اذهب الي المحتوي
منتدى العقاب

عاجل وهام : من الثورة اليمنية الى الثورات العربية


الفارس

Recommended Posts

الثورات العربية بين تحكيم الشريعة وفخ العلمانية

 

 

 

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسوله الأمين وعلى اله وصحابته أجمعين وبعد :

فعند سقوط (الخلافة العثمانية) في بداية القرن الماضي كانت صلة المسلمين بربهم وخالقهم قد ضعفت ففقدوا بذلك أقوى سلاح كانوا يتفوقون به على عدوهم وهو صلتهم بكتاب ربهم وهدي نبيهم محمد صلى الله عليه وسلم فتداعت عليهم الأمم كما تتداعى الأكلة إلى قصعتها , ثم دخلت الأمة الإسلامية في مرحلة الاستعمار الذي مزق الأمة الإسلامية إلى دويلات صغيرة تقاسمها المستعمر وحكمها لفترة من الزمن , ثم قامت الشعوب الإسلامية بالانتفاضة ضد المستعمر وقدمت الشهداء والجرحى ثمنا لخروجه من بلاد المسلمين , ولما أدرك العدو أنه لن ينجح في قهر الشعوب عبر الاستعمار المباشر قرر إستعمارها بطريقة غير مباشرة وذلك عن طريق عملائه الذين كان أغلبهم ضمن الثورات العربية والإسلامية وهم الذين حكموا بلاد المسلمين وتوارثوها منذ خروج المستعمر إلى يومنا هذا , فقاموا بدور المستعمر في بلاد المسلمين , وكانوا الحارس الأمين والخادم المطيع لأعداء الأمة من اليهود والنصارى في بلاد المسلمين , فهم الذين وقفوا حاجزاً بين الأمة الإسلامية وتحكيم شريعة ربها , وهم الذين حاربوا الفضيلة أو قيدوها وفتحوا بلاد المسلمين لكل أنواع الرذيلة وحموها , وهم الذين فتحوا بلاد المسلمين لجيوش الأعداء ليدخلوها متى شاءوا , وهم الذين صبوا أموال المسلمين في خزائن الأعداء وجعلوا كثيراًً من الشعوب الإسلامية من أفقر شعوب العالم , فلاهم بمن دافع عن الدين ولاهم بمن دافع عن الأرض ولاهم بمن حافظ على المال والنفس , فهذه الأنظمة هي أنظمة جبرية صنعها المستعمر وفرضها على بلاد المسلمين ولم يكن للشعوب الإسلامية أي خيار فيها أوالقدرة على تغييرها .

وجاءت الثورات العربية بعد صحوة إسلامية ورجوع من الأمة إلى ربها وخالقها لتنتفض في وجه الحكم الجبري الذي حكم الأمة الإسلامية لعقود من الزمن مستبشرة بعودة الخلافة الإسلامية التي بشر بها نبينا محمد صلى الله عليه وسلم , وهذه الثورات لاتسراليهود والنصارى ولاتسر الشيوعيين والعلمانيين وأصحاب الفرق الضالة ولاتسر العملاء والمنافقين من هذه الأئمة , لذلك فقد دخلوا على خط هذه الثورات محاولين سرقة ثمارها كما سرقوا ثورات الشعوب ضد المستعمر في القرن الماضي , وفي هذه السطورومن خلال تجربتي مع الثورة اليمنية التي تتشابه مع بعض الثورات الأخرى في إسلوب التآمر عليها مع اختلاف في بعض الشكليات والمسميات سأحاول طرح أهم خيوط المؤامرة على الثورات العربية لادراك ماحدث في تونس واليمن وللحذر من المخطط الذي بدأ لسرقة الثورة السورية وليكون درساً يستفاد منه في الثورات القادمة بإذن الله تعالى .

