اذهب الي المحتوي
منتدى العقاب

العدد الخامس - كلمة العدد


Recommended Posts

كلمة العدد

كانت انطلاقة ثورة الشام بإذن الله يوم 18/3/2011 عندما فجرها أطفال حوران، وبقيت سلمية لفترة، ثم بعد كل المجازر من النظام الفاجر وتآمر حكام العرب والغرب الخونة على المسلمين، اضطر المسلمون لحمل السلاح دفاعاً عن دينهم وأموالهم وأهليهم، وبعد كل الصمت الدولي المطبق وخصوصاً الموقف الأمريكي، فقد استمرت الثورة في الشام، لكنَّ المؤامرات تحاك واحدة تلو الأخرى، فإننا نرى التحركات الدولية كحركات الشطرنج بيد أمريكا، فإنها أولاً تدفع بورقة أردوغان، حتى إذا انكشفت هذه الحركة على الثوار قامت أمريكا بالبدء بتحريك حكام العرب والجامعة العربية ومبعوثها الدابي، حتى إذا تراءى للثوار خيانة الحكام العرب وتواطؤهم مع النظام، قامت أمريكا بتحريك المجتمع الدولي ومبعوثها الأممي والعربي الأخضـر الإبراهيمي، والذي يعرف المسلمون تاريخه الأسود في العراق وأفغانستان، وبعد فشل هذا وذاك قامت بتشكيل لجنة رباعية-أمريكية- لبحث الأزمة مشكلة من عملاء أمريكا في المنطقة، وهم ايران والسعودية ومصر وتركيا.

هذا بالنسبة للدول، أما بالنسبة للبديل، فإن أمريكا لا بديل لها في سوريا سوى الأسد نفسه، لذا وبعد انطلاق الثورة المباركة، أوعزت للنظام بالحل الأمني وبالقتل، حتى تثني الثوار عن مطلبهم، عسى الثورة تنطفئ، لكن يشاء الله أن يثبت المؤمنين الصابرين في الشام، فتسير الثورة وتنمو، فتبدأ أمريكا بصناعة البديل لأنها أدركت أن هذه الثورة منتصرة فلا بد من الالتفاف عليها، وذلك يكون بتشكيل أمرين:

الأول: قيادة سياسية تقود الرأي العام لما تريد أمريكا متمثلاً بدولة ديمقراطية مدنية، وهذه القيادة تظهر على الإعلام وهي التي تتكلم باسم الثورة، وتلمع تلميعاً عسى يكون لها قبول بين الثوار، فبدأت صناعة المجلس الوطني في تركيا، لكنَّ المعارضة هذه كانت متفرقة وكانت ساذجة إذ لم تتمتع بالحنكة السياسية، ولذا ما لبثت أن سقطت بعين الثوار، إذ لم تقدم لهم شيئاً على أرض الواقع سوى الكلام، ولذا قامت أمريكا بتحريك بعض العناصر التي تلقى قبولاً عند الثوار، وتعرف بينهم باسم الوطنيين، فقاموا بتشكيل مجلس أمناء الثورة لكنه ولد ميتاً إذ لم يحظ بالدعم الكافي، بل جابهته المعارضة مجابهة قوية مما يفسر سقوط هذا المجلس سريعاً، وبعد ذلك وأثناء الانتصارات السريعة للثوار على الأرض قام سفير أمريكا في سوريا روبرت فورد بجمع المعارضة في الدوحة والعمل على خروجها (متحدة) في تدخل واضح سافر، وخرج الائتلاف السوري والذي وضعوا على رأسه الشيخ الخطيب، لكنَّ هذا الائتلاف - ومع هذا الدعم الكبير من الغرب- لم يصمد طويلاً، إذ فشل في ما تريده أمريكا من أن يكون للائتلاف قبول عند الثوار ورأي عام له، وأخيراً وبعد هذه الانتصارات الساحقة للثوار، وتحريرهم لأول مدينة وهي الرقة، أسرعت أمريكا في العمل، وقامت بإنشاء حكومة انتقالية تريد منها أن تدخل للداخل وتحاور النظام حواراً يفضي إلى رحيل الأسد وتشكيل حكومة ممن- لم تتلطخ أيديهم بالدماء- وهكذا تضمن أمريكا مصالحها في سوريا، وكل مبصر واعٍ يرى أن الحكومة الانتقالية قامت على عين بصيرة من أمريكا وعملائها في المنطقة، فقد صُنعت في تركيا، واختيرت شخصية أمريكية بامتياز وهي – غسان هيتو- الذي لم يسمع به الثوار إلا عندما أُعلن عن اسمه، وهو أمريكي الجنسية!!!

