أكرم العميري Posted February 18 Report Share Posted February 18 وحينما نبحث المعاملات الإقتصاديه من جهة العقود والإلتزام ،، سنجد أن أمتنا الإسلامية ظلت تعتمد علي المقايضات من المخزون السلعي الإستراتيجي للتمر والقمح والعسل والزبيب والأرز والفول والعدس في حالة شح النقد الذهبي والفضي منذ عهد الخلفاء الراشدين وحتي مطلع عصر المماليك ،، ولما جاء عصر المماليك كان يتم الإعتماد علي عملات الحديد والنحاس في حالة شح الذهب والفضة ،، فكان يتم تبادل الذهب والفضة بعملات من الحديد والنحاس بدلا من المقايضه للمخزون السلعي بسبب إختلاف الرغبات والحاجات ،، فأتخذت العقود شكل الصيرفه في علاج الأزمات الإقتصاديه ،، ثم جاء بعد ذلك عصر السلطان العثماني سليمان القانوني رحمه الله وأصدر قانونا خاصا بمصر للمحافظة علي ثرواتها من الذهب ، بأن يتم صك الذهب بالإعتماد علي منجم تكرور في غانا بجنوب أفريقيا ،، حتي لا تصبح مصر نهبة لتجار الذهب وغشهم وظل هذا الأمر مدة طويله حتي عهد السلطان عبد الحميد الثاني ،، ولما جائت الحماية البريطانيه علي مصر سنة ١٩١٤ وعلي فلسطين في سنة ١٩١٧ وهي السنة المشئومه لوعد بلفور المكذوب ،، أصبح يتم صك النقود الذهبيه والفضيه لكلا البلدين بالإعتماد علي الإحتياطي الذهبي المنهوب من المستعمرات البريطانيه في مصر وفلسطين والهند وجنوب أفريقيا ،، وكانت المسئوله عن صك النقود الذهبيه هو دار صك النقود في لندن ، وقل الإعتماد بشكل كبير جدا علي نقود الحديد والنحاس كوسيلة تبادل لعلاج الأزمات الإقتصاديه بسبب السطوة الرأسماليه للإحتلال الأجنبي ،، وكانت الأوقاف الإسلاميه هي خير وسيله لعلاج الأزمات الإقتصاديه في ظل هذه الظروف العصيبه التي تم قل فيها الإعتماد علي عملات الحديد والنحاس ،، ثم لما جائت السطوة الشيوعيه في المناطق العربيه والإسلاميه في حقبة الخمسينات والستينات تم تأميم الأوقاف الإسلاميه وقامت الدوله بوضع يدها علي هذه الأوقاف ولم تعد تقوم بدورها كوسيله فعالة لعلاج الأزمات الإقتصاديه ،، وأصبح يتم اللجوء إلي المضاربات والمزادات وأوراق اليناصيب في طبقة أثرياء القوم ،، وأصبحت الطبقة المتوسطه تلجأ إلي الودائع البنكيه وجمعيات الأصدقاء والعائله وبالأخص في مصر ، وكانت الأناضول تلجأ إلي عمليات البستنه والحدائق لزراعة الفواكه وبيعها ، وفلسطين وليبيا والمغرب تلجأ إلي عمل زيت الزيتون وبيعه وتصديره للمناطق العربية والإسلاميه ،، ولبنان وسوريه يلجأون إلي أعمال المطاعم ومشروبات السكاكر وماء زهر البوصفير وهي كلها أعمال متوارثة في هذه البلاد درجوا عليها منذ أزمنة بعيده ،، ولازالت هذه الأعمال الموروثة قائمة حتي اليوم في علاج الأزمات الإقتصاديه للحماية من مخاطر الفقر والعوز والغلاء وماينتج عنها من أثار إقتصاديه حادة للقيام بإشباع المتطلبات والرغبات .. Quote Link to comment Share on other sites More sharing options...
Recommended Posts
Join the conversation
You can post now and register later. If you have an account, sign in now to post with your account.