بيان القوى الفاعلة الأخير قفزة نوعية في الوعي والعمل السياسي

[ابو غزالة]

بيان القوى الفاعلة الأخير قفزة نوعية في الوعي والعمل السياسيين لثورة الشام

خالد زروان

ألاحظ تحاملاً لا يحتمل على البيان الأخير للقوى الفاعلة (الجبهة الإسلامية، الإتحاد الإسلامي لأجناد الشام وجيش المجاهدين) وقصوراً في فهم البيان وخصوصاً من جهات كانت (ونرجو لها ألا تتوقف) تتسم بالإيجابية والعمل التفاعلي على إيجاد التصاعد النوعي للثورة من أجل بلوغ اهدافها في التحرير والإستقلال بإقامة الخلافة على منهاج النبوة، لتطبيق الإسلام في الداخل وحمله للعالم عن طريق الجهاد.

البيان قد يبدو في أول وهلة أنه يحتوي على كل الأشياء السلبية التي قيلت فيه إجحافاً، ولكن نؤكد أن تلك القراءة نجدها تتسم بالكثير من السطحية في الفهم والتصور وربما نقص في المعلومة أو المعرفة. ولكن من يتأمل فيه يرى أنه كما جاء في وصفنا له إبان صدوره: رفض لبق للضغوط التركية القطرية بالذهاب إلى جنيف 2 وثبات على المباديء. واللباقة ما دام قد قابلها ثبات على العهد الذي عاهدوا الله عليه امامنا يمكن تفسيرها بالسعي في عدم البحث عن استفزاز عداوات تزيد من شدة وطأة عداوة هذه الأنظمة وغيرها لثورة أهل الشام. فالحرب خدعة. أليس كذلك؟ تحمل لوحة طويلة وتريد أن تدخل بها بالعرض من خلال باب! طبعاً غير ممكن. وهذا مرجعه إلى تقديرات عقلية بحتة، ولكن يمكن التحايل دون كسرها والدخول بالطول. اللوحة هي الأمانة التي حملها الله للإنسان. لن نتركها. لن نكسرها. ولكن نعمل بما فيه الوسع في إطار الحلال الواسع لحملها على الوجه المطلوب. ليس كل ما يدرك يقال. وهذا قلناه في ذات مقال، لا يمكن لقيادة سياسية أن تقود الثورة والأمة دون أن يكون معها ثقة الأمة. والثقة تكتسب وهي ليست ثقة عمياء أو توقيع على بياض، وإنما ثقة تلقائية وحسن ظن بالمسلم، بعد العهد والميثاق كما هو في حال الجبهة الإسلامية، مع المحاسبة الصارمة على أساس أحكام الإسلام. ونحن نشهد الله على ما نعلم أن الجبهة الإسلامية دون تزكيتها، تتحرى الصدق وظهر لنا ذلك في عدة مناسبات، ورغم اخطائها إلا أننا رأينا منهم عدم المكابرة والرجوع عن الخطأ والإعلان عنه. وقد عبر قادتها في أكثر من مرة على رغبتهم في أن يناصحهم الدعاة والمفكرون والعلماء لأنهم بشر وخطاؤون، فهل بعد هذا يكون هناك اعذار لمن يتعمد الفضيحة بدل المناصحة وما تقتضيه من اسرار ومواددة؟ وهذا الخلق في مجاهدي الشام هو أعظم صمام أمان للثورة وأكبر دليل على معدن الرجال، رجال الإسلام الذين يقودون الجبهة الإسلامية وجيش المجاهدين والإتحاد الإسلامي وجبهة النصرة وغيرهم من الصادقين. وهذا ما يجعلنا بعد عهدهم وميثاقهم مع الأمة أمام الله بطاعة الله وإقامة دينه فيها، نطمئن لمواقفهم.

و”ليس كل ما يدرك يقال” هذه الكلمة بالذات قالها الشيخ عيسى رئيس مجلس شورى الجبهة الإسلامية وقائد صقور الشام، في ذات لقاء. وهي كلمة نتفق معه عليها ولكن بشرطها وهو أن تختاره الأمة لتمثيلها، وليس قبل ألإختيار، لأن هذا السلوك هو في التعامل مع العدو أو في أمر يتعلق به. وهذا مرجعه إلى ولي أمر المسلمين، الذي اقامته اليوم هي أولى أولويات الإسلام لإقامته. ولا يمكن القول بأن الفصيل الفلاني يمثل الثورة. ولذلك كانت هناك ضرورة للإجتماع العاجل والتوحد الهيكلي. مع أن الأكثر دورة وإلحاحاً ومصيرية هو التواثق على بلورة نظام الإسلام المراد بناؤه حتى لا تختلف عليه البوصلات، ونتجه جميعاً للعاجل والأكيد من الأمور.

