اذهب الي المحتوي
منتدى العقاب

خطبة جمعة للشيخ محمد عفيف شديد حول المستجدات في بلاد الشام


ورقة

Recommended Posts

الحمد لله الذي نفث في رُوعِنا عزائمَ الأعزة واِرادات الرِّجال وهممَ الأمجاد.. الحمد لله نَدَبَنا أن نُعرِضَ عن من نَجَمَ النفاقُ في قلبِه.. فارتكسَت مروءَتُه.. وتبخّرَت عزتُه.. وانتكست همتُه.. فصار وضيعا بعد أن أراده الاسلام عاليَ الرأسِ مشارا اليه بالبنان.. فأبى الا النزولَ الى القيعان

وأشهدُ أن لا اله الا الله.. أبى علينا هذا الهوانَ الذي نعيشُه.. فلا تهنوا وتدعوا الى السَّلمِ وأنتم الأعلون والله معكم ولن يتِرَكم أعمالَكم.. وأشهد أنَّ محمدا عبدُ الله ورسولُه.. أرى أهلَ مكة تحديا وعِزا فخرجَ في صفَّين من المؤمنين.. وأشار الى أبي جهل بالذبح عندما حاول ايذاءَ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم

 

أيها المسلمون: ليس منا ولا يَمُتُّ الينا بِصِلة من ذهب يُزَقزِقُ ويُنَقنِقُ فرِحا بقدوم اوباما الى فلسطين، وما التّزَلّفُ الى عدو الله الا دونيةً وانحطاطاً وقماءةً وصَغاراً.. واذا كانت النفوس صِغارا....فلا خيرَ في وَضاءَةِ الهِندامِ

 

وأنتم يا من صَغُرت هممُكم وغاض الشرفُ من حياتكم ورضيتم بأن تكونوا على هامش الحياة.. فأنتم لا تُمثلون الا أنفسَكم. فأهل القدسِ وأهلُ فِلسطين لا يتطلعون بنارِ الشوق لأن يُدَنِّسَ الكافرُ أرضَ الاسراء والمعراج.. وما كانت ثقةُ المقدسيين وأهلِ فلسطين الا بربّهم.. لا بهاذا الكافر الحربي المجرم ولا بأوليائِه. والحقُّ أيها الظِّنّينُ لن يُعيدَه كافر، انما تعيده سواعدُ الرجال المتوضئة وجباهُهُمُ الساجدة. واذا كان هو سيدَك، فانما هو عدوُّنا اللدود.. وأنتم معه كذلك، ومن كان على شاكلتك من زعانف القوم في هذه الديار.

 

فلا أهلا بك ولا سهلاً يا عدوَّ الله على أرضِ الاسراء والمعراج وأنت ملعون في السماوات والارضِ أنتَ ومن رحَّبَ بك واحتفى بقدومك.. فخبتَ وخاب مَسعاك وخاب كلُ من تطلع بلهفة لزيارتك، وبؤتم بجهنم منزِلا ونُزُلا.. اربعوا على أنفسكم أيها الحثالاتُ الساقطون.. وما كانت أيدي أسرانا البواسلِ لتصفقَ للغريب العدوِّ لو حُرِّرَت من قيودِها كما تهرفون، انما كانت لِتَصفَعَكم وتصعفَعَه.. ولن نصفّق الا للاسلام العزيز وأهلِه.

 

ان كلَّ من يثمّنُ زيارةَ كافر حربي الى أرض الاسراء والمعراج، ويستبقُها بهذا النفاق الممجوج، ويصفها بالزيارة التاريخية العظيمة قبل أن تبدأ، انما هو من رَهطِ عدوّ الله عبدِ الله بن أبي.. جدّ كلَّ مفرط في ولائه وجدّ كلَِ منحرف عن دائرته.. وجدَّ كلِّ مغرد في غير سِربِه.. فترى الذين في قلوبهم مرض يسارعون فيهم..

 

وفِّروا على أنفسكم هذا التَّزلُّفَ النَتِن.. وارتكسوا الى حَمَأَةِ الأذلة.. أحبابِ يهود والنصارى فتلك هي بيوتكم.. واخرجوا من حياة الأعزة ونواديهم فليست لكم بمثوى ولا مكان.. انما أنتم دَخَن لا خير فيه..

