اذهب الي المحتوي
منتدى العقاب

لماذا تأخر النصر عن سوريا؟ الجزء 2 د اياد قنيبى


الرضا

Recommended Posts

تجريد القلب الله

 

أحبتي الكرام ما زلنا نجيب عن سؤال: (لماذا تأخر النصر عن سوريا؟).

 

في الحلقة الماضية قلنا أن النصر لم يتأخر بل هو يولد كل يوم، وذكرنا مِن حكم تأخر النصر أن الله يريد أن يستخرج من عباده في الشام عبودية الصبر على البلاء ويتخذ منهم شهداء، ويريد تعالى أن يضرب أمثلة معاصرة نتخذها قدوات، ويريد إن شاء الله أن يمكن لأهل الشام ويجعلهم في طليعة العزة والنصر للأمة وهذه الجائزة تحتاج بلاء طويلا.

 

نتابع اليوم فنقول:

الحكمة الرابعة: أن الله يريد أن يصفي قلوب عباده في الشام من التعلق بغيره. رفع إخواننا في الشام شعار (ما لنا غيرك يا الله). هذا شعار عظيم، إن صدق حاملوه فلهم من الله تعالى ((ومن يتوكل على الله فهو حسبه))...لكن حتى يصدق حاملوه وتتجرد قلوبهم لله فلا بد من تربية...تربية طويلة يخلو فيها القلب من التعلق بالأسباب الأرضية كلها. فاللجوء إلى الله بصدق مقامٌ عزيزٌ يأبى أن يُزاحِم أو يُزاحَم ... فيبقى خارج القلب إلى أن يطهر القلب من الأسباب الأرضية الخالية عن الله تعالى.

 

إخواننا في سوريا لجؤوا إلى الله تعالى، لكن هذا اللجوء يحتاج إلى تنقية وتجرد. فلو راجعنا أسماء أيام الجمعة منذ بدء الثورات فسنلاحظ أنها تطورت شيئا فشيئا بحيث بدأت مطالبَ إنسانية عامة ثم حملت طابع طَرق الأسباب الأرضية ومحاولة إرضاء الأقليات، ثم بدأ اليأس من البشر والتعلق برب البشر سبحانه. هذه هي التربية التي تتحقق بالبلاء الطويل. تعالوا نستعرض أسماء الجمعات بدءا من 18-3-2011 وحتى الجمعة الماضية 6-7-2012:

الجمعة 18 آذار 2011 ( الكرامة )

الجمعة 25 آذار 2011 (العزة)

الجمعة 1 نيسان 2011 (الشهداء)

الجمعة 8 نيسان 2011 (الصمود)

الجمعة 15 نيسان 2011 (الإصرار)

الجمعة 22 نيسان 2011 (العظيمة) في إشارة إلى عيد القيامة لدى النصارى بعد يومين من هذا التاريخ

الجمعة 29 نيسان 2011 (الغضب)

الجمعة 6 أيار 2011 (التحدي)

الجمعة 13 أيار 2011 (الحرائر)

الجمعة 20 أيار 2011 (أزادي: الحرية)

الجمعة 27 أيار 2011 (حماة الديار) في محاولة لاستمالة الجيش للوقوف مع الثورة

الجمعة3حزيران2011 (أطفال سورية)

الجمعة 10 حزيران 2011 (العشائر)

الجمعة17حزيران2011 (صالح العلي) وهو اسم ثوري من الطائفة العلوية ثار ضد الفرنسيين

الجمعة 24 حزيران 2011 (سقوط الشرعية) أي الشرعية الدولية

الجمعة 1 تمّوز 2011 ( ارحل)

الجمعة 8 تموز 2011 ( لا للحوار )

الجمعة 15 تمّوز 2011 ( أسرى الحريّة )

الجمعة 22 تموز 2011 (أحفاد خالد)

الجمعة 29 تمّوز 2011 (صمتكم يقتلنا)

الجمعة 5 آب (الله معنا)

الجمعة 12 آب 2011 ( لن نركع إلا لله)

الجمعة 19 آب 2011 (بشائر النصر)

الجمعة 26 آب 2011 (الصبر والثبات)

الجمعة 2 أيلول 2011 (الموت ولا المَذلّة)

الجمعة 9 أيلول 2011 (الحماية الدولية)

الجمعة 16 أيلول2011( ماضون حتى إسقاط النظام)

الجمعة 23 أيلول 2011(وحدة المعارضة)

