اذهب الي المحتوي
منتدى العقاب

نداءٌ حار الى نصارى المشرق


منذر عبدالله

Recommended Posts

بسم الله الرحمن الرحيم

نصارى المشرق: بين التضليل الإعلامي المخيف والحقائق الإسلامية المطَمئنة.

لا يخفى على أحد حجم التضليل الإعلامي الموجه إلى نصارى المنطقة والذي يستهدف إخافتهم من محيطهم الإسلامي، مقدمةً لفصلهم عنه ثم جعلهم أعداء له، ودفعهم للوقوف مع الأنظمة الدكتاتورية الفاسدة كما في سوريا ومصر، بل وتوظيفهم ضد المشروع الإسلامي بزعم أنه يهدد وجودهم في المنطقة. ومن منطلق المسؤولية الشرعية نجد أنفسنا معنيين بتوضيح الحقائق الإسلامية والتاريخية التي تدحض تلك الأكاذيب، حفاظاً على صورة مشروعنا العادل وديننا القيّم وعلاقتنا التاريخية المتميزة مع من جاورنا من الطوائف غير المسلمة.

 

إن المطلوب من غير المسلمين أن يدركوا الحقائق الإسلامية والسياسية والتاريخية التالية:

١-الإسلام دعوة لكل الناس من رب الناس.

٢-اعتناق الإسلام ليس شراً بل هو الخير بل الخير كله.

٣-الإسلام يدعو جميع البشر إلى قبول دعوته واعتناقه من طريق الفكر والنظر، إلا أنه لا يكرههم على ذلك. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: »وأنه من أسلم من يهودي أو نصراني، فإنه في المؤمنين له ما لهم وعليه ما عليهم، ومن كان على يهوديته أو نصرانية لا يفتن عنه«.

٤-لا يحاسب الإسلام الأفراد الذين يرفضون دعوته في الدنيا، بل يؤجل عقوبتهم إلى يوم الدين. قال تعالى: {وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآَخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ}.

٥-الإسلام عقيدة ونظام، وهو - وإن كان لا يجبر الناس على اعتناق عقيدته ولا يحاسبهم على رفضها في الدنيا - فإنه يوجب على كل الناس مسلمين وغير مسلمين من رعايا الدولة الاسلامية التزام النظام الإسلامي العام، ويعاقب كل من يخالفه بغض النظر عن دينه، ليس على قاعدة إلزام جميع الناس الإيمان بمصدره وصحته، وإنما يوجب التزامه على قاعدة وجوب التزام رعايا الدولة لقانونها الذي تطبقه.

٦-كل ما يتعلق بعقائد غير المسلمين وما يرتبط بها من علاقات بما لا يخالف النظام العامّ ترك الإسلام لأصحابها خصوصيتهم، فتكون بحسب عقائدهم، ويكون لهم قضاء مختص للفصل في تلك الأمور بحسب أديانهم.

٧-الإسلام رسالة عالمية وهو يهدف إلى هداية البشرية، إما من خلال دعوتها من طريق الفكر والإقناع المباشر بالحجة والدليل، وإما من طريق رعاية شؤونهم بالشرع الإسلامي بعد إخضاع بلدانهم لحكمه من خلال توسع الدولة الإسلامية، ما يُمكّن غير المسلمين من فهم حقيقة الإسلام بعيداً عن الإعلام الكاذب والدِعاوات المضللة، ليدركوا من خلال التطبيق عدله وفعاليته وقدرته على علاج مشكلات الناس على نحو منتج ومؤثر وعادل، يؤدي إلى الطمأنينة الحقيقية، مقدمةً لاعتناقه عن قناعة بوصفه دين الله الخالق الواجب الاتباع، والمحقِّق للسعادة في الدنيا، والمنجي يوم الحساب.

٨-الفتح الإسلامي ليس استعماراً للشعوب، ولا يهدف إلى نهب الخيرات وإذلال الشعوب وسرقة خيراتها، كما هو حال الاحتلال الغربي للعالم في عصر الرأسمالية المظلمة. ولا يهدف الفتح الإسلامي إلى سيادة عرق على بقية الأعراق كما هو حال الغزاة قديماً وحديثاً، بل يهدف إلى سيادة المبدأ والرسالة.

