صوت الخلافة Posted April 10 Report Share Posted April 10 بسم الله الرحمن الرحيم حزب العدالة والتنمية الذي خان غزة تكبّد خسارة كبيرة في الانتخابات المحلية (مترجم) الخبر: في الانتخابات المحليّة التي أجريت في 31 آذار/مارس، مُني تحالف الشعب، الذي يضمّ حزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية، بخسارة كبيرة. وفي الانتخابات المحلية التي أجريت في 31 آذار/مارس في ظلّ المذبحة في غزة والأزمة الاقتصادية في تركيا، أصبح حزب الشعب الجمهوري الذي فاز بـ35 بلدية، 14 منها بلدية حضرية، هو الحزب الذي حصل على أكبر عدد من الأصوات في جميع أنحاء تركيا. وبينما تراجع حزب العدالة والتنمية إلى المركز الثاني للمرة الأولى، كان الانخفاض في معدل إقبال الناخبين ملحوظاً أيضاً. (وكالات، 2024/04/03م) التعليق: لقد تمّ إجراء عملية انتخابية أخرى، حيث تفوز ديمقراطية الغرب دائماً في النهاية، بغضّ النظر عن مؤهلاتها. ظلّ الشعب التركي منشغلاً منذ أشهر بالانتخابات المحلية المقرر إجراؤها في 31 آذار/مارس. منذ بداية عام 2024 تقريباً، كانت هذه الانتخابات هي الأجندة الرئيسية الوحيدة للجمهور. إنّ التحالفات الانتخابية العلنية والسرية بين الأحزاب السياسية ومفاوضات المساومات والمناقشات والمشاجرات أثناء تسمية المرشّحين والمشاهد المخزية التي ظهرت أثناء العملية الدعائية أظهرت مرةً أخرى الوجه القبيح للانتخابات الديمقراطية التي ترى أنّ كل أسلوب مباح من أجل المصلحة الذاتية. ومع الانتخابات الرئاسية التي جرت في أيار/مايو من العام الماضي، تمّ إخفاء زلزال 6 شباط/فبراير، والحطام والدّمار والصرخات والمشردين والخسائر. ومن ناحية أخرى، في الانتخابات المحلية التي أجريت في 31 آذار/مارس، حاولوا أن يجعلونا ننسى غزة، وحاولوا التغطية على الأزمة الاقتصادية، وتجاهلوا التضخّم وتكاليف المعيشة. وخاصةً وسائل الإعلام والصحفيون والكتاب وجيوش المتصيدين وحتى بعض العلماء كانوا منشغلين بمصالح الأحزاب والقادة والسياسيين، وليس شؤون المسلمين. لقد دعوا المسلمين إلى صناديق الاقتراع بـ"وعي عبادة"، إذا جاز التعبير، بقولهم إن 30 عاماً من المكاسب المزعومة لا ينبغي أن تضيع هدراً ولا ينبغي للمسيرة أن تتوقف. لكنّ الحسابات هذه المرة لم تنجح. فإلى جانب 8 ملايين و886 ألف شخص لم يذهبوا إلى صناديق الاقتراع في الانتخابات المحلية لعام 2019، أضيف إليهم 4 ملايين و358 ألف شخص آخرين في هذه الانتخابات، حيث إن حوالي 13 مليون ونصف المليون شخص لم يذهبوا إلى صناديق الاقتراع. ووفقاً للحكومة والعديد من شركات الاستطلاع، فإنّ غالبية الذين لم يشاركوا في الانتخابات كانوا من أنصار حزب العدالة والتنمية. ورغم أنّ لا أحد يريد التطرق إليه، فلا شكّ أنّ السبب الأهم لهذا التمزّق الفكري في القاعدة الحاكمة هو التخلي عن غزة والاستمرار الوقح والمخزي في التجارة مع كيان يهود على حساب خيانة فلسطين. لذلك، لم يفز حزب الشعب الجمهوري الكمالي المعادي للإسلام في الانتخابات، وخسر حزب العدالة والتنمية، الذي ظلّ في السلطة لمدة 22 عاماً، وخسر الحزب السياسي الذي