اذهب الي المحتوي
منتدى العقاب

بـلال بـن ربــاح


Recommended Posts

بـلال بـن ربــاح (رضي الله عنه)

مؤذن رسول الله صلى الله عليه وسلم

لبلال بن رباح سيرة من أروع سير النضال في سبيل العقيدة ... وقصة لا يمل الزمان من ترديدها ... ولا تشبع الآذان من سحر نشيدها.

يقال: إنه حبشي، وقيل: من مولدي الحجاز. ولد بلال في "السراة" قبل الهجرة بنحو ثلاث وأربعين سنة لأب كان يدعى "رباحاً"، أما أمه فكانت تدعى "حمامة "وهي أمهٌ سوداء من إماء مكة ... لذا كان بعض الناس ينادونه بـ ابن السوداء. 

نشأ بلال في مكة المكرمة، وكان مملوكاً لأيتام من "بني عبد الدار" أوصى بهم أبوهم إلى أمية بن خلف أحد رؤوس الكفر، ولما أشرقت مكـة بأنوار الدين الجديد.... وهتف الرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم بكلمة التوحيد ...كـان بلال من السـابقين الأولين الى الإسلام فقد أسلم ولم يكن على ظهر الأرض من مسلم إلا هو وبضعة نفر من السابقين الأولين على رأسهم: خديجة بنت خويلد أم المـــؤمنين، وأبو بكر وعلي وعمار بن ياسر وأمه سمية وصهيب الرومي والمقداد بن الأسود.

حيث أنَّ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَأَبَا بَكْرٍ اعْتَزَلا فِي غَارٍ، فَبَيْنَمَا هُمَا كَذَلِكَ، مَرَّ بِهِمَا بِلالاً وَهُوَ فِي غَنَمِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جُدْعَانَ، وَبِلالُ مَوْلِدُ مِنْ مَوْلِدِي مَكَّةَ ، قَالَ : وَكَانَ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ جُدْعَانَ بِمَكَّةَ مِائَةُ مَمْلُوكٍ مُوَلَّدُ ، فَلَمَّا بَعَثَ اللَّهُ نَبِيَّهُ صلى الله عليه وسلم أَمَرَ بِهِمْ ، فَأُخْرِجُوا مِنْ مَكَّةَ إِلا بِلالاً ، يَرْعَى عَلَيْهِ غَنَمَهُ تِلْكَ ، فَأَطْلَعَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَأْسَهُ مِنْ ذَلِكَ الْغَارِ ، فَقَالَ : " يَا رَاعِي ، هَلْ مِنْ لَبَنٍ " ، فَقَالَ بِلالٌ : مَا لِي إِلا شَاةٌ مِنْهَا قُوتِي ، فَإِنْ شِئْتُمَا آثَرْتُكُمَا بِلَبَنِهَا الْيَوْمَ ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " ائْتِ بِهَا " ، فَجَاءَ بِهَا ، فَدَعَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِقَعْبِهِ (وهو قدح ضخم)، فَاعْتَقَلَهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَحَلَبَ فِي الْقَعْبِ حَتَّى مَلأَهُ ، فَشَرِبَ حَتَّى رُوِيَ ، ثُمَّ حَلَبَ ، فَسَقَى أَبَا بَكْرٍ ، ثُمَّ احْتَلَبَ حَتَّى مَلأَهُ ، فَسَقَى بِلالا حَتَّى رُوِيَ ، ثُمَّ أَرْسَلَهَا ، وَهِيَ أَحْفَلُ مَا كَانَتْ ، ثُمَّ قَالَ : " يَا غُلامُ ، هَلْ لَكَ فِي الإِسْلامِ ؟ " فَأَتَى رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَسْلَمَ، وَقَالَ : " أكْتُمْ إِسْلامَكَ " ، فَفَعَلَ ، وَانْصَرَفَ بِغَنَمِهِ ، وَبَاتَ بِهَا ، وَقَدْ أُضْعِفَ لَبَنُهَا (أي تضاعف)، فَقَالَ لَهُ أَهْلُهُ : لَقَدْ رَعَيْتَ مَرْعًى طَيِّبًا ، فَعَلَيْكَ بِهِ ، فَعَادَ إِلَيْهِ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ يَسْقِيهِمَا وَيَتَعَلَّمُ الإِسْلامَ ، حَتَّى إِذَا كَانَ فِي الْيَوْمِ الرَّابِعِ ، فَمَرَّ أَبُو جَهْلٍ بِأَهْلِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جُدعَانَ ، فَقَالَ : إِنِّي أَرَى غَنَمَكُمْ قَدْ نَمَتْ وَكَثُرَ لَبَنُهَا ، فَقَالُوا : قَدْ كَثُرَ لَبَنُهَا مُنْذُ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ ، وَمَا نَعْرِفُ ذَلِكَ مِنْهَا ، فَقَالَ : عَبْدُكُمْ وَرَبُّ الْكَعْبَةِ يَعْرِفُ مَكَانَ ابْنَ أَبِي كَبْشَةَ ، فَامْنَعُوهُ أَنْ يَرْعَى ذَلِكَ الْمَرْعَى ، فَمَنَعُوهُ مِنْ ذَلِكَ المرعى ، وَدَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَكَّةَ ، فَاخْتَفَى فِي دَارٍ عِنْدَ الْمَرْوَةِ ، وَأَقَامَ بِلالٌ عَلَى إِسْلامِهِ ، فَدَخَلَ يَوْمًا الْكَعْبَةَ ، وَقُرَيْشٌ فِي ظَهْرِهَا لا تَعْلَمُ ، فَالْتَفَتَ فَلَمْ يَرَ أَحَدًا أَتَى الأَصْنَامَ ، فَجَعَلَ يَبْصُقُ عَلَيْهَا ، وَيَقُولُ : خَابَ وَخَسِرَ مَنْ عَبَدَكُنَّ ، فَطَلَبَتْهُ قُرَيْشٌ ، وَهَرَبَ حَتَّى دَخَلَ دَارَ سَيِّدِهِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جُدْعَانَ ، فَاخْتَفَى فِيهَا ، وَنَادَوْا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ جُدْعَانَ ، فَخَرَجَ ، فَقَالُوا : أَصَبَوْتَ ؟ قَالَ: وَمِثْلِي يُقَالُ لَهُ هَذَا؟ فَعَلَيَّ نَحْرُ مِائَةِ نَاقَةٍ لِلاتِ وَالْعُزَّى، فَقَالُوا: إِنَّ أَسْوَدَكَ صَنَعَ كَذَا وَكَذَا، فقاموا بتعذيبه أشد العذاب.

