركع، ولغير شرعه لن نسمع أو نخضع، ولغير راية الإسلام راية (لا إله إلا الله محمد رسول الله) لن نرفع، نحيا على ذلك أو نموت دون ذلك، فموت في سبيل الله خير من حياة في معصيته.

 

{ هَذَا بَيَانٌ لِلنَّاسِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةٌ لِلْمُتَّقِينَ (138) وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (139) إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ (140) وَلِيُمَحِّصَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا وَيَمْحَقَ الْكَافِرِينَ (141) أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ (142) وَلَقَدْ كُنْتُمْ تَمَنَّوْنَ الْمَوْتَ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَلْقَوْهُ فَقَدْ رَأَيْتُمُوهُ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ (143) وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ (144) وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ كِتَابًا مُؤَجَّلًا وَمَنْ يُرِدْ ثَوَابَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَنْ يُرِدْ ثَوَابَ الْآَخِرَةِ نُؤْتِهِ مِنْهَا وَسَنَجْزِي الشَّاكِرِينَ (145)}

 

الإعلام المستنير

 

27-10-2012

 

 

https://www.facebook...&type=1

تم تعديل October 27, 2013 بواسطه الحريري