فترات العمر عند غير الواعي

[مقدسي دمشقي]

 

فترات العمر عند غير الواعي

 

سلام من الله عليكم ورحمة منه وبركات

 

 

 

الفرد إن لم يكن واعيا على دينه

لن يكون له قضية في حياته يعيش لها

ولن يكون له محور تنبه تدور حياته حوله

إلا محور تنبه البقاء حيّا وما ارتبط بذلك

 

غير الواعي

 

يمضي الثلاثين سنة الأولى من عمره

وهو في كد وتعب وهموم وأحلام وأوهام

كل ذلك كي يمهد ويخطط للثلاثين سنة التالية

 

ويمضي الثلاثين سنة الثانية من عمره

وهو في همٍّ ومكابدة وأحلام وأوهام

يمضيها مشغولا بتهيئة أطفاله لثلاثينيتهم الأولى

 

ثم يمضي ما بقي من العمر بعد ذلك يجتر

كيف أمضى من عمره ما مضى

فحياته كلها خريف

 

أما المسلم الواعي

 

فهذا له قضية يعيش لها

في كل ثانية ولحظة ودقيقة من عمره

وله محور تنبه تدور الحياة برمتها حوله

 

فهو يعيش كل لحظة وساعة من حياته

جاداًّ السير للوصول للغاية الراقية التي وضعها الإسلام له

 

وعندما يصل هناك

تنفتح أبواب العطاء

إذ حينها يعطي بملء طاقته التي كانت مكبوتة

 

وإن إنتهى أجله قبل الوصول هناك

وقع أجره إن شاء الله على الله

وكانت حياته أبعد ما تكون عن التفاهة

 

نسأله تعالى أن ينثر الوعي على كل مخلص من المسلمين

وأن يعز هذه الأمة

وأن يوصل كل واع مخلص ليرى عز الإسلام ودولة الإسلام

وأن ينصر كل من يقاتل لتكون كلمة الله هي العليا

 

منقول