اذهب الي المحتوي
منتدى العقاب

السبسي والغنوشي في قلب تحركات أميركية محاطة بالكتمان


ابو غزالة

Recommended Posts

السبسي والغنوشي في قلب تحركات أميركية محاطة بالكتمان

اجتماعات السفير الأميركي مع زعيمي الحركتين المتنافستين يغضب أحزابا تونسية رأت فيها تدخلا بالشأن الداخلي مع قرب موعد الانتخابات الرئاسية.

ميدل ايست أونلاين

 

caption.gif_180359_tunisia1.jpg

هل تراجع واشنطن موقفها من النهضة؟ captionb.gif

 

تونس - أثارت مأدبة إفطار أقامها سفير الولايات المتحدة في تونس جاكوب والس على شرف عدد من القيادات السياسية جدلا حادا لدى الرأي العام الذي لم يخف توجسه من الأبعاد السياسية لهذا "الاحتفاء الأميركي" الذي قد يستبطن إرادة للتدخل الأجنبي في الشأن التونسي خاصة وأن البلاد مقبلة على انتخابات برلمانية ورئاسية خلال اكتوبر/تشرين الثاني القادم.

ويتساءل التونسيون باستغراب كبير عن الأهداف السياسية للمأدبة ولتحركات السفير في مثل هذه الفترة الدقيقة حيث يبدو المسار الانتخابي متعثرا نتيجة عزوف المواطنين عن التسجيل كما يتساءلون عن الأسباب الحقيقية التي تجعل من السفير الأميركي يخصص حفاوة خاصة برئيس حركة النهضة راشد الغنوشي وبزعيم حزب حركة نداء تونس الباجي قائد السبسي.

خلال هذا الأسبوع كثف والس من تحركاته وإتصالاته ومتابعته للمشهد السياسي في البلاد وقادته تلك التحركات إلى زيارة مقر حركة النهضة بحي مونبليزير الراقي حيث التقى راشد الغنوشي وبحث معه الوضع في تونس بما فيه طبعا الانتخابات ثم زار والس في نفس اليوم مقر حزب حركة نداء تونس وتحادث مع زعيمه الباجي قائد السبسي حول آفاق العملية الديمقراطية.

وعلى الرغم من التكتم الشديد الذي يحيط به السفير الأميركي إتصالاته بقيادات المعارضة التي تحجم بدورها عن كشف محتويات اللقاءات إلا أن تسريبات دبلوماسية أكدت أن جاكوب والس نقل لكل من الغنوشي وقائد السبسي "اهتمام واشنطن" بالانتخابات و"حرصها على ضمان الشفافية والنزاهة" كما أعرب عن دعم بلاده للعملية الديمقراطية حتى تنأى تونس عن الحالة المصرية.

وقالت مصادر دبلوماسية عربية وأجنبية أن واشنطن تتابع عن كثب الوضع في تونس عن طريق سفيرها وأنها بذلت جهودا لتشخيص المشهد السياسي ومعرفة موازين القوى المؤثرة وأنها باتت مقتنعة بأن الانتخابات ستشهد منافسة قوية بين حزبين كبيرين هما النهضة ونداء تونس فيما تبدو حظوظ الأحزاب الأخرى ضئيلة.

وأرجع المراقبون اهتمام واشنطن بحركة النهضة وبنداء تونس إلى أن الإدارة الأميركية حريصة على دعم الحزبين معا لخلق توازن على الساحة السياسية ودفع المسار الانتخابي باتجاه "سلطة" منبثقة تعبر عن ذلك التوازن.

ويضيف المراقبون بأن واشنطن التي كثيرا ما دعمت حركة النهضة خلال انتخابات 2011 وربما راهنت عليها راجعت موقفها بعد تجربة النهضة في الحكم وما تخللها من أعمال إرهابية واغتيالات والزج بالبلاد في أتون أزمة اضطرتها إلى ترك الحكم لحكومة كفاءات تحت ضغط المعارضة العلمانية.

وعلى الرغم من تلك المراجعة التي تعد مؤشرا قويا على تخوف واشنطن من حركات الإسلام السياسي بصفة عامة يبدو أن الإدارة الأميركية ما زالت "معجبة بالنهضة" خاصة وأن علاقاتها بها تعود إلى عقدين، فقد كشف المنسق الخاص لتحولات الشرق الأوسط بوزارة الخارجية الأميركية ويليام تايلور في فبراير/شباط الماضي، أن علاقة واشنطن بحركة النهضة "ليست حديثة العهد"، مشيرا إلى أن "الإدارة الأميركية تجري محادثات مع الحركة منذ إدارة جورج بوش".

