اذهب الي المحتوي
منتدى العقاب

لغز العسكر وكيف حله رسول الله ؟


ياسر صابر

Recommended Posts

لغز العسكر وكيف حلَّه رسول الله

 

 

د. ياسر صابر

 

حين فازت جبهة الإنقاذ فى الجزائر بالإنتخابات البرلمانية بنسبة تزيد عن 80 بالمائة، إنقلب عليها العسكر بقيادة الجنرال خالد نزار، وإنتهى الأمر بالزج بعشرين ألف من الجبهة فى السجون، ونشبت حرب راح ضحيتها 200 ألف من الأبرياء. وحين وصل حزب العدالة والتنمية إلى سدة الحكم فى تركيا بدأت معركة تكسير العظام بين العسكر والنظام الجديد مازالت فصولها تدور حتى الأن. أما فى مصر فلم يمكث برلمان الثورة أكثر من أربعة أشهر حتى بادر المجلس العسكرى بحله، وأصبح حسب الرؤية العسكرية فى حكم الماضى وكأن شيئاً لم يكن. واليوم حدث ماهو أكبر من ذلك بالإنقلاب على الرئيس المنتخب (حسب ديمقراطيتهم التى يؤمنون بها ) والزج بقيادات الإخوان فى السجون . وهكذا تبدو العلاقة بين التغيير والعسكر غامضة وتترك أسئلة كثيرة ؛

 

هل العسكر بطبيعتهم ضد التغيير ؟ أم أنه لغز العسكر ؟

 

إن أى نظام سياسى يحتاج إلى قوة تحميه، والأنظمة السياسية فى العالم الإسلامى، التى قامت على أنقاض دولة الخلافة لم تخرج من رحم الأمة وإنما أوجدها الإستعمار، وماكانت هذه الأنظمة لتبقى لولا وجود قوة مادية تحميها، وقد عمل الكافر المستعمر الذى أوجد هذه الأنظمة على كسب ولاء قادة الجيوش فى عالمنا الإسلامى، حتى يستطيع الإبقاء على أنظمته التى أقامها، وبهذا الولاء أصبحت هذه الجيوش حامية للأنظمة العلمانية بالرغم من أن أبناءها هم أبناء الأمة ويدينون بعقيدتها.

 

والتغيير الذى يحدث لهذه الأنظمة لايخرج عن نوعين؛ الأول هو التغيير الشكلى الذى يذهب بحاكم ويبقى على النظام العلمانى أى على نفس المنظومة الفكرية، وماأكثر الإنقلابات التى قامت فى العالم الإسلامى على هذه الشاكلة وأدت إلى تغيير الحكام. أما النوع الثانى فهو التغيير الذى يذهب بالنظام كله والأساس الذى قام عليه ويوجد مكانه نظام الإسلام، وهذا النوع من التغيير هو الذى يشكل صعوبة، وينتهى دائماً بالصدام وعادة مايُحسم الأمر لصالح العسكر بحكم أنهم أصحاب القوة المادية، ولهذا فإن أى محاولة للتغيير تصطدم بالعسكر لاتخرج عن كونها نوع من أنواع العبث .

 

فهل يعنى هذا أن تستسلم الأمة ولاتهُب من أجل تغيير النظام العلمانى ؟

 

إن الوقوف مع سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وقفة تشريعية تجيب لنا عن هذا التساؤل بوضوح، فرسول الله قد حسم هذه المسألة قبل 14 قرناً من الزمن حيث عمل على التغيير لإقامة نظام جديد يقوم على أساس الإسلام، وبالرغم من وجود أهل القوة أيضاً فى زمنه، إلا أنه أنجز طريقه وأقام دولته، فماذا فعل رسول الله ؟

إن الفهم الدقيق لسيرة المصطفى يبين بجلاء أنه عليه الصلاة والسلام كان حريصاً على كسب أهل القوة فى المجتمع لفكرته ليكونوا هم القوة التى تحمى الدولة التى يريد إقامتها، وتظهر السيرة بجلاء أن طلب رسول الله للنصرة من القبائل قد قام على أساس نصرة الإسلام، عن عقيدة وإيمان، وليس من أجل مصالح آنية. وهذا تبينه السيرة حين أتى رسول الله بنى شيبان وقد كانوا يجاورون فارس فى منازلهم فعرضوا عليه النصرة من جهة العرب دون الفرس، فكان جوابه عليه الصلاة والسلام لهم " ماأسأتم الرد إذ أفصحتم بالصدق، إنه لايقوم بدين الله إلا من حاطه من جميع جوانبه"

