اذهب الي المحتوي
منتدى العقاب

مقال: ثروة حيوانية ضخمة ونصيب الناس عظام!


صوت الخلافة

Recommended Posts

May be an image of ‎2 people, outdoors and ‎text that says '‎مقال ثروة حيوانية نية ضخمة ونصيب الناس عظام أ. غادة عبد الجبار أم) أواب ولاية السودان‎'‎‎

بسم الله الرحمن الرحيم

ثروة حيوانية ضخمة ونصيب الناس عظام!

https://www.hizb-ut-tahrir.info/ar/index.php/sporadic-sections/articles/cultural/83841.html

 

 

أدى تدهور الوضع الاقتصادي في السودان إلى لجوء بعض موظفي وزارة المالية والاقتصاد وشؤون المستهلك بولاية الخرطوم إلى شراء العظام بالكيلو بواقع 750 جنيهاً، وأوضح بائع العظام للجريدة أنه يقوم بشراء الكيلو من اللحوم الصافية للمطاعم التي تستخدمها لإعداد الشاورما بسعر 500 جنيه، ويقوم ببيع الكيلو بـ750 جنيهاً، وذكرت مصادر للجريدة في ١٦ آب/أغسطس ٢٠٢٢م أن الموظفين يعجزون عن شراء كيلو العظام ويضطرون إلى اقتسامه!

 

 

يشغل قطاع الثروة الحيوانية المرتبة الثانية في الاقتصاد السوداني من حيث الأهمية؛ إذ يمتلك السودان أكثر من 103 مليون رأس من الماشية، وتمتلك الخرطوم وحدها أكثر من مليون رأس منها، بالإضافة إلى الثروة السمكية في المياه العذبة في الأنهار كالنيل، والبحيرات كبحيرة النوبة، والمياه المالحة كالبحر الأحمر.

 

يتمتع السودان بتعدد الثروات والموارد حيث يعد من أغنى الدول العربية والأفريقية بثروته الحيوانية التي يقدر حجم أعداد حيوانات الغذاء بها (أبقار - أغنام - ماعز - إبل)، بحوالي 103 مليون رأس (30 مليون رأس أبقار، 37 مليون رأس أغنام، 33 مليون رأس ماعز، 3 ملايين رأس من الإبل)، إضافة إلى 4 ملايين رأس من الفصيلة الخيلية، و45 مليوناً من الدواجن، وثروة سمكية تقدر بحوالي 100 ألف طن للمصائد الداخلية و10 آلاف طن للمصائد البحرية، إلى جانب أعداد كبيرة مقدرة من الحيوانات البرية، كما تساهم صادرات الثروة الحيوانية والسمكية ومنتجاتها في اقتصاد السودان بنسبة ٢٠-٢٥%، وتأتي في المرتبة الثانية من جملة صادراته، ولها مكانة مميزة في الأسواق الخليجية والعربية والصين.

 

أعلنت وزارة الثروة الحيوانية عن ارتفاع صادر الماشية الحية خلال العام 2021م بنسبة بلغت 30.8 بالمائة عن العام ٢٠٢٠م بعائد بلغ 531 مليون دولار، كما أوضح وزير الثروة الحيوانية والسمكية حافظ إبراهيم عبد النبي أن عدد صادر الماشية الحية بلغ 2.145.937 رأسا، فيما بلغ صادر اللحوم المذبوحة في العام نفسه 2021، 21 ألفاً و460 طنا و930 كيلو جراما، مقارنة بالعام 2020م الذي بلغ صادر الماشية الحية مليوناً وأربعمائة وخمسة وسبعين وثلاثمائة وتسعة عشر ألف رأس فقط 1.475.319 رأساً من الصادر الحي بحسب بيان الوزارة، فيما بلغ عائد صادر الثروة الحيوانية من كانون الثاني/يناير وحتى كانون الأول/ديسمبر 2021 ستمائة وخمسة ملايين وثلاثة وثمانين ألفاً وتسعمائة وأربعة وستين دولارا (وكالة السودان للأنباء)، ورغم كل ذلك تعرض هذا القطاع المهم إلى الكثير من الإهمال والنكبات وأصابته الكثير من العلل كغيره من القطاعات الاقتصادية الأخرى في البلاد.

