اذهب الي المحتوي
منتدى العقاب

غزوة بدر الكبرى


Recommended Posts

بعد أن هاجر الرسول صلى الله عليه وسلم إلى المدينة وسبقه بالهجرة من سبق ولحقه بها من لحق بدأ يعمل على بناء المجتمع المسلم داخل المدينة إلى أن اطمأن لذلك . فانتقل إلى جيران المدينة وحدد علاقة المسلمين معهم, فعقد المعاهدات مع جيران المدينة من اليهود.

بعد أن وطد الرسول صلى الله عليه وسلم كل ذلك بدأ يعد العدة لنشر الدعوة خارج المدينة , فبدأ يجهز الجيش ويهيئ القوة اللازمة . وقد كان يعلم الرسول صلى الله عليه وسلم أن قريشا تقف في وجه العزة حاجزا قويا. ولذلك كان لا بد من إزالة هذا الحاجز . فأرسل خلال أربعة أشهر ثلاث سرايا يتحدى بها قريشا ومن حالفها أو ناصرها. وهي سرية حمزة بن عبد المطلب وسرية عبيدة بن الحارث وسرية سعد بن أبي وقاص رضي الله عنهم . وهكذا وجدت في المدينة أجواء القتال وبدأت قريش تحسب للمسلمين حسابا لم تكن تدركه لولا هذه السرايا.

 

وبعد عام من قدومه المدينة خرج بنفسه صلى الله عليه وسلم للقتال يريد قريشا وبني ضمرة. فوادع بني ضمرة ثم خرج يريد قافلة لقريش يقودها أمية بن خلف ولم يدركها . ثم خرج صلى الله عليه وسلم نزل " العشيرة " فأقام بها أياما ثم وادع بني مدلج.

وهكذا بدأ رسول الله صلى الله عليه وسلم يتجول بالجزيرة العربية متحديا قريش وعارضا قوة المسلمين فهيأ جيشا سيلقى به العدو إن لم يقم اليوم فغدا . وكذلك ألقي الرعب في هذه الغزوات في نفوس المنافقين في المدينة واليهود من حولها.

 

ولهذا بدأ سراياه التي كان يرسل بعضها ويخرج هو بنفسه مع البعض الأخر. منحيا قريشا ، وكان آخرها سرية عبد الله بن جحش الذي أرسله صلى الله عليه وسلم ليرصد أخبار قريش , ولكنه قاتلها وقتل منها وأسر من رجالها وأخذ من أموالها . ففيها رمى (واقد بن عبد الله التميمي ) رمى ( عمرو بن الحضرمي) فقتله فكان أول دم أراقه المسلمون في سبيل الله .

 

غزوة بدر

في الثامن من رمضان للسنة الثانية للهجرة خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في ثلاثمائة وخمسة رجال معهم سبعون بعيرا يتناوبون ركوبها , خرجوا يريدون قافلة لأبي سفيان , ولما وصلوا واديا يقال له سفران جاءهم خبر بأن قريشا لتمنع عيرها وتحميها .وحينئذ أصبح الموضوع لقاء قريش أو عدمه ، فاستشار رسول الله صلى الله عليه وسلم المسلمين بالأمر فأدلى أبو بكر وعمر برأيهما ثم قام المقداد بن عمرو وقال كلاما طيبا تنشرح له الصدور وتقر به العيون ويثير النفوس شوقا للقاء العدو ... وسكت المسلمون بعد ذلك . فقال الرسول صلى الله عليه وسلم " أشيروا علي أيها الناس وقد أراد بذلك أن يسمع الأنصار. فهم الذين بايعوه يوم العقبة على أن يمنعوه مما يمنعون منه أبناءهم ونساءهم. وكان سعد بن معاذ رضي الله عنه سيدهم وصاحب رأيهم , فالتفت إلى الرسول صلى الله عليه وسلم وقال : والله لكأنك تريدنا يا رسول الله , فقال الرسول صلى الله عليه وسلم :" أجل" .

فقال سعد: " فقد آمنا بك وصدقناك وشهدنا أن ما جئت به هو الحق ... إنا لصبر في الحرب , صدق في اللقاء , لعل الله يريك منا ما تقر به عينك , فسر بنا على بركة الله ".

فأشرق وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال: "سيروا وأبشروا فإن الله تعالى قد وعدني إحدى الطائفتين, والله لكأني الآن أنظر إلى مصارع القوم ".