وفي البداية لابد أن نعرف أن للنصر ثمناً لابد أن ندفعه كما دفعه من هم خير منا , ولابد للنصر من سنن سنمربها كما مربها من هم خيرمنا وفي مقدمتهم سيد البشر محمد صلى الله عليه وسلم والصحابة الكرام من بعده , ومن هذه السنن سنة الابتلاء والامتحان بالبأساء والضراء , وبالخوف والجوع ونقص الثمرات وبالشهداء والجراح , فقد يبتلينا الله بها جميعاً وقد يبتلينا ببعضها ليعلم الصادقين من الكاذبين وليميز المؤمنين عن المنافقين وأهل الدنيا عن أهل الآخرة , قال تعالى { أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم مستهم البأساء والضراء وزلزلوا حتى يقول الرسول والذين آمنوا معه متى نصر الله ألا إن نصر الله قريب }وقال تعالى { أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون * ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين }والثورات الإسلامية اليوم تمر بشيء من هذه الابتلاءات والامتحانات , وأما إسلوب الأعداء في سرقة الثورات الإسلامية وحرف مسارها من أيدي الشعوب المسلمة التي قدمت الشهداء والجرحى بحثاً عن التحرر من الطغاة المستبدين وطمعاً في أن ترى شريعة الإسلام تحكمها فهو اسلوب جديد ومخفي على كثير من أبناء الإسلام الذين لو عرفوا أنه يمس دينهم وأرضهم ووحدتهم وثرواتهم ماسكتوا على ذلك , فالذي يجري هو دخول على ثورات الشعوب وحرف مسارها تهيئة لاستعمار جديد قدم للناس بثوب التحرر , واستخدم لذلك شعارات الديمقراطية وحقوق الإنسان وحقوق المواطنة والحرية والعدالة والمساواة وغيرها , وسأطرح بكل وضوح قوى وأطراف المؤامرة على الثورات الإسلامية .

أولاً : الدول الفاعلة في المؤامرة : وهي الولايات المتحدة الأمريكية ومن ورائها اليهود ومعها دول الاتحاد الأوروبي وقطر ومملكة آل سعود وإيران .

ثانياً : القوى الداخلية المشاركة في المؤامرة : بقايا الأنظمة المتساقطة (وجزء من قيادة حركة الإخوان المسلمين) والليبراليين والعلمانيين والشيوعيين وغيرها من الاتجاهات والحركات والطوائف المحاربة لله ولرسوله وللمؤمنيين مع اختلاف المسميات والشعارات من بلد لآخر.