 

إن زيادة الضرائب والرسوم، وارتفاع تكلفة الترحيل، كل هذه الأمور أدت إلى ارتفاع سعر كيلو اللحم العجالي من 60 جنيها إلى 2500، والضأن من 120 إلى 3000 جنيه والحبل على الجرار.

 

واستمرت عمليات الصادر حيث بلغت عائدات صادر الثروة الحيوانية والسمكية خلال الفترة من كانون الثاني/يناير حتى نيسان/أبريل من العام الحالي 2022م، ٨٣ مليونا و٧٥٢ ألفا و٨١٤ دولاراً. علي آدم المدير العام للمحاجر وصحة اللحوم بوزارة الثروة الحيوانية أوضح لـ(سونا) أن الصادرات لن تتوقف حيث بلغ صادر الماشية الحية في الشهور الأربعة الماضية من العام 2022م، ٤٧٣ ألفاً و٢٨٧ رأساً، منها ٣٨٦ ألفاً من الضأن، وألفان و٥٩٣ من الماعز، و٤٢ ألفاً و٦٤١ من الأبقار، و٤٢ ألفاً و٤٠ من الإبل، بالإضافة إلى تصدير ٥ آلاف طن و٤٠٦ كيلوجراماً من اللحوم و٣٩٨ ألفاً و١٩٩ قطعة من الجلود، فيما بلغ صادر الأسماك الطازجة 75.11 طنا، كما ارتفعت الإيرادات المحلية لتبلغ في جملتها حوالي ٢٢٢ مليوناً و٥٨٥ ألفاً و١٠٧ جنيه سوداني، كما تواصلت عمليات الصادر خلال الفترة الماضية دون توقف. رغم كل هذه الثروة الهائلة وهذه العائدات الضخمة فنصيب الناس عظام، وبعضهم لا يجد حتى العظام!

 

ورغم هذه الثروة الضخمة إلا أنه في المقابل تخلو الدولة من الصناعات والمنتجات الحيوانية من اللحوم المجمدة والجافة والألبان والأجبان والجلود وغيرها من المنتجات الحيوانية والسمكية، بل تدهورت المصانع التي كانت تعمل في ظروف بالغة التعقيد رغم قلتها، بفعل عوامل الكهرباء والضرائب والعوائد والجمارك وباتت الدولة تعتمد كلياً على المستورد من الألبان والأجبان بل اللحوم المصنعة بأنواعها، بدلاً من دعم المنتج المحلي وتشجيعه والارتقاء به.

 

هذه الثروة الضخمة التي يمتلكها السودان والتي تعتبر مرتكزاً مهماً للأمن الغذائي وقاعدة اقتصادية وتنموية متينة، إلا أن عدم استغلالها الاستغلال الأمثل بجانب الاضطرابات السياسية والتقلبات الاقتصادية جعلها معطلة لا يستفيد منها الإنسان الذي يقبع في فقر مدقع.

 

إن الموارد الحيوانية التي يزخر بها السودان تنتظر دولة مبدئية وإرادة سياسية ورؤية اقتصادية شاملة للاستفادة منها بعد التخلص من الأوضاع الأمنية والسياسية وتنشئ نظاما جديدا قادرا حقا على إصلاح المجتمع والنهوض به نهضة صحيحة يلمسها الناس ويشعرون بها، وهذا لا يملكه إلا الإسلام بنظامه الرباني العادل؛ الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، نظام يراعي حاجات الناس جميعا ويرعى شؤونهم ويحفظ كرامتهم ولا يتربح منهم بل يكفلهم كفالة كاملة في مأكلهم وملبسهم ومسكنهم، ويوفر لهم أمانا حقيقيا لا إرهاب فيه ولا خوف، ورعاية صحية حقيقية، وتعليما صحيحا على أعلى مستوى ممكن ودون تحميلهم أية أعباء فيعيش الناس في رغد العيش.

 

 

كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

غادة عبد الجبار (أم أواب) – ولاية السودان

رابط هذا التعليق
شارك

Join the conversation

You can post now and register later. If you have an account, sign in now to post with your account.

زوار
اضف رد علي هذا الموضوع....

×   Pasted as rich text.   Paste as plain text instead

  Only 75 emoji are allowed.

×   Your link has been automatically embedded.   Display as a link instead

×   Your previous content has been restored.   Clear editor

×   You cannot paste images directly. Upload or insert images from URL.

جاري التحميل
×
×
  • اضف...