Jump to content
منتدى العقاب

كيف يكون التغيير؟


Recommended Posts

إذا صلح الحاكم وطبق الشرع صلحت الرعية القول الصحيح
كما تكونوا يولى عليكم قول خاطئ
أصلح الفرد يصلح المجتمع قول خاطئ
أقم دولة الإسلام في نفسك تقم على الأرض قول خاطئ


نسمع الكثير من الجمل والعبارات الخاطئة والتي هي للأسف منتشرة بين كثير من أبناء المسلمين ويرجع خطأ الفهم إلى ما مورس عليهم من تضليل كبير وإلى العيش فترة طويلة في ظل أنظمة جبرية لا تحكم بالإسلام وغياب زاد عن التسعين سنة لدولة الخلافة.

فكيف نبدأ بالتغيير؟؟؟
هل يكون ذلك بتغيير النفوس والاكتفاء بذلك؟؟؟
أم يكون بتغيير النفوس ثم تغيير نفوس الآخرين ليكونوا صالحين؟؟؟
أم يكون بتغيير النفوس ثم تغيير فكر المجتمع وإيصال هذا الفكر إلى الحكم ليطبق عليهم؟؟؟
أم يكون بمجرد الوصول إلى الحكم فقط وتطبيق النظام الصحيح؟؟؟

بداية لا بد من التعريج على النفس البشرية وما هي مقومات إصلاحها وعلى المجتمع وما هي مقومات إصلاحه، تحل العقدة في الفهم في هذا الموضوع.
***************************************************************
مقومات إصلاح النفس البشرية أربعة هي: العقيدة والعبادات والمعاملات والأخلاق.
فرجل عقيدته غير الإسلام ومعاملاته حسنة وأخلاقه حسنة لا يمكن الحكم عليه بأنه إنسان صالح لأنه كافر والعياذ بالله، ولو كان أطيب الناس معاملة وأحسنهم خلقا، وإنسان مسلم لا يقوم بالعبادات وأخلاقه حسنة ومعاملاته موافقة للشرع لا يمكن الحكم عليه بأنه إنسان صالح، وإنسان مسلم يقوم بالعبادات وأخلاقه حسنة ولكنه يرابي ويقوم بمعاملاته على غير هدي الإسلام فهو إنسان بلا شك غير صالح، وإنسان مسلم يعبد الله حق العبادة ويقوم بالمعاملات بما يأمر به الإسلام ولكن أخلاقه سيئة هو أيضا إنسان غير صالح، ومن هذا يتبين أن أي خلل في هذه المقومات الأربعة للفرد لا تجعل منه إنسانا صالحا.
*************************************************************
مقومات إصلاح المجتمع هي: أناس تربط بينهم مصالح، أفكار، مشاعر، نظام مطبق.