فأما الولايات المتحدة واليهود ودول الاتحاد الأوروبي فعدائهم للإسلام والمسلمين معروف لكل الناس ولايخفى على أحد , وبرغم كل مافعلوه ضد الإسلام والمسلمين من قتل وتمزيق واحتلال ومحاربة لشرع الله فإن الصحوة الإسلامية الناضجة التي تشهدها الأمة الإسلامية تخيفهم وتقلقهم فقرروا تمزيق وتفتيت وتذويب هذه الصحوة الإسلامية ضمن مخططهم الذي أعلنوا عنه (الشرق الأوسط الجديد) الذي كانت أول خطواته هي إحتلال العراق , ودخولهم على الثورات هو لسحبها من يد الإسلاميين وتوضيفها لمخطط صياغة الشرق الأوسط الجديد , وأما قطر فهي الحليف الاستراتيجي الجديد للأعداء في المنطقة وهي رأس الحربة لهم في صياغة الشرق الأوسط الجديد ومن يضن أن قطر تعمل لإقامة شرع الله في المنطقة فهو مخطئ ومن يضن أن قطر أصبحت دولة عظمى تمردت على أسيادها لتنصر الإسلام والمسلمين فهو مخطئ , ولو كانت قطر تشكل تهديداً حقيقياً للمصالح الأمريكية أو الأوروبية أو الإسرائيلية في المنطقة لماترددت هذه القوى في ضربها فهي أقل من أن تدافع عن نفسها أو تحمي سيادتها , وكلنا نتذكر إسرائيل كيف وصلت إلى الخرطوم وضربت مصنعاً للذخائر العادية التي يمكن لأي دولة تصنيعها ولكن إسرائيل شمت رائحة بارود هذا المصنع فضربته دون إذن من أحد بل تفاخرة بضربه , وأما قطر فهي تستضيف القيادة المركزية الأمريكية التي تدار منها الحروب في المنطقة وفيها قاعدة السيلية وقاعدة العديد التي تزيد مساحتها على نصف مدينة الدوحة وتمولها مملكة قطر بنسبة 60./. والتي انطلقت منها القاذفات الأمريكية لتدمير العراق وتنطلق منها لتدمير أفغانستان , وأما عن العلاقات القطرية الإسرائيلية فإن قطر هي حلقة الوصل الجديدة بين العالم العربي وإسرائيل ومن أراد المزيد فليراجع كتاب "قطر وإسرائيل- ملف العلاقات السرية" , وقد يقول البعض أن قطر تقدم المساعدات لفلسطين وتبني المساجد هنا وهناك وتتبنى بعض الجمعيات الخيرية وتستضيف العلماء والخطباء وقناتها تبث أخبار الثورات العربية واخبارالمسلمين في العالم وغيرها من الأعمال وأنا أقول لاخواني المسلمين : لولم تفعل قطر هذه الأعمال لما برزت في المنطقة بهذا الشكل المفاجئ ولما كان لها هذا الدور في سرقة الثورات العربية , فظهور قطر في المنطقة بهذا الشكل المفاجئ يذكرني بالظهور المفاجئ للثورة الخمينية في إيران التي مارست دور ابن العلقم في بغداد والمنطقة وللحديث بقية , فقطر ورقة مهمة يستخدمها العدو في صياغة خارطة الشرق الأوسط الجديد , وفي الثورات العربية تلعب قطر دوراً رئيسياً في سرقة الثورات فقناة الجزيرة تقوم بدور كبير في صياغة الشرق الأوسط وفي سرقة الثورات فهذه القناة وفيما يبدو للشعوب العربية والإسلامية أنها تنقل أخبار المسلمين وأخبار الثورات بجرأة وبشفافية وحياد أكثر من غيرها وهو ماجعلها المشاهد العربي القناة المفضلة لمتابعة الأحداث لكن الذي لايعرفة المشاهد الكريم أن شعبية هذه القناة وما يسمى بحيادها وجرأتها سيكون له دور في صناعة السياسات المستقبلية لبلده ودور في صناعة الشخصيات التي ستحكم , ففي أثناء نقلها للأحداث كثيراً ماتُظهر شخصيات محددة تتناسب مع دورقطر في المنطقة وهذه الشخصيات هي التي تلمعها وتشهرها حتى يرسخ في ذهن المشاهد العربي أن هذه الشخصيات هي الفاعلة والمؤثرة في الثورات , ومع الدعم السياسي والمالي والإعلامي تكون هذه القيادات الملمعة هي من يبرز في العملية السياسية في نهاية المطاف وتجبر الآخرين على السير ورائها وهو مايجعل هذه القيادات تحت الضغط الشديد وبالتالي تنازلات تلحقها تنازلات حتى تنسجم هذه التنازلات مع دور قطر في المنطقة الذي يسير تحت إشراف أمريكا ومن معها وهو ماشاهدناه في اليمن وتونس وبدأنا نشاهده في سوريا , وأما دور مملكة آل سعود في خدمة الأعداء في المنطقة فهو قديم ومعروف وفي الوقت الراهن أصبح تنافسيا مع قطر, ودورها في الثورات هو بتأثيرها على بعض الاتجاهات والشخصيات الإسلامية التي تؤصل للحكام الطغاة وتدعو الناس إلى عدم الخروج عليهم باعتبارهم ولاة أمر شرعيين وأن هذه الثورات هي خروج على الحكام الشرعيين وأن المظاهرات التي تخرج للشوارع حرام وبالتالي الضوء الأخضر للحكام بالقتل والتدمير , واستثني من هذه الثورات الثورة السورية التي وقفت معها شكلاً والسبب هو وقوف النظام السوري مع حزب الشيطان في لبنان ضد الحريري المقرب من العائلة الحاكمة وبالتالي تأثير النظام السعودي على بعض الاتجاهات والشخصيات الإسلامية التى رأت أن الذي يجري في سوريا هو جهاد في سبيل الله وأن المظاهرات هناك ليست بحرام , وللعلم فإن النظام السعودي كان يرتبط بالنظام السوري النصيري بعلاقات قوية وحميمة واتفاقيات إستراتيجية في عهد المجرم حافظ وحتى عهد بشار إلى أن توترت بسبب مقتل الحريري , ومن أدوار مملكة آل سعود هودورها في ضرب الحركات الإسلامية الجهادية وتشويه صورتها عبر وسائل إعلامها ومنها قناة العربية التي تعتبر بوقاً للإعلام الغربي , ومن أدوار مملكة آل سعود أنها أخذت على عاتقها محاربة جماعة الإخوان المسلمين بشقيها (الوسطي ) والمحافظ أينما وجدت , فالسعودية ووسائل إعلامها وأموالها في حرب مع حركة الإخوان في كل بلد وجدت فيه الحركة ومن يتابع قناة العربية يجد هذا الأمر بوضوح , وحتى حركة المقاومة الإسلامية حماس لم تسلم من مؤامرات مملكة آل سعود فعندما سيطرة حركة حماس على غزة خرجت الفتاوى التي أثر عليها النظام بأن مايجري في غزة هو خروج على ولي الأمر الشرعي محمود الخائن , وفي اليمن قامت مملكة آل سعود بعلاج المخلوع ثم أعادته ليواصل تخريب وتدمير اليمن , وأما مجوس إيران فهم الذراع العسكري والتخريبي الذي زرعه الأعداء في المنطقة وأشرفوا عليه منذ وصول الخميني من باريس إلى طهران , وقد صنع الأعداء من هذه الثورة قوة وحيدة في مواجهة مايسمى (الاستكبار العالمي ) عبر الخطابات والتهديدات المتبادلة المفرغة من الحقيقة والتي صدقها بعض المسلمين , وكان دور هذه الثورة هو تشويه الإسلام الحق بنشر الفكر الشيعي المبني على الخرافات والشركيات ثم تعبئة هذا الفكر بالحقد والكراهية لأهل الحق , واستطاع هذا الفكر تحت الإغراءات المالية و وتحت رعاية الحكومات التغلغل في العالم الإسلامي حتى سيطر على بعضها مثل العراق ويهدد بعض دول المنطقة مثل البحرين والكويت وغيرها , ولان دين الشيعة قائم على الكذب والقصص والخرافات فهو منغلق على نفسه في المرجعيات والسراديب والحسينيات والتجمعات ويحذرون أفرادهم من الاختلاط والاستماع للآخرين حتى لاينكشف كذبهم ولذلك لاتراهم ألا في جماعات ومن شاهدهم في مكة أو المدينة أثناء الحج يعرف ذلك , وعند ظهور الانترنت والفضائيات في الفترة الأخيرة ودخولها إلى كل منزل أصبح من الصعب على المراجع التحكم في مايشاهده المواطن الشيعي في منزله , وبوجود مواقع الانترنت وبعض الفضائيات الإسلامية السنية التي دخلت إلى البيت الشيعي لتفضح قصص وخرافات وكذب المعممين أصبح الفكر الشيعي مكشوفاً بعد أن ضل مغلقاً لفترة طويلة , وبرغم وجود ستين قناة فضائية شيعية تحاول المحافضة على البيت الشيعي إلا أن من دعم هذا الفكر في المنطقة أدرك أنه ساقط لامحاله , فقرر الأعداء أن يضربوا ضربتهم بهذا الفكر قبل سقوطه بمايخدم مخططهم في الشرق الأوسط , وماترونه من علو وتحدي لهذا الفكر في البحرين والعراق واليمن والكويت وغيرها هو ( نطحة فارس الأخيرة ) ولافارس بعدها إنشاء الله , فقطر ومملكة آل سعود وإيران أوراق تلعب بها أيادي اليهود والنصارى في بلاد المسلمين وأدوار يؤدنها لهم بشد هذا تارة وإرخاء هذا تارة أخرى .

