أبو الحسن Posted July 22, 2018 Report Share Posted July 22, 2018 بسم الله الرحمن الرحيم الارض تتهيأ لاستقبال الخلافة الثانية فهنيئا للعاملين لها إن العالم اليوم بل الارض بما فيها من اناس وحيوان وجماد وهواء وبر وبحر ينتظر دولة الحق، دولة العدل، دولة الخير دولة الخلافة. فقد ظهر الفساد في البر والبحر بما اجترحت ايدي الناس من ظلم وآثام. فالعالم اليوم يعيش واقعاً، هو الاشبه بما كان عليه العالم قبل ولادة دولة الاسلام الاولى، وقبل بزوغ فجر هذا الدين العظيم في المدينة المنورة. فبالنسبة للعرب كان أصدق وصف فيهم هو وصف الجاهلية، آما العالم فكانت تتنازعه دول كبرى (الفرس والروم) تتقاتل فيما بينها على المصالح والنفوذ، فساد العالم الظلم والقهر، والاستعمار والاستعباد، فأدى ذلك الى ضعف هذه الدول المتصارعة، وشعور العالم الى الحاجة الى التغيير والبحث عن العدل والاستقرار، فكانت دولة الاسلام وكانت الفتوحات والانتشار الواسع والسريع للإسلام في ربوع الارض. إن قولنا اليوم إن الأرض تتهيأ لاستقبال الخلافة الثانية ليدل عليه أمران: الاول: فشل الدول الغربية التي عملت على حرف المسلمين عن دينهم وللحيلولة دون قيام دولة الإسلام. والثاني: البشائر التي ينبئ بها واقع المسلمين اليوم اما بالنسبة للأمر الأول فإن الدول الغربية التي عملت جاهدة على منع قيام دولة الإسلام والحيلولة دون عودتها من جديد وحرف المسلمين عن دينهم استخدمت كل الوسائل والأساليب لتحقيق ذلك ففشلت فشلاً ذريعاً في صراعها مع الإسلام وفي حربها ضد المسلمين حتى باتت أضعف من أن تقف في وجه دولة الإسلام في حال قيامها لأن الامة ستحتضنها. ويتبين ذلك من امور: 1- إن الغزو الثقافي والتبشيري الذي اريد منه تغيير هوية الأمة وعقيدتها وتبنيها للرأسمالية فإن هذا قد أحدث صراعاً فكرياً محتدماً بين الحضارة الإسلامية والحضارة الغربية وقد حسم أمره لصالح الإسلام وخرج الإسلام منه منتصراً فالأمة إزدادت ثقة بدينها وبأحكام شريعتها فهي تتطلع اليوم الى تحكيم كتاب ربها عز وجل وسنة نبيها صلى الله وعيله وسلم وإعادة النظام السياسي للإسلام ممثلاً بخليفة المسلمين. وحتى المسلمين في الغرب الذين أراد الغرب إندماجهم في مجتمعة فقد فشل الغرب في ذلك حتى أضحى المسلم حامل للدعوة في بلاد الغرب متمسكاً بدينه محافظاً على شعائره هادياً الى سبيل الله عز وجل يدخل الناس في الإسلام حتى خشي الغرب على نفسه ومجتمعه فحارب الحجاب والمآذن وقاد حملةً ضد شخص الرسول صلى الله وعليه وسلم ووضع قوانين مكافحة الإرهاب ووصف الإسلام والمسلمين بالتطرف والارهاب كل ذلك خشية منه من أسلمة أوروبا كما يزعم فهزم الغرب وحضارته في مسعاه ولم يبقى للغرب في صراعة مع المسلمين الا القوة المادية التي يتفوق بها عليهم والتي استخدمها في صراعه حين أعلنها حربا صليبية على بلاد المسلمين، ولكنها لم تنل من الإسلام وحضارته وأفكاره شيئاً وان نالت من دماء المسلمين ولكن هذا التفوق لن ينفعهم حين تكون للمسلمين دولة وحين توحد بلادهم وتستخدم طاقات الأمة المختلفة في الصناعة والتكنولوجيا، فسيكون حال الغرب كحال الفرس والروم الذين تفوقوا على المسلمين في عددهم وعدتهم فلم يغن عنهم ذلك من الله شيئاً وورث المسلمين ما تحت قدمي هرقل كما تنبأ. فغرور القوة أعمى بصر الغرب وبصيرته وإذا أضيف له جهله بالأمة الإسلامية وبما تحمله وتمتلكه من قوى كان في ذلك مقتله حين تلتقي الأمة معه في معركة فاصلة وهي تنعم بسلطان الإسلام. 