 

وأستمر على ذلك إتصال الرسول بأهل القوة إلى أن يسر له الله أهل النصرة فى العقبة الثانية فبايعوه بيعة الحرب ، جاء في سيرة ابن هشام في قوله (صلى الله عليه وآله وسلم) في البيعة: "ثُمّ قَال: أُبَايِعُكُمْ عَلَى أَنْ تَمْنَعُونِي مِمّا تَمْنَعُونَ مِنْهُ نِسَاءَكُمْ وَأَبْنَاءَكُمْ. قَالَ: فَأَخَذَ الْبَرَاءُ بْنُ مَعْرُورٍ بِيَدِهِ ثُمّ قَالَ: نَعَمْ وَاَلّذِي بَعَثَك بِالْحَقّ (نَبِيّاً) لَنَمْنَعَنّك مِمّا نَمْنَعُ مِنْهُ أُزُرَنَا، فَبَايِعْنَا يَا رَسُولَ اللّهِ، فَنَحْنُ وَاَللّهِ أَبْنَاءُ الْحُرُوبِ وَأَهْلُ الْحَلْقَةِ وَرِثْنَاهَا كَابِرًا (عَنْ كَابِرٍ)" فتمت بذلك كلمة الله وقامت للإسلام دولته.

 

نعم هذه هى سيرة المصطفى تبين كيف تعامل مع أهل القوة فى عصره، فلم يصطدم بهم، بل عمل على كسبهم للإسلام ثم توجيه قوتهم لتكون هى الحامية للدولة الإسلامية الأولى التى أقامها فى المدينة عن يقين وإيمان وليس من أجل مصالح آنية من منصب أو جاه. حدث هذا بعد أن كسبهم رسول الله لفكرته فكان إيمانهم بالإسلام وتأثرهم بعقيدته هو المحرك لهم فقاموا بحماية الدولة وزادوا عنها بأنفسهم وأموالهم، قربة لله، وطمعاً فى رضاه.

 

لهذا فإن أى حركة تسعى للتغيير الحقيقى دون أن تكسب ولاء الجيوش لفكرتها، فإن هذا يعتبر عبثاً يؤدى حتماً إلى الصدام، فالأصل أن تسعى الحركات والأحزاب الساعية للتغيير أن تكسب الجيوش لفكرتها.

 

والسؤال الأخر الذى يطرح نفسه ماهى الفكرة التى يمكن أن تجذب قادة الجيوش وتحررهم من التبعية التى هم غارقون فيها؟

إن الفكرة الوحيدة القادرة على كسب ولاء الجيوش وقادتها، هى الفكرة الإسلامية حين تصل لأصحابها مبلورة فى مشروع حقيقى، تجعل من يُخاطَب بها قادر على أن يضع يده ليتلمس صحتها وقدرتها على صياغة منظومة جديدة تعيد للأمة كرامتها وتخلصها من التبعية للكافر المستعمر.

 

لذلك إن أردنا أن نحل لغز العسكر فما علينا إلا أن نحمل مشروعاً مبدئياً يقوم على عقيدة الإسلام، يقدم هذا المشروع تصوراً كاملاً عن الدولة بجميع أجهزتها ودستورها وعلاقتها بغيرها من الدول ورسالتها التى يجب عليها أن تحملها، ثم نخاطب بهذا المشروع أهل القوة من جيوش الأمة، بعدما يكون لهذا المشروع رأياً عاما منبثقاً عن إدراك أن الإلتزام بهذا المشروع هو عبادة لله.

 

فقط بالمشروع الإسلامى الحقيقى نستطيع أن نحرر العسكر من التبعية للغرب ونحولهم إلى حماة للعقيدة، والذى يجب أن يكون هو الأصل. فقط بالإسلام يمكن أن نمتلك قلوب وعقول كل أبناء الأمة حين نخاطبهم خطاباً قوياً مؤثراً، فإن كان رسول الله قد كسب غير المسلمين إلى الإسلام ثم حول قوتهم لقوة تحمى الإسلام، فمن باب أولى أن يكون كسب أبناء المسلمين أسهل!