وأما استرتيجيتهم في سرقة الثورات فهي مبنية على :

أولا : إطالة مدة الثورات .

ثانيا: إدخال أكبر عدد من القوى والاتجاهات في هذه الثورات وخلق توازنات بينها .

ثالثا : إيصال البلد إلى الانهيار السياسي والعسكري والاقتصادي للاستنجاد بالمجتمع الدولي ليسهل تنفيذ المؤامرة عليه.

فأما إطالة مدة الثورات فهو بالمحافظة على الأنظمة العميلة وعدم السماح بسقوطها السريع حتى تأخذ هذه الأنظمة الفترة الكافية للقتل وتدمير مقومات البلد السياسية والعسكرية والاقتصادية لخلق نظام سياسي ممزق ورهين الساسات الخارجية ونظام عسكري ضعيف ومشتت لايستطيع مقاومة التحديات القادمة ونظام اقتصادي منهار مستقبله رهين المساعدات القطرية والسعودية التي تنفذ الأجندة الصهيوامريكية , وأما إدخال أكبر عدد من الاتجاهات في هذه الثورات لإشراكها في العملية السياسية مع خلق توازنات بينها فان الهدف من ذلك هو ضمان عدم قيام كيان قوي ومتماسك يستطيع السيطرة على البلد سياسيا واقتصاديا وعسكريا ولأجل ذلك تم الحفاظ على بقايا الأنظمة للمشاركة في العملية السياسية المستقبلية , ودعم العلمانيين - وهم قلة - ليشاركوا أيضاً وكذالك الشيوعيين والليبراليين ومختلف الطوائف والأحزاب وحتى التمثيل المناطقي , وتطبيق هذا النظام في بلداننا العربية يؤدي إلى تمزيق ماهو ممزق من تعميق للصراعات السياسية والفكرية والحزبية والمناطقية , وقد صمم هذا النظام بالدرجة الأولى لضرب وتفتيت وتذويب الحركات والجماعات والتنظيمات والشخصيات الإسلامية التي تريد لشريعة الله أن تحكم وصمم أيضاً للصراع والتناحر بين الإسلاميين لإضعافهم وتشتيت قوتهم وتمزيق وحدتهم الممزقة أصلاً وهو ضمان للأعداء بعدم وجود كيان إسلامي قوي يحكم بشريعة الإسلام في بلداننا الإسلامية .