 

ويومَ القيامة مشهد لكم مثير ومُرَوَِع.. اذ تَبَرّأَ الذين اتَُبِعوا من الذين اتَبَعوا ورأَوا العذابَ وتقطَّعَت بهم الأسباب.. سيُعلِنونَها وسيُعلِنُها أوباما وهو يتَلَظّى معكم: ما كنتم ايانا تعبدون.. سيُعلنها وقد زُيَِلَ بينَكم.. واذا حُشِرَ الناسُ كانوا لهم أعداءً وكانوا بعبادتهم كافرين.. واذ يتحاجّونَ في النار.. فيقولُ الضعفاءُ للذين استكبروا انا كنا لكم تَبَعاً فهل أنتم مغنون عنا نصيباً من النّار.. قال الذين استكبروا انا كل فيها.. ان الله قد حَكَمَ بين العباد.. انّها سعير أيّها الناس.. انها ويل.. انها لظى.. انها جهنَم.. انها دارُ الابلاس والندمِ والحسرات.. وانه الولاء الذي يقرر المصيرَ.. فهل يتخلى أتباعُ الظلمة عن من سيقودونهم معهم الى حيثُ الشهيقُ والزفير.. الى حيث الغِسلينُ والماءُ الحميم.. الى حيث السلاسل والأغلال.. فهل من رجوع واياب قبل أن لا يكونَ رجوع واياب.. ومن لم يعِ ولم يسمع ولم يعقِل ولم يتعظ، فعلى نفسها جنت براقش.. وبراقش بالمناسبة كلبة

 

أيّها المسلمون: في أيام الفتن يُصبحُ الرجل مؤمنا ويمسي كافرا ويمسي كافرا ويصبح مؤمنا يبيع دينَه بعَرَض من الدنيا.. وويل للذي تَزِلُّ قدمُه بعد ثبوتها.. وويل للذي يشتري بآيات اللهِ ثمنا قليلا.. وننادي على اولئك الذين اكتتبوا أنفسَهم في سجلّ الجهاد في لبنان يوما من الأيام.. واولئك الذين دَعت لهم القلوب قبل الألسنة.. الى أين أنتم ذاهبون؟؟ هل تريدون حَرقَ كلَِ أوراقِكم الثبوتية عند الأمة؟؟ هل تريدون استبدال عواطفِ التأييد بغضب اللعنات تتنزَّلُ عليكم.. لماذا لم يحسب أحد منهم حسابا لخاتمتِه ونهايتِه؟؟ هل كانت البداية غير مخلصة؟؟ هل كان المسارُ مَمهورا بعدم الاخلاص.. هل قام جِبِلَّةُ بن الأيهمِ من قبرِه فأهداهم تجربتَه في النَُكوصِ على الأعقاب.. هل نزَعَهم عِرق من ذي الخُوَيصِرَةِ وقد قال في أمثاله رسول الله صلى الله عليه وسلم: يمُرقون من الاسلام مروقَ السهم من الرمية.. تنظُرُ الى قَذَدِه والى نصله فلا ترى شيئا، وهو قد جاوز الفرثَ والدم.. يقرأون القرآن لا يجاوز حناجرَهم، يَخرُجونَ على حين فرقة من المسلمين..

فلماذا يا هؤلاء تؤذون أحباب الله وتقتلونهم.. لماذا توقدون على نارِ فتنة طائفية شبه نائمة.. لماذا تدفعون وتدافعون عن المجرم الا ان تكونوا من اخلائه واخدانِه.. الا ترَون أنكم مغرورون ومغَفَّلون.. مغرورون بعدم قبولكم للنصيحة، ومغفلون لأنكم لا تبصرون ما يجري حولَكم وقد دنت نهايةُ المجرمين.. وهل طريقُ تحريرِ القدس يا أصحاب اللحى تمرُّ من عبر حمص والقصير.. لماذا تقتربون من نهاية كنهاية قُزمان.. وقد خُدِعَ بعضُ المسلمين ببطولاته في يوم أُحُد وقد قَتلَ وحدَه سبعة من المشركين، لتلهَجَ له الألسنةُ بالمديح يُكالُ له كيلا بلا حساب: ما أَجزَأَ منا أحد اليومَ كَقُزمان، ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول عنه.. انه من أهل النار.. حتى فَضَحَ نفسه وهو يُغَرغِرُ بعدَ انتحاره أنه كان يدافع عن بني قومه لا في سبيل الله.. وأنتم هل قاتلتم وتقاتلون للدفاع عن بني مذهبِكم.. اعلاءً للباطل.. أمعقول هذا؟! يا من تقتلون الأبرياءَ على أرضِ الشام وتعينون المجرمَ المُبير.. أمعقول هذا.. وهل ترجِعونَ عن غَيَِكم كما رجعَ بن وَقَش.. كان كارها لدين الله وأتباعه، ثم بدا له والمعركة محتدمة أن يلتحِقَ بصفوف جيش المسلمين وقد عرف الحقَّ قلبُه، فقُتِلَ شهيدا ولمَا يُقَدِمُ غيرَ شهادةَ التوحيد؟؟

