اذهب الي المحتوي
منتدى العقاب

مقال: مسلسل الغنم القاصية لا توقفه إلا دولة تحمي المسلمين وترعاهم


صوت الخلافة

Recommended Posts

May be an image of ‎1 person and ‎text that says '‎مقال مسلسل الغنم القاصية لا توقفه إلا دولة تحمي المسلمين وترعاهم أ. غادة عبد الجبار رأم أواب ولاية السودان‎'‎‎

بسم الله الرحمن الرحيم

مسلسل الغنم القاصية لا توقفه إلا دولة تحمي المسلمين وترعاهم

https://www.hizb-ut-tahrir.info/ar/index.php/sporadic-sections/articles/political/90121.html

 

يمر أكثر من 100 يوم على الحرب العبثية وأهل السودان يطل عليهم شبح الأزمة الإنسانية التي خلفها الاقتتال، الذي قطع شرايين الحياة من مدينة الخرطوم، وضاق الخناق على الناس من كل جهة ولا ملجأ من المعاناة بعد قطوعات الكهرباء والمياه والغاز والغلاء الفاحش. يتزامن ذلك مع انعدام السيولة النقدية بسبب نهب البنوك فأصبحت الخرطوم لا تصلح لسكن البشر كما تنبأ بذلك قائد قوات الدعم السريع.

 

والآن أصبح شبح الجوع يلاحق من بقي مرابطا في داره بسبب ضيق ذات اليد الذي أقعده عن السفر في ظل الأرقام الفلكية لسعر تذاكر السفر خارج الخرطوم. وازدادت ندرة المواد الغذائية في ظل انقطاع إمداد الولايات، بسبب القصف الذي لا يبقي ولا يذر، وحوادث مصادرة السلع في ارتكازات التفتيش، مع تلاعب في إمداد المعونات الخارجية، التي لا تصل للمحتاجين بل تباع هي الأخرى لفساد القائمين عليها.

 

وبمرور الوقت، فإن معظم الأسواق والمحلات التجارية، ومحطات الوقود تغلق أبوابها في وجه الناس، ويزداد سعر الوقود في الارتفاع وقد وصل سعر البنزين شبه المعدوم ما بين 50 و85 دولاراً أمريكياً للجالون الواحد، في السوق السوداء، وقابل للزيادة كل يوم، وكثير من البضائع والسلع المطروحة للبيع في بعض المناطق على أطراف الأسواق والبقالات هي إما سلع مسروقة من مخازن بعض الشركات والمصانع، يتعفف الكثيرون عن شرائها، وإما أنها مخزنة لفترة طويلة عند بعض التجار قبل نشوب الحرب فلا تصلح للاستخدام البشري.

 

وتنقل المحطات الفضائية كيف يواجه سكان الخرطوم ظروفاً إنسانية غاية في الصعوبة والخطورة، ويصرح الناس بأنهم يتناولون وجبة واحدة في اليوم، تطهى على الفحم أو الحطب، هي في الغالب من العدس أو الفول، وهذه رفاهية يصعب الحصول عليها، فكل يوم إما الترويع والخوف وإما أصوات الرصاص والمدافع التي لا تفارقهم.

 

لقد صمد الناس داخل الخرطوم لكن قدرتهم على التحمل تتضاءل كل يوم ويضيق أفقهم في الحصول على ما يسد الرمق، مع استمرار الظروف البائسة، والموت المحدق بهم كل لحظة، جراء تصاعد القصف والقتال المتبادل بين الطرفين.

 

سنمضي نتجرع مرارات الحرب في السودان وحيدين كأن لا إخوة لنا من أهل الإسلام، الذين بلغ تعدادهم المليارين تقريبا ولكنهم كالغنم القاصية تأكلهم الذئاب، وذلك بسبب تقسيمات الاستعمار التي جعلت العراق وأفغانستان واليمن وسوريا والسودان تلتهمها الحروب، ويشيع القتل والتشريد والتهجير، وإخوانهم في الإسلام لا تفصلهم بضعة أمتار باعتبار أن المشكلة داخلية، كما أوعزت بذلك القوانين الدولية التي خطها الاستعمار الرأسمالي نفسه، لتظل له السيادة علينا بأدواته وعملائه ممن يشعلون الحروب، ولن يتوقف هذا المسلسل اللعين إلا بإقامة دولة حقيقية تكفل المسلمين بوصفهم أمة واحدة من دون الناس وليس سودانيين أو عراقيين أو سوريين أو... ترعاهم وتخشى الله فيهم؛ هي دولة الإسلام التي تكون حصناً منيعاً وجُنة ووقاية لكل المسلمين وبذلك يرضى رب العالمين.

 

كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

غادة عبد الجبار (أم أواب) – ولاية السودان

رابط هذا التعليق
شارك

Join the conversation

You can post now and register later. If you have an account, sign in now to post with your account.

زوار
اضف رد علي هذا الموضوع....

×   Pasted as rich text.   Paste as plain text instead

  Only 75 emoji are allowed.

×   Your link has been automatically embedded.   Display as a link instead

×   Your previous content has been restored.   Clear editor

×   You cannot paste images directly. Upload or insert images from URL.

جاري التحميل
×
×
  • اضف...