اذهب الي المحتوي
منتدى العقاب

حرية الإنسان بين العبودية لله والديمقراطية


الخلافة خلاصنا

Recommended Posts

حرية الإنسان بين العبودية لله والديمقراطية



خلق الله الانسان ليعبده، قال تعالى: {وما خلقت الجنّ والإنس إلا ليعبدون} وبناء عليه فان المنزلة الرفيعة للإنسان هي ان يكون عبدا لله تعالى، ومعنى العبد انه الشخص الذي يطيع سيده فيما امر، فلا حرية له عندما يأمر سيده، ونحن كعبيد لله تعالى لا حرية لنا امام اوامر الله عز وجل ونواهيه. 

وأي اختيار في أوامر الله ونواهيه هو أمر محرم، لأنه معصية لله تعالى، وأي عمل للإنسان لا يخرج حكمه من ناحية شرعية عن خمسة أحكام:
1- الفرض أو الواجب وهو ما يمدح فاعله ويذم تاركه
2- الحرام او المحظور وهو ما يذم فاعله ويمدح تاركه
3- المندوب أو النافلة أو السنة هو ما يمدح فاعله ولا يذم تاركه
4- المكروه هو ما يمدح تاركه ولا يذم فاعله
5- المباح وهو ما خير الانسان بين فعله وتركه.

فأي فرض يجب علينا جميعا كمسلمين تنفيذه دون تردد وإلا كنا آثمين، مثل الصلاة والصيام والزكاة والحج وبر الوالدين والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والعمل على اقامة دولة الاسلام ومحاسبة الظالمين وغيره الكثير من الامور، والحرام يجب علينا الابتعاد عنه بشكل جازم وإلا وقعنا في الاثم، مثل السرقة والزنا وشرب الخمر والربا وموالاة الكافرين والركون الى الظالمين ومنافقة الحكام الحاليين وغيره من الامور.

وأما المندوب فان فعلناه حصلنا على الثواب وان تركناه لا اثم علينا، والمكروه ان تركناه لله تعالى لنا الاجر وان فعلناه لا اثم علينا، والمباح نحن مخيرون فيه.

وهكذا فان الله تعالى وضع لنا نظام نسير عليه وبناء عليه نحن عبيد لله، فان قصرنا في الفرض فهذا يعني معصية لربنا وخروج عن العبودية التي هي شرف عظيم عندما تكون لله تعالى، وان فعلنا الحرام فهذا يعني معصية لله تعالى وهذا خروج عن العبودية التي هي شرف عظيم عندما تكون لله تعالى، وان فعلنا فعلا مخالفا للأحكام الخمسة انكارا لها فهذا انكار لحق المشرِع في التشريع وهو الله تعالى، وهذا كفر بحق الله في ان نكون عبيدا له، وأصحاب هذا النكران ليسوا مسلمين. 

اذن مع شرع الله لا يوجد حرية بل هي العبودية المطلقة لله تعالى وهذا شرف عظيم لمن آمن بالإسلام، اما مع البشر فلا يوجد عبودية بل حرية، إلا ما كان سابقا من وجود الرقيق، وحتى هؤلاء الرقيق فهم رقيق بأمر الله، ولو امرهم سيدهم البشري بمعصية الله تعالى فلا طاعة له، اذ العبودية الاولى هي لله تعالى، وإلا لأطاع بلال بن رباح سيده أمية بالكفر، ولكنه عصاه عندما تعارضت عبوديته لله مع عبوديته للبشر.

اما اليوم فلا رقيق اذن لا عبودية لبشر مطلقا، وتبقى العبودية لله تعالى، وهذا هو تفسير مقولة سيدنا عمر بن الخطاب في هذا المجال فقط عندما قال : ((متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم امهاتهم احرارا)) أي احرارا من العبودية للبشر وبقاء العبودية لله تعالى.