 

عودوا الى رشدِكم.. وانتهوا خيرا لكم.. فان أبيتم فكونوا على الأقل لزاما لا عليها ولا لها.. فطوبى لمن تذكر وكان له قلب وألقى السمع وهو شهيد.. وويل لمن يسمع آيات الله تُتلى عليهُ ثم يُصِرُّ مستكبراً، كأن لم يسمعها، كأنَّ في أُذُنِه وقراً

 

الخطبة الثانية

 

ألحمدُ للهِ يُدَبِّرُ الأمرَ ويُزجيه، ويقولُ الحقَّ ويَهدي اليه.. الحمد لله.. كلَّ يوم هو في شأن.. يقبضُ ويبسُطُ يعزُّ ويُذِلّ.. ويخفضُ أقواماً ويرفَعُ آخرين.. وأشهدُ أن لا اله الا الله كَتب على نفسِه أن ينصرَ أحبابَه وأولياءَه، كتب الله لأغلبَنّ أنا ورسلي ان الله قوي عزيز.. ولقد سبقت كلمتُنا لعبادِنا المُرسَلين أنهم لَهُمُ المنصورون، وأن جندَنا لَهمُ الغالبون.. وأشهدُ أن محمدا عبده ورسوله.. صَنَعَ اللهُ على يديه رجالاً يُقسِمون بالله وهم مستيقِنون.. والله لَيَنصُرَنَّ اللهُ وليَّه.. والله ليُظهِرَنَّ اللهُ دينَه.. واللهِ لَيَهزِمَنَّ اللهُ عدوَّه...

 

أيها المسلمون: الدنيا تمورُ اليوم مَوراً.. والمفاجآتُ تَترى والتوقعات مجولة.. واللهُ يُدَبِّر.. وقد آن أوانُ تغيير الحال. لقد آن أوانُ لَجمِ الباطلِ وازهاقه.. لقد آن أوان بزوغِ شمس الحقِّ.. ولقد آن أوانُ المستضعفين في الأرض أن يُمَكَّنَ لهم.. آن أوان الفراعنة والمجرمين أن يُمحَقوا ويُنبَذوا.. جاءت الرّادفةُ لكم أيها القتلة.. تتبعُها الرادفة.. تردِفُكم الى ما وراء مجاهيل العَدَم.. بل الى دِمَن الخِزيِ والعار!

 

أيها المسلمون: مرةً أخرى.. أهلُ الشام بريئون ممن تلوثت أيديهم بمصافحةِ ومقاربةِ القتلة والتزلفِ لهم.. أهلُ الشامِ يستعيذون بالله من هذه الحُثالات الذين فرضتهم أمريكا وصنعهم الكافر على عينه.. ألا ترون الى حبِّهِ وشَغَفهِ وتعَلُّقِهِ بهم!! أهل الشام أغناهم الله عن أن يمثلَهم من ليس منهم لا انتماءً ولا شرفاً ولا عزةً ولا مروءة. فيا جندَ الشام، انبُذوا هؤلاء من حياتكم.. وانبِذوا اليهم على سواء ان الله لا يحب الخائنين..

 

وأنتم يا أكابر المجرمين في كل عواصم العرب والمسلمين.. يا زعانِفَ العارِ المُكَلَّلِ بالشَّنار.. حَتّامَ هذه اللامبالاة.. حتامَ هذا التآمر.. حتامَ هذه النقيصة.. حتامَ تتفرجون على الدماءِ في الشامٍ تُسفَحُ وتُسفَكُ وعلى الأعراضِ تُتنتَهَك، وعلى العُمرانِ يُنتَقَض، وعلى الحياة تُحرَق.. يا من فقدتم الشرفَ كلَّه.. يا من تحولتم الى قوالبَ من صًلصال من حمأ مسنون، تزكُمُ رائحتُه الأنوف.. يا من لا تخجَلون.. يا من أوحَيتم الى المجرم لِيُغرِقَ حجارةَ الشام بدماءِ أبنائها.. قتلكمُ اللهُ وأراحَنا من فسادكم وعُهرِكم.. وجَعَلَكم عِبرةً ونَكالا للحاضر والباد.. ولا أكثرَ اللهُ في الأمةِ من أمثالِكم.. أوكَسَكُم اللهُ في حفرات انهدام اللعنات الأبدية..

