اذهب الي المحتوي
منتدى العقاب

السعادة والفرح عند المسلم


Recommended Posts

السعادة والفرح عند المسلم



=============================


السعادة

السعادة تأتي بمعنى الفرح والسرور، وهي ضد الشقاء، والسعادة تكون غريزية وهي واحدة عند الجميع بغض النظر عن دينهم ومعتقدهم وفكرهم، وتتأثر في امور اخرى بوجهة نظر الانسان في الحياة أي حسب عقيدته وما يحمل من افكار، فمن السعادة الغريزية السعادة بالنجاح في الامتحان والسعادة لإنجاب طفل والسعادة للحصول على المال والسعادة بالنجاة من حادث معين وغيره.

وهناك السعادة المرتبطة بوجهة النظر في الحياة او المرتبطة بعقيدة الانسان، كفرح المسلم بأداء العبادات وفرحه بالشهادة في سبيل الله، بينما ترى الكافر لا يهتم للصلاة بل يكره هذا العمل، وتراه ينفر من الجهاد والقتال لأنه يحب الدنيا ومتعها.

وإذا تكلمنا عن السعادة المرتبطة بوجهة النظر في الحياة او بعقيدة الانسان وفكره، فان السعادة عند الانسان المسلم هي نوال رضوان الله تعالى فقط، والسعادة عند غير المسلم هي نيل اكبر قدر ممكن من المتع الجسدية.

فالإنسان الغربي او غير المسلم لا يشعر بالسعادة إلا اذا ملك المال والبيت والنساء والطعام والقدرة على ترفيه نفسه، فإذا فقد هذه الاشياء شعر بالضيق والحزن والغضب واليأس، ولذلك تجد الكثير من الغربيين اذا ضاقت به الدنيا فانه يسرق او يعتدي على الاخرين من اجل المال لأنه يعتقد ان المال هو الذي يحقق له السعادة، وقد ينتحر اذا لم يستطع اسعاد نفسه.

وعلى العكس من هذا الانسان الغير مسلم، فان الامر مع المسلم (الحق) يختلف اختلافا كثيرا وكبيرا، فان المسلم ما دام مرضيا لله تعالى فانه يشعر بالسعادة، فان كان فقيرا او مريضا او معتقلا أو مطاردا فانه يشعر بالسعادة ما دام مرضيا لله تعالى عاملا على إرضائه، لأنه يدرك ان "السعادة الحقيقية" لا يمكن ان تتحصل إلا في الجنة، وان الدنيا دار عمل وابتلاء وتعب، وليست هي الحياة الحقيقية.

ومن الامور التي تساعد المسلم على ان يكون سعيدا في حياته، وهذه للمسلم ليس غير:
1- ايمانه ان ما قضاه الله تعالى لا راد له، وانه ان صبر على الابتلاء فان له اجرا عظيما على ما اصابه.
2- ايمانه ان الرزق بيد الله تعالى وانه لن يحصّل إلا ما كتب له، فان كان رزقه قليلا فهذا نصيبه فيحمد الله، وان كان رزقه كثيرا فهذا من فضل الله فيحمد الله ايضا.
3- ايمانه ان أجله بيد الله تعالى، فلن يستطيع احد الوصول اليه إلا اذا كتب الله تعالى عليه ذلك.
4- ايمانه ان الجنة هي الدار الحقيقية وان ما لم يحصل عليه في الدنيا فانه يناله في الاخرة ان ارضى الله تعالى ورضي بما قسم الله تعالى له.

وبما ان هذه الافكار الاساسية في العقيدة الاسلامية هي التي تجعل المسلم سعيدا فإن الخلل في فهمها او ادراك واقعها لا يؤدي الى السعادة، بل يؤدي الى تمسك الكثير من المسلمين بالدنيا، بسبب اختلاط مفهوم السعادة عندهم، حتى اصبح قريبا من مفهوم السعادة عند غير المسلمين. صحيح ان كل مسلم يقول ان رزقه على الله وان اجله بيد الله وان قضاء الله لا راد الله وان الجنة هي الدار الاخرة بمقتضى اسلامه وإيمانه، ولكن الافعال تبين بوضوح التأثر بالفكر الغربي الرأسمالي، فكر المنفعة والمصلحة، حيث ان الرأسمالية هي اساس الفكر المصلحي والنفعي حاليا، ولذلك فان الدول الرأسمالية تدمر العالم من اجل نهب خيراتها ليعيش الرأسماليون الحياة السعيدة بنهبهم لخيرات الشعوب الاخرى.