الجمعة 30 أيلول 2011 ( النصر لشامنا ويمننا )

الجمعة 7 تشرين الأول 2011 (المجلس الوطني يمثّلني )

الجمعة 14 تشرين الأول 2011(أحرار الجيش)

الجمعة 21 تشرين الأول 2011 (شهداء المهلة العربية)

الجمعة 28 تشرين الأول 2011 (الحظر الجوّي)

الجمعة 4 تشرين الثاني 2011 (الله أكبر)

الجمعة 11 تشرين الثاني 2011 ( تجميد العضوية مطلبنا )

الجمعة 18 تشرين الثاني 2011 ( جمعة طرد السفراء )

الجمعة25تشرين الثاني 2011 (الجيش الحر يحميني )

الجمعة2 كانون الاول 2011 ( المنطقة العازلة مطلبنا )

الجمعة 9 كانون الاول2011 ( اضراب الكرامة )

الجمعة 16 كانون الاول 2011 ( الجامعة العربية تقتلنا )

الجمعة 23 كانون الاول 2011 ( بروتوكول الموت )

الجمعة 30 كانون الاول 2011 ( الزحف الى ساحات الحرية )

الجمعة 6 كانون الثاني 2012 ( إن تنصروا الله ينصركم )

الجمعة 13 كانون الثاني 2012 ( دعم الجيش السوري الحر)

الجمعة 20 كانون الثاني 2012 ( معتقلي الثورة )

الجمعة 27 كانون الثاني 2012 ( حق الدفاع عن النفس )

الجمعة 3 شباط 2012 ( عذرا حماة سامحينا )

الجمعة 10 شباط 2012 ( النفير العام – روسيا تقتل أطفالنا )

الجمعة 17 شباط 2012 ( المقاومة الشعبية )

الجمعة 24 شباط 2012 ( سننتفض لأجلك بابا عمرو )

الجمعة 2 آذار 2012 ( تسليح الجيش الحر)

الجمعة 9 آذار 2012 ( ذكرى وفاء للانتفاضة الكردية 2004)...وهُتف فيها في بعض المناطق بهتاف (الشعب يريد خلافة من جديد).

الجمعة 16 آذار 2012 ( التدخل العسكري الفوري )

الجمعة 23 آذار 2012 ( قادمون يا دمشق )

الجمعة 30 آذار 2012( خذلنا المسلمون والعرب)...بدأ اليأس من البشر

الجمعة 6 نيسان 2012 ( من جهّز غازياً فقد غزا )

الجمعة 13 نيسان 2012 ( ثورة لكل السوريين )

الجمعة 20 نيسان 2012 ( سننتصر ويُهزم الأسد )

الجمعة 27 نيسان 2012 ( أتى أمر الله فلا تستعجلوه )

الجمعة 4 أيّار 2012 ( إخلاصُنا خَلاصُنا )

الجمعة 11 أيار 2012 ( نصر من الله وفتح قريب)

الجمعة 18 أيار 2012 ( أبطال جامعة حلب )

الجمعة 25 أيار 2012 ( دمشق موعدنا القريب )

الجمعة 1 حزيران 2012 ( أطفال الحولة مشاعل النصر )

الجمعة 8 حزيران 2012 ( ثوّار وتجّار .. يدا بيد حتى الانتصار )

الجمعة 15 حزيران 2012 ( الاستعداد العام للنفير العام )

الجمعة 22 حزيران 2012 ( إذا كان الحكام متخاذلين فأين الشعوب؟)

الجمعة 29 حزيران 2012 ( واثقون بنصر الله)

الجمعة 6 تمّوز 2012 ( حرب التحرير الشعبية)

 

ما الدروس التي سنخرج بها من تطور الشعارات؟

 

بداية إخواني أوضح أن الحديث هنا ليس عن مشروعية المطالبة بالتدخل الدولي أو الحظر الجوي أو تسليح الجيش الحر. كذلك نحن نعي أن خلو الشعار في جمعة ما من اسم الله تعالى أو عبارات قرآنية لا يعني بالضرورة تراجع إيمان رافعي هذا الشعار. إنما الحديث عن دلالة الشعارات على الحالة النفسية التي يعيشها إخواننا لنتلمس من خلالها التربية الربانية لعباده وكيف يتراوح الإنسان في البلاء الطويل بين حالات متباينة، ولنتلمس الطريق إلى تسريع الفرج.