فالمسلمون يحملون الإسلام بوصفه القيادة الفكرية التي تحركهم وتدفعهم ليقودوا بها العالم وينقادوا لها. قال تعالى: {يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ}، وقال سبحانه: {وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ}.

وإن أبسط مقارنة بين الفتح الإسلامي لمصر أو لوسط آسيا أو للأندلس وبين الاستعمار الغربي للجزائر وفلسطين وأفغانستان والعراق والصومال، ليُبيّنُ بوضوح أن الغرب الكافر تمكن من عكس الصورة تماماً، فأسقط صورته الاستعمارية الإجرامية البشعة على المسلمين وفتحهم وجهادهم، وقدّم نفسه على أنه رسول المحبة والقيم الإنسانية، في تناقض صارخ مع الحقائق.

٩- إن الإسلام لا تؤخذ أحكامه، ولا يعرف نظامه، من جهة أعدائه وإعلامهم، ولا يمكن أخذ الإسلام ومعرفة أحكامه من خلال التاريخ بما فيه من خير وشر، بل يؤخذ الإسلام وتُعرف أحكامه من خلال نصوصه ومصادره فقط. من هنا فلا يُحَمّل الإسلام مسؤولية تصرفات أفراد أو مجموعات مسلمة، ولا تعدّ ممارساتهم حجة عليه. هذا إن صحت نسبة الكثير من تلك التصرفات الخاطئة لهؤلاء.

١٠-إن الغرب قد تمكن في إطار حربه على الإسلام من تشويه صورته، وطمس حقائقه الإنسانية الرائعة، وقد نجح في إنتاج نماذج مشوهة تدعي الإسلام لتسيء إليه، أو لتظهره عاجزاً أو متخلفاً أو دموياً، كما هو حال نظام البشير في السودان أو نظام آل سعود أو النظام الايراني، أو حكم بعض الجماعات (الإسلامية) وتصرفاتهم المخالفة للشرع.

١١- إن ما جاء به الغرب من دعاوة تستهدف تشويه الإسلام إنما قامت على قلب الحقائق، وقد استغلت غياب حكم الإسلام وبالتالي انعدام النموذج الإسلامي الحي، أي عدم وجود الواقع الإسلامي المحسوس، مجسَّداً في دولة، بل واستغلت جهل المسلمين بطبيعة نظامهم السياسي وما يعيشونه من تخبط في ظل حكم الكفر والتبعية للأجنبي. وإن أي نقاش موضوعي وهادىء يبتغي الوقوف على الحقيقة سيؤدي بكل سهولة إلى إظهار حقيقة الحكم الإسلامي العادل خلافاً لما يروج له الإعلام الكاذب. وإن انتصارًا مرتقبًا للدعوة الإسلامية اليوم وقيام دولة الخلافة سيقلب الدنيا على رؤوس المستعمرين، ولن تنفع كل دعاواتهم وأكاذيبهم أمام الحقيقة المحسوسة التي ستتجلى بقيام الخلافة.

وفي هذا السياق، فإن الأمر المعلوم هو أن الإسلام، على الرغم من ضعف أبنائه وفقدان سلطانه وكثرة أعدائه وجهل أبنائه، يبقى الدين الأسرع انتشاراً على مستوى العالم، وخاصة في معاقل الغرب.

١٢- إن المشروع الإسلامي الذي نعمل له ليتحقق في دولة الخلافة، ليس موجهاً ضد أحد من أبناء هذه البلاد. فهو مشروع معني بالجميع، ولا يفرق بين الناس على أساس معتقداتهم أو أجناسهم أو مذاهبهم، فالكل سواء أمام نظامه. لذا فإننا ندعو أبناء الطوائف غير المسلمة إلى رفض الدعاوات والأكاذيب التي تخوّفهم مشروعَنا، والتي تصوّر لهم أن التمسك بالدكتاتوريين المجرمين الذين يقتلون شعبهم بالكيماوي خير وأسلم من المشروع الإسلامي!!!