2- الإنهيار الإقتصادي بسبب فساد الرأسمالية ونظامها الإقتصادي، وخوض هذه الدول حروبا لاستعمار الشعوب ونهب خيراتها فأنفقت آلاف المليارات، فكانت حسرة عليها ونذيراً لهزيمتها (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ ۚ فَسَيُنْفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ ۗ وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلَىٰ جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ (36)) فهذه الأزمات الإقتصادية هزت كيان دول الغرب "أمريكا وأوروبا". وأثرت على مجتمعه في شتى الميادين حتى بات احتمال تفكك منظومته دوله قائما. 3- وعليه أصبح الغرب يعيش حالة من الفراغ، والأخطار التي تهدد المجتمع من مثل انعدام الأمن الداخلي والازمات المختلفة اجتماعية وروحيه واقتصادية وغيرها، ما دعا الناس والمفكرين للبحث عن بديل حضاري ينقذهم من الشقاء، والفساد، وما حركة وول ستريت وتحرك كثير من المؤسسات والجمعيات في الغرب التي تنادي بالتغيير وتصرح بفساد الرأسمالية وأنظمتها الا دليل على ذلك. 4- وهذه الحال من الفشل ازداد الخوف من الإسلام ومن عودة نظامه للحياة الذي يمثل بديلاً حضاريا لاسعاد المسلمين فحسب، وإنما تنعم به البشرية جمعاء بالرخاء والازدهار، فكانت تصريحات قادة الغرب من بوش، وإدارته الى طوني بلير، وبوتن وسركوزي والبابا وغيرهم التي تحذر من عودة الخلافة وإنتشارها في ربوع المسلمين "من اندونيسيا شرقاً الى إسبانيا غرباً" ويكفي شاهد على ذلك ما صرح به تشارلز كلارك وزير الداخلية البريطاني 06/10/2005 "لا يمكن ان تكون هناك مفاوضات حول إعادة دولة الخلافة، ولا مجال للنقاش حول تطبيق أحكام الشريعة الإسلامية" . هذا بالنسبة للأمر الأول الذي يدل دلالة قاطعة على فشل الغرب في حربه مع الإسلام والحيلولة دون عودة دولة الإسلام حتى بات يتوقع قيام هذه الدولة في كل لحظة، ما دعاه الى التعامل مع هذه الحقيقة بواقعية (فأصبح يقبل بإشراك الاسلامين المعتدلين في الحكم). أما بالنسبة للأمر الثاني الذي يدل على ان الأرض تتهيأ لدولة الخير فهي الحقائق والأجواء التي تظهر في واقع المسلمين والتي تبشر بنهاية زمن الجبابرة الطغاة وتحطيم الوهن الذي أصاب الأمة، وتجذّر مفاهيم الإسلام الذي سيحدث التغيير وينبأ بفجر جديد، وولادة المولود الذي طال انتظاره، والذي سيولد شاباً يافعاً قوياً. ولمزيد من البيان نقول: 1- لقد انكشف معدن الأمة الحقيقي والأصيل، وإنها أمة حية، لا تموت وظهر ذلك جلياً، في فلسطين ولبنان والعراق وافغانستان والشيشان وعبر ثوراثها ضد حكامها الطغاة. 