لمن يؤاخذ البيان على سيمنطيقية الخطاب لقطر وتركيا، نقول له: أعظم شيء تأكد من خلال هذا الخطاب هو أن القوى الفاعلة استقلت بقرارها وامتلكت شجاعة الإفصاح عنه رغم الضغوط الهائلة التي يمكن تصورها وأمريكا وروسيا يسعيان قصارى جهدهم أن ينجحوا جنيف 2! فهذا تحقيق للإرادة الثورية في الإحتكام للإسلام عظيم. لو كنتم تعلمون! ثم تذكر، هل كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ليقول للنجاشي وصحابته مهاجرين عنده، يا عدو الله سوف نأتيك بجيش أوله عندك وآخره عندي؟! لم يقلها والنجاشي كان على نصرايتة. المهاجرون من الصحابة كانوا مستضعفين وأهل الشام اليوم مستضعفون. هاجروا من دار كفر إلى دار كفر، وأهل الشام هاجروا من دار كفر إلى دار كفر. ودار الكفر هي التي تحكمها أنظمة الكفر وإن كان غالبية أهلها مسلمون. فما المانع من التمنع في إظهار العداوات من أجل التحييد أو تفادي زيادة الشر أو تفادي إنزال النقمة بأهل الشام المهجرين ؟!! لا مانع. ومع ذلك يرى المؤاخذون أنه مع أنه لا مانع، يرون أنه واجب! بل ويخونون على أساسه؟!!! نقول لمن يردد سائر يومه ضرورة تطبيق الأحكام الشرعية، أن الأحكام الشرعية خمسة، وليست فرض أو محرم وحسب. وأن الواقع يتغير ويتطور ولكل واقع حكم. وفي تقدير الواقع وتغليب الظن في حكم الله، هناك متسع. فلم لا تتسع صدورنا إليه؟!!!

ثم نحن نقر جميعاً أن السلاح ليس غاية في حد ذاته. أم أن هناك من يقول أن حمل السلاح كان غاية أو أنه الآن غاية؟! إنما حمله الثوار المجاهدون للدفاع عن الشعب. فمصير الثورة هو أن يتم تتويجها بنصر سياسي. وهذا لن يتحقق بدون شروط موضوعية تماماً:

1 – وقف إجرام النظام بكافة صنوفه: أن يتوقف القتل الممنهج. وهذا لن يحصل لأن النظام وراءه قوة غربية وشرقية مصلحتها في القتل والتدمير وإرهاب المسلمين.

2- تنحي النظام بكافة رموزه المجرمة وحل اجهزته ومحاسبتهم: أي إكتناس النظام وكنسه. وهذا هو المطلب الأول والذي لن يقبل من أي طرف وخصوصاً في هذا الظرف حيث يعلمون أن من سيحكم بعده هو الإسلام. فلفظ “الحل السياسي” في هذا البيان لا تحمل المعنى الذي ذهبت إليه أكثر القراءات السطحية، وإنما المراد به هو: “متى نتوقف عن إطلاق النار”. وليس فيه لا محاورة للنظام ولا مصالحة معه، فمن أراد محاورة النظام أو المصالحة معه لا يشترط سحق النظام بكل رموزه وأجهزته كشرط مبدئي.

3- خروج كافة الميليشيات الإجرامية التي ساندت نظام السفاح في قمع الشعب: خروج رافضة العراق ولبنان وإيران ومرتزقة روسيا وأكرانيا …! وهذا لن يتحقق لأن من أتى بكل هؤلاء هي الإرادة الدولية.

4- ألا يكون في هذا الحل السياسي أي تدخل في شكل الدولة التي يريد الشعب اقامتها بعد إسقاط نظام السفاح وألا يفرض فيه أي أمر ينافي الإسلام: وهذا كمن يقول “حتى يلج الجمل في سم الخياط”، فالمتعارف عليه من “الحلول السياسية” هو أن تفرض الديمقراطية والقوانين والأعراف الدولية …!

والقراءة السليمة لهذه الشروط هو أنها إن تحققت فسوف لن يكون بعدها إلا التتويج السياسي لثورتنا بإقامة دولة الخلافة.