كان يسيطر على جميع البلديات الكبرى تقريباً في تركيا لمدة 30 عاماً. وخرج غضب كبير ورد فعل على الحكومة من صناديق الاقتراع. ومن صناديق الاقتراع جاء ردّ الفعل ليس فقط على الحكومة، بل أيضاً على النظام الرأسمالي الذي عفا عليه الزمن الذي لا يفيد المسلمين، ويطغى على المظلومين ويحمي الظالم، ولا يحمي حقوق الفقراء، ويحمي الأغنياء، ورأس المال أكثر. كان هناك رد فعل صادم على السياسيين المتغطرسين الذين يحتقرون الشعب ويذلونه، على القادة المخمورين بالسلطة ولا يرون حال العمال والمتقاعدين والفقراء من مساحاتهم الفخمة والمريحة، على العقلية التي تعتبر التبذير والبهرج كالهيبة وهو عبد للتجارة والمصالح والمال. ووجهت رسالة مهمة إلى الأحزاب المحافظة وقادتها الذين يُعطون الأولوية للقيم الغربية على الرغم من شعب الأناضول، الذين يعتزون بالهوية الكمالية للعلمانيين بدلاً من الهوية الإسلامية للمسلمين، والذين يحاولون أن يكونوا كماليين أكثر من العلمانيين من خلال الشعور وعقدة النقص التي تبارك الجمهورية أكثر منهم. والأهم من ذلك، بينما كانت غزة تحتضر، بينما كانت غزة مدمرة بالكامل، بينما كان شعب غزة يتعرض للإبادة الجماعية، ظهرت ردود أفعال تجاه المرشحين عديمي الروح الذين قدموا برامج ترفيهية بأغان في ساحات التجمع. خلاصة القول، تظهر نتائج الانتخابات أنّ الشعب بعث بالرسالة التالية إلى الحكومة: "إذا لم تحموا الحقوق والقانون، إذا ابتعدتم عن العدالة، إذا كنتم تحمون الأغنياء وليس الفقراء، إذا تخليتم عن العمال والمتقاعدين، إذا ذهبتم وراء الإيجارات والمصالح، سنفعل ما هو ضروري، إذا بقيتم غير مبالين تجاه غزّة، إذا لم تتخذوا خطوات من أجل غزة، وإذا واصلتم التجارة مع القتلة سنطلب منكم دفع ثمنها في صناديق الاقتراع. إذا كنتم لا تفكرون في حياة أطفال غزة، بل في أموال وأرباح الشركات، فسنصوت لإقصائكم من منصبكم". ولكن هل ستتعلم الحكومة وأنصارها من هذه الهزيمة ويوجهون أنظارهم للإسلام والمسلمين؟ على ما يبدو، لن يفعلوا ذلك. لأنهم يقولون مرةً أخرى إنّ خرافة الديمقراطية قد انتصرت. ويقولون بلا خجل إنهم سيواصلون العمل بما يتماشى مع أهداف مصطفى كمال. إنهم يستمعون إلى أمريكا، وينتظرون كلام الرئيس الأمريكي فيما يتعلق بغزة وقضايا الأمة الأخرى. لأنهم أسيادهم، لأنهم من يضعونهم في مناصبهم متى يشاؤون، ويطيحون بهم متى يشاؤون. ولذلك، لم ينفع المسلمين النظام الديمقراطي ولا انتخاباته، ولن ينفعهم. ويجب على كل مسلم أن يعمل من أجل إقامة الخلافة، التي هي شكل الحكم في الإسلام. لأن الخلافة ستجمع الفرد والمجتمع والدولة حول فكرة واحدة وهدف واحد، وستحرّر فلسطين وجميع بلادنا المظلومة، وتحكم بالعدل بين الناس، وتصل الأمة الإسلامية إلى عزتها التي تستحقها. كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير محمد أمين يلدريم Quote Link to comment Share on other sites More sharing options...
Recommended Posts
Join the conversation
You can post now and register later. If you have an account, sign in now to post with your account.