 

إن العقبة الكبرى أمام كسب العسكر، هو منافستهم فى تبعيتهم للغرب، وهذا يحدث حين يقوم المشتغلون بالتغيير بالإندماج فيما يسمى بالنظام الدولى والقبول بالحفاظ على العلاقات مع الطرف الأخر فى الصراع (أمريكا)، والقبول بكل ماتمخض عن هذا النظام الدولى الغاشم من إتفاقيات لم تقم أساساً إلا من أجل الحيلولة دون التغيير الحقيقى، فمن يسير فى هذا الطريق فهو يحافظ على النظام العلمانى شاء أم أبى، ويحافظ على علاقته بأعداء الأمة مهما كانت نواياه، وإذا كان هذا هو الحال، فالطبيعى أن يرى العسكر منه معادياً لهم فى نفوذهم، لأن الصراع سيتحول إلى منافسة فى إرضاء الغرب والسير فى منظومته.

 

إن تحييد الإسلام عن الصراع سيزيد الهوة بين أبناء الأمة الواحدة، ويجب ألا ننسى أن الأجهزة الأمنية لم يصل مستواها فى البطش والإجرام إلى هذه الدرجة إلا بعد غياب الإسلام أى فى ظل النظام العلمانى. والإسلام هو الذى يعيد لمن يعملون فى هذه الأجهزة الأمنية كرامتهم وعزتهم المفقودة والتى إنتزعها منهم الحكام العملاء الذين حولوا هؤلاء من رجال أمن إلى رجال رعب.

فليشمر الجميع عن سواعدهم ويتمسكوا بالمشروع الإسلامى الحقيقى الذى يجمع أبناء الأمة ولايفرقهم، لنحول العسكر من قتلة مجرمين إلى أبطال حقيقيين كما كان سلفهم، وبهذا نكون قد حللنا لغز العسكر الذى حير الجميع وحله رسول الله قبل 1435 عام.

 

" وَأَنَّ هَٰذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ ۖ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ۚ ذَٰلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ" الأنعام 153

رابط هذا التعليق
شارك

السلام عليكم

كم نحن امة عزيزةو قوية و خالدة و لكن بشرط الدوران مع الاسلام كما اخبرنا رسولنا المصطفى

يا الله يا شكور فاللهم جازي كاتب هذا الدواء بكل حرف كتبه باحسن ما عندك و اجعله يا الله من احبائك

لقد ابكيتنا

رابط هذا التعليق
شارك

النقطة الفارقة في تقرير صعوبة وسهولة كسب اهل القوة هي هل هم مستقلين بقرارهم وسيادتهم على انفسهم ام مسيطر عليهم ومكبلين بعهود ومواثيق؟؟وفي واقع قبيلة بني شيبان وامساك الفرس بهم وواقع استقلالية الاوس والخزرج ما يمكن من خلاله وضع الاصبع على تلك النقطة الحساسة والتي ترتب عليها توجهين مختلفين متناقضين الاول رفض بيني شيبان لنصرة النبي عليه الصلاة والسلام بشكل عام وموافقة الاوس والخزرج على نصرته بما يراه وعلى من يريد

 

وواقع قيادات الجيوش منذ هدم دولة الخلافة وحتى اللحظة انها ممسوكة ومسيطر عليها من الغرب الكافر وبقبضة فولاذية واكثر من ذلك والانكى ان معظم من هم في هرم القيادة العسكرية ناضجين على ثقافة الغرب من علمانية وديمقراطية وهاضمين لها ويتلقون رواتبهم من الغرب مباشرة ناهيك عن مميزاتهم المعيشية الخاصة التي تفصلهم عن الامة فصلا تاما,,ولعل لقبيلة بني شيبان وامساك الفرس بهم اذا ما قورنت بواقع قيادات الجيوش اليوم سنجد ان لها هامشا من الاستقلالية اكثر مما لقيادات جيوشنا بدليل انها وافقت النبي على نصرته على اناس لا عهد للفرس معهم وابت على اخرين لهم مع الفرس عهد اما جيوش اليوم فلا تتحرك الا وفق توجيهات الغرب الكافر المستعمر في الكبائر والصغائر بل وحتى في سفاسف الامور وتوافهها الامر الذي يفضي الى فهم مفاده ان العبرة بمظنة استجابة اهل القوة من استبعادها والنقطة المفصلية هي استقلالية القرار والسيادة قبل صحة العقيدة وبالنظر الى ما تقدم من واقع جيوشنا اليوم يتبين ان كسبها اصعب بمرات من كسب النبي عليه الصلاة والسلام لاهل القوة من اللاوس والخزرج على الرغم من حداثة اسنانهم في الاسلام وقدم اعتناق جيوش الامة اليوم للاسلام