فالقول أن المجتمع : "مجموعة من الناس فقط" كلام غير صحيح، إذ يعتبر عندها أربعة أفراد في غرفة مجتمع، ويمكن الحكم أيضا على العالم كله انه مجتمع لأنه مجموعة كبيرة من الناس، ولكن ما وصفه وما يمكن أن يقال عنه؟؟؟؟ أكيد أن الاقتصار على تعريف المجتمع بأنه فقط "مجموعة من الناس" لا يستقيم وإلا لكنا نحن والكافرين مجتمعا على حسب هذا التعريف، ولكن هذا لا يستقيم أبدا، لأننا كمسلمين نريد مجتمعا إسلاميا.
أما المصالح فهي عادة تحدث في حالة الاستقرار في مكان معين فتنشأ بين الناس علاقات دائمية بناء على مصالح الناس بشكل طبيعي من بيع وشراء وعقود وزواج وحكم وغيره، إذ المجتمع يجب أن يكون فيه استقرار لوجود العلاقات الدائمية الناتجة عن المصالح بين الأفراد، ولذلك لو صعد مجموعة من الناس وكلهم مسلمون على ظهر سفينة لا نقول أن السفينة "مجتمع مسلم" لان أفرادها مسلمون، لان العلاقة بينهم هي فقط علاقة سفر مؤقتة وليست دائمية ولا يوجد علاقات بيع وشراء وغيره على ظهر السفينة.
أما مصالح الناس فيجب أن تكون نابعة من فكر واحد، وإلا لاختلفت المصالح وبناء عليها حصل خلل في العلاقات، فلا يستطيع رجل أن يرابي مع شخص آخر يرى حرمة الربا في المجتمع الواحد، ولا يستطيع إنسان أن يزوج ابنته لرجل يرى أن يمتع أصحابه بزوجته، ولا يستطيع شخص يرى حرمة الشركة المساهمة أن يعقد عقد مع شخص يرى حرمة هذا النوع من الشركات، وبناء عليه إذا لم تكن الأفكار واحدة في المجتمع حصل خلل في بناء هذا المجتمع، فيجب توحيد فكر المجتمع.
أما المشاعر فيجب أن تكون واحدة أيضا، والمشاعر ناتجة عن الفكر الذي يحمله الإنسان، ونقصد هنا الرضا والغضب اتجاه الأعمال، فإنسان يفرح بمولود له من الزنا لا يستقيم وضعه مع إنسان يراه عارا وشنارا وخزيا، وإنسان يفرح بفتح مرقص ليلي للزنا لا يستقيم وضعه مع من يراه بيتا للدعارة والفجور، وإنسان لا يهتم لسب رسول الإسلام لأنه يراه حرية يختلف عن إنسان يراه جرما يستحق فاعله الموت عليه، وعليه يجب توحيد المشاعر اتجاه الأعمال.
وأما النظام فيوجد ذلك أو يمنعه، فان النظام هو الذي يقوم على أن تكون المصالح بناء على عقيدة معينة وفكر معين، ويمنع أي مظهر من إظهار الفرح لغير الله أو الغضب لغير الله، ويعاقب الخارجين على ذلك، فتتم بوجود النظام وحدة الفكر ووحدة المشاعر ووحدة العلاقات بين الناس فيوجد المجتمع المتميز عن غيره من المجتمعات.
*********************************************************************