الثاني : قيادة عسكرية، فمنذ أن بدأ التسلح وعسكرة الثورة، وبروز المجاهدين المخلصين لدينهم والذين يريدون أن تقام دولة الإسلام على طريقة رسول الله صلى الله عليه وسلم، قامت أمريكا والغرب على حد سواء أولاً بمحاصرة الثوار عن طريق إغلاق المعابر الحدودية الخاضعة لسيطرة المجاهدين، وثانياً بحظر توريد السلاح لهم، وقامت بنفس الوقت بصنع مجالس عسكرية تكون قيادة عسكرية، تحمي القيادة السياسية، وتكون نواة للجيش القادم، وبذا لن يصل الإسلام للحكم، واستخدموا المجالس العسكرية لتركيع الثوار، فحصروا الدعم العسكري والمالي وتوريد السلاح بهذه الجهة، مما اضطر الثوار لإعطاء الولاء لهم حتى ينالوا شيئاً من الذخيرة، ولكن هذه المجالس هيكلية، ولم تحقق الهدف الذي من أجله قامت، ولذا قامت أمريكا بصنع ما يسمى هيئة قيادة الأركان في الجيش الحر مؤلفة من 30 شخصاً قد فُرضت هذه الهيئة فرضا ودون استشارة الثوار حتى، وهذه الهيئة تمهد الآن لإدخال الحكومة الانتقالية وبالتالي تنفيذ المشروع الأميركي في الشام..

ولذا نهيب بكل مسلم غيور على دينه بأن يكون واعياً على كل مؤامرة تهدف للنيل من الإسلام، فها هي أمريكا والغرب يصرحون وبكل وقاحة، بأنهم لن يسلحوا المعارضة حتى تقاتل الكتائب " المتشددة " أي أيها الثوار في الشام السلاح مقابل الخيانة، اقتلوا إخوانكم وخذوا ما شئتم من الدنيا ومتاعها!!

كما نهيب بكل المسلمين عامة وأهل الشام بخاصة بأن يتوحدوا تحت راية واحدة هي راية الإسلام، راية النبي صلى الله عليه وسلم ، راية العقاب، حتى نواجه كل المؤامرات التي تنال من الإسلام ومشروعه الحضاري....

كما نقول للغرب وحلفائه من حكام العرب الخونة: إن مؤامراتكم مفضوحة مكشوفة لأهل الشام فنحن لن نرضى بكم وبمشاريعكم التي لا تحمل إلا السموم والخبث، ونقول لكم كما قال رب العزة سبحانه وتعالى: " وقد مكروا مكرهم وعند الله مكرهم وإن كان مكرهم لتزول منه الجبال "، فو الله إن وعي أهل الشام والتفافهم على الإسلام وحده وطلب العون من الله سبحانه وحده- لا من دول أو أيادٍ خفية من هنا أو هناك- لكفيلٌ بأن يأتي نصر الله... وقد يقول قائلٌ: " إن نصر الله تأخر " فالجواب: بأن النصر لم يتأخر ولكننا إلى الآن لم نحقق شروط النصر التي شرطها الله بقوله: " يا أيها الذين ءامنوا إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم "، فعندما نتحد تحت راية رسول الله صلى الله عليه وسلم والعمل لإقامة شرع الله، عندها يقيناً سيأتي نصر الله تعالى.

عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: سمعت النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم يقول: "يومُ الملحمةِ الكبرى؛ فُسطاطُ المسلمين بأرضٍ يقالُ لها: "الغوطة"، فيها مدينةٌ يقالُ لها "دمشق"؛ خير منازِل المسلمين يومئذٍ"...

 

من مجلة "منهاج النبوة" العدد الخامس

==========================================

صفحة المجلة على الفيس بوك:

رابط هذا التعليق
شارك

Join the conversation

You can post now and register later. If you have an account, sign in now to post with your account.

زوار
اضف رد علي هذا الموضوع....

×   Pasted as rich text.   Paste as plain text instead

  Only 75 emoji are allowed.

×   Your link has been automatically embedded.   Display as a link instead

×   Your previous content has been restored.   Clear editor

×   You cannot paste images directly. Upload or insert images from URL.

جاري التحميل
×
×
  • اضف...