مجلة منهاج النبوة Posted July 3, 2013 Report Share Posted July 3, 2013 الفقه الأكبر الروابط -3- الرابطة المصلحية أبو محمد الشامي ينحط المجتمع بانحطاط الأفكار والعرف العام السائد فيه والأنظمة المطبقة فيه ويرتقي برقي العرف العام وبرقي الأفكار ولا علاقة للمظاهر الاقتصادية بنهوض المجتمع، ومن أبرز سبل الوصول لنهضة المجتمع العمل الجاد على قلب العرف العام والأنظمة، وذلك عن طريق مكافحة الأفكار والقناعات والمفاهيم والمشاعر السائدة والأنظمة القائمة من أجل أن تحلَّ محلها أفكارٌ وقناعات ومفاهيم ومشاعر وأنظمة راقية وصحيحة، والمسلمون لم يتخلفوا عن ركب العالم نتيجة لتمسكهم بدينهم وإنما بدأ تخلفهم يوم تركوا هذا التمسك وتساهلوا فيه وسمحوا للحضارة الغربية أن تحتل أذهانهم وتستحوذ على أفكارهم، ولعل من أبرز إفرازات هذه الحضارة شيوع الرابطة المصلحية بين أبناء المسلمين، تلك الرابطة الفاسدة المنحطة التي تصور الحياة على أنها منفعة فقط وتجعل الصلة بين أفراد المجتمع قائمة على النفعية البحتة وعلى قدر ما تحقق لهم من متع الدنيا الزائفة الزائلة، وهذا ما نتج عنه الشقاء والقلق الدائمين، فما دامت المصلحة والمنفعة هي الأساس وهي مقياس الأعمال فالتنازع عليها طبيعي والنضال في سبيلها طبيعي، بل وصار الاعتماد على القوة في إقامة الصلات بين البشر طبيعي، فتزعزعت مجتمعاتنا وانتفت الأخلاق الكريمة والقيم الروحية منها، فقامت الحياة على أساس التنافس والنضال والعداء على المصلحة وعلى قدر ما تجلب من مال ومتع، وهبطنا من رابطة الدين والعقيدة الراقية إلى دركات الرابطة المصلحية النتنة ففسد المجتمع وظهرت الشحناء والبغضاء؛ و كل ذلك لبعدنا عن ديننا وعن إقامة علاقتنا ببعضنا على أساس شرعنا لا غير، فالمسلمون حينما طبقوا الإسلام قولاً وفعلاً ونظاماً يُسيِّرون حياتهم وفق قوانينه الربانية؛ ازدهر المجتمع وانتشرت العدالة والقيم الروحية الراقية فيه، ذلك لأنه صوَّر الحياة على أنها أوامر الله عز وجل ونواهيه، والسعادة فيها هي نيل رضوان الله سبحانه وتعالى وذلك كفيل بضمان الرفاهية ليس للمسلمين فحسب بل للإنسانية جمعاء. فسبيل نهضتنا الوحيد اليوم هو تخليص مجتمعنا من كل ما لحق به من المجتمعات الغربية والشرقية الفاسدة، وإقامتها على أساس الإسلام ومظاهره الراقية فقط، وإن من الشائع بين الناس مقولة تكرس الرابطة المصلحية وتعمقها: "أينما تكون المصلحة فثم الشرع" ومن الثابت عن أكثر أهل العلم أنه: «أينما يكون الشرع فثم المصلحة» ذلك أنَّ الشرع وحده هو الذي يصلح لكل زمان ومكان وهو الذي يحدد المصلحة والمفسدة، فَمَن خلقنا قد جعلَ لنا نظامَ حياةٍ نسير عليه، وهو أعلم بمصلحتنا وبما يصلحنا أكثر من أنفسنا، فينبغي أن تدور مصالحنا وعلاقاتنا ومجتمعاتنا حيثما دار الشرع، وعلينا أن ندع المصالح الدنيوية، وأن نكون إخوة متحابين متناصحين متواصين بالحق القويم، قال سبحانه وتعالى: " والعصر * إن الإنسان لفي خسر * إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر " من مجلة منهاج النبوة العدد السادس رابط المقال: http://mnhajalnbooa.com/vb/showthread.php?t=50 Quote Link to comment Share on other sites More sharing options...
Recommended Posts
Join the conversation
You can post now and register later. If you have an account, sign in now to post with your account.