وقبل طرح تجربتنا في الثورة اليمنية لابد أن أوضح أنني وضعت بين القوى المشاركة في المؤامرة (جزء من قيادات الإخوان المسلمين ) , وللأمانة والإنصاف وحتى لاأغضب ربي بظلم أحد أو التفريط في دينه أقول :إن شباب الإخوان ورجال الإخوان في العالم الإسلامي هم الجزء الأكبر بين كل الحركات الإسلامية وفيهم الرجال المجاهدين والدعاة المخلصين وفيهم الرجال الصادقين وفيهم القيادات الغيورة على دينها وأمتها ومنهم خرج الكثير من خيرة رجال الأمة وهم الرقم واحد في كل الثورات الإسلامية , لكن جزء من قيادة الإخوان المتأثرة بالفكر الوسطي القريب من فكرالترابي قد تركوا منهج الحركة الذي سار عليه حسن البنا رحمه الله واقتنعوا بتجربة نظام الحكم العلماني في تركيا ورأوا أن هذا النموذج يمكن تطبيقه في بقية بلدان المسلمين فقرروا الدخول في العمليات السياسية والمشاركة مع بقية القوى والاتجاهات المنحرفة تحت مسميات الدولة المدنية الحديثة وحقوق المواطنة وغيرها من المسميات , والدولة التي تدعم مشروع هذه القيادات سياسياً ومالياً وإعلاميا هي قطر, ولأجل ذلك عقدوا الصفقات مع الولايات المتحدة الأمريكية ومع سفرائها في بلداننا الإسلامية ومع الاتحاد الأوروبي والمنظمات الدولية ومع كل الجهات المذكورة سابقاً لتنفيذ هذا البرنامج , والشيء الخطير في هذه القيادة هي أنها تريد إخضاع بقية الحركات الإسلامية لبرنامجها العلماني بالترغيب أو الترهيب ولو أدى ذلك إلى التعامل مع العدو الأجنبي ضد هذه الحركات , وكان أول تجربة لهذه القيادة هي في العراق وعن طريق طارق الهاشمي الذي دخل في العملية السياسية مع المحتل ومع كل القوى والاتجاهات وشارك في اتفاقية بيع العراق وأدى دوراً فاعلا في تشكيل صحوات العراق التي أنقذت المحتل , ورغم كل مافعله طارق الهاشمي للاحتلال الأمريكي فان أمريكا لم ترضى عنه ولم تثق فيه بل سلمت العراق لحليفها القوي (الشيعة) وأصبح الهاشمي مطارداً ومحكوم عليه بالإعدام , وكم كنت أتمنى أن تستفيد بقية القيادات المهرولة للعلمانية من تجربة الهاشمي في العراق , لكن الذي يحدث هو أن هذه القيادة تكرر نفس الأخطاء في بلدان عربية أخرى بشكل آخر وبمسميات أخرى والنتيجة ستكون هي نفس النتيجة التي خرج بها الهاشمي لان هذا الطريق أولا مخالف لشريعة ربنا والله سبحانه وتعالى لايوفق من سار على غير هديه , وثانياً فان الشعوب المسلمة المتعطشة لشريعة ربها قد أصبحت أكثر وعياً وفهما لهذه المؤامرات ولن تسكت حتى ترى شريعة ربها تحكمها , وفي كل الحالات فان المشروع الذي يسيرون عليه ستكون نتيجته هي الفشل .

