اذهب الي المحتوي
منتدى العقاب

"المسلم مسؤولٌ شرعاً عن فرض الكفاية كمسؤوليته عن فرض العين"


Recommended Posts

"المسلم مسؤولٌ شرعاً عن فرض الكفاية كمسؤوليته عن فرض العين"

 

إن مسؤولية المسلم عن الدين شاملة, فهي لا تقتصر على فرض العين من صلاة وصيام وزكاة وحج, بل تشمل مسؤوليته كل أحكام الدين ومن ضمنها فروض الكفاية. قال تعالى {أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ ولا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ} والدين الذي أمرنا بإقامته يشمل العقائد والعبادات والأخلاق والمعاملات, أي كل فكرة أو حكم شرعي, سواء تعلق بالحكم أو الإقتصاد أو الحرب أو التعليم أو القضاء...فنحن مسؤولون عن كل ذلك.

 

(وما آتاكم الرسول فخذوه, وما نهاكم عنه فأنتهوا)

 

(فَلْيَحْذَرِ ٱلَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ) وإنكم أيها المسلمون ترون اليوم, كيف تَعصفُ بنا الفتن تترى بعد أن عطّلنا شرع الله وأستسلمنا لحكم الكفر ورضينا عيشة الجاهلية, وأتبعنا سنن دول الغرب حتى حين دخلوا جحور الضّب التي فيها مصارعنا.

 

إن مسؤوليتة المسلم عن فروض العين مسؤولية مباشرة,فهو مسؤولٌ عن تأديتها بنفسه شخصياً وفق شروطها, أما فروض الكفاية أو ما يسمى بالمسؤوليات العامة من الدين, فهو مسؤول عن تحققها ووجودها في المجتمع وليس مطالباً أن يباشرها بنفسه إلا في حالة تعينها عليه لعدم وجود من يتقنها غيره, فلو غرق شخص في البحر, وكان حوله عشرة أشخاص, فإن إنقاذه فرض على العشرة, و لكن لا يعني ذلك أن يباشر العشرة العمل, فليس المطلوب أن ينزل العشرة إلى الماء, بل المطلوب إنقاذ الغريق ولو من خلال شخص واحد, فلو كان بين العشرة إثنان فقط يجيدون السباحة, فإن المطلوب من الثمانية الباقين أن يدفعوا الإثنين للقيام بالعمل, ولو إقتضى الأمر إجبارهم على ذلك, أما في حالة ما لو تقاعس من يجيد السباحة عن القيام بالواجب فلم يتحرك لنجدة الغريق, وسكت الثمانية الباقون فإن الإثم يلحق الجميع.

 

كما قلنا فإن مسؤولية الجميع عن تلك الواجبات الكفائية لا يعني أن تنفيذها مباشرة مناط بكل مسلم, بل جُعل مسؤولاً عن تحققها في الحياة وإقامتها في المجتمع, مثل جهاد الطلب, فليس فرضاً أن يتلبس به كل مسلم, المهم والواجب أن يكون الجهاد قائماً بشكل دائم. صحيح أن الأجر يتحقق لمن يشارك في الجهاد وليس للجميع, ولكن حين يتعطل الجهاد ويتوقف حمل الرسالة وتأدية الأمانة وإقامة الحجة على الناس, فإن الإثم يلحق الجميع لأن فرض الكفاية لم يعد قائم.

 

أيها المسلم: إنك مسؤول شرعاً عن الحكم بما أنزل الله وعن إقامة الحدود وعن أحكام القضاء, وعن الجهاد بنوعيه الطلب والدفع وعن محاسبة الحكام و عن الإجتهاد لإستنباط الأحكام الشرعية وعن حمل الرسالة الى الأمم والشعوب.

أنت مسؤول عن تحققها وإقامتها وستحاسب على أنها معطلة بمجرد أنك أصبحت واحداً من جماعة المسلمين المطالبة شرعاً بتنفيذ وإقامة تلك الفروض والمسؤوليات العامة.

 

فأنت جزء من الأمة المسؤولة عن إقامة الدين كله ومن ضمنه بل وعلى رأسه الحكم بما أنزل الله والجهاد في سبيل الله. ولكن مسؤوليتك عنها من حيث المباشرة والتنفيذ ليست كمسؤوليتك في الأولى أي فروض العين, فلا تباشرها بشكل فردي لأن ذلك لا يحقق المطلوب شرعاً, فلا يكفي أن يقاتل البعض من الأفراد دولة يهود ثم يستمر إحتلالهم لبلادنا عقوداً دون تحرير, بل المطلوب والواجب شرعاً أن تقاتلها الأمة بشكل منظم يؤدي بحسب منطق الحرب إلى إزالة الكيان المغتصب من جذوره. إن الجماعة المسلمة (الأمة) هي المكلفة شرعاً عن ضمان تنفيذ تلك الواجبات, ولا يتحقق ذلك إلا من خلال دولة تجسد إرادة الأمة وعقيدتها.