 

أيها المسلمون: لا بدّ للنائم منكم أن يستيقظ، ولا بدّ للقاعدِ منكم أن يقومَ وينطلقَ، ولا بدّ للمكابرِ منكم أن يَرضَخَ للحق طوعا أو كَرها.. ولا بدّ لهذا العِنادِ في الباطلِ أن يندَثِرَ على صخرةِ للحقّ.. لا بد للمُبَرّرين لأهل الباطل باطلَهم أن يثوبوا الى رشدِهم.. فالحكيم الفهيم دائما وقّاف عند الحقّ.. والمتكبرُ هو الذي يقول للغراب عنزة ولو طارت.. ولا أرى على أرضنا الا غِربانا وبيمانا.. فذلك الذي يُغرِقُ أنفاقَ غزة بمياهِ الصرف الصحي.. ما فطِنَ لها عدوُّ الله من يهود.. وذاك الذي يرجو انفراجا لِقدومِ عدوِّ اللهِ الى أرضِ الاسراءِ والمعراج.. واولئك الذين يصدَون عن سبيلِ الله ويَبغونَها عِوَجا، ويؤذون الذين يأمرون بالقِسطِ من النّاس.. واولئك الذين يصنَعونَ مدافعَ الحقدِ والغدرِ العملاقة ليَقتلوا بها المسلمين على أرض العراق وأفغانستان وباكستان.. والجزائر ومالي.. ولا أرى خلاصا لأحدِكم يومَ العرضِ الأكبر.. لا أراه بكثرةِ صلاة ولا صيام ولا صَدَقَة وحسب.. انّما أراه بولائه لله وللرسول والذين آمنوا..

 

قبل أن يقفَ أحدُكم موقفَ المتحسر النادم ولات حين مندمِ.. ويوم يَعَضُّ الظالمُ على يديه يقول يا ليتني اتخذت مع الرسول سبيلا، يا ويلتا ليتني لم أتخذ فُلانا خليلا.. لقد أضَلّني عن الذِّكر بعد اذ جاءَني، وكان الشيطانُ للانسانِ خَذولا.. يوم يُوَلوِلُ أحَدُكم يقولُ للظالم الذي تولاه وأطاعَه ووثِقَ به.. يا ليت بيني وبينك بُعدَ المشرقين فبئس القرين.. وأنّى له ذلك، قال ادخلوا في أمم قد خلت من قبلكم من الجنَِ والانسِ في النار، كلما دخلت أمة لَعَنت أختَها.

 

اللهم تولَّنا أنت في جميع أمورنا.. وولِّ أمورَنا أولياءَنا وخِيارَنا وأحبابنا.. واصرِف عنا مِن حياتنا أشرارَنا وحُثالاتِنا وزَوانَ بيدَرِنا وعُثيِرَ حقلِنا.. أللهمّ لا تُوَلِّنا غيرَك.. ولا تسلط علينا عدوَّك.. ولا تحرمنا رِفدَك، ولا تؤاخذنا بما فعله السفهاءُ منا.. اللهم لا يُخلَفُ وعدُك.. ولا يُهزَمُ جندُك ولا يَخافُ اولياؤك.. فاضرب علينا سُرادِقاتِ حفظِك، وسربِلنا بسِربالِ عافيتِك، ورَدِّنا بِرداءِ معافاتِك، وكُن لنا حافظا ومُعينا وناصرا، كما عهدناك دائما.. فأنتَ خير حافظاً وأنتَ أرحمُ الراحمين.

رابط هذا التعليق
شارك

Join the conversation

You can post now and register later. If you have an account, sign in now to post with your account.

زوار
اضف رد علي هذا الموضوع....

×   Pasted as rich text.   Paste as plain text instead

  Only 75 emoji are allowed.

×   Your link has been automatically embedded.   Display as a link instead

×   Your previous content has been restored.   Clear editor

×   You cannot paste images directly. Upload or insert images from URL.

جاري التحميل
×
×
  • اضف...