الخلافة خلاصنا Posted April 16, 2020 Report Share Posted April 16, 2020 بين السفينة والجبل ***----------*** في عهد سيدنا نوح عليه السلام وبدء الغرق للكفار وسير السفينة في المياه، ونوح عليه السلام ينظر إلى ابنه وهو يصعد الجبل، وهو يناديه: يا بني اركب معنا، وابنه يقول: :سأصعد وآوي إلى الجبل، والماء مهما علا لن يغرقني ويطمر هذا الجبل"، ولكن الماء طمر الجبل وغرق ابن سيدنا نوح عليه السلام. سيدنا نوح عليه السلام يقول لابنه أن النجاة بالصعود للسفينة أي بالتوبة والعودة لله وفي نفس الوقت الأخذ بالأسباب، أي أراد سيدنا نوح عليه السلام أن يخبر ابنه أن يأخذ بالأسباب مع شرط رئيسي للنجاة وهو الإيمان بالله كي ينجو، ولكن ابن سيدنا نوح عليه السلام أصر أن الأخذ بالأسباب وحده ينجيه من غضب الله، وفعلا أخذ بالأسباب وذهب للجبل ولكنه غرق لأن الله إذا أراد أمرا فلا راد له مهما أخذنا بالاحتياطات. نحن اليوم في زمن الكورونا بين الأخذ بالأسباب بالحجر والغسل والكمامات والتباعد الجسدي(صعود الجبل)، وبين الركوب في السفينة والتي تجمع الأخذ بالأسباب مع التوبة والعودة لله. أقولها لأني أرى أن كثير من الناس قرروا صعود الجبل ورفضوا ركوب السفينة، أي كثير من الناس حجروا أنفسهم وتباعدوا اجتماعيا وقاموا بالإجراءات من ناحية الأخذ بالأسباب، أما التوبة وتغيير السلوك فلم ألحظه عند الكثير، وأسأل الله أن أكون مخطئا في نظرتي. اليوم الله أرسل الكورونا وهي رغم ما يقولونه عنها أنها ليست بالفتاكة، إلا أنها حجرت فالناس في البيوت ووجهت ضربات قوية للاقتصاد والحركة التجارية وحياة الناس، والله الذي طمر الأرض بالماء قادر أن يرسل فيروسا آخر أو أمرًا آخر أو آية أخرى فيجعلكم رغم أنوفكم أيها البشر تخرجون من بيوتكم رافعين أيديكم لله "نجنا يا رب ... نجنا يا رب"، ولكن الله حكيم عليم خبير يفعل ما يشاء ويقدر الأمور بما لا نعلمه نحن البشر. نعم اليوم المطلوب ليس صعود الجبل بل ركوب السفينة وشرط ركوب السفينة التوبة والاستغفار، ولا أعظم استغفارا هذه الأيام من العمل مع العاملين لإقامة حكم الله في الأرض، فقط وفقط بالعمل لإقامة الخلافة يتغير وجه الأرض نحو ما يريده الله تعالى وهو المطلوب. حتى الأمور الأخرى كالصلاة والصيام وإرجاع الحقوق لأصحابها والبعد عن المعاصي الفردية وهي احد أبواب التوبة لا نسمع مشايخنا يطلبونها، كل ما نراه من المشايخ الحجر ثم الحجر ثم طاعة ولي الأمر ثم حث البسطاء على التبرع إن طلب الحاكم منهم ثم التسحيج والنفاق للزعيم، أما أن يوجهوا الناس للتوبة الحقيقية بإقامة حكم الله في الأرض أو أي توبة من المعاصي فلا نسمع منهم إلا قليلا، أي أنهم بالأعم الأغلب يرددون نفس مقولة ابن سيدنا نوح عليه السلام: "سآوي إلى جبل يعصمني من الماء"، وما درى هؤلاء المشايخ المسيرون بالريموت وغيرهم من عوام الناس أنه لا عاصم من أمر الله إلا من رحم. فالمطلوب هو التوبة والأوبة لله والعودة لله والبعد عن كل المعاصي، وبالذات التوبة من التقصير في العمل لإقامة حكم الله في الأرض، فالتوبة التوبة، قبل فوات الأوان. وها هو رمضان قادم، ولا يكفي فيه القيام فقط بفريضة الصيام وأداء صلاة القيام، بل التوبة والعودة والعمل لإقامة حكم الله في الأرض كي يرفع الله عنا البلاء. الحجر والصعود للجبل مع كل المعاصي لن يحمينا فالماء سيغمرنا، الحجر وصعود الجبل مع بقاء النفاق للمجرمين والتسحيج لهم لن يحمينا، الحجر وصعود الجبل مع الجبن عن قول الحق لن يحمينا، الحجر وصعود الجبل مع ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وصعود الجبل لن يحمينا، الحجر وصعود الجبل من خدمة الأعداء لن يحمينا، الحجر وصعود الجبل مع البقاء على الوضع السابق دون توبة لن يحمينا، لن يحمينا إلا الركوب في السفينة مع الالتزام بتعليمات الركوب وهي التوبة والأوبة وترك التقصير السابق في نصرة الدين وفي العمل لإقامة حكم الله في الأرض. لا تنظروا للسفينة كما نظر لها قوم سيدنا نوح وابنه سفينة بنيت من ألوح خشبية ولن تصمد أمام أمواج عاتية، فتدخل قوة الله جعل تلك السفينة الضعيفة من ناحية عقلية تصمد في أعتى الأمواج بقدرة الله، بينما الجبل الصخري العالي طمر بالماء، فكان الجبل هلاكا والسفينة نجاة. نعم إن العمل لإقامة حكم الله في الأرض (الخلافة) سيواجه من الظالمين والكافرين، ولكن الله الذي نجا سفينة نوح عليه السلام قادر أن يوصل هؤلاء الضعفاء في نظر البشر والذين ينصرون الدين قادر أن يوصلهم في كل هذه الأمواج المتلاطمة أن يوصلهم إلى بر الأمان ويقيموا حكم الله في الأرض، هذا وإن كل جبال الكفر وحصونهم الصخرية والفولاذية ستنهار بأمر الله وما فيروس كورونا الصغير عنكم ببعيد. أيها الإخوة الكرام: قد ينجيكم الحجر وحده من كورونا مع عدم #التوبة ولكن أيضا بأمر الله، ولكنكم لن تنجو من غضب الله والضنك إن لم تتوبوا وتعودوا إلى ربكم، والضنك يزداد سنة بعد أخرى، فبادروا بالتوبة والعودة لله، واستغلوا قدوم شهر الخير والبركات #شهر_رمضان المبارك وجددوا التوبة فيه والعزم على العمل مع العاملين لإقامة #الخلافة. واختم بآيات كريمة من سورة هود في قصة #سيدنا_نوح عليه السلام مع ابنه. قال تعالى: {وَيَصْنَعُ الْفُلْكَ وَكُلَّمَا مَرَّ عَلَيْهِ مَلَأٌ مِّن قَوْمِهِ سَخِرُوا مِنْهُ ۚ قَالَ إِن تَسْخَرُوا مِنَّا فَإِنَّا نَسْخَرُ مِنكُمْ كَمَا تَسْخَرُونَ (38) فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ مَن يَأْتِيهِ عَذَابٌ يُخْزِيهِ وَيَحِلُّ عَلَيْهِ عَذَابٌ مُّقِيمٌ (39) حَتَّىٰ إِذَا جَاءَ أَمْرُنَا وَفَارَ التَّنُّورُ قُلْنَا احْمِلْ فِيهَا مِن كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ إِلَّا مَن سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ وَمَنْ آمَنَ ۚ وَمَا آمَنَ مَعَهُ إِلَّا قَلِيلٌ (40) ۞ وَقَالَ ارْكَبُوا فِيهَا بِسْمِ اللَّهِ مَجْرَاهَا وَمُرْسَاهَا ۚ إِنَّ رَبِّي لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ (41) وَهِيَ تَجْرِي بِهِمْ فِي مَوْجٍ كَالْجِبَالِ وَنَادَىٰ نُوحٌ ابْنَهُ وَكَانَ فِي مَعْزِلٍ يَا بُنَيَّ ارْكَب مَّعَنَا وَلَا تَكُن مَّعَ الْكَافِرِينَ (42) قَالَ سَآوِي إِلَىٰ جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنَ الْمَاءِ ۚ قَالَ لَا عَاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ إِلَّا مَن رَّحِمَ ۚ وَحَالَ بَيْنَهُمَا الْمَوْجُ فَكَانَ مِنَ الْمُغْرَقِينَ (43) وَقِيلَ يَا أَرْضُ ابْلَعِي مَاءَكِ وَيَا سَمَاءُ أَقْلِعِي وَغِيضَ الْمَاءُ وَقُضِيَ الْأَمْرُ وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ ۖ وَقِيلَ بُعْدًا لِّلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ } حسن عطية #كورونا #covid19 منقول #الحقيقة Quote Link to comment Share on other sites More sharing options...
Recommended Posts
Join the conversation
You can post now and register later. If you have an account, sign in now to post with your account.