عبد يغمور Posted June 24, 2018 Report Share Posted June 24, 2018 مفهوم المخالفة وحجيته * تنقسم دلالة اللفظ على المعنى إلى قسمين: مباشرة وغير مباشرة؛ فالمباشرة هي دلالة اللفظ على تمام المعنى أو على جزء منه ويطلق عليها المنطوق، وغير المباشرة هي لازم المعنى أو معنى المعنى ويطلق عليها المفهوم؛ فاللفظ له منطوق ومفهوم. والمفهوم أو لازم المعنى هو ما عناه المتكلم في مكان السكت، أي أنه عناه من غير نطقه مباشرة وهو إنما فهم من الخطاب؛ فإن كان موافقاً للمنطوق فهو مفهوم موافقة، وإن كان مخالفا للمنطوق فهو مفهوم مخالفة. يسمى مفهوم الموافقة أيضا بفحوى الخطاب أو تنبيه الخطاب، كقوله تعالى: "ولا تقل لهما أف" فالتأفف للوالدين هو المنطوق وسبابهما وضربهما هو المفهوم وهو موافق للمنطوق وهو التأفف فكان مفهوم موافقة. أما مفهوم المخالفة فيسمى أيضا لحن الخطاب أو دليل الخطاب كقوله صلى الله عليه وسلم: "في الغنم السائمة زكاة" -والسائمة: هي التي ترعى بماء المطر وعكسها المعلوفة- فمفهوم المخالفة هو أنه لا زكاة في غير السائمة؛ فغير السائمة مخالفة للسائمة. حجية مفهوم المخالفة اختلف الأصوليون في حجية مفهوم المخالفة؛ فأنكره الأحناف وتوسع الجمهور في دلالاته، أما الظاهرية فلم يأخذوا بالمفهوم ابتداءً. ومفهوم المخالفة ثابت في اللغة دون قرينة تدل عليه في أربعة مواضع فقط وهي: 1- مفهوم الصفة: وهو تعلق الحكم بالصفة كقوله صلى الله عليه وسلم: "مطل الغني ظلم" ومفهوم المخالفة أن مطل الفقير ليس بظلم. 2- مفهوم الشرط: وهو تعلق الحكم بالشرط كقوله تعالى: (وَإِنْ كُنَّ أُولَاتِ حَمْلٍ فَأَنْفِقُوا عَلَيْهِنَّٰ) فمفهوم المخالفة أنهن إن لم يكن أولات حمل فلا نفقة عليهن. 3- مفهوم الغاية: وهو تعلق الحكم بغاية كقوله تعالى: "حتى يعطوا الجزية" فإن أعطوا الجزية فلا نقاتلهم. 4- مفهوم العدد: هو تعلق الحكم بعدد كقوله تعالى: "فاجلدوهم ثمانين جلدة" فلا يجوز جلدهم أقل ولا أكثر. وهذه الحالات الأربعة هي حجة لثبوتها في اللغة من دون قرينة، كما يعطل مفهوم المخالفة بوجود قرينة تعطله كقوله تعالى: "ولا تكرهوا فتياتكم على البغاء إن أردن تحصنا" فالقرائن هنا تعطل مفهوم المخالفة؛ لأن البغاء حرام مطلقاً. أما إذا أحتمل اللفظ المخالفة وعدمها على حد سواء فإن القرينة هي التي تحدد أي المعنيين كالاسم واللقب والكنية والصفة غير المفهمة وكالاستثناء والحصر وظرفي الزمان والمكان وغيرهم؛ فهنا تسقط حجية المخالفة لاحتياجها إلى القرينة، فالقرينة تصبح هي الدليل لا المخالفة. * والله أعلم الم يان الاوان and أبو المجد 2 Quote Link to comment Share on other sites More sharing options...
Recommended Posts
Join the conversation
You can post now and register later. If you have an account, sign in now to post with your account.