 

 

هذه هي النتيجة وهذا هو الحكم الذي سنخرج به اذا ما جعلنا صحة العقيدة هي زاوية النظر الى استجابة اهل القوة من عدمها وصعوبتها وسهولتها

 

والحق ان زاوية النظر في هذه المسالة والذي لا ينبغي النظر اليها من زاوية غيرها هي انها حكم شرعي نزل به الوحي من الله الى رسوله ليلتزمها ويتوسمها سهلة كانت ميسورة ام صعبة كؤود

 

والحمد لله رب العالمين

 

 

 

رابط هذا التعليق
شارك

احداث شهور اوجدت واقع جديد لاهل القوة في سوريا، فمن هو موجود الان ليس قدرا لا تطلب النصرة الا منه، فهنا مجتمع بمكونات مجتمع وليس فئة منعزلة، فبالامة واحتياجاتها وضرورة تمكينها وتأمين طمأنينتها كأمة تعتنق عقيدة اقول بهذه الامة تدعس على رؤوسهم ورأس الغرب من خلفهم، انظر للسيسي كيف يتحدث عن تأثيرات الثورة على الطغمة الحاكمة في مصر، ويستخدم وصف نزعت الرئاسة منا نزعا، فذلك يوضح ان الثورات كانت ممكن ان تقسم ظهرهم، والمفاجأة قادمة لهم لا محالة، فالاستعمار وما يقدمه اضحى اقل بكثير من سقف التطلعات التي تنتظرها الشعوب، وهذا ما كان مع المصطفى صلى الله عليه وسلم فما كان يقدمه اعلى مرتبة وارقى مما عليه الناس، فالقوة المساندة للاستعمار و الموجودة الآن ممكن ان تصبح معلقة عائمة على وجه بحر ليس من جنسها بعد ان كانت جبال كالاوتاد.والله اعلم

رابط هذا التعليق
شارك

السلام عليكم

اخي مقاتل اطلب ان تسامحني فانا اخالف ما ذهبت اليه

القيادة العسكرية و ان كانت تبرز في رئيسها فهي ليست له, بل موزعة بين مجموعة من الافراد اصحاب الرتب العليا توحدهم و بالدرجة الاولى و الاخيرة المنفعة المادية في اخر المطاف .وكما قلت اخي و استاذي انهم ناضجين على ثقافة الغرب من علمانية و ديمقراطية و هاظمين لها لذلك هم منفصلون عن امتهم, الا ان الاهم فيهم انهم مسلمين لذلك فبمجرد التاتير في احدهم ليغير وجهة و مكان مصلحته, بغض النظر لماهية هذا التاتير تبرز الخلافات و الانشقاقات و يظهر الضعف على هذه القيادة خصوصا اذا كانت هذه القيادة منفصلة حتى عن من ياتمرون بامرها فمثل هكذا قيادة تعيش و تستمر حصرا بالاعمال القدرة مثل التجسس و الاقصاء و الاعتقال و التسريح من الخدمة العسكرية لكل من هو خارج عن طوعهم و له ادنى شعور بامته. فهذه القيادة تستمد قوتها من سكوت من هم تحت امرتها فان اذنى تململ فيه سخط في الاوساط العسكرية سيرمي هذه القيادة مزابل التاريخ , وكلنا يذكر ما قام به كياني المجرم بعد العملية التي اغتيل فيها الشيخ اسامة رحمه الله حيث زار كل القواعد العسكرية او اغلبها لتهدئة و امتصاص غضب القادة العسكريين فلو كان قائدا لما خاف مقوديه

رابط هذا التعليق
شارك

لا باس من المخالفة اخي ابو انعام فالمسالة ليست وحيا وانما هي بحث في واقع ومن طويلب علم

 