 

وقد لقي بلال من أذى المشركين ما لم يلقه سواه، فلقد كان لأبو بكر وعلي عصبية تمنعهما وقوم يحمونهما، أما اولئك المستضعفين من الأرقاء والإماء فقد نكلت بهم قريش أشد التنكيل، منهم من قُتل ومنهم من أطالت قريش تعذيبهم وعلى رأسهم بلال بن رباح. فقد كانوا إذا توسطت الشمس كبد السماء والتهبت رمال مكة بحرارة الشمس، ينزعون عنهم ثيابهم ويلبسونهم دروعاً من الحديد ويصهرونهم بأشعة الشمس المتقدة، ويلهبون ظهورهم بالسياط ويأمرونهم أن يسبوا محمدا، فكانوا إذا اشتد عليهم العذاب يستجيبون لهم ولكن قلوبهم معلقه بالله ورسوله، إلا بلالا رضي الله عنه وأرضاه فقد كانت نفسه تهون عليه في الله عز وجل.

كان الذى يتولى تعذيبه أمية بن خلف وزبانيته، وكانوا يلهبون ظهره بالسياط فيقول: أحــدٌ أحــدٌ، ويطبقون على ظهره الصخور فيقول: أحــدٌ أحــدٌ، ويشتدون عليه في النكال فيهــتف: أحـــدٌ أحــــدٌ، كانوا يأمرونه بأن يذكر اللات والعزى فيذكر الله ورسوله. يقولون له: قل كما نقول، فيقول: إنّ لساني لا يحسنه، وكان الطاغية الجبار أمية بن خلف يطوق عنقه بحبل ويسلمه إلى السفهاء والأطفال ليطوفوا به شعاب مكة، فكان بلالا رضي الله عنه يستعــذب العذاب في سبيل الله ورسوله ويردد على الدوام نشيده العلوي ... أحــدٌ أحــدٌ... فلا يمل من ترداده ولا يشبع من إنشاده.

