اذهب الي المحتوي
منتدى العقاب

صورة مشرقة لدولة الخلافة في إخراج العالم من الظلمات إلى النو


Recommended Posts

لقد كان لأجدادكم الأسبقية والأفضلية بإخراج العالم من ظلمات الكفر والجهل إلى ضوء وعدل ورفعة وسماحة الإسلام. فانظروا إلى حالكم اليوم... وقارنوه بحالكم بالأمس!!!

 

في القرن التاسع الميلادي (حوالي سنة 807 م) أرسل الخليفة العباسي هارون الرشيد، هدية عجيبة إلى صديقه، شارلمان ملك الفرنجة" وكانت الهدية عبارة عن ساعة ضخمة بارتفاع حائط الغرفة تتحرك بواسطة قوة مائية وعند تمام كل ساعة يسقط منها عدد معين من الكرات المعدنية بعضها في أثر بعض بعدد الساعات فوق قاعدة نحاسية ضخمة،فيسمع لها رنين موسيقى يسمع دويه في أنحاء القصر.. وفي نفس الوقت يفتح باب من الأبواب الأثنى عشر المؤدية إلى داخل الساعة ويخرج منها فارس يدور حول الساعة ثم يعود إلى حيث خرج، فإذا حانت الساعة الثانية عشرة يخرج من الأبواب اثنا عشر فارسا مرة واحدة، ويدورون دورة كاملة ثم يعودون فيدخلون من الأبواب فتغلق خلفهم.

كان هذا هو الوصف الذي جاء في المراجع الأجنبية والعربية عن تلك الساعة التي كانت تعد وقتئذ أعجوبة الفن، وأثارت دهشة الملك وحاشيته.. ولكن رهبان القصر اعتقدوا أن في داخل الساعة شيطان يحركها.. فتربصوا به ليلا، واحضروا الفؤوس وانهالوا عليها تحطيما إلا أنهم لم يجدوا بداخلها شيئا".

 

صورة مشرقة لدولة الخلافة في إخراج العالم من الظلمات إلى النور

علم الحيل: هو ما كان يعرف عند الإغريق (بالميكانيكا) وهو علم قديم اهتمت به الشعوب السابقة مثل قدماء المصريين والصين والاغريق والرومان ، لكن معظم هذه الشعوب كانت تستعمله للأغراض الدينية في المعابد، أو في ممارسة السحر والتسلية لدى الملوك، فكان الصينيون يستخدمون عرائس متحركة على المسرح الديني لها مفاصل يتحكم فيها الممثل بواسطة خيوط غيرمرئية .

 

ومن أساطين هذا العلم في الأندلس عباس بن فرناس (ت 878 م) وهو صاحب عدد كبير من الاختراعات الميكانيكية ثم صنع أول طائرة ذات جناحين متحركين وطار بها من فوق مئذنة مسجد قرطبة.

 

ويعتبر العالم المهندس بديع الزمان الجزرى المتوفي سنة 1184 م شيخ علماء المسلمين في علم الحيل، وقد ألف كتاب "الحيل الجامع بين العلم والعمل " ويسمى في أوربا (الحيل الهندسية) وهو من أدق الكتب وصفا وشرحا وتفصيلا ومحلى بلوحات ملونة فيها وصف لآلاته واختراعاته وما زالت بعض النسخ الأصلية من هذا الكتاب موجودة في متاحف أوروبا.

 

والجزرى هو أول من اخترع الإنسان الآلي المتحرك للخدمة في المنزل: حيث طلب منه الخليفة أن يصنع آلة تغنيه عن الخدم كلما رغب في الوضوء للصلاة، فصنع له آلة على هيئة غلام منتصب القامة وفي يده إبريق ماء وفي اليد الأخرى منشفة وعلى عمامته يقف طائر فإذا حان وقت الصلاة يصفر الطائر ثم يتقدم الخادم نحو سيده ويصب الماء من الإبريق بمقدار معين فإذا انتهى من وضوئه يقدم له المنشفة تم يعود إلى مكانه والعصفور يغرد.