وأما في بلد الإيمان والحكمة فقد قامت الثورة اليمنية ضد النظام العائلي الذي حكم اليمن قرابة الثلاثة وثلاين عاما , وشارك في هذه الثورة جميع أبناء الشعب اليمني من علماء ودعاة وقيادات وأفراد , وقدموا فيها الشهداء والجرحى لهدف الخروج من ظلم النظام وطغيانه وأملاً في رؤية العدل والخير والرحمة التي جاءت بها شريعة الإسلام , وكانت الثورة إعتصامات في ساحات المدن مثل صنعاء وتعز وغيرها وتخرج من هذه الساحات مسيرات سلمية تجوب شوارع المدن تهتف بإسقاط النظام فكانت تتصدى لها قوات النظام والبلاطجة فيسقط الشهداء والجرحى , وبرغم وجود السلاح في اليمن بكل أنواعه إلا أن الثورة كانت سلمية حتى نهايتها إلا مواجهات عسكرية في مناطق محدودة مثل الحصبة وأرحب وغيرها , ومن بداية الثورة حتى جمعة الكرامة لم تتدخل الأمم المتحدة ولا المنظمات الدولية ولا أمريكا ولا الاتحاد الأوروبي ولامجلس التعاون الخليجي سوى بالإعراب عن القلق والدعوة إلى ضبط النفس وغيرها من الألفاظ التي فهمها النظام بالخط الأخضر لمواصلة قمع الثورة رغم المجازر البشعة التي كان يرتكبها النظام وكانت تبث مباشرة على الفضائيات , حتى جاءت جمعة الكرامة التي كانت المنعطف الأهم في مسيرة الثورة اليمنية والتي أرتكب فيها النظام مجزرة راح فيها الكثير من الشهداء والجرحى فكانت هذه المجزرة التي أدارها علي عبدا لله نفسه قاصمة له ولنظامه والتي على إثرها بدأت الانشقاقات في نظامه وكان أهمها إنظمام اللواء علي محسن قائد الفرقة الأولى مدرع , ثم توالت الانشقاقات بين قيادات النظام وكان منهم الوزراء وقيادة الألوية من ضباط وجنود ومشايخ القبائل , وشعرنا حينها أن النظام يتهاوى وأن أيامه باتت معدودة , لكن ماحدث حينها هو أن الجانب السياسي قد بدأ ينشط بقوة , وبدأنا حينها نشعر بالمؤامرة على ثورتنا , فالألسن التي كانت خرساء بدأت تنطق والأيادي التي تتربص بثورتنا وكانت مكتوفة بدأت تتحرك , فخرجت تصريحات السفير الأمريكي النارية وتحركت المنظمات الدولية مثل الأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان وتحرك الاتحاد الأوروبي وتحرك مجلس التآمر الخليجي ومندوبه (الزياني) وكل هذه التحركات السياسية هي لإيقاف تدهور النظام السابق حتى يتمكنوا من تنفيذ مخططهم في صياغة مستقبل اليمن , وأتت بعدها حادثة النهدين لتزيد من تهاوي النظام وإذا بالتحركات السياسية تنشط بشكل أكبر وتخرج التصريحات من القوى الدولية والإقليمية والضغط على قوى الثورة بعدم إسقاط النظام , وقد صرح السفير الأمريكي جيرالد بكل وضوح بأنه لن يسمح بسقوط النظام وسيحافظ على وحداته العسكرية لمكافحة الإرهاب وسيجعل كل اليمنيين يشاركون في مكافحة الإرهاب , بل هددت قيادات الثورة بتحريك كثير من الملفات إذا تجاوزت هذا الحد منها إشعال الحرب الأهلية في البلد فرضيت القيادات بهذه المكاسب وأجهضت مطالب الثورة وتحولت من مطالب إسقاط النظام ثم بعد ذلك إلى محاكمة النظام وإلى مؤامرة مشاركة النظام , وأوقفت قوى التآمر على الثورة اليمنية سقوط النظام عند هذا المستوى , بل أعطيت له فرصاً لتحقيق مكاسب عسكرية على الأرض خاصة في أرحب والحصبة لكنه فشل , ودخلت قيادات قوى الثورة في اليمن مع قيادات النظام في العملية السياسية لتشكيل مايسمونه بمستقبل اليمن الذي رسمته مبادرة التآمر الخليجي التي أشرفت عليها الأمم المتحدة وسفير الولايات المتحدة ودول الخليج , وبعد معاناة طويلة لأبناء الشعب اليمني قدم فيها الشهداء والجرحى وتدمير البنى التحتية للبلد خرجت الثورة اليمنية بالتوقيع على مبادرة التآمر الخليجي على اليمن والتي بموجبها تم وضع اليمن تحت الوصاية الدولية ويشرف على تنفيذها ومتابعتها ورفع التقارير عنها بريمر اليمن (جمال بن عمر) , وانتخاب رئيساً توافقياً ينفذ المبادرة الخليجية وهو عبدربه منصور هادي الذي كان نائباً للرئيس المخلوع حتى آخر لحظة , وتقاسمت قوى الثورة بكل أطيافها من (إسلاميين) وعلمانيين وليبراليين واشتراكيين مع النظام السابق القيادات والوزارات والمناصب , وبعد مرور أكثر من سنة من المبادرة المشئومة جاء مايسمونه بالحوار الوطني ألذي سيرسم مستقبل اليمن للفترة القادمة , وأوكل توزيع حصص القوى من المقاعد لبريمراليمن الذي أعطى النظام السابق 112 مقعدا و50 مقعدا للتجمع اليمني للإصلاح و37 مقعداً للحزب الاشتراكي اليمني و30 للتنظيم الناصري و20 مقعداً لأحزاب البعث والتجمع الوحدوي واتحاد القوى والحق بواقع خمسة مقاعد لكل حزب كما خُصص 85 مقعداً للحراك الجنوبي و35 لجماعة الحوثيين (الشيعة) و40 للشباب و40 للنساء و40 لمنظمات المجتمع المدني و62 مقعداً يسمي أصحابها الرئيس عبدربه منصور هادي، إضافة إلى 7 مقاعد لحزب الرشاد السلفي و7 لحزب العدالة والبناء , هذه هي المسرحية التي أخرجت لسرقة الثورة اليمنية وإذا لم توافق هذه القوى على هذه الترتيبات فإن الأوراق التي بيد دول مجلس التآمر الخليجي وأمريكا والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي هي :

1- التهديد بتفجير الوضع الأمني وإدخال البلد في حرب أهلية .