وقد عرض أبو بكر على أمية بن خلف أن يشتريه فأغلى في الثمن وهو يظن أنه لن يشتريه، فاشتراه منه بتسع أواقٍ من الذهب، وبعد أن تمت الصفقة قال أمية :لو أبيت أخذه إلا بأوقية لبعته، قال له الصديق :لو أبيت بيعه إلا بمائه لاشتريته.

وعندما أذن الله لرسوله بالهجرة إلى المدينة هاجر بلال في جملة من هاجر ونزل هو والصديق وعامر بن فهر في بيت واحد فأصيبوا بالحمى جميعا وقد صبر بلال على هذا الابتلاء أيضاً. واستقر بلال في يثرب بعيدا عن أذى قريش وتفرغ لنبيه وحبيبه محمد صلوات الله وسلامه عليه، حتى أصبح ألزم له من ظله، ولما شيد الرسول صلى الله عليه وسلم مسجده في المدينة وشرع الأذان ...كان بلال أول مؤذن في الإسلام. حيث كان إذا فرغ من الأذان وقف عند باب بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ويقول حي على الصلاة، حي على الفـلاح، فإذا خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من حجرته ورآه بلال مقبلاً ابتدأ الإقامة. وقد أهدى النجاشي ملك الحبشة الرسول الأعظم ثلاثة رماح من نفائس ما يقتنيه الملوك فاحتفظ بواحد لنفسه وأعطى واحدا لعلي بن أبي طالب وواحدا لعمر بن الخطاب ثم اختص برمحه بلالا، فجعل بلال يسعى به بين يديه أيام حياته كلها فكان يحمله في العيدين وفي صلوات الاستسقاء ويركزه أمامه إن أقيمت الصلاة خارج المسجد.

وقد شهد بلال مع الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بدرا، ووجد أبا جهل وأمية بن خلف صريعين تنوشهما سيوف المسلمين.

لما دخل الرسول صلى الله عليه وسلم مكة فاتحا على رأس كتيبته الخضراء كان معه داعـــي الســماء ... بــلال بن ربـــاح، وحين دخل الكعبة كان في صحبته ثلاثة رجال هم :عثمان بن طلحه حامل مفاتيح الكعبة، وأسامه بن زيد حب رسول الله وابن حبه، وبلال بن رباح مؤذن رسول الله، ولما حانت صلاة الظهر كانت الألوف المؤلفة تحيط بالرسول صلوات الله وسلامه عليه، عند ذلك دعا الرسول بلال بن رباح وأمره أن يصعد على ظهر الكعبة ويعلن من فوقها كلمة التـــوحيــد، فصدع بلال بالأمر وأرسل صوته الجهير بالأذان، وكانت قريش تشهد ذلك المشهد العظيم، مشهد عز الإسلام والمسلمين، فما إن وصل بلال في الأذان إلى قوله :

أشهــد أنّ محــمداً رســول الله

قالت جويريه بنت أبي جهل: لعمري لقد رفع الله لك ذكرك، أما الصلاة فنصلي، وإنا والله لا نحب من قتل الأحبة أبدا، فكان أبوها ممن قتلوا في بدر، وقال خالد بن أسيد: الحمد لله الذي أكرم أبي فلم يشهد هذا اليوم، وكان أبوه قد مات قبل الفتح بيوم، وقال الحارث بن هشام: واثكــلاه ليتني مت قبل أن أرى بلالا فوق الكعبة، وقال الحكم بن أبي العاص: هذا والله الخطب الجلل أن يصبح عبد بني جمح ينهق على بنية أبي طلحة، وكان معهم أبو سفيان بن حرب فقال :أما أنا فلا أقول شيئا، فإني لو فهت بكلمه لنقلتها هذه الحصاة إلى محمد بن عبدالله.