ولمن يفتري بأن البيان هو توطئة لجنيف 2, نقول حسب مجاهدي الشام وحسبنا الله فيك. فبيانات مجاهدي الشام في هذا الموضوع حاسمة في عدم المشاركة فيه.، بل إن البيان ذاته زاد في تأكيد هذا الأمر. فلم الإفتراء والقراءات التي لا يحتملها حتى ظاهر النص وألفاظه؟!!! بل إن الجبهة الإسلامية اصدرت بياناً تتوعد كل من يشارك في جنيف 2 بالمحاكمة؟!! فبأي عقول يقرأ هؤلاء أم هم مغيبون؟

عموماً نقول أن كل المسألة ترتبط بعهد وبلورة ووضوح. ثم بعد ذلك يجب أن نثق فيمن يتعهد ويبلور ويوضح هدفه (النظام الذي يسعى إليه، وفي حال تم الإطمئنان للبلورة والوضوح يمكنه حتى التكنية له وضمان عدم تدخل أي جهة كافرة أو عميلة للحديث فيه، ونحاسبه على أساس ذلك العهد والوضوح والبلورة والثبات).

فالقيادة السياسية لزمها ثقة وبدونها لا يمكن لها أن تعمل ولا يمكن لها أن تجمع الأمة. ثم إن القيادة السياسية إن منحتها الأمة ثقتها على أساس عهد وبرنامج واضح، عند ذلك يصبح لها مجال من المناورة السياسية والتكنية والمواراة دون الكذب.

نرى بكل صدق أن هذا البيان هو قفزة نوعية في الوعي والعمل السياسيين. هناك ثابت لا نبرحه وهناك متغير نتعامل معه في إطار الحلال ولا نخرج عنه. هناك وعي متصاعد على نوع الخطاب وتداعياته. هناك تقدير أجود لعوامل الوضع السياسي والظروف المحيطة بأهل الشام عموماً. والغاية ثابتة، ذلك الأفق الذي رسمه رسول الله صلى الله عليه وسلم منذ 14 قرناً : “ثم تكون خلافة على منهاج النبوة”. وما نطالب به اخواننا في القوى الفاعلة على الأرض وجميع المجاهدين هو أن يبلوروا رؤيتهم ويوضحوها، لأن الرأسمال السياسي هو مدى ثقة الأمة وقوة ثقتها بمن يقودها وهذا لن يحصل بدون تلك البلورة والوضوح في المشروع. وأقرب وأسرع وأضمن وأجود حل مطروح على المجاهدين اليوم هو ميثاق الخلافة الذي يقعد أركان نظام الحكم في الإسلام ويقترح مشروع دستور قابل للتطبيق من أول ساعة. والله ولي التوفيق.

خالد زروان

—

الجبهة الإسلامية، الإتحاد الإسلامي لأجناد الشام وجيش المجاهدين يعلنون رفضهم للضغوط التركية والقطرية للمشاركة في جنيف 2 ويرفضون إدعاء تمثيل أي جهة للشعب السوري …

http://wp.me/p3Ooah-1sa

تم تعديل January 23, 2014 بواسطه ابو غزالة

[إعصار الشام]

نريد بيانات تفسر نفسها بنفسها لا بيانات أخرى تفسر البيان الأول

[مقاتل]

لا ادري ما الذي طرأ على تفكير ومفاهيم الاخ خالد زروان حتى يعتبر الالقاء بالمودة للنظامين التركي والقطري الحاكمين بغير ما انزل الله العميلين المجرمين من المتغيرات...!!!!!!!! التي يمكن التعامل معها

 

ام انه اضطر لهذا الحيد والانحراف لينسجم مع نسبته العصمة لقيادة الجبهة الاسلامية

 

ومن العجب العجاب ان يقارن هاذان النظامين بنظام النجاشي الذي لم يكن عميلا وخائنا لامته ولم يكن مسلطا على رقابهم..!!!

تم تعديل January 23, 2014 بواسطه مقاتل

[صقر قريش]

عقلية التبرير اوردتنا المهالك في فلسطين ومصر وتونس وغيرها خاصة اننا لا نقطع بصدقهم وهناك شواهد لارتباطات مالية وغيرها مع هذه الانظمة، نمسك عن الاتهام وغيره ونحسن الظن فما زالوا يدعون للاسلام ويرفضون الديموقراطية، كل ما نريده هو الوضوح والمفاصلة فهي رسالة ثورتنا التي دفعنا الدماء والارواح وكان يمكن ان ندخل اللوح بالطول مع نظام الاسد حسب وصف المدعو خالد زروان وخطر الاسد في هذه الايام يقل عن خطر نظام اردوغان ونظام قطر.

تم تعديل January 23, 2014 بواسطه صقر قريش