ثم أبدع المسلمون في وسائل الري والفلاحة مثل سور صلاح الدين الذي يجلب الماء من النيل إلى قمة جبل المقطم وطواحين الماء والهواء. كما وعُملت شبكة مواسير للمياه توصل المياه إلى البيوت، وتم بناء النوافير داخل القصور كما في نوافير الماء الراقصة في قصر الحمراء.

 

ان أول المدن في التاريخ تستعمل شبكات مواسير المياه المعدنية وذلك قبل أوروبا بعدة قرون وما زالت إحدى هذه الشبكات حتى اليوم موجودة في مدينة (عنجر) شرقي لبنان وقد أقامها الأمويون في عهد الخليفة عبد الملك بن مروان.

 

وتحدثنا كتب التاريخ عن الكثير من الاختراعات العجيبة في قصور الخلفاء وأثرياء المسلمين، فمن ذلك أن أحد الخلفاء كان مصابا بالأرق (عدم النوم)، فصنع له العلماء فراشا من الزئبق فوق بحيرة ليساعده على النوم, وللعلم هذا الاختراع تم اكتشافه حديثا أي حوالي قبل 40 عاما.

كذلك قدم الجزرى في كتابه خمسة آلات مختلفة لرفع المياه من أعماق البحار والأنهار بالجهد اليسير، وكان له الفضل في ابتكار مضخات سحب البترول من الأعماق وهذا قليل من كثير مما لا يتجمع المقام لشرحه.

 

وجاء في وصف مقصورة جامع مراكش المصنوعة أيام الموحدين أنها كانت تتحرك جدرانها ومنبرها فتتحرك بمجرد أن تلمس رجل الخليفة الأزرار الموضوعة في المدخل الخاص عند دخوله المقصورة، وكانت هذه المقصورة تدار بحيل هندسية بحيث تنصب إذا إستقر المنصور ووزراؤه بمصلاه للحماية وتختفي إذا ذهبوا، وقد تجلت مهارة المسلمين الميكانيكية في صناعة الساعات الكبيرة والصغيرة ويذكر ابن كثير في البداية والنهاية جـ 9 أن أحد أبواب جامع دمشق كان يسمى باب الساعات حيث عمل فيها الساعات التي اخترعها فخر الدين الساعاتي، وكان يعمل بها كل ساعة تمضي من النهار، عليها عصافير،وحية من نحاس وغراب، فإذا تمت الساعة خرجت الحية فصفرت العصافير وصاح الغراب وسقطت حصاة في الطست فيعلم الناس أنه قد ذهب من النهار ساعة. ويقول ابن جبير في وصف هذه الساعة "أنها كان لها بالليل تدبير آخر إذ تجهز بمصباح يدور به الماء خلف زجاجة داخل الجدار، فكلما انقضت ساعة عم الزجاجة ضوء المصباح ولاحت للأبصار دائرة محمرة, وكانت هذه الساعة في غرفة كبيرة وهناك شخص يقيم بداخلها.. مسئول عن صيانتها وإدارتها وإصلاحها، فهي أشبه بمحطة من محطات توليد الطاقة في عصرنا الحاضر.

 

الكاميرا أو الخزانة المظلمة ذات الثقب اخترعها ابن الهيثم:

عندما كان عالم البصريات ابن الهيثم يعيش في مدينة البصرة سمع عن بيت قديم مهجور من بيوت المدينة يقولون عنه (بيت الأشباح) فإذا كنت بداخل البيت رأيت صور أشخاص يسيرون على الحائط، وقد ظهرت الصور مصغرة مقلوبة، وزار ابن الهيثم هذا المنزل وأخذ يجري التجارب على هذه الظاهرة حتى تبين له أن هناك ثقب صغير جدا في الحائط الفاصل بين البيت والشارع، فإذا مر أحد في الطريق على مسافة معينة من ذلك الحائط تظهر له صورة مصغرة مقلوبة على الحائط الآخر، ولكي يؤكد ابن الهيثم نظريته العلمية، فقد شيد في بيته حجرة مماثلة وأخذ يجري التجارب على حجم الثقب والمسافة بين الثقب والجدار المقابل الذي تسقط عليه الصورة حتى حصل على صورة أوضح من تلك التي رآها في "منزل الأشباح" ومرت السنوات وانتقل ابن الهيثم الى القاهرة وتبلورت تجاربه العلمية فأراد أن يطور فكرة غرفة الأشباح الى صندوق صغير يستطيع أن ينقله أينما ذهب فجاء بخزانة أي صندوق صغير مطلي من الداخل باللون الأسود، وجعل في أحد جوانبه ثقباً صغيراً، وفي الجانب المواجه للثقب وضع لوحاً من الزجاج (المصنفر) وعندما وضع هذه الخزانة في رواق الأزهر أمام تلاميذه ظهرت لهم على الزجاج صورة صغيرة مقلوبة كانت مثار الدهشة والضحك. وقد طور ابن الهيثم اختراعه بعد ذلك، وإذا كنا نعرف أنه أول من اخترع العدسة المحدبة واستعملها في النظارة فقد استخدم هذه العدسة في الخزانة أيضاً ووضعها خلف الثقب مباشرة، وهو بذلك يكون قد استكمل اختراع أول كاميرا في تاريخ الإنسانية، إلا أنه لم يطلق عليها اسمه، بل اسما علميا بسيطاً هو (الخزانة المظلمة ذات الثقب). فعندما يمسك الواحد منا بتلك الأجهزة المتطورة التي أصبحت في يد كل سائح وصحفي وعالم وطبيب لا بد لنا ان تذكر ابن الهيثم رحمه الله شيخ البصريات الإسلامي، واختراعه الأول الذي جعل هذه النعمة ميسرة لنا.

 

نظارة القراءة: اخترعها ابن الهيثم, وكان ابن الهيثم خطاطاً يكتب كتبه بخط يده الجميل, ثم يبيعها في رواق الأزهر وكان الناس ينتظرونه بفارغ صبر حتى ينتهي، من نسخ أحد كتبه العلمية ويدفعون له بسخاء في النسخة الواحدة ما يكفيه مئونة عيشه لعام كامل, وعندما كبر بن الهيثم في العمر أحس بضعف بصره مما يتهدده في مصدر رزقه الرئيسي وهو نسخ الكتب العلمية.. ولكنه كعالم في البصريات بالذات لم ييأس، وأخذ يجري التجارب في معمله على الزجاج، حتى صنع قرصاً كبيراً من الزجاج المحدب إذا وضعه على الكتاب فإنه يكبر الكتابة والخط ولكن ابن الهيثم الذي كان يعرف تركيب العين ووظائف القرنية والعدسة. كان يعلم أن كل عين لها قوة إبصار خاصة بها تتوقف علي العدسة.. فقرر أن يصنع بدلاً من قرص الزجاج قرصين، واحد لكل عين حسب قوة ابصارها، وبذلك توصل ابن الهيثم إلي صناعة أول نظارة طبية للقراءة في التاريخ تعتمد على قياس النظر لكل عين على حدة, وكانت هذه النظارة تثبت أمام العين أثناء القراءة.

 

واخترع الأطباء المسلمون طب الاعشاب للتخدير... فتوصلوا الى ما سموه (المرقد) أي الدواء الذي يجعل المريض ينام ويرقد وهو كما وصفه ابن سينا عبارة عن اسفنجة تنقع فى محلول من الأعشاب المركبة (مثل القنب العربي والزؤبان- والخشخاش وست الحسن) ثم تترك لتجف وقبل العملية توضع الاسفنجة في فم المريض فإذا امتصت الأغشية المخاطية تلك العصارة استسلم المريض لرقاد عميق لا يشعر معه بألم الجراحة وفى شرح هذا التأثير يقول ابن سينا فى كتابه القانون": والتخدير يزيل الوجع لأنه يذهب بحس الجسم وإنما يذهب بحسه لأحد سببين إما بفرط التبريد وإما بسميه مضادة لقوة الجسم وقد يكون التخدير بالنوم فإن، النوم أحد أسباب سكون الوجع ".