2- كسرت الأمة حاجز الخوف، واشتعل الأمل في نفوس المسلمين من امكانية التغيير بل ضرورته ولو قدمت الأمة في سبيل ذلك الغالي والنفيس ويعني ذلك أمران: الأول: أن الأمة مستعدة لدفع ضريبة التغيير الحقيقي "ضريبة العزة والكرامة" "قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنْصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ " والثاني: انها في طريقها لتحطيم الوهن "حب الدنيا وكراهية الموت" الذي أصابها وجعلها ترضى بالاستعمار وأن تحكم بأحكام الكفر وأن يغيب اسلامها عن حياتها ردحأً من الزمن وهي في ذل وهوان فايقظت في نفسها معاني العزة والتضحية والإقدام فأصبح شعارها "الموت ولا المذلة" "وما النصر الا من عند الله" "على الجنة رايحين شهداء بالملايين". وهي اليوم تدرك ان الباطل زاهق، فمهما بلغ الحاكم الطاغية من قوة وبطش وقدرة على بث أجواء الرعب وارهاب الناس فإن انهيار نظامه رهين لحظة يقظة منها وإرادة لتغييره. 3- لقد وجدت وتجذرت بعض المفاهيم والأفكار الإسلامية التي ستحدث التغيير والإنقلاب في حياة الامة من مثل: أ- أنها صاحبة السلطان، وأن السلطان بيدها، وأنها قادرة على استرداده ممن اغتصبه منها، فهي شاركت بالفعل بخلع حكامها، وحتى بقتلهم. ب- بدء عودة اللحمة بين الجيوش والامة، فالجيوش هي جزء منها وليس سيفاً مسلطاً عليها جاء في الحديث الشريف " لن يجمع الله عز و جل على هذه الأمة سيفين سيفا منها وسيفا من عدوها" رواه أبو داود، فلن يطول الامر حتى تعود الجيوش لمباشرة مهامها الاصلية التي وجدت من اجلها في حماية البلاد والعباد، وتحقيق آمال الامة وطموحاتها وغايتها، في التحرر والانعتاق من ربقة المستعمر، وتطبيق الإسلام، وما انحياز الجيوش الى الامة، في الثورات التي حصلت، ولو بشكل جزئي الا دليل على ذلك. فأسأل الله تعالى ان يجعل هذه الجيوش سيفاً لإقامة العدل ونشر الخير في ربوع الأرض، حين تنصر الله ورسوله صلى الله وعليه وسلم، فتعيد للامة مكانتها وسيادتها على العالمين. ت- ازدياد المطالبة بالانعتاق من الاستعمار بشتى صوره. ورفض التدخل الاجنبي، فهي تدرك ان الغرب الكافر عدو لها لا يريد لها الخير والعزة " مَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَلَا الْمُشْرِكِينَ أَنْ يُنَزَّلَ عَلَيْكُمْ مِنْ خَيْرٍ مِنْ رَبِّكُمْ ۗ وَاللَّهُ يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ ۚ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ ". ث- ازدياد الوعي لدى الامة على الإسلام، فهى تطالب بتحكيمه وتطبيق شريعته في حياتها، يدفعها لذلك ايمانها الراسخ، وثقتها العاليه بدينها، وشريعته، ورفضها للانظمة الوضعية، وللرأسمالية العفنة "فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىٰ لَا انْفِصَامَ لَهَا ۗ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ". ج- بروز معاني العقيدة فيها قولاً وعملاً عبر حالة جماعية غير مسبوقة منذ انتكاستها. فباتت تدرك أن عقيدتها هي عقيدة كفاح ونضال، فقدمت التضحيات العظيمة، وتحلت بالشجاعة والاقدام وحب الشهادة في سبيل الله سبحانه، واستمدت العون من الله عز وجل وتوكلت عليه سبحانه، فالامة الإسلامية تضرب الامثال يومياً في مختلف بلدانها وتواجدها، وتعيد بذلك سيرة الصحابة الكرام في التضحية والفداء. ح- اصبحت الامة تتعامل في قضاياها كأمة واحدة، وجسد واحد دب فيه الحياة، فالحياة تنتقل فيها من بلد الى بلد، ومن قارة الى قارة، متجاوزة حدود سايكس بيكو. ظهر ذلك جليا في الثورات فأصبح لا يستطاع التفريق بين مصر، وتونس، وليبيا واليمن، وسوريا والاردن، وغيرها من البلاد، فهي امة واحدة، مطالبها وأهدافها ومشاعرها واحدة، دينها