وان الغزو الفكري لبلاد المسلمين وتأثر المسلمين بالفكر الغربي الرأسمالي النفعي المصلحي، جعلهم يزنون الامور بمصالحهم الدنيوية، وان كانوا يؤمنون ان الله هو الرازق المحي المميت الذي لا راد لقضائه، ولكنها ليست كما هو مطلوب، بل ان الفكر المصلحي والنفعي مسيطر على فعالهم، ولذلك تجد المسلم عنده التناقض في فهم هذه الامور، عندما يغضب غضبا شديد او يحزن لأنه لم يحصل المال، أو انه لم يحصل بيتا كبيرا وعملا مريحا وحزن لذلك، فان قلت له ان الله هو الرازق، وهذا رزقك، قال لك صحيح، ولكن......!!! وان سكت عن قول الحق خوفا على حياته وقلت له ان الله هو المحيي والمميت، فلا تخشى إلا الله، قال لك صحيح، ولكن ......!!! وان قلت له لا تكترث بضيق العيش وشدته فحياتنا الحقيقية في الجنة، قال لك: صحيح ولكن.......!!!!! وهكذا.

هذا المسلم وهم الاكثرية اليوم إلا من رحم الله لا ينكرون هذه الامور من العقيدة ولكن الفكر الرأسمالي النفعي والمصلحي مسيطر على فعالهم، ولن تزول هذه الغمة وهذا الفكر الرأسمالي إلا بعودة الخلافة الى حياة المسلمين، لتقوم بتنشئة جيل جديد من المسلمين يتربى تربية صحيحة على العقيدة الاسلامية ويفهم هذه الافكار المرتبطة بالعقيدة فهما صحيحا، وعندها لن تستطيع قوة في العالم ان تقهر المسلمين أبدا.

عندها نصبح نسمع وبكثرة " إن لم يكن بك عليّ غضب فلا أبالي" ونصبح نرى المسلمين يتسابقون الى الجهاد في سبيل الله ومن قتل منهم يقول "فزت ورب الكعبة"، وتصبح ترى المسلمين يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر لا يخشون في الله لومة لائم، ويختفي الظالمون والمنافقون لان اهل الحق يزجرونهم ويردعونهم، ويتغير حالنا من حال الذلة الذي نحن فيه الى حال العزة والقوة، ويصبح مهما حل بالمسلمين من مصائب تراهم يحمدون الله على ان وفقهم لعبادته وطاعته والصبر على ما أصابهم، لا ضجر ولا تأفف من ضيق الدنيا وشدتها وانه في الخلافة بإذن الله قليل.

اما ما دام الفكر النفعي والمصلحي الرأسمالي مسيطر على المسلمين، فلن يستطيعوا مواجهة الظالمين والكافرين والمجرمين لان هناك خللا عندهم في فهم حقيقة ان الله هو الرازق المحيي المميت، ولن تستطيع أغلبية المسلمين التحرك للعمل للأمور العظيمة مثل الجهاد ومثل محاسبة الحكام المجرمين والعمل لتاج الفروض وهو الخلافة ما دامت الدنيا تسيطر على عقولهم وتستحوذ عليها ويفهمون السعادة انها نيل المتع الجسدية في هذه الدنيا، لان هذه الاعمال العظيمة تقتضي ان نفهم السعادة كما فهمها الصحابة رضوان الله عليهم.