 

ولم يقتصر استعمال أطباء المسلمين للتخدير على الطريقة الإسفنجية وحدهـا بل كانوا يستعملونه لبوساً من الشرج أو شراباً من الفم.. وفي ذلك يقول، الرازي في كتابه الحاوي (3) عن البنج أنه:

"إن جعل في المقعدة فتيلة أنامت وقد يعمل منه شراب يبطل الحس " .

 

ويصف الرازي مدة التخدير فيقول "إنه يسبت ويبقى سباته ثلاث أو أربع ساعات لا يحس بشيء ولا يعقل ." كذلك عرف المسلمون التخدير بالاستنشاق . وفي ذلك يقول ابن سينا عن البنج :"من استنشق رائحته عرض له سبات عميق من ساعته ".

وقد ابتكر المسلمون نوعاً آخر من الاسفنجة هو الإسفنجة المنبهة المشبعة بالخل لإزالة تأثير المخدر وإفاقة المريض بعد الجراحة.

 

والى جانب التخدير العام فقد برع المسلمون في التخدير الموضعي وخاصة في حالة آلام الأسنان والأذن والرأس وفي ذلك يقول ابن البيطار عن البنج "يدهن به الصدغان فيجلب النوم المعتدل وينفع في وجع الأذن قطوراً" فكانوا يصنعون منه دخاناً يسلطونه خلال أنبوبة فوق الأضراس لتخديرها وإزالة الألم قبل الجراحة.

 

التخدير بالتبريد

يقول ابن سينا في كتابه القانون: ومن جملة ما يخدر ،الماء المبرد بالثلج تبريداً بالغا" ويصف استعمال التبريد كمخدر موضعي كما في جراحة الأسنان فيقول "يؤخذ الماء بالثلج أخذاً بعد أخذ حتى يخدر السن فيسكن الوجع وإن كان ربما زاد في الابتداء". ثم يتحدث عن التبريد كمخدر قبل عمليات البتر وتعتبر هذه أول اشارة في تاريخ العلم إلى التخدير بالتبريد وقد أصبح هذا العلم اليوم من أهم عناصر الجراحة الكبيرة في عصرنا الحديث واستعمل خاصة في العمليات الصعبة مثل عمليات (القلب المفتوح) واستئصال الرئة وزرع الكلى.

 

وهكذا يعتبر اكتشاف التخدير الخطوة الأولى في تقدم علم الجراحة عند المسلمين وفي أوربا فيما بعد.

وقد أقر للمسلمين بالسبق في ميدان التخدير والفضل في نقله إلى أوروبا الكثير من المستشرقين

 

وفي ذلك تقول سبجريد مونكة: "وللعرب على الطب فضل آخر كبير في غاية الأهمية، ونعني به استخدام المرقد (أي المخدر) العام قبل العمليات الجراحية،والتخدير العربي يختلف كل الاختلاف عن المشروبات المسكرة التي كان اليونانيون والرومان يجبرون مرضاهم على تناولها قبل الجراحة" ثم تقول: "وينسب هذا الكشف العلمي مرة أخرى الى طبيب إيطالي في حين أن الحقيقة تقول والتاريخ يشهد أن فن الاسفنجة المرقدة عربي بحت لم يعرف من قبلهم ".

ويقول (جوستاف لوبون) في كتابه حضارة العرب ص 523:" ومن فضل العرب استعمالهم البنج (المرقد) الذي ظن أنه من مبتكرات العصر الحاضر. "

 

خيوط الجراحة من أمعاء الحيوانات اخترعها الرازي:

