منذر عبدالله Posted October 1, 2013 Report Share Posted October 1, 2013 حين تتابع نقاشات لجنة الخمسين التي تبحث في أمر التعديلات الدستورية في مصر, وحين تنظر الى كل اللجان التي تشبهها في البلاد العربية, فلا يمكن أن تصدق أن أعضائها من المسلمين أو أن للاسلام وزن وقيمة في تفكيرهم. بل تشعر أن تلك النقاشات تدور في عالم آخر غير معاقل الاسلام وحواضره الكبرى. فحين تنظر الى نقاشات لجنة الخمسين مثلاً, تجد أن أعضائها يتعاملون مع الاسلام كعبء ثقيل جداً, كأنه ضيف متطفل ودخيل, أو كأنه لص متسلل!!! فحين يبحثون دوره تجدهم يخوضون في متاهات اللألفاظ وكأن القضية قضية لغوية, فتصبح العقيدة والدين وهوية الأمة العوبة بأيدي نكرات ورويبضات يريدون أن يعبثوا بهوية الأمة وولائها وإنتمائها الاسلامي...! فيقولون : هل هو المصدر الأول أم الرئيس أم الوحيد أم الأساس, هل يقال مبادىء الشريعة, أم يقال أدلتها الاجمالية أم وأم والف أم!!! نقول لهؤلاء العابثين بهوية الأمة: هل الاسلام غامض الى هذا الحد الذي يجعلكم تحتارون في التنصيص على حاكميته وسيادته!؟ أم أنه غريب ومستنكر عندكم الى هذا الحد الذي تحتارون فيه كيف تتخلصون من عبئه بكلمة أو عبارة غامضة أو مطاطة كي لا تغضبوا أربابكم الغربيون!؟ وكي تخرجوا بتلك الكلمات المتهتكة من الحرج أمام بسطاء المسلمين, فتحاولون الجمع بين المتناقضات! ما يجعلكم تستحقون بذلك غضب الرب وسخطه الذي لا يرد عن العابثين بدينه, والمتنكرين لشرعه!؟ لجنة الخمسين والف لجنة مثلها لن تتمكن من جعل الكفر العلماني الغريب مرحباً به, ولن تتمكن من خلق تعايش ووئام بينه وبين الاسلام. إن الاسلام هو الأصل, وهو صاحب الدار, وإن جذوره عميقة ومتأصلة في هذه الأمة, وكل ما سواه من نظم ومناهج تعتبر كفراً مستورداً ومرفوضاً من كل إنسان مؤمن, وسيبقى منبوذاً ترفضه أرض الاسلام وسمائه, ومائه وهوائه, وسيبقى من دون جذر في ارضنا ولا جذع, الى أن تكتمل عناصر التغيير الشامل والنصر الساحق, حين يشرح الله صدور رجال أقوياء الى الحق, فينهضون لهدم الكفر الطارىء والمرفوض, ويقيمون الاسلام الأصيل والمتجذر في أعماق الأرض والنفوس, فيعود الاسلام الى الحكم من أوسع الأبواب, وفي وضح النهار, وفي ظل التهليل والتكبير, عندها ترقص الأرض والسماوات فرحاً بعودة سلطانه, وتهتز المآذن بنداء التكبير الذي يملىء ما بين السماء والأرض فرحاً بظهوره. وحينها ستنتحر دساتيركم وكلماتكم المترددة والملتبسة, أمام قول الله الفصل (إن الحكم إلا لله, أمر أن لا تعبدوا إلا إياه) ولن نسمح لأحد من لصوص العصر الهابط بأن يجعل حقائقنا ومسلماتنا من دين وحضارة وحكم بما أنزل الله موضع أخذ ورد (لِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَنْ بَيِّنَةٍ وَيَحْيَىٰ مَنْ حَيَّ عَنْ بَيِّنَةٍ ۗ وَإِنَّ اللَّهَ لَسَمِيعٌ عَلِيمٌ) منذر عبدالله الرضا and طارق 2 Quote Link to comment Share on other sites More sharing options...
Recommended Posts
Join the conversation
You can post now and register later. If you have an account, sign in now to post with your account.