ظل بلال يؤذن للرسول صلى الله عليه وسلم طيلة حياته وظل الرسول صلى الله عليه وسلم يأنس لذلك الصوت الذي عُذب في الله أشد العذاب وهو يردد أحــدٌ أحــدٌ، ولما انتقل الرسول صلى الله عليه وسلم إلى الرفيق الأعلى وحان وقت الصلاة، قام بلال يؤذن في الناس والنبي الكريم مسجى لم يدفن بعد، فلما وصل إلى قوله أشــهد أنّ محـــمداً رســول الله،  خنقته العبرات واحتبس صوته في حلقه واجهش المسلمون في البكاء وأغرقوا في النحيب، ثم أذن بعد ذلك ثلاثة أيام فما إن وصل إلى أشــهد أنّ محـــمداً رســول الله بكى وأبكى ...عند ذلك طلب من أبي بكر أن يعفيه من الأذان بعد أن عاد لا يحتمله  واستأذنه في الخروج إلى الجهاد في سبيل الله والمرابطة في بلاد الشام، فتردد الصديق، فقال له بلال :إن كنت اشتريتني لنفسك فأمسكني وإن كنت اعتقتني لله فخلني لمن اعتقتني له، فقال أبو بكر والله ما اشتريتك إلا لله وما أعتقتك إلا في سبيله، فقال بلال :إني لا أؤذن لأحد بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال أبو بكر : لك ذلك. 

رحل بلال عن المدينة مع أول بعث من بعوث المسلمين وأقام في "داريا" بالقرب من دمشق، وظل ممسكاً عن الأذان حتى قدم عمر بن الخطاب بلاد الشام فلقي بلالاً رضوان الله عليه بعد غياب طويل، وكان عمر شديد الشوق إليه عظيم الإجلال له حتى أنه إذا ذكر الصديق أمامه يقول: "إنّ أبو بكر سيدنا وأعتق سيدنا "يعني بلالاً.

ثم إنّ بلالاً رأى النبي - صلى الله عليه وسلم - في منامه وهو يقول: ما هذه الجفوة يا بلال؟ أما آن لك أن تزورني؟ فانتبه حزيناً، وركب راحلته، وقصد المدينة، فأتى قبر النبي - صلى الله عليه وسلم - فجعل يبكي عنده، ويمرغ وجهه عليه، فأقبل الحسن والحسين، فجعل يضمهما ويقبلهما، فقالا له: يا بلال، نشتهي أن نسمع أذانك. ففعل، وعلا السطح، ووقف، فلما قال: الله أكبر، الله أكبر، ارتجت المدينة، فلما قال: أشهد أن لا إله إلا الله، ازدادت رجتها، فلما قال: أشهد أنّ محمدا رسول الله، خرجت العواتق من خدورهن، وقالوا: بُعث رسول الله، فما رُئي يوم أكثر باكيا ولا باكية بالمدينة بعد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من ذلك اليوم.

ثم عاد إلى دمشق حتى وافاه الأجل المحتوم في داريا، فكانت امرأته تعول إلى جانبه في مرض الموت وتصيح قائلة: واحـــزناه، وكان هو يفتح عينيه في كل مرة ويجيبها قائلاً: وافـــرحــــاه، ثم لفظ انفاسه الأخيرة وهو يردد:

غــداً نلقى الأحبــة .... محمداً وصحبــه

غـــداً نلقـى الأحبــة .... محمــداً وصحــبه

حدثنا ابن بريدة سمعت أبي يقولأصبح رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فدعا بلالاً، فقال: بم سبقتني إلى الجنة؟ ما دخلت الجنة قط إلا سمعت خشخشتك أمامي، إني دخلت الجنة البارحة، فسمعت خشخشتك أمامي، وأتيت على قصر من ذهب، فقلت: لمن هذا؟ قالوالعمر. فقال بلال: ما أذنت قط إلا صليت ركعتين، وما أصابني حدث إلا توضأت، ورأيت أنّ لله علي ركعتين أركعهما، فقال: بها. عن أنس أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : السُباق أربعة: أنا سابق العرب، وسلمان سابق الفرس، وبلال سابق الحبشة، وصهيب سابق الروم. 