إذن ماذا نلاحظ:

 

1) الجمعة 22 تموز 2011 (أحفاد خالد)... هذا أول شعار يحمل مسحة دينية إذا تجاوزنا جمعة الشهداء في بدايات الثورة، حيث أن كلمة شهداء كثيرا ما تستخدم استخداما فضفاضا للتعبير عمن يسقط في سبيل الحرية أو الوطن...إذن مرت أربعة أشهر وأسماء الجمعات ليس فيها أية مسحة إسلامية.

2) بعض الشعارات حملت طابع استمالة النصارى أو العلويين أو الجيش فيما بدا وكأنه تنصل من إظهار الثورة على أنها ثورة إسلامية. والبعض الآخر من الشعارات كان يحمل مصطلحات النظام العالمي مثل "الشرعية"، تجميد العضوية، طرد السفراء، المجلس الوطني. والبعض منها يعول على ما يسمى بالمجتمع الدولي.

3) مع طول البلاء ازداد اليأس من هذه الاطراف جميعها وبدأت هذه الشعارات تتلاشى شيئا فشيئا ويظهر بدلا منها شعارات اللجوء إلى الله.

4) على الرغم مما سبق إلا أن الشعارات لا زالت تتراوح بين هذا المعنى العظيم تارة والمعاني الأرضية تارة أخرى.

 

إذن في المحصلة، ما الذي حصل خلال الستة عشر شهرا الماضية من الثورة؟

إخواننا في الشام ثاروا على الطاغية، واستعانوا بالله، لكن القلب لم يتجرد لله بعد، ولم يخلُ من التعلق بالأسباب الأرضية. ظنوا البلاء سيزول سريعا، لكنه طال. فلجؤوا إلى البدائل الأرضية، فخذلتهم...فعادوا إلى اللجوء إلى الله...لكن ما زال القلب بحاجة إلى تجرد لله..طال البلاء فلجؤوا من جديد إلى البدائل الأرضية، فلم يجدوا عندها إلا الخذلان والجدب والسراب. وعانوا غصة وهما وقهرا وخيبة أمل في المخلوقين !

 

يا أهلنا في الشام...نقولها لكم على استحياء منكم لأننا مثلكم مقهورون فلم نستطع نصرتكم تمام النصرة...نقولها لكم وأنتم من تُعلموننا هذه المعاني لكن من باب ((وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنون))، من باب النصرة بالنصيحة. نقولها لكم: بعد اتخاذ الأسباب المادية الشرعية من جهاد ودعم للمجاهدين، ايأسوا من الأسباب الأرضية جميعها حتى يخلو القلب للتعلق بالله فتستحقوا: ((ومن يتوكل على الله فهو حسبه)).

إنها اللحظة التي تلقنون فيها التربية الربانية وتيأسون من الأسباب الأرضية كلها، وتَشرقون بمرارة ضعف قوتكم وقلة حيلتكم وهوانكم على الناس...إنها لحظة اليأس والقنوط والقحط والإمحال من كل شيء...لحظة خلو القلب من كل شيء...لحظة انهيار الأمل في كل شيء...كل شيء!...هي اللحظة المناسبة لشعور اللجوء بصدق إلى الله أن ينقذف في القلب! وما أقرب الفرج حينئذ.

 

يا ساداتنا في الشام، تذكروا لحظات الأنبياء عليهم الصلاة والسلام... صحيح أن حياة الأنبياء كلها تعلق بالله، لكن الله تعالى ربى أنبياءه فعرضهم للشدائد ليتمحص هذا التعلق بالله ويصفو ويتجرد ويبلغ الذروة ويشتد اليأس في المقابل من المخلوقين فيأتي الفرج.

قال الله تعالى: ((لقد كان في قصصهم عبرة لأولي الألباب)). فلنأخذ العبرة من قصص الأنبياء عليهم السلام.

كلحظة نوح إذ دعا ربه: (أني مغلوبٌ فانتصر)... فأنجاه الله ومن آمن معه في الفلك.

كلحظة إبراهيم إذ قال: (حسبي الله ونعم الوكيل) وقلبه متجرد من التعلق بغير الله... فجعل الله النار بردًا وسلامًا عليه .

 

كلحظة يونس إذ أدرك أن البلاء ما كان إلا بذنب فقال: (لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين)... فنجاه الله من الغم وأخرجه من بطن الحوت.

كلحظة موسى إذ قال واثقا بنصر ربه: (إن معي ربي سيهدين) فنجاه الله وأورثه وقومه مشارق الأرض ومغاربها التي بارك فيها.