١٤- أيها النصارى في هذه البلاد، نسألكم:

متى بدأ تهجيركم من هذه البلاد؟ هل في عهود الحكم الإسلامي!؟ أم بعد أن سقطت دولة الخلافة ودخل الاستعمار وجلب معه كل مصائبه وموبقاته!؟

متى أُجبرتم على ترك العراق؟ هل في ظل الراشدين أو الأمويين أو العباسيين أو العثمانيين؟ أم في ظل الاحتلال الأميركي؟

وجودكم في العراق وسوريا ومصر وفلسطين وغيرها كل تلك القرون في ظل الخلافة الإسلامية خير دليل على أن الإسلام معني بكم، ويحتضنكم في دولته ويرعاكم ويحميكم ويؤمّن لكم العيش الكريم الذي يليق بالإنسان. وإلا لما كنتم صبرتم في ظل حكم الإسلام ودولته كل تلك القرون مع وجود بديل مسيحي قريب في أوروبا.

١٥-إن حصول تجاوزات من قبل الدولة العثمانية أو غيرها بحق البعض من غير المسلمين "إن صح تاريخياً"، لا يعبّر عن الدين الإسلامي، ولا عن سياسة الدولة الإسلامية، ولا حتى عن التاريخ الإسلامي. وهو ليس معبّراً عن الموقف من غير المسلمين، بل كانت تلك الإساءات تعبيراً عن حالة تخبّط وضعف عاشتها الدولة في بعض حِقَبها وظلم وقع منها على كل رعاياها. أي كان سوء رعاية وسوء تطبيق للإسلام، وكثيراً ما كانت خلفيات ذلك سياسية ناتجة عن ظروف تاريخية معينة، كالحروب الصليبية وما تبعها من احتكاكات عسكرية مع دول أوروبا وصولا إلى الحرب العالمية الأولى.

١٦-إننا نخاطبكم بصدق وإخلاص لا نبتغي سوى الانتصار لديننا وقيمنا والحرص على نوعنا البشري وصلاحه وهدايته وسعادته، واستقامة عيشنا معاً بنجاح، ونقول لكم: إن الاسلام هو الفكر الصحيح الذي يعالج الإنسان ويحل عقدته الكبرى بشكل صحيح، وهو الوحيد الذي يعطي الإجابات القطعية المقنعة عن الإنسان وأصله والغاية من خلقه ومصيره، وهو وحده القادر على تنظيم شؤوننا - من حيث نحن بشر - بشكل صحيح موافق للفطرة ومحقق للطمأنينة.

إننا ندعوكم إلى أن تكونوا جزءاً من المشروع الإسلامي وليس ضده. انحازوا إليه وكونوا مع مشروعه السياسي ولو لم تؤمنوا بعقيدته الروحية. إنكم جزء من هذه البلاد، ولطالما كنتم جزءاً من هذا المشروع، ولم تضطرب العلاقة بيننا في بلادنا إلا حين جاء المستعمر، الذي لم يترك بلداً إلا وأثار فيه البغضاء والصراعات، على قاعدة "فرق تسد"، فأحرق الأخضر واليابس. وحين لم يكن في البلد نصارى أو يهود، أثار النعرات القومية كما الحال في الجزائر مع الأمازيغ، وكما الحال في دارفور، وكما هو الحال في أفغانستان حين أغرى الطاجيك والبشتون بعضهم ببعض، وكما فعل بين الأكراد والأتراك والعرب... مع أن الجميع مسلمون.

الخلافة الإسلامية العادلة قائمة لا محالة، فكونوا مع الحقائق والمنطق الصحيح للتاريخ والمستقبل، ولا تسمحوا للخوف الكاذب أن يدمّركم ويهجرّكم أو أن يحوّلكم إلى وقود لحروب المستعمرين والطغاة.

 

منذر عبد الله ٢٤-٩-٢٠١٣

رابط هذا التعليق
شارك

Join the conversation

You can post now and register later. If you have an account, sign in now to post with your account.

زوار
اضف رد علي هذا الموضوع....

×   Pasted as rich text.   Paste as plain text instead

  Only 75 emoji are allowed.

×   Your link has been automatically embedded.   Display as a link instead

×   Your previous content has been restored.   Clear editor

×   You cannot paste images directly. Upload or insert images from URL.

جاري التحميل
×
×
  • اضف...