اما حريات النظام الديمقراطي الكافر فهي مناقضةٌ مناقضةً تامة لمعنى الحرية في الاسلام، فالديمقراطية قائمة على الحريات الاربع وهي:
1- حرية الاعتقاد
2- حرية التملك
3- الحرية الشخصية
4- حرية الرأي

وهذه كما وردت في النظام الديمقراطي - وليس كما يحلو للبعض تعريفها بما يتوافق مع اهوائه لإرضاء الكفار وإرضاء الحكام المجرمين- ، ....... نعم كما وردت في النظام الديمقراطي:

حرية الاعتقاد هي ان تغير دينك كما يحلو لك، فتصبح مسلما وتمسي كافرا، وهذا بلا شك مخالف للقطعيات من الاسلام التي تحرم الارتداد عن الاسلام، وهذا وحده كاف للكفر بالديمقراطية، وحرية التملك التي تبيح للإنسان ان يتملك بأي وسيلة ولو كانت الربا المنتشر بالأنظمة الديمقراطية وهذا مخالف للإسلام، والحرية الشخصية التي تبيح للإنسان الزنا وشرب الخمور والتعري وهذا مخالف للإسلام، وحرية الرأي التي تسمح للإنسان قول أي رأي ولو كان سبا للإسلام وتهجما على احكامه وهذا ايضا مخالف للإسلام.

ومن باب حرية الرأي في النظام الديمقراطي هي ان يضع الانسان التشريع الذي يريد، بأغلبية الاصوات وهذا بلا شك مخالف لمعنى العبودية لله تعالى التي تعني طاعة الله وتنفيذ اوامره، اما وضع التشريع في الانظمة الديمقراطية في البرلمان او المجلس التشريعي او اللجان التأسيسية او الاستفتاء على الدستور، فكلها خروج عن العبودية لله تعالى. لان العبودية لله تعني التنفيذ بدون نقاش، قال تعالى :{ فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا }، اما التشريع في المجلس التشريعي والبرلمان فهو النظر في اوامر الله تعالى وإعطاء رأي البشر العبيد فيها وتنفيذ ما يريدون منها وترك ما يريدون، وهذا خروج كامل عن العبودية لله تعالى، أترى سيدا يسمح لعبيده ان يجتمعوا ويقرروا ما ينفذون من اوامره وما يعصون، أيكون وصفهم حينها انهم عبيد؟؟؟؟ ام يخرجون عن وصف العبودية.

ولذلك فالتشريع في البرلمان او المجلس التشريعي هو شرك بالله تعالى وخروج عن العبودية التي لا يقبل اسلام من الإنسان بدون عبودية كاملة لله تعالى، مهما برر المبررون فالتشريع ولو وافق الاسلام هو تعدي على العبودية لله تعالى بالسماح للعقل البشري ان يقر منها ما يريد ويترك منها ما يريد، ولو فرضنا ان البرلمان أقر كل الشريعة الاسلامية فحينها أيضا تكون العبودية لإقرار المجلس التشريعي وليس لله الذي امر بأخذ احكامه دون حتى نقاش، أترى لو أن شخصا عصى سيده ورفض طاعته؛ وجاء رجل آخر وقال له أطع سيدك، أترى السيد يرضى عن هذه الطاعة له والتي صدر الأمر بها من غيره؟؟!!!.

ولذلك فالحرية في الاسلام هي فقط ان لا تكون عبدا لبشر مثلك، اما العبودية لله تعالى فهي من مقتضيات الدخول في الاسلام، وأي معصية لله تعالى وأي تشريع لأي حكم في البرلمان او المجلس التشريعي وأي حرية بالمعنى الديمقراطي هي خروج عن معنى العبودية لله تعالى، وهذا اثم كبير قد يصل للكفر.

فأي مصطلح او جملة يخرج عن هذا التعريف فإنما يقصد به تضليل المسلمين لجعلهم يقبلون بالنظام الديمقراطي الكافر، مثل القول اعطونا الحرية ثم نختار نحن الشريعة، او الحرية قبل تطبيق الشريعة الاسلامية، فإنها كلها للتضليل، اذ يجب على المرء ان يبدأ يومه وحياته ومسيرته وثورته وعمله للتغيير وهو مستشعر العبودية لله تعالى وهو عازم على تطبيق نظام الله تعالى قبل أن يخطو أي خطوة في أي عمل، فشرفنا العظيم أننا عبيد لله.

 

 

http://naqed.info/forums/index.php?showtopic=4343&st=0&gopid=15997&#entry15997

رابط هذا التعليق
شارك

Join the conversation

You can post now and register later. If you have an account, sign in now to post with your account.

زوار
اضف رد علي هذا الموضوع....

×   Pasted as rich text.   Paste as plain text instead

  Only 75 emoji are allowed.

×   Your link has been automatically embedded.   Display as a link instead

×   Your previous content has been restored.   Clear editor

×   You cannot paste images directly. Upload or insert images from URL.

جاري التحميل
×
×
  • اضف...