كلحظة أيوب إذ نادى ربه (أني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين).. فكشف الله ما به من ضر وآتاه أهله ومثلهم معهم.

 

كلحظة يوسف إذ خلا قلبه من التعلق بالملك وبالخروج المشوب من السجن فقال: ارجع إلى ربك فاسأله .. فأنجاه الله من السجن وآتاه ملكًا ومكن له في الأرض بعد استضعاف.

 

كلحظة يعقوب إذ وثق برحمة ربه فقال لبنيه: (ولا تيأسوا من روح الله)... فرد الله عليه أبناءه وبصره .

كلحظة محمد صلى الله عليه وآله وسلم إذ قال: (لا تحزن إن الله معنا)...فأنجاه الله من سيوف المشركين التي كانت فوق رأسه في الصحراء وأوصله سالما إلى المدينة حيث التمكين بعد استضعاف.

كلحظة الثلاثة الذين خُلِّفوا حتى إذا ضاقت عليهم الأرض بما رحبت وضاقت عليهم أنفسهم ويئسوا من كل شيء وأيقنوا الّا ملجأ من الله إلا إليه فجاء الفرج.

 

إنها لحظة اليأس من المخلوقين ، فلا يبقى إلا الرجاء في الخالق ، فيأتي الفرج سريعًا: ((حتى إذا استيأس الرسل وظنوا أنهم قد كذبوا جاءهم نصرنا فنجي من نشاء ولا يرد بأسنا عن القوم المجرمين)) (يوسف).

إنها لحظة اليقين الخالص بصدق الله ، والثقة المطلقة بقدرته على تنجيتنا مهما أمحلت الأسباب وبأن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء، لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، وإن اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك.

 

يا أهلنا في الشام...نرى أن الله تعالى يعدكم لمهمة عظيمة بإذن الله، مهمة قيادة الأمة. ومن له هذا الشرف لا بد أن يتجرد قلبه لله. فاختصروا على أنفسكم الوقت...فطالما بقي في القلب تعلق بغير الله سيستمر البلاء لتتنقى القلوب. أما إن عشتم اللحظة المذكورة فما أسرع النصر حينئذ. نصر الله قريب لكن نحن الذين نقترب منه بالتجرد لله أو نبتعد عنه بالتعلق بغيره.

 

فاحذروا من دعوة الجاهلين الذين يطالبون برجوع الشعارات إلى القيم الوطنية والإنسانية العامة وينادون بألا تحمل هذه الشعارات طابعا دينيا. أي يريدون أن تخلو الشعارات من التعلق بالله. فإنكم إن أطعتم هؤلاء عدتم إلى المربع الأول وتهتم في دهاليز الأسباب الأرضية الخالية عن الله من جديد. وسيطول البلاء أكثر فأكثر إلى أن تلقنوا الدرس الرباني.

 

فاثبتوا يا ساداتنا على (ما لنا غيرك يا الله)، واثبتوا على (إخلاصنا خلاصنا)، واثبتوا على (إن ينصركم الله فلا غالب لكم)، واثبتوا على (إن تنصروا الله ينصركم )، واثبتوا على (الله أكبر)، واثبتوا على (لن نركع إلا لله)، واثبتوا على (نصر من الله وفتح قريب)...وحينئذ إن قلتموها واثقين بها مجرِّدين قلوبكم لها فالنصر من الله قريب، والفتح، والله، قريب.

 

فهذه حكمة من حكم الله في تطويل البلاء على أهلنا في الشام...حتى تتجرد قلوبهم لله وتخلو من التعلق بمن دونَه، ولو أتى الفرج قبل ذلك لخرجوا من المحنة والقلب لم يتجرد لله، ولَفاتهم الوصول إلى هذا المقام العظيم...هل بقيت حكم نتكلم عنها؟ نعم، في الحلقات القادمة بإذن الله.

 

والسلام عليكم ورحمة الله.

 

http://al-furqan.org/PR/Default.aspx?pid=531&pvr=1

رابط هذا التعليق
شارك

Join the conversation

You can post now and register later. If you have an account, sign in now to post with your account.

زوار
اضف رد علي هذا الموضوع....

×   Pasted as rich text.   Paste as plain text instead

  Only 75 emoji are allowed.

×   Your link has been automatically embedded.   Display as a link instead

×   Your previous content has been restored.   Clear editor

×   You cannot paste images directly. Upload or insert images from URL.

جاري التحميل
×
×
  • اضف...