ولما وصلوا على مقربة من ماء بدر عرف الرسول صلى الله عليه وسلم أن قريشا خرجت بجميع أشرافها وسادتها وأن عددهم ثلاثة أضعاف عدد المسلمين، وأن المعركة ستكون حامية الوطيس. ونزل المسلمون بماء بدر وبنوا حوضا ملئوه بالماء وعطلوا الآبار الأخرى حتى يشربوا ولا يشرب عدوهم . وبنوا للرسول صلى الله عليه وسلم عريشا يقيم فيه ويدير المعركة منه , ونزلت قريش منازل القتال في مواجهة المسلمين , وأخذ حمزة بن عبد المطلب ينظم صفوف المسلمين ويبين أدوارهم ويحضهم على القتال .

وبدأت المبارزة التي تسبق المعركة على عادة العرب آنذاك , فخرج من قريش عتبة بن ربيعة وأخوه شيبة وابنه الوليد , فخرج لهم من المسلمين حمزة بن عبد المطلب وعلي بن أبي طالب وعبيدة بن الحارث, فقتل حمزة شيبة , وقتل علي الوليد , ثم أعانا عبيدة بن الحارث على ربيعة فقتلوه .

 

وبدأت المعركة وزحف الجيشان والتقت السيوف وثبت المسلمون ثبات من يريد الجنة بكل ثمن, وكان ذلك صبيحة يوم الجمعة في السابع عشر من رمضان من السنة الثانية للهجرة. وقام الرسول صلى الله عليه وسلم يحرض المسلمين على القتال ويشرف بنفسه على سير المعركة . وتدافع المسلمون وهم يرون رسول الله صلى الله عليه وسلم رافعا يديه إلى السماء يدعو الله ويتضرع له أن ينصر هذه الفئة المؤمنة, وحمي الوطيس واشتد النقع.

ووسط هذه المعمعة أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم حفنة من الحصباء ورمى بها قريشا قائلا:

شاهت الوجوه , ثم ارتد إلى أصحابه صائحا بهم :- " شدوا" فشد المسلمون إلى أن انجلت المعركة عن النصر المبين وولت قريش على أعقابها مدحورة مهزومة , فقتل منها من قتل وأسر منها من أسر , وهكذا أعز الله عز وجل دينه وارتفع شأن المسلمين بين العرب وهابتهم القبائل وأصبحوا قوة عظيمة يحسب لها ألف حساب .

 

وهكذا أراد المسلمون شيئا من مكاسب الدنيا في الاستيلاء على قافلة قريش, ولكن الله تعالى أراد لهم عز الدنيا وعز الآخرة, فأحق الحق وأبطل الباطل وصدق الله العظيم في قوله:

 

(وَإِذْ يَعِدُكُمُ اللّهُ إِحْدَى الطَّائِفَتِيْنِ أَنَّهَا لَكُمْ وَتَوَدُّونَ أَنَّ غَيْرَ ذَاتِ الشَّوْكَةِ تَكُونُ لَكُمْ وَيُرِيدُ اللّهُ أَن يُحِقَّ الحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَيَقْطَعَ دَابِرَ الْكَافِرِينَ) الأنفال -7-

 

إن المسلمين صدقوا الله, فصدقهم الله ونصروا الله قولا وفعلا فنصرهم الله. صبر الرجال فثبتهم الله وكان النصر حليفهم, أرادوا العزة بعزة دين الله وإعلاء كلمته فأعزهم الله.

 

يقول الله عز وجل :-

(إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُم بِأَلْفٍ مِّنَ الْمَلآئِكَةِ مُرْدِفِينَ) الأنفال -9-

 

هذه هي التجارة مع الله عز وجل, تاجر بها المسلمون عقودا من الزمن فربحت تجارتهم وربح بيعهم, ولما تاجروا مع غير الله خسروا وخسرت تجارتهم.

رابط هذا التعليق
شارك

Join the conversation

You can post now and register later. If you have an account, sign in now to post with your account.

زوار
اضف رد علي هذا الموضوع....

×   Pasted as rich text.   Paste as plain text instead

  Only 75 emoji are allowed.

×   Your link has been automatically embedded.   Display as a link instead

×   Your previous content has been restored.   Clear editor

×   You cannot paste images directly. Upload or insert images from URL.

جاري التحميل
×
×
  • اضف...