صوت الخلافة Posted July 26, 2020 Report Share Posted July 26, 2020 بسم الله الرحمن الرحيم ﴿وَلَا تَكُنْ لِلْخَائِنِينَ خَصِيماً﴾ http://www.hizb-ut-tahrir.info/ar/index.php/sporadic-sections/articles/cultural/69610.html أخذ حزب التحرير على عاتقه في المرحلة الثانية من مراحل السير كشفَ الخطط وتبني المصالح، وهذا ما جعله يصطدم مع الدول والكيانات والأحزاب بل وحتى أفراد، وأورثه ذلك عداوة الكثير من أبناء المسلمين ربما لأنه جاء بأشياء لم يكن الناس مستعدين لقبولها بل ولا حتى لمجرد نقاشها، إلا أن الحزب لم يمنعه ألفة الكثيرين للباطل وعدم بيانه أن يكتب رأيه ويبين وجهة نظره، مع أنه يدرك جيداً أنه سيدفع ضريبة ذلك من ابتعاد الناس عن شبابه وأفكاره. لكنه - ولأنه حزبٌ مبدئي - كان يرفض التنازل عن أية جزئية من الجزئيات، فهو يدرك أن التنازل مرة واحدة عن رأيٍ فيه كشفٌ لخطةٍ أو فضحٌ لعميلٍ خشية انقلاب الرأي العام ضده، هو من الأخطار التي تعتري أي حزب مبدئي. ولعل أوضح مثال على ذلك هو عمالة جمال عبد الناصر لأمريكا، وأنه هو وثورته ليسا إلا صناعة أمريكية بامتياز. وقد بيّن الحزب ذلك منذ أوائل الخمسينات من القرن المنصرم، وكان يعلم أن الكثيرين سينقلبون عليه بسبب هذه الصدامية لآراء الناس ومشاعرهم، فالناس كانت ترى عبد الناصر بمثابة المخلّص الذي سيملأ الأرض قسطا وعدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً، إلا أن الحزب بيّن حقيقته وفضح خططه ومؤامراته على رؤوس الأشهاد، لا يبالي بمن يوافقه أو يخالفه، ولم يراع المشاعر الكاذبة التي ألفها الناس جراء جعجعةٍ أتقنها عبد الناصر بسبّ الإمبريالية ولعن الاستعمار. وما هي إلا سنوات حتى بدأ الناس يتبينون حقيقة عبد الناصر سيما بعد حرب الـ٦٧ المفتعلة والتي أكمل فيها عبد الناصر مؤامراته في تسليم أراضٍ ليهود بل ومنع الجيش المصري أن يرد على ضرب يهود لمطاراته، ثم بعد ذلك توالت فضائح عمالته في الكتب ودور النشر وتسريب الوثائق؛ فقد كتب مايلز كوبلاند رجل الاستخبارات الأمريكية كتاب "لعبة الأمم" وذكر فيه اتصالات أمريكا مع عملائها من الضباط الأحرار وعلى رأسهم عبد الناصر، وكذلك ما كتبه السادات في كتابه "هذا عمك جمال"، وكتب بعد ذلك جلال العالم مقالات تثبت عمالة الرجل... المهم أن الحزب المبدئي هذا عمله، والرجل الذي يحمل مبدأ وعقيدة لا يجوز ولا يصح له أن يترك أية جزئية في إخفائها ضررٌ بل يجب عليه أن يبينها، فهذا رسول الله ﷺ بعد أن جلس يُحدّث بما حصل معه في حادثة الإسراء والمعراج، سمعت مقالته أم هانئ رضي الله عنها، فأمسكت بردائه حتى لا يُحدث به الناس فيكذبوه، فيجيبها عليه الصلاة والسلام: «وَاَللَّهِ لِأُحَدِّثَنَّهُمُوهُ» مع أن لسان حالها ومقالها هو الحرص على الرسول وعلى دعوته، وهي تظن أن الخير إخفاء ما لا يبلغ عقول الناس ويخالف ما ألفوه وفهموه، ومع ذلك يجلس النبي ﷺ في المسجد ويُحدث رأس الجهل أبا جهل، فيقول أبو جهل له: "هل تُراني إن أحضرتُ القوم أتحدثهم بما حدثتني"، فيجيبه ﷺ جواب الواثق بربه وبما يحمل: «نَعَمْ أُحَدِّثُهُمْ»، وهكذا فإن الحزب المبدئي وحامل الدعوة لا يترك بيان ما فيه شأن خشية الناس وخوف تغيّرهم عليه. وإن من موجبات هذا المقال