اذهب الي المحتوي
منتدى العقاب

مقالة: تسوُّل حكام السودان وصمةُ عار في جبينهم


صوت الخلافة

Recommended Posts

بسم الله الرحمن الرحيم

تسوُّل حكام السودان وصمةُ عار في جبينهم

http://www.hizb-ut-tahrir.info/ar/index.php/sporadic-sections/articles/political/73408.html

وصف الخبير والمحلل السياسي، أستاذ القانون الدستوري بالجامعات السودانية الدكتور أحمد حسن، لقاء دقلو نائب رئيس المجلس السيادي بمدير برنامج الغذاء العالمي ديفيد بيزلي بالمهم، وقال في تصريح صحفي، إن اللقاء يعكس اهتمام النائب الأول لرئيس مجلس السيادة بموضوع الغذاء والمساعدات الإنسانية أكثر من الاهتمام بالموضوعات السياسية. واستحسن هذه الخطوة في ظل تفاقم الأوضاع الاقتصادية بالبلاد، لجهة دعم خطط برنامج الأغذية العالمي بالبلاد، والعمل على تسهيل وصول المساعدات الإنسانية لجميع المناطق المحتاجة بالسودان. وأوضح أن تسهيل مهمة برنامج الأغذية العالمي بالسودان سيساعد في تنفيذ اتفاق سلام السودان بسهولة ويسر، بما يمهد للاستقرار الشامل. وكان النائب الأول لرئيس مجلس السيادة السوداني، الفريق أول محمد حمدان دقلو قد بحث مع المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية ديفيد بيزلي في لقاء بالخرطوم سبل إيصال المساعدات الإنسانية إلى المحتاجين في المناطق التي تأثرت بالحرب في دارفور، ومنطقتي جنوب كردفان والنيل الأزرق، في أعقاب توقيع اتفاق السلام مع حركات الكفاح المسلح. (الخرطوم - أثير نيوز).

 

من العار بمكان أن تتسول دولة مثل السودان الغذاء، فمعلوم ما هو السودان! ذلك البلد الغني بموارده وخيراته التي قلما توجد مجتمعة في بلد، فلو أن الحكومة دعمت المزارعين أو تركتهم من دون فرض ضريبة عليهم لأنتج السودان ملايين الأطنان من القمح، فاكتفينا ذاتياً، وصدرنا كميات مهولة، ولا أدل على ذلك مما قام به رجل الأعمال السعودي الراجحي في شمال السودان، فمشروع ﺍﻟﺮﺍﺟﺤﻲ بالولاية الشمالية أنتج 30 جوالاً ﻟﻠﻔﺪﺍﻥ ﻭﻛﺎﻣﻞ ﺍﻟﻤﺸﺮﻭﻉ 300 أﻟﻒ ﻓﺪﺍﻥ فقط، وﻛﺎﻣﻞ ﺍﻟﻤﺸﺮﻭﻉ أنتج 9 ﻣﻼﻳﻴﻦ ﺟﻮﺍﻝ ﻗﻤﺢ، وﻣﺎﺫﺍ ﻋﻦ ﺍﺳﺘﻬﻼﻙ ﺍﻟﺨﺮﻃﻮﻡ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺴﻜﻨﻬﺎ 10 ﻣﻼﻳﻴﻦ نسمة والتي تستهلك 40 أﻟﻒ ﺟﻮﺍﻝ ﻗﻤﺢ ﻓﻲ ﺍﻟﻴﻮﻡ، فماذا ﻟﻮ ﺗﻤﺖ ﺯﺭﺍﻋﺔ 550 فدان ﺳﺘﻤﺰﻕ ﺍﻟﺨﺮﻃﻮﻡ ﻓﺎﺗﻮﺭﺓ ﺍﻟﻘﻤﺢ ﺍﻟﻤﺴﺘﻮﺭﺩ ﺗﻤﺎﻣﺎ، وإذا تمت ﺯﺭﺍﻋﺔ ﻣﻠﻴﻮﻥ ﻭ500 أﻟﻒ ﻓﺪﺍﻥ ﺳﻴﻤﺰﻕ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ بأكمله ﻓﺎﺗﻮﺭﺓ ﺍﻟﻘﻤﺢ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺒﻠﻎ 2 ﻣﻠﻴﺎﺭ ﺩﻭﻻﺭ. وﻣﺎﺫﺍ ﻟﻮ ﺗﻤﺖ ﺯﺭﺍﻋﺔ 5 ﻣﻠﻴﻮﻥ ﻓﺪﺍﻥ ﻗﻤﺢ إذن سيجني ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ 15 مليار دولار في الموسم الواحد.

