منذر عبدالله Posted October 7, 2013 Report Share Posted October 7, 2013 حين نُدرك أننا مقبلون على إمتحان فإننا نعكف على إعداد أنفسنا كي نَنجَح. فالعلم يوجد فارقاً كبيراً حين نُحصله في الوقت المناسب أو قبل فوات الأوان. حين جئنا إلى الدنيا وهي تُمثل أكبر وأصعبَ إمتحانٍ لنا, لم يكن لدينا أيّ فكرة عن ذلك الإمتحان قبل أن نُصبح بداخله. (الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ ) ـ بعضنا من أصحاب العقل الراجح والحس المرهف والفطرة السليمة, أدرك ذلك بسرعة فَجهِدَ في إستيعاب طبيعة الإمتحان وكيفية النجاح فيه وكان من الفائزين بجدارة. (الأنبياء وأتباعهم إلى يوم الدين,كأبي بكر وعمر وعثمان وعلي رضي الله عنهم) ـ وبعضنا لم يدرك ذلك إلا بعد أن ضيع جزءاً كبيراً من وقته الممنوح له, ولكنه تدارك الأمر بسرعة,بعد أن إنتصرت عقيدته على ميوله الفاسدة وطباعه الخاطئة التي أنتجتها مفاهيمه الجاهلية, فأنطلق بقوة ليُعَوِّضَ ما فاته وكان أيضاً من الفائزين. (كعكرمة رضي الله عنه) ـ بعضهم فهم طبيعة مهمته ورغب بها, ولكنه ضعيف الإرادة ويغلبه الكسل, فلا تجده منشغلاً بإمتحانه وطاعته, بل خطوة إلى الأمام وأخرى إلى الوراء, إلا أنه ضمن بتصديقه بالفكرة وبعض عمل لها أن لا يكون من الخاسرين الخاسيرين. ـ قسمٌ منَ الناس وصلته الرسالة العُليا وفَهمَ أنه جاء الى الدنيا من أجل مهمة ليُختَبر ويُمتَحن, ولكنه كره ذلك, لأنه من الذين شبّوا وشابوا على الفساد والضلال, وتكونت لديهم ميوله العميقة الجذور في النفس فأفسدتها, إلى درجة أن خلاياه ودمائه صارت من جنسها, فلم يُرد أن يستثمر وقته في سبيل المؤجل ولو كان دائما وعظيماً, وفضّل تسخيره للقليل المعجل ولو أرداه جحيماً. (كأبي جهل والوليد) ـ وهناك فئتةٌ من الناس لم يَبلُغهُم بَعدُ أمرُ الله ولا تكليفهُ في شرق الأرض وغربها, فمازالوا لا يدركون معنى وجودهم في هذه الحياة, لأن الرسالة لم تصلهم بعد, لأن حامل الرسالة نَسِيَ مُهمتَه فَتثاقلَ وخَلدَ إلى الأرض بعد أن كان خير رسول ومبلغ بعد الأنبياء المصطفين, فصار بحاجة إلى من يُوقظه ويُذكره بمهمته قبل أن يكون هو نفسه من الساقطين في الإمتحان بتضييعه للأمانة, بعد أن كان من المنذرين. أيها المسلمون: إننا فيها والله, فأدركوا أنفسكم, وخوضوا الإمتحان وأنتم مؤمنون بالله ومتوكلون عليه, وأعملوا لآخرتكم التي فيها مُستقركم, حيث شقائكم الدائم أو سعادتكم الأبدية. إنكم والله حُمّلتُم أعظم أمانة, وجُعلتُم مسؤولين عن غيركم, فإن أحسنتم وأديتم الأمانة, وحملتم الرسالة بصدق, وكنتم شهداء على الناس قولاً وفعلاً, فإن أجركم وثوابكم ومنزلتكم عند الله ستكون عظيمة جداً, بعظم مهمتك ورسالتكم التي حمّلتُموها. أما لو تثاقلتم إلى الأرض, وركنتم إلى العاجلة الفانية, وضَيّعتُم بذلك أنفُسَكم وأمانتكم, فإن عذابكم عند ربكم عظيم ورهيب ولا مفر منه. فأنفضوا عنكم غبار عهود الإنحطاط والوهن, وأنهضوا لحمل رسالة ربكم التي شرفكم بحملها, فأقيموا حكم الله حيث أنتم, وإحملوا أمانته إلى شعوب الأرض التي تنتظركم فتفوزوا فوزاً عظيماً في الدنيا وفي الآخرة, تحققوا بذلك عزّ العاجلة, ونعيم الآجلة, وفوق هذا وذاك, تنعمون برضى رب السماوات الأرض. (وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ) {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا} { يَا أَيّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَخُونُوا اللَّه وَالرَّسُول وَتَخُونُوا أَمَانَاتكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ } منذر عبدالله Quote Link to comment Share on other sites More sharing options...
Recommended Posts
Join the conversation
You can post now and register later. If you have an account, sign in now to post with your account.