قصه : مشكلة حامل الدعوة والشيخ

[عماد النبهاني]

قال الشاب للشيخ أنا أحمل الدعوة وأتعرض لكثير من النقد و دائما أسمع نقد وتجريح في الحزب وأفكاره وقد قرأت في ذلك العديد من الكتب التي تنتقد الحزب وأفكاره ولا أجد معينا أو ناصرا من غير أعضاء الحزب ولا أجد لعملي نتائج ولا حتى يوجد مادح لعمل الحزب ونشاطه وفعالياته , وقلة أتباعه وأنصاره كانت أيضا عنصر احباط لي , فلكل ذلك أصابني الشك في فكرة الحزب وأرائه وتساورني الهواجس لدرجة أنني أفكر بالأنعزال كليا لا أكون مع الحزب ولا مع غيره , أذ أنني أخشى أن لا اكون على الحق فمن ينتقد أفكار الحزب يأتي بأدلة أحيانا من كتب الحزب على ما يقول ولا أستطيع فهمها وما جعلني كذلك هو صدق الواقع أن الحزب له أراء وأفكار لم يقول بها أحد غيره وهذه حقيقة , فأصبحت في حيرة من أمرني فأخاف أن أترك الحزب فأكون قد عصيت وانحرفت وفي نفس الوقت أخاف الاستمرار فقد لا أكون على الحق ..

 

فقال له الشيخ دعنا نقسم هذه المشكلة الى محاور ونعرف أسبابها لنعالجها واحدا واحدا

 

أولا : أنت تتعرض لكثير من النقد ممن هم حولك وتختلط بهم

 

ثانيا : يتم النقد والهجوم على أفكار الحزب وتشويهها أمامك سواء بكلام مباشر أو كلام مقروء

 

ثالثا : لا تجد في عامة الناس دعم وتشجيع لك

 

رابعا : لا تلمس نتائج لعملك سواء بكسب من تدعوه أو بمناصرته لك

 

خامسا : لا يُلتفت لنشاط الحزب ولا يعطى الأهمية المطلوبة

 

سادسا : قلة الأتباع

 

سابعا : مخالفة الحزب ببعض الأراء والأفكار مع الأخرين

 

وعندما حلل له الشيخ وقسم هذه المشكلة بهذه الطريقة الى محاور فقط ولم يبدأ بعد بعلاج الأسباب والمحاور واحدا واحدا معه , قال الشاب سبحان الله لقد حلت مشكلتي ما كنت أحتاجه هو قليلا من الهدوء والتفكير المتزن رويدا رويدا , فإن مشكلتي بسيطه جدا فبعد أن وُضعت بهذه المحاور فيمكنني علاج نفسي بنفسي فكلها أمور طبيعية .. وقال للشيخ بارك الله فيك وجزاك الله خيرا

 

فلا يتخذ أحدنا قرارا في أي أمر وهو غضبان أو متوتر