سعادتنا نحن كمسلمين هي العمل لرضوان الله تعالى وإعادة شرعه، وسعادتنا هي عودة شريعة الرحمن مطبقة في دولة الخلافة الراشدة قريبا بإذن الله تعالى، ولن يتغير حالنا ما دام فهم الأكثرية للسعادة انها نيل المتع الجسدية في هذه الدنيا كغير المسلمين.



=================================================


الفرح والحزن عند المسلم

ان الانسان بطبيعته بغض النظر عن عقيدته يفرح للزواج ويفرح لإنجاب طفل ويفرح بالحصول على المال وغيره من الامور التي تفرح البشر، ويحزن الانسان بغض النظر عن عقيدته ان مرض ابنه او فقد شخصا عزيزا عليه او غيره من الامور التي تحزن البشر، ولكن المسلم بعقيدة الاسلام، مطلوب منه ان يفرح لما يرضي الله تعالى ويحزن لما يسخط الله تعالى، فان رأى شخصا يصلي أو شخصا آمرًا بالمعروف ناهيًا عن المنكر أو ابنًا صالحًا أو حاكمًا يحكم بالإسلام ويجتهد في ذلك فانه يفرح لذلك ولغيره من الامور التي ترضي الله تعالى، ويحزن ان رأى مسلمًا لا يصلي أو شخصًا متقوقعا لا يأمر بمعروف ولا ينهى عن منكر أو يحزن لحاكم يحبه الناس مع أنه لا يحكم بالإسلام وغيره من الامور التي يجب ان تحزن الانسان المسلم.

ان الفرح والحزن يجب ان يرتبطا بعقيدة الاسلام، وأي خلل عند الانسان فهذا يعني خللا عند هذا الانسان في عقيدته او في فهم بعض فروع عقيدته او في سلوكه.
فالخلل في العقيدة التي ربما لا تبقي الإنسان مسلما هي مثل أن يفرح لتطبيق العلمانية ويغتم ويحزن لتطبيق الشريعة الاسلامية، فهذا ربما لا يبقى مسلما، وأما الخلل في بعض جوانب العقيدة او في فروع العقيدة مثل ان ترى انسانا حزينا ويقول: "لقد مات هذا الانسان في الجهاد واستشهد وخسر حياته ومستقبله ولو لم يخرج ربما لأكمل حياته وبنى مستقبله"، فهذا عنده خلل في فهم معنى الشهادة ومعنى القضاء المكتوب على الإنسان في اللوح المحفوظ ومعنى انتهاء الاجل ولكنه لا يكفر بحزنه هذا، والخلل في السلوك هي ان يفرح الانسان لأنه حصل على قرض ربوي وهذا بسبب خلل عنده في فهم الربا وعمل البنوك. 
ان عدم فهم الاسلام الفهم الصحيح جعل الفرح والحزن فيه خلل كبير عند بعض أبناء المسلمين فتراهم يفرحون لما يغضب الله ويحزنون لما يرضي الله تعالى، أو تراهم لا يفرحون لما يرضي الله تعالى أو لا يحزنون لما يغضب الله تعالى.
• أما الذين يفرحون لما يغضب الله فهم مثل من يفرح لأنه حصل على وظيفة في بنك ربوي، او يفرح لأنه استطاع سرقة انسان آخر أو يفرح لأنه استطاع اكل اخته في الميراث دون علمها أو يفرح لأن ابوه سرق مالا كثيرا ليطعمهم او يفرح لان فلان زنى او ان الكفار قد قتلوا المسلمين وغيره الكثير من الامور وهم الذي يفرحون للمعصية.
• وهناك من يحزن لما يرضي الله تعالى، أي يحزنون ان رأوا طاعة الله تعالى، مثل أن يحزن إنسان ان رأى جنديا يهوديا او صليبيا قتل في معركة مع المسلمين، او يحزن لان ابنه ملتزم بالإسلام وهذا يعني عدم العمل معه في اعماله المحرمة، او ان تحزن امرأة لان ابنتها تريد ان تلبس اللباس الشرعي الذي سيمنع الناس من رؤية جمالها في الشارع وغيره من الامور التي يحزن فيها اناس لان غيرهم يريد طاعة الله تعالى.
• وهناك اناس لا يهتمون لما يفرح المسلمين، فان فرح المسلمون بنصر على الاعداء قال هذا الانسان: "انتصروا او انهزموا هذا لا يعنيني"، ومثل ان يفرح المسلمون لموت عدو لئيم مجرم قاتل للمسلمين وهذا الانسان لا يهتم بهذا الامر يموت ام يبقى حيا وغيره الكثير من الامور التي تبين عدم اهتمام هذا الانسان بأمور المسلمين.
• وأيضا هناك اناس لا يهتمون بما يحزن المسلمين مثل ان ترى انسانا لا يهتم لقتل المسلمين في بلد اخر، ولا يهتم اقيمت الخلافة وطبق الشرع ام لا، ولا يهتم بالاعتداءات والإساءات للإسلام ورسوله ونبيه وغيره من الامور التي تبين عدم اهتمام هذا الانسان بأمور المسلمين.
ان مسالة الفرح والحزن مسالة مهمة جدا، فأحيانا قد يخرج الانسان من دين الاسلام ان فرح لأمور او حزن لأمور تمس عقيدة المسلمين أو تمس ما هو معلوم من الدين بالضرورة، وأحيانا اخرى يقع في الاثم العظيم ان فرح لما يغضب الله تعالى او حزن لما يرضي الله تعالى، ويقع في الاثم ايضا ان لم يهتم بما يفرح المسلمين او يحزنهم.