والداعي لكتابته هو - وبحجة الحرص على أن لا يفقد الحزب احترام الناس وإجلالهم للحزب وفكرته وشبابه - ترك كذاب تركيا وشأنه، وليست هذه (النصيحة) تأتي فقط من عوام الناس، وإنما أحيانا ممن انتسب للدعوة وحمل فكرتها، وبعضهم يغلف دعوته للحزب تلك بحسن التأتي ومخاطبة الناس على قدر عقولهم. وإزاء هذا فإننا نعلن موقفنا منه ومن أمثاله؛ فإن حزب التحرير لا يجامل ولا يداجي من بيده السلطة لا خوفاً ولا طمعاً، وإنه قد نذر نفسه لكشف كل عميل خائن حتى لو وقفت الأمة كلها ضده وضد ما يطرح، ولسان حالنا معهم - أي مع الحكام العملاء - أننا لن نُبقي صنماً ولا حجراً ولا معبوداً إلا ونكسره، ولا فكرة تخالف الإسلام إلا ونُجهز عليها، هذا عملنا وهذا حالنا «وَاَللَّهِ لِأُحَدِّثَنَّهُمُوهُ». إن الحزب رائد ولا ينبغي له أن يفقد ريادته أو يترك الحق الذي يراه بحجة مراعاة مشاعر الناس وما ألفوه، فالحكام اليوم كلهم عملاء وظفهم الغرب الكافر ليكونوا وكلاء عنه في تنفيذ خططه وتحقيق طموحاته، وإذا انتهى من خدمة العميل ركله برجله، وما مبارك والقذافي والبشير وعلي صالح عنا ببعيدين، ولا فرق بين هؤلاء وبين أردوغان وعبد الناصر، وما يقوم به أردوغان من حركات صبيانية يخدع بها بسطاء الناس، لا تنفع مع حزب مبدئي مثل حزب التحرير. وإلى المخدوعين به من أبناء المسلمين نقول: هلا عرضتم الرجل على كتاب الله وسنة رسوله، أم أنكم لا تريدون ذلك؟! ولماذا لا تسألوه إن كنتم تحبونه، ما الذي يمنعه من تطبيق الإسلام وهو يملك خامس أقوى جيش في العالم؟! وعندما أراد أن يبطش (بأعدائه) في الداخل لم يمنعه أحد، فاعتقل عشرات الآلاف، وحتى عندما أعاد آيا صوفيا مسجداً قال بأن ذلك شأن داخلي ولا يحق لأحد أن يتدخل به، وتحدث بإرث خمسة قرون من تاريخ الدولة العثمانية، فلماذا لا تسألوه وأنتم تحبونه: هلا أعدتَ الإرث كله عندما كانت الدولة العثمانية هي الدولة الأولى في العالم وإرثها تطبيق الإسلام في الداخل وحمله للناس بالخارج بالجهاد؟! ولماذا لا تسألوه وأنتم تحبونه: أي جيش هذا الذي لا يستعمله إلا لقتل المسلمين ولا يموت إلا بأيدي المسلمين، فمن أفغانستان إلى سوريا والآن ليبيا، فهل وظيفة أبناء المسلمين من الجيش أن يقتل بعضهم بعضاً؟! انصحوه إن كنتم تحبونه فهذا حقه عليكم، أما نحن فإننا لا نُخدع لا من أردوغان ولا من غيره، وفرقاننا واضح لا عوج فيه ولا أَمْتَاً، ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَل لَّكُمْ فُرْقَاناً﴾، ومقياسنا لن نتجاوزه فإننا نعرض الحاكم على كتاب الله وسنة رسوله، فإن هو طبق الإسلام فذاك نحبه ونقف معه ونطيعه، وبغير ذلك فإننا لن نكون يوماً للخائنين خصماء، ونقول لمحبي أردوغان: لا تعينوه على ظلمه ومجانبته لكتاب الله فإنه سيتبرأ منكم وتتبرؤون منه يوم القيامة، واجعلوا ميزانكم كتاب الله واعرضوه عليه. اللهم قد بلغت اللهم فاشهد كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير الأستاذ خالد الأشقر (أبو المعتز بالله) Quote Link to comment Share on other sites More sharing options...
Recommended Posts
Join the conversation
You can post now and register later. If you have an account, sign in now to post with your account.