 

ولكن يبدو أن مسؤولي هذا البلد قد جبلوا على التسول من الخارج! وهذا يدل على فشلهم الذريع في توفير الغذاء للناس وهو في حد ذاته وصمة عار؛ أن تتسول دولة تملك كل مقومات الزراعة، وبترولاً وذهباً وغيرها من المعادن بكميات خرافية.

كالعيس في البيداء يقتلها الظمأ *** والماء فوق ظهورها محمول

 

نعم هذه هي حقيقة حكامنا؛ يخلو عملهم من رعاية شؤون الناس، فهم يتصفون بالخواء الفكري، ولا يرون أبعد من أرنبة أنوفهم. وقد أصبح التسول وانتظار المنح والهبات صفة دائمة لا تنفك عنهم، فقد أعلنت الولايات المتحدة في وقت سابق منح 20 مليون دولار لبرنامج الأغذية العالمي، لشراء القمح وتوفيره لشعب السودان، للمساعدة في تخفيف نقص القمح فيه. وهذا المبلغ سيُمكّن السودان حسب زعمهم من شراء نحو 65.6 ألف طن متري من القمح. كما ستمول صفقات شراء قمح أخرى بقيمة 25 مليون دولار. كذلك أعلنت الإمارات دفع 20 مليون دولار أخرى، لتمويل صفقات شراء قمح للسودان. بينما يساهم كيان يهود بمبلغ 5 ملايين دولار للهدف نفسه. ونهاية تشرين الأول/أكتوبر الماضي خرج علينا رئيس وزراء يهود بنيامين نتنياهو ليؤكد نية بلاده تزويد السودان بحبوب القمح، بعد إعلان البلدين أنهما اتفقا على تطبيع العلاقات.

 

فالسودان الذي يتسول القمح والذرة والغذاء من أصقاع الأرض، بل من العدو اللدود للإسلام والمسلمين، يمتلك أكثر من 280 مليون فدان من الأراضي الصالحة للزراعة، ولديه خبراء في مجال الزراعة، وأيدٍ عاملة، والأهم من ذلك كله، امتلاكه نهر النيل الذي يعتبر من أطول أنهار العالم.

 

نعم للأسف يملك السودان كل هذا ويتسول! وهذا أمر طبيعي في ظل تبني الدولة للنظام الرأسمالي النتن الذي يفقر البلاد والعباد ولأن حكامه هجروا تطبيق أحكام الإسلام الذي فيه نظام اقتصادي يقضي على الفقر تماما، بل يعيش الناس فيه في أعلى مراتب الرفاهية، نعم فهو نظام من العليم الخبير الذي عندما طبق في دولته الخلافة المترامية الأطراف لم يجدوا فقيرا واحدا يستحق الزكاة؛ فقد ورد أنه جيء إلى أمير المؤمنين عمر بن عبد العزيز بأموال الزكاة، فقال: أنفقوها على الفقراء، فقالوا: ما عاد في أمة الإسلام فقراء، فقال: فجهزوا بها الجيوش، قالوا: جيوش الإسلام تجوب الدنيا، قال: فزوجوا الشباب فقالوا: من كان يريد الزواج فقد زوجناه، فقال: اقضوا الديون على المدينين، فقضوها وبقي مال، فقال: انظروا أهل الذمة من كان عليه دين فسددوا عنه ففعلوا ذلك وبقي مال، فقال: أعطوا أهل العلم، فأعطوهم وبقي مال، فقال: اشتروا بها قمحاً وانثروه على رؤوس الجبال لكي لا يقال جاع طير. فالخلافة لا تتسول، بل تعطي وتعطي عطاء من لا يخشى الفقر أبدا.

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

عبد الخالق عبدون

عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية السودان

رابط هذا التعليق
شارك

Join the conversation

You can post now and register later. If you have an account, sign in now to post with your account.

زوار
اضف رد علي هذا الموضوع....

×   Pasted as rich text.   Paste as plain text instead

  Only 75 emoji are allowed.

×   Your link has been automatically embedded.   Display as a link instead

×   Your previous content has been restored.   Clear editor

×   You cannot paste images directly. Upload or insert images from URL.

جاري التحميل
×
×
  • اضف...