لكن مما يجدر الانتباه اليه والتركيز عليه يا اخوة ان محاكاتي للموضوع وفهمي له متعلق بالصعوبة والسهولة وليس الاستحالة معتمدا فيه على شواهد من الوقائع تثبت او ترجح ان المرتهن في قراره وسيادته لطرف او اطراف ليس من السهل ان يتحرر مما رهن نفسه او ارتهن به وقد سقت رد قبيلة ابن شيبان دليلا على صحة هذا الفهم اذ انهم وعلى الرغم من تصديقهم بنبوة النبي وصدق رسالته الا ان ارتهانهم في قرارهم وسيادتهم للفرس بمواثيق وامور معينة ومحددة جعلهم يمتنعون عن نصرته صلى الله عليه وسلم على من كان بينهم وبين الفرس عهد وهذا لا يعني استحالة انعتاقهم مما عاهدوا عليه الفرس ولكنهم استصعبوا ذلك واستعظموه رغم امكانية انعتاقهم وكان هذا الارتهان منهم عقبة في وجه النبي صلى الله عليه وسلم ان ياخذ بهم وسلاحهم الى جانبه ودعوته,,بخلاف الاوس والخزرج المستقلين بقرارهم وسيادتهم استقلالا تاما وغير المرتهنين بشيئ منهما لاي جهة فهم رضي الله عنهم وعلى الرغم من رفضهم للاسلام في بداية امر دعوة مصعب رضي الله عنه ومحاولاتهم طرده من يثرب الا انهم سرعان ما نصروا بعد ان آمنوا ولم يمنعهم عن ذلك مانع اللهم الا عرضهم على النبي ما كان بينهم وبين يهود يثرب وقبائل العرب من حسن جوار وطيب علاقات لا تتضمن اي معنى من معاني الارتهان وانهم قاطعوها بمقتضى ما سيترتب على اعتناقهم الاسلام وتلك النصرة لذلك كانت نصرتهم للنبي صلى الله عليه وسلم ودعوته بسرعة البرق لعدم وجود اي مانع او حاجز ولو معنوي

 

ثم ان في استجابة الكثير من الضباط المنشقين عن نظام بشار الكلب لنصرة الخلافة والعاملين لها وتوقيعهم على ميثاق الحزب لشاهد اخر على سهولة استجابة اهل القوة بعد ان يتحرروا من اغلال النظام واصفاده وصعوبة ذلك وهم داخل النظام مكبلين مصفدين

 

وبالنظر الى رفض قبيلة بني شيبان والتي لم تكن على الاسلام نصرة النبي بسبب ارتهانها للفرس بقرارها وسيادتها والنظر الى موانع اهل القوة من المسلمين لنصرة الخلافة والعاملين لها وهي انهم مرتهنين للانظمة السياسية نفضي الى استخلاص ان هناك علة مشتركة بين الممتنعين منعتهم من الاستجابة ليست هي اختلاف العقيدة وانما هي الارتهان وعدم الاستقلال في القرار والسيادة,,ومما يعزز هذا الفهم ايضا واراه شاهدا ثالثا على ما افهمه في هذه المسالة ان هناك من افراد المشركين والنصارى من قاتل مع النبي عليه الصلاة والسلام ضد ابناء وثنيته ودينه ومما دون في التاريخ الاسلامي ايضا ان الكثير ممن هم في ذمة المسلمين من النصارى كانوا جنودا في الجيش الاسلامي ضد الحملات الصليبية,,هذه كوكبة من الادلة والشواهد على ان الاستقلال في القرار والسيادة وعدم الارتهان فيهما لاي طرف هو المعول عليه في تقييم صعوبة الاستجابة من سهولتها

 

ختاما اخوتي الاحبة لا بد من ملاحظة ان الفقير قد حسم امر المسالة بما لا خلاف عليه بيننا من ان مسالة طلب النصرة هي حكم شرعي لا بد من القيام به باعتباره من احكام طريقة اقامة الدولة لا عبرة مع هذا ان يكون الامر سهلا او صعبا

 

ولعلنا نجد في إخبار من لا ينطق الا بالحق ان شهيد العاملين لاعلاء كلمة الله ونصرة دينه في اخر الزمان بخمسين من شهداء اصحابه ووصفه لهم بانهم احبابه وهم اصحابه ما يشير الى صعوبة هذا العمل العظيم في ذلك الزمان بما يفوق صعوبة العمل لنفس الغاية في فترة النبوة

 

تم تعديل بواسطه مقاتل
رابط هذا التعليق
شارك

Join the conversation

You can post now and register later. If you have an account, sign in now to post with your account.

زوار
اضف رد علي هذا الموضوع....

×   Pasted as rich text.   Paste as plain text instead

  Only 75 emoji are allowed.

×   Your link has been automatically embedded.   Display as a link instead

×   Your previous content has been restored.   Clear editor

×   You cannot paste images directly. Upload or insert images from URL.

جاري التحميل
×
×
  • اضف...