اذهب الي المحتوي
منتدى العقاب

الوضع المصري .. وحتمية الثورة الإسلامية


Recommended Posts

الوضع المصري .. وحتمية الثورة الإسلامية

بقلم :د طارق عبد الحليم

الأحد 09 يونية 2013

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم

 

يحاول بعض الإسلاميين، طيبي القلب، أن يُصوِّر، أو يتصَوّر، أنّ الوضع في مصر أفضل مما كان عليه قبل ثورة دومة ونوارة. وهذا بطبيعة الحال بعضٌ من قصر النظر والرؤية السطحية. فإن الأمور لا تقاس بميزان الحكمة البشرية، بل بميزان الشريعة الإلهية.

هذا الميزان، ميزان الشريعة، قد جعله الله سبحانه آية من آيات الدقة، فما لا يتم على منهج شريعة الله لا يَخرُج علي وفق سنن الله في الكون، وهي سنن ميزان العدالة الشاملة التامة، الذي لا يَخرُج عن صراطه شئ. قال عنه سبحانه "مَّا فَرَّطْنَا فِى ٱلْكِتَـٰبِ مِن شَىْءٍۢ ۚ ثُمَّ إِلَىٰ رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ " الأنعام 38، وقال "لايَعْزُبُ عَنْهُ مِثْقَالُ ذَرَّةٍۢ فِى ٱلسَّمَـٰوَ‌ٰتِ وَلَا فِى ٱلْأَرْضِ وَلَآ أَصْغَرُ مِن ذَ‌ٰلِكَ وَلَآ أَكْبَرُ إِلَّا فِى كِتَـٰبٍۢ مُّبِينٍۢ" سبأ3. فالشريعة هي أمر الله الشرعيّ لعباده، ليتبعوه اختياراً لا اضطراراً، من حيث اتبعوا أمره الكونيّ وسننه في الخلق اضطراراً لا اختياراً. ثم هو سبحانه، يقيم ميزان الحق، لِيزن به الأعمال يوم القيامة، حسب ميزان الشريعة التي وضها للناس في الأرض، فلا يفلح إلا من اتبعها، ولا يَخسر إلا من أعرض عنها.

بهذا النظر، نرى أن ميزان الشريعة قد طَفَّفَه من هم على سدة الحكم اليوم في مصر، وإن كانوا من ذوى اللحى والعمائم!

لقد لاحت لهؤلاء الحكام فرصة هيأها لهم المولي سبحانه لا لفضلٍ لهم، كما يظن بعض الطيبين، أو يظنون هم بأنفسهم، بل ليكشف عن حقيقة موقفهم من دين الله، وشريعته، وميزانه. وقد خسروا في امتحانهم أولأ خسارة.

ثم إنّ الله جعل فلاح المسلمين مربوط بهذا الميزان. فإن طَفَّفَوا فيه انتكسوا، وإن راعوا فيه الحق أفلحوا. وهو خلاف سنته في الكفار، ما ابتعدوا عن دين الله إلا مدّ لهم الرحمن مدَّا، وأمهلهم رويدا "فَلَمَّا نَسُوا۟ مَا ذُكِّرُوا۟ بِهِۦ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَ‌ٰبَ كُلِّ شَىْءٍ حَتَّىٰٓ إِذَا فَرِحُوا۟ بِمَآ أُوتُوٓا۟ أَخَذْنَـٰهُم بَغْتَةًۭ فَإِذَا هُم مُّبْلِسُونَ"الأنعام 44، "فمَهِّلِ ٱلْكَـٰفِرِينَ أَمْهِلْهُمْ رُوَيْدًۢا" الطارق 17.

من ثم، فإن تدهور الوضع المصري مرتبطٌ بما فرّط الإخوان فيه، وما اتخذوه ديناً لهم بديلاً عن دين الله وشرعه. اتخذوا دينهم الديموقراطية، وإرضاء الصليبيين الأمريكان، ومهادنة الكفر، ومشاركته لا مغالبته، واعتقدوا، أو أشاعوا أنهم اعتقدوا أن من يشاركون ليسوا بكفارٍ، وما يشاركون فيه ليس بكفرٍ. أعماهم الله سبحانه عن حقيقة ما يجرى على أرض مصر، فلم يربطوا بين السبب والنتيجة، حسب ما بيَّنها الله في كتابه وشرعه.

