Jump to content
منتدى العقاب

حتمية الربيع التركي


Recommended Posts

الاحتقان في تركيا يمكن أن يصل مداه في أي وقت و هو رهين بطبيعة اﻷزمة في المنطقة و دور النظام التركي فيها. الصراع على الحكم في تركيا ضمن دائرة النظام القائم يتمثل في إبقاء مفردات السياسة داخليا و خارجيا تابعة للصراع الدولي القائم. هذا الصراع ضمن دائرة التبعية السياسية و الاقتصادية و الاجتماعية يؤدي بالضرورة إلى شقاء الناس في تركيا و خطر إفراغ شريحة كبيرة منهم من المضمون الذي يدفعهم إلى البقاء باعتبارهم أصحاب هدف سام و غاية عليا يعيشون من أجلها و من أجلها يضحون. إن سياسة الانفتاح الاقتصادي المنبثقة عن التبعية للنظام الرأسمالي الديمقراطي الغربي الذي اتخذته حكومة النظام التركي الحالية عقيدة سياسية و قيادة فكرية من دون اﻹسلام و عدم تبنيها مصالح اﻷمة بوصفها كلا بناءا على العقيدة اﻹسلامية هو الذي أجج مفردات الصراع الداخلي و يجعله قابلا للانفجار تحت طرق الصراع الدولي على المنطقة. أحزاب المعارضة التي يمثلها حزب الشعب الجمهوري الذي نشأ و تربى على أعين اﻹنجليز تقوم اليوم بدورها ضمن هذا النظام الوظيفي بالتلويح في وجه الحكومة القائمة بأعمال السياسة اﻷمريكية في... موضوع سورية و غيرها لا لأن هذه الحكومة لا تقوم بما يوجبه عليها اﻹسلام من رعاية شئون اﻷمة بوصف القائمين عليها مسلمين يحكمون بلادا إسلامية بل بسبب الصراع على الحكم و محاولة استعادة القبضة التي طالما سام بها حزب الخائن اﻷكبر مصطفى كمال أهل البلاد سوء العذاب.

 

لا أتجاوز موضوع حزب الشعب الجمهوري المذكور دون اﻹشارة إلى أنه من أشد اﻷحزاب تعفنا و خطرا على اﻷمة اﻹسلامية و أنه مستنقع أسن للقوى النصيرية العلوية الحاقدة التي تتغلعل في البنى المجتمعية و الاستخباراتية. لكن ينبغي اﻹشارة إلى أن هذه الحكومة لم تتعامل بجدية مع الواقع المكون للنظام إلا ضمن سياسة المحاور التابعة للمنظومة اﻹقليمية و الدولية تماما كما تعاملت مع النظام المحتل في سورية طيلة عشر سنوات رغما عن مقدرات اﻷمة و إرغاما ﻷنفها لمصلحة السياسة الغربية و اليهودية في المنطقة.

 

حكومة هذا النظام دأبت على خذلان المسلمين في أشد و أحلك ظروفهم بحجة السلم اﻷهلي و الوحدة الوطنية و بحجة الاستقرار مع أنهم نسوا أن هذه اﻷمة كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر اﻷعضاء. إن الحل الوحيد و الجذري يكمن في قلب المعادلة السياسية بحيث تكون منبثقة عن عقيدة اﻷمة و بذلك يتم التخلص من الوسط السياسي العميل العفن و منه الوسط العلماني و الوسط القومي. رعاية شئون الناس بالنظام الرأسمالي لا تختلف عنها في غيره من أنظمة الكفر إلا في الشكل لكن في باطنها حتما العذاب. ذل و جحيم في الدنيا قبل اﻵخرة. و اﻹسلام يعلو و لا يعلى.

Link to comment
Share on other sites

Join the conversation

You can post now and register later. If you have an account, sign in now to post with your account.

Guest
Reply to this topic...

×   Pasted as rich text.   Paste as plain text instead

  Only 75 emoji are allowed.

×   Your link has been automatically embedded.   Display as a link instead

×   Your previous content has been restored.   Clear editor

×   You cannot paste images directly. Upload or insert images from URL.

Loading...
 Share

×
×
  • Create New...