وهنا لنا أسئلة هي:
1- هل يمكن إصلاح الأفراد كلهم بالدعوة؟؟؟
2- هل صلاح الأفراد يؤدي إلى صلاح المجتمع؟؟؟
3- هل المطلوب إصلاح الأفراد كلهم أم إصلاح المجتمع؟؟؟


بعد نظرنا إلى عناصر إصلاح الفرد وعناصر إصلاح المجتمع نجدهما مختلفين اختلافا كليا، وبناء عليه لا علاقة بين الاثنين ابد، فالعمل إلى إصلاح الفرد لا يؤدي إلا إلى إصلاح الفرد لا غير ولا يؤثر في إصلاح المجتمع، لأنهما مختلفين اختلافا كليا.
أما هل يمكن إصلاح جميع الأفراد فهذا أيضا مستحيل استحالة كاملة، وهذا شواهده كثيرة من القران ومن قصص الأنبياء ومن سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم، فمن القران قوله تعالى: {وما أكثر الناس ولو حرصت بمؤمنين} وقوله :{ذلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ} وغيره الكثير من الآيات، ومن قصص الأنبياء نلاحظ دائما أن أتباع الأنبياء قلة بالنسبة إلى الكافرين، وخير مثال قصة سيدنا نوح حيث أن أتباعه في 950 سنة لم يتجاوزوا المائة شخص كما ورد في التفسير، وأيضا فان أتباع سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام في مكة لم يتجاوزوا المائة والله تعالى اعلم.
والشاهد هنا هو بعد الناس عن الحق إذا كان الذي يدعوهم إليه مجرد دعاة إلى الله ولا يملكون سلطانا عليهم، ولا يصلح حال الناس إلا النظام المطبق عليهم وهو أهم أركان المجتمع، قال سيدنا عثمان بن عفان: ((إن الله ليزع بالسلطان ما لا يزع بالقران)) وأيضا فان الرسول صلى الله عليه وسلم بعد إقامته الدولة بدأ إسلام الناس يزداد بقوة حتى دخلوا في دين الله أفواجا.
ولو فرضنا وهذا فرض مستحيل وهو أننا استطعنا إصلاح 90% من المجتمع، بأن كان يفهمون عقيدتهم فهما صحيحا، وكانت عباداتهم كما كان يعبد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكانت معاملاتهم حسب الإسلام لا غير، وكانت أخلاقهم كأنها القران، واكتفينا بإصلاح هؤلاء الأفراد، فان الحاكم الذي يحكمهم يحكم بالكفر ويقيم العقوبات على غير شرع الله ويبث إعلاما مسموما يدمر أفكارهم وأخلاقهم ويدمر صلاحهم ويفسدهم، والعصاة من الـ 10% المتبقية يعيثون في الأرض فسادا، فان المجتمع يحكم عليه بأنه مجتمع فسق وفجور، وهذه النسبة التي وضعناها للتذكير مستحيلة.
أما ما هو المطلوب فالمطلوب هو إصلاح المجتمع بشكل كامل وليس إصلاح الأفراد بشكل كامل، وان كان إصلاح المجتمع يجعل أكثرية الأفراد صالحين، أما كل الأفراد فهذا أيضا مستحيل حتى في ظل دولة الإسلام، حيث انه في دولة الإسلام، الإعلام يبث ما يرضي الله والحاكم يقيم الحدود الشرعية التي إنما شرعها الله لعلمه بأنه لا يمكن بحال من الأحوال انتهاء الأفراد غير الصالحين أبدا، ولا يسمح لشارب الخمر بالشرب ولا للنساء بالتبرج، ويعلم القران وتعلم أحكامه، وتحرك الجيوش للجهاد في سبيل الله وهكذا،..... فإن الذي يعيش في دولة الخلافة، لا يرى فاسقا لأنه لا يجرأ على الظهور بسبب السلطان المسلم.
إذن يجب التركيز على إصلاح المجتمع بشكل كامل ويتبعه بإذن الله صلاح الأكثرية بعد تطبيق الإسلام، لأنه كما قال سيدنا عثمان بن عفان ((إن الله ليزع بالسلطان ما لا يزع بالقران)).
*************************************************************************
كيف نبدأ إذا بإصلاح المجتمع؟؟؟؟
عملية إصلاح المجتمع هي حكم شرعي إذ لا يجوزان نقوم بأمر من غير شريعة الإسلام، وعناصر إصلاح المجتمع هي الأفكار وما ينتج عنها من علاقات والمشاعر والأنظمة والناس، وهذا الأمر قام به رسول الله صلى الله عليه وسلم في مكة، وبما انه من الأمور الكبيرة التي لا يستطيع الفرد القيام بها لذلك شرع الإسلام تأسيس حزب ليقوم بهذه المهمة، وهذا ما فعله الرسول الكريم من تأسيس حزب من أصحابه، سماه العلماء فيما بعد الصحابة وسماهم المشركون "أتباع محمد" ، إذن نقول خطوات إصلاح المجتمع هي:
1- تأسيس حزب قائم على العقيدة الإسلامية التي يراد إصلاح المجتمع والأفراد بناء عليها، إذ لا يقبل غير الحزب القائم على العقيدة الإسلامية، فالأحزاب الوطنية والقومية والعلمانية تدمر المجتمع فلا يجوز العمل معها ولا تأسيسها.
2- تثقيف أفراد الحزب الذين يريدون العمل مع الحزب بهذه العقيدة الإسلامية الصحيحة وبناء شخصيات إسلامية قوية منهم، حيث كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يبني أتباعه في دار الأرقم بن أبي الأرقم بناء إسلاميا متينا صحيحا وهذه هي مرحلة التثقيف وبناء الشخصيات الإسلامية.
3- بعد اكتمال مرحلة التثقيف للأتباع وبناء شخصياتهم يقومون بالتفاعل مع المجتمع الذي يعيشون فيه وذلك بـ:

• تحميل هذه الأفكار الإسلامية إلى المجتمع وضرب كل الأفكار الخاطئة في المجتمع، فقد ضرب رسول الله فكرة عبادة الأصنام، ونحن اليوم نضرب فكرة الديمقراطية الكافرة مثلا، وبسبب قوة المواجهة مع هذه الأفكار يصبح هناك صراعا فكريا لهدم كل الأفكار الخاطئة.
• كفاح الطبقة السياسية التي تنشر هذه الأفكار وذلك ببيان زيفهم وعداوتهم للحق ورعايتهم لمصالحهم، لأنهم هم الذي يريدون للأفكار الخاطئة أن تبقى حتى يبقوا مسيطرين على الأوضاع، وفي عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم كان هؤلاء هم أبو جهل والوليد بن المغيرة وأبو سفيان قبل أن يسلم، واليوم من يقومون على هذه الأمور من بقاء الأمور على ما هي عليه هم الغرب الكافر ومن ورائه عبيده حكام المسلمين الخونة المجرمين.
• رعاية مصالح الأمة وعلاقاتها وبيان الطريقة الصحيحة التي يجب أن تتم بها رعاية المصالح، فمثلا الرسول بين لهم حرمة واد البنات وحرمة تطفيف الكيل (وإذا الموءودة سئلت) وقوله ( ويل للمطففين)، واليوم نحن نبين للناس حرمة الربا وحرمة القوانين المخالفة للإسلام التي يضعها الحكام ليحققوا مصالحهم ومصالح أسيادهم الغربيين>
• بعد جمود أهل مكة على الكفر ذهب الرسول إلى قبائل أخرى مثل الطائف وبنو عامر بن أبي صعصعة عارضا عليهم الإسلام وعارض عليهم نصرة الإسلام، ومن هذه المحاولات يفهم أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يطلب الحماية له ولدينه ولأجل تطبيق الإسلام، وهذا ما حصل له في النهاية بتسليمه الحكم في المدينة المنورة.
• هذا الأمر هو ما يطلق عليه طلب النصرة من أهل القوة والمنعة لإيصال أفراد هذا الحزب أو أفكار الحزب إلى الحكم، ليطبقوا الإسلام.
• بعد أن أرسل الرسول صلى الله عليه وسلم مصعب بن عمير إلى المدينة المنورة، وقام بدعوتهم للإسلام، فآمن أكثرهم وليس كلهم، فانتشرت فكرة الإسلام حتى وحد فكرهم على الإسلام حتى بين من لم يعتقدوه، وانتشرت المشاعر الصحيحة لنصرة الإسلام حتى بين من لم يؤمنوا بالإسلام، وآمن أهل القوة مثل سعد بن معاذ وعبادة بن الصامت وغيرهم من سادة المدينة فتم إيمان أهل القوة لتسليم الحكم للرسول صلى الله عليه وسلم، لذلك لم يبق أمامهم إلا النظام الصحيح وهذا لا يملكه إلا الرسول صلى اللهعليه وسلم ، فطلبوا قدومه وذهبوا وبايعوه في مكة بيعة العقبة الثانية، وبعد عام هاجر إليهم الرسول صلى الله عليه وسلم، وبايعوه حاكما للمسلين وبدعم من أهل القوة، حيث لم يجرأ منافق أو يهودي على الكلام، لان أهل القوة ( أو الجيش اليوم) معه وفي صفه، فطبق الإسلام من أول يوم، وأصبح مجتمع المدينة مجتمعا صالحا ومن أول يوم، مع انه يوجد الكثير من المنافين واليهود وهم غير صالحين.
4- المرحلة الأخيرة هي مرحلة تطبيق الإسلام في الداخل بعد الوصول إلى الحكم وحمله إلى الخارج بالدعوة والجهاد، وهي الحياة في دولة الخلافة. 

وبناء عليه يمكن القول بعد هذا التفصيل لواقع الفرد والمجتمع، أن العنصر الرئيس لإصلاح المجتمع بشكل كامل هو النظام المطبق وصلاح شخص الحاكم، وبناء عليه فإذا صلح الحاكم صلحت الرعية وذلك طبعا بتطبيق النظام الصحيح وهو الإسلام، ويصبح القول ((كما تكونوا يولى عليكم )) قول خاطئ، والصواب كما يكون حكامكم تكونوا فإذا صلحوا صلحتم وإذا فسدوا فسدتم، ويصبح المطلوب هو إصلاح المجتمع بإقامة دولة الإسلام، وليس من ضمن العمل للتغيير إصلاح الأفراد، وان كان لا يمكن أن يقوم أي حزب بالإصلاح إلا إذا كان أفراده صالحين، ولكن لا يعمل أبدا على فكرة إصلاح الأفراد لإصلاح المجتمع لأنها فكرة سقيمة خاطئة مستحيلة الحدوث ولا تؤدي إلى إصلاح المجتمع، ويصبح القول ((أقم دولة الإسلام في نفسك تقم على الأرض)) خاطئ ولا معنى متخيل له، والذي أصله أيضا إصلاح الأفراد، ويكون القول الصحيح أقم دولة الإسلام على الأرض تصلح النفوس بإذن الله ويصلح الحال والعباد ويعم الخير في ربوع الأرض بإذن الله.

 

http://naqed.info/forums/index.php?showtopic=4253&st=0&gopid=15735&#entry15735

Link to comment
Share on other sites

Join the conversation

You can post now and register later. If you have an account, sign in now to post with your account.

Guest
Reply to this topic...

×   Pasted as rich text.   Paste as plain text instead

  Only 75 emoji are allowed.

×   Your link has been automatically embedded.   Display as a link instead

×   Your previous content has been restored.   Clear editor

×   You cannot paste images directly. Upload or insert images from URL.

Loading...
 Share

×
×
  • Create New...