أما بالنسبة لحزب حركة نداء تونس فإن واشنطن ترى فيه قوة سياسية علمانية وطنية نجحت فيما فشلت فيه الأحزاب اليسارية نجحت في تغيير تضاريس المشهد السياسي التونسي وباتت قادرة على منافسة النهضة بعد أن أستقطب كفاءات وطنية وخبرات وقيادات سياسية لها وزنها وبالتالي لم يعد بالإمكان تجاهل حزب قائد السبسي الذي تأسس ليكون شوكة في حلق الإسلاميين.

وبعد ترشح الباجي قائد السبسي للانتخابات الرئاسية ورفضه التحالف مع النهضة استقطب نداء تونس الرأي العام الوطني والخارجي وبدا حزبا مصمما على خوض الاستحقاق الانتخابي متسلحا "برصيده النضالي وبالشرعية الوطنية وبمشروع وطني يصر على أنه امتداد لدولة الاستقلال".

ويرى المحلل السياسي صلاح الدين الجورشي أن اللقاءات التي يجريها والس مع الغنوشي وقائد السبسي تؤكد أن "الجهة الأميركية الرسمية تبدو حريصة على الدعم السياسي لحزبي النهضة والنداء كطرفي معادلة قادرة من وجهة نظر أميركية على تحقيق التوازن السياسي في البلاد".

وبرأي الجورشي فإن الولايات المتحدة تراءى لها أن ضمان الاستقرار في تونس يكون من خلال الدفع باتجاه آليات تعاون بين النهضة ونداء تونس.

وبالفعل فقد صرح ممثلا النهضة ونداء تونس إثر اللقاء أن "الإدارة الأميركية تعتبر أن هناك حزبين كبيرين في البلاد وان التعرف على وجهتي نظرهما ومواقفهما بخصوص الوضع العام الراهن في تونس يعتبر مصدرا أساسيا يمكن أن تعتمد عليه الأطراف الأميركية لفهم ما يجري داخل البلاد".

غير أن القوى السياسية اليسارية رأت في تحركات السفير الأميركي "محاولة من واشنطن للتدخل في الشأن الداخلي لبلاد ذات سيادة ونزعة للتأثير على سير الانتخابات من خلال دعم أطراف دون أخرى".

وتصاعد الجدل في أوساط قادة الرأي العام من خبراء ومراقبين وإعلاميين حتى أنهم لم يترددوا في القول إن "المعركة السياسية في تونس محسومة سلفا برعاية أميركية لفائدة بعض الأحزاب" مشددين على أن واشنطن "تخطط لوضع يدها على مستقبل تونس من أجل ضبط ملامحه السياسية والاقتصادية والاجتماعية".

وتساور التونسيين شكوك جدية حول مدى صدقية قول واشنطن أنها ماضية في دعم المسار الديمقراطي في بلادهم لافتين إلى أن وقوفها إلى جانب جماعات الإسلام السياسي إضافة إلى دورها في العراق وفي سوريا وصمتها عن المجازر التي يتعرض إليها الفلسطينيون هي حجج كافية لدحض أي فرضية تقدم الأميركيين على أنهم يساندون بلدان الربيع العربي باتجاه تحقيق عملية انتقال ديمقراطي حقيقية.

ويتساءل التونسيون عن الدوافع والخلفيات التي تقف وراء هرولة كل من حركة النهضة ونداء تونس لإجراء لقاءات مع عواصم أجنبية مثل باريس وبرلين وواشنطن والحال أن الانتخابات شأن وطني يهم التونسيين دون سواهم، وهم يؤكدون أن الأحزاب التي "تنسق" مع بلدان أجنبية فاقدة الثقة في ذاتها وفي الشعب لذلك فإنها تبحث عن مظلة خارجية.

 

التعليق : الهجمة الشرسة من الدولة التونسية على حزب التحرير سببها واضح انه يفضح المؤامرات الغربية التي تحاك ضد الامة الاسلامية .....بل واصبحت الامة الاسلامية واعية ومتيقظه لتحركات الغرب ومؤامراته .

تم تعديل بواسطه ابو غزالة
رابط هذا التعليق
شارك

Join the conversation

You can post now and register later. If you have an account, sign in now to post with your account.

زوار
اضف رد علي هذا الموضوع....

×   Pasted as rich text.   Paste as plain text instead

  Only 75 emoji are allowed.

×   Your link has been automatically embedded.   Display as a link instead

×   Your previous content has been restored.   Clear editor

×   You cannot paste images directly. Upload or insert images from URL.

جاري التحميل
×
×
  • اضف...