والتصحيح لهذه الامور أي الفرح لما يرضي الله تعالى والحزن لما يغضب الله تعالى لا يكون إلا بتصحيح الافهام الخاطئة عند هذا الانسان عن الاسلام وأحكامه، وان على الافراد والجماعات العمل قدر الاستطاعة على توحيد الفرح لما يرضي الله تعالى وتوحيد الحزن لما يغضب الله تعالى وذلك بنشر الوعي عن الاسلام وأحكامه، وان هذه الصورة لن تكتمل بالشكل الذي يرضي الله تعالى إلا بعد اقامة دولة الخلافة دولة الاسلام، التي تعمل على تعليم المسلمين دينهم كما امر الله تعالى، وعندها ستجد توحيد الفرح عند المسلمين وتوحيد الحزن عند المسلمين. 

وسواء فرح المسلم الفرح المطلوب أو حزن الحزن المطلوب، فهذا ينبغي أن لا يؤثر على عمل المسلم لإرضاء الله تعالى، فان فرح المسلم فرحا مباحا او فرحا مندوبا او فرحا واجبا، فلا ينبغي له التقصير في الاحكام الشرعية أبدا وان تسرقه الدنيا إلى جانبها وتضعه في بيت الغافلين، وإن حزن المسلم حزنا مباحا او مندوبا او واجبا ينبغي له أيضا ان لا يقعد ابدا عن العمل لما يرضي الله تعالى، وبالذات هذه في الايام، فالامور التي تحزن المسلم الحق اكثر من الامور التي ترضي المسلم الحق ملايين المرات، فينبغي ان لا ييأس ولا يقعد عن العمل لدين الله بحجة ان الاحزان والمصائب كثيرة جدا، بل ينبغي عليه العمل لطاعة الله والاجتهاد في العمل لاقامة الخلافة وتغيير حال المسلمين الى افضل حال، فهذا الحزن الذي يصيبه ينبغي ان يكون وقودا محركا له لطاعة الله لا مقعدا له عن العمل لدين الله.

 

 

http://naqed.info/forums/index.php?showtopic=4224&st=0&gopid=15647&#entry15647

رابط هذا التعليق
شارك

Join the conversation

You can post now and register later. If you have an account, sign in now to post with your account.

زوار
اضف رد علي هذا الموضوع....

×   Pasted as rich text.   Paste as plain text instead

  Only 75 emoji are allowed.

×   Your link has been automatically embedded.   Display as a link instead

×   Your previous content has been restored.   Clear editor

×   You cannot paste images directly. Upload or insert images from URL.

جاري التحميل
×
×
  • اضف...