عَنْ اِبْن مَسْعُود، قَالَ: مَرَّ الْمَلَأ مِنْ قُرَيْش بِالنَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعِنْده خُصَيْف وَعَمَّار وَبِلَال وَخَبَّاب وَنَحْوهمْ مِنْ ضُعَفَاء الْمُسْلِمِينَ فَقَالُوا: يَا مُحَمَّد أَرَضِيت بِهَؤُلَاءِ مِنْ قَوْمك، هَؤُلَاءِ الَّذِينَ مَنَّ اللَّه عَلَيْهِمْ مِنْ بَيْننَا، أَنَحْنُ نَكُون تَبَعًا لِهَؤُلَاءِ؟ اُطْرُدْهُمْ عَنْك، فَلَعَلَّك إِنْ طَرَدْتهمْ أَنْ نَتَّبِعَك! فَنَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَة " وَلَا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ ۖ مَا عَلَيْكَ مِنْ حِسَابِهِم مِّن شَيْءٍ وَمَا مِنْ حِسَابِكَ عَلَيْهِم مِّن شَيْءٍ فَتَطْرُدَهُمْ فَتَكُونَ مِنَ الظَّالِمِينَ ".

من مواقف سيدنا بلال مع رسول الله صلى الله عليه وسلم:

روى البخاري بسنده، عن عبد الله بن أبي قتادة، عن أبيه قال: سرنا مع النبي ليلة، فقال بعض القوم: لو عَرَّسْتَ بنا يا رسول الله. قال: "أخاف أن تناموا عن الصلاة". قال بلال: أنا أوقظكم، فاضطجعوا. وأسند بلال ظهره إلى راحلته فغلبته عيناه فنام، فاستيقظ النبي وقد طلع حاجب الشمس، فقال: "يا بلال، أين ما قلت؟" قال: ما ألقيت عليَّ نومة مثلها قطُّ. قال: "إنّ الله قبض أرواحكم حين شاء، وردها عليكم حين شاء، يا بلال، قُمْ فأذن بالناس بالصلاة".

وعن أبي سعيد الخدري، عن بلال قال: قال رسول الله: "يا بلال، إلقَ الله فقيرًا ولا تلقه غنيًّا". قال: قلت: وكيف لي بذلك يا رسول الله؟ قال: "إذا رزقت فلا تخبأ، وإذا سئلت فلا تمنع". قال: قلت: وكيف لي بذلك يا رسول الله؟ قال: "هو ذاك وإلا فالنار".

ومن أقوال سيدنا بلال أنه كان يقول عن نفسه تواضعًا: "إنما أنا حبشي، كنت بالأمس عبدًا".

وعن هند امرأة بلال قالت: كان بلال إذا أخذ مضجعه قال: "اللهم تجاوز عن سيئاتي، واعذرني بعلاتي".

 

في الختام أيها الاخوة الكرام

هؤلاء رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه وصبروا كما صبر أولوا العزم من الرسل، فأثابهم الله بأن جعلهم خلفاء الأرض. ونحن في هذا الزمان ما أحوجنا أن نصبر على أذى الكفار وحربهم على لإسلام، وأن نثبت على الحق كما ثبت سيدنا بلال. اللهم إنا نسألك أن تفرج عنا همومنا وتهدينا سواء السبيل، اللهم مكن لنا في الأرض كما مكنت للذين من قبلنا وأبدلنا من بعد خوفنا أمنا، اللهم نصرك الذي وعدت...

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين

رابط هذا التعليق
شارك

Join the conversation

You can post now and register later. If you have an account, sign in now to post with your account.

زوار
اضف رد علي هذا الموضوع....

×   Pasted as rich text.   Paste as plain text instead

  Only 75 emoji are allowed.

×   Your link has been automatically embedded.   Display as a link instead

×   Your previous content has been restored.   Clear editor

×   You cannot paste images directly. Upload or insert images from URL.

جاري التحميل
×
×
  • اضف...