 

فأنت أيها المسلم مسؤول عن هذا الجانب من الدين أيضا, ولكن بشكل غير مباشر, فيجب أن تعمل مع العاملين للتمكين للدين بإعادة دولته واقامة سلطانه. بل إنّ نجاتك وتمكنك من إقامة الفروض العينية من صلاة وصيام وتربية أطفال وإتقاء الفتن لا يتحقق بشكل صحيح إلا في ظل النظام الاسلامي والمجتمع الاسلامي, فلا يستقيم أمر العبادات والأخلاق وتنشأة الأسرة المسلمة, أي الشأن الفردي من الأحكام إلا لو توفرت له البيئة الصالحة والأجواء الإيمانية والسلطان والأمام الحامي.

 

(وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً ۖ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ)

 

(مَثَلُ الْقَائِمِ عَلَى حُدُودِ اللَّهِ وَالْوَاقِعِ فِيهَا، كَمَثَلِ قَوْمٍ اسْتَهَمُوا عَلَى سَفِينَةٍ، فَأَصَابَ بَعْضُهُمْ أَعْلاهَا وَبَعْضُهُمْ أَسْفَلَهَا، فَكَانَ الَّذِينَ فِي أَسْفَلِهَا إِذَا اسْتَقَوْا مِنَ الْمَاءِ، مَرُّوا عَلَى مَنْ فَوْقَهُمْ، فَقَالُوا: لَوْ أَنَّا خَرَقْنَا فِي نَصِيبِنَا خَرْقًا، وَلَمْ نُؤْذِ مَنْ فَوْقَنَا، فَإِنْ يَتْرُكُوهُمْ وَمَا أَرَادُوا هَلَكُوا جَمِيعاً، وَإِنْ أَخَذُوا عَلَى أَيْدِيهِمْ نَجَوْا وَنَجَوْا جَمِيعًا) البخاري

 

أما لو تقاعس المسلم وتكاسل ولم يحمل أمانة ربه ولم يعمل لإقامة الحكم الاسلامي, فهو آثم ولو أدى الإلتزامات الفردية, لأن مجمل أحكام الاسلام معطلة, فلا تقام حدوده ولا تنفذ أحكامه ولا تُحمل دعوته ولا تُقام حُجته على الكفار, ولا يُجاهد في سبيله ولا تحُفظ حرماته التي تنتهك كل يوم بل كل لحظة من دون وجود الإمام المسلم والدولة القوية. فمن كان غير متلبس بالعمل لإقامة الدين وإعادة حكمه من خلال العمل مع جماعة تستهدف إقامة الخلافة فيموت على هذه الحالة فتكون ميتته جاهلية, لقول النبي صلى الله عليه وسلم "ومن مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية"

 

المطلوب شرعاً من كل مسلم رجلاً كان أو إمرة أن يبحث عن الجماعة التي تعمل لتنفيذ هذا الفرض من خلال العمل المباشر لإقامة الخلافة الإسلامية التي يتحقق بإقامتها إقامة الدين كله كما كان الحال دائماً أيام الدولة الاسلامية.

 

نحن في حزب التحرير نعتبر أننا خير من يجسد التكتل الاسلامي الصحيح الذي يتلبس بالعمل لإعادة الحكم بما أنزل الله بعد أن بلورنا بشكل تفصيلي أفكار الحكم الاسلامي وأحكامه وبعد أن حددنا الطريق إليه بشكل واضح جداً وفق طريقة النبي صلى الله عليه وسلم في إقامة الدولة في المدينة, ومن هنا فإننا ندعو كل مسلم رجلاً أو إمرأة أن يقف على طبيعة فكرنا وعملنا, وإن إقتنع به أن يسارع للعمل معنا كي يجنب نفسه الميتة الجاهلية.

 

﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ﴾

 

منذر عبدالله

رابط هذا التعليق
شارك

Join the conversation

You can post now and register later. If you have an account, sign in now to post with your account.

زوار
اضف رد علي هذا الموضوع....

×   Pasted as rich text.   Paste as plain text instead

  Only 75 emoji are allowed.

×   Your link has been automatically embedded.   Display as a link instead

×   Your previous content has been restored.   Clear editor

×   You cannot paste images directly. Upload or insert images from URL.

جاري التحميل
×
×
  • اضف...