اذهب الي المحتوي
منتدى العقاب

خبر وتعليق: المسلمون ليسوا إرهابيين، بل هم صانعو التغيير في العالم


Recommended Posts

المسلمون ليسوا إرهابيين، بل هم صانعو التغيير في العالم

بسم الله الرحمن الرحيم

 المسلمون ليسوا إرهابيين، بل هم صانعو التغيير في العالم

(مترجم)

http://www.hizb-ut-tahrir.info/ar/index.php/radio-broadcast/news-comment/74446.html

 

 

الخبر:

 

أكد الوزير الإندونيسي المنسق للشؤون السياسية والقانونية والأمنية محفوظ، أن الأعمال الإرهابية منبوذة بوضوح من جميع التعاليم الدينية، بما في ذلك الإسلام. وقال محفوظ "الإسلام ليس دين إرهاب. 87 في المائة من سكان إندونيسيا مسلمون، لكن إذا كان هناك إرهابيون مسلمون، فلا يوجد سوى عدد قليل من الناس. الإسلام دين سلام". على الرغم من وصفه بأنه دين إرهابي، إلاّ أنّ محفوظ قال إن الإسلام دين يحب السلام. جاء ذلك خلال اجتماعه مع القادة الدينيين والمجتمعيين في سورابايا، تحت عنوان "الاعتدال الديني من منظور الوزارة" في ماكودام وبرواجايا، في 17 آذار/مارس، كما ذكرت سي إن إن إندونيسيا وكومباران في إندونيسيا. وحسب قوله، طورت المنظمات الدينية بشكل عام فهماً معتدلاً منذ الماضي، حتى لا تتحول الاختلافات إلى انقسامات.

 

التعليق:

 

نعم، إنّ الإسلام بالتأكيد ليس دين إرهاب والمسلمون ليسوا إرهابيين. إن السرد الذي يصنف الإسلام بالإرهاب هو رواية تنبع من الغرب بتعريف غير واضح وإشكالي. ويتم تصدير هذه الرواية إلى أنحاء مختلفة من العالم لتسهيل أجندة الولايات المتحدة للحرب على الإسلام. لا يمكن فصل اختيار عقيدة الإرهاب عن بعض الأطراف التي تشعر بالتهديد من الإسلام، حيث يفهم العالم الغربي، بما في ذلك مثقفوه، حقاً أن وجود الإسلام يتحدى مبدأهم.

 

من ناحية أخرى، يجب أن يكون محفوظ أيضاً حريصاً في استخدام مصطلحات الدين السلمي والمعتدل، لأن السلام لا يعني القبول والخضوع للعلمانية والليبرالية التي تتعارض بشكل أساسي مع الإسلام، تماماً مثل وجهة نظر أجندة الوسطية الإسلامية، إلى هذا الحد. إنّ أجندة الاعتدال الموجودة اليوم لديها مصلحة خفية في تعيين أنّ الأديان يمكن أن تتعايش مع الرأسمالية العلمانية ليس في مصلحة التوفيق بين الأديان. لذا فهو غير مقبول، خاصة بالنسبة لأحكام الإسلام.

 

جاء رفض أجندة الاعتدال للأحكام الإسلامية في إندونيسيا من المفكرين الإندونيسيين المسلمين. ففي حزيران/يونيو 2020، في منتدى الدكاترة المسلمين لرعاية الأمة، قال البروفيسور حميد فهمي الزركشي إن أجندة الاعتدال في الإسلام جعلت الأمة تشك في أحكام الإسلام، ولم يكونوا فخورين بدينهم، وشكلوا التوفيق مع الأفكار الخارجية من الإسلام. وأكد أن هذه الأجندة هي شكل من أشكال الفكر الاستعماري لشل صحوة الأمة وإضعاف القيم الإسلامية. باختصار، حسب قوله، الاعتدال الإسلامي يعني إضعاف النظرة الإسلامية للعالم.

 

إنّ الإسلام رحمة للعالمين، تتطلب أحكامه العظيمة أن يصبح أتباعه عظماء أيضاً. إذا تمسكت الأمة بالإسلام فمن المستحيل أن يصبح أبناؤها مجرمين كما يصفهم الغرب. في الواقع، تُعِدّ الأحكام الإسلامية المسلمين ليصبحوا فاعلين عالميين قادرين على إحداث تغييرات على مسرح تاريخ العالم. لقد أعد القرآن المسلمين لأن المسلمين كانوا قليلين في العدد وفي وضع ضعيف للغاية. نزلت سورة الروم في مكة عندما كان المسلمون قليلي العدد وضعفاء ومضطهدين. تحتوي هذه الرسالة على أخبار عن المعركة بين بلاد فارس والروم. وعندما ذكرها القرآن، كانت شبه الجزيرة العربية كلها باستثناء مكة والمدينة، مدرجة في أراضي الفرس أو الروم. قال الله تعالى: ﴿الم * غُلِبَتِ الرُّومُ * فِي أَدْنَى الأرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ * فِي بِضْعِ سِنِينَ لِلَّهِ الأمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ * بِنَصْرِ اللَّهِ يَنْصُرُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ﴾.

 

برأيكم، ما هي الحاجة الملحة المهمة لهذا المجتمع الصغير، الذي لا علاقة له ببلاد فارس وروما، لتلقي هذه الأخبار؟ علينا أن ندرك أنها كانت طريقة القرآن لغرس الوعي السياسي لدى المؤمنين في ذلك الوقت. الدرس هو أن المسلمين بحاجة إلى معرفة ديناميكيات التغيرات الجيوسياسية من حولهم قبل أن يواجهوها بأنفسهم بوقت طويل. لقد أعدنا القرآن لنصبح صانعي تغيير رئيسي للعالم.

 

خلال العقود القليلة التالية بعد نزول سورة الروم، كان من الواضح أن المسلمين قد ولدوا وأصبحوا قوة سياسية كبرى في العالم. وتجلى النظام الجيوسياسي الإسلامي في شكل مؤسسة الخلافة الإسلامية لعشرات القرون، وحتى أراضي الدولتين الرومانية والفارسية أصبحت في النهاية جزءاً من خريطة دولة الخلافة.

 

المسلمون الذين يسمَّون اليوم إرهابيين حفروا تاريخا ذهبيا من حيث الإخلاص بمساعدة اليهود الباحثين عن اللجوء، على عكس أوروبا والولايات المتحدة اليوم، الذين قاموا ببناء جدران للمهاجرين الضعفاء والمطرودين. ففي عام 1492، في ظل الخلافة الإسلامية، أرسل السلطان بايزيد الثاني أسطوله البحري بأكمله لإنقاذ 150 ألف يهودي أوروبي تعرضوا للاضطهاد على يد حكام إسبانيا النصارى خلال محاكم التفتيش الإسبانية، وُجلبوا إلى أراضي الخلافة، وعوملوا كرعايا في دولة الخلافة، وسمح لهم بالازدهار في ظل الحكم الإسلامي.

 

 

 

كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

فيكا قمارة

عضو المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

رابط هذا التعليق
شارك

Join the conversation

You can post now and register later. If you have an account, sign in now to post with your account.

زوار
اضف رد علي هذا الموضوع....

×   Pasted as rich text.   Paste as plain text instead

  Only 75 emoji are allowed.

×   Your link has been automatically embedded.   Display as a link instead

×   Your previous content has been restored.   Clear editor

×   You cannot paste images directly. Upload or insert images from URL.

جاري التحميل
×
×
  • اضف...