واحد وعدوها واحد، وهي تتداعى لبعضها كما يتداعى الجسد لعضوه بالسهر والحمى، وسيتوج ذلك عملياً حين يكون لها امام، يوحد صفوفها وينصر من استنصره من ابنائها. هذا هو واقع العالم اليوم تغمره ظلمه حالكة، ويسوده نظام بشري أشقى أهله والعالم بأسره، فملئ الارض ظلماً وجوراً " ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ " فدول هذا النظام البشري (الرأسمالية) ينخر السوس قواعدها وسيخر عليهم السقف قريباً بإذن الله تعالى " قَدْ مَكَرَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَأَتَى اللَّهُ بُنْيَانَهُمْ مِنَ الْقَوَاعِدِ فَخَرَّ عَلَيْهِمُ السَّقْفُ مِنْ فَوْقِهِمْ وَأَتَاهُمُ الْعَذَابُ مِنْ حَيْثُ لَا يَشْعُرُونَ ". ان تصارع الدول الكبرى اليوم على النفوذ والمصالح قد اضعفها، وأوهن كيدها وفرق كلمتها، وهذا يجعلها غير قادرة على مجابهة الامة الإسلامية الإ دولاً متفرقة، تفكر كل دولة منها الف مرة ان هي ارادت إن تقدم على مثل هذه الخطوه الخطرة، هذا ما نقرأه اليوم في الموقف الدولي، من حصول متغيرات جذرية، غيرت الخريطة السياسية في العالم، ومعطيات جديدة لم تكن في حسابات هذه الدول مثل الربيع العربي، وما يجلبه ذلك من اخطار عليها. وعليه فلا بد للامة الإسلامية ان تتطلع بمسؤوليتها في انقاذ البشرية والارض من شرور هذه الدول الطاغية وان تغتنم الفرصة السانحة فتغذ السير للوصول لهذه الغاية فستكتمل حركتها المباركة في التغيير التي بدأت في انتفاضتها على حكامها الطغاة، فتتخلص من الوهن الذي اضعفها، وتتمسك بالعروة الوثقى التي انفصام لها فتعود لمكانتها التي حباها اياها رب العالمين خير امة اخرجت للناس فتقتعد ذرى المجد، وتعود البشرية لما يسعدها في الدنيا والاخرة فتشرق الارض بنور ربها بعودة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة، فتملئ الارض عدلاً قسطاً، ويرضى عنها ساكن السماء والارض، فلا تبقي الارض من خيراتها إلا وأخرجته، ولا تبقى السماء من قطرها إلا وأنزلته، وتعمر قلوب بلايين البشر بالطمأنينة والهداية في كل ربوع الارض. فهنيئاً لمن أجرى الله عز وجل هذا الخير على يديه، وهنيئاً لمن كان له سهم في هذا العمل المبرور، فحق له ان ينال درجة السابقين الاولين من المهاجرين والانصار، وان يكون أجره أجر سبعين شهيد وان ينعم بلقاء الحبيب المصطفى صلى الله وعليه وسلم- وهو له مشتاق - على حوضه الشريف ليشرب من يده الشريفة شربة ماء لا يظمأ بعدها أبداً، وان يكون قريب المجلس والمنزلة من الله تعالى، يرى الجليل سبحانه على منبرٍ من نور، فتغبطه الانبياء والشهداء على ذلك، ولا يفزع إذا فزع الناس، فهو من أولياء الله الذين لا خوف عليم ولا هم يحزنون، فقد نال شرف ان تكون عزة الإسلام على يديه فطوبى له وحسن مآب. اللهم اجعلنا منهم، وأكرمنا بنصرك العزيز، وانجز لنا ما وعدتنا خلافة راشدة على منهاج النبوة إنك على ما تشاء قدير وبالاجابة جدير وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين. Quote Link to comment Share on other sites More sharing options...
Recommended Posts
Join the conversation
You can post now and register later. If you have an account, sign in now to post with your account.