اذهب الي المحتوي
منتدى العقاب

"إنّ المستعمر وعملائه يعملون على وأد إنتفاضة الأمة"


منذر عبدالله

Recommended Posts

"إنّ المستعمر وعملائه يعملون على وأد إنتفاضة الأمة"

 

إن عفوية الحراك وأفتقاده للمشروع السياسي البديل للأوضاع الاستعمارية, قد أعطى للغرب وعملائه فرصة للإلتفاف عليه وإحتوائه ـ حتى الآن ـ في معظم البلاد العربية ما عدا الثورة في سوريا, فهي وإن إنطلقت عفوية كغيرها من الثورات, إلا أنها تجاوبت بسرعة مع المشروع الاسلامي, الأمر الذي أدّى إلى تحصينها من محاولات السرقة والاحتواء, وقطع الطريق على دول الكفر وعملائها الذين يتربصون بالأمة.

 

من الأمور التي ساعدت المستعمر على إحتواء الحراك في مصر وتونس واليمن وليبيا والمغرب, دخول بعض القوى المسماة إسلامية في تسويات ماكرة وحلول ترقيعية رعاها المستعمر, هدفت إلى إستيعاب حركة التغيير وإطفاء جذوتها, فكانت تلك القوى "الاسلامية" أولى ضحايا تلك التسويات, رغم عظم ما قدمته من تنازلات مبدئية, فكانت الضريبة التي دفعتها كبيرة جداً, خسارة في السياسة وسقوط أخلاقي ومنقلب وخيم, إلا من تاب وأناب وتبرأ من نهج التدرج الملعون والتسويات المذلة وأنصاف الحلول القاتلة.

 

إنّ قبول تلك القوى المسماة إسلامية لمنطق التسويات مع المستعمر ودخولها في لعبته السياسية الكاذبة التي يهدف من خلالها إلى الحفاظ على هيمنته وعلى الأوضاع الإستعمارية التي أقامها في بلادنا, يُعتبر جَريمةً كبرى بحق الاسلام والمسلمين, وخدمة إستراتيجية للكفار المستعمرين, ومخالفة صريحة لأوامر الله تعالى ولنهج سيد المرسلين عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم.

 

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا الَّذِينَ كَفَرُوا يَرُدُّوكُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ فَتَنْقَلِبُوا خَاسِرِينَ, بَلِ اللَّهُ مَوْلاكُمْ وَهُوَ خَيْرُ النَّاصِرِينَ)

 

فلولا تلك القوى التي تهادنه وتساومه وخاصة (الاسلامية) منها, لبقيت الأمة صفاً واحداً تتحرك نحو التغيير الشامل والمواجهة التاريخية الكبرى التي تقتلع الكافر من جذوره الاستعمارية, ولكانت تبلورت لديها بشكل سريع جداً حقيقة العداء بينها وبينه, ولكان إلتفافها حول المشروع الاسلامي الحق الذي يهدف الى خلع المستعمرين وكل ما فرضوه على بلادنا من أوضاع مزرية وعلاقات فاسدة أسرع من رد الطرف, ولكنه الجهل بالاسلام وضعف الثقة بالله واليأس من التغيير والركون الى الظالمين, وهو منطق الاستخذاء وسياسة العبيد وفقه العصر الهابط الذي يُميّع الصراع, ويخلط الأوراق ويفسد الأجواء ويسمم التربة, ويُطيل عمر أنظمة الكفر ومعاناة الأمة وغربة الإسلام.

 

إن العملية السياسية التي يديرها المستعمر وعملائه في بلادنا صُمِّمت لتحافظ على نفوذه وهيمنته, ولتحول دون عودة الاسلام ودون تحرر الأمة ونهضتها, بغض النظر عن شكلها ونتائجها. وحين يجد الكافر أنها يمكن أن تخرج عن الإطار المرسوم والأهداف المحددة, وأنها ليست كما يحب ويرضى, فإنه ينقلب عليها كما جرى في الجزائر ومصر, ثم يبدأ من جديد لتكون تلك العملية دائرة مغلقة ملعونة لا خروج منها ولا تغيير ولا تحرير, بل مزيداً من التخبط والتبعية والتخدير.

 

من هنا, فلا يجوز للأمة أن تقبل بأي لقاء مع المستعمر, ولا يجوز أن تقبل بمشاريعه ولا تسوياته ولا حلوله, فكلها تحمل الموت والذل في الدنيا والخزي والعذاب الأليم في الآخرة.

 

إذاً كيف نتحرر من هيمنة الغرب, وكيف نسترد سلطاننا, وكيف نعود أمة حرة تعيش عقيدتها وتحمل رسالتها فترضي ربها وتستفيد مما أنعم عليها من خيرات لا تحصى وتبني نهضتها؟

 

ـ إن الخطوة الأولى في طريق التحرير والنهضة هي العودة إلى الأساس والأصل, وذلك بجعل العقيدة الاسلامية قاعدةً ومقياساً لكل شيء, عليها تُبنى الأفكار, ومنها حصراً تأخذ المعالجات سياسية كانت أم إقتصادية, ثم تجسد ما توجبه العقيدة من مشروع سياسي جذري وشامل يتمثل في إقامة الخلافة بوصفها دولة المبدأ وعاموده الفقري وطريقته التي تجعله مجسداً في واقع الحياة.

ـ الخطوة الثانية في طريق التحرير هي نبذ الغرب بوصفه عدواً للأمة, وهذا يقتضي نبذ أفكاره ـ من ديمقراطية ومدنية وعلمانية وجمهورية ـ ونبذ كل عملائه السياسيين, والعمل على خلع الأنظمة العميلة التي أقامها من جذورها الاستعمارية الفاسدة التي غيّبت الاسلام وحاربته وأذلت الأمة.

 

وإنّ السبيل الى تحقيق تلك الأهداف يتمثل في حزب سياسيٍ مبدئيٍ يعمل من خلال مسارين....

 

ـ الأول يتمثل في نشر الوعي وتعميمه وتركيزه بين فئات الأمة على المشروع السياسي الاسلامي الذي يراد له أن يقوم على أنقاض الأوضاع الاستعمارية, بوصفه وحده الذي يُجسّد سيادة الشرع, ويحقق رضى الإله ويعيد سلطان الأمة.

 

ـ الأمر الثاني الذي يسير مع الأول هو العمل على كسب ولاء وتأييد أهل القوة للمشروع, فلا يمكن لهذا المشروع أو لغيره أن يصل إلى الحكم كاملاً إلا من خلال نصرة أهل القوة له, وقد ظهر جلياً في الجزائر ومصر وباكستان أن الرأي العام لوحده دون قوة تحميه لا يحقق التغيير, فلا بد للرأي العام من أنياب ومخالب تضرب عملاء الاستعمار وتخلع عروشهم الفاسدة, ثم لتقيم على أنقاض الملك الجبري الآثم والظالم, خلافة الراشدين الموعودة.

 

{ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوَالهمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيل اللَّه فَسَيُنْفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُون عَلَيْهِمْ حَسْرَة ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَاَلَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّم يُحْشَرُونَ }

 

منذر عبدالله

رابط هذا التعليق
شارك

Join the conversation

You can post now and register later. If you have an account, sign in now to post with your account.

زوار
اضف رد علي هذا الموضوع....

×   Pasted as rich text.   Paste as plain text instead

  Only 75 emoji are allowed.

×   Your link has been automatically embedded.   Display as a link instead

×   Your previous content has been restored.   Clear editor

×   You cannot paste images directly. Upload or insert images from URL.

جاري التحميل
×
×
  • اضف...