لم يعد الامر أمر ندرةٍ في غذاء أو عَجزٍ في دواء أو نقصٍ في كهرباء، بل تعدى إلى ما أتاحه الله للناس بلا عناء، الهواء والماء. هواء مصر ملوّث تلوثاً قاتلاً، بالمعنى الحَرفي للكلمة، لا كِناية عن السوء. وقد ظهر تأثير هذا في الأعوام الماضية من حيث عدد المصابين بأدواءٍ صدرية مميتة، لما يحمل من ثاني أكسيد الكربون والكبريت والذرات الخارجة من عادم السيارات، حتى أن بعض الدراسات قد قدّرت تلوّث الهواء المصري في القاهرة بمقدار يبلغ – في بعض الدراسات - مائة مرة مما هو في مواصفات الصحة العالمية!

ثم إذا نحن نرى اليوم مصر على أبواب فقدان مائِها، على يد أبالسة أثيوبيا الصليبية، بالتضامن والدّعم من الصهيونية. وهي مُلمَّة جديدة وجّهها المولى سبحانه لأهل مصر، بعد أن رَضوا بالبعد عن ميزان الله، واستكانوا لموازين الأرض، ووالوا من لا يصح ولايته، وعادوا من لا يصح عداءه.

ومشكلة أثيوبيا الصليبية، بهذه الجرأة، لم تظهر إلا في عهد الإخوان، الذين تركوا تطبيق الشريعة وراء ظهورهم، فأتاهم الله بما لم يحتسبوا. ماذا يظن هؤلاء في الله؟ ماذا يظنون السبب وراء تلك الكوارث التي تترائى لنا في كل منعطفٍ؟ لقد اختاروا طؤيق الهوان الضعف والمشاركة لا المغالبة، وطريق الله هو القوة والعزة والمُغالبة، فكان ما تراه اليوم من كوارث تحلّ في ديارنا، تتزايد وتتفاقم، لا تقل وتنحصر. وهم لا يرون يد الله من ورائها.

إنّ الطامّة الكبرى اليوم هي موضوع المياه، التي يريد الكيان الصهيوني أن يتحكم فيه عن بعد، فيخنِق المصريين متى أراد، بلا حربٍ لا ضِراب. فالماء سلعةٌ لا يُستغنى عنها ولا يصحُ أن تتلاعب فيها السياسة. التلاعب فيها لا يعنى إلا الحرب، بغاية البساطة. ولقد كان التقاتل على مصادر المياه واقعا منذ أيام البشرية الأولى. وسيستمر واقعاً إلى نهاية العالم. لا يزال الكيان الصهيوني يتلاعب بمياه الأردن، وتركيا تتلاعب بمياه العراق، واليوم يأتي الصليبيون يتلاعبوا بمياه النيل، شريان الحياة في مصر. وصدق شوقي في قوله عن النيل:

 

للأرضِ يومٌ والسماءِ قيامةٌ وقيامةُ الوادي غَداة تحلق (أي تجف)

لقد أصبحت الثورة الإسلامية هي المخرج الوحيد مما تعانيه البلاد من مصائب. ثورة أهل التوحيد. أن يقوم الموحدون فيبطشوا بالكفر كأشد ما يكون البطش، لا يخافون في الله لومة لائم. ولا عليهم من تلك الألفاظ التي يروجها أهل الباطل، والتي ما أنزل الله بها من سلطان. الحرب الأهلية!؟ ماذا تعنى في قاموس الإسلام؟ لا تعنى شيئاً، ورب السماء. هي حربٌ بين الإسلام والكفر، بين المسلمين والكفار، فالأهل هم المسلمون لا عداهم، إلا في دين الإخوان ومن شابههم من كفار مصر، الأهل عندهم من يشتركون في المَرعى والكَلأ، كسائرِ الحيوان. البلاك بلوك ليسوا أهلنا، وتمرّد ليسوا أهلنا، و6 أبريل ليسوا أهلنا. الولاء والمُناصرة تكون بين المُسلمين، أو بين من بيننا وبينهم عهدٌ وذمة يَحترمونها، ولا يخرجون لتخريب بلادنا، ونشر الكفر العلماني في أرجائها، فليس إلا السلاح والبطش.

هذا ديننا، وإسلامنا. نحن في وادٍ والإخوان في وادٍ آخر! وستكشف أيام الله القادمة أين تذهب بهم ديموقراطيتهم وسياستهم.

تم تعديل بواسطه ابو غزالة
رابط هذا التعليق
شارك

Join the conversation

You can post now and register later. If you have an account, sign in now to post with your account.

زوار
اضف رد علي هذا الموضوع....

×   Pasted as rich text.   Paste as plain text instead

  Only 75 emoji are allowed.

×   Your link has been automatically embedded.   Display as a link instead

×   Your previous content has been restored.   Clear editor

×   You cannot paste images directly. Upload or insert images from URL.

جاري التحميل
×
×
  • اضف...