كان الطبيب الكبير الرازي صاحب هوايات كثيرة ومتنوعة. ومنها الموسيقى، فقد كان الرازي قبل احتراف مهنة الطب يعمل، موسيقياً (عازف قيثارة) بأجر في الحفلات والأفراح، وبعد أن وصل، الرازي الى قمة الشهرة والثروة.. وأصبح طبيب الخلفاء.. كان بيته في بغداد ملتقى أهل الفن والموسيقى، وفي إحدى هذه السهرات ترك أصحابه العازفون آلاتهم الموسيقية في بيته استعداداً للسهرة التالية، وكان في بيت الرازي مجموعة من القرود بعضها يجري عليه تجاربه الطبية والبعض الآخر مستأنس طليق في البيت.. وفوجىء الموسيقيون في اليوم التالي بأن أحد هذه القرود قد انتزع أوتار جميع الآلات الموسيقية المصنوعة من مصارين الحيوانات.. وأكلها، وغضب الجميع وكادوا أن يفتكوا بالقرد المتهم، أما الرازي فقد أخذ الأمر مأخذا آخر كان له دور في اختراع عظيم ....

لقد وضع القرد في القفص.. وأخذ يراقب (برازه) ويفحصه كل يوم فتأكد لديه أن أمعاء القرد قد هضمت جميع أوتار القيثارة ولم ينزل منها شيء دون هضم.. وفي الحال قفز ذهن الرازي الى تجربة ثانية.. فأجرى للقرد جراحة في بطنه.. وصنع من أحد أوتار القيثارة خيطاً خاط به المصارين والعضلات من الداخل.. أما الجلد الخارجي فقد خاطه بخيط من الحرير.. وبعد بضعة أيام.. فتح الرازي الجرح مرة أخرى، وهنا كانت لحظة حاسمة في تاريخ الجراحة.. لقد هضمت أنسجة الجسم الخياطة الداخلية كلها.. وبذلك صنع الرازي أول خياطة داخلية بخيوط من أمعاء الحيوان ..

ومع اختراع التخدير الي جانب اختراع خيوط الجراحة.. أصبح أمام هذا الفرع الهام من الطب مستقبل زاهر..

لقد كان الجراحون قبل ذلك يتهيبون من الجراحة الداخلية، ويكتفون بعمليات البتر. ثم الكي بالنار لإيقاف النزيف الداخلي.. أما الآن فقد أصبح بإمكانهم خياطة أي عضو داخلي بأمان دون الحاجة إلى فتحه من جديد لاخراج أسلاك الجراحة...

 

المصادر:

مجلة التقدم العلمي عدد (1) لسنة 82 مقال عن ابن النفيس والتطاوي للمؤلف: د. أحمد شوقي

انظر مخطوطة ابن النفيس لنص الكلمات نمط يده

سيجربد مونكه ص 263

ابن النفيس بول غليونجى

ابن النفيس: دكتور عبد الكريم شحادة، سرريا، بالفرنسية.

الطب الإسلامي "ماتغريد أولمان" ترجمة د. يوسف الكيلاني

البداية والنهاية الحافظ لابن كثير

تراث العرب في الميكانيكا- دكتور جلال شوقي

 

وصورة أخرى مشرقة للإسلام والمسلمين: يقدم د. يوسف في دراسة له بالإنجليزية معلومات مفاجئة عن تاريخ المسلمين في امريكا الذي يسبق وصول كولومبس ب500 سنة على الاقل, وجميع هذه المعلومات والشواهد والحقائق على درجة من الوضوح والكثافة التي لا تدع مجالا للشك في الوجود الاسلامي القوي في امريكا قبل الاوروبيين.

فقد ابحر المسلمون كما هو موثق في عشرات المراجع والأدلة, ابحروا عبر المحيط الاطلسي "بحر الظلمات" وقد ابحرت بواخر المسلمين عام 961م من ميناء بالوس على الشاطئ الاسباني وعادت بعد غياب طويل جدا.

 

من المعلوم ان اهم معاونين لكولومبس في رحلته المشهورة كانا مسلمين هما " مارتن الونسو بترون" واخوه "فينست" وكانا ربانا سفن وتاجرين خبيرين بالبحار وصيانة السفن, وعائلة بترون ترجع في اصولها الى عائلة ابي زيان السلطان المغربي لسلالة المريند الحاكمة.

