صوت الخلافة Posted August 1, 2020 Report Share Posted August 1, 2020 بسم الله الرحمن الرحيم ماذا يقول الإسلام عن نقص الطحين واحتكاره؟(مترجم) الخبر: أمر رئيس الوزراء عمران خان في 27 تموز/يوليو 2020م كبار الأمناء بتسريع الإجراءات ضد العناصر المتورطة في تكديس واحتكار القمح والتي أدت إلى نقصه وارتفاع أسعاره. وطرح التساؤلات من خلال التشاور المتبادل، بوجوب تطوير آلية لتحقيق توحيد أسعار القمح والدقيق في جميع أنحاء البلاد. ويواجه حكام باكستان صعوبة في السيطرة على ارتفاع أسعار القمح بسبب نقصه في البلاد. لقد حاولوا تهديد المكدسين حتى يقوموا بإطلاق مخزونهم من القمح في السوق. حتى إنهم بحثوا في استيراد القمح لتلبية الطلب في السوق. التعليق: هناك عاملان يؤديان إلى النقص. أولاً، كانت الأراضي الخصبة تحت حيازة الناس لسنوات ولم يستغلوا الأرض طوال هذا الوقت. ولا أحد يسأل الناس ماذا يفعلون بهذه الأرض. لا توجد مساءلة بمجرد شراء الأرض. لذا، لم تتم إدارة الأراضي في البلاد لتعظيم قدرات الزراعة والإنتاج. ثانياً، يستخدم الموردون طريقة الاحتكار/ التكديس، حيث يتراكم مخزون السلع مما يتسبب في نقص المنتج في السوق. وينتظرون بعد ذلك ارتفاع الأسعار في السوق، وإطلاق المنتج في السوق، عندما تكون الأسعار مرتفعة، للحصول على أقصى عائد على رأس المال. وينتج عن ذلك أن الكثير من الناس يواجهون صعوبات كبيرة في شراء منتج غذائي أساسي، مثل القمح في هذه الحالة. فبدلاً من التشاور المطول، يحتاج حكام باكستان فقط إلى التوجه إلى الإسلام ورؤية كيفية التعامل مع هذا النقص في القمح وزيادة أسعاره. فبدلاً من استيراد القمح، يجب على الحكام أن يبحثوا عن حل في الإسلام قدمه لنا الله سبحانه وتعالى. فماذا يقول الإسلام عن تكديس القمح ونقصه؟ فيما يتعلق بزيادة الزراعة، هناك توجيه واضح في الإسلام. يفرض الإسلام أن أي شخص عنده أرض ولم يزرعها لمدة ثلاث سنوات متتالية، ستُسحب منه وتُعطى لمن يزرعها. إن شرط امتلاك أرض زراعية هو العمل على الأرض في غضون ثلاث سنوات من امتلاكها، ومواصلة استغلال هذه الأرض في الزراعة. إذا لم يستغلها على الإطلاق خلال السنوات الثلاث الأولى من امتلكها، أو إذا أهملها لمدة ثلاث سنوات متتالية بعد ذلك، فسوف يفقد حقه في ملكيتها. ذكر أبو يوسف في كتابه "الخراج" عن سعيد بن المسيب أن عمر بن الخطاب قال: "من أحيا أرضاً ميتة فهي له. وليس لمحتجر حق بعد ثلاث سنين". كما ورد في سنن البيهقي عن عمرو بن شعيب أن عمر جعل تحجير الأرض لمدة ثلاث سنوات، وإذا تركت لأكثر من ثلاث سنوات، وجاء شخص آخر وزرع الأرض، فقد كانت أحق له. قال عمر هذا الأمر ونفذه بحضور الصحابة الذين لم يعترضوا، مما يؤكد إجماعهم. بالإضافة إلى ذلك، يشجع الإسلام الناس على زراعة أي أرض قاحلة من خلال ربطها بملكيتها. قال رسول الله ﷺ: «مَنْ أَحْيَا أَرْضاً مَيِّتَةً فَهِيَ لَهُ». وقال: «مَنْ أَحَاطَ حَائِطاً عَلَى أَرْضٍ فَهِيَ لَهُ». وبهذه الطريقة فقد حرص الإسلام على استغلال الأراضي وإنتاج كمية أكبر من المحاصيل، في كل أرض قابلة للزراعة. أما التكديس بأي شكل من الأشكال فهو حرام في الإسلام. من يكدس السلع حتى يرتفع سعرها ليبيعها بتكلفة يصعب على الرعايا شراؤها يعرف باسم المحتكر. ويعرف المحتكر على أنه الشخص الذي يستحوذ على السلع وينتظر أن يرتفع سعرها، لأن كلمة الاحتكار تعني لغوياً جمع شيء ما والاحتفاظ به بانتظار أن يصبح باهظ الثمن ثم بيعه بسعر مرتفع. هناك حكم واضح في هذا الأمر أيضاً. قال رسول الله ﷺ: «مَنْ احْتَكَرَ فَهُوَ خَاطِئٌ». وقال: «لَا يَحْتَكِرُ إِلَّا خَاطِئٌ». في الأحاديث أعلاه، يتم استخدام مصطلح "احتكار" بنفس معنى تكديس. هناك أمر محدد فيما يتعلق باحتكار المنتجات الغذائية، حيث روى الأثير عن أبي أمامة فقال: «نَهَى رَسُولُ اللهِ أَنْ يُحْتَكَرَ الطَّعَامُ». إن كان لدينا حكام يطبقون الشريعة الإسلامية، ومنعوا عن الاحتكار وحرصوا على استغلال الأرض إلى أقصى حد، فإن مشكلة نقص القمح وزيادة سعره سيتم حلها. وبالمثل، فمن خلال تطبيق الإسلام، سيسيطر هؤلاء الحكام على النقص والزيادة الهائلة في أسعار السلع الأخرى أيضاً، والسلع التي يخزنها المحتكرون حالياً ستكون في السوق، وبالتالي ستبقى الأسعار في متناول الجميع. هناك حاجة لنظام اقتصادي إسلامي ينفذ هذه الأحكام، نظام يعمل وفق أحكام الله سبحانه وتعالى (شريعته). وهذا النظام ستطبقه فقط دولة الخلافة على منهاج النبوة. كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحريرقاسم عبد الله – ولاية باكستان للاستماع: http://www.hizb-ut-tahrir.info/ar/audios/2020/08/08-01/2020_08_01_TLK_1_OK.mp3 Quote Link to comment Share on other sites More sharing options...
Recommended Posts
Join the conversation
You can post now and register later. If you have an account, sign in now to post with your account.