2- تدويل قضية الجنوب وتحريكها نحو الانفصال .

3- قطع المساعدات الخليجية والأممية .

4- دعم المشروع الصفوي الفارسي الذي يتبناه الحوثيون .

وأما أخطر ماواجهته بلدنا فهو مشروع علمنة اليمن وفصل الدين عن الدولة باسم الدولة المدنية الذي شارك فيه أصحاب النموذج التركي من الإسلاميين , فمنذ حوالي ستين سنة لم نسمع بعداء ومحاربة للإسلام ولشريعة الإسلام كالذي نشاهده هذه الأيام في اليمن, ولم نكن نتوقع أن نسمع من الأقوال الكفرية العلنية في بلد الإيمان كالذي نسمعه في ضل حكومة النفاق التي أنشأت , ولم نكن نتوقع أن مشروع الدولة المدنية الحديثة سيفتح أرض اليمن على مصراعيها للطائرات الأمريكية لتقتل أبنا اليمن بمباركة منصور هادي , ولم نكن نتوقع أن صحوات العراق ستتكرر في اليمن لتلاحق أنصار الشريعة , لكن هذا ليس نهاية المطاف فالصحوة الإسلامية القوية بإذن الله لن تسكت ورجال الأمة الصادقين من علماء ودعاة من الإخوان ومن غير الإخوان لن يقفوا مكتوفي الأيدي والجماعات الإسلامية التي تهدف إلى تحكيم الشريعة سوف تنتفض قريباً ولن تتوقف حتى تطرد العلمانية وتحكم شريعة الإسلام في أرض اليمن بإذن الله تعالى , وقد سقت هذه التجارب وهذه الأحداث من ثورتنا اليمنية ليستفيد منها إخواني في الثورة السورية وفي غيرها ليكونوا على حذر من المخطط التآمري الذي بدأ ضدهم والذي تشارك فيه نفس الدول ونفس القوى والاتجاهات مع اختلاف في المسميات والشكليات , فأنا من المتابعين للثورة السورية المباركة منذ بدايتها , فأول المؤامرات ضدكم ياأبناء شامنا الحبيب هي أن القوى الدولية والإقليمية قد تركتكم بتعمد تواجهون النظام المجرم بصدوركم العارية مقابل أحدث الأسلحة التي يمتلكها النظام مما جعل الأعداد الكبيرة من الشهداء والجرحى تسقط ولم تتدخل هذه القوى إلا بالتنديد والشجب والإعراب عن القلق , وعندما قررتم رفع السلاح للدفاع عن أنفسكم وعن أعراضكم كانت أسلحتكم بسيطة مقابل الترسانة الضخمة للعدو , وكان بإمكان الدول المجاورة ودول (أصحاب السمو) التي تدعي مساعدتكم أن تمدكم بصواريخ سام المحمولة والتي تباع في السوق السوداء بأثمان زهيدة لتحييد الطيران الذي دمر المدن والقرى السورية طوال فترة الثورة , وكان بإمكان هذه الدول أن تمدكم بالصواريخ المضادة للدبابات التي يمكن شرائها بسهولة والتي تستطيع إيقاف وتعطيل حركة الدبابات , لكن الحقيقة هي أن هذه القوى قد تعمدت عدم تزويدكم بهذه الأسلحة حتى تطول فترة الثورة و يأخذ النظام حريته في ارتكاب المجازر وتدميرالبنى التحتية للبد حتى إذا حان وقت العملية السياسية تكون البلد قد دمرت إقتصاديا وعسكريا وتفتتت سياسياً ليصبح من السهل على الأعداء صياغة مستقبلها , وكان أبرز ظهور للعملية السياسية بين قوى المؤامرة على الثورة السورية هو ماسمي بخلية الأزمة التي حضرها قيادات كبيرة من النظام مع مسؤولين من الدول المجاورة وقيادات في الاستخبارات العربية والصهيونية لكن التفيجير الذي نفذه المجاهدون الأبطال قد أفشل المشروع السياسي لسرقة الثورة في هذه المرحلة , ثم واصلة ألوية ووحدات وكتائب المجاهدين إحراز الانتصارات تلو الانتصارات وبدأ المجاهدون الأبطال بالسيطرة على وحدات النظام وعلى الحواجز والمنافذ الحدودية وغنموا أسلحة جيدة , وفي هذه المرحلة بدأت العملية السياسية للمتآمرين على الثورة تنشط وبدأ بريمر سوريا (الإبراهيمي) يتحرك بسرعة حتى أخرج تهديده للقوى المشاركة في العملية السياسية بتصريحة المغتضب (سوريا تتجه نحو الحرب الأهلية ) وعند ذلك خرجت العملية السياسية تحت الضغوطات والتهديدات بشكلها العلني بالتوقيع على الائتلاف الذي حدث في الدوحة , وعلى الأرض بدأت وحدات الدفاع الجوي وكتائبه تتساقط بيد المجاهدين واستلم المجاهدون أسلحة حديثة ومتطورة وهم الآن يقتربون من وسط دمشق ومن قصورها , والثورة السورية بفضل الله لازالت بيد أبنائها المجاهدين المرابطين على الثغور وتأثير الائتلاف التآمري على الثورة السورية لازال ضعيفاً وسأقدم لإخواني المجاهدين في أرض الرباط والملاحم شامنا الحبيب نصيحتي التي أرى أنها ستفوت على الأعداء مؤامرتهم على ثورتكم المباركة :