 

رغم أن المؤرخين يعدون البحار الإيطالي كريستوفر كولومبس -الذي عمل تحت العلم الأسباني- مكتشف العالم الجديد، فإن هناك من المؤرخين من يؤكد وصول جماعات بشرية من العالم القديم -أفريقيا وآسيا وأوربا- إلى العالم الجديد قبل كولومبس، معتمدين في ذلك على العديد من الشواهد الأثرية في الأمريكتين، بل وما كتبه كولومبس في مذكراته. غير أن أمر هذه الرحلات السابقة على كولومبس أصبح طي النسيان لأنها لم تجد من يؤرخ لها، إضافة إلى أن المهاجرين للعالم الجديد لم يتمكنوا من التواصل مع العالم القديم، وربما لم يدركوا طبيعة الأرض التي وصلوا إليها.

 

واستنادا إلى ما ذكره "بارتولو ميه دي لاس كاساس" نقلا عن مذكرات كولومبس الضائعة "يوميات الرحلة الأولى"؛ فإن كولومبس عندما وصل بسفينته إلى كوبا في أكتوبر 1492م شاهد أثرا لمسجد على قمة أحد الجبال وله مآذن ونقوش ومكتوب على جدرانه بعض الكتابات العربية، وعندما وصل إلى هاييتي في رحلته الثانية قدم له الهنود رماحا تشبه رماح المسلمين الأفريقيين كما شاهد زنوجا أفريقيين, كما وجد كولومبس ان جزيرة كنار تحكمها عائلة عربية اسمها ابو عبد الله, وقد وجد ان الاهالي يسمون جزيرة "سان سلفادور" (جوانا هاني وهي تحريف للكلمة العربية اخوة هاني).

 

وكتب ابن كولومبس عن الرجال السود الذين شاهدهم في هندوراس وينتمون الى قبيلة مسلمة يطلق عليها محليا " المامي" وهي تعني " الامامي" او الامام.

وكل هذه المعلومات موثقة في المراجع الاسلامية مع التفصيل عن رحلات بحرية عبر المحيط الاطلسي مثل الجغرافي المشهور الادريسي في كتابه " نزهة المشتاق في اختراق الآفاق" والعمري في كتابه " مسالك الابصار في ممالك الامصار".

وذكر كولومبس في يومياته انه شاهد في كوبا وجد كولومبس أن طعام الهنود الحمر مشابه لطعام المسلمين وهو ما أثار دهشته.

 

والمنظر الغريب والعجيب الذي شاهده كولومبس هو ارتداء الرجال من الهنود المأزر واغطية الراس وبنطال قصير مربوط بحزام في الخصر على طراز المغاربة, اما الهنديات فيرتدين كما وصف المستكشف الاسباني هرنارد هي عبارة عن حجاب طويل.

ويتساءل كولومبس في يومياته: من أين تعلم الناس الحشمة؟؟؟

 

كما وجد الأسبان مخطوطات أثرية إسلامية في كوبا وغيرها من بلدان الأمريكتين.

ونشرت مجلة المقتطف في عددي أغسطس 1926 وفبراير 1945 مقالين عن مجلة العالم اليوم لبرتن كلين أشار فيهما إلى وجود كلمات عربية في لغة الهنود تعود إلى عام 1290م أي قبل اكتشاف كولومبس لكوبا والأمريكتين بمائتي عام.

وقدم د.باري نيل في كتابه " قصة امريكا" ادلة كثيرة جدا على وجود المسلمين في جميع انحاء امريكا منها: الخرائط وبقايا المدارس واسماء القبائل والاماكن التي سجل منها 565 اسما مشتقة من اصول عربية واسلامية مثل: قبيلة makka الهندية, ومنى, ومحمد, وقبيلة اباتشي نسبة الى أباجي, وزولو, ومرابطين, اضافة الى التشابه القوي للثقافة العربية والهندية.

ومن غير الواضح كيف وصل هؤلاء المسلمون إلى امريكا وكوبا والعالم الجديد؛ فهناك آراء تشير إلى احتمال أن تكون هناك رحلات عربية ضلت طريقها في بحر الظلمات (المحيط الهادي) والمحيط الأطلنطي في العصور الوسطى واستقر بها المقام في الأمريكتين، والبعض يشير في ذلك إلى أن مؤسس الأسطول العثماني خير الدين بارباروسا كان قد بعث ببعض السفن لاكتشاف ما وراء البحر (المحيط الأطلنطي)، وهناك أيضا رواية الأسطولين اللذين بعث بهما الملك منسا موسى (بين 1307-1322م) ملك مملكة ملي (أو مالي) الإسلامية في غرب أفريقيا إلى المحيط الأطلنطي لتعرف ما وراءه، ولم يرجع أي منهما.

قبل عدة سنوات جاء إلى المسجد الأقصى مجموعة مكونة من حوالي 10- 15 شخص للصلاة في المسجد، وكان من عادة الشباب الواعي المخلص قصد المسلمين الزوار للتعرف عليهم في المسجد، ففوجئنا بأنهم من الهنود الحمر الذين كانوا يعيشون في أمريكا، وكان من بينهم حفظة للقرآن....

 

أيها المسلمون:

إن فاجعة يومِ بلاطِ الشهداء هزت نفوسَ المسلمين في كل مكان هزاً عنيفاً... وزُلزِلت لهولها أفئدتهم زلزالا شديدا... وعَمَّ الحزنُ بسببها كلَّ مدينة وكلَّ قرية وكلَّ بيت. وما زال جرحُها ينزفُ من قلوبهمْ دماً حتى اليوم. وإذا شئت أن تقف على رأي بعض هؤلاء في فجيعة بلاط الشهداء فاستمع إلى "هنري دي شامبون مديرِ مَجلةِ ريفي بارلمِنْتِير الفَرَنْسِية حيث قال:( لولا انتصار جيش " شارل مارتل " الهمجيِّ على العرب المسلمين في " فرنسا " لما وقعت بلادنا في ظلمات القرون الوسطى [وهي القرون المظلمة التي امتدت من سنة 476 إلى سنة 1500]. نعم ، لولا ذلك الانتصار الوحشيُّ على المسلمين في " بواتييه " لظلَّت " إِسبانيا " تنعم بسماحة الإسلام, ولَـنَــجتْ من وصمة جرائم الابادة ومحاكم التفتيش التي ارتكبها الأسبان ضد المسلمين. فنحن مَدينون للمسلمين بكل محامد حضارتنا في العلم، والفن، والصناعة. انتهى كلامه

 

ان سير هؤلاء الاخيار لا تُمل, وان القليل الذي عرضناه لا يُغني عن الكثير الذي أغفلناه, فلا بد من الاستزادة من هذا المعين الذي لا ينضب ولكننا لا نود الاطالة فتملوا, ويبقى شوقنا عظيما لمعرفة المزيد عن دولة الخلافة وسير هؤلاء الاخيار, فهم الذين نشروا الاسلام في شتى بقاع الارض واخرجوا الناس من الظلمات الى النور, فلا تكونوا انتم أيها المسلمون في الوقت الحاضر من تُضيّعوا كل هذا التعب والجهد وحمل الرسالة, بل صونوها وحافظوا عليها فالله سائلكم عن ما استرعاكم وعن هذه الأمانة.

 

متى نعيد مثل هذا الزمان؟!

متى نرى المسلم يمشي في الغرب مرفوع الرأس؟!

متى نرفع راية العقاب فوق قباب روما؟!

متى نرفع الأذان من فوق قبة البيت الأبيض؟!

متى يا رب ترحمنا فإنا... قد أضر بنا التخاذل والقعود؟!

متى يا رب نبايع خليفة المسلمين؟

رابط هذا التعليق
شارك

Join the conversation

You can post now and register later. If you have an account, sign in now to post with your account.

زوار
اضف رد علي هذا الموضوع....

×   Pasted as rich text.   Paste as plain text instead

  Only 75 emoji are allowed.

×   Your link has been automatically embedded.   Display as a link instead

×   Your previous content has been restored.   Clear editor

×   You cannot paste images directly. Upload or insert images from URL.

جاري التحميل
×
×
  • اضف...