أولا: على إخواننا المجاهدين في جميع الألوية والكتائب والجبهات أن يعلموا أن ماجرى في الدوحة من ائتلاف اعترفت فيه دول تحارب الله ورسوله وتحارب شريعته وحاربتكم أثناء ثورتكم هو مؤامرة لسرقة الثورة السورية وعلى الجميع إلغاء التعامل معه .

ثانياً : على إخواننا المجاهدين في جميع الألوية والكتائب والجبهات أن يتحدوا في تكتل قوي في جميع المناطق السورية تحت هدف إقامة الدولة الإسلامية التي ستحكم بشرع الله وتحت راية واحدة هي راية لااله الاالله محمد رسول الله وإياكم والاختلاف أوالتنازع فيمابينكم لان نتيجة ذلك هي الفشل ( ولاتناعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم واصبروا إن الله مع الصابرين) .

ثالثاً : قد تشتد المؤامرة عليكم لكن بوحدتكم وبثباتكم وصبركم واستعانتكم بربكم ستفشلون كل المؤامرات كما أفشلتموها من قبل وسينصركم الله كما نصركم وأنتم عزل لاتملكون إلاصدوركم وبنادقكم البسيطة .

وأخيراُ أقول لكم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أخبرنا بأن الامرسيصير إِلَى أَنْ تَكُونُوا جُنُودًا مُجَنَّدَةً جُنْدٌ بِالشَّامِ وَ جُنْدٌ بِالْيَمَنِ وَ جُنْدٌ بِالْعِرَاقِ قَالَ ابْنُ حَوَالَةَ خِرْ لِي يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنْ أَدْرَكْتُ ذَلِكَ فَقَالَ عَلَيْكَ بِالشَّامِ فَإِنَّهَا خِيرَةُ اللَّهِ مِنْ أَرْضِهِ يَجْتَبِي إِلَيْهَا خِيرَتَهُ مِنْ عِبَادِهِ فَأَمَّا إِنْ أَبَيْتُمْ فَعَلَيْكُمْ بِيَمَنِكُمْ وَ اسْقُوا مِنْ غُدُرِكُمْ فَإِنَّ اللَّهَ تَوَكَّلَ لِي بِالشَّامِ وَ أَهْلِهِ , فأنتم في خير وجهاد ورباط .. نصركم الله ووفقكم وأعانكم وثبتكم على الحق .

وأخيرا : لقد كتبت هذه السطور في عجالة من أمري وكنت أريد أن أوضح الأمور أكثر لكن تسارع الإحداث في سوريا وقرب تهاوي النظام جعلني أكتبها بسرعة لعلها تصل إلى إخواني هناك ليستفيدوا منها , فأرجو ممن قرأ هذه الرسالة أن ينشرها على شباب الثورة السورية .

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أخوكم / عبدالوهاب الحميري

رابط هذا التعليق
شارك

بارك الله في الكاتب لهذه الرؤيه السياسيه للثوارات التي حدثت في بلاد المسلمين ونسال الله العلي القدير ان يكرمنا بنصر بالشام لان الله تكفل بارض الشام واهلها

رابط هذا التعليق
شارك

Join the conversation

You can post now and register later. If you have an account, sign in now to post with your account.

زوار
اضف رد علي هذا الموضوع....

×   Pasted as rich text.   Paste as plain text instead

  Only 75 emoji are allowed.

×   Your link has been automatically embedded.   Display as a link instead

×   Your previous content has been restored.   Clear editor

×   You cannot paste images directly. Upload or insert